الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتقلدوا يوم الوغى هندية. . . أمضى اذا انتضيت من الأقدار
إن خوفوك لقيت كل كريهة. . . أو أمنوك حللت دار قرار
فوقع في نفسه أنها عرضت بساداتها فلم يملك غضبه ورمي بها في النهر فهلكت.
وكان الكاتب أبو بكر محمد بن نصر الأوسي مختصاً بالوزير أبي جعفر بن عطية فقال فيه:
أبا جعفر نلت الذي نال جعفر. . . ولا زلت بالعليا تسر وتحبر
عليك لنا فضل وبر ونعمة. . . ونحن علينا كل مدح يحبر
وكان أبو جعفر قد أحس من عبد المؤمن التغير الذي أفضى إلى قتله. فلا سمع هذا من أبي بكر تغير وجهه لأن جعفر بن يحيى كان آخر أمره الصلب فكأنه تنعى إليه نفسه.
وقف على الشعراء
قال ابن حبوس دخلت مدينة شلب من بلاد الأندلس ولي يوم دخلتها ثلاثة أيام لم أطعم فيها شيئاً، فسألت عمن يقصد إليه فيها فدلني بعض أهلها على رجل يعرف بابن الملح، فعمدت إلى بعض
الوراقين فسألته سحاءة (1) ودواة فأعطانيها فكتبت أبياتاً امتدحه بها وقصدت داره فإذا هو في الدهليز فسلمت عليه فرحب بي ورد علي أحسن رد وتلقاني أحسن تلق وقال أحسبك غريباً، قلت نعم فقال لي من أي طبقات الناس أنت؟ فأخبرته أني من أهل الأدب من الشعراء ثم أنشدته الأبيات التي قلت، فوقعت منه أحسن موقع، فأدخلني إلى منزله وقدم إلى الطعام وجعل يحدثني فما رأيت أحسن محاضرة منه، فلما آن الانصراف خرج ثم عاد ومعه عبدان يحملان صندوقاً حتى وضعه بين يدي، فتحته فأخرج منه سبعمائة دينار مرابطية فدفعها إلي وقال هذه لك ثم دفع إلي صرة فيها أربعون مثقالاً وقال هذه من عندي فتعجبت من كلامه وأشكل علي جداً وسألته من أين كانت هذه لي فقال لي سأحدثك: إني أوقفت أرضاً من جملة مالي للشعراء غلتها في كل سنة مائة دينار ومنذ سبع سنين لم يأتني أحد التوالي الفتن التي دهمت البلاد فاجتمع هذا المال حتى سيق لك وأما هذه فمن حر مالي يعني الأربعين ديناراً فدخلت عليه جائعاً فقيراً وخرجت عنه شبعان غنياً.
(1) السحاءة قصاصة من الورق كالسير في عرض رأس الخنصر تلف على الكتاب بعد طيه ويلصق رأسها.