الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كما مر، وعلم الأدب الذي هو جائز بإجماع لو تعلمه أحد لقصد أن ينبُغَ في الشعر فيهجو من لا يجوز هجوه أو يمدح من لا يجوز مدحه كان تعلمه حراماً في حقه، وإنما الأعمال بالنيات، والمردود منها إنما هو جُمَل من العلم الإلهي أو من علم الطب وعلم الهيئة ونحوها.
القلم في اللغة
لأكنْسُوس
وهو القلم والمِزْبَر بالزاي والمِذْبَر بالذال المعجمة سُمي بذلك لأنه يُزبَز به ويُذْبَر أي يُكْتَب وقد فرَّق بعض اللغويين بين زبرت وذبرت، فقال زبرت بالزاي كتبت وذبرت بالذال قرأت وسمِّي قلماً لأنه قلم أي قطع وسُوِّي كما يقلم الظُّفْرُ وكل عود يقطع ويُحَزُّ رأسُه ويُعَلَّم بعلامة فهو قلم ولذلك قيل للسِّهام أقلام، قال الله تعإلى:{إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ} وكانت سهاماً مكتوباً عليها أسماؤهم. ويقال للذي يُقْلَمُ به مِقْلَم ولما يُبرَى به مِبرى ومِبرَاةٌ وقد بَريته أبريه برياً وحصرمته حصرمة عن ابن الأعرابي. وقيل لما يسقط عن التَّقليم القُلامة وعن البَري البُرَاية وجمع القلم أقلام وقلام كجبل وجبال. وقيل لأعرابي ما القلم فجعل يفكر ويقلِّب أصابعه
وينظر فيها فقال لا أدري فقيل له توهَّمه في نفسك فقال عود قلم رأسه وجوانبه كتقليم الظفر.
ويقال لعقده الكعوب واحدها كَعْب فإن كانت فيه عقدة تشينه وتفسده فهي الأُبنة ويقال لما بين العقد الأنابيب واحدها أنبوب والمقالم واحدها مقلم. والأنابيب والكعوب تستعمل أيضاً في الرماح وفي كل عود فيه عقد وكذلك الأُبَن. فإن كان في القصبة أو العود تأكُّل قيل فيه قادح وفيه نَقَد وكذلك في السن. قال جميل:
رمى الله في عَيْنَي بُثَيْنَة بالقَذَى. . . وفي الغُرِّ من أنيابها بالقوادح
وقال الهذلي:
تَيْس تُيُوس إذا يُناطِحُها. . . يألم قَرْنا أرومه نَقِدُ
ويقال لباطنه الشَّحمة ولظاهره اللِّيط فإن قشرت منه قشرة قلت لِطْتُ من القلم ليطة أي قشرها والليط أيضاً اللون قال أبو ذويب:
إذا اصفَرَّ لِيطُ الشمس حانَ انقلابُها (1).
ويقال للقصب اليراع وقال قوم الإباء أطراف القصب والواحدة يراعة وإباءة قال مُتمِّم بن نُوَيرة يذكُر فرساً:
(1) الشطر في الأصل غير مستقيم ولم يظهر لنا معناه وهذا عن التاج.
ضافي السَّبيب كأن غصن إباءة. . . رَيَّان ينقضه إذا ما يُقْرَع
ويقال للقطن الذي يوجد في جوف القصبة البَيْلَم والقِنْصِفُ والفَشغ واحدها بيلمة وفنصفة وفشغة فإن كان فيه عوج فذلك الدَّرْء وكذلك العود، قال الشمَّاخ:
أقام الثقاف والطريدة درءها. . . كما أخرجت ضغن الشموس المهامز
والطريدة خشبة صغيرة فيها حديدة تُسوَّى بها الرماح ونحوها.
ويقال لغشائه الذي عليه الغلاف واللِّحاء والقشر فإذا نزعته قلت قشرته وقشوته وقشيته ولتمته وكشأته ولحوته ولفأته ولحيته وسحفته وسحيته وسحوته وحلقته وجلهته ووسَّفته ونقحته، ويقال لطرفيه اللذين يُكتب بهما السِّنَّان وأحدهما يسن والشعيرتان واحدتهما شعيرة فإذا قطعت طرفيه وهيأته للكتابة قلت قططته أقطه قطاً وقضمته اقضمه قضماً والمقط بالكسر يقط عليه والمقط بالفتح الموضع الذي يقط من رأسه، قال أبو النجم:
كأنما قط على مقط.
وقال المقنع الكندي يصف القلم:
يحفى فيقطم من شعيرة أنفه. . . كقلامة الأظفور في تقلامه
فإذا انكسرت سنُّه قيل قضم يقضم قضماً كحذر يحذر حذراً وكذلك كل تكسُّر في سنّ أو سيف أو رمح أو سكين فإن أخذت من شحمته بالسكين قلت شحمته أشحمه شحماً فإذا أفرطت في الأخذ منها قلت بطَّنت القلم تبطيناً وحفرته حفراً وقلم مبطن ومحفور واسم موضع الشحمة الحفرة فإذا تركت شحمه ولم تأخذ منها شيئاً قلت: أشحمته إشحاماً ويقال للشحمة التي تحت برية القلم الضَّرة شبهت بضرة الإبهام وهي اللحمة التي في أصلها كذا. قال ابن قتيبة في آلة الكتاب وهو المعروف ولكنه خالف في أدب الكتاب فقال الألية اللحمة التي في أصل الإبهام والضّرة اللحمة التي تقابلها. فإن جعلت سِنَّي القلم الواحدة أطول من الأخرى قلت قلم محرَّف وقد حرفته تحريفاً وإن جعلت سنيه مستويتين قلت قلم مبسوط وقلم جزم فإن سمع له صوت عند الكتابة فذلك الصريف والصرير والرشق ويقال قلم مذنّب بفتح النون أي طويل الذنب فإذا كثر المداد في رأس القلم حتى يقطر المداد قيل رُعف القلم يرعف رعافاً شبه برعاف الأنف ومجَّ يمج مجّاً وأرعفه الكاتب إرعافاً وأمجه إمجاجاً ويقال للكاتب استمدد ولا ترعف ولا تمجج أي لا تكثر من المداد حتى يقطر ويقال للخرقة التي يمسح بها الكاتب، الوقيعة بالقاف وعن أبي عمرو الشيباني أنها الوفيعة بالفاء.