الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تحري القاضي ابن محسود للعدالة
كان أبو محمد بن محسود الهواري من أهل الفضل والدين وكان من أهل فاس قاضياً بها فتزل به ضيف فرهن غزل امرأته في سمن يأتدم به الضيف فإذا ذلك السمن مر لا يطاق أكله فبينما ابن محسود في مجلسه إذ نظر السمان مقبلاً إليه مع خصمه فقام وأمر من حضر أن يحكم بينهما فلما عاد إلى مجلسه أخبرهم بأن ذلك السمان قد كان أعطاه سمناً مراً وقال خشيت من أجل ذلك أن لا أسمع منه كما أسمع من خصمه فكرهت الحكم بينهما.
ملح أهل التصوف
بعث أبو زيد الهزميري إلى أبي عمران الشولي وكان كثير الصلاة إنه لم يبق بينك وبين الله حجاب إلا الركيعات فرجع إليه أن الاتصال كان منها فلا كان الانفصال عنها.
ودخل أبو عبدالله المقري على عبد الرحمن بن عفان الجزولي وهو يجود بنفسه وكان رآه قبل ذلك معافى فسأله عن السبب فأخبره أنه خرج إلى لقاء السلطان أبي الحسن المريني فسقط عن دابته فتضعضعت أركانه فقال ما حملك أن تتكلف هذا في ارتفاع سنك فقال حب الرياسة آخر ما يمرج من قلوب الصديقين. وسئل ابن شاطر المراكشي
عن معنى قول ابن الفارض:
فلم أله باللاهوت عن حكم مظهري. . . ولم أنس بالناسوت موضع حكمتي
فقال: يقول ما أنا بالحلاج ولا يبلعام.
وكان ابن شاطر هذا من صحب أبا زيد الهزميري وابن البناء ورزق بمخالطة الأولياء حلاوة القبول فلا تكاد تجد من يستثقله وربما سئل عن نفسه فيقول ولي مفسود.
وأعطاه السلطان أبو عنان المريني ألف دينار ليحج بها فمر على تلمسان فصار يدفع منها شيئاً فشيئاً للمتفرجين بغدير الوريط شرقي عباد إلى أن نفدت فلما ورد أبو عنان تلمسان لقيه بسوق العطارين من منشر الجلد فقال له أبو عبد الله حج مبرور فقال له إذا جهلت أصل المال فانظر مصارفه ويأبى الله إلا أن ينفق الخبيث في مثله فضحك السلطان.
ودخل الأبلي وهو عالم تلمسان على تلميذه أبي القاسم الفخار السلوي وهو يعجن طين الفخارة فقال له ما علامة قبول هذه المادة أكمل صورة ترد عليها فقال أن تدفع عن نفسها ما هو من غير جنسها من حجر أو زبل أو غيره فأدركه وجد عظيم حتى أنه صاح وقام وقعد وبقي هنيئة مطرقة برأسه مفكراً ثم قال هكذا هي النفوس البشرية.