المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌31 - باب الحديبية - المطالب العالية محققا - جـ ١٧

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌114 - بَابُ فَضْلِ قَبَائِلَ مِنَ الْعَرَبِ

- ‌117 - بنو ناجية

- ‌118 - نَاجِيَةَ

- ‌119 - الأنصار رضي الله عنهم

- ‌120 - أَسْلَمَ

- ‌121 - عَبْدِ الْقَيْسِ

- ‌122 - أَحْمَسَ

- ‌124 - بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ

- ‌126 - بَابُ ذَمِّ الْبَرْبَرِ

- ‌127 - بَابُ فَضْلِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ عَلَى الإِجمال

- ‌128 - باب الزجر عن ذكر الصحابة رضي الله عنهم بِسُوءٍ

- ‌129 - باب حق الصحابي رضي الله عنه فِي بَيْتِ الْمَالِ زِيَادَةٌ عَلَى حَقِّ الْمُسْلِمِ

- ‌131 - باب فضل هذه الأمة

- ‌132 - بَابُ فَضْلِ أَهْلِ الْيَمَنِ

- ‌133 - باب فضل العجم وفارس

- ‌41 - فضل الْبُلْدَانِ

- ‌1 - بَابُ عَسْقَلَانَ

- ‌3 - باب أهل مصر

- ‌5 - باب فضل الشام

- ‌6 - فضل الطائف

- ‌7 - فضل نعمان

- ‌8 - فضل مكة شرَّفها الله تعال

- ‌42 - كِتَابُ السِّيرَةِ وَالْمَغَازِي

- ‌1 - بَابُ مَوْلِدِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌2 - بَابُ مَحَبَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ جَدِّهِ فِيهِ وَبَرَكَتِهِ صلى الله عليه وسلم في صغره

- ‌3 - بَابُ أَوَّلِيَّةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَشَرَفِ أَصْلِهِ

- ‌4 - باب عصمة الله تبارك وتعالى رَسُولَهُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم قَبْلَ البعثة

- ‌5 - باب شهوده صلى الله عليه وسلم مَشَاهِدَ الْمُشْرِكِينَ قَبْلَ الْبَعْثَةِ مُنْكِرًا عَلَيْهِمْ

- ‌6 - بَابُ صِفَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌7 - باب بناء الكعبة

- ‌8 - باب البعث

- ‌9 - بَابُ أَذَى الْمُشْرِكِينَ فِي أَصْنَامِهِمْ

- ‌10 - بَابُ مَا آذَى الْمُشْرِكُونَ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم-وَثَبَاتِهِ عَلَى أَمْرِهِ

- ‌11 - باب إسلام عمر رضي الله عنه

- ‌12 - باب الهجرة إلى الحَبَشة

- ‌13 - باب دعاء النبي إِلَى الإِسلام وَاقْتِرَاحِ قُرَيْشٍ عَلَيْهِ الْآيَاتِ

- ‌14 - [باب اعتراف القدماء بأعلام النبوة]

- ‌15 - باب الإسراء

- ‌16 - بَابُ هِجْرَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ

- ‌17 - باب بيعة العقبة

- ‌18 - من باب الهجرة

- ‌19 - بَابُ سَرِيَّةِ نَخْلَةَ

- ‌20 - باب غزوة بدر

- ‌22 - ذكر من قتل ببدر

- ‌23 - بَابُ قَتْلِ كَعْبِ بْنِ الْأَشْرَفِ

- ‌24 - بَابُ وَقْعَةِ أُحُد

- ‌25 - باب غزوة الأحزاب وقريظة

- ‌26 - ذكر قريظة

- ‌27 - بَابُ قِصَّةِ العُرَنيين

- ‌28 - بَابُ بَعْثِ بَنِي لَحْيَان

- ‌29 - بَابُ كِتَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إلى قيصر

- ‌30 - باب بعث عمرو بن أُمية الضمري

- ‌31 - باب الحديبية

- ‌33 - باب غزوة خيبر

- ‌34 - بَابُ غَزْوَةِ مُؤْتَةَ

- ‌35 - باب غزوة الفتح

- ‌36 - باب غزوة حنين

- ‌37 - باب غزوة [الطائف]

- ‌38 - باب غزوة تبوك

- ‌39 - باب بعث خالد بن الوليد رضي الله عنه إلى أُكَيْدِر دومة

- ‌40 - [باب وفد الحبشة]

- ‌41 - بَابُ وَفَاةِ سَيِّدَنَا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌42 - بَابُ غُسْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌43 - بَابُ دَفْنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌43 - كِتَابُ الْفِتَنِ

- ‌1 - بَابُ بَيَانِ بَدْءِ [الْفِتْنَةِ]

