الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
توقيع آخر له
طلب يوماً من قاضيه أن يختار له رجلين لغرضين من تعليم ولد وضبط أمر فعرفه برجلين قال في أحدهما: هو بحر في علمه وقال في الآخر: هو بر في دينه. ولما خرج المنصور احضرهما واختبرهما فقصرا بين يديه وأكذبا الدعوى فوقع المنصور على رقعة القاضي «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ظهر الفساد في البر والبحر» .
رسالة للمأمون الموحدي من إنشائه
في الإعلان بإبطال دعوى المهدي وعصمته
من عبد الله إدريس أمير المؤمنين بن أمير المؤمنين بن أمير المؤمنين إلى الطلبة والأعيان والكافة، ومن معهم من المؤمنين والمسلمين، أوزعهم الله شكر نعمه الجسام، ولا أعدمهم طلاقة أوجه الأيام الوسام، وإنا كتبناه إليكم كتب الله لكم عملاً منقادا، وسعداً وقاداً، وخاطراً سليماً، لا يزال على الطاعة مقيماً، من مراكش كلاها الله تعالى وللحق لسان ساطع، وحكم قاطع، وقضاء لا يرد، وباب لا يسد، وظلال على الآفاق، تمحو النفاق، والذي نوصيكم به تقوى الله والاستعانة به، والتوكل عليه، ولتعلموا أننا نبذنا الباطل وأظهرنا الحق، وأن لا مهدي
إلا عيسى بن مريم، الناطق بالصدق، وتلك بدعة قد أزلناها، والله يعيننا على القلادة التي تقلدناها، كما أزلنا لفظ العصمة عمن لا تثبت له عصمة، وأسقطنا عنه وصفه ورسمه، وقد كان سيدنا المنصور رضي الله عنه (1) هم أن يصدع بما به الآن صدعنا، وأن يرقع للأمة الخرق الذي رقعنا، فلم يساعده لذلك أمله، ولا أجله إليه أجله، فقدم على ربه بصدق نية، وخالص طوية، وإذا كانت العصمة لم تثبت عند العلماء للصحابة، فما الظن بمن لا يدري بأي يد يأخذ كتابه، أف لهم قد ضلوا وأضلوا، وسقطوا في ذلك وزلوا، اللهم أشهد أننا تبرأنا منهم تبرأ أهل الجنة من أهل النار، ونعوذ بك من أمرهم الرثيث، وفعلهم الخبيث، لأنهم في المعتقد كفار، والسلام على من اتبع الهدى واستقام.
رسالة أخرى له من إنشائه أيضاً
في توبيخ أهل أندوجر (2) على تخلفهم عن قتال العدو
إلى أهل الجماعة والكافة من فلانة، وقاهم الله عثرات الألسنة، وأرشدهم إلى محو السيئة بالحسنة.
أما بعد، فإنه قد وصل من قبلكم كتاب وجه لكم أسهم الانتقاد،
(1) يعني والده المنصور الموحدي.
(2)
مدينة صغيرة بناحية قرطبة.
من جميع الأشهاد، ورماكم بالداهية الدهياء، والداء العياء، أتعتذرون من المجال بضعف الحال، وقلة الرجال، لنلحقكم بربات الحجال، كأنا لا نعرف مناحي أقوالكم، وسوء تقلبكم في أحوالكم، لا جرم أنكم سمعتم بالعدو قصمه الله، وقصده ذلك الموضع عصمه الله، فطاشت قلوبكم خوراً، وعاد صفوكم كدراً وشممتم ريح الموت ورداً وصدراً، وظننتم أنكم أيحيط بكم من كل الجوانب، وأن الفضاء قد غص بالتفاف القنا، واصطفاف المقانب، ورأيتم غير شيء فحسبتموه طلائع الكتائب (1)، تباً لهمكم المنحطة، وشيمكم الراضية بأدون خطة، أحين ندبتم إلى حماية إخوانكم، والذب عن كلمة إيمانكم، نسقتم الأقوال وهي مكذوبة، ولفقتم الأعذار وهي بالباطل مشوبة، لقد آن لكم أن تتبدلوا حمل الخرصان، بمغازل النسوان، فما لكم ولصهوات الخيول وإنما على الغانيات جر الذيول (2)، أتظهرون العناد تصريحاً وتلويحاً وتظنون أنكم إذا تفرقتم لا نجمع لكم شتاتاً ولا ندني منكم نزوحاً، أين المفر وأمر الله يدرككم، وطلبنا الحثيث لا يترككم، فأميطوا هذه النزعة النفاقية عن خواطركم قبل أن نمحو بالسيف أقوالكم
(1) هذا مأخوذ من قول المتنبي:
وضاقت الأرض حتى كان هاربهم. . . إذا رأى غير شيء ظنه رجلاً
(2)
هو من قول عمر بن أبي ربيعة:
كتب القتل والقتال علينا. . . وعلى الغانيات جر الذيول