المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌450 - عبد القادر بن محمد بن أحمد بن بلقاسم الإدريسى العلمى الحمدانى - إتحاف أعلام الناس بجمال أخبار حاضرة مكناس - جـ ٥

[ابن زيدان السجلماسي]

فهرس الكتاب

- ‌412 - عبد الرحمن بن هشام بن محمد بن عبد الله بن فخر الملوك أبي النصر إسماعيل السلطان ابن السلطان ابن السلطان ابن السلطان ابن السلطان

- ‌ولادته:

- ‌حاله:

- ‌اهتمامه بأمور الدين وصدور أوامره لولاته بجبر رعاياهم على إقامة رسومه

- ‌اعتناؤه بنشر العلم وتسهيل سبله:

- ‌تبرعاته وأوقافه

- ‌استعداده البحرى

- ‌علائقه السياسية

- ‌خلفاؤه:

- ‌وزراؤه:

- ‌كتابة

- ‌قضاته:

- ‌قواد مشوره:

- ‌قواد المسخرين:

- ‌عماله:

- ‌أمناؤه:

- ‌محتسبوه:

- ‌نظاره:

- ‌الأول:

- ‌الثانى:

- ‌بناءاته وآثاره:

- ‌نساؤه الحرائر والشريفات:

- ‌ما خلفه من البنين والبنات:

- ‌بعض ما قيل فيه من المديح:

- ‌وفاته:

- ‌413 - عبد الرحمن الكَاوَانى -بفتح الكاف مشبعة ثم واو مشبعة كذلك بعدها نون مكسورة مشبعة أيضا

- ‌414 - عبد الرحمن بن أحمد بن أبى القاسم القَرْمُونى القيسى

- ‌415 - عبد الرحمن بن الشيخ الولى أبى السرور عياد بن يعقوب

- ‌416 - عبد الرحمن بن أحمد الوقاد المكناسى الدار، المعافرى النجار

- ‌417 - عبد الرحمن بن قاسم بن محمد بن عبد الله آعراب -بهمزة مفتوحة بعدها ألف ساكنة ثم عين مهملة ساكنة فموحدة

- ‌418 - عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن بن عزون -بالنون- المكناسى، أورده صاحب الإعلام

- ‌419 - عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن أحمد الإدريسى المكناسى الحسنى

- ‌420 - عبد الرحمن بن الحسن اليازغى

- ‌421 - عبد الرحمن كدران

- ‌422 - عبد الرحمن بن النقيب الأشهر سيدى عبد القادر بن عبد الله الشريف الإدريسي الشَّبِيهِىّ

- ‌423 - عبد الرحمن بن محمد الفاسى لقبا، المكناسى دارًا ومنشأ وقرارًا، الشاوى أصلا المعزاوى

- ‌424 - عبد الرحمن بن أحمد دادى الزرهونى

- ‌425 - عبد الرحمن بن محمد فتحا بصرى المكناسى

- ‌426 - عبد الرحمن بن على بن محمد بن عبد المالك بن زيدان بن إسماعيل الأكبر

- ‌427 - عبد الرحمن بن التهامى بن الفقيه العلامة سيدى يحيى بن عبد الواحد الشريف الحسنى الإدريسى الزرهونى

- ‌428 - عبد الرحمن القرشى دفين بطحاء خارج باب بريمة، ولم أقف له على ترجمة

- ‌429 - عبد الرحمن التاغى دفين حومة حمام الجديد، ولم أقف له على ترجمة

- ‌430 - عبد الرفيع بن مسعود بن عبود المكناسى الأصل

- ‌431 - عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن عبد المالك بن محمد بن عبد العزيز بن عبد الواحد أبى الغيث الحسنى العلوى

- ‌432 - عبد الكريم بن الرضى بن محمد بن على بن أحمد اليلمحى الشريف الوزانى

- ‌433 - عبد المالك بن فخر الملوك أبى النصر إسماعيل

- ‌اعتباره لمن يشار له بخير:

- ‌علائقه السياسية:

- ‌434 - عبد الملك البوعصامى نزيل مكناسة

- ‌435 - عبد الملك بن محمد الحسنى

- ‌436 - عبد المالك بن عبد السلام بن السلطان محمد بن السلطان مولاى عبد الله بن السلطان الأعظم مولانا إسماعيل

- ‌437 - عبد المالك أبو المفاخر بن السلطان عبد الرحمن بن هشام

- ‌438 - عبد النبي الشاوى

- ‌439 - عبد العزيز أبو فارس

- ‌440 - عبد العزيز بن محمد اليفرنى

- ‌441 - عبد العزيز بن محمد بن محمد بن قاسم بن على بن عبد الرحمن ابن أبى العافية الشهير بابن القاضى الزناتى المكناسى

- ‌442 - عبد العزيز المكناسى المدنى

- ‌443 - عبد القادر بن عبد الله بن محمد بن عبد القادر بن عبد الواحد بن أحمد الشبيه الجوطى الحسنى

- ‌444 - عبد القادر بن العربى المنبهى المدغرى المعروف بابن شقرون المكناسى

- ‌446 - عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد الملقب الفاسى

- ‌447 - عبد القادر أبو محمد القاضى الأعدل بن محمد بن عبد المالك بن العربى بن على بن مولانا محمد بن مولانا على الشريف الحسنى السجلماسى

- ‌448 - عبد القادر بن الحران الحسنى الإسماعيلى

- ‌449 - عبد القادر بن عبد الرحمن بن سعيد

- ‌450 - عبد القادر بن محمد بن أحمد بن بلقاسم الإدريسى العلمى الحمدانى

- ‌451 - عبد القادر زين العابدين

- ‌452 - عبد القادر شقيق والدنا ابن عبد الرحمن بن على بن محمد بن عبد المالك بن زيدان بن فخر الملوك إسماعيل

