المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌بعض ما قيل فيه من المديح: - إتحاف أعلام الناس بجمال أخبار حاضرة مكناس - جـ ٥

[ابن زيدان السجلماسي]

فهرس الكتاب

- ‌412 - عبد الرحمن بن هشام بن محمد بن عبد الله بن فخر الملوك أبي النصر إسماعيل السلطان ابن السلطان ابن السلطان ابن السلطان ابن السلطان

- ‌ولادته:

- ‌حاله:

- ‌اهتمامه بأمور الدين وصدور أوامره لولاته بجبر رعاياهم على إقامة رسومه

- ‌اعتناؤه بنشر العلم وتسهيل سبله:

- ‌تبرعاته وأوقافه

- ‌استعداده البحرى

- ‌علائقه السياسية

- ‌خلفاؤه:

- ‌وزراؤه:

- ‌كتابة

- ‌قضاته:

- ‌قواد مشوره:

- ‌قواد المسخرين:

- ‌عماله:

- ‌أمناؤه:

- ‌محتسبوه:

- ‌نظاره:

- ‌الأول:

- ‌الثانى:

- ‌بناءاته وآثاره:

- ‌نساؤه الحرائر والشريفات:

- ‌ما خلفه من البنين والبنات:

- ‌بعض ما قيل فيه من المديح:

- ‌وفاته:

- ‌413 - عبد الرحمن الكَاوَانى -بفتح الكاف مشبعة ثم واو مشبعة كذلك بعدها نون مكسورة مشبعة أيضا

- ‌414 - عبد الرحمن بن أحمد بن أبى القاسم القَرْمُونى القيسى

- ‌415 - عبد الرحمن بن الشيخ الولى أبى السرور عياد بن يعقوب

- ‌416 - عبد الرحمن بن أحمد الوقاد المكناسى الدار، المعافرى النجار

- ‌417 - عبد الرحمن بن قاسم بن محمد بن عبد الله آعراب -بهمزة مفتوحة بعدها ألف ساكنة ثم عين مهملة ساكنة فموحدة

- ‌418 - عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن بن عزون -بالنون- المكناسى، أورده صاحب الإعلام

- ‌419 - عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن أحمد الإدريسى المكناسى الحسنى

- ‌420 - عبد الرحمن بن الحسن اليازغى

- ‌421 - عبد الرحمن كدران

- ‌422 - عبد الرحمن بن النقيب الأشهر سيدى عبد القادر بن عبد الله الشريف الإدريسي الشَّبِيهِىّ

- ‌423 - عبد الرحمن بن محمد الفاسى لقبا، المكناسى دارًا ومنشأ وقرارًا، الشاوى أصلا المعزاوى

- ‌424 - عبد الرحمن بن أحمد دادى الزرهونى

- ‌425 - عبد الرحمن بن محمد فتحا بصرى المكناسى

- ‌426 - عبد الرحمن بن على بن محمد بن عبد المالك بن زيدان بن إسماعيل الأكبر

- ‌427 - عبد الرحمن بن التهامى بن الفقيه العلامة سيدى يحيى بن عبد الواحد الشريف الحسنى الإدريسى الزرهونى

- ‌428 - عبد الرحمن القرشى دفين بطحاء خارج باب بريمة، ولم أقف له على ترجمة

- ‌429 - عبد الرحمن التاغى دفين حومة حمام الجديد، ولم أقف له على ترجمة

- ‌430 - عبد الرفيع بن مسعود بن عبود المكناسى الأصل

- ‌431 - عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن عبد المالك بن محمد بن عبد العزيز بن عبد الواحد أبى الغيث الحسنى العلوى

- ‌432 - عبد الكريم بن الرضى بن محمد بن على بن أحمد اليلمحى الشريف الوزانى

- ‌433 - عبد المالك بن فخر الملوك أبى النصر إسماعيل

- ‌اعتباره لمن يشار له بخير:

- ‌علائقه السياسية:

- ‌434 - عبد الملك البوعصامى نزيل مكناسة

- ‌435 - عبد الملك بن محمد الحسنى

- ‌436 - عبد المالك بن عبد السلام بن السلطان محمد بن السلطان مولاى عبد الله بن السلطان الأعظم مولانا إسماعيل

- ‌437 - عبد المالك أبو المفاخر بن السلطان عبد الرحمن بن هشام

- ‌438 - عبد النبي الشاوى

- ‌439 - عبد العزيز أبو فارس

- ‌440 - عبد العزيز بن محمد اليفرنى

- ‌441 - عبد العزيز بن محمد بن محمد بن قاسم بن على بن عبد الرحمن ابن أبى العافية الشهير بابن القاضى الزناتى المكناسى

- ‌442 - عبد العزيز المكناسى المدنى

- ‌443 - عبد القادر بن عبد الله بن محمد بن عبد القادر بن عبد الواحد بن أحمد الشبيه الجوطى الحسنى

- ‌444 - عبد القادر بن العربى المنبهى المدغرى المعروف بابن شقرون المكناسى

- ‌446 - عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد الملقب الفاسى

- ‌447 - عبد القادر أبو محمد القاضى الأعدل بن محمد بن عبد المالك بن العربى بن على بن مولانا محمد بن مولانا على الشريف الحسنى السجلماسى

- ‌448 - عبد القادر بن الحران الحسنى الإسماعيلى

- ‌449 - عبد القادر بن عبد الرحمن بن سعيد

- ‌450 - عبد القادر بن محمد بن أحمد بن بلقاسم الإدريسى العلمى الحمدانى

- ‌451 - عبد القادر زين العابدين

- ‌452 - عبد القادر شقيق والدنا ابن عبد الرحمن بن على بن محمد بن عبد المالك بن زيدان بن فخر الملوك إسماعيل

- ‌453 - عبد القادر بن على الحسنى العلوى

- ‌454 - عبد القادر بن المعطى بن العناية

- ‌455 - عبد السلام ابن العلامة الشاذلى بن محمد بن أبى بكر الدلائى

- ‌456 - عبد السلام أبو محمد قاضيها ابن محمد الدلائى البكرى المسناوى

- ‌457 - عبد السلام البيجرى المكناسى

- ‌458 - عبد السلام بن أبى يعزى حركات السَّلاوى

- ‌459 - عبد السلام الرامى الزرهونى أصلا الفاسى النشأة والدار

- ‌460 - عبد السلام بن الحاج محمد بن عمرو

- ‌461 - عبد السلام بن محمد التازى الرباطى

- ‌462 - عبد السلام بن محمد فتحا بن عبد الله بن الطاهر الأمرَانى

- ‌463 - عبد السلام بن محمد بن عبد السلام بن عبد الله

- ‌464 - عبد الهادى بن عبد المالك بن أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن حفيد بن على بن محمد بن عبد الواحد أبى الغيث الشريف العلوى البلغيثى

- ‌465 - عبد الهادى الفيلالى نزيل مكناس ودفينها

- ‌466 - عبد الواحد بن على بن محمد فتحا بن على الكتانى. نزيل مكناس

- ‌467 - عبد الواحد بن الأستاذ أبى الحسن على بن محمد بن على المدعو منون

- ‌468 - عبد الواحد بن عبد الرحمن الشبيهى الجوطى

- ‌469 - عبد الواحد المدعو الدربالى

- ‌470 - عبد الواحد بن حمادى بن عبد الواحد بن محرز بن الشريف بن على

- ‌471 - عبد الواحد بن محمد ابن فقيرة

- ‌472 - عبد الوهاب بن محمد بن الشيخ المكناسى الأصل والنشأة والدار

- ‌473 - عبد الوهاب أبو نصر وأبو اليمن وأبو البركات قاضيها ابن السيد الحاج محمد المدعو حم العرايشى المكناسى الدار والإقبار

