الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فغُصَّ وخنَس، فبيده الحول والقوة، وعنايته العناية المرجوة.
ثم نوصيكم بحسن الوقوف مع أصحابنا فيما يشتري من الكتب العامية برسم خزانتنا الكريمة الأمامية العلية، ثم الإتحاف بديوان الشيخ والدكم التماساً لجميل بركاته، وتمسكاً بما سبق من الإجازة العامة في سائر منظوماته وموضوعاته ومروياته، وهذا موجبه إليكم، والسلام الأتم مُعَاد عليكم ورحمة الله وبركاته.
توقيعه على كتاب جُؤْذر
لما انتصر جُؤْذَر مولى المنصور الذهبي على إسحاق سُكيَة صاحب السودان فرَّ هذا أمامه واعتصم ببلده كَاغُو فحاصره جؤذر فطلب الصلح على خراج عظيم يؤديه المنصور كل سنة فكتب جؤذر بذلك للمنصور يستأمره فيه فغضب المنصور ووقع على كتاب جؤذر «أتمدُّونني بمال فما آتاني الله خير مما آتاكم، الآية.» ثم أرسل القائد محموداً باشا وعزل به جؤذراً وكان الفتح على يده.
كتابٌ للسلطان مولاي الحسن العَلوي
إلى قُضاة مراكش من إنشاء الكاتب إدريس بن محمد العَمْرَوي
وبعد فقد بلغنا من أخبار متعاضدة، وطرق عن التحامل متباعدة،
أن خطة القضاء والإفتاء صارت ملعبة ومتجراً، لا يعرف أصحابها فيها سآمة ولا ضجراً، وأن الرُّشا فيها تقبض سراً وعلانية، والأحكام تصدر بنية وبلا نية، قد عُدِلَ فيها عن منهاج العَدْل، من غير اكتراث بتأنيب ولا عذل، والحقوق نزلت بمعرض الضياع، والمراتب المعظمة بهذه البقاع، صارت كسراب بقاع، (1) وأن بعض القضاة حمله ما حمله، إلى التطاول للدعاوى البعيدة منه واستجلاب القضايا المصروفة عنه، وتوجيه أعوانه للإتيان بالخصماء من البلاد التي قُضاتها لهم الاستقلال، ولم يصده عن الترامي لذلك ما لا يستقل به من الأثقال، مع العلم بأن من صرفت عنه قضية، فقد صرفت عنه بلية، لو لم يكن الغرض الدنيوي الذي أغراه، والشر الذي استحوذ عليه وأغواه، حتى ظهرت على القضاة أمارات الغني والرفاهية، ودهتهم من الميل للزخارف كل داهية، وتبختروا في الحلل والنمارق، وذهلوا عن الأثر المأثور «مَن وَلِيَ القضاء ولم يفتقر فهو سارق، كما بلغنا أن طائفة من العدول أُذِنَ لهم في الشهادة إفتياتاً من غير اعتبار للشروط التي شرطناها، ولا وقوف مع الحدود التي بيناها وحددناها، واتُّخذ منهم ومن الأعوان والوكلاء أشراك للطمع، وجسور بناها التهور والهلع، يُمرُّ عليها ما يُلْمَزُ بأجرة الخطاب وحق العلم (2) وتُعَدُّ للاستئثار بها حالتي الحرب والسلم، هذا مع أنّا بالغنا
(1) القاع الأرض المستوية.
(2)
يعني تصديق القاضي للرسم وعلامته.
في اختياركم لتطهير الصحيفة، وإبعاد ساحة الشريعة عن الأمور الشنيعة المخيفة، واختبرنا وخبرنا وانتقينا وأبقينا، ولكن صدق الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم «الناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة.»
إنِّي لأفتح عيني حين أفتحها. . . على كثير ولكن لا أرى أحداً
فإذا كان أهل العلم تصدر منهم هذه الفعال، فأي شيء تركوه للجهال، وإذا كان منصب الشريعة تُحاز به البراطيل (1) وتبدو من جانبه الرفيع هذه الأباطيل، فأي ملام يتوجه على عامة الناس، على اختلاف الأنواع والأجناس.
مَن غُصَّ داوى بشرب الماء غُصّته. . . فكيف يصنع من قد غُصَّ بالماء
كيف ولم تزل تتلى عليكم آيات كتاب الله، وأحاديث رسول الله، أأنتم عنها ساهون أم أنتم عن التذكرة لاهون، أفلا تتدبرون قول الله:{وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (188)} ، وقوله صلى الله عليه وسلم ولعن الله الراشي والمرتشي والرائش أي الذي يمشي بينهم. . . هذا واسألوا عن سيرة من تقدم من قضاة هذه الحضرة المراكشية كالفقيه السيد محمد عاشور، والفقيه السيد الطالب بن حمدون، فقد كانوا من الدين والخير بمكانة،
(1) البراطيل صغار الأشياء والمراد بها هنا الدراهم سميت بها لصغرها.