المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌487 - العربي: بن محمد بن محمد السائح بن العربي بن فاضل بن محمد ابن بوعزة الصالح بن رشيد بن عبد القادر بن الشيخ أبي عبيد سيدي محمد الشرقى العمرى - إتحاف أعلام الناس بجمال أخبار حاضرة مكناس - جـ ٥

[ابن زيدان السجلماسي]

فهرس الكتاب

- ‌412 - عبد الرحمن بن هشام بن محمد بن عبد الله بن فخر الملوك أبي النصر إسماعيل السلطان ابن السلطان ابن السلطان ابن السلطان ابن السلطان

- ‌ولادته:

- ‌حاله:

- ‌اهتمامه بأمور الدين وصدور أوامره لولاته بجبر رعاياهم على إقامة رسومه

- ‌اعتناؤه بنشر العلم وتسهيل سبله:

- ‌تبرعاته وأوقافه

- ‌استعداده البحرى

- ‌علائقه السياسية

- ‌خلفاؤه:

- ‌وزراؤه:

- ‌كتابة

- ‌قضاته:

- ‌قواد مشوره:

- ‌قواد المسخرين:

- ‌عماله:

- ‌أمناؤه:

- ‌محتسبوه:

- ‌نظاره:

- ‌الأول:

- ‌الثانى:

- ‌بناءاته وآثاره:

- ‌نساؤه الحرائر والشريفات:

- ‌ما خلفه من البنين والبنات:

- ‌بعض ما قيل فيه من المديح:

- ‌وفاته:

- ‌413 - عبد الرحمن الكَاوَانى -بفتح الكاف مشبعة ثم واو مشبعة كذلك بعدها نون مكسورة مشبعة أيضا

- ‌414 - عبد الرحمن بن أحمد بن أبى القاسم القَرْمُونى القيسى

- ‌415 - عبد الرحمن بن الشيخ الولى أبى السرور عياد بن يعقوب

- ‌416 - عبد الرحمن بن أحمد الوقاد المكناسى الدار، المعافرى النجار

- ‌417 - عبد الرحمن بن قاسم بن محمد بن عبد الله آعراب -بهمزة مفتوحة بعدها ألف ساكنة ثم عين مهملة ساكنة فموحدة

- ‌418 - عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن بن عزون -بالنون- المكناسى، أورده صاحب الإعلام

- ‌419 - عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن أحمد الإدريسى المكناسى الحسنى

- ‌420 - عبد الرحمن بن الحسن اليازغى

- ‌421 - عبد الرحمن كدران

- ‌422 - عبد الرحمن بن النقيب الأشهر سيدى عبد القادر بن عبد الله الشريف الإدريسي الشَّبِيهِىّ

- ‌423 - عبد الرحمن بن محمد الفاسى لقبا، المكناسى دارًا ومنشأ وقرارًا، الشاوى أصلا المعزاوى

- ‌424 - عبد الرحمن بن أحمد دادى الزرهونى

- ‌425 - عبد الرحمن بن محمد فتحا بصرى المكناسى

- ‌426 - عبد الرحمن بن على بن محمد بن عبد المالك بن زيدان بن إسماعيل الأكبر

- ‌427 - عبد الرحمن بن التهامى بن الفقيه العلامة سيدى يحيى بن عبد الواحد الشريف الحسنى الإدريسى الزرهونى

- ‌428 - عبد الرحمن القرشى دفين بطحاء خارج باب بريمة، ولم أقف له على ترجمة

- ‌429 - عبد الرحمن التاغى دفين حومة حمام الجديد، ولم أقف له على ترجمة

- ‌430 - عبد الرفيع بن مسعود بن عبود المكناسى الأصل

- ‌431 - عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن عبد المالك بن محمد بن عبد العزيز بن عبد الواحد أبى الغيث الحسنى العلوى

- ‌432 - عبد الكريم بن الرضى بن محمد بن على بن أحمد اليلمحى الشريف الوزانى

- ‌433 - عبد المالك بن فخر الملوك أبى النصر إسماعيل

- ‌اعتباره لمن يشار له بخير:

- ‌علائقه السياسية:

- ‌434 - عبد الملك البوعصامى نزيل مكناسة

- ‌435 - عبد الملك بن محمد الحسنى

- ‌436 - عبد المالك بن عبد السلام بن السلطان محمد بن السلطان مولاى عبد الله بن السلطان الأعظم مولانا إسماعيل

