الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأهديتها علماً بأن كرمكم بالإغضاء عن عيوبها كفيل، فاغتنم قليل الهدية مني أن (جهد المقل) غير قليل، فحسبها شرفاً أن تبوأت في جنابك كنفاً وداراً، وكفاها فخراً ومجداً أن عقدت بينها وبين فكرك عقداً وجواراً.
كتاب الأستاذ ابن حكم السلوي إلى المقري الجد
وكان بعث له بمحرر للبيع فسأله إبداله بإحرام تونسي
الحمد لله الذي أمر عند كل مسجد بأخذ الزينة، وصلواته الطيبة، وبركاته الصيبة، على من ختم به شريعته وأكمل دينه، وعلى أله وأصحابه الذين اتبعوه والذين يتبعونه، وبعد فما تعلق به الإعلام، أن تعوضوا المحرر بإحرام، لا يخفى على مثلكم جنسه ومجانسه، ومن كلام العرب: كل ثوب ولابسه، وإن أربى على ثمن الأول ثمن الثاني، فلست عن الزيادة والحمد لله بالواني.
رسالة لأبي بكر بن شبرين
إلى أبي الحكم بن مسعود وهو شاهد بالمواريث يداعبه فيها
أطال الله بقاء أخي وسيدي لأهل الفرائض يحسن الاحتيال في مداراتهم، وللمنتقلين إلى الدار الآخرة يأمر بالاحتياط في أمواتهم،
ودامت أقلامه مشروعة لصرام الأجل المنسأ معدة لتحليل هذا الصنف المنشأ، من الصلصال والحمأ، فين ميت يغسل وآخر يقبر، ومن أجل يطوى وكفن ينشر. . . فكلما خربت ساحة، نشأت في الحانوت راحة، وكلما قامت في شعب مناحة، اتسعت للرزق مساحة، فيباكر سيدي الحانوت وقد احتسى مرقته وأسبل عنفقته، . . . فيلحظ هذا برفق، وينظر إلى هذا شزراً، ويأمر بشق الجيوب تارة والبحث عن المناطق أخرى، ثم يأخذ القلم أخذاً رفيقاً، ويقول وقد خامره السرور: رحم الله فلاناً لقد كان لنا صديقاً، وربما وأراه بالإزعاج الحثيث، وقال مستريح كما جاء في الحديث (1)، وتختلف عند ذلك المراتب وتتبين الأصدقاء والأجانب، فينصرف هذا وحظه التهديد، والنظر الحديد، ثم يغشى دار الميت، ويسأل عن الكيت والكيت، ويقول علي بما في البيت، أين رعاء الثاغية والراغية، أين عتود الأملاك بالبادية، وقد كانت لهذا الرجل حال وأي حال، وذكر في الأسماء الخمسة فقيل ذو مال، وعيون الأعوان ترنو من خلل، وأعناقهم تشرئب إلى ما خلف الكلل، وأرجلهم تدب إلى الأسفاط دبيب الصقر إلى الحجل، والموتى قد وجبت منهم الجنوب، وحضر الموروث والمكسوب، وقيد المطعوم والمشروب، وعدت الصحاح، ووزن بالأرطال، وكُيل بالأقداح،
(1) يشير إلى حديث مستريح ومستراح منه وقد ورد في موت المؤمن والفاجر.
والشهود يغلظون على الورثة في الألية، ويسيئونهم بالسباب في النشأة الأولية، والروائح حينئذ تفغم الأرض طيباً وتهدى إلى الأرواح شذى يفعل في الأبدان فعلاً عجيباً، والدلال يقول هذا مفتاح الباب، والسمسار يصيح قام النداء فما تنتظرون بالثياب، والشاهد يصيح فتعلو صيحته والمشرف يشرف فتسقط سبحته، . . . ثم يشرع في تقسيم الفرض، ولو أكفئت السماوات على الأرض ويقال لأهل السهام أحسنوا فإن الإحسان ثالث مراتب الإسلام، وقد نص ابن القاسم (1) على أخذ أجرة القسام، وسوغه أصبغ (148) وسحنون (148)، ولم يختلف فيه مطرف وابن الماجشون (148)، ولعل الخروج إلى الانبساط يجر عذراً، ونسأل الله حمداً يوجب المزيد من نعمائه وشكراً، والله يصل عز أخي ومجده، ويهب له قوة تخصه بالفوز عنده، ويزيده بصيرة يتبع بها الحقوق إلى أقصاها، وبصراً لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، ودام يعد الخراريب (2) والفلوس والأطمار (3)، ويملأ الطوامير بأقلامه البديعة الصنعة، ويقرن الطومار بالطومار،
(1) ابن القاسم والأعلام الأخرى كلها أسماء لفقهاء مالكية معروفون في عالم القضاء والفتوى.
(2)
الخراريب من قبيل الفلوس.
(3)
الطومار الصحيفة.