- ‌2 - بَابُ الْأَمْرِ بِاتِّبَاعِ الْجَمَاعَةِ

- ‌3 - بَابُ تَرْكِ الْعَطَاءِ مَخَافَةَ الْفِتْنَةِ وَالْحَثِّ عَلَى طاعة الله تبارك وتعالى

- ‌4 - بَابُ الْبَيَانِ بِأَنَّ سَبَبَ الْفَسَادِ وَالْفِتَنِ تَأْمِيرُ ولاة السوء

- ‌5 - باب البيان بأن لا يبقى من الصحابة أحد إلى بَعْدَ الْمِائَةِ مِنَ الْهِجْرَةِ

- ‌6 - بَابُ الْعُزْلَةِ فِي الْفِتَنِ

- ‌7 - بَابُ نُصْرَةِ أَهْلِ الْحَقِّ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ الله

- ‌8 - بَابُ الْأَمْرِ بِتَرْكِ الْقِتَالِ فِي الْفِتْنَةِ

- ‌9 - باب كراهية الاختلاف

- ‌10 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ بَيْعِ السِّلَاحِ فِي الْفِتْنَةِ

- ‌11 - باب علامة أول الفتن

- ‌12 - بَابُ جَوَازِ التَّرَهُّبِ فِي أَيَّامِ الْفِتَنِ

- ‌13 - بَابُ عَدَدِ الْفِتَنِ

- ‌14 - بَابُ مَبْدَإِ الْفِتَنِ وَقِصَّةُ اسْتِخْلَافِ عُثْمَانَ بْنِ عفان رضي الله عنه

الفصل: ‌31 - باب الحديبية

‌31 - باب الحديبية

4286 -

قال إسحاق: أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا عكرمة بن عمار، أخبرنا أَبُو زُمَيل سِمَاك الْحَنَفِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عباس رضي الله عنهما يَقُولُ: كَاتِبُ الْكِتَابِ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ.

*هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ، لَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحِ (1) من حديث المسور رضي الله عنه وغيره.

(1) في المطبوعة: "الصحيحين"، وهو في صحيح البخاري (5/ 388: 2731، 2732).

ص: 424

4286 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 97 ب مختصر)، وقال: رواه إسحاق بن راهويه موقوفًا بسند صحيح. اهـ.

ورواه عبد الرزاق في المصنف (5/ 342: 9721)، كتاب المغازي، باب غزوة الحديبية بهذا الإِسناد.

ص: 424

الحكم عليه:

رجاله ثقات، إلَّا سماك الحنفي فهو صدوق. وعليه فالأثر بهذا الإِسناد حسن.

قال الحافظ -كما في المطالب هنا- لَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ الْمِسْوَرِ بن مخرمة وغيره. اهـ.

قلت: رواه البخاري في صحيحه (5/ 388: 2721، 2732)، من حديث =

ص: 424

= المِسْوَر بن مَخْرَمة ومروان بن الحكم. فذكره مطولًا. انظر: تخريج الحديث رقم (4288).

فيرتقي حديث الباب بهذا الشاهد إلى الصحيح لغيره.

وقد صحح إسناد حديث الباب الحافظ ابن حجر -كما في المطالب هنا- والبوصيري كما تقدم.

ص: 425

4287 -

أخبرنا (1) عبد الرزاق، أخبرنا معمر، قال: سألت الزهري: من كَاتِبُ الْكِتَابِ يومئذٍ؟ فَضَحِكَ، وَقَالَ: هُوَ عَلِيٌّ رضي الله عنه، وَلَوْ سَأَلْتُ هَؤُلَاءِ، يَعْنِي: بَنِي أُمية، لَقَالُوا: هو عثمان رضي الله عنه.

(1) القائل هو إسحاق بن راهويه.

ص: 426

4287 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 97 ب مختصر)، وعزاه لإسحاق بن راهويه.

وذكره الحافظ ابن حجر في الفتح (5/ 454)، وعزاه لإسحاق.

ورواه عبد الرزاق في المصنف (5/ 343)، كتاب المغازي، باب غزوة الحديبية، به، بلفظ مقارب.

ص: 426

الحكم عليه:

الأثر بهذا الإِسناد مرسل، وعليه فالإِسناد ضعيف.

ويشهد له عدة أحاديث يرتقي بها إلى الحسن لغيره، منها:

1 -

حديث ابن عباس رضي الله عنه السابق ورقمه 4286.