- ‌437 - عبد المالك أبو المفاخر بن السلطان عبد الرحمن بن هشام

- ‌438 - عبد النبي الشاوى

- ‌439 - عبد العزيز أبو فارس

- ‌440 - عبد العزيز بن محمد اليفرنى

- ‌441 - عبد العزيز بن محمد بن محمد بن قاسم بن على بن عبد الرحمن ابن أبى العافية الشهير بابن القاضى الزناتى المكناسى

- ‌442 - عبد العزيز المكناسى المدنى

- ‌443 - عبد القادر بن عبد الله بن محمد بن عبد القادر بن عبد الواحد بن أحمد الشبيه الجوطى الحسنى

- ‌444 - عبد القادر بن العربى المنبهى المدغرى المعروف بابن شقرون المكناسى

- ‌446 - عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد الملقب الفاسى

- ‌447 - عبد القادر أبو محمد القاضى الأعدل بن محمد بن عبد المالك بن العربى بن على بن مولانا محمد بن مولانا على الشريف الحسنى السجلماسى

- ‌448 - عبد القادر بن الحران الحسنى الإسماعيلى

- ‌449 - عبد القادر بن عبد الرحمن بن سعيد

- ‌450 - عبد القادر بن محمد بن أحمد بن بلقاسم الإدريسى العلمى الحمدانى

- ‌451 - عبد القادر زين العابدين

- ‌452 - عبد القادر شقيق والدنا ابن عبد الرحمن بن على بن محمد بن عبد المالك بن زيدان بن فخر الملوك إسماعيل

- ‌453 - عبد القادر بن على الحسنى العلوى

- ‌454 - عبد القادر بن المعطى بن العناية

- ‌455 - عبد السلام ابن العلامة الشاذلى بن محمد بن أبى بكر الدلائى

- ‌456 - عبد السلام أبو محمد قاضيها ابن محمد الدلائى البكرى المسناوى

- ‌457 - عبد السلام البيجرى المكناسى

- ‌458 - عبد السلام بن أبى يعزى حركات السَّلاوى

- ‌459 - عبد السلام الرامى الزرهونى أصلا الفاسى النشأة والدار

- ‌460 - عبد السلام بن الحاج محمد بن عمرو

- ‌461 - عبد السلام بن محمد التازى الرباطى

- ‌462 - عبد السلام بن محمد فتحا بن عبد الله بن الطاهر الأمرَانى

- ‌463 - عبد السلام بن محمد بن عبد السلام بن عبد الله

- ‌464 - عبد الهادى بن عبد المالك بن أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن حفيد بن على بن محمد بن عبد الواحد أبى الغيث الشريف العلوى البلغيثى

- ‌465 - عبد الهادى الفيلالى نزيل مكناس ودفينها

- ‌466 - عبد الواحد بن على بن محمد فتحا بن على الكتانى. نزيل مكناس

- ‌467 - عبد الواحد بن الأستاذ أبى الحسن على بن محمد بن على المدعو منون

- ‌468 - عبد الواحد بن عبد الرحمن الشبيهى الجوطى

- ‌469 - عبد الواحد المدعو الدربالى

- ‌470 - عبد الواحد بن حمادى بن عبد الواحد بن محرز بن الشريف بن على

- ‌471 - عبد الواحد بن محمد ابن فقيرة

- ‌472 - عبد الوهاب بن محمد بن الشيخ المكناسى الأصل والنشأة والدار

- ‌473 - عبد الوهاب أبو نصر وأبو اليمن وأبو البركات قاضيها ابن السيد الحاج محمد المدعو حم العرايشى المكناسى الدار والإقبار

- ‌474 - عبد الوهاب الشيخ أبو محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن ابن عبد الله بن عمر بن عبد الرحمن بن عمران

- ‌475 - عبد الوهاب بن أحمد أدَرّاق

- ‌476 - عبد الوهاب أجانا

- ‌477 - العباس بن محمد بن كيران الفاسى الأصل المكناسى الوفاة

- ‌478 - العباس بن أمير المؤمنين مولاى عبد الرحمن بن أمير المؤمنين مولاى هشام بن أمير المؤمنين سيدى محمد بن أمير المؤمنين مولاى عبد الله بن أمير المؤمنين السلطان الأعظم مولاى إسماعيل بن الشريف الحسنى

