الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
36 - باب غزوة حنين
4307 -
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حدّثنا يُوسُفُ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه، قَالَ: إِنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم (1) يوم حنين انْكَشَفَ عَنْهُ النَّاسُ، فَلَمْ يَبْقَ مَعَهُ إلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ، يُقَالُ لَهُ زَيْدٌ، آخِذٌ بِلِجَامِ (2) بَغْلَتِهِ الشَّهْبَاءِ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: ويحك يا زيد، ادع المهاجرين، فإن لله تعالى في أعناقهم بيعة، فحدثني بريدة رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: أَقْبَلَ مِنْهُمْ أَلْفٌ، قَدْ طَرَحُوا الجُفُون وَكَسَّرُوهَا، ثُمَّ أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ.
(1) في (مح): "قال يوم حنين".
(2)
في الإِتحاف: "بعنان".
4307 -
تخريجه:
ذكره الهيثمي في المجمع (6/ 181)، وقال: رواه البزّار، ورجاله ثقات. اهـ.
وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 101 أمختصر)، وقال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة والبزار واللفظ له، وروته ثقات. اهـ.
ورواه -أيضًا- ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 524: 18836)، كتاب المغازي، باب غزوة حنين وما جاء فيها، قال: حدّثنا الفضل بن دُكين به، إلَّا أنه =
= قال: عن عبد الله بن بريدة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره بنحوه مطولًا.
قلت: قال محقق مصنف ابن أبي شيبة، والأصح عن أبيه.
وراه البزّار، كما في كشف الأستار (2/ 347: 1828)، من طريق عبيد الله بن موسى، قال: حدّثنا يوسف بن صهيب، به، بنحوه مطولًا.
قال البزّار: لا نعلم رواه إلَّا بريدة ولا رواه عن عبد الله إلَّا يوسف بن صهيب، وهو كوفي مشهور. اهـ. وحكم عليه الحافظ في مختصر زوائد البزّار (2/ 47)، بأن رجاله ثقات.
وذكره ابن كثير -مختصرًا- في البداية والنهاية (4/ 331)، عن عبد الله بن بريدة، وعزاه ليونس بن بكير في مغازيه.
وقد وقع عنده: يوسف بن صهيب بن عبد الله، وهو خطأ، والصواب "عن" عبد الله، كما تقدم في سند هذا الحديث.
الحكم عليه:
إسناده صحيح، والراجح أن عبد الله بن بريدة سمع من أبيه.
وقد تقدم قول الهيثمي وابن حجر والبوصيري بأن رجاله ثقات.
4308 -
[1] حدّثنا (1) محمد بن الحسن، حدّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ [طَهْمَانَ](2)، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عُتْبَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من الطائف نزل (3) الْجِعْرَانَةِ (4) قَسَمَ بِهَا الْغَنَائِمَ، ثُمَّ اعْتَمَرَ مِنْهَا، وَذَلِكَ لِلَيْلَتَيْنِ بَقِيَتَا مِنْ شَوَّالٍ.
[2]
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا (5).
(1) القائل هو أبو بكر بن أبي شيبة.
(2)
بياض في (عم).
(3)
في (مح) و (عم): "يوم"، والتصحيح من مسند أبي يعلى وكتب التخريج.
(4)
من هنا تبدأ نسخة (سد)، من القسم الذي أتوم بتحقيقه. والجِعْرانة: موضع بين الطائف ومكة، وهي إلى مكة أقرب. وهي لا زالت تعرف في رأس وادي سِرَف حين تَعلُّقه في الشمال الشرقي من مكة، يعتمر منها المكيون، وبها مسجد، وقد عطلت بئرها اليوم، وكانت عذبة الماء.
انظر: معجم البلدان (2/ 142)، معجم المعالم الجغرافية (ص 83).
(5)
هو في مسند أبي يعلى (4/ 261: 2374).
4308 -
تخريجه:
ذكره الهيثمي في المجمع (3/ 279)، وقال: رواه أبو يعلى من رواية عتبة مولى ابن عباس، ولم أعرفه. اهـ.
وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 154، مختصر)، وقال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة وعنه أبو يعلى. اهـ.