2 -

حديث الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه قَالَ: لما صالح رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الحديبية كتب علي بن أبي طالب رضوان الله عليه بينهم كتابًا، فكتب "محمد رسول الله" فقال المشركون: لا تكتب مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، لَوْ كنت رسولًا لم نقاتلك. فقال لعلي: امْحُه. فقال علي: ما أنا بالذي أمحاه، فمحاه رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ، وصالحهم على أن يدخل هو وأصحابه ثلاثة أيام، ولا يدخلها إلَّا بِجُلُبّان السلاح. فسألوه: ما جُلُبّان السلاح؟ فقال: القِراب مما فيه.

رواه البخاري (5/ 357: 2698 الفتح)، واللفظ له، ومسلم (3/ 1410: 1783، 91)، وأبو داود (2/ 167: 1832)، مختصرًا.

ص: 426

4288 -

وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: أَنَّهُ كَانَ قَائِمًا عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالسَّيْفِ، وَهُوَ مُتَلَثِّمٌ، فَجَعَلَ عُرْوَةُ، يَعْنِي: ابْنَ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيَّ، يَتَنَاوَلُ لِحْيَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم-وَهُوَ يُكَلِّمُهُ، فَقَالَ لَهُ الْمُغِيرَةُ: لَتَكُفَّنَّ يَدَكَ أَوْ لَا تَرْجِعُ إِلَيْكَ يَدُكَ، وَالْمُغِيرَةُ مُتَقَلِّدٌ سَيْفًا، فَقَالَ عُرْوَةُ: مَنْ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ (1)؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: "هَذَا ابْنُ أَخِيكَ الْمُغِيرَةِ"، قَالَ: أَجَلْ يَا غُدَر، مَا غَسَلْتُ رَأْسِي مِنْ غَدْرتك (2).

*هَذَا إِسْنَادٌ فِي نهايَةِ الصِّحَّةِ، وَهُوَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ (3) مِنْ طَرِيقِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ وَالْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ فِي الْحَدِيثِ الطَّوِيلِ فِي قِصَّةِ الْحُدَيْبِيَةِ وَعُمْرَةِ القضية، وفيه إرسال، وهذا أحسن اتصالًا، فلهذ اسْتَدْرَكْتُهُ.

(205)

وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْجِهَادِ (4) فِي بَابِ القيام على رأس الأمير بالشيف.

(1) هكذا وقع ذكر "يا رسول الله" في (مح) والمطبوعة والإِتحاف والمعجم الكبير، أما ابن حبّان فلم يذكرها وهو الأولى، لأن عروة لم يكن مسلمًا في ذلك الوقت.

(2)

قال ابن هشام في السيرة (3/ 260)، أراد عُروة بقوله هذا: أن المغيرة بن شعبة قبل إسلامه قتل ثلاثة عشر رجلًا من بني مالك، من ثقيف، فتهايج الحيّان من ثقيف: بنو مالك رهط المقتولين، والأحلاف رهط المغيرة، فودَى عروة المقتولين ثلاث عشرة دية، وأصلح ذلك الأمر. اهـ.

وانظر: فتح الباري (5/ 402).

(3)

صحيح البخاري (5/ 388: 2731، 2732)، الفتح.

(4)

لم أجده في كتاب الجهاد بل هو في كتاب الخلافة والإمارة، باب القيام على رأس الأمير (1/ ق 74 أ) برقم (2116).

ص: 427

4288 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 83 ب مختصر)، وقال: رواه =

ص: 427

= أبو بكر بن أبي شيبة بسند صحيح.

وقال -أيضًا-: في حديث البخاري إرسال، وهذا أحسن اتصالًا ولهذا استدركته، ورواه ابن خزيمة وعنه ابن حبّان. اهـ.

ومن طريق ابن أبي شيبة: رواه الطبراني في المعجم الكبير (20/ 404: 964)، قال: حدّثنا عبيد بن غنام، حدّثنا أبو بكر به بلفظ مقارب.

ورواه ابن حبّان -كما في الإِحسان (7/ 53: 4564) - قال: أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، حدّثنا أبو عمار، حدّثنا وكيع، به، بنحوه.

قال الحافظ عن إسناد أبي بكر -كما في المطالب هنا-: هَذَا إِسْنَادٌ فِي نهايَةِ الصِّحَّةِ، وَهُوَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ مِنْ طَرِيقِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ وَالْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ فِي الْحَدِيثِ الطَّوِيلِ فِي قِصَّةِ الْحُدَيْبِيَةِ وَعُمْرَةِ الْقَضِيَّةِ، وَفِيهِ إِرْسَالٌ، وَهَذَا أَحْسَنُ اتِّصَالًا، فَلِهَذَا استدركته. اهـ.

وأورد الحافظ في الفتح (5/ 402)، طرفًا منه، وقال: وكذا أخرجه ابن أبي شيبة من حديث المغيرة بن شعبة نفسه بإسناد صحيح، وأخرجه ابن حبّان. اهـ.