- ‌479 - العباس بن الهادى فرموج المكناسى

- ‌480 - عثمان أبو سعيد بن عبد الواحد بن عبد العزيز اللمطى المكناسى الميمون

- ‌481 - العربي بن محمَّد فتحا بصرى المكناسى

- ‌482 - العربي بن مسعود أبو سرحان بن عبد الله بصرى

- ‌483 - العربي بن على القسمطينى

- ‌484 - العربي بن أبي فارس بن محمَّد المدعو ولد عريبة ابن السلطان الأعظم سيدنا الجد الأكبر مولانا إسماعيل

- ‌485 - العربي بن عامر المكناسى

- ‌486 - العربي بن الطاهر بن المهدي بصرى المدعو قطيطة المكناسى النشأة والدار والإقبار

- ‌487 - العربي: بن محمَّد بن محمَّد السائح بن العربي بن فاضل بن محمَّد ابن بوعزة الصالح بن رشيد بن عبد القادر بن الشيخ أبي عبيد سيدي محمَّد الشرقى العمرى

- ‌488 - العربي بادو ابن الأمين المحتسب الحاج الطاهر

- ‌489 - العربي بن على بن فارس الحسنى العلوى

- ‌490 - العربي بن إدريس الشريف العلمى اللحيانى المعروف بالموساوى

- ‌491 - العربي بن الأستاذ فضول ابن شَمْسِى

- ‌492 - على أبو الحسن عرف بالأعرج

- ‌493 - على بن حمود

- ‌494 - على بن عيسى بن عمران بن دافال المكناسى

- ‌495 - على بن أبي بكر بن سبع بن مزاحم المكناسى

- ‌496 - على بن عبد الرحمن بن تميم اليفرنى، شهر بالطنجي والمكناسى

- ‌497 - على بن موسى بن أبي بكر بن محمَّد فتح ابن عبد الله الكتانى

- ‌498 - على أبو الحسن بن الفقيه الأستاذ المدرس محمَّد بن على، دعى منون الحسنى المكناسى النشأة والدار والإقبار

- ‌499 - على بن هارون الشريف الحسنى المكناسى

- ‌500 - على بن محمَّد بن عبد الرحمن المعروف بالمراكشى

- ‌501 - على بن محمَّد بن أبي الفضل بن أحمد بن العافية

- ‌502 - على بن سعيد بن محمَّد الصنهاجي المكناسى

- ‌503 - على بن يوسف

- ‌504 - على بن محمَّد الزرهونى المعروف بالدشيش بصيغة التصغير

- ‌506 - على بن عمر

- ‌507 - على أبو الحسن قاضيه ابن أحمد بن محمَّد بن حماد زغبوش

- ‌508 - على أبو الحسن

- ‌509 - على بن قاسم الوقاد المعافرى قاضيها أبو الحسن

- ‌510 - على الزرهونى

- ‌511 - على بن أحمد المكناسى

- ‌512 - على بن عمر بن عبد السلام بن أحمد بن محمَّد بن محمَّد ثاني ابن أحمد بن الحافظ بن أبي بكر بن العربي المعافرى

- ‌513 - على أبو البركات بن محمَّد المدعو حمدوش بن عمران الشريف العلمى العروسى

- ‌514 - على بن سعيد العميرى

- ‌515 - على بن عبد الرحمن بن عبود المكناسى النشأة والدار والإقبار

- ‌516 - على بن صانبة البخارى المكناسى

- ‌517 - على جد والدنا دنية ابن محمد بن عبد المالك بن زيدان بن فخر الملوك مولانا إسماعيل

- ‌519 - على بن محمد المسفيوى

- ‌520 - على بن الشاد بن محمد بن العربى بن الطالب الأمرانى

- ‌521 - عمر بن عثمان الونشريسى المكناسى

- ‌522 - عمر الحراق أبو حفص، وزير الحضرة الإسماعيلية الشريف الحسنى

- ‌523 - عمر الوقاش

- ‌524 - عمر الخطاب نزيل جبل زرهون ودفينه

- ‌525 - عمر بن عبد العزيز بن عمر الخطاب الزرهونى

- ‌526 - عمر بن مبارك الحصينى

- ‌527 - عمر الكوش المكناسى

- ‌528 - عمر بن الفقيه المقدس أبى عبد الله محمد بن عوادة العثمانى

- ‌529 - عمر بن أمير المؤمنين مولانا الحسن

- ‌530 - عمران أبو موسى بصرى الولهاصى الولى الشهير

- ‌531 - عمران بن موسى الجاناتى المكناسى

- ‌532 - عياد السوسى

- ‌533 - عائشة العَدَويَّة دفينة مكناسة الزيتون

- ‌534 - عيسى بن دافال أبو موسى المكناسى

- ‌حرف الغين المعجمة

- ‌535 - غازى بن الإمام شيخ الجماعة بمكناس وفاس محمد بن أحمد ابن غازى المكناسى الأصل الفاسى الإقبار

