الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومهما ركنت إلى الدعة، كنت في أهل الضعة، وما رأيت الناس مجتمعين على حمده فاجتلبه، وما رأيتهم مجتمعين على ذمه فاجتنبه، والاعدل الأقسط، أن تسلك السبيل الأوسط:
وما المرء إلا حيث يجعل نفسه. . . ففي صالح الأعمال نفسك فاجعل
رسالة أبي جعفر بن عطية إلى عبد المؤمن يستعطفه بها
عطفاً علينا أمير المؤمنين فقد. . . بان العزاء لفرط الهم والحزن
قد أغرقتنا ذنوب كلها لجج. . . ورحمة منكم أنجى من السفن
وصادفتنا سهام البين عن عرض. . . وعطفة منكم أوقي من الجنن
هيهات للخطب أن تسطو حوادثه. . . بمن أجارته رحماكم من المحن
من جاء عندكم يسعى على ثقة. . . بنصره لم يخف بطشاً من الزمن
فالثوب يطهر بعد الغسل من درن. . . والطرف يرهص بعد الركض في سنن
أنتم بذلتم حياة الخلق كلهم. . . من دون من بها كلا ولا ضنن
ونحن من بعض من أحيت مكارمكم. . . كلتا الحيا تين من روح ومن بدن
وصبية كفراخ الورق من صغر. . . لم يألفوا النوح في فرع ولا فتن
قد أوجدتهم أياد منك سالفة. . . والكل لولاك لم يوجد ولم يكن
تالله لو أحاطت بي كل خطيئة، ولم تنفك نفسي عن الخيرات بطيئة،
حتى سخرت من في الوجود وأنفت لآدم من السجود، وقلت أن الله لم يوح، في الفلك إلى نوح، وأبرمت لاحتطاب نار الخليل حبلاً، وبريت لقدار ثمود نبلاً (1)، وحططت عن يونس شجرة اليقطين، وأوقدت مع هامان على الطين، وقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها، وافتريت على العذراء البتول فقذفتها، وكتبت صحيفة القطيعة بدار الندوة، وظاهرت الأحزاب بالقصوى من العدوة، وابعضت كل قرشي، وأحببت لأجل وحشي (2) كل حبشي، وقلت بأن بيعة السقيفة، لا توجب إمامة خليفة، وشحذت شفرة غلام المغيرة بن شعبة، واعتلقت من حصار الدار وقتل أشمطها (3) بشعبة، وقلت تقاتلوا رغبة في الأبيض والأصفر، وسفكوا الدماء على الثريد الأعفر، وغادرت الوجه من الهامة خضيباً (4)، وناولت من قرع سن الحسين قضيباً، ثم كنت بحفرة المعصوم لائذاً، وبقبر المهدي رضي الله عنه عائذاً، لقد آن لمقالتي أن تسمع، وأن تغفر لي هذه الخطيئات أجمع، مع إني مقترف وبالذنب مغترف:
فعفوا أمير المؤمنين فمن لنا. . . برد قلوب هدها الخفقان
والسلام على المقام الكريم ورحمة الله وبركاته.
(1) قدار هو اسم عاقر ناقة صالح.
(2)
وحشي هو قاتل حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد وكان مولى حبشياً لجبير بن مطعم.
(3)
يريد به عثمان (ض).
(4)
يشير إلى اغتيال علي كرم الله وجهه.