ومن طريق ابن أبي شيبة: رواه أبو يعلى في مسنده (4/ 261: 2374)، قال: حدّثنا أبو بكر، به، بلفظه.
وذكره الهيثمي في المقصد العلي (2/ 263: 602).
ورواه ابن سعد في الطبقات (2/ 171)، قال: أخبرنا محمد بن سابق، أخبرنا إبراهيم بن طهمان، به، بلفظه. =
= ورواه الطبراني في المعجم الكبير (11/ 431: 12223)، من طريق عثمان بن أبي شيبة، قال: حدّثنا محمد بن الحسن الأسدي، به، بلفظه. إلَّا أنه قال: عمير مولى ابن عباس، عن ابن عباس.
قلت: لذا عزاه الهيثمي لأبي يعلى، ولم ينسبه للطبراني.
وذكر ابن كثير في البداية والنهاية (4/ 366)، رواية الطبراني، ثم قال عقبه: غريب جدًا، وفي إسناده نظر، والله أعلم. اهـ.
الحكم عليه:
الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، لأجل أبي الزبير وهو ثقة يدلس، وقد عنعن.
ومحمد بن الحسن الأسدي صدوق فيه لين، وعتبة مولى ابن عباس لم أعرفه.
وتقدم قول ابن كثير عن هذا الحديث بأنه غريب جدًا، وفي إسناده نظر.
قلت: وقد وقع في هذا الحديث أن عمرة الجعرانة كانت في شوال. والصحيح أنها كانت في ذي القعدة، فعن أنس رضي الله عنه قال: اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع عمر كلهن في ذي القعدة إلَّا التي كانت مع حجته: عمرة الحديبية في ذي القعدة، وعمرة من العام المقبل في ذي القعدة، وعمرة من الجعرانة حيث قسم غنائم حنين في ذي القعدة، وعمرة مع حجته.
رواه البخاري (3/ 702: 1780)، (6/ 210: 3066)، (7/ 504: 4148 الفتح)، واللفظ له، ومسلم (2/ 916: 1253)، وأبو داود (2/ 206: 1994)، والترمذي (3/ 170: 815)، وأحمد (3/ 134، 245، 298)، وابن سعد في الطبقات (2/ 171)، وأبو يعلى في مسنده (5/ 253: 2872)، وابن خزيمة في صحيحه (4/ 358: 3071)، وابن حبّان، كما في الإحسان (6/ 31: 3756)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 345: 357)، وفي دلائل النبوة (5/ 455)، والبغوي في شرح السنَّة (7/ 11: 1846).
4309 -
وقال مسدّد: حدَّثنا يَحْيَى، عَنْ عَوْفٍ، حدَّثني عَبْدُ الرَّحْمَنِ صَاحِبُ السِّقَايَةِ، حدَّثني رَجُلٌ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ، قَالَ: لَمَّا الْتَقَيْنَا نَحْنُ وَأَصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَقُومُوا لَنَا حَلْبَ شَاةٍ أن كشفناهم، فبينا نحن نَسُوقُهُمْ فِي أَدْبَارِهِمْ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى صَاحِبِ البغلة البيضاء أوالشهباء فَنَلْقَى عِنْدَهَا رِجَالًا بِيضَ الْوُجُوهِ، فَقَالَ: شاهَت الوجوه، ارجعوا فانهزمنا من قولهم، فركبوا أكتافنا فكانت إياها.
4309 -
تخريجه:
ذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 101 أمختصر)، وقال: رواه مسدّد، عن يحيى، عن عون، عنه به. اهـ.
ومن طريق مسدّد: رواه البيهقي في دلائل النبوة (5/ 143)، وذكره ابن كثير في والنهاية (4/ 331)، إلَّا أنهما قالا: قال مسدّد: حدَّثنا جعفر بن سليمان، حدَّثنا عوف.
ورواه ابن جرير الطبري في جامع البيان (10/ 103)، قال: حدَّثنا القاسم، الحسين، حدَّثني جعفر بن سليمان، عن عوف، به، بنحوه.
