الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
519 - على بن محمد المسفيوى
.
حاله: علامة مفت، ثبت محقق مدقق، شعلة ذكاء ونباهة، سريع الإدراك، جيد الفهم، متوقد القريحة، له المشاركة الكاملة في فنون العلوم عقليها ونقليها كالمنطق والبيان والمعانى، مع غزارة المادة في الفروع، والتفوق على معاصريه في علوم العربية والسير والأخبار ونوادر الزمان، لوذعى أريحى، مهذب حسن الأخلاق جميل المعاشرة، ذو مروءة وفضل ونبل وورع، وطهارة ذيل، وكرم نفس، وصدق لهجة، مقبل على شأنه مهتبل بأمور المنحاشين إليه.
حدثنى من وثقت بحديثه أن الحاج عبد السلام النساخ حدثه وهو ثقة ثبت أنه حج عام 128 في رفقة جماعة من الأعلام منهم والد المترجم السيد محمد المسفيوى، فكان من قدر الله أن مات الوالد المذكور، ولما حضرته الوفاة أوصى العلامة السيد محمد بن الفضيل المراكشى المتوفى عام 1306 بأن يتولى أمر متروكه حتى يسلمه لأهله، فتولاه وفق ما طلبه منه، فاستسلف من برفقتهم ما خلف من المال، ولما رجعوا لمراكش وسلموا المتخلف لصاحب الترجمة ولد الهالك امتنع من قبض ذلك وسامحهم فيه، معتذرا بأن والده كان متوليا خطة القضاء ببلده مسفيوة، فربما تكون به شبهة، كذا أَخبرنى الفقيه العلامة الثبت الحاج محمد بن كبور قائلا حدثه بذلك الحاج عبد السلام المذكور رفيقا وهو من جملة من استسلف.
رحل من بلده مراكش في طلب العلم لفاس عام أربعة وستين ومائتين وألف، ولازم الأخذ عن جهابذة أعلامها بمزيد اعتناء وجد واجتهاد إلى أن برع، ومن قاموس المعارف التيار كرع، ولم يزل في رقى وإجلال، معمرا أوقاته بما يرضى ذا الجلال.
519 - من مصادر ترجمته: إتحاف المطالع في موسوعة أعلام المغرب 8/ 2815.
وانتخبه السلطان المولى عبد الرحمن بن هشام لإقراء أولاده، ثم اصطفاه السلطان سيدى محمد وزيرا لولده المولى الحسن زمن خلافته، ثم بعد مدة طلبه السلطان سيدى محمد للظعن معه، وجعله بمثابة كاتب مع وزيره الصدر الفقيه أبى عبد الله الصفار، وذلك أن بعض الولاة بمراكش كان في قلبه عليه مرض ولم يستطع حيلة للتوصل إليه والسعى في إذايته وتنحيته عن منصبه، حتى ورد السلطان سيدى محمد لمراكش وصار يبحث الولاة وذوى الحيثيات عن سيرة ولده الخليفة عنه ثمة، فأثنوا عليه ثناء عاطرًا ووصفوه بأوصاف عالية في الدهاء والسياسة، والنبل والكياسة، ثم قال شانيه إلا أَن عامة الناس تنسب ذلك لوزيره فإن رأى مولانا أن يعمل له وزيرًا دون هذا في العلم والمعرفة والرياسة لتنسب الأعمال لمولانا الخليفة، ويتضنح الأمر جليا للعامة والخاصة، فاستحسن السلطان منه ذلك واستصوبه، وبلغ صاحب الدسيسة مبتغاه.
ثم رشح المترجم لعمالة طنجة أياما، ثم أُعفى، واستكتب بالصدارة، ثم بعد جلوس السلطان مولاى الحسن على أريكة الملك قربه واستوزره، فكان في دولته وزير سماع المظالم وإبلاغها للحضرة الملوكية بعد وفاة الفقيه الصفار الذى كان مكلفا بذلك، فسار في مأموريته وفق ما منه يطلب، استوطن مكناسة مدة، وكان سكناه بها زمان وزارته بمقربة من جامع النجارين بالدرب المعروف اليوم بدرب الدلائيين بياءين.
مشيخته: أَخذ عن العلامة سيدى الوليد العراقى، وعن والده سيدى محمد المدعو حم المتوفى عام ثمانين ومائتين وألف، وعن أبى العباس المرنيسى، وأبى عبد الله محمد بن عبد الرحمن الحجرتى الفيلالى وهو عمدته، ولقى الشيخ بدر الدين الحمومى وأجازه عامة كسابقيه وغير هؤلاء ممن هو في طبقتهم.
الآخذون عنه: أخذ عنه السلطان مولانا الحسن ولازمه زمن خلافته وقبله