- ‌453 - عبد القادر بن على الحسنى العلوى

- ‌454 - عبد القادر بن المعطى بن العناية

- ‌455 - عبد السلام ابن العلامة الشاذلى بن محمد بن أبى بكر الدلائى

- ‌456 - عبد السلام أبو محمد قاضيها ابن محمد الدلائى البكرى المسناوى

- ‌457 - عبد السلام البيجرى المكناسى

- ‌458 - عبد السلام بن أبى يعزى حركات السَّلاوى

- ‌459 - عبد السلام الرامى الزرهونى أصلا الفاسى النشأة والدار

- ‌460 - عبد السلام بن الحاج محمد بن عمرو

- ‌461 - عبد السلام بن محمد التازى الرباطى

- ‌462 - عبد السلام بن محمد فتحا بن عبد الله بن الطاهر الأمرَانى

- ‌463 - عبد السلام بن محمد بن عبد السلام بن عبد الله

- ‌464 - عبد الهادى بن عبد المالك بن أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن حفيد بن على بن محمد بن عبد الواحد أبى الغيث الشريف العلوى البلغيثى

- ‌465 - عبد الهادى الفيلالى نزيل مكناس ودفينها

- ‌466 - عبد الواحد بن على بن محمد فتحا بن على الكتانى. نزيل مكناس

- ‌467 - عبد الواحد بن الأستاذ أبى الحسن على بن محمد بن على المدعو منون

- ‌468 - عبد الواحد بن عبد الرحمن الشبيهى الجوطى

- ‌469 - عبد الواحد المدعو الدربالى

- ‌470 - عبد الواحد بن حمادى بن عبد الواحد بن محرز بن الشريف بن على

- ‌471 - عبد الواحد بن محمد ابن فقيرة

- ‌472 - عبد الوهاب بن محمد بن الشيخ المكناسى الأصل والنشأة والدار

- ‌473 - عبد الوهاب أبو نصر وأبو اليمن وأبو البركات قاضيها ابن السيد الحاج محمد المدعو حم العرايشى المكناسى الدار والإقبار

- ‌474 - عبد الوهاب الشيخ أبو محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن ابن عبد الله بن عمر بن عبد الرحمن بن عمران

- ‌475 - عبد الوهاب بن أحمد أدَرّاق

- ‌476 - عبد الوهاب أجانا

- ‌477 - العباس بن محمد بن كيران الفاسى الأصل المكناسى الوفاة

- ‌478 - العباس بن أمير المؤمنين مولاى عبد الرحمن بن أمير المؤمنين مولاى هشام بن أمير المؤمنين سيدى محمد بن أمير المؤمنين مولاى عبد الله بن أمير المؤمنين السلطان الأعظم مولاى إسماعيل بن الشريف الحسنى

- ‌479 - العباس بن الهادى فرموج المكناسى

- ‌480 - عثمان أبو سعيد بن عبد الواحد بن عبد العزيز اللمطى المكناسى الميمون

- ‌481 - العربي بن محمَّد فتحا بصرى المكناسى

- ‌482 - العربي بن مسعود أبو سرحان بن عبد الله بصرى

- ‌483 - العربي بن على القسمطينى

- ‌484 - العربي بن أبي فارس بن محمَّد المدعو ولد عريبة ابن السلطان الأعظم سيدنا الجد الأكبر مولانا إسماعيل

- ‌485 - العربي بن عامر المكناسى

- ‌486 - العربي بن الطاهر بن المهدي بصرى المدعو قطيطة المكناسى النشأة والدار والإقبار

- ‌487 - العربي: بن محمَّد بن محمَّد السائح بن العربي بن فاضل بن محمَّد ابن بوعزة الصالح بن رشيد بن عبد القادر بن الشيخ أبي عبيد سيدي محمَّد الشرقى العمرى

- ‌488 - العربي بادو ابن الأمين المحتسب الحاج الطاهر

- ‌489 - العربي بن على بن فارس الحسنى العلوى

- ‌490 - العربي بن إدريس الشريف العلمى اللحيانى المعروف بالموساوى

- ‌491 - العربي بن الأستاذ فضول ابن شَمْسِى

- ‌492 - على أبو الحسن عرف بالأعرج

- ‌493 - على بن حمود

- ‌494 - على بن عيسى بن عمران بن دافال المكناسى

- ‌495 - على بن أبي بكر بن سبع بن مزاحم المكناسى

- ‌496 - على بن عبد الرحمن بن تميم اليفرنى، شهر بالطنجي والمكناسى

- ‌497 - على بن موسى بن أبي بكر بن محمَّد فتح ابن عبد الله الكتانى

- ‌498 - على أبو الحسن بن الفقيه الأستاذ المدرس محمَّد بن على، دعى منون الحسنى المكناسى النشأة والدار والإقبار

- ‌499 - على بن هارون الشريف الحسنى المكناسى

- ‌500 - على بن محمَّد بن عبد الرحمن المعروف بالمراكشى

- ‌501 - على بن محمَّد بن أبي الفضل بن أحمد بن العافية

- ‌502 - على بن سعيد بن محمَّد الصنهاجي المكناسى

- ‌503 - على بن يوسف

- ‌504 - على بن محمَّد الزرهونى المعروف بالدشيش بصيغة التصغير

- ‌506 - على بن عمر

- ‌507 - على أبو الحسن قاضيه ابن أحمد بن محمَّد بن حماد زغبوش

- ‌508 - على أبو الحسن

- ‌509 - على بن قاسم الوقاد المعافرى قاضيها أبو الحسن

- ‌510 - على الزرهونى

- ‌511 - على بن أحمد المكناسى

- ‌512 - على بن عمر بن عبد السلام بن أحمد بن محمَّد بن محمَّد ثاني ابن أحمد بن الحافظ بن أبي بكر بن العربي المعافرى

- ‌513 - على أبو البركات بن محمَّد المدعو حمدوش بن عمران الشريف العلمى العروسى

- ‌514 - على بن سعيد العميرى

- ‌515 - على بن عبد الرحمن بن عبود المكناسى النشأة والدار والإقبار

- ‌516 - على بن صانبة البخارى المكناسى

- ‌517 - على جد والدنا دنية ابن محمد بن عبد المالك بن زيدان بن فخر الملوك مولانا إسماعيل

- ‌519 - على بن محمد المسفيوى

- ‌520 - على بن الشاد بن محمد بن العربى بن الطالب الأمرانى

- ‌521 - عمر بن عثمان الونشريسى المكناسى

- ‌522 - عمر الحراق أبو حفص، وزير الحضرة الإسماعيلية الشريف الحسنى

- ‌523 - عمر الوقاش

- ‌524 - عمر الخطاب نزيل جبل زرهون ودفينه

- ‌525 - عمر بن عبد العزيز بن عمر الخطاب الزرهونى

- ‌526 - عمر بن مبارك الحصينى

- ‌527 - عمر الكوش المكناسى

- ‌528 - عمر بن الفقيه المقدس أبى عبد الله محمد بن عوادة العثمانى

- ‌529 - عمر بن أمير المؤمنين مولانا الحسن

- ‌530 - عمران أبو موسى بصرى الولهاصى الولى الشهير

- ‌531 - عمران بن موسى الجاناتى المكناسى

- ‌532 - عياد السوسى

- ‌533 - عائشة العَدَويَّة دفينة مكناسة الزيتون

- ‌534 - عيسى بن دافال أبو موسى المكناسى

- ‌حرف الغين المعجمة

- ‌535 - غازى بن الإمام شيخ الجماعة بمكناس وفاس محمد بن أحمد ابن غازى المكناسى الأصل الفاسى الإقبار

- ‌536 - الغازى بن العربى بن عبود المكناسى النشأَة والدار والإقبار

- ‌537 - الغزوانى بن الشيخ الإمام عبد الله محمد بن أبى بكر الدلائى

- ‌538 - الغالى ابن المكى السنتيسى المكناسى النشأة والدار والإقبار

- ‌حرف الفاء

- ‌539 - فتحون البزازية

- ‌540 - فاطمة بنت الشيخ الصالح أبي عبد الله محمَّد بن عبد الرَّحْمَن بصري مار الترجمة

- ‌541 - فرج الأَنْدلسيّ أبو الفضل المكناسى الدار

- ‌542 - الفاطمى بن محمَّد بن سميه بن عبد القادر بن محمَّد بن عبد القادر النقيب الإدريسى الشبيهى

- ‌543 - الفضيل بن الفاطمى المترجم قبله يليه بن محمَّد بن سميه بن عبد القادر بن محمَّد بن عبد القادر النقيب

- ‌544 - الفاطمى بن الفضيل المترجم قبله يليه

- ‌حرف القاف

- ‌545 - القاسم بن عبد الله بن محمَّد بن حماد بن محمَّد بن زغبوش

- ‌546 - قاسم أبو الخير بن محمَّد بن محمَّد بن قاسم بن أبي العافية الشهير بابن القاضي

- ‌547 - قاسم بن رَحْمُون الزرهونى الأصل، الفاسى النشأة والوفاة

- ‌548 - قاسم البندورى أبو اليسر

- ‌549 - قاسم. دُعِيَ الدامى بن محمَّد فتحا المنصورى أصلا المكناسى نشأة ودارا وإقبارا

- ‌550 - قاسم بن الفقيه الأستاذ عبد القادر الحسنوى

- ‌551 - أبو القاسم ابن الأبرش

- ‌552 - أبو القاسم بن حبيب الحريشى المكناسى

- ‌553 - أبو القاسم بن درى الشاوى الأصل المكناسى الدار

- ‌554 - أبو القاسم قاضى الحضرة المكناسية وابن قاضيها سعيد بن أبي القاسم العميرى -بفتح العين نسبة لبنى عمير، فرقة من تادلا الجابرى التادلى

- ‌فهرس مصادر التحقيق

الفصل: ‌450 - عبد القادر بن محمد بن أحمد بن بلقاسم الإدريسى العلمى الحمدانى

‌450 - عبد القادر بن محمد بن أحمد بن بلقاسم الإدريسى العلمى الحمدانى

.

كذا وقع هذا النسب في رسم كتب قيد حياته مؤرخ بثامن عشرى جمادى الثانية عام واحد وستين ومائتين وألف.

الولى المشهور المعروف بسيدى قدور العلمى نسبه لجبل العلم (1) الطالبى العبد السلامى نسبه لجده الأعلى مولانا عبد السلام بن مشيش، دفين جبل العلم الشهير مقر سلفه -أى المترجم- وهو من أولاد حمدون، وعليه فقول الرسم الحمدانى غير سديد وصوابه الحمدونى.

حاله: نشأ في صيانة وعفاف بمكناسة الزيتون في حجر والده بالدار التي اتخذها زاوية بعد وفاة والده، وبها أُقبر كما يأتي، وكان رحمه الله من أهل المقامات العالية والأحوال السنية السنية، لا يعرف لعبا ولا لهوا ولا ما يرجع لزخرف الدنيا وزينتها، كثير التطوف على أضرحة الصالحين وزيارة الأحياء منهم والأموات.

قال أبو عبد الله محمد الأمين الصحراوى المراكشى في مقدمة الارتجال في مشاهد ومشاهير سبعة رجال: قال لى الولى سيدى عبد القادر العلمى: إنه مكث بضعا وعشرين سنة وكان بمراكش، وكل يوم يزور سبعة رجال، أو يزور الأربعة المتقاربة: سيدى أبى العباس السبتى، وسيدى محمد بن سليمان الجزولى، وتلميذه سيدى عبد العزيز التباع، وتلميذه مولانا عبد الله الغزوانى، أو يقتصر على زيارة أبى العباس السبتى هـ

وقد لازم دهرا طويلا زيارة ضريح الإمام إدريس الأكبر، وبالأخص يوم الجمعة لم يتخلف عن صلاتها بمسجده في صيف ولا شتاء مدة من ثلاثين سنة،

(1) في هامش المطبوع: "بفتح العين واللام" حيث مدفن المولى عبد السلام بن مشيش".

ص: 399

وكان ذهابه لزرهون كل جمعة على أتان له، وكان يتطارح على شريف تلك الأعتاب ويتضرع إلى مولاه في تنوير سريرته وصفاء باطنه وتطهيره من الرعونات النفسانية، ثم بعد مدة لازم داره، وصار لا يخرج منها إلا يوم الجمعة.

وفى آخر عمره لما كبر سنه ووهن عظمه واعتراه ما اعتراه من الجذب وذلك قبل انتقاله لدار النعيم بنحو أربعة أعوام كما صرح بذلك تلميذه الملازم له العلامة السيد محمد فتحا غريط الطبيب الشهير في رجزه الموسوم برياض أنس الفكر والقلب حيث قال:

والجنب معه نحو أربع سنين

وبعضنا به من المستيقنين

ومع ذا بسائر الأذكار

يصدع بالليل وبالنهار

حتى قضى بقرب فجر الاثنين

ليلة يوم ساس وعشرين

ترك في الجمعة، وكان يتحرى صلاتها بجامع الزيتونة أحد المساجد الشهيرة بمكناس المؤسسة على عهد سيدنا الجد الأعظم السلطان مولانا إسماعيل.

ومن عادته شراء الخبز والتمر وتفريقه على الصبيان كل يوم جمعة، وربما ندب لذلك بعض الخاصة من معتقديه، حتى رتب سيدنا الجد السلطان المولى عبد الرحمن بن هشام على شراء قدر من ذلك كل جمعة جراية، فصار يشترى ويفرق، واستمر الأمر على ذلك بعد وفاة المترجم في دولة السلطان المذكور وبعدها إلى آخر الدولة الحسنية أو أول العزيزية.

وكان السلطان المولى عبد الرحمن من خاصة محبى المترجم ومعتقديه، يذهب لزيارته كلما حل بالحضرة المكناسية، ويستشيره في كل مهم عنّ له، ويقف عند حد إشارته، وقد شاهد له كرامات وخوارق عادات، ولما قبضه الله تعالى

ص: 400

وبلغ خبر نعيه إليه، كتب على الفور لعامله على مكناس القائد الجيلانى بن بوعزة بما نصه بعد الحمدلة والصلاة:

"وصيفنا الأرضى القائد الجيلانى بن بوعزة وفقك الله، وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.

وبعد: فغير خاف عنك ما كان بيننا وبين الولى البركة، مولاى عبد القادر العلمى، نفعنا الله ببركاته، من صفاء المحبة، وخلوص المودة، في ذات لله ولأجله، وقد بلغتنا وفاته رحمه الله ورضى عنه، وانتقاله لدار الكرامة والسعادة، فبوصول كتابنا هذا إليك توجه لتعزيه أقاربه وحشمه بنفسك نيابة عنا، وقل لهم: نحن وإياهم في مصيبته سواء، آجرنا الله فيها، فإنا لله وإنا إليه راجعون، ولله ما أخذ وله ما أعطى، وكلٌّ بأجل مسمى، فليس إلا الصبر والاحتساب والرضا، والتسليم لما جرى به القضا.

وإياك ثم إياك أن يمد أحد يدا في متروكه من أقاربه أولاد مولاى عبد السلام أو غيرهم أو يخرج الأمر بعده عمن قدمه قبل وكان يتصرف حال حياته، فالناظر الذى كان متوليا أمر زاويته يبقى على حاله فيها من غير منازع ولا معارض، فهو الذى يخوض في متروكه ويختص بالتصرف فيه خاصة، وقد عضدناه وشددنا أزره بخديمنا الأرضى الناظر الطالب الطاهر بن عثمان ليعينه في ذلك، وظهير صدور أمرنا به يصلك في إثره، فأطلع على هذا خديمنا الأرضى الطالب أحمد اللب، وجميع خدامنا كالأمناء والمحتسب ليعملوا بمقتضاه، وأولاد مولاى عبد السلام تعرف حالهم فمن تقرب إليه منهم ورام الخوض في أمر الزاوية ومتاعها، كفه عن ذلك بالزجر البليغ، حتى لا يتطاول أحد إلى ذلك، فإن أبناء الزمان لا يردهم إلا الجد، والسلام في سادس عشرى رمضان المعظم عام ستة وستين ومائتين وألف هـ".

ص: 401

والمتروك المشار إليه في هذا الظهير الشريف اشتمل من النقد الناض على اثنى عشر ألف مثقال وزيادة، وقد أنكر ذلك بعض الناس لما سمعه قائلًا: كيف يكون من يترك مثل هذا القدر وليا؟ فرأى في نومه كأن قائلا يقول: لو لم يأذن المترجم للشمس أن تطلع ما طلعت أو كلامًا نحو هذا، فلما أفاق استغفر وتاب.

وقد قدمنا في الكلام على المساجد ظهيرين آخرين للسلطان المذكور، في أولهما التصريح بأن المترجم إنما خلف ذلك لأسرار كما قدمنا هناك، وأن من ذلك المال أتم بناء مسجد زاوية المترجم، ومنه اشتريت الأصول المحبسة على مصالح ذلك، ولا زالت قائمة إلى الآن، ولو لم يكن من أسرار ذلك إلا هذا القدر لكفى.