- ‌474 - عبد الوهاب الشيخ أبو محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن ابن عبد الله بن عمر بن عبد الرحمن بن عمران

- ‌475 - عبد الوهاب بن أحمد أدَرّاق

- ‌476 - عبد الوهاب أجانا

- ‌477 - العباس بن محمد بن كيران الفاسى الأصل المكناسى الوفاة

- ‌478 - العباس بن أمير المؤمنين مولاى عبد الرحمن بن أمير المؤمنين مولاى هشام بن أمير المؤمنين سيدى محمد بن أمير المؤمنين مولاى عبد الله بن أمير المؤمنين السلطان الأعظم مولاى إسماعيل بن الشريف الحسنى

- ‌479 - العباس بن الهادى فرموج المكناسى

- ‌480 - عثمان أبو سعيد بن عبد الواحد بن عبد العزيز اللمطى المكناسى الميمون

- ‌481 - العربي بن محمَّد فتحا بصرى المكناسى

- ‌482 - العربي بن مسعود أبو سرحان بن عبد الله بصرى

- ‌483 - العربي بن على القسمطينى

- ‌484 - العربي بن أبي فارس بن محمَّد المدعو ولد عريبة ابن السلطان الأعظم سيدنا الجد الأكبر مولانا إسماعيل

- ‌485 - العربي بن عامر المكناسى

- ‌486 - العربي بن الطاهر بن المهدي بصرى المدعو قطيطة المكناسى النشأة والدار والإقبار

- ‌487 - العربي: بن محمَّد بن محمَّد السائح بن العربي بن فاضل بن محمَّد ابن بوعزة الصالح بن رشيد بن عبد القادر بن الشيخ أبي عبيد سيدي محمَّد الشرقى العمرى

- ‌488 - العربي بادو ابن الأمين المحتسب الحاج الطاهر

- ‌489 - العربي بن على بن فارس الحسنى العلوى

- ‌490 - العربي بن إدريس الشريف العلمى اللحيانى المعروف بالموساوى

- ‌491 - العربي بن الأستاذ فضول ابن شَمْسِى

- ‌492 - على أبو الحسن عرف بالأعرج

- ‌493 - على بن حمود

- ‌494 - على بن عيسى بن عمران بن دافال المكناسى

- ‌495 - على بن أبي بكر بن سبع بن مزاحم المكناسى

- ‌496 - على بن عبد الرحمن بن تميم اليفرنى، شهر بالطنجي والمكناسى

- ‌497 - على بن موسى بن أبي بكر بن محمَّد فتح ابن عبد الله الكتانى

- ‌498 - على أبو الحسن بن الفقيه الأستاذ المدرس محمَّد بن على، دعى منون الحسنى المكناسى النشأة والدار والإقبار

- ‌499 - على بن هارون الشريف الحسنى المكناسى

- ‌500 - على بن محمَّد بن عبد الرحمن المعروف بالمراكشى

- ‌501 - على بن محمَّد بن أبي الفضل بن أحمد بن العافية

- ‌502 - على بن سعيد بن محمَّد الصنهاجي المكناسى

- ‌503 - على بن يوسف

- ‌504 - على بن محمَّد الزرهونى المعروف بالدشيش بصيغة التصغير

- ‌506 - على بن عمر

- ‌507 - على أبو الحسن قاضيه ابن أحمد بن محمَّد بن حماد زغبوش

- ‌508 - على أبو الحسن

- ‌509 - على بن قاسم الوقاد المعافرى قاضيها أبو الحسن

- ‌510 - على الزرهونى

- ‌511 - على بن أحمد المكناسى

- ‌512 - على بن عمر بن عبد السلام بن أحمد بن محمَّد بن محمَّد ثاني ابن أحمد بن الحافظ بن أبي بكر بن العربي المعافرى

- ‌513 - على أبو البركات بن محمَّد المدعو حمدوش بن عمران الشريف العلمى العروسى

- ‌514 - على بن سعيد العميرى

- ‌515 - على بن عبد الرحمن بن عبود المكناسى النشأة والدار والإقبار

- ‌516 - على بن صانبة البخارى المكناسى

- ‌517 - على جد والدنا دنية ابن محمد بن عبد المالك بن زيدان بن فخر الملوك مولانا إسماعيل

- ‌519 - على بن محمد المسفيوى

- ‌520 - على بن الشاد بن محمد بن العربى بن الطالب الأمرانى

- ‌521 - عمر بن عثمان الونشريسى المكناسى

- ‌522 - عمر الحراق أبو حفص، وزير الحضرة الإسماعيلية الشريف الحسنى

- ‌523 - عمر الوقاش

- ‌524 - عمر الخطاب نزيل جبل زرهون ودفينه

- ‌525 - عمر بن عبد العزيز بن عمر الخطاب الزرهونى

- ‌526 - عمر بن مبارك الحصينى

- ‌527 - عمر الكوش المكناسى

- ‌528 - عمر بن الفقيه المقدس أبى عبد الله محمد بن عوادة العثمانى

- ‌529 - عمر بن أمير المؤمنين مولانا الحسن

- ‌530 - عمران أبو موسى بصرى الولهاصى الولى الشهير

- ‌531 - عمران بن موسى الجاناتى المكناسى

- ‌532 - عياد السوسى

- ‌533 - عائشة العَدَويَّة دفينة مكناسة الزيتون

- ‌534 - عيسى بن دافال أبو موسى المكناسى

- ‌حرف الغين المعجمة

- ‌535 - غازى بن الإمام شيخ الجماعة بمكناس وفاس محمد بن أحمد ابن غازى المكناسى الأصل الفاسى الإقبار

- ‌536 - الغازى بن العربى بن عبود المكناسى النشأَة والدار والإقبار

- ‌537 - الغزوانى بن الشيخ الإمام عبد الله محمد بن أبى بكر الدلائى

- ‌538 - الغالى ابن المكى السنتيسى المكناسى النشأة والدار والإقبار

- ‌حرف الفاء

- ‌539 - فتحون البزازية

- ‌540 - فاطمة بنت الشيخ الصالح أبي عبد الله محمَّد بن عبد الرَّحْمَن بصري مار الترجمة

- ‌541 - فرج الأَنْدلسيّ أبو الفضل المكناسى الدار

- ‌542 - الفاطمى بن محمَّد بن سميه بن عبد القادر بن محمَّد بن عبد القادر النقيب الإدريسى الشبيهى

- ‌543 - الفضيل بن الفاطمى المترجم قبله يليه بن محمَّد بن سميه بن عبد القادر بن محمَّد بن عبد القادر النقيب

- ‌544 - الفاطمى بن الفضيل المترجم قبله يليه

- ‌حرف القاف

- ‌545 - القاسم بن عبد الله بن محمَّد بن حماد بن محمَّد بن زغبوش

- ‌546 - قاسم أبو الخير بن محمَّد بن محمَّد بن قاسم بن أبي العافية الشهير بابن القاضي

- ‌547 - قاسم بن رَحْمُون الزرهونى الأصل، الفاسى النشأة والوفاة

- ‌548 - قاسم البندورى أبو اليسر

- ‌549 - قاسم. دُعِيَ الدامى بن محمَّد فتحا المنصورى أصلا المكناسى نشأة ودارا وإقبارا

- ‌550 - قاسم بن الفقيه الأستاذ عبد القادر الحسنوى

- ‌551 - أبو القاسم ابن الأبرش

- ‌552 - أبو القاسم بن حبيب الحريشى المكناسى

- ‌553 - أبو القاسم بن درى الشاوى الأصل المكناسى الدار

- ‌554 - أبو القاسم قاضى الحضرة المكناسية وابن قاضيها سعيد بن أبي القاسم العميرى -بفتح العين نسبة لبنى عمير، فرقة من تادلا الجابرى التادلى

