الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
25 - باب غزوة الأحزاب وقريظة
4272 -
قال إسحاق: أخبرنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مَرْزُوقِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ طَلَبِ الْأَحْزَابِ وَنَزَلَ الْمَدِينَةَ اغْتَسَلَ وَاسْتَجْمَرَ وَوَضَعَ عَنْهُ لأَمَتَه.
*هَذَا إِسْنَادٌ حسن.
4272 -
تخريجه:
ذكره الهيثمي في المجمع (6/ 140)، وقال: رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله ثقات. اهـ.
وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 97 أمختصر)، وقال: رواه إسحاق بن راهويه بإسناد حسن. اهـ.
ومن طريق إسحاق: رواه الطبراني في الأوسط -كما في مجمع البحرين (5/ 108: 2775) -. قال: حدّثنا موسى بن هارون، حدّثنا إسحاق بن راهويه به.
قال الحافظ ابن حجر -كما في المطالب هنا-: هذا إسناد حسن. اهـ.
قلت: وفي تحسينه نظر، لأن مرزوق بن أبي هذيل لين الحديث، وقد لينه الحافظ نفسه، وفيه أيضًا الوليد بن مسلم وهو ثقة يدلس تدليس التسوية، وقد عنعن. =
= ورواه العقيلي في الضعفاء الكبير (4/ 209)، والطبراني في المعجم الكبير (19/ 80: 160)، من طرق عن علي بن بحر القطان قال: حدّثنا الوليد بن مسلم به، إلَّا أنهما قالا: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ عَمِّهِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ. فذكره.
وقد صرح الوليد بن مسلم في رواية الطبراني بالسماع.
قال العقيلي: وقال معمر: وسمعت الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن كعب، عن عمه أن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يَذْكُرْ كعبًا، وهما أولى من مرزوق. اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في التهذيب (10/ 78)، في ترجمة مرزوق بن أبي الهذيل: ذكره العقيلي في الضعفاء، وذكر حديثًا خولف في سنده. اهـ.
قلت: وهو حديث الباب.
ورواه ابن عدي في الكامل (6/ 2438)، من طريق علي بن بحر، قال: حدّثنا الوليد بن مسلم به، إلَّا أنه قال عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ عَمِّهِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بن مالك فذكره.
وقد وقع في الإِسناد عبد الرحمن بن عبيد الله بن كعب وهو خطأ.
ولم تذكر هذه الرواية كعبًا مع أنها من طريق مرزوق بن أبي هذيل، فلعل هناك سقطًا، والله أعلم.
ورواه الطبراني في المعجم الكبير (19/ 79: 160)، قال: حدّثنا إبراهيم بن دحيم الدمشقي، حدّثنا أبي، حدّثنا الوليد بن مسلم بإسناده السابق مطولًا.
ورواه البيهقي في دلائل النبوة (4/ 7)، وذكره الذهبي في المغازي من تاريخ الإِسلام (ص 308)، وابن كثير في البداية والنهاية (4/ 119)، من طريق بشر بن شعيب عن أبيه قال: حدّثنا الزهري به مطولًا، إلَّا أنه قال: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كعب بن مالك، عن عمه عبيد الله بن كعب.
وقع في إسناد البيهقي عبد الله بدلًا من عبيد الله وهو خطًا. =
= وذكره الحافظ ابن حجر في الفتح (7/ 472)، وقال: أخرجه الطبراني والبيهقي في "الدلائل" بإسناد صحيح إلى الزُّهْرِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن كعب بن مالك، عن عمه عبيد الله بن كعب. فذكره
…
ثم قال: وأخرجه الطبراني من هذا الوجه موصولًا بذكر كعب بن مالك فيه. اهـ.
وأورده الهندي في الكنز (10/ 447: 30086)، من حديث كعب بن مالك وعزاه لابن عساكر. وقال ابن عساكر: رجاله ثقات والحديث غريب. اهـ.
الحكم عليه:
الحديث بهذا الإِسناد فيه علتان:
1 -
الوليد بن مسلم وهو ثقة يدلس تدليس التسوية، وهو تدليس لا ينتفي حتى يصرح المدلس بالسماع وكذلك شيخه. وقد صرح الوليد بن مسلم بالسماع من شيخه كما في رواية الطبراني، أما شيخه فلم يصرح.
