الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفاته: توفى أواخر ربيع النبوى عام 1268 ثمانية وستين ومائتين وألف.
426 - عبد الرحمن بن على بن محمد بن عبد المالك بن زيدان بن إسماعيل الأكبر
.
جد العائلة العلوية المالكة صانها الله.
حاله: بقية السلف هديا وصلاحا وسمتا، أبيض مشرب طويل القامة، حسن الخلق والخق والمعاشرة، لا يمد عينيه لزخرف الدنيا وزينتها، راض بالقليل مقبل على شأنه، صلب في دينه، لا تأخذه في الله لومة لائم، ورده تلاوة القرآن والتهجد بالأسحار، فقيه نزيه عدل، مبرز ذو حزم وعزم وجد واجتهاد وهيبة ووقار وتواضع، يباشر قضاء ضرورياته بنفسه، ويسعى في قضاء حوائج الخلق لدى ذوى الجاه والوجاهة، محبوب عند الخاصة والعامة، قضى نفيس أنفاسه في تأديب الصبيان وتعليمهم القرآن العظيم وحسن التلاوة ومبادئ علوم الدين، وتخرج عليه عدد عديد من حملة القرآن ومجوديه من بنى عمه الشرفاء وغيرهم، حتى كان لا يعرف إلا بالفقيه الكبير.
صاهره السلطان المولى عبد الرحمن بكريمته المصونة السيدة فخيتة شقيقة المولى العباس بن عبد الرحمن آتى الترجمة، وكان يجله ويبجله، وكان الإمام الراتب بضريح جده المولى إسماعيل، وولاه السلطان سيدى محمد النقابة بعد وفاة صنوه أبى العباس أحمد بن زيدان، فحمدت سيرته فيها.
ونص ظهير الولاية بعد الحمدلة، والصلاة والطابع الكبير:
"يعلم من كتابنا هذا أسماه الله وأعز أمره، أننا بحول الله وقوته وشامل يمنهِ ومنتهِ، قدمنا ابن عمنا الأرضى مولاى عبد الرحمن بن على بن زيدان على أبناء عمنا الشرفاء العلويين بمكناسة الزيتون، وجعلناه نقيبا عليهم، وأسندنا له النظر في أمرهم، وفوضنا له في تنبيههم وإرشادهم إلى أحسن الأحوال. وكفهم عن قبيح الأفعال. تقديما تاما. وإسنادا عاما.
فعليه بتقوى الله العظيم فيما أُسند إليه، ورعاية ما قدم عليه، وان يجرى أموره معهم على أحسن المسالك وأرضاها ويقوم أحسن قيام بهذا الوظيف، ويعتنى فيه بجانب المشروف والشريف، والقوى والضعيف، فالله يتولى توفيقه وهدايته لما فيه رضاه، والسلام في ثالث ذى القعدة الحرام عام 1288".
ولما بلغه ظهير الولاية كتب لحاجب السلطان وهو يومئذ موسى بن أحمد لينوب عنه في إبلاغ السلطان قبوله الخطة وامتنانه من صنيعه ونص الكتاب من خطه بلفظه:
"محبنا الفقيه العارف بربه، الناصح الأمين للحضرة العالية به، السيد موسى ابن المرحوم السيد أحمد، زادك الله من الفضل الجزيل وسلام عليك ورحمة الله وبركاته عن خير أساس الشرف الباذخ وينبعه، ومناط الفضل الشامخ ومجمعه، مولانا، ونعمة الله التي أولانا، لا زالت أعلامه منصورة. وأيامه. على الأمن والأمان والعز مقصورة، هذا وقد وافانا ظهير مولانا الشريف، مختوما باسمه العفيف، بالتقديم على أبناء عمه الشرفاء العلويين بمكناسة الزيتون على يد الخديم الأرضى الباشا القائد محمد بن أحمد وفوض لنا مولانا أَعزه الله في تنبيههم وإرشادهم إلى أحسن الأحوال، وكفهم عن قبيح الأفعال، ودعا لنا في ذلك أطال الله بقاءه، بالهداية والتوفيق لما فيه رضاه، فقبلنا وقبلنا، وعلى سواد العين أوضعنا، وتبركنا بارك الله في عمره وقواه، وبلغة من خير الدارين أمنيته ومتعنا بحياته ورضاه؛ آمين وبالفضل منك النيابة بالسمع والطاعة كما يليق بقدر مقامه الشريف جعلنا الله وإياك من المتحابين فيه والمحبوبين لديه بمنه آمين، والسلام في 7 قعدة الحرام عام 1288.