- ‌536 - الغازى بن العربى بن عبود المكناسى النشأَة والدار والإقبار

- ‌537 - الغزوانى بن الشيخ الإمام عبد الله محمد بن أبى بكر الدلائى

- ‌538 - الغالى ابن المكى السنتيسى المكناسى النشأة والدار والإقبار

- ‌حرف الفاء

- ‌539 - فتحون البزازية

- ‌540 - فاطمة بنت الشيخ الصالح أبي عبد الله محمَّد بن عبد الرَّحْمَن بصري مار الترجمة

- ‌541 - فرج الأَنْدلسيّ أبو الفضل المكناسى الدار

- ‌542 - الفاطمى بن محمَّد بن سميه بن عبد القادر بن محمَّد بن عبد القادر النقيب الإدريسى الشبيهى

- ‌543 - الفضيل بن الفاطمى المترجم قبله يليه بن محمَّد بن سميه بن عبد القادر بن محمَّد بن عبد القادر النقيب

- ‌544 - الفاطمى بن الفضيل المترجم قبله يليه

- ‌حرف القاف

- ‌545 - القاسم بن عبد الله بن محمَّد بن حماد بن محمَّد بن زغبوش

- ‌546 - قاسم أبو الخير بن محمَّد بن محمَّد بن قاسم بن أبي العافية الشهير بابن القاضي

- ‌547 - قاسم بن رَحْمُون الزرهونى الأصل، الفاسى النشأة والوفاة

- ‌548 - قاسم البندورى أبو اليسر

- ‌549 - قاسم. دُعِيَ الدامى بن محمَّد فتحا المنصورى أصلا المكناسى نشأة ودارا وإقبارا

- ‌550 - قاسم بن الفقيه الأستاذ عبد القادر الحسنوى

- ‌551 - أبو القاسم ابن الأبرش

- ‌552 - أبو القاسم بن حبيب الحريشى المكناسى

- ‌553 - أبو القاسم بن درى الشاوى الأصل المكناسى الدار

- ‌554 - أبو القاسم قاضى الحضرة المكناسية وابن قاضيها سعيد بن أبي القاسم العميرى -بفتح العين نسبة لبنى عمير، فرقة من تادلا الجابرى التادلى

- ‌فهرس مصادر التحقيق

الفصل: ‌487 - العربي: بن محمد بن محمد السائح بن العربي بن فاضل بن محمد ابن بوعزة الصالح بن رشيد بن عبد القادر بن الشيخ أبي عبيد سيدي محمد الشرقى العمرى

وفاته: توفي بعد التسعين ومائتين وألف.

‌487 - العربي: بن محمَّد بن محمَّد السائح بن العربي بن فاضل بن محمَّد ابن بوعزة الصالح بن رشيد بن عبد القادر بن الشيخ أبي عبيد سيدي محمَّد الشرقى العمرى

.

دفين جعيدان رحمه الله ورضى عنه وعن كرام سلفه.

حاله: فقيه عدل رضا نزيه، علامة مشارك نبيه، مدرس نفاع، ناظم ناثر، بارع فاضل مساجد، هين لين مهاب صالح، مرشد ناصح، له إشراف على التاريخ مستحضر لتراجم المتأخرين، معتن بقراءة صحيح البخاري، إذا تكلم في حديث أتى بما يبهر العقول، مما لا يظفر به ديوان منقول، من أهل الرسوخ في السنة والتمكين، عارف بربه قال عليه، مرشد إليه، قدوة، ذو أدب غض ولطف وبشاشة وحسن استقبال للزائرين، مع بسط المائدة لكل صادر ووارد.