- ‌فهرس مصادر التحقيق

الفصل: ‌بعض ما قيل فيه من المديح:

أما بعد: أخى، اعلم أنه أتانا الأمر الشريف على توجيه حامله مؤدب أولاد سيدى، وننظر من يستخلفه، فنظرنا فقيها أسأل عنه الحامل، فجلس مع سادتنا الشرفاء أياما وحامله معه وله نصيب من العلم الشريف، وفى غاية ما يكون من الوقوف والحامل قد ظهر لنا أن جلوسه بداره أولى، لأنه قد فتح عينيه ولم تبق عليه حرمة مع سادتنا الشرفاء، وهذا المؤدب الذى عملنا اليوم من عادته العزلة على الناس، وله حظ من العقل والمروءة، ونحن نحب أولاد سيدى يجتمع فيهم ما لم يجتمع في غيرهم من كل شيء شيء، فنطلب الله أن يكمل غرض مولانا في نجله الشريف آمين، وعلى المحبة وخالص المودة، بارك الله لنا فيك وطالب لدعائكم والسلام في 22 جمادى الثانية عام 1254" ثم الختم نقشه:(عبد السلام السلوى لطف الله به).

ونص كتاب آخر كتبه السلطان لولده مولاى العباس باتخاذ فقيه بدل المتوفى:

"ولدنا الأبر الأرضى، مولاى العباس أصلحك الله ورضى عنك، وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.

وبعد: فقد بلغنا أن الفقيه السيد مبارك الفيلالى صار إلى عفو الله، ولقد كان نعم الرجل تغمده الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته، فلابد انظر للشرفاء أصلحهم الله طالبا خيرا يكون على قدمه، ويكون يطلع لقراءتهم ويقبض ما كان يقبضه السيد مبارك والسلام في 4 ربيع الثانى عام 1474".

‌بعض ما قيل فيه من المديح:

من ذلك قول الرئيس العلامة الوزير أبى عبد الله محمد بن إدريس الكبير العمراوى:

ص: 296

أهذه الزهر حيتنا أم الزهر

وذى الدرارى انتظمن لى أم الدرر

وهذه نسمات النصر قد نفحت

أم السعادة حيا نشرها العطر

وهذه أوجه التوفيق قد سفرت

عن حسنها أم تبدى الشمس والقمر

أم الخلافة في أعلى منازلها

حلت فأشرق منها البدو والحضر

أحيا (أبو زيد) المولى معالمها

وزانها من حلاه العقل والخفر

فهى العروسة تجلى في منصتها

وليس يعوزها حلى ولا حور

كانت زليخا فأضحى وهو يوسفها

إذ عادها منه بعد الكبرة الصغر

واخضر بعد ذبول أروض بهجتها

كأنما حلها من يمنه الخضر

أحيا لنا عمرًا في العدل أو حسنًا

في الفضل أو حاتما في البذل إذ غبروا

بيت الخلافة (إسماعيل) شيده

لكن (محمد) نادى الخلق فابتدروا

كلاهما (والأب) المحمود سيرته

(والعم) كل بما قد حاز قد نشروا

على همة هذا مع شجاعة ذا

وجود هذا وعلم ذا كما خبروا

هذى المفاخر لا قعبان من لبن

هذى المئاثر لا كأس ولا وتر

كم أظهر الله من عز بدولته

للدين إذ سامه الباغون وانتذروا

فرب مشهد صدق قد شهدت له

كرائما في الوجود ليس تنحصر

ورب يوم أغر قد نصرت به

منهاج جدك قد شاعت به البشر

ويوم عز به الإسلام يفتخر

لاحت به في جبين دهرنا غرر

به تبسم ثغر الملك وابتهجت

به الخلافة واعتدت بها البشر

وفاق حزب التقى حزب الشقا وبه

قد اغتدت تضرب الأمثال والعبر

ص: 297

بوقعة دوخت غربا بموقعها

واهتز بالمشرق الأملاك واعتبروا

يوم تحزبت الأحزاب واتفقت

على الفساد وبعد العهد قد غدروا

أولاد فرج وعونات وتابعهم

عليهم

(الرحمن) ما ذكروا

دارت عليهم من الأسواء دائرة

وحاق مكرهم بهم لأن مكروا

فأصبحوا قد أباد الله نعمتهم

وحل ساحهم الأحداث والغير

صرعى على الأرض قد حاق المحاق بهم

وقد كساهم ثياب الذلة العفر

يا ويحهم عمهم خزى بفانية

وسوف يعروهم من بعدها سقر

في مأزق تدهش الألباب وقفته

به تواقفت الأجناد واصطبروا

وضاربوا كل قرن دون مهجته

فخلفوهم وهم على الثرى جزر

قد قام فيه خطيب السيف مفتخرا

في منبر الراح والهيجاء تستعر

روى عن ابن أبى الهيجا وحدثه

أبو الزناد فصح في الوغى الأثر

رأى الجيوش بها الأرماح ظامئة

فشمروا عن ذيول الحزم واتزروا

وعللوا بالدماء كل عالية

وأورد الخد منها الصارم الذكر

فكم رئيس على الخطى هامته

تبدو وكم بطل في القب قد أسروا

ولم يزالوا بهم حتى انثنوا هربا

كأنهم في سباريت الفلا حمر

طارت قلوبهم من بأسهم فرقا

إذا رأى الألف منهم واحدا نفروا

لو كنت شاهد نار الحرب كاشفة

عن ساقها وجنود الله تنتصر

أبصرت بحرًا به الأبطال سابحة

كالموج في اللج لا تبقى ولا تذر

سماؤه النقع والخرصان أنجمها

والوقد برق ورعد بندق مطر

ص: 298

وسورة الفتح من بعد القتال أتت

والعاديات ضحى بالنصر تفتخر

أبلى به الجيش والأعراب مثلهم

والبربر النصح في الهيجاء تعتبر

ولست أنكر للوصفان وقفتهم

في حومة الحرب والفرسان تشتجر

جند لعمرى أنصار مهاجرة

لكنهم لصفات اللؤم قد هجروا

لا يعرفون سوى الإقدام من خلق

وليس يعروهم في شدة خور

سعادة الملك المنصور قد ظهرت

به الجيوش على الأعداء قد ظهروا

لسيدى (عبد الرحمن) مالكنا

مناقب في جبين الدهر تستطر

ناهيك من ملك كالشمس في فلك

تزهو بدولته الأقطار والعصر

ومن يكن من (هشام) أصل نبعته

يسمو به الملك والأخطار والقدر

ما زال في حضر يسمو على قدر

للرشد والآن عنه أسفر السفر

الواهب الخود والآلاف منبسطا

والخيل جردا فلا منٌّ ولا كدر

في صدره البحر أو في بطن راحته

كلاهما طاب منه الورد والصدر

سر النبوءة يبدو في أسرته

ونورها منه في الأكوان منتشر

إذ دجا الخطب وانسدت مسالكه

فرأيه في ظلام ليلة قمر

مهذب الرأى يستسقى الغمام به

وتنجلى بسنا آرائه الغير

العدل سيرته والنصر شيعته

والفضل شيمته والحزم والحذر

بالحلم ملتحف بالعلم متصف

بالعجز معترف بالله مقتدر

رشيد أمر على الأسرار مؤتمن

لله منتقم بالله منتصر

قد صاحبته مع الأيام أربعة

الفتح والنصر والتمكين والظفر

ص: 299

وساعدته مع الرحمن أربعة

السعد واليمن والتوفيق والقدر

كم من مشاهد بالتمكين شاهدة

ومن مواقف منها النصر ينتشر

ومن مواقع في الأعداء قد بهرت

سارت بصورتها الركبان والخبر

فسل (غياثة) والأنذال جيرتهم

وسل (دخيسة) إذ حلت بهم غير

وسل (دكالة) إذ كلت عقولهم

واعتادهم من أكاذيب المنى غدر

عموا وصموا فلم تبصر بصيرتهم

ولم تنبههم الإرشاد والنذر

ومن يكن عن سبيل الرشد ذا حيد

فلا البصيرة تهديه ولا البصر

جنوا فأمضى الردى فيهم عزيمته

حتى رقاهم وكم أبدى الشفا ضرر

ثم اغتدوا بعد ما جنوا جنان ندى

لولا الصوارم لم يقطف لها ثمر

وكم يقوم حد السيف من عوج

ويستضئ به الباغى فيعتبر

ولم يزل ملكه يسمو وعزته

تنمو ودولته تعلو وتنتشر

قد أذكرتنا مغازيه التي اشتهرت

مغازيا قصها الأخبار والسير

وغير بدع ظهور السر في عقب

فرب مكرمة علياء تدخر

قد يسر الله ما تبغيه من أمل

وهيأ الله ما تهوى وتنتظر

قاتل بسعدك فالأيام مسعدة

وأمر بما شئت إن الدهر مؤتمر

وانصر بسيفك هذا الدين معتصما

بالله فهو لأهل الحق ينتصر

ومن تكن في سبيل الله نهضته

يعنو له الصعب أو يسمو به الخطر

يا ابن الأكارم من عدنان من نزلت

في مدحهم محكمات الآى والسور

مطهرون نقيات جيوبهم

تجرى الصلاة عليهم أينما ذكروا

ص: 300

من لم يكن علويا حين تنسبه

فما له في قديم الدهر مفتخر

قوم إذا فخروا بذوا مفاخرهم

إذ هم قريش وإذ ما مثلهم بشر

ماذا يقول ذوو الأمداح في نفر

عن مدحهم تقصر الأشعار والفقر

وكيف أدرك كنه القول في ملك

تكل عن وصفه الألباب والفكر

خذها إليك كما شاء الثنا مدحا

كالدر فصله الياقوت والشذر

فريدة جمعت أسنى شمائلكم

لكنها في بسيط القول تختصر

هيفاء في حلل الأمداح رافلة

فلا قصور يشينها ولا قصر

تروى عن العدل ما أملاه ناظمها

وتنشر الفتح إذ تروى وتعتذر

شاد ابن إدريس بالإتقان كعبتها

فحجها نجباء الوقت واعتمروا

قد ارتقت في بنى عمرو مناسها

فلا الفرزدق يحكيها ولا عمر

رضيعة بلغت في سنها مائة

فاعجب لكبرى حباها وصفه الصغر

حوراء عذراء لم تفضض بكارتها

ولا تملكها أنثى ولا ذكر

حارت عقولهم في وصف نسبتها

للؤلؤ نظمها المنسوق أم زهر

إن قلت در فحسن النظم رجحه

أو قلت زهر فعرف الحمد يعتبر

إن خدمناك والآمال ناجحة

كم من ثواب وعز منك ننتظر

وخلف كل فتى منا فراخ قطا

قد وجهونا إلى علياك وانتظروا

فهم بعزك في نعمى وعافية

ولا يفارقهم ماء ولا شجر

رضاك عندى أعلى ما نؤمله

والنفس كالطفل للألطاف تعتبر

هديتى لعلاك الحمد أنشده

والحمد أفضل ما يروى ويدخر

ص: 301

وليس يمنع عبد من بلوغ منى

وأبحر الجود من يمناك تنهمر

إنى لأفعل (1) في وصفى شمائلكم

ما ليس يفعله كأس ولا وتر

ختام مدحكم مسك نطيب به

ونشره في جميع الكون منتشر

لازلتم لنظام الملك واسطة

وللمكارم عقدا ليس ينتثر

بجاه جدكم المختار من شرفت

به الخلائق واختصت به مضر

عليه أزكى صلاة الله ما طلعت

شمس النهار وما قد شعشع القمر

والآل والصحب والأتباع ما ذكرت

أهذه الزهر حيتنا أم الزهر

وقوله:

مهور المعالى البيض والأسل السمر

وأقصى أمانى السيد النهى والأمر

وما العز إلا للجهاد وأهله

إذا زاغ أهل البغى أو نجم الكفر

وما المجد إلا همة علوية

لها رتبة من دونها الأنجم الزهر

وفتكة بكر في العدا تلبس الفتى

ملابس حمد طرزها الحمد والأجر

وتكسبه حسن المساعى وأن ترى

له العزمات البيض والنعم الغر

وما العيش إلا أن ترى وسط جحفل

له كل حين في سبيل الهدى ذكر

إذا ما غزا ترتاع من بأسه العدا

ويهتز من أخباره البر والبحر

وإن خفقت في الأفق راية نصره

سرى من علاه الرعب في الناس والذعر

هو البحر والأبطال في الحرب موجه

هو الليل والفرسان في أفقه زهر

يحف بمنصور اللواء مؤيد

شمائله زهو وأوصافه زهر (2)

(1) في هامش المطبوع: "صدق ولا سيما هذه الرائية".

(2)

في هامش المطبوع: "بفتح الزاى".

ص: 302

سرى حزمه في جيشه وثباته

ففى كل قلب من شجاعته قدر

له آية التمكين في الأرض والعلا

له العز والتأييد والفتح والنصر

له من سباع الطير والوحش عسكر

يؤازره قد قاده الذيب والنسر

ويقدمه للحرب كل شمرذل

حرام عليه في وطيس الوغى الفر

وأسد على جرد كأن وجوههم

-بأفق ظلام النقع- من بشرها فجر

تعاطوا على جرد حميا حمية

فرنحهم حب المنية لا السكر

وباعوا نفوسا في الجهاد نفيسة

من الله سيماها التثبت والنصر

وما عمر الإنسان وقت حياته

ولكنها الذكر الجميل هو العمر

وما هذه الأيام إلا صحائف

لأعمال هذا الخلق في طيها نشر

وأفضل أعمال الفتى نصرة الهدى

وقتل العدا إن الجهاد هو الذخر

ولله في هذا الوجود خلاصة

هداهم (1) لهم في كل صالحة ذكر

عساكر فتح عود الله رفعها

إذا قوبلت يسرى لناصبها الكسر

نحت أرض زمور فأنحت عليهم

دواه دواه صبها العسكر المجر

أقام بها الجيش اللهام مرابطا

يباكرهم من خيله الفتكة البكر

يساقيهم شهرا كئوس منية

فكان وباء فيهم ذلك الشهر

رماهم به المنصور لما تحزبوا

ولم ينفع الإنذار فيهم ولا الزجر

فأغزاهم جيش الرسائل قبله

طلائعه التذكير والنهى والأمر

فولوا عن الذكرى فرارا كأنهم

فرا وكان ملء أسماعهم وقر

(1) في هامش المطبوع: "بفتح أوله".