عبد الرحمن بن علي بن زيدان لطف الله به".
ولما تولى السلطان المولى الحسن بن محمد أَقره على ولايته بظهير شريف نصه بعد الحمدلة والصلاة والطابع الحسنى الكبير:
"جددنا بحول الله وقوته، وشامل يمنه ومنته، لماسكه ابن عمنا الشريف الأجل الأرضى مولاى عبد الرحمن بن على بن زيدان على ما بيده من ظهير مولانا الوالد طيب الله ثراه، وأكرم في الفردوس مستقره ومثواه، بتقديمه نقيبا على أبناء عمنا الشرفاء العلويين بمكناسة الزيتون وفرهم الله وأسندنا له النظر في أمورهم وفوضنا له في تنبيههم وإرشادهم ودلالتهم إلى سواء الطريق، وكفهم عما لا يجمل بنسبتهم الطاهرة مما لا يليق فعليه بتقوى الله العظيم فيما أُسند إليه، ورعاية ما قدم عليه، وأَن يجرى أموره معهم على أحسن المسالك وأرضاها، وأقوم الطرف وأهداها، ويقوم أحسن قيام بهذا الوظيف، ويعتنى فيه بجانب المشروف والشريف، والقوى والضعيف، والله يتولى هداه، ويوفقنا وإياه لما فيه رضاه، والسلام صدر به أمرنا الشريف المعتز بالله في 24 صفر الخير عام 1291".
وبنفس التاريخ أصدر له ظهيرا آخر في الاستمرار على ما كان عليه العمل من إسقاط كل من تزوج من الأشراف العلويين بغير بنات عمه العلويات من زمام الأشراف، ونصه بعد الحمدلة والصلاة والطابع الحسنى الصغير:
"ابن عمنا الشريف الأرضى، النقيب مولاى عبد الرحمن بن على بن زيدان، أَعانك الله وسلام عليك ورحمة الله.
وبعد: فما كان كتب به مولانا المقدس بالله لأخيك النقيب مولاى أحمد رحمه الله من أن الشرفاء يتركون بنات عمهم ويتزوجون بالعاميات، وأمره أن كل من تزوج منهم بعامية فليسقطه من زمام الشرفاء، نأمرك أيضا بمثله واقرأ عليهم كتابنا هذا ليكونوا من أمره على بصيرة والسلام في 24 صفر الخير عام 1291" وبعده بخط بعض القضاة: استقل.
وفى هذا الظهير الإشعار بعلة المنع من التزوج بالعاميات، وأنها هى بقاء الشريفات بدون تزوج، وفى ذلك من الضرر ما لا يجهله مميز لرغبة العوام ولو كانوا أكفاء عن التزوج بالشريفات لإملاقهن، أما رغبة الشرفاء في التزوج بغير بنات عمهم فلأجل ثراء العوام غالبا، ولم يتزوج قط شريف بعامية لغير العلة المذكورة، ومما يؤيد العلة المشار لها عدم إقبال العوام على التزوج بالشريفات بعد ما رفع الحجز الذى قرره الظهير، وقد تقدم لنا الكلام في هذا الموضوع والاحتجاج له من كلام الفقهاء في ترجمة السلطان المولى الرشيد.
ونص ظهير حسنى آخر للجد المترجم فيما يرجع لأمور النقابة بعد الحمدلة والصلاة والطابع:
"ابن عمنا الشريف النقيب مولاى عبد الرحمن بن على بن زيدان وفقك الله، وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.
وبعد: فقد ورد على حضرتنا العالية بالله حامله الشريف مولاى الزين بن الصديق العلوى مشتكيا بحسب النيابة عن زوجه لال هنية بنت مولاى لحسن وأيتامها من زوجها قبله، كان مولاى الطاهر بن أحمد ترك دويرة في حمام الجديد فتزوج أخوه مولاى الفاطمى بعده بزوجه المذكورة، وتعدى على الدويرة ففوتها بالبيع لمولاى عب المسجون، وقبض ثمنها ثم طلقها، ولما تزوجت بالشاكى تكلم على الدويرة حتى ردها وسكن بها مع زوجه المذكورة مدة، وصار يراوده المشترى المذكور على قبض ثمنه من البائع لتنحسم مادة النزاع فيها وتخلص للمحاجير وأمهم، فأبى من قبضه فثقفت الدار وأحلته على الشكوى لحضرتنا العالية بالله، فنأمرك أن تصرف النازلة للشرع وما حكم به فيها فنفذه والسلام في 24 شوال عام 1291".