2 -
مرزوق بن أبي الهذيل وهو لين الحديث، وقد خولف في إسناده.
والحديث يعرف عن عبيد الله بن كعب، كما قال معمر. وقد روى حديث عبيد الله البيهقي. وصحح إسناده الحافظ كما تقدم.
4273 -
[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حدّثنا يُوسُفُ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي المختار، عن بلال، عن حذيفة رضي الله عنه، قَالَ: إِنَّ النَّاسِ تَفَرَّقُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ الْأَحْزَابِ، فَلَمْ يَبْقَ مَعَهُ إلَّا اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا، فَأَتَانِي رسول وَأَنَا جَاثِمٌ مِنَ الْبَرْدِ، فَقَالَ: يَا ابْنَ الْيَمَانِ!، قُمْ فَانْطَلِقْ إِلَى عَسْكَرِ الْأَحْزَابِ فَانْظُرْ إِلَى حَالِهِمْ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا قُمْتُ إِلَيْكَ إلَّا حَيَاءً، من البرد -قال: وبرد الحرَّة (1) وبرد الَصَّبَخَة (2) -: انْطَلِقْ يَا ابْنَ الْيَمَانِ، فَلَا بَأْسَ عَلَيْكَ مِنْ بَرْدٍ وَلَا حَرٍّ حَتَّى تَرْجِعَ إِلَيَّ، قَالَ: فَانْطَلَقْتُ حَتَّى آتِيَ عَسْكَرَهُمْ، فَوَجَدْتُ أَبَا سُفْيَانَ يُوقِدُ النَّارَ فِي عُصْبَةٍ حَوْلَهُ، وَقَدْ تَفَرَّقَ عَنْهُ الْأَحْزَابُ، فَجِئْتُ حَتَّى أَجْلِسَ فِيهِمْ، فَحَسَّ أَبُو سُفْيَانَ أَنَّهُ قَدْ دَخَلَ فِيهِمْ منْ غَيْرِهِمْ، فَقَالَ: لِيَأْخُذْ كُلُّ رَجُلٍ بِيَدِ جَلِيسِهِ، قَالَ: فَضَرَبْتُ بِيَمِينِي عَلَى الَّذِي عَنْ يَمِينِي، فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ، وَضَرَبْتُ بِشِمَالِي عَلَى الَّذِي عن يساري، فأخذت بيده، فكنت فيهم هُنَيْهَة (3)، ثُمَّ قُمْتُ فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو قائم يصلي، فأومى إِلَيَّ بِيَدِهِ أَنِ ادْنُ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ حَتَّى أَرْسَلَ عَلَيَّ مِنَ الثَّوْبِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ لِيُدْفِئَنِي، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ، قَالَ: يَا ابن اليمان! اقعد، فأخبر (4) النَّاسِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْ (5) أَبِي سُفْيَانَ فَلَمْ يَبْقَ إلَّا فِي عُصْبَةٍ (6) تُوقِدُ النَّارَ، وَقَدْ صَبَّ اللَّهُ تعالى عَلَيْهِمْ مِنَ الْبَرْدِ مِثْلَ الَّذِي صَبَّ عَلَيْنَا ولكن نرجو من الله ما لا يرجون.
(1) الحرّة: أرض بظاهر المدينة بها حجارة سود كثيرة. انظر: النهاية في غريب الحديث (1/ 365).
(2)
في المطبوعة: "السبخة".
(3)
في المطبوعة "هنية".
(4)
في المطبوعة: "ما خبر الناس".
(5)
في المطبوعة: "غير".
(6)
موجودة في هامش (مح).
*هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ، وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحِ (1) وَفِي هَذَا زِيَادَاتٌ.
قَالَ الْبَزَّارُ (2) لَمَّا أَخْرَجَهُ مِنْ طَرِيقِ يُوسُفَ هَذَا: لَا يُرْوَى عَنْ بِلَالٍ، عن حذيفة رضي الله عنه إلَّا بهذا الإِسناد.