أما ما ذكره الحافظ من رواية الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ والمسور بن مخرمة، فقد رواه عبد الرزاق في المصنف (5/ 330: 9720)، كتاب المغازي، باب غزوة الحديبية، ومن طريقه: أحمد في مسنده (4/ 328)، والبخاري في صحيحه (5/ 388: 2731، 2732 الفتح)، كتاب الشروط، باب الشروط في الجهاد والمصالحة من أهل الحرب وكتابة الشروط. والبيهقي في دلائل النبوة (4/ 99)، قال: عن معمر، قال: أخبرني الزهري، أخبرني عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم -صدّق كل منهما صاحبه- قالا: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية

فذكر حديثًا طويلًا.

ورواه أحمد في مسنده (4/ 323)، من طريق محمد بن إسحاق، عن الزهري بالإِسناد السابق. =

ص: 428

= قال الحافظ في الفتح (5/ 392): هذه الرواية بالنسبة إلى مروان مرسلة؛ لأنه لا صحبة له، وأما المسور فهي بالنسبة إليه مرسلة؛ لأنه لم يحضر القصة، وقد تقدم في أول الشروط من طريق أخرى عن الزهري، عن عروة، أنه سمع المسور ومروان يخبران عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فذكر بعض هذا الحديث.

وقد سمع المسور ومروان من جماعة من الصحابة شهدوا هذه القصة كعمر وعثمان وعلي والمغيرة وأم سلمة وسهل بن حنيف وغيرهم، ووقع في نفس هذا الحديث شيء يدل على أنه عن عمر. اهـ.

ص: 429

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإِسناد صحيح وقد صحح إسناده الحافظ ابن حجر والبوصيري كما تقدم.

ص: 429

4289 -

وقال أبو يعلى: حدّثنا حوثرة بن أشرس، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ قَالَ: إِنَّ عُرْوَةَ بْنَ مَسْعُودٍ، قَالَ لِقَوْمِهِ زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ، أَيْ قَوْمُ! قَدْ رَأَيْتُ الْمُلُوكَ وَكَلَّمْتُهُمْ فَابْعَثُونِي إِلَى مُحَمَّدٍ فَأُكَلِّمُهُ، فَأَتَاهُ بِالْحُدَيْبِيَةِ، فَجَعَلَ عُرْوَةُ يُكَلِّمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَيَتَنَاوَلُ لِحْيَةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ شَاكٌ فِي (1) السِّلَاحِ عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ الْمُغِيرَةُ: كُفَّ يدك من قبل أن لا تَصِلَ إِلَيْكَ، فَرَفَعَ عُرْوَةُ رَأْسَهُ، فَقَالَ: أَنْتَ هُوَ؟ وَاللَّهِ إِنِّي لَفِي غَدْرَتِكَ مَا خَرَجْتُ مِنْهَا بَعْدُ، فَرَجَعَ عُرْوَةُ إِلَى قَوْمِهِ، فَقَالَ: أيْ قوم! إني رَأَيْتُ الْمُلُوكَ وَكَلَّمْتُهُمْ، مَا رَأَيْتُ مِثْلَ مُحَمَّدٍ قَطُّ، مَا هُوَ مَلِكٌ (2)، وَلَقَدْ رَأَيْتُ الْهَدْيَ معكوفًا، وَمَا أَرَاكُمْ إلَّا سَتُصِيبُكُمْ قَارِعَةٌ. فَانْصَرَفَ هُوَ وَمَنْ تَبِعَهُ مِنْ قَوْمِهِ، فَصَعِدَ سُوَرَ الطَّائِفِ، فَشَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَرَمَاهُ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ بِسَهْمٍ فَقَتَلَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي أُمتي (3)، مِثْلَ صَاحِبِ يَاسِينَ (4).

*هَذَا مُرْسَلٌ أَوْ مُعْضَلٌ، وَأَصْلُهُ فِي الْبُخَارِيِّ (5) أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ الْمِسْوَرِ وَمَرْوَانَ دُونَ مَا في آخره، والذي في آخره هذا خطأ، إنما رُمِي (6)

(1) ساقطة في المطبوعة.

(2)

في المطبوعة: "بملك".

(3)

في المطبوعة: "فينا".

(4)

صاحب ياسين: هو الذي ذكره الله عز وجل في سورة "يس" من آية 20، وهي قوله عز وجل:{وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20)} وانظر في الكلام عنه تفسير ابن كثير (3/ 575).

(5)

صحيح البخاري (5/ 388: 2731، 2732 الفتح). وانظر تخريج الحديث السابق (ح 4288).

(6)

في (مح): "رومي"، وهو خطأ.