وقد كان المترجم سيدا حصورًا، لم يحتلم قط، ولا عرف معنى الالتذاذ كما أخبر هو بذلك عن نفسه لا في صغره ولا في كبره، ولا يأكل دسما، جُل قوته الخبز والزيتون، وقد كان لا يمكن أحدا من تقبيل يده حتى قدم إلى مكناسة الشريف سيدى المختار البقالى وأذن له في إطلاقها للتقبييل ففعل إذ ذاك، وصار لا يمنع من تقبيلها أحدًا، كما أخبر بذلك بعض الخاصة من أصحابه.

وقد ظهرت له رضى الله عنه كرامات وأسرار، وقصده وفود الزوار من سائر الأقطار، ومن ذلك أن بعض الناس حضر بين يديه فذكر المترجم أمراً وقع في نفس الحاضر المذكور تكذيبه فيه، فاطلع المترجم من طريق كشفه على ما حدث الحاضر المذكور به نفسه، وقال: والحاضر المذكور يسمع من كذبنا يعمى هـ فعلم الحاضر المذكور أنه هو المقصود بذلك وانصرف، فبعد مدة عمى واستمر كذلك إلى أن توفى أعمى، نسأل الله العافية وهذه القصة ثابتة أرويها مفصلة بسند صحيح.

ومن ذلك ما حدثنى به شيخنا العرائشى أنه حدثه شيخه السيد فضول بن عزوز أنه كان يزور المترجم ويلازمه كثيرا ويصلى معه صلاة الجمعة بجامع

ص: 402

الزيتونة، ويراقب أحواله، ففى بعض الأيام قال في نفسه: إن هدا السيد الجليل العظيم القدر منذ رأيته وصحبته ما رأيت منه أمرًا يخالف الشريعة، غير أنه يرفع رأسه من السجود قبل الإمام، قال: وكان في قلبى من ذلك حزازة ثم ساقتنى المقادير إلى مطالعة كتاب الشعرانى الميزان الكبرى فوجدته ذكر فيه أن العارفين تتجلى لهم عظمة الله تعالى في السجود، فخفف عنهم ورخص لهم في الرفع لئلا تتفطر قلوبهم في ذلك التجلى، قال: فلما وقفت على ذلك حصل لى فرح وسرور حتى صرت أضرب على صدرى، وأقول: يا فرحى وياسعدى، ثم قمت في الحين وذهبت إليه، فلما جلست بين يديه قبض على أذنى وقال لى قبل أن أكلمه: ما رأيته صحيح، ولعله كرر هذه المقابلة مرتين هـ.

ثم راجعت الكتاب المذكور في المسألة فوجدت ذلك صحيحا ودونك نصه: وربما استحضر الساجد عظمة الله تعالى فانهدت أركانه، فلم يستطع كمال الرفع، وربما استحضر بعض الأصاغر عظمة الله تعالى في الركوع أو السجود فكادت روحه تزهق منه، فبادر إلى الرفع من الركوع أو السجود بسرعة من غير بطء، فمثل هذا ربما يعذر في عدم إتمامه الطمأنينة وهو في السجود أكثر عذرا كما جرب هـ.

قلت: ولا محذور في ذلك شرعا فإن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها، وقد أباح سبحانه لمن عجز عن القيام في الصلاة الجلوس، ولمن عجز عن الصلاة جالسا الصلاة مضطجعا، ولمن عجز عن أدائها مضطجعا أن يصليها إيماء، وللضرورة أحكام.

وأخبرنى أيضا محدثى الشيخ المذكور عن شيخه المذكور أنه كان في ابتداء طلبه يقرأ يوما مصنف الألفية في لوح، فصعب عليه حفظه فرمى به مع حائط، وقام من حينه وذهب إلى المترجم، فلما جلس بين يديه قال له: لا تعجل ها

ص: 403

مجلسك بين يدى انظر إليه، فكان كما قال رضى الله عنه، قال مخبرى: فإنى قرأت عليه يعنى شيخه المذكور في زاوية هذا السيد الجليل المرشد المعين بين العشائين من أوله إلى آخره ثم الشمائل النبوية كذلك، ثم طرفا وافرًا من صحيح الإمام البخارى هـ.

وما ينسب للمترجم من الأزجال هو له حقيقة وقد كان له رواة يتلقونه منه ويكتبونه عنه، منهم: العلامة السيد محمد غريط، والسيد الحاج قاسم بن المير، والسيد الحاج أحمد الدقيوق وغيرهم، حيث إن المترجم كان أميا لا يقرأ ولا يكتب، ومع ذلك قد ضمن تلك الأزجال من أنواع فنون البلاغة ودقائق المعانى ما أخرس الفصحاء وأخجل البلغاء وأودعها من الحكم والمواعظ والأمثال ما حير أولى الألباب، وألزم المعاند الحجة.

أما تغزلاته فقد أزرت بنسيم الصبا ووسيم الصباح، وكلها إما في الحضرة العلية أو النسمة النبوية، أو الأكابر من الأولياء والصالحين شنشنة فطاحل العرب والصحابة والتابعين وسلف الأمة وخلفها المتقين في تغزلاتهم في أشعارهم الفائقة الرائقة، لا فيما يفهمه بعض الأوغاد من أنه في معين لا يحل، حاشا أهل الفضل والدين من ارتكاب ذلك.

والحوم حول ولوج وخيم تلك المسالك.

ولو دُوِّن جميع ما قال من الأزجال لجاء في عدة أسفار، ولكنه منه ما لعبت به أيدى الإتلاف، ومنه ما مات بموت حفاظه، ومنه ما حرق على عهد المترجم بإذن منه، وما بقى إنما هو قُلٌّ من كُثْر.