(1) صحيح مسلم (3/ 1414: 1788).
(2)
كشف الأستار (2/ 335: 1809).
4273 -
[1] تخريجه:
ذكره الهيثمي في المجمع (6/ 136) وقال: رواه البزّار ورجاله ثقات، وفي الصحيح لحذيفة حديث بغير هذا السياق. اهـ.
وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 97 أمختصر)، وقال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة والبزار وأصله في الصحيحين، وفي هذا زيادة ظاهرة. اهـ.
ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 31): وعنه: البيهقي في دلائل النبوة (3/ 450)، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن كامل القاضي، حدّثنا عيسى بن عبد الله الطيالسي، حدّثنا أبو نعيم الفضل بن دكين به بلفظ مقارب.
قال الحاكم: حديث صحيح الإِسناد. اهـ. ووافقه الذهبي.
وأقره ابن الملقن كما في مختصر استدراك الذهبي (2/ 114).
وأورده الذهبي في المغازى من تاريخ الإِسلام (ص 302)، عن أبي نعيم وساق السند والمتن.
ورواه البزّار- كما في كشف الأستار (2/ 335: 1809)، قال: حدّثنا إبراهيم بن هاني، حدّثنا عبيد الله بن موسى، حدّثنا يوسف بن صهيب، به، بلفظ مقارب.
قال البزّار: لا نعلمه عَنْ بِلَالٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ إلَّا بِهَذَا الإِسناد. اهـ. =
= وقال الهيثمي: حديث حذيفة في الصحيح، وفي هذا زيادة، منها أنه قال:"فَلَمْ يبقَ مَعَهُ إلَّا اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا"، ومنها:"ما قمت لك إلَّا حياء" وغير ذلك. اهـ.
قال الحافظ ابن حجر في تعليقه على إسناد ابن أبي شيبة: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ، وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحِ، وَفِي هذا زيادات. اهـ.
ورواه مسلم في صحيحه (3/ 1414: 1788)، كتاب الجهاد والسير: باب غزوة الأحزاب قال: حدّثنا زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم جميعًا، عن جرير.
قال زهير: حدّثنا جرير، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قال: كنا عند حذيفة. فذكره بمعناه.
ورواه أبو نعيم في دلائل النبوة (ح 432)، من طريق خالد بن عبد الله البقال، عن إبراهيم التيمي به.
ورواه ابن أبي عمر -كما في المطالب هنا- قال: حدّثنا المقرئ، حدّثنا المسعودي، عن القاسم، عن حذيفة، فذكره بمعناه.
قلت: القاسم بن عبد الرحمن لم يسمع من حذيفة.
ورواه البيهقي في دلائل النبوة (3/ 451)، من طريق عكرمة بن عمار، عن محمد بن عبيد أبي قدامة الحنفي، عن عبد العزيز ابن أخي حذيفة.
ورواه أيضًا في دلائل النبوة (3/ 454)، من طريق هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ مولى عمر بن الخطاب، أن رجلًا قال لحذيفة: فذكره بمعناه.
الحكم عليه:
الحديث بهذا الإِسناد فيه موسى بن أبي المختار، ذكره ابن أبي حاتم =
= وسكت عنه، وذكره ابن حبّان في الثقات، وفي سماع بلال بن يحيى من حذيفة خلاف، ولكن الحديث يرتقي إلى الحسن لغيره مما رواه مسلم وغيره، والله أعلم.
وقد صححه الحاكم ووافقه الذهبي وابن الملقن، وحسنه ابن حجر كما تقدم.