ص: 430

بِالسَّهْمِ عَقِبَ غَزْوَةِ الطَّائِفِ بَعْدَ أَنْ رَحَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْهُمْ، فَجَاءَ إِلَيْهِ عُرْوَةُ فَأَسْلَمَ، وَرَجَعَ إِلَيْهِمْ فَقَتَلُوهُ، ثُمَّ أسلموا بعد.

ص: 431

4289 -

تخريجه:

هو في مسند أبي يعلى (3/ 173: 1598).

وذكره الهيثمي في المقصد العلي (4/ 237: 1444).

وذكره -أيضًا- في المجمع (9/ 386)، وقال: رواه أبو يعلى مرسلًا، وإسناده حسن. اهـ.

وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 97 ب مختصر)، وعزاه لأبي يعلى.

وقد حكم الحافظ على إسناد ابن أبي شيبة -كما في المطالب هنا-: فقال: هو مُرْسَلٌ أَوْ مُعْضَلٌ، وَأَصْلُهُ فِي الْبُخَارِيِّ -أَيْضًا- مِنْ حَدِيثِ الْمِسْوَرِ وَمَرْوَانَ دُونَ مَا فِي آخره، والذي في آخر هذا خطأ، إِنَّمَا رُمي بِالسَّهْمِ عَقِبَ غَزْوَةِ الطَّائِفِ بَعْدَ أَنْ رَحَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْهُمْ، فَجَاءَ إِلَيْهِ عُرْوَةُ فَأَسْلَمَ، وَرَجَعَ إِلَيْهِمْ فقتلوه، ثم أسلموا بعد. اهـ.

قلت: ويؤيد كلام الحافظ ابن حجر أن إسلام عروة كان متأخرًا عن الحديبية عدة أحاديث، منها:

1 -

عن عروة بن الزبير، قال: لما أنشأ الناس الحج سنة تسع قدم عروة بن مسعود على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلمًا، فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرجع إلى قومه. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إني أخاف أن يقتلوك. فقال: لو وجدوني نائمًا ما أيقظوني، فأذن لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فرجع إلى قومه عشاء، فجاءته ثقيف يحيونه فدعاهم إلى الإِسلام فاتهموه وأغضبوه وأسمعوه ما لم يكن يحتسب، ثم خرجوا من عنده حتى إذا أسحروا وطلع الفجر، قام على غرفة في داره فأذن بالصلاة وتشهد، فرماه رجل من ثقيف بسهم فقتله، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مثل عروة مثل صاحب ياسين دعا قومه إلى الله فقتلوه."

رواه الطبراني في المعجم الكبير (17/ 144: 374)، قال: حدّثنا محمد بن عمرو بن خالد الحراني، حدّثنا أبي، حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة. =

ص: 431

= ورواه ابن شبة في تاريخ المدينة (2/ 471)، قال: حدّثنا الحزامي، حدّثنا ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة، به، فذكره مختصرًا.

وذكره الهيثمي في المجمع (9/ 386)، وقال: رواه الطبراني، وروى عن الزهري نحوه، وكلاهما مرسل، وإسنادهما حسن. اهـ.

قلت: وفي إسناده ابن لهيعة وهو ضعيف. انظر: ترجمته في الحديث رقم (4156)، مع كون الحديث مرسلًا.

2 -

عن الزهري قال: لما صدر أبو بكر رضي الله عنه وقد أقام الناس حجهم، فقدم عروة بن مسعود على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم، ثم استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرجع إلى قومه، فقال: إني أخاف أن يقتلوك. فقال: لو وجدوني نائمًا ما أيقظوني، فأذن لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، الحديث.

رواه ابن شبة في تاريخ المدينة (2/ 470)، قال: حدّثنا إبراهيم بن المنذر، حدثني محمد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب.

ورواه أبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ ق 126 أ)، من طريق إبراهيم بن المنذر، به، بنحوه.

ورواه الطبراني في المعجم الكبير (17/ 148: 375)، قال: حدّثنا الحسن بن هارون بن سليمان الأصبهاني، حدّثنا محمد بن إسحاق المسيبي، حدّثنا محمد بن مفلح، به، بنحوه.

قلت: وإسناد ابن شبة حسن، إلَّا أنه مرسل.

3 -

عن الليث بن سعد قال: إن عروة بن مسعود استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتي قومه

الحديث.

رواه عمر بن شبة في تاريخ المدينة (2/ 471)، قال: حدّثنا الحزامي، حدّثنا ابن وهب، حدثني الليث.

قلت وبمجموع الطرق واختلاف المخرج يرتقي إلى الحسن لغيره، والله أعلم. =

ص: 432

= الحكم عليه:

الحديث بهذا الإِسناد فيه علتان:

1 -

علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف.