ورواه أيضًا (10/ 103)، من طريق المعتمر بن سليمان، عن عوف، به،. إلَّا أنه قال: عبد الرحمن مولى أم برثن أو أم مريم.
وذكره الذهبي في المغازي من تاريخ الإسلام (ص 583)، وقال: إسناده جيد. اهـ.
وأورده السيوطي في الخصائص الكبرى (1/ 269)، وعزاه أيضًا لابن عساكر.
الحكم عليه:
رجاله ثقات، إلَّا عبد الرحمن صاحب السقاية فهو صدوق.
وعلى ذلك فالحديث بهذا الإِسناد حسن، وجهالة الرجل لا تضر؛ لأن الظاهر أنه أسلم وحدَّث عبد الرحمن بهذه القصة. =
= وقد قال الحافظ ابن حجر في التهذيب (6/ 122)، في ترجمة عبد الرحمن صاحب السقاية، روى عن رجل من الصحابة لم يسمه. اهـ.
قلت: والظاهر أنه هذا، والله أعلم.
4310 -
وقال عبد: حدَّثنا موسى بن مسعود، حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ السَّائِبِ الطَّائِفِيُّ، حدَّثني أَبِي (1) السَّائِبِ بْنُ يَسَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنِ عَامِرٍ السُّوَائِيَّ، قَالَ (2): وَكَانَ شَهِدَ حُنَيْنًا مَعَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ أَسْلَمَ، فَنَحْنُ نَسْأَلُهُ عَنِ الرُّعْبِ الَّذِي ألقاه الله تعالى فِي قُلُوبِ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ حُنَيْنٍ كَيْفَ كَانَ؟ قَالَ: كُنَّا نَأْخُذُ [الْحَصَاةَ](3)، فَنَرْمِيهَا فِي الطَّسْتِ (4) فيه الماء فيطنّ، قَالَ: كُنَّا نَجِدُ فِي أَجْوَافِنَا مِثْلَ هَذَا.
(1) في (مح) و (عم) و (سد): "ابن"، والتصحيح من المنتخب.
(2)
القائل هو الراوي عن يزيد، وهو السائب بن يسار.
(3)
بياض في (سد).
(4)
في (سد): "طشت".
4310 -
تخريجه:
هو في المنتخب من مسند عبد بن حميد (1/ 402: 438).
وذكره الهيثمي في المجمع (6/ 183)، وقال: رواه الطبراني، ورجاله ثقات. اهـ.
وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 101 أمختصر)، وعزاه لعبد بن حميد.
ورواه الطبراني في المعجم الكبير (22/ 237: 623)، قال: حدَّثنا علي بن عبد العزيز، حدَّثنا أبو حذيفة، به، بنحوه.
ورواه البيهقي في دلائل النبوة (5/ 144)، من طريقين، عن أبي حذيفة، به، بلفظ مقارب.
وقد تابع أبا حذيفة: معن بن عيسى.
فرواه ابن جرير الطبري في جامع البيان (10/ 103)، قال: حدَّثنا محمد بن يزيد الآدمي، حدَّثنا معن بن عيسى، عن سعيد بن السائب الطائفي، به، بنحوه.
قلت: ومعن بن عيسى بن يحيى الأشجعي مولاهم، قال عنه الحافظ في =
= التقريب (ص 542 رقم 6820)، ثقة ثبت.
وذكره ابن كثير في البداية والنهاية (4/ 331)، والتفسير (2/ 359)، وقال عقبه: له شاهد من حديث الفهري يزيد بن أُسيد، فالله أعلم. اهـ.
وأورده السيوطي في الخصائص الكبرى (1/ 269)، وعزاه لعبد بن حميد والبيهقي.
الحكم عليه:
الحديث بهذا الإِسناد فيه موسى بن مسعود النهدي وهو صدوق سيء الحفظ، والسائب بن يسار الطائفي، ذكره البخاري في تاريخه، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، وسكتا عنه، وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال: كان يروي عن يزيد المراسيل.
وقد تابع موسى بن مسعود: معن بن عيسى كما في رواية الطبري، فتبقى العلة الثانية، ويتوقف في الحكم على الحديث، إلَّا أن للحديث شاهدًا من حديث الفهري.
كما قال ابن كثير. يرتقي فيه الحديث إلى الحسن لغيره.
وهو ما رواه أحمد في مسنده (5/ 286)، قال: حدَّثنا بهز، حدَّثنا حماد بن سلمة، أخبرني يعلي بن عطاء، عن أبي همام -قال أبو الأسود، هو عبد الله بن يسار- عن أبي عبد الرحمن الفهري، قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين، فسرنا في يوم قائظ شديد الحر، فنزلنا تحت ظلال الشجر، فلما زالت الشمس، لبست لأمتي وركبت فرسي. فانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في فسطاطه، فقلت: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله، حان الرواح؟ فقال: أجل، فقال: يا بلال، فثار من تحت سمرة كأن ظله ظل طائر، فقال: لبيك وسعديك وأنا فداؤك، فقال: اسرج لي فرسي. فأخرج سرجًا دفتاه من ليف ليس فيهما أشر ولا بطر، قال: فأسرج. قال: فركب وركبنا فصاففناهم عشيتنا وليلتنا، فتشامت الخيلان، فولى المسلمون مدبرين، كما قال الله عز وجل، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يا عباد الله أنا عبد الله ورسوله، ثم قال: يا =
= معشر المهاجرين: أنا عبد الله ورسوله، قال: ثم اقتحم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فرسه، فأخذ كفًا من تراب، فأخبرني الذي كان أدنى إليه مني أنه ضرب به وجوههم، وقال: شاهت الوجوه. فهزمهم الله عز وجل.
قال يعلي بن عطاء: فحدَّثني أبناؤهم عن آبائهم أنهم قالوا: لم يبق منا أحد إلَّا امتلأت عينه وفمه ترابًا، وسمعنا صلصلة بين السماء والأرض كإمرار الحديد على الطست الحديد.
ورواه أبو داود في سننه (4/ 359: 5233)، والدارمي في سننه (2/ 289: 4252)، والطيالسي في مسنده (195: 1371)، وابن أبي شيبة في المصنف (14/ 529: 18844)، وابن سعد في الطبقات (2/ 156)، وابن جرير الطبري في جامع البيان (10/ 102)، والبزار، كما في كشف الأستار (2/ 350: 1833)، والبيهقي في دلائل النبوة (5/ 141)، قال الهيثمي في المجمع (6/ 181 - 182)، روى أبو داود منه إلى قوله:"ليس فيه أشر ولا بطر"، ورواه البزّار والطبراني، ورجالهما ثقات. اهـ.
وقال الحافظ في مختصر زوائد البزّار (2/ 48)، أصله في سنن أبي داود، ورجاله ثقات. اهـ.
وقال الألباني في صحيح أبي داود (3/ 983)، حسن. اهـ.
قلت: الحديث بجميع طرقه مداره على أبي همام، عبد الله بن يسار، قال عنه ابن المديني: شيخ مجهول. اهـ. وذكره ابن حبّان في الثقات. انظر في ترجمته:
الثقات (5/ 51)، التهذيب (6/ 77). التقريب (ص 330: 3718).
4311 -
وَبِهِ (1) إِلَى يَزِيدَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: فَذَكَرَ انْكِشَافَةً انْكَشَفَهَا الْمُسْلِمُونَ، فَتَبِعَهُمُ الْكُفَّارُ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبْضَةً (2) مِنَ الْأَرْضِ (3)، ثُمَّ أَقْبَلَ بِهَا عَلَى الْمُشْرِكِينِ، فَرَمَى بها في وجوههم، فَقَالَ: ارْجِعُوا شَاهَتِ الْوُجُوهُ، قَالَ: فَمَا مِنْ أَحَدٍ يَلْقَى أَخَاهُ، إلَّا وَهُوَ يَشْكُو القَذَى في عينيه.
(1) أي: بالإِسناد السابق، ولفظه: قال عبد: حدَّثنا موسى بن مسعود، حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ السَّائِبِ
الطَّائِفِيُّ، حدَّثني أَبِي: السَّائِبِ بْنُ يَسَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنِ عَامِرٍ.
(2)
في (سد): "قبضتين".
(3)
في (عم): "الرمض".
4311 -
تخريجه:
هو في المنتخب من مسند عبد بن حميد (1/ 402: 439).
وذكره الهيثمي في المجمع (6/ 182)، وقال: رواه الطبراني، ورجاله ثقات. اهـ.
وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 101 ب مختصر)، وعزاه لعبد بن حميد.
ورواه الطبراني في المعجم الكبير (22/ 237: 622)، قال: حدَّثنا علي بن عبد العزيز، حدَّثنا أبو حذيفة، به، بنحوه. وزاد في آخره: ويمسح عينيه.
ورواه البيهقي في دلائل النبوة (5/ 143)، من طريق الكُدَيمي، قال: حدَّثنا موسى بن مسعود، به، بنحو رواية الطبراني.
وقد تابع موسى بن مسعود: معن بن عيسى، فرواه ابن جرير الطبري في جامع البيان (10/ 103)، قال: حدَّثنا محمد بن يزيد الآدمي، حدَّثنا معن بن عيسى، عن سعيد بن السائب الطائفي، به، بنحوه. وزاد: وهم يتبعون المسلمين.
قلت: ومعن بن عيسى ثقة ثبت، كما تقدم ذلك في تخريج الحديث السابق رقم (4310).
وأورده السيوطي في الدر المنثور (3/ 245)، وعزاه للبخاري في التاريخ الكبير =
= وابن مردويه والبيهقي، وبمراجعة التاريخ الكبير (4/ 155)، قال البخاري: قال لي إبراهيم بن المنذر، عن معن: حدَّثني سعيد بن السائب، عن أبيه، عن يزيد بن عامر، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يذكر له متنًا.
الحكم عليه:
الحديث بهذا الإِسناد كسابقه، فيه موسى بن مسعود وهو صدوق سيء الحفظ، وقد تابعه معن بن عيسى كما في رواية الطبري. والسائب الطائفي ذكره البخاري في تاريخه وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل وسكتا عنه، وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال: يروى عن يزيد المراسيل.
فيتوقف في الحكم في الحديث.
ولكن للحديث شواهد يرتقي بها إلى الحسن لغيره، منها:
1 -
عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ رضي الله عنه قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حنينًا، فلما واجهنا العدو، تقدمت، فأعلو ثنية، فاستقبلني رجل من العدو فأرميه بسهم، فتوارى عني، فما دريت ما صنع ونظرت إلى القوم فإذا هم قد طلعوا من ثنية أخرى، فالتقوا هم وصحابة النبي صلى الله عليه وسلم فولّى صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وأرجع منهزمًا وعليّ بردتان متزرًا بأحدهما مرتديًا بالأخرى، فاستطلق إزاري، فجمعتهما جميعًا ومررت على رسول الله منهزمًا وهو على بغلته الشهباء، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لقد رأى ابن الأكوع فزعًا، فلما غشوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَزَلَ عن البغلة، ثم قبض قبضة من تراب من الأرض، ثم استقبل به وجوههم، فقال: شاهت الوجوه. فما خلق الله منهم إنسانًا إلَّا ملأ عينيه ترابًا بتلك القبضة، فولوا مدبرين فهزمهم الله عز وجل وقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم غنائمهم بين المسلمين.
رواه مسلم في صحيحه (2/ 1403: 1777)، والبيهقي في دلائل النبوة (5/ 140).
2 -
ويشهد له أيضًا الحديث التالي، وهو حديث أنس رضي الله عنه.
4312 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بكر، حدَّثنا عمرو بن عاصم، [حدَّثنا](1) أَبُو الْعَوَّامِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ انْهَزَمَ النَّاسُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلَّا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَأَبَا سُفْيَانَ بْنَ الْحَارِثِ، وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْعَبَّاسَ أَنْ يُنَادِيَ: يَا أَصْحَابَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ! يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ! ثُمَّ اسْتَحَثَّ النداء في بني الحارث بن الخزرج، فَلَمَّا سَمِعُوا النِّدَاءَ أَقْبَلُوا، فَوَاللَّهِ مَا شَبِهَتْهُمْ إلَّا الإِبل تحن (2) إلى أولادها، (فلما التقوا التحم القتال) (3) فقال: الْآنَ حَمِيَ الْوَطِيسُ، وَأَخَذَ صلى الله عليه وسلم كَفًّا مِنْ حَصًى أَبْيَضَ، فَرَمَى بِهَا، [وَقَالَ: هُزِمُوا وَرَبِّ] (4) الْكَعْبَةِ، وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ [يومئذٍ أَشَدُّ](4) النَّاسِ (5)[قِتَالًا بَيْنَ يديه](6) صلى الله عليه وسلم.
(1) ساقطة من (مح) و (عم) و (سد)، واستدركتها من مسند أبي يعلى.
(2)
في مسند أبي يعلى: "تجيء".
(3)
في (عم): "فلقد أخذ يقول: القتال القتال".
(4)
بياض في (عم) و (سد).
(5)
في (سد): "شاهد الناس".
(6)
بياض في (عم) و (سد).
4312 -
تخريجه:
هو في مسند أبي يعلى (6/ 289: 3606).
وذكره الهيثمي في المقصد العلي (2/ 442: 979).
وذكره أيضًا في المجمع (6/ 180)، وقال: رواه أبو يعلى والطبراني في "الأوسط" ورجالهما رجال الصحيح غير عمران بن دَاوَر وهو أبو العوام، وثقه ابن حبّان وغيره، وضعفه ابن معين وغيره. اهـ.
وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 101 ب مختصر)، وعزاه لأبي يعلى. =
= ورواه الطبراني في الأوسط -كما في مجمع البحرين (5/ 124: 2795) - قال: حدَّثنا إبراهيم، حدَّثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، به، بنحوه.
قال الطبراني: لم يروه عن معمر، عن الزهري، عن أنس، إلَّا عمران، تفرّد به عمرو. اهـ.
الحكم عليه:
الحديث بهذا الإِسناد فيه أبو العوام، عمران بن داود القطان، وهو صدوق يهم وللحديث شاهد يرتقي به إلى الحسن لغيره.
عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه قال: شهدت مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يوم حنين، فلزمت أنا وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ نفارقه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلة له بيضاء أهداها له فروة بن نفاثة الجذامي، فلما التقى المسلمون والكفار، ولى المسلمون مدبرين، فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يركض بغلته قبل الكفار، قال عباس: وأنا آخذ بلجام بَغْلَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أكفها إرادة أن لا تسرع، وأبو سفيان آخذ بركاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أي عباس ناد أصحاب السمرة. فقال عباس -وكان رجلًا صيتًا-: فقلت بأعلى صوتي: أين أصحاب السمرة؟ قال: فوالله! لكأن عطفتهم، حين سمعوا صوتي عطفة البقر على أولادها، فقالوا: يا لبيك يا لبيك! قال: فاقتتلوا والكفار، والدعوة في الأنصار يقولون: يا معشر الأنصار! يا معشر الأنصار! ثم قصر الدعوة على بني الحارث بن الخزرج، فقالوا: يا بني الحارث بن الخزرج! يا بني الحارث بن الخزرج! فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو على بغلته كالمتطاول عليها، إلى قتالهم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: هذا حين حمي الوطيس. قال: ثم أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حصيات فرمى بهن وجوه الكفار.
ثم قال: انْهَزَموا، ورب محمد. قال: فذهبت انظر فإذا القتال على هيئته فيما أرى.
قال: فوالله! ما هو إلا أن رماهم بحصياته. فما زلت أرى حَدَّهم دليلًا وأمرهم مدبرًا. =
= رواه مسلم في صحيحه (3/ 1398: 1775)، والنسائي في السنن الكبرى (5/ 194: 8647)، (5/ 197: 8653)، وأحمد في مسنده (1/ 257)، والحميدي في مسنده (1/ 218: 1459)، وعبد الرزاق في المصنف (5/ 379: 9741)، والطبري في جامع البيان (10/ 101)، وأبو يعلى في مسنده (12/ 66: 6708).