4273 -
[2] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا المسعودي، عن القاسم، عن حذيفة رضي الله عنه، قَالَ: لَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ الْأَحْزَابِ أَصَابَ النَّاسَ جَهْدٌ شَدِيدٌ، وَأَصَابَهُمْ مِنَ الْبَرْدِ مَا لَمْ (1) يُصِبْهُمْ مِثْلُهُ قَطُّ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ يُصَلِّي، فصلَّى مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يُصَلِّيَ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَقُومُ الْآنَ فَيَعْلَمُ لَنَا خَبَرَ الْقَوْمِ بِيَّضَ (2) اللَّهُ وَجْهَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا اسْتَطَاعَ رَجُلٌ مِنْهُمْ أَنْ يَقُومَ لِمَا بِهِمْ مِنَ الشدة، ثم صلَّى صلى الله عليه وسلم مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يُصَلِّيَ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَقُومُ الْآنَ فَيَعْلَمُ لَنَا خَبَرَ الْقَوْمِ جَعَلَهُ اللَّهُ مَعِي فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا اسْتَطَاعَ رَجُلٌ مِنْهُمْ أَنْ يَقُومَ لِمَا هُمْ فِيهِ مِنَ الشِّدَّةِ، ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم: يَا فُلَانُ! قُمْ، قَالَ: وَالَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ لَا أَقُومُ إِلَيْكَ الآن، ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم: يَا حُذَيْفَةُ! قُمْ، قَالَ حُذَيْفَةُ: فَأَرَدْتُ أَنْ أَحْلِفَ كَمَا حَلَفَ صَاحِبِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّكُمْ لحُلَّف، قَالَ: فَقُمْتُ إِلَيْهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لِي: انْطَلِقْ فَاعْلَمْ لَنَا خَبَرَ الْقَوْمِ، وَلَا تُحدثنَّ شَيْئًا حَتَّى تَرْجِعَ إِلَيَّ، قَالَ حُذَيْفَةُ: فَدَعَا لِي أَنْ يَحْفَظَنِيَ اللَّهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ، وَمِنْ خَلْفِي، حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْهِ، فَانْطَلَقْتُ وَبَيْنِي وَبَيْنَهُمْ سَبِخَةٌ يَابِسَةٌ (3)، فَلَمْ أنشَب أَنْ قَطَعْتُهَا فَإِذَا هُمْ فِي أَمْرٍ عَظِيمٍ، وَإِذَا أَبُو سُفْيَانَ يَصْطَلِي عَلَى نَارٍ لَهُمْ مِنَ الْبَرْدِ، وَإِذَا نُوَيْرَةٌ لَهُمْ تُضِيءُ أَحْيَانًا وَتَخْبُو أَحْيَانًا، فَإِذَا أَضَاءَتْ رَأَيْتُ مَنْ حَوْلَهَا، فَقُلْتُ: مَا أَنْتَظِرُ؟ لَهَذَا عَدُوُّ اللَّهِ قَدْ رَأَيْتُ مَكَانَهُ، فَأَخَذْتُ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِي، فَوَضَعْتُهُ فِي كَبِد الْقَوْسِ، ثُمَّ ذَكَرْتُ قَوْلَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
(1) في (مح): "ما لا يصبهم"، وما أثبته من المطبوعة.
(2)
في المطبوعة: "ينضّر".
(3)
وقع في المطبوعة: "نشاشة".
لَا تحدثنَّ شَيْئًا حَتَّى تَرْجِعِ إِلَيَّ، فَأَلْقَيْتُهُ فِي الْكِنَانَةِ، ثُمَّ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا هُمْ فِيهِ، فجعل صلى الله عليه وسلم يحمد الله تعالى، فأرسل الله عز وجل الرِّيحَ وَذَكَرَ الْآيَةَ:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ} (4) الآية.
(4) سورة الأحزابِ: الآية 9: وهي قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا} .
4273 -
[2] تخريجه والحكم عليه:
تقدما في الطريق السابقة.
4274 -
وقال الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ هُوَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فِي الْخَنْدَقِ بِيَدَيْهِ (1)، ثُمَّ قَالَ:
بِسْمِ اللَّهِ وَبِهِ بَدَيْنَا
…
وَلَوْ عبدنا غيره شقينا
حبذا ربا (2) وحبذا دينًا
(1) ساقطة من بغية الباحث.
(2)
في (مح): (ربنا)، والتصحيح من بغية الباحث.
4274 -
تخريجه:
هو في بغية الباحث (3/ 866: 674).
وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 97 أمختصر)، وقال: رواه الحارث مرسلًا. اهـ.