مشيخته: أخذ عن الولى الصالح، العارف الفالح، السيد الحاج المختار البقالى المتوفى سابع أو ثامن عشرى صفر عام خمسة وخمسين ومائتين وألف،

ص: 404

وسيدى على بن عبد الرحمن المعروف بالجمل دفين فاس المتوفى عام أربعة وتسعين ومائة وألف لازمه وانتفع بصحبته، وكذا عن شيخ أفاقى اسمه بدر الدين، ومولاى الطيب الوزانى، وسيدى محمد بن أحمد الصقلى المتوفى عام اثنين وثلاثين ومائتين وألف وغيرهم، وكان كثير الزيارة لأبى الأسرار حمادى الحمادى المكناسى المترجم فيما مر.

الآخذون عنه منهم: السيد فضول بن عزوز، والسيد فضول السوسى، والسلطان مولاى عبد الرحمن بن هشام، والسيد محمد غريط، والعارف الكبير أبو عبد الله محمد بن عبد الحفيظ الدباغ، والإمام أبو عبد الله محمد صالح الرضوى الذى صح عنه أنه قال: قد كان على سفر ثمانية أعوام بملاقاة رجلين بالمغرب سيدى قدور (بالكاف المعقودة) العلمى، وسيدى عمر بن المكى الشرقى، والبركة الصالح أبو زيد عبد الرحمن بن التهامى الإدريسى الزرهونى، وأبو حامد العربي بن السائح الشرقى دفين الرباط لازمه سنين وانتفع به، حدثنى من وثقت بخبره من الأعلام أنه حدثه بقية السلف في الخلف أبو المواهب عبد الكبير بن محمد الكتانى، أنه حدثه سيدى العربي المذكور برباط الفتح عام سبعة وثلاثمائة وألف، وقد جرى ذكر حديث: إن لله عبادًا من نظر إليهم سعد سعادة لا يشقى بعدها أبدا: أنا سمعته من مولاى عبد القادر بمكناس بلفظ إن لله عبادًا من نظروا إليه نظرة سعد سعاد سعادة لا يشقى بعدها أبدا هـ.

قلت: وليس مراده ورود هذا اللفظ عن الرسول، وإنما مراده التعريف بسعة فضل الله واعتنائه بخاصة عباده المتقين، وأنه يؤتى فضله من يشاء، وفى الصحيح إن لله عبادًا لو أقسموا على الله لأبرهم.

ومن الآخذين عنه أيضا: الشريف العلامة سيدى محمد بن هاشم العلوى الحرونى وخلق كثيرون.

ص: 405

أزجاله من ذلك قوله متغزلا:

قسم

الخال غلام عساس فروض منعما

فيمين حربة إلى أوما

كينوا درغام

من حاده يترك رميم

صنع العلام نقط في روض منعما

حكمت ربى رافع السما

ما نزلت بقلام

كون الله الدايم القديم

وجعاب أروم وكوابس للطعن رايما

فمكاتب كفار ظالم

ما تقبل تدمام

مولوع بالقتل والهجيم

والجيد رام

قدام جليب وهايما

على العف والطيب قادم

شرادت لوهام

ما نقر الأمان ما تقيم

زين المعجم

العين الشهلا النيما

وحروف الزين المسقما

والبياض تمام

وصف الزين فصنعت حكيم

قامت لعلام

جبين وغر مبسم

وخدود كورد ناسما

حسن بغير وشام

صنع الله المالك العظيم لخ

وقوله:

راح الوقت ولا بقا

إلا وقت المعانقة

كب وراورخى وراق

والأشجار الباسقة

والأطيار الناطقة

عمرت بلغاها أسواق

كب الصهبا الخارقا

في كيسان بنادقا

من زاج بلاد العراق

تظهر خمر بارقة

فالأوانى شارقة

كلون سحيق الرهاق لخ

ص: 406

وقوله من إدريسية طويلة:

بوجودك يا سراج محفل هل اليقين

أسعد الغرب بعد كان فبرج نحيس

انتصرت ملى النبى وتشهر الدين

والحق سقام منهج بعد التنكيس

وقطع سيف الهدى أرقاب المرتدين

بالقهر ولا بقى رهيب ولا قسيس

نبنات مساجد العباد للمبين

وفنون العلم بالتلاو والتدريس

بوجودك يا لغوث أمولاى إدريس لخ.

وقوله في المديح النبوى:

ببر كتابك نجا الله من فيضه نوح

ورد عن يعقوب النبى ضيا الماح

وبل أيوب تعافا من أسقام القروح

وبك عز الله صالح واتشهر صلاح

وبك ارتقا ادريس مكان صدق موضوح

ربك موسى غلب أحبار اليهود دجاح

وبلك سليمان تولى الملك مشهور

وفات لقمان وقيصر وملوك كسرا

على الجن والإنس وساير الوحوش منصور

وكل من درجت به الروح فوق الترا

الصلاة والسلام على النبى المبرور

عدد ما خلق الله ميات ألف مرة

بك استجاب الإله لدعوة المسيح

وبك عزم ربنا ليوسف بسراح

ص: 407

وبك تفدا النبى إسماعيل الذبيح

وبحقك قال هودعز ونجاح

وبك قال حكمت داوود الفصيح

وسخر بك صنع زرد وسلاح

وطفا الجمر اللهيب بعد كان وقيح

عن إبراهيم حق وبرد تلحاح

حجب جبريل من لظاها بجناح

قسم

أنت سبب وجود الارسال يالمرسول

من على شانك دركت الأنبيا المعالى

أنت المامن وأنت مفتاح باب القبول

وأنت الطود المانع وأنت البحر المالى

أنت المؤيد بالحسن الزهى المكمول

وأنت السراج الناير فبصاير الموالى

لبسك ربى حلة من محاسن النور

فايق الشمس بهاك وزين من القمر

والأدرار والنجوم الشارقة والبدور

والهلال بحسن كمال فليلة عشر

الصلاة والسلام على النبى المبرور

عدد ما خلق الله ميات ألف مرة

خلق آدم فيك ولسان إسماعيل

وبها يوسف عطاك ومحبة دنيال

وزهد عيسى الصابر وخلة الخليل

وشجاعة نوح هابها لك ذو الجلال

وشدة موسى الكليم ورضى إسرافيل

ص: 408

وفصاحة لوط وصوت داوود فالتمثال

وطاعة يونس وعصمة أيوب الفضيل

وعلم شيت وزهد يوشع على الكمال

وعلوم السابقين والآتى ما زال

قسم

عرفت وتحققت ويقنت بالمحبوب

بين أنت كنز الأسرار والمواهب

من عظم شأنك نزل في مقام مهيوب

ومن فضلك جاهك نلت القصد والمراغب

الخير فيك وفامتك يا طبيب القلوب

حديث هذا ظاهر يدريه كل راقب

لك شهدت الوحوش الهايمة والطيور

كيف نطقت بك البكم فكل قفرا

وعليك صلات فغمق الماء دواب البحور

وكلما فالأرضين تلوها وصحرا

الصلاة والسلام على النبى المبرور

عدد ما خلق الله ميات ألف مر

من كثر معزتك على الحق المجيب

شرف بوجودك أمتك عاتق لرقاب

ورفع المسخ ونبطل سحر الترهيب

وصنام الجاحدين خرت على لجناب

وخرب سيف الإيمان ملك أهل التكذيب

بوجودك يا همام المعجم والعرب

سعدت مكة وصلحت مدينة يثرب

والديلم والسودان وساير لنساب

ص: 409

وأصبح دين الإسلام متايد غلاب لخ

وقال:

هكذا سعفت بصبرى سرور لأيام

قل دى وقواصمتى وصنت فمى

ما قدرت على الصلح ولا نجمت لخصام

وشغلت مع الدنيا الفانيا فهمى

من لغانى يحسبنى من جملة الكرام

ومن بغضنى ما يعرف غيردى شتمى

اخترت قصيد مرسوخ فرق قرطاس

مديح عجمى ما يدرى فاللغا نغيم

كغزالة حضرية من بنات أهل فاس

معنقة شى عبد من ضنايت الصماصم

(آش ما عار عليكم أرجال مكناس

مشات دارى فحماكم يا أهل الكرايم)

يا سر فالناس من بيع لى في الجليا

وفرح قلب على محانى وكدارى

وياسر فالناس من عطف قلب ليا

واشفق من حالتى وبكاه أغيارى

وياسر فالناس من ضحك وظنز فيا

يوم فراقى مع أحبابى ووكارى

وياسر فالناس من فتا الرى عليا

وزين لى فالخروج من عتبة دارى

وامشيت فليلتى من الساعة كارى

(قسم)

من كثرنى يحبانى إلى نكون في الخير

يضل وكرى ويبات بجمعهم عامر

ص: 410

شحال من صاحب نوجد وكمن عشير

براطل الدار حدير غير تنقت لطير

هكذاك أصحابى دار جميع فالكاس

من لقانى من عشرانى يهز لى الراس

(آش ما عار عليكم أرجال مكناس

إلى يكون طعامى فكل وقت حاضر

كيف حوت المشرع يجرى على السنانر

يوم أصبحت لا مال لا مراسم

تقول عمرهم ما كناونى بئاسم

مشات دارى فحماكم يا أهل الكرايم)

لحباب إلى كنت نعتادهم يحشم

ولى ننحاز لهم يرفد عارى

أعتاد يخيطو مراى ويشتم

بكلام أفصح من مزارق ليبارى

ونحس بديهم فيا ونكتم

ونزين بشرتى ونضحك وندارى

وطويت القلب الحزين على هم

وصبرت لما قضى وقدر ليا البارى

حد حومة وحد عز في دارى

ص: 411

(قسم)

الله يرحم لأشياخ الفايزين لحبار

ما أحلى الضيق إلى يوريك طبع لعشار

النكد يتفاج ويفوت جمع لغيار

يستهل من يبنى سور بغير تلساس

ويستهل من يدخل للبحور دون رياس

(آش ما عمار عليكم أرجال مكناس

كل شى خلاوه للحادثين مجهور

تعود بحبيبك ولى هو عدوك مخبور

ولا يفاد تغنم بها سنين وشهور

ويستهل من ينزل للبحور دون صارم

ويستهل من يسمك لطواد بالسلاقم

مشات دارى فحماكم يا أهل الكرام)

أواه أواه خاب لى الظن فالأصحاب

إلى بهم كنت نفخر ونفايش

فيا خلاو سم لظفار ولنياب

بعد نيح وهرنو مثل الهوارش

بقلوب أقصح من الحديد ووجوه صلاب

أقفال الهند ما تنطرش بمطارش

ص: 412

لسون تقول مرحبا بمجى لا حباب

وقلوب مكسر ما تحمل غاوش

والله مابقات حرم لدراوش

(قسم)

لسونهم يجرح وعيونهم يكويو

وصاعهم يشير للخصم والدعاوى

يقيل ويبات مثل الذباب يعويو

ملوكهم يطلع دغيا بغير جاوى

من تدوق عنهم يبداو فيه يدويو

ويقطع لحم فالساعة بلا جناوى

عرفتنى هذا الحز بسيرت الناس

ويح من لا عتد فمخازن دراهم

صحبت فلس زلاغى من قوارط نحاس

خير من صبحت شر الخلق من بنادم

(آش ما عمار عليكم أرجال مكناس

مشات دار فحماكم أهل الكرايم)

أواه أواه وين لولاف العشران

وين أصحابى وبن هما صدقانى

لا وحد منهم يوم الحز بان

غير تدرق على بلعانى

ما عرفونى ما تفكرونى بحسان

كينى جيت للمدينة يرانى

شى منهم ماتلا يلاغنى بلسان

وشى منهم كل ساعة يلقانى

ويفاقدنى الخسيس عنوة فمكانى

ص: 413

(قسم)

كيف ننسا تلطامى في دروب مكناس

وغربتى ومباتى فدكاكن المدارس

أعياو بيا الحوانت في سواق لبخاس

والفنادق وبيوت وساير المجالس

عدت فالليل نبات على الحبال عساس

وفالنهار نظل بباب الدراز جالس

امنين حس بياتم اصطبت لجلاس

رادف عنى بالقهرات والنقايم

المبات بالجوع ولا طعام لكناس

الفقر والغربة ولا صحبة شاتم

(آش ما عمار عليكم أرجال مكناس

مشات دار فحماكم يا أهل الكرايم)

فإن أعداى وقصدهم خلاص رشيت

فسوق أهل الله بعت بنظامى واشتريت

ما عرف بين صرخة الله معايا

وبر بعد السقام ضرى وتعافيت

وابلغ قصدى مع ضراغم الولايا

وقنعت من الزمان بالقسمة وارضيت

وكملت مراغبى وقصدى ومنايا

وفرح قلبى بما أعطانى مولاى

وهنيت ولا بقات غمرة فحشايا

(قسم)

من وقف للمسعى يسعى الديور الكبار

الكريم يضايف من لابغاه البخيل

الحلاوة بالمنة كتدير المرار

يالطامع فمودة من ارباو فالويل

ص: 414

المغطس فالعر ما يزول العار

والموتى بالعلة ما يطب العليل

فلافسى دهقانى رباوئى الكياس

مقر مختبر شيخ حكيم ناجم

القضى صرفت أحكام وصرت لاباس

أحمدت بى وشكرت سابغ النعايم

(آش ما عمار عليكم أرجال مكناس

مشات دار فحماكم يا أهل الكرايم)

والله ما ضرنى ولا عذب قلبى

غير اشفايت الحباب إلى ظنيت أصحاب

أما أنا فإن مشيت لى ربى

في كل مكان صرخت لى تصاب

بدل رب الكريم بالراح تعبى

من دار تكل فالله عمر ما يخاف

ماحد الحاسدين تتمنا كربى

والله يزيدنى الأجر والثواب

ويكثر عن عداى الحساب والعقاب

(قسم)

هكذا الدنيا الحارة كتدير للقوم

وهكذا الدهر مشتت جمع كل لامة

يوم شلوق ويوم حلو ويوم زقوم

ويوم مستعدل بين الطيب والزهامة

يبات شمل المرو فحفظ الكريم ملموم

ويصبح الدهر مشتت الطالب السلامة

من مدعلى راس أعداه لا تقول فياس

يضرب ضربة وبالأخرى يعود عادم

يلتقى المرو نشاشبها من كباد القواس

ولا يلتقى دعوت مظلوم من الظالم

ص: 415

(آش ما علر عليكم أرجال مكناس

مشات دار فحماكم يا أهل الكرايم)

الخير إلى يكون فتباع الجميل

فالجوف مدت تورث العلايل

أصل البخل كثير وأصل الجود قليل

واحد فميات ألف توجد فاضل

كمن عز تبان لك في وجه جميل

وعلى راس الشان المشرقى شامل

قومان تدرك بثياب التفضيل

وضحات الناس عندهم قاع حتايل

ما لازمنى بقربهم نبقى نازل

(قسم)

كيف يتهدا من يرجاه سيف عزريل

وضيق القبر وملكين يوم لسئال

وكيف تعلى يامن ما زال ترجع ذليل

يالى قالتل نفس أنت المفضال

آش ما قاسك يابنادم ترجع عطيل

شوف تمغاطك فوق النعش يلذومال

بدوك الأول نطفة من ما هطيل نسناس

واخرك للتربة والدود يالظالم

شوف ما تحت لباسك يا كير لدناس

من العجب لولا الثوب مستر الحشايم

(آش ما عمار عليكم أرجال مكناس

امشات دارى فحماكم يا أهل الكرايم)

إلى غير هذا من الأزجال المشتملة على لطائف التسل والحكم ومديح الأولياء والعارفين الأصفياء.

ص: 416

ولادته: ولد بمكناسة الزيتون سنة أربع وخمسين ومائة وألف.

وفاته: توفى عن مائة واثنى عشر سنة بداره الكائنة بقعر درب ابن العواد من

مكناس، في البيت يمين الداخل قرب فجر يوم الاثنين ليلة سادس عشرى رمضان

المعظم عام ستة وستين ومائتين وألف، كما صرح بذلك تلميذه غريط المذكور في

رجزه بقوله:

حتى قضى بقرب فجر الاثنين

ليل يوم سادس وعشرين

من رمضان ستة وستين

وألف إثر مائتين ثنتين

وصلى عليه بجامع الزيتونة ودفن بدار والده التي صيرها زاوية قيد حياته بحومة أبى الطيب.

وهذه الدار هى التي يحكى أن الشيخ كان وكل بعض اللائذين به المظهرين له صدق الولاء من مسلمة بنى إسرائيل، فعمد هذا الوكيل المذكور إلى الدار المذكورة وباعها بغير إذن من المترجم، فلما شعر بذلك أقلقه وأنشأ قصيدته المذكورة ثَمَّ التي يقول فيها: امشات دارى فحماكم يا رجال مكناس لخ

ثم ردها الله عليه بعد ذلك، فصيرها زاوية يجتمع فيها مع أصحابه للذكر والعبادة، وكان يلقنهم في أول الأمر قراءة دلائل الخيرات، ثم صار الورد الذى يلقنه هو سورة يس، والصلاة المشيشية صباحا ومساء، وعلى ذلك استمر عملهم، وللمترجم بهذه الزاوية ضريح جليل له بهاء ومهابة، ومعه فيه ضريح أخته السيدة خديجة كانت توفيت قيد حياته فدفنها ثمة.

أما دار سكناه التي قدمنا موته بها فلا زال فراشه بها قائما إلى الآن وهو لبدتان كبيرتان من صوف تحتهما حصير والكل فوق طبلة من خشب تعلو من

ص: 417