نشأ بمكناسة الزيتون وانتقل لفاس، وأخذ عن جماعة من أعيان نقاد جهابذتها الأكياس، حتى فتح له التحرير بابه، وأدخله التحصيل حجابه، ثم رجع لمسقط رأسه مكناس وأقبل على التدريس والإفادة، وتعاطى خطبة الإشهاد مدة، ثم بدا له الانتقال لرباط الفتح فانتقل وجعله محل استيطان، وحصل له به مزيد ظهور واشتهار وإقبال، تفد الناس لزيارته والتبرك به واستجلاب صالح دعواته، فيبلغون بفضل مولاهم، غاية مناهم، وظهرت له مكاشفات، وخوارق عادات، حدثني غير واحد ممن وثقت بخبره بما وقع له معه من ذلك مما هو كشمس الظهيرة أو أظهر.

مشيخته: أخذ عن العلامة السيد عبد القادر الكوهن دفين المدينة، وعن الفقيه أكنسوس، وعن سيدي عبد القادر العلمى المترجم قبل، جَالَسَه سنين ونال

ص: 503

منه وسمع منه الكثير، حدثني الأخ المسند مولاى عبد الحس الكتانى، عن والده الإِمام مولاى عبد الكبير، أن المترجم حدثه عام سبعة وثلاثمائة وألف، وقد جرى ذكر حديث: إن لله عبادا من نظر إليهم سعد سعادة لا يشقى بعدها أبدًا، قائلًا، أنا سمعته من مولاى عبد القادر العلمى بمكناس بلفظ إن لله عبادا من نظروا إليه نظرة سعد سعادة لا يشقى بعدها أبدًا هـ.

وعن أبي عبد الله محمَّد الهاشمى بن محمَّد السرغينى دفين عين ماضى أخذ عنه عام ستة وخمسين ومائة وألف الطريقة الأحمدية التيجانية التي كان المترجم من كبار رجالها، ولقى المترجم الشيخ عبد الرحمن النابلسي وأجازه عامة وعن غير هؤلاء من فحول الأعلام.

الآخذون عنه: منهم العلامة الطاهر بوحدو، المترجم فيما سلف، والعلامة المشارك حامل لواء الأدب في وقته برباط الفتح الحاج أحمد جسوس المتوفى عام واحد وثلاثين وثلاثمائة وألف، والفقيه أبو عبد الله بن يحيى بلامينو الرباطى المتوفى سنة ثلاث وثلاثمائة وألف، والفقيه أبو محمَّد عبد الله بن محمَّد فتحا التادلى الرباطى، والفقيه العلامة الناسك المتبرك به قاضى الرباط أبو العباس أحمد بنانى المتوفى عام أربعين وثلاثمائة وألف حسبما أفادنى ذلك مؤرخ الرباط صاحبنا أبو عبد الله بوجندار وغيره، ومنهم الفقيه أبو عبد الله محمَّد بن الحسنى الرباطى المتوفى ليلة الأربعاء ثامن عشر رجب سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة وألف، والفقيه أبو العباس أحمد بن موسى السلاوى المتوفى ليلة الاثنين حادى عشر رمضان سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة وألف، وأديب سَلَا الفقيه الحاج الطيب عواد المتوفى ضحى يوم السبت تاسع عشرى رجب عام ستة وثلاثين وثلاثمائة وألف، وشاعر الرباط الفقيه العدل أبو الحسن على بن عبد الله المتوفى عام اثنين وأربعين وثلاثمائة وألف، والعلامة مولانا الكامل الأمرانى، وأبو عبد الله محمَّد فتح ابن عبد السلام جنون، وأبو عبد الله محمَّد الصنهاجي المدعومانى، والعالم الصالح

ص: 504

أبو المحاسن العربي بن عبد السلام المحب العلوى الإسماعيليّ المولود عام ستة وسبعين ومائتين وألف وغيرهم من الأعلام.

مؤلفاته: منها بغية المستفيد في شرح منية المزيد، وشرح على لامية الإِمام البوصيرى في المديح.

شعره: من ذلك قوله متغزلًا:

وشادن أبلج المحيا

تغار من حسنه الدرارى

يقدمه إن مشى سناه

كأنه صيغ من نضار

إن رام في مشيه انطلاقا

لج به السكر في العثار

لاموه في الكاس إذ تردى

وهو من الزهور في الخمار

وأكثروا عذله وراحوا

عن جانب العدل في ازورار

بكى للدغ الملام حتى

بكى لما نابه القمارى

نأى فعاد النهار ليلا

وعز متفقده اصطبارى

فقلت والقلب في اضطراب

عليه والدمع في انهمار

ونار وجدى به تلظى

وكبدى منه في انفطار

مهلا فعذر المليح باد

مالت به نشوة العقار

فظن كأس المدام قلبا

من حبه ظل في انفطار

وهو بكسر القلوب مغرى

فكلها منه في انكسار

فكسر الكاس وانثنى من

دلاله ساحب الإزار

وهل على الظبى من ملام

إذ مال للتيه والنفار

أبقاه ربى فريد حسن

يعنو به جؤذر القفار

ص: 505

وقوله:

واصل شراب حليفة الأمجاد

واترك مقال أخي هوى وعناد

صفراء تسطع في الكئوس كأنها

شمس تبدت في ذرى الأطواد

وكأنها من حسنها وصفائها

من عسجد عصرت بأعصر عاد

ما إن بدت في موضع إلا بدا

فيه السرور يناط بالإسعاد

لا يعترى ندماءها ندم ولا

يشكون من ملل بطولى تمادى

فكأنها أم بهم قد أنجبت

لكريم فحل في نقى مهاد

فغذتهم ذر الصفا وسقتهم

منها لبان محبة ووداد

فتناسقت أخلاقهم وتوافقت

آراؤهم في عفة ورشاد

تدعى الأتاى وذاك رمز ظاهر

يدريه من يدرى من الأمجاد

إيقاظ فكر ثم تهذيب الحجا

مع يسر إنفاق بدون نفاد

فادأب عليها ما حييت فإنها

تجلو متى جلبت صدا الأنكاد

واترك رواية معضل في شأنها

وارو المسلسل موصل الإرشاد

وقوله في الإِمام المولى عبد الكبير الكتاني قدس سره:

لكل امرئ في مقتضى اسمه نسبة

إلى قدره في العالمين تشير

لذاك علا عبد الكبير كما ترى

سماء علاه شامخ ومنير

وقوله يرثى شيخه العلامة الورع أبا الفتوح الهادي بادو المكناسي المترجم فيما يأتي من خط من نقلها من خط المترجم:

ما بال نفسك عز اليوم راقيها

كأنما الروح منك في تراقيها

ص: 506

وما لعينك لا ترقى مدامعها

كأنما اليم يجرى من مآقيها

تذرى على الخد منثور مدامعها

تناسقت قبل أسلاكا لآليها

وما لحالك من وجد ومن أسف

كحال من رزئ الدنيا بما فيها

أو حال آنسة عذرا محجبة

نأى بها منزل قد كان يأويها

فبينما هي تطوى البيد ظاعنة

إذ غيل في شاسع البيداء هاديها

فأصبحت مثل مطفل بوحدة قد

أضلت الخشف يوما في حوافيها

أو حال ذات وحيد أثكلته فما

أرض على سعة الأنجاد تأويها

تبيت تذكى بروق الجو زفرتها

وتمتلى من نواحها نواحيها

أطلت ويحك تسآلى كأنك لا

تدرى الحوادث إذ تعدو عواديها

ولا عرفت الليالى في تقلبها

وكيف يعتاض عاليها بسافيها

ولا المنية إذ ترمى النفوس فما

تخطى إذا ما رمت سهام راميها

مثل الصياريف في تنقاد جيدها

فما على غيره ينقض بازيها

ألم ترعك من الدنيا فجائعها

أما دهتك من البلوى دواهيها

أما عراك من الخطوب فادحها

أما دجى لك منها اليوم داجيها

ألم يفاجئك ماسك المسامع من

كل البرية قاصيها ودانيها

مصاب من فجع الإِسلام فيه ومن

قد ضعضعت منه للتقوى مبانيها

وخر منه لأفق المجد نيره

وقد خبت منه للعلا دراريها

ومادت الأرض إذ مالت جوانبها

لفقده وتزلزلت رواسها

محمد الهادي الذي جليت

لنا الهدى منه في أبهى مجاليها

ص: 507

شيخ الوقار الذي ما حل حبوته

كى يسعف النفس يوما في تصافيها

فما استرق نهاه ذكر غانية

ولا حنين شج إلى مغانيها

ولا استزلته أهواء بلذتها

وكم لبيب تردى في مهاويها

ولا زهت نفسه لنيل أمنية

وكم حليم زهت به أمانيها

ولا استفزته من دنياه زهرتها

ولا لهته عن العليا ملاهيها

ولا ثنته المثانى نحو رنتها

ولا لحوق مهاة في أغانيها

إن المكارم أبكار زففن له

من حضرة الوهب والإفضال واليها

وهي كما قيل أخلاق نعددها

فالعقل أولها والدين ثانيها

والعلم ثالثها والحلم رابعها

والجود خامسها والبر ساديها

والصدق سابعها والصبر ثامنها

والشكر تاسعها واللين عاشيها

سعى لها غير واه لا ولا وكل

لم يسعد النفس مطر في توانيها

وقد تسامت به إلى العلا همم

تقاصر النجم عنها في تساميها

مستعجبا عزمات منه أصغرها

يستنزل الأبيات من صياصيها

فعاش في تقوى يواصلها

مواليا كل حين من يواليها

ملازمًا طاعة الرحمن مجتهدا

مسارعا كما دعاه داعيها

حتى انثنى طاهر الأثواب طيبها

زاكي الخلال حميدها وساميها

لم تبق من تربة غداة مدفنه

إلا تمنت لو أنه ثوى فيها

أبكيه للعلم والدين المتين معا

إذا بكت رتب العليا بواكيها

من للفنون جميعًا يحققها

من للأحاديث يرويها ويمليها

ص: 508

من للعويصات إن عنت يوضحها

والمشكلات إذا دجت يحليها

من للدفاتر يطويها وينشرها

ومن يبيت سميرها يناجيها

من للفرائد دائما يؤلفها

وللفوائد همه تلافيها

من للشوارد إن ندت يقيدها

ويبذل الروح في تقريب ناديها

من للمنابر يرقاها لتذكرة

يجلو بها كل بكر من معانيها

من للمساجد غيرها يجاورها

وللمواقيت دائما يراعيها

من للمناجاة بالأسحار يرصدها

وللمحاريب في الدجى يوافيها

أما وحق مآثر نشرن له

بين الخلائق حاضر وباديها

وما له من مفاخر بقين له

كآى صخرا جاد الوحي واحيها

لو كان يشفى بكاء العين من كمد

أو كان يجدى من أدمعى تواليها

لأسبلت مقلتى على الدوام دما

يذيبه من حشاشتى تلظيها

ولا أسلت على خدى سوى كبدى

أما الدموع فشئ لا يواليها

لا تنكروا فرط تفجاعى عليه فما

يدرى الشدائد إلا من يقاسيها

(لا يعرف الشوق إلا من يكابده

ولا الصبابة إلا من يعانيها)

سقى الإله ثراه صوب مرحمة

يبقى مدا الدهر دائما يغاديها

ما خيم المجد في ضلال روضته

وعرس الفخر والسنا بواديها

واخضل بالحمد من أدواحها غصن

وألبست حلل الثنا روابيها

وقفا عليها سلام الله يصحبه

منه الرضا وكرامات توازيها

ما حق مغترب شط المزار به

إلى معاهد أنسه ومن فيها

هـ.

ص: 509

وقوله متوجًا بحروف عمران ابن حصين:

عودتنى منك إحسانا وثقت به

وحاش فضلك أن أراه منوعا

ما زلت تولى العطا لمن عصاك ولم

يكن عطاك لأجل الذنب مقطوعا

رب البرية يا من لم يزل أبدًا

دعاء كل امرئ دعاه مسموعا

إنى دعوتك مضطرا أخا كمد

ركن اصطبارى أضحى منه مصدوعا

نفسه عني يا مولاى عن عجل

حتى أرى غيمه في العين مقلوعا

إنى سألتك بالمختار أفضل من

به كفيت الورى أذى وترويعا

بحر المكارم تاج الرسل خاتمهم

من لم يزل ذكره لديك مرفوعًا

نور الهدى من بدا في أصل فطرته

على التقى والحيا والزهد مطبوعا

حماه أوسع بي إن أزمة دهمت

وظل من أجلها ذو الحلم مصروعا

صلى عليه إلهى كل آونة

ما دام للجود والإحسان ينبوعا

يا رب وارض عن الصحاب أفضل من

بذكرهم ظل باب الفتح مقروعا

ناهيك من سادة حازوا الكمال بمن

ساد الخلائق تابعا ومتبوعا

وقوله:

بابى من زار فى الـ

ـغيب يبغى شهودنا

لو علمنا مجيئه

لبسطنا خدودنا

قال تلميذه آخر قضاة العدل أبو العباس أحمد بنانى الرباطى ومن خطه نقلت: وسبب نظمه لهما أنه رضي الله عنه كلفنى بأمر فيسره الله وذهبت إليه لأخبره، فوجدته نائما فلما استيقظ واعلم بذلك كتب البيتين ووجههما إليّ

ص: 510

فحصل لي من السرور ما لا يعلمه إلا الله حتى إنه من فرط ما سرنى أبكانى والله على ما نقول وكيل. انتهى كاتبه أحمد بنانى سامحه الله. انتهى لفظه من خطه.

ولادته: ولد بمكناسة الزيتون ليلة عيد الأضحى عام تسعة وعشرين ومائتين وألف حسبما أخبر بذلك عن نفسه، ونقله عنه تلميذه أبو العباس بنانى، وإلى ذلك رمز الفقيه الأديب السيد محمَّد بن أحمد التريكى الآسفى بقوله:

إن قيل ما عام مولد ابن سائحنا

ففه بقولك مكناس به ابتهجت

وفاته: توفي برباط الفتح في الساعة الحادية عشرة من ليلة الأحد التاسع والعشرين من رجب، عام تسعة وثلاثمائة وألف، وكان الذي تولى غسله الفقيه ابن الغازى الكبير، والحاج العربي افقير، وصلى عليه تلميذه العلامة السيد أحمد ابن محمَّد بنانى المذكور آنفا، وحشره الشريف سيدي محمَّد الودغيرى في جماعة من أفاضل الأعيان، ودفن بداره وضريحه مزارة مشهورة مقصودة بالثغر الرباطى، وقد رثاه الأديب الشهير السيد الحاج الطيب عواد السلاوى بقوله:

سكب الدمع على الأرجاء أضناكا

أم حر نار الأسى والبين أفناكا

أم أنت صب موله فلست ترى

صبرا على من بنور العطف حلاكا

ومن دعاك بسعد الدين مذ زمن

وتارة بأمين الدين سماكا

وقال من أول الرعيل أنت فمل

لله ميلا فإن الله أعطاكا

أم قد فقدت بروح القدس سارية

كانت تهب سحيرة بمغناكا

أم قد فقدت من الأنوار بارقة

سارت بحسك للحمى ومعناكا

أم قد فقدت سراج القلب من سطعت

أنوار أسراره على محياكا

أم قد فقدت ضياء الدين فانكسفت

شمس المعارف في آفاق مسراكا

ص: 511

ذاك الإِمام الذي حاز الكمال ومن

قرت به في جمال الإنس عيناكا

روح الوجود وسره وطلعته

وقطبه خير من تهوى ويهواكا

حصن الحنيفية السمحاء صارمها

غيث الندى من ببشر الوجه يلقاكا

بحر المعارف والعلم الذي بهرت

أنواره فاقتبس منها لمسعاكا

ما جئت زائره في كشف نازلة

من قبل تسآله إلا وأفتاكا

ما جئت تشكو له نزول نائبة

إلا وأذهب ما تشكو وسلاكا

فاشهد معاهده تنل معارفه

إن لم يكن ذنب نار الشك أقصاكا

واعرف مفاخره تنل مناقبه

إن لم يكن ران شرك الحب أوداكا

بالله ربك يا سعد الوجود أفق

من سكرة الوجدان الصحو ينهاكا

بكاك قطع أكباد الورى آسفا

والأرض قد أظلمت من فقد مولاكا

ومن يلمك على طول البكاء فلم

يشهد بسرك من تبكى ونجواكا

فاسكب دموعك من دم الفؤاد على

فقد الهمام ولو عدت محياكا

محمَّد العربي بن السائح العمرى

خليفة الغوث من بالورد أحياكا

إلى أن قال:

يا رب بالذات بالاسم الكريم ومن

ناديت في المستوى عبدي فلباكا

محمَّد خير من أدنيته شرفا

لقاب قوسين محبوبا فحياكا

فصل رب وسلم دائما أبدًا

عليه ما حسن ذو وجد للقياكا

وآله الغر ما ازدهى الوجود بهم

وفاز عبد أحبهم بمرضاكا

واجعل شفاعته تعم مجلسنا

ومن غدا في بني الزهراء يرعاكا

ص: 512