2 -

الإِرسال.

وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف، مع ما في آخره في قصة إسلام عروة من مخالفة، والله أعلم.

وأصله في الصحيح إلَّا آخره، كما تقدم في تخريجه.

ص: 433

4290 -

وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ شُرَحْبِيلَ -هُوَ ابْنُ سَعْدٍ-: عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بالسُّقيا (1) قَالَ مُعَاذٌ: مَنْ يَسْقِينَا فِي أَسْقِيَتِنَا؟ قَالَ: فخرجت مع فَتْيَانٍ مَعِي حَتَّى أَتَيْنَا الْأُثَايَةَ (2)، فَأَسْقَيْنَا وَاسْتَقَيْنَا، قَالَ: فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ عَتَمَةٌ مِنَ اللَّيْلِ إذا رَجُلٌ يُنَازِعُهُ بَعِيرُهُ الْمَاءَ، قَالَ: فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخَذْتُ رَاحِلَتَهُ فَأَنَخْتُهَا، قَالَ: فَتَقَدَّمَ فَصَلَّى الْعِشَاءَ وَأَنَا عَنْ يمينه، ثم صلى ثلاث عشرة ركعة.

*إسناده حسن.

(1) في مصنف ابن أبي شيبة: "بالصهباء"، السُّقيا: قرية جامعة من عمل الفرع بينهما مما يلي الجحفة تسعة عشر ميلًا. انظر: معجم البلدان (3/ 228).

(2)

الأثاية: موضع من طريق الجحفة بينه وبين المدينة خمسة وعشرون فرسخًا. انظر: معجم البلدان (1/ 90).

ص: 434

4290 -

تخريجه:

ذكره الهيثمي في المجمع (2/ 273)، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار باختصار، وفيه شرحبيل بن سعد، وثقه ابن حبّان وضعفه جماعة. اهـ.

وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 97 ب مختصر)، وقال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة بإسناد حسن. اهـ.

ورواه أيضًا ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 491)، كتاب الصلوات: في فضل صلاة الليل بسنده وبلفظ مقارب.

ورواه عبد الرزاق في المصنف (3/ 35: 4704)، كتاب الصلاة، باب صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من الليل ووتره. قال: عن ابن جريج، حدثني يحيى بن سعيد، عن مولى الأنصار، عن جابر. فذكره.

قلت: مولى الأنصار شرحبيل بن سعد. =

ص: 434

= ورواه أحمد في مسنده (3/ 380)، قال: حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا يحيى بن سعيد، به، بنحوه.

ورواه أبو يعلى في مسنده (4/ 151: 2216)، قال: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، به، بنحوه.

وقد ذكره الهيثمي في المقصد العلي (1/ 179: 410).

ورواه البزّار -كما في كشف الأستار (1/ 349: 729) - قال: حدّثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، حدّثنا يحيى بن سعيد الأموي، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به، مختصرًا.

قال البزّار: تفرّد به يحيى الأموي. اهـ.

قال الساعاتي في الفتح الرباني (21/ 159): لم أقف عليه لغير الإِمام أحمد، وسنده صحيح ورجاله ثقات، وهو من ثلاثيات الإِمام أحمد -رحمه الله تعالى-. اهـ.

وقد نقل قول الساعاتي السابق محقق مرويات غزوة الحديبية (ص 274)، فتعقبه، وقال: قول الساعاتي رحمه الله: إن هذا الحديث من ثلاثيات أحمد، وهم منه رحمه الله وسببه: أنه وقع سقط في سند أحمد فهو في المطبوع من المسند هكذا: "حدّثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا يحيى بن سعيد، أن شرحبيل بن سعد أخبره عن جابر

الحديث". والناظر في هذا السند لأول وهلة يظنه متصلًا لأنه لم يوصف أحد من رواته بالتدليس. ولذلك قال الساعاتي رحمه الله إنه من ثلاثيات أحمد، لكن بالتأمل في تواريخ وفيات رجال السند يتبين السقط. وقد رجعت إلى ثلاثيات المسند فلم أجده في مسند جابر، ثم رجعت إلى غاية المقصد فتبين أن الساقط من المسند شيخ أحمد، وهو يزيد بن هارون، وقد أثبته في تخريج الحديث. ويبدو أنه سقط على أحد النساخ، والله أعلم. اهـ.

قلت: فندرك أن قول محقق مسند أبي يعلى (4/ 152): إن هذا الحديث مما =

ص: 435

= فات السفاريني رحمه الله في "ثلاثيات أحمد" خطأ منه أيضًا؛ لأن الحديث ليس من الثلاثيات كما تقدم.

ص: 436

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإِسناد فيه شرحبيل بن سعد وهو ضعيف.

وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف.

وقد حسنه الحافظ ابن حجر -كما في المطالب هنا- والبوصيري كما في تخريج الحديث، وليس هذا بحسن، لما علم من حال شرحبيل.

ص: 436

32 -

قِصَّةِ قَتْلِ [ابْنِ](1) أَبِي الْحُقَيْقِ

4291 -

قَالَ أَبُو يعلى: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا يونس بن بكير، حدّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّع الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي: أَبِي أُمِّي، عَنْ (2) عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أنيس رضي الله عنه، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبَا قَتَادَةَ وَحَلِيفًا لَهُمْ مِنَ الْأَنْصَارِ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَتِيكٍ إِلَى ابْنِ أَبِي الحقيق لنقتله، فخرجنا ليلًا، فتتبعنا أبوابهم، فعلَّقناها عليهم من خارج، ثم جمعنا المفاتيح، فصعد (3) الْقَوْمُ فِي النَّخْلِ، وَدَخَلْتُ أَنَا وَعَبْدُ اللَّهِ بن عتيك فِي دَرَجَةِ ابْنِ أَبِي الْحُقَيْقِ، فَتَكَلَّمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَتِيكٍ، فَقَالَ ابْنُ أَبِي الْحُقَيْقِ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ عَبْدَ اللَّهِ! أَنَّى لَكَ بِهَذِهِ البلدة، قُومِي فَافْتَحِي لَهُ، فَإِنَّ الْكَرِيمَ لَا يُرَدُّ عَنْ بَابِهِ هَذِهِ السَّاعَةَ، فَقَامَتْ، فَقُلْتُ لِعَبْدِ الله بن عتيك: دونك، فشهر عليهم السيف، فذهبت امرأته لتصيح،

(1) ساقطة من (مح)، واستدركتها من المطبوعة.

(2)

كذا وقع في (مح)، ومسند أبي يعلى بإثبات "عن"، والذي يظهر أنها زائدة، دل على ذلك: أن أم عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، هي خالدة بنت عبد الله بن أنيس. فإذا قال عبد الرحمن: عن جدي أبي أمي، فيكون المراد به عبد الله بن أنيس، والله أعلم.

(3)

وقع في (مح): "فاصعد"، وما أثبته من مسند أبي يعلى.

ص: 437

فَأَشْهَرَ عَلَيْهَا السَّيْفَ، فَأَدْرَكَهُ (4) قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ نَهَى عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ، فَأَكَفَّ.

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُنَيْسٍ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فِي مَشْرُبة لَهُ، فَوَقَفْتُ أَنْظُرُ إِلَى شِدَّةِ بَيَاضِهِ فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ، فَلَمَّا رَآنِي أَخَذَ وِسَادَةً فَاسْتَتَرَ بِهَا، فَذَهَبْتُ أَرْفَعُ السَّيْفَ لِأَضْرِبَهُ، فَلَمْ أَسْتَطِعْ مِنْ قِصَر الْبَيْتِ، فَوَخَزْتُهُ وَخْزًا (5)، ثُمَّ خَرَجْتُ، فَقَالَ صَاحِبِي: فَعَلْتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. فَدَخَلَ فَوَقَفَ عَلَيْهِ، ثُمَّ خَرَجْنَا فَانْحَدَرْنَا مِنَ الدَّرَجَةِ، فَسَقَطَ عَبْدُ الله بن عتيك في الدَّرَجَةِ، فَقَالَ: وَارِجْلَاهُ! كُسرت رِجْلِي. فَقُلْتُ: لَيْسَ برجلك بَأْسٌ (6)، وَوَضَعْتُ قَوْسِي فَاحْتَمَلْتُهُ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ قَصِيرًا ضَئِيلًا، فَأَنْزَلْتُهُ فَإِذَا رِجْلُهُ لَا بَأْسَ بِهَا، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى لَحِقْنَا أَصْحَابَنَا، وَصَاحَتِ الْمَرْأَةُ وَابَيَاتَاهُ! فَيَثُورُ أَهْلُ خَيْبَرَ لِقَتْلِهِ، فَذَكَرْتُ مَوْضِعَ قوسي، فَقُلْتُ: لَا أَرْجِعُ حَتَّى آخُذَ قَوْسِي، فَرَجَعْتُ فَإِذَا أَهْلُ خَيْبَرَ، قَدْ ثَوَّرُوا، وَإِذَا مَا لَهُمْ كَلَامٌ إلَّا مَنْ قَتَلَ ابْنَ أَبِي الْحُقَيْقِ؟ [فَجَعَلْتُ لَا أَنْظُرُ فِي وَجْهِ إِنْسَانٍ، وَلَا يَنْظُرُ فِي وَجْهِي إلَّا قُلْتُ كَمَا يَقُولُ: مَنْ قَتَلَ ابْنَ أَبِي الْحُقَيْقِ؟](7) حَتَّى جِئْتُ الدَّرَجَةَ، فَصَعِدْتُ مَعَ النَّاسِ، فَأَخَذْتُ قَوْسِي، ثُمَّ لَحِقْتُ بِأَصْحَابِي، فَكُنَّا نَسِيرُ بِاللَّيْلِ، وَنَكْمُنُ بالنهار، فإذا كمنَّا النهار أقعدنا ناطورًا ينظُرُنا (8) حَتَّى إِذَا اقْتَرَبْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ، فَكُنَّا بِالْبَيْدَاءِ كنت أنا ناطِرَهم، ثُمَّ إِنِّي أَلَحْتُ لَهُمْ بِثَوْبِي، فَانْحَدَرُوا، فَخَرَجُوا جَمْزًا، وَانْحَدَرْتُ أَنَا فِي آثَارِهِمْ، فَأَدْرَكْتُهُمْ حَتَّى بلغنا المدينة، فقال لي

(4) وقع في مسند أبي يعلى: "وأذكر".

(5)

وقع في (مح): "فزجرته زجرًا"، وما أثبته من مسند أبي يعلى.

(6)

وقع في (مح): "ليس من ذلك بأس"، وما أثبته من مسند أبي يعلى.

(7)

ما بين القوسين مكتوب في هاش (مح).

(8)

وقع في (مح)"ينظر لنا"، وما أثبته من مسند أبي يعلى.

ص: 438

أَصْحَابِي: هَلْ رَأَيْتَ شَيْئًا؟ فَقُلْتُ: لَا، وَلَكِنْ رأيت ما أدرككم من العياء (9)، فَأَحْبَبْتُ أَنْ يَحْمِلَكُمُ الْفَزَعُ.

وَأَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ، فَقَالَ: أَفْلَحَتِ الْوُجُوهُ، فَقُلْنَا: أَفْلَحَ وَجْهُكَ يَا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: أقتلتموه؟ قلنا: نعم، بِالسَّيْفِ الَّذِي قُتِلَ بِهِ، فَقَالَ: هَذَا طَعَامُهُ في ظُبات السيف.

(9) وقع في مسند أبي يعلى "العناء".

ص: 439

4291 -

تخريجه:

هو في مسند أبي يعلى (2/ 204: 907).

وذكره الهيثمي في المقصد العلي (2/ 434: 968).

وذكره -أيضًا- في المجمع (6/ 197)، وقال: رواه أبو يعلى، وفيه إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع وهو ضعيف. اهـ.

وأشار البيهقي في دلائل النبوة (4/ 34) إلى هذه الرواية.

وقد ورد هذا الحديث عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، مرسلًا، يرويه عن الزهري: ابن إسحاق ومعمر وابراهيم بن سعد.

أما رواية ابن إسحاق: فرواها في سيرته كما في سيرة ابن هشام (3/ 218) مطولًا وسمى ابن كعب: عبد الله.

أما رواية معمر: فرواها عبد الرزاق في المصنف (5/ 407: 9747) عن معمر، به، بنحوه مطولًا، إلَّا أنه سمى ابن كعب: عبد الرحمن.

وأما رواية إبراهيم بن سعد: فرواها البيهقي في السنن الكبرى (3/ 221) من طريق أبي مروان قال: حدّثنا إبراهيم بن سعد، به، مختصرًا. وسمى ابن كعب: عبد الرحمن.

قال البيهقي عقبه: هذا مرسل جيد. اهـ. =

ص: 439

= وقال -أيضًا- في معرفة السنن والآثار (4/ 382): هذا وإن كان مرسلًا فهو مشهور فيما بين أهل العلم بالمغازي. اهـ.

ورواه -أيضًا- البيهقي في السنن الكبرى (3/ 222) من طريق يحيى بن سعيد عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ ابْنِ عبد الله بن أنيس، عن أبيه، فذكر آخره.

قال البيهقي عقبه: وروي ذلك بتمامه عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كعب عن عبد الله بن أنيس موصولًا. اهـ.

ص: 440

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإِسناد فيه إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع الأنصاري، وهو ضعيف، وإبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله لم أجد له ترجمة.

وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف.

قلت: والذي ورد في الصحيح أن الذي قتل ابن أبي الحقيق هو عبد الله بن عتيك. رواه البخاري في صحيحه (7/ 395: 4038، 4039، 4040 الفتح) كتاب المغازي: باب قتل أبي رافع عبد الله بن أبي الحقيق، ويقال سلام بن أبي الحقيق.

ص: 440