وذكره الحافظ ابن حجر في الفتح (7/ 458)، وعزاه للحارث.
وقد ورد هذا الحديث موصولًا عن أبي عثمان، عن سلمان.
رواه البيهقي في دلائل النبوة (3/ 414)، من طريق المسيب بن شريك، عن زياد بن زياد، عن أبي عثمان، عن سلمان فذكره.
وذكر ابن كثير رواية البيهقي في البداية والنهاية (4/ 98)، وقال عقبة: هذا حديث غريب من هذا الوجه. اهـ.
قلت: وفيه المسيب بن شريك التميمي، قال أحمد: ترك الناس حديثه. وقال مسلم وجماعة: متروك. وقال البخاري: سكتوا عنه.
انظر: "الجرح والتعديل 8/ 294، الكامل 6/ 2382، الميزان 4/ 114، اللسان. 6/ 38). =
= وأورده الصالحين في سبل الهدى والرشاد (4/ 517)، وعزاه للبيهقي عن سلمان، ولابن أبي أسامة عن أبي عثمان النهدي.
الحكم عليه:
رجاله ثقات إلَّا أنه مرسل، وعلى ذلك فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف.
4275 -
وبه (1) إلى أبي إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْخَنْدَقِ:
اللَّهُمَّ لَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الْآخِرَةِ
…
فَارْحَمِ الْأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَةَ
وَالْعَنْ عَضْلًا وَالْقَارَةَ (2)
…
هَمْ كَلَّفُونَا نَقْلَ (3) الْحِجَارَةِ (4)
(1) ومراده: قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أبو إسحاق.
(2)
القارة: قبيلة تتألف من عَضَل والدِّيش ابنا الهُون بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، سموا قارة لاجتماعهم والتفافهم، لما أراد ابن الشدَّاخ أن يرفقهم في بني كنانة وقريش. انظر: الإنباه على قبائل الرواة (ص 53)، جمهرة أنساب العرب (ص 190)، معجم قبائل العرب (3/ 935).
(3)
في بغية الباحث: "ننقل".
(4)
قال الحافظ في الفتح (7/ 456)، والأول غير موزون، ولعله كان: والعن إلهي عضلًا والقارة.
4275 -
تخريجه:
هو في بغية الباحث (3/ 867: 675).
وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 97 أمختصر)، وقال: رواه الحارث مرسلًا. اهـ.
ورواه عبد الرزاق في المصنف (11/ 62: 19912)، وعنه: أحمد في فضائل الصحابة (2/ 798: 1429)، قال: عن معمر، عن ابن طاوس، به، مثله.
وذكره الحافظ في الفتح (7/ 456)، وعزاه للحارث.
الحكم عليه:
رجاله ثقات إلَّا أنه مرسل، وعلى ذلك فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف.
وروى الواقدي في المغازي (2/ 453)، وذكره الصالحي في سبل الهدى والرشاد (4/ 518)، قال: حدثني ابن سبرة، عن صالح بن محمد بن زائدة، عن =
= أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي واقد الليثي، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فذكره مطولًا. وفيه ذكر للبيتين السابقين.
قلت: وفيه الواقدي، وهو متروك. فالشاهد ضعيف جدًا لا يقوي حديث الباب.
وسيأتي الكلام عن البيت الأول في الحديث رقم (4281)، فانظره هناك.
4276 -
وبه (1) إلى أبي إسحاق، حدّثنا رَجُلٌ مِنَ الْأَنْعُمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ (2)، عَنْ عَبْدِ الله بن عمرو رضي الله عنهما، قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، بَالْخَنْدَقِ عَلَى الْمَدِينَةِ، فَأَتَاهُ قَوْمٌ فَأَخْبَرُوهُ أَنَّهُمْ وَجَدُوا صَفَاةً لَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يَنْقُبُوهَا، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَقُمْنَا مَعَهُ، فَأَخَذَ الْمِعْوَلَ فَضَرَبَ، فَلَمْ أَسْمَعْ ضربة من رجل كانت أكبر (3)[أصوتًا](4) مِنْهَا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: اللَّهُ أَكْبَرُ، فُتِحَتْ فَارِسُ، ثُمَّ ضَرَبَ أُخْرَى مِثْلَهَا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: اللَّهُ أَكْبَرُ، فُتِحَتِ الرُّومُ، ثُمَّ ضَرَبَ أُخْرَى مِثْلَهَا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: اللَّهُ أَكْبَرُ، جَاءَ الله بحمير أعوانًا وأنصارًا.