ص: 303

ومن شأنه أن لا يبيح قبيلة

إذا لم تقدم قبل غزوتها النذر

ولا تنفع الذكرى القلوب إذ قست

وخامرها الإعجاب أو حلها الكبر

ولا شئ مثل السيف أنفع للعدا

إذا لم تفد فيها المواعظ والذكر

أحاطت جيوش المسلمين بأرضهم

وعمهم منها التسلط والقسر

تثقب عن غيب الخبايا فتهتدى

كان قد هداها الكشف أو عندها السر

وتسرى سراياها فتغدو وصنعها

بفرسانها التشريد والفتك والأسر

وتختطف الأبطال كل مدجج

لديهم ولا ينجيه كر ولا فر

تخط صفاح البيض فيهم صحائفا

تفيد الهدى قد أشكلت خطها السمر

تعلمت اللام البلاغة فيهم

فللبيض والمران عند اللقا شعر

إذا ما لقوا حادوا عن الحرب وانثنوا

وأجسامهم نظم وأرؤسهم نثر

كان العوالى فوق خطية القنا

طيور لها أجسام أعدائهم وكر

كأن سيوف الهند شهب معدة

لرجم شياطين الضلالة أن تعروا

تعصب هامات العداة وتارة

طلاهم وطورا فعلها القد والهبر

قلتهم بلاد طالما مرحوا بها

عنادا وأذيال الضلالة قد جروا

وما زال داء البغى يصرع أهله

ويعتادهم من شؤمه الهلك والخسر

قد استنسرت فيهم بغاث فأصبحوا

وقد خانهم منها المناسر والظفر

وغرهم الإمهال فازداد بغيهم

وقادهم الإعجاب للهلك والغدر

وقد منعوا ما أوجب الله عندهم

من الحق واستعصوا جهارا وما بروا

وآووا فريق المحدثين وأحدثوا

بدائع للشرع العزيز بها نكر

ص: 304

فلا أمن فيهم للسبيل وأهله

ولا عرف إلا وهو عندهم نكر

إذا ما دعا داعى الفساد هفوا له

وإن سمعوا داعى الصلاح دعا فروا

عموا عن سبيل الرشد وابتغوا الهوى

وغرهم الشيطان والنفس فاغتروا

وأطغاهم طيب البلاد التي بها

زكا الكسب والأولاد والغرس والبذر

ومن لم يقيد نعمة الله عنده

بشكر فقد أودى بنعمته النكر

ومن عاند المنصور أصبح طعمة

لأسيافه أو ساقه للردى القبر

فكم حاولوا من مكرهم رد بأسه

فعاد عليهم بالردى ذلك المكر

وكم طلبوا نيل التكافؤ في الوغى

وهل يتساوى الصعو في الفتك والصقر

وراموا التدانى في المراتب ضلة

وهل يتساوى التبر في السوم والصفر

غدوا جزرا للمرهفات وطعمة

تجاذبها وحش المهامه والطير

وضاق بهم من شؤمهم واسع الفضا

وأصبح عرض الأرض وهو لهم شبر

وعقبى ذوى البغى العقاب وإنه

ليزداد عظما كلما عظم الوزر

إذا أمة طال الصغار كبارها

فإن قصاراها التذلل والصغر

ويضفو رداء الصون والحفظ بالتقى

ويكشف بالعصيان عن أهله الستر

فقد طاولتهم بالحصار كتائب

غزاهم بذاك الوعر من أجلها الذغر

ووافتهم فيه عساكر نقمة

من الله والاها التضايق والحصر

تألف منها الجوع والضر والظما

وأهلكهم فيها الترحل والحر

وما زالت الركبان تنسف زرعهم

ويبدو لهم من كل خافية أمر

إلى أن غدت صفر إيبابا وأصبحت

وعامرها من كل ما جمعوا غمر

ص: 305

وعم الردى أموالهم وعيالهم

وقد كاد يستولى على الجملة الضر

وجاوزت الحد العقوبة فيهم

وعمهم مما عرا الحادث النكر

وجاءوا على حال انكسار وذلة

يقودهم عظم العقوبة والجبر

ويقدمهم وصف اعتراف وتوبة

شفيعهم الصبيان والشيب والخمر (1)

يضجون بالبقيا عليهم ومالهم

إذا عوتبوا إلا التنصل والعذر

فرق أمير المؤمنين لحالهم

وعاد بحلم أنه الراحم البر

عفا عنهم مولاهم عفو قدرة

وقابلهم من فضله الصفح والبر

وأبقى عليهم رحمة وذخيرة

لصالحة ترجى ونائلة تعرو

وأرغم أنف الكفر إذ في هلاكهم

لشوكتهم عن أن تنالهم كسر

وأيقن أن النصر نعمى هنيئة

وأن ارتكاب العفو عنهم هو الشكر

وراعى لهم فضلا سوابق حرمة

أحاديثها في كل حين لها نشر

وعاد عليهم بالذى هو أهله

من العفو والتأمين فارتفع العسر

وعادوا بأسباب النجاة فأصبحوا

على نهجها قد صدق الخبر الخبر

وما عن رضا منها عصية أسلمت

ولكنها قد قادها للهدى القهر

ولو عوقبوا عدلا على قدر جرمهم

لأخنى على دهمائهم بالردى الدهر

ولكنما المنصور في الحلم آية

إذا جهل الأقوام أو عظم الوزر

توارثه عن كابر بعد كابر

وزاد فزاد الحمد وارتفع القدر

كذا فليس أهل الرياسة ملكهم

فهذى المعالى المستفيضة والذكر

(1) في هامش المطبوع: "بضم الخاء".

ص: 306

تقدم في تخليد كل فضيلة

فقل لملوك الأرض هذا هو الفخر

فقد نصر الرحمن بالحق عبده

وحاق بأهل الباطل الشؤم والختر

إمام إذا قابلت غرة وجهه

يقابلك الإقبال واليمن والبشر

وإن نلت منه القرب أو فزت بالرضا

تدانت لك الآمال وانشرح الصدر

وإن ذكرت أوصافه بين معشر

تألق منه النور أو سطع العطر

ويحتقر السبع الزواخر جوده

إذا ذكرت يوما أنامله العشر

هو الفرد أشتات المكارم جامع

فما فاته منها عوان ولا بكر

تدرع من صدق التوكل جنة

تدانت بها الآمال وارتفع القدر

وقام بنصر الحق بالحق فاعتلى

به ركن هذا الدين واعتصم الثغر

ولم تلهه عن لذة العلم إمرة

ولا عن طلاب المجد خود ولا قصر

يقاتل عنه سعده زمر العدا

ويفعل ما لا يفعل البيض والسمر

فدولته أمن وأيامه هنا

وساعاته زهر وأوقاته غر

من النفر الغر الجحاجح من لهم

مراتب عز دونها الشمس والبدر

بنى المصطفى أحفاده أهل بيته

ومن لهم في الفضل والشرف الصدر

لآل على في الوجود مآثر

على صفحات الدهر من آيها سطر

هم القوم كل القوم أما جنابهم

فرحب وأما جارهم فله خطر

وهم في اقتناء العلم والحلم قدوة

إذا خفت الأحلام أو عظم الأمر

إذا وعدوا وفوا وإن قدروا عفوا

وإن سئلوا أعطوا وإن عاهدوا بروا

وإن مدحوا أغنوا وإن نوزعوا سطوا

وإن أنعموا أضفوا وإن عطفوا سروا

ص: 307

إلى ابن هشام انتهى إرث مجدهم

ومنه سرى في كل مكرمة سر

ولا بدع في أن يعلو الفرع أصله

إذا ما زكت منه المغارس والنجر

هنيئا أمير المؤمنين بغزوة

تضعضع منها الشرك وانجبر الكسر

وبشرى بفتح طبق الأرض ذكره

به اشتد ركن الدين وارتفع الإصر

وخذها أمير المؤمنين خريدة

تروق وما غير القبول لها مهر

كساها ثناك الحر حلة سعده

فأشرق منها الجيد بالحلى والنحر

يفوق فريد الدر حسن ثنائها

وينفح من أنفاسها العنبر الشحر

هو الشعر يرتاح الكريم لشدوه

ويطرب من إنشاده الماجد الحر

ويهتز ذو الطبع الشريف لمدحه

كما اهتز تحت البارح الغصن النضر

وما السحر إلا الشعر أحكم نظمه

وناهيك من سحر به نفث الشعر

تتيه نحور الحور زهوا بعقده

وتستبشر العليا ويبتهج العصر

بقيت لهذا الدين تحمى ذماره

ودام لك التمكين والفتح والنصر

بجاه رسول الله جدك من به

سمت ملة التوحيد واتضع الكفر

عليه صلاة الله ثم سلامه

وآله والأصحاب ما عبق النشر

وما قام نادى البشارة منشد:

مهور المعالى البيض والأسل السمر

ونقلت من خط العلامة الأديب، حامل لواء الترسيل والقريض، سيدى الطالب ابن الحاج السلمى المرداسى ما لفظه: لشيخنا العلامة القاضى بحضرة مراكش أبى عبد الله محمد التهامى بن حمادى بن عبد الواحد الحمادى المكناسى:

ص: 308

زفت لربعك والسعود مهورها

ووفت مقلدة الفتوح نحورها

يفتر عارضها عن اليمن الذى

ظفرت به يمناه حيث ظهورها

عذراء تأبى أن ترام فلا الوفا

يخطو إليها ولا الوداد يزورها

ضربت على قنن الهضاب قبابها

وعلت على شم الجبال قصورها

كم غادرت من مغرم بوصالها

رهن الحمام وما يقاد كسيرها

فاغنم مطارحة الخريدة برهة

فلطالما أغرى الغرام نفورها

وارشف لما ماء الملام هنيئة

يا حسن ما أملى لسمعك زورها

اهنأ ببشرى قابلت إقبالها

فيها لأنفاس النفوس نشورها

كان الزمان قبيلها في خجلة

حتى سرى مسرى النسيم بشيرها

أكرم بها عتبى تجافى عندها

ليل الكآبة واستطال سرورها

لو أنها بزغت بطرة دجية

شابت غدائرها ودام سفورها

أهدت لأهل الدين كل مسرة

وعدا على فئة العداء فجورها

قوم قد اعتادوا الشهادة جنة

ونأت عن الطرق القويمة دورها

من آل عطة أسرة ما سامها

كرم ولا هم في الرجال صدورها

الغدر أكبر شيمة فخروا به

سيان فيه صغيرها وكبيرها

بحضيض كل الملئمات ورودها

وعن المكارم والمعال صدورها

إن يسمعوا داعى الفضائل أحجموا

وإذا دعوا لرذيلة فهصورها

اتخذوا المحارم واجبا لو يعرفوا

ما الواجبات وما تكون أجورها

ورثوا المناكر فاجرا عن فاجر

والعرف لم تعرف حلاه صدورها

ص: 309

خلف قفا خلفا وأنى ترتجى

لهم النجابة واللعين ظهيرها

جعلوا بنى الزهراء سادات الورى

من هم شموس والكرام بدورها

آل الرسول المجتبى وأجل من

كشفت إليه من السماء ستورها

غرضا ولو أن الخوارج أنصفوا

ما كان إلا على الجباه مسيرها

فاعجب لأقمار الهدى منقضة

وغدا بأقطار البسيط عبورها

وعهدتها بمبانى أفلاك العلا

العز يكلأُ والمجادة سورها

ياويح قوم حاربوا من جهلهم

ربًّا إليه مآلها ومصيرها

شنوا على أولى الرسالة غارة

شعواء عاد على الرعاع ثبورها

خالوا حمى ذاك الجناب مضامة

وتوثقوا أن لا عزيز يجيرها

فاستعملوا ما فيه تمحيص لمن

بوجودهم أمن العباد وخيرها

أملى لهم مولى له في خلقه

أسرار أحكام يشذ خبيرها

فرمت سهام الفتك في سرواتها

حتى تناهى بغيها وشرورها

فأتت إليه الصافنات سوابحا

تختال والفتح المبين سفيرها

من فتية قد بيتوا فعل الهدى

حمدته آصال المسا وبكورها

وأثارهم بكفاح أعداء الورى

رحم النبى وما حواه ضميرها

فتزاحفوا لبنى اللقيطة واستووا

بهم وما نفع اللئام غرورها

غص العداة بثائر من عثير

فسقوا المنية والسيوف تديرها

وعزيمة علوية علوية

هبت عليهم من رباها عبيرها

من كل قسور الوغى مستلئم

قد حنكته من الحروب سعيرها

ص: 310

فتراه يعجم تارة حرف الكلا

متشابهان ظهورها وبطونها

وبمرهف الصمصام أخرى مشكلا

صفحات ما حبل الوريد سطورها

قد غادروا أشلاءها تعلو بها

عقبان كل ثنية ونسورها

لله فتية نصرة لجناب من

خير البرية والإله نصيرها

باعوا النفوس وإن غلت أثمانها

من ربهم لهم الجنان وحورها

ولهم أجل مكانة من مالك

زان الخلافة واستقام سريرها

ملك له السلف الذى طال السما

وعلا لعزة

...

منيرها

فروى المجادة كابرا عن كابر

سندا صحيحا عاليا مأثورها

ملك له في المكرمات رواسخ

إن هز رضوى في الثرى وثبيرها

ملك إذا باع الملوك كريمة

فهو الحقيق بالابتياع جديرها

ملك يود المزن يمناه التي

جادت سحائبها وفاض بحورها

ما إن تحاكيه السحاب وإنما

تبكى المدامع إذ عراها قصورها

هانت عليه محاسن الدنيا فما

يرضيه منها مديدها وخطيرها

لو أن أمواج البحار بكفه

أمست وهن من العطاء نهورها

يهدى لوجه الصبح عند نواله

ما ليس تمنحه ذكاء ونورها

ملك له بعداه كم من سطوة

صعقت لهيبته الكماة وطورها

تخشى وقائعه وهبها كاثرت

... اللوى وذرى السحاب جسورها

لولا توقع حلمه لتصدعت

فرقا وصار إلى المشيب صغيرها

نام الأنام بظل كهف أمانه

واعتاد دولته الهنا وحبورها

ص: 311

أيامه أعياد أيام الألى

ساسوا وإن عدلوا وطال عصورها

أحيا معالم للعلوم فأصبحت

وقد استقل في الوجود سديرها

وتولدت عن بذل وبل يمينه

آداب عز نظيمها ونثيرها

إن المفاخر والمحامد والتقى

وذرى المعالى نديمها وسميرها

من مبلغ صدر الخلائف ما انتهى

لكماله هذا الإمام أخيرها

لك يا (أبا زيد) المآثر جل أن

تحصى وعز في الملوك نظيرها

يغتال الباب الرجال سماعها

ما غالها عند الشراب عصيرها

فخرا لدولتك السنية دائما

إذ أنت يا فرد الملوك أميرها

ولها البشارة بالسعادة إذ همى

أصل الغيوث بها وفاض نميرها

وإليك يا فخر الملوك أضفتها

غيداء من فلك الصدور صدورها

قصرت وطال حياؤها إن لم تكن

بذرى البيان وبان منه ضمورها

وأتت بنزر من حلاك ومن لها

أنى يقاس بالبحار غديرها

لكنها تزهو بأكبر نسبة

لك والقبول لما أتته غفورها

دامت تهاديك البحور قوافيا

تمتار سيبك والأكف تميرها

وعلى علا ذك الجناب تحية

يزرى بأنفاس الرياض عطيرها

ما قال منشدها بأكمل مجلس

زفت لربعك والسعود مهورها

قلت: وهذه القصيدة أنشئت بمناسبة انتصار المترجم على الفئة الباغية العطاوبة الشهيرة واجتثات سيوف عدله جراثيم فسادها، وإرضاح صناديدها، للطاعة قهرا، وذلك عام واحد وسبعين بتقديم السين على الموحدة تحت ومائتين وألف.

