الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فلما أنشده إياها استحسنها واهتز لها طرباً وقال له أبو من؟
فقال أبو بحر، فقال إنك لبحر عند اسمك ووصله بصلة سنية.
حلم المنصور الموحدي وعلمه
قال ابن الخطيب: حدثني شيخي أبو الحسن بن الجياب عن حدثه من أشياخه، قال: عرض أبو عبد الله ابن عياش والمكاتب ابن القالي على المنصور كتابين وهو في بعض الغزوات في كلب البرد وبين يديه كانون جمر وكان ابن عياش بارع الخط وابن القالي ركيكه ويفضله في البلاغة أو العكس، الشك مني، فقال المنصور أي كتاب لو كان بهذا الخط وأي خط لو كان بهذا الكتاب، فرضي ابن القالي وسخط ابن عياش فانتزع الكتاب من يد المنصور وطرحه في النار وانصرف فتغير وجه المنصور وابتدر أحد الأشياخ فقال: يا أمير المؤمنين طعنتم له في الوسيلة التي عرفته ببابكم فعظمت غيرته لمعرفته بقدر السبب الموصل إليكم فري عن المنصور وقال لأحد خدامه: اذهب إلى السبي فاختر أجمل نسائه الأبكار وائت ابن عياش فقل له هذه تطفيء من خلقك، قال ابن عياش يخاطب ولده وقد حدث الحديث هي أمك يا محمد أو فلان، وقال ابن خميس: حدثني خالي أبو عبد الله ابن عسكر أن الكاتب أبا عبد الله ابن عياش كتب يوماً كتاباً ليهودي فكتب فيه ويحمل على البر
والكرامة، فقال له المنصور: أتقول في كافر يحمل على البر والكرامة؟ قال ابن عياش ففكرت ساعة وقد علمت أن الاعتراض يلزمني. فقلت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه، وهذا عام في الكافر وغيره، فقال نعم هذه الكرامة فالمبرة من أين أخذتها، قال: فسكت ولم أجد جواباً قال فقرأ المنصور: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين فسررت بذلك وشكرته.
وروى ابن رشيد الفهري عن شيخه أبي بكر بن حبيش قال: أخبرني أبو بكر بن محرز قال كان شيخنا أبو عبد الله الحجري بقي لم يشهد الجمعة نحو أربعين سنة يمنعه من ذلك عذر كما منع مالك بن أنس رضي الله عنه وكان الناس يقولون إنما يتركها لمكان ذكر الموحدين فيها، فكان ذلك يبلغ أمير المؤمنين المنصور فيغضي عنه ويقول لعل له عذراً.
ويحكى أن الشاعر المجيد أبا بكر بن مجبر أنشد يوسف بن عبد المؤمن قصيدة يهنئه فيها بفتح منها:
إن خير الفتوح ما جاء عفواً. . . مثلاً يخطب الخطيب ارتجالاً