(1) هذا معطوف على السند الذي قَبله، ومراده: قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أبو إسحاق.
(2)
في بغية الباحث: "بريدة".
(3)
في المطبوعة: "أكثر".
(4)
هذه الزيادة أضفتها من بغية الباحث.
4276 -
تخريجه:
هو في بغية الباحث (3/ 868: 676).
وذكره الهيثمي في المجمع (6/ 13)، وقال: رواه الطبراني بإسنادين في أحدهما حيي بن عبد الله، وثقه ابن معين، وضعفه جماعة، وبقية رجاله رجال الصحيح. اهـ.
وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق97 أمختصر)، وقال: رواه الحارث بسند فيه راوٍ لم يسم. اهـ.
ورواه الطبراني، كما في البداية والنهاية (4/ 102)، قال: حدّثنا هارون بن ملول، حدّثنا أبو عبد الرحمن، حدّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن يزيد، عن عبد الله بن عمرو. فذكره. =
= قال ابن كثير عقبه: هذا غريب من هذا الوجه، وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي فيه ضعف، فالله أعلم. اهـ.
وذكره السيوطي في الخصائص الكبرى (1/ 228)، وعزاه لأبي نعيم.
الحكم عليه:
الحديث بهذا الإِسناد ضعيف؛ لأجل الرجل المبهم، وهو عبد الرحمن بن زياد الأفريقي، كما في رواية الطبراني، وهو ضعيف.
ولكن للحديث شواهد تشهد لهذا الحديث فيرتقي بها إلى الحسن لغيره، ومنها:
1 -
عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه قال: لما أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أن نحفر الخندق، عرض لنا فيه حجر لا يأخذ فيه المعول، فاشتكينا ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فألقى ثوبه وأخذ المعول، وقال:"بسم الله" فضرب ضربة فكسر ثلث الصخرة، قال:"الله أكبر، أعطيت مفاتيح الشام، والله إني لأبصر قصورها الحُمر الآن من مكاني هذا". قال: ثم ضرب أخرى وقال: "بسم الله" وكسر ثلثًا آخر، وقال:"الله أكبر، أعطيت مفاتيح فارس، والله إني لأبصر قصر المدائن الأبيض الآن"، ثم ضرب ثالثة، وقال:"بسم الله" فقطع الحجر، قال:"الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن، والله إني لأبصر باب صنعاء".
رواه النسائي في السنن الكبرى (5/ 269: 8858)، وأحمد في مسنده (4/ 303)، وأبو بكر ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 421: 18667)، وأبو نعيم في دلائل النبوة (خ 430).
والبيهقي في دلائل النبوة (2/ 421)، من طرق عن عوف، عن ميمون أبي عبد الله، عن البراء.
قال ابن كثير في البداية والنهاية (4/ 103)، هذا حديث غريب، تفرّد به ميمون بن أستاذ هذا، وهو بصري. اهـ. =
= وقال الهيثمي في المجمع (6/ 131)، فيه ميمون أبو عبد الله، وثقه ابن حبّان وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات. اهـ.
وقال الحافظ في الفتح (7/ 458)، إسناده حسن. اهـ.
قلت: ميمون، أبو عبد الله البصري، مولى ابن سمرة، قيل اسم أبيه أستاذ، وفرق بينهما ابن أبي حاتم، وهو ضعيف.
انظر في ترجمته: (الجرح والتعديل 8/ 233: 234) انظر: التقريب (ص 556: 7051).
فتحسين الحافظ لهذا الإِسناد فيه نظر.
2 -
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: احتفر رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق وأصحابه
…
فذكر قصة مطولة، ثم قال: ثم تمشوا إلى الخندق، فقال: اذهبوا بنا إلى سلمان، فإذا صخرة بين يديه قد ضعف عنها، فقال نبي الله لأصحابه: دعوني، فأكون أول من ضربها، فقال:"بسم الله" فضربها فوقعت فلقة ثلثها، فقال:"الله أكبر، قصور الروم ورب الكعبة"، ثم ضرب بأخرى فوقعت فلقة، فقال "الله أكبر، قصور فارس ورب الكعبة"، فقال عندها المنافقون: نحن نخندق على أنفسنا وهو يعدنا قصور فارس والروم.
رواه الطبراني في المعجم الكبير (11/ 376: 12052)، قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني سعيد بن محمد الجرمي، حدّثنا أبو تميلة، حدّثنا نعيم بن سعيد العبدي، أن عكرمة حدّث عن ابن عباس فذكره.
قال الهيثمي في المجمع (6/ 131): رجاله رجال الصحيح، غير عبد الله بن أحمد بن حنبل ونعيم العبدي وهما ثقتان. اهـ.
وقد ذكر الحافظ ابن كثير عددًا من الروايات، فانظرها في البداية والنهاية (4/ 101)، وما بعدها.
4277 -
قال (1) إسحاق: ثنا روح هو ابن عبادة، ثنا (2) حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ لَيْلَةَ الْأَحْزَابِ الزبير ورجلًا آخر في ليلة قمرة فَنَظَرَا ثُمَّ جَاءَا وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي مِرْطٍ لِأُمِّ سَلَمَةَ فَأَدْخَلَهُمَا فِي الْمِرْطِ وَلَزَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِأُمِّ سَلَمَةَ.
*قُلْتُ: هَذَا مُرْسَلٌ صحيح السند، ذكر (3) فيه نظر.
(1) هذا الحديث زيادة من (ك).
(2)
في المسند: "نا".
(3)
كذا في المخطوط ولعل صحة العبارة (ذكر أم سلمة فيه نظر).
4277 -
تخريجه:
الحديث أخرجه هكذا إسحاق في المسند (4/ 182: 1977).
وأخرج الحاكم (3/ 364)، قال حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن سنان القزاز، ثنا إسحاق بن إدريس، ثنا محمد بن خازم، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم في غداة باردة وهو مع بعض نسائه في لحافه فأدخلني في اللحاف فصرنا ثلاثة.
وقال هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه، وقال الذهبي صحيح ..
قلت: محمد بن سنان ضعيف، وإسحاق واهٍ كما في الميزان (1/ 184).
وأخرج البزّار كما في كشف الأستار (3/ 212: 2595)، قال: حدّثنا محمد بن المثنى والحسن بن يحيى الأرزي قالا: حدّثنا إسحاق بن إدريس، ثنا أبو معاوية، ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في ليلة باردة أو في غداة باردة، فذهبت ثم جئت ورسول الله صلى الله عليه وسلم معه بعض نسائه في لحاف فطرح عليَّ طرف ثوبه، أو طرف الثوب.
وقال: لا نعلم رواه إلَّا الزبير، ولا نعلم له إسنادًا غير هذا ولا نعلم تابع إسحاق عليه أحد. =
= قال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 152)، (رواه البزّار وفيه إسحاق بن إدريس وهو متروك".
وأخرج البخاري (3720)، في باب مناقب الزبير من طريق هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الله بن الزبير، عَنِ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: من يأت بني قريظة فيأتيني بخبرهم فانطلقت فلما رجعت جمع لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أبويه فقال: فداك أبي وأمي.
وأخرج مسلم برقم (2416).
كما أخرج البخاري في كتاب الجهاد باب فضل الطليعة ومسلم (4/ 1879: 2415)، من حديث جابر قال: ندب رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم النَّاسُ يوم الخندق فانتدب الزبير، ثم ندبهم فانتدب الزبير ثم ندبهم فانتدب الزبير، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لكل نبي حواري، وحواريي الزبير".
وأخرجه أحمد (3/ 307).
الحكم عليه:
إسناد إسحاق مرسل، عروة لم يدرك العهد النبوي، ويشهد له حديث جابر عند الشيخين. (سعد).