ص: 312

وقال العلامة الشيخ الطالب بن حمدون الحاج:

إليك وإلا لا تزف خريدة

وفيك وإلا ليس يستعذب الشعر

وفضلك لا فضل الثريا على الثرى

ووجهك لا الشمس المنيرة لا البدر

نظمت لآل المجد بعد اندثارها

وليس لعقد أنت ناظمه نثر

وقلدت أهل العلم در نفائس

بها لم يقلد من مهفهفة نحر

وأخلصت في طاعات ربك موقنا

فطاعك كل الخلق والبر والبحر

رقا بك سعد الدين في علا منزل

مراقى مجد دونها الفلك والزهر

فصرت (محصل المقاصد) والعلا

يهيم بتطريز المديح لك الفكر

فما أنت إلا منحة علوية

بنا خصصت ممن له الخلق والأمر

أمين ومأمون رشيد مظفر

ومعتصم بالله دام لك النصر

بمنتخب من آل بيت الرسول لا

بمنتخب من آل عباس ذا الفخر

على أبى الأشراف ينبوع كوثر

وبيت من العلم الغزير ولا نكر

وبيت ولاية من الملك ظاهرا

ومن كان ذا تقوى يلين له الصخر

وبيت ولاية من الملك باطنا

ولله فيما اختار من خلقه سر

سجلماسة طابت وفاحت شذا به

وأنبت واديها ونم به الزهر

ولم تزل الأنوار لائحة بها

إلى أن قضى والدين أفنانه خضر

وخلف أقمار تلوح لأعين

أمان لأهل الأرض دام لهم فخر

صدور أهلة بدور أجلة

غيوث ليوث لا يفل لهم فخر

وما الملك إلا ما حووه ومن له

كملك (أبى زيد) به اتضح الفجر

ص: 313

مليك حوى كل المفاخر والعلا

فلم تشتمل شام عليه ولا مصر

مليك حباه الله كشف حقائق

فلم يطلع زيد عليها ولا عمرو

مليك على الملك جر ذيوله

ولكن به الملك استبان له الفخر

مليك له رعب يسير بسيره

مسيرته ريح رخاء أو الشهر

ومنه أسود الغاب تنفض هيبة

كما انتفض العصفور بلله القطر

(وآية عطا) لما أطغت وأفسدت

وجارت على آل الرسول وقد سروا

أصيبوا برعب من جلال إمامنا

فقاتلهم عرب وتجنيسهم سر

وقد صب من فوق جيوش عليهم

ولم ينجهم من بأس وقعته وعر

وأظلمت الدنيا عليهم بأسرها

وفى الليلة الظلماء يفتقد البدر

وضاق عليهم غورها ونجودها

كان جميع الأرض مقدارها شبر

فذوقوا العذاب اليوم ياشر بربر

ففى مثل هذا اليوم لا كر ولا فر

ونسوتكم يبكينكم بتحسر

ولا مثل خنسا قد نعى لها صخر

أمولاى إن الله أعطاك حكمة

فصل له وانحر لشانئك البتر

فلا زلت تاج لعصر في مفرق العلا

وما لحت إلا قيل طال لك العمر

في 8 شوال عام 1242" من خطه في كناشته مباشرة.

وقال محمد بن محمد بن سيدى عبد الله العلوى الحسنى الشنقيطى لما قدم إلى المغرب يريد الحج يمدح السلطان المترجم:

ص: 314

هل في بكا نازح الأوطان من باس

أم هل لداء رهين الشوق من آس

أم هل معين يعين المستهام على

ليل كواكبه شدت بأمراس

آه لمغترب في الغرب ليس له

جنس وإن كان محفوظا بأجناس

أقول والركب محزون بوحشتنا

صبرًا فكم وحشة أفضت لإيناس

إذا وضعنا بأرض الغرب أرحلنا

راح الرجاء علينا طارد الياس

عمل الإمام بفضل الله يمنحه

رحمى فيكشف غم الآسف الآس

إنى كفيل بنيل السؤل لى ولكم

إما بمراكش المحروس أو فاس

إمامنا في كلا المصرين نورهما

إمامنا المستماح المطعم الكاسى

خليفة المصطفى وهو ابن بضعته

ثوب من المجد لم يعلق بأدناس

فضيلة لبنى مروان ما سلفت

ولا الخلائف أبناء ابن عباس

وسيلة الناس في نيل الوصول لمن

هو الوسيلة بين الله والناس

ضمان غرم عليه أن يروح به

حلف الثراء من أمسى حلف إفلاس

مولاى لا برحت أيام دولتك الـ

ـغراء أيام أعياد وأعراس

الله منك حقوق الناس قلدها

يقظان لا غافل عنها ولا ناس

عمرت عمرت من عهد الشريعة ما

باض النعام بدور منه أدراس

داركتها بعد ما مالت دعائمها

فاستحكمت واطمأنت فوق آساس

وافاك ركب تعاطوا من نعاسهم

على متون المطايا قهوة الكاس

حثوا جلاس المطايا لا يرون على

منابر الميس عنها غير جلاس

طواهم طى ما تطوى وضرسهم

طول السفار بأنياب وأضراس

ص: 315

دعاهم شوق أرض الهاشمى إلى

حمل النفوس على الضراء والباس

فواسنا بلقا ما اعتيد منك وما

فضل المقالة إلا قولنا واس

وحقق الظن منا أن ستحملنا

على مجوفة الحيزوم كالراس

لها دخان حريق الغاب أزعجه

مر الجنوب بأنفاس فأنفاس

واسمح لنا بدعاء منك صالحه

بيمنه يسهل المستصعب القاسى

لولاك ما طاف من طافوا أو اقتبسوا

من نور طيبة من فاروا بمقباس

هذا ومدحك لا يأتى به قلم

يلقى مجاجته في بطن قرطاس

هل هو إلا ركام المزن أو كحصى

مركومة من لوى يبرين ميعاس

لازلت لا زلت يا ركن العدالة من

جيش العناية محروسا بحراس

ولا عدتك صلاة الله كاملة

من خص بالفضل من أبناء (إلياس)

وله أيضا يمدحه:

ألمت بنا أهلا بها أم سالم

على بابها أم تلك أحلام نائم

ألمت بنا وهنا وقد ضرب الدجا

علينا خباء في متيه المخارم

ألمت بشعث في الفلاة توسدوا

مرافق خوص كالسهام سواهم

ألمت وقد مس الوجى دون أرضها

خفاف خفاف الراقصات الرواسم

نضونا على أنضائها من عزيمنا

صوارم أمضى من شفار الصوارم

وجبنا عليها مهما بعد مهمه

إلى (ابن هشام) كى نزور (ابن هاشم)

إلى أن أنخناها لديه ولم نكن

كمن عاقه عن ذاك ضعف العزائم

عهدنا إليه نرتجى أن نرى الذى

تخلف عنا قارعا سن نادم

ص: 316

خليفة مصباح الهدى وحفيده

ومحيى عافى ربعه المتقادم

غيور على بيضاء سنته التي

أبيحت لها لولاه كل المحارم

حماها حماه الله أن يستبيحها

من أعدائها دهم الدواهى الدواهم

فكم غض عنها طرف من رام طرفها

بغض وكم قد كف من كف ظالم

أنام عيون الناس تحت عدالة

وقت رجل سارى الليل لدغ الأراقم

فأصبح ثغر الأرض سوقا وأصبحت

مآسدها مرعى المخاض السوائم

غدا وافرا عرضا ودينا وماله

يقسمه العافون قسم الغنائم

مليم لإفراط النوال ولم تكن

كمن عاقه عن ذاك ضعف العزائم

أمولاى لازالت مدى الدهر منكم

حصون المعالى عاليات المعالم

ولا برح التقبيل شغل أكفكم

وأقدامكم تحذى أديم الجماجم

تعاظمنا هول الطريق ومنكم

عظام اللهى تعتاد دفع العظائم

وثقنا برى حين أمت ظماؤنا

موارد طامى بحرك المتلاطم

وبشرنا أن سوف تأتى ركابنا

أبا فاطم إنا أتينا ابن فاطم

على جده في كل بد ومختم

مباد صلاة مالها من مخاتم

وله في بعض رجال دولة المترجم وهو ابن أبى ستة، وبعض الناس يقول: إنها في غيره، وهو يريد منه التوسط بينه وبين السلطان مولاى عبد الرحمن بن هشام:

أثار من التذكر ما أثارا

خيال من أميمة حين زارا

سرى بعد الهدو فما أعيرت

قلوب العاشقين كما أعارا

ص: 317

وكم بعث الخيال لذى انتزاح

نزرعا للأحبة وادكارا

ألا زارت أميمة إن في ذا

لأرباب البصائر لا اعتبارا

أتسمح إن تزور بجنح ليل

وقد حمت المزار ولو نهارا

ومن عاداتها لم تخط إلا

إلى أدنى البيوت خطى قصارا

طوت أجواز كل فسيح خرق

ولا طى المهار ولا المهارى

ألا أهلا بها ولو استحالت

على قرب زيارتها ازورارا

لئن أنأى أميمة ما اعتسفنا

رواحا بالنجائي وابتكارا

فقد أدنت مبارات المطايا

نوافخ في البرا من لا يبارى

أزارتنا الفقيه فأنصفتنا

من أيدى النأى إذ مطل المزارا

وغادر طيها نشر الموامى

إليه طى حاجتنا انتشارا

قد أبدى الدهر إذا أهدى إلينا

لقاه من إساءته اعتذارا

إلى مثل ابن أحمد فليسافر

أخو العزمات أو يدع السفارا

همام سل صارمه ليحمى

من الحق الحقيقة والذمارا

أبى نور الهداية من لديه

لمحيار الضلالة أن يحارا

أدار على الشريعة منه حصنا

حصينا أن تضام وأن تضارا

وشيد للحقيقة من زوايا

تعاط الذكر أرفعها منارا

له خلق يدير مدى الليالى

عليها من معارفه عقارا

أشقاء المحبة قد أقاموا

شعائر دين ربهم شعارا

سرى لمحمد في الأرض حمد

يسير به المسافر حيث سارا

ص: 318

حكمنا فيه بالخبر امتداحا

إلى أن أصبح الخبر اختبارا

فأبصرنا شواهد ما سمعنا

كمفتوق الصباح إذا استطارا

أمتخذ الهدى خذها هديا

بدت في زى فارهة العزارى

تغض الطرف من خجل وتدنى

عليها من مهابتك الخمارا

أسيدنا النبيه ومن تحلى

بما فضح الجواهر والنضارا

نتيجة فكرتى وثمار ذهنى

نتيجتها أن أجتنى الثمارا

قد أكسبها فخارك حين زفت

إليك على نظائرها فخارا

مدحتك أستجير بها ويرجو

جزيل الخير من مدح الخيارا

ودارك بالنجاة ذماء غرقى

قد اقتحموا بما اقتحموا بحارا

أطاعوا أمر غيهم ولجوا

غرورا في عمايتهم سكارى

فإنهم وإن شطت نواهم

لجارك فارع حق من استجارا

رعاك الله من راع نصيح

رعاية من قد أودع واستعارا

وبارك فيك ربك من خديم

قد أحسن في أوامره ائتمارا

وقال أيضا لما وصل مراكش ونزل عند المذكور فلم يبلغ خبره إلى السلطان:

هل حامل أسنى السلام كله

لحامل الملك وعبئى كله

ومتولى عقده وحله

وواضع الأمر على محله

من لا يجود زمن بشكله

ولا يرى عدل عديل عدله

من شاء ذكر فضله وعدله

إلى مضاء نبله ونبله

مأوى الغريب ومحط رحله

وملتقى نزوله ونزله

ص: 319

قضى له الله بجمع شمله

ووطء من خالفه بنعله

ودام خفض العيش تحت ظله

وعز الإسلام وعز أهله

موجبه لا زال فوق سؤله

ما يرتجى سائله من بذله

إنا نرجى من جميل فعله

ما ترتجى أمثالنا من مثله

وقد سعى له بعد ذلك في الحضور بين يدى السلطان، فأنشده قصيدتيه السينية والميمية المتقدمتين، فقال له: هاتان أحسن من المعلقات، وأجازه بجائزة حسنة، وأمر عامل طنجة بتوجيهه ومن معه للحج ففعل، وقد مات بين جدة ومكة بعد حجه، ولما كان في السياق قال معزيا رفاقه:

نجب الليالى بالبرية تعنق

نحو المنون فسابقون ولحق

من أخطأته إلى سواه سهامها

فله تراش سهامها وتفوق

وقال الوزير ابن إدريس المتقدم ذكره من مولدية:

حيى منازل من أهوى وأحياها

هفافة كفتيق المسك رياها

وجادها الغيث تمريه شمائله

على العقيق إلى أعلى مصلاها

إلى اللوى ثم ذى سلع فكاظمة

فرامة فالكثيب الفرد سقياها

تزجى البروق على ابن ركائبها

تعم بالرى أدناها وأقصاها

والرعد مثل هدير الأرحبى إذا

أتت أوائلها يستاق أخراها

فحل في عقدات الجزع حبوته

فأفعم الشعب والجزعاء أمواها

وفجرت في مذينب مذانبه

وسال مهزور مذحورا بمجراها

حتى تمج نطاق الرى طافحة

تلك العراص اللواتى حول بطحاها

ص: 320

وتغتدى غب ذاك النوء لابسة

أفواف زهر يكل الطرف مرآها

يا جيرة نزلوا أكناف كاظمة

تهنيكم الدار دار نعم عقباها

دار تبوأها المختار من مضر

واختار دون جميع الأرض سكناها

دعا وبرك فيها ثم حرمها

وطيبة كان يدعوها وسماها

فيها تشعشع نور الحق وانفتحت

مغالق الرحمة العظمى فنلناها

ما أومضت نحوها في الدجن بارقة

إلا وشب ضرام الشوق ذكراها

وراح في قلق قلبى وفى أرق

طرفى يحاكى نجو ما بات يرعاها

شوقا إلى روضة حل النبى بها

يجنى بها الوافدون العز والجاها

حيث الرسالة قد لاحت مطالعها

حيث النبوءة أعلى الله مبناها

حيث الجلالة قد ألقت مراسيها

حيث السيادة قد راقت سجاياها

حيث السعادة قد مدت شوارقها

على الوجود حيث المجد والاها

هنالك الوحى روح القدس بلغه

لخيرة الرسل أزكاها وأوفاها

روح الوجود حياة الكون رحمته

سر الخليقة أولاها وأخراها

ذاك الذى بشرت كتب السماء به

من قبل مبعثه يا حسن بشراها

وألزم الله كل الرسل طاعته

وعاهدت حين أخذ الإصر مولاها

حتى إذا ظهرت للكون غرته

في ليلة ما عرفنا الله لولاها

في ليلة المولد الميمون طالعه

على البرية أخراها ودنياها

فأبصر الناس نورا يستضاء به

من بعد ما طبق الآفاق ظلماها

وأصبح الدين قد قامت دعائمه

ودعا أعلى مبانى الكفر سفلاها

ص: 321

وخر ما حول بيت الله من صنم

وضل من أمم الطاغوت مسعاها

كذلك الشهب في ميلاده نزلت

تود أن الثرى قد كان مثواها

يا خاتم الأنبياء وهو أولهم

يا حاشر الأمم الماحى خطاياها

يا من له انشق بدر التم معجزة

وانشق من فارس إيوان كسراها

وغاض بحر فغاظ أهله حزنا

لما بدا نوره والنار أطفاها

يا من له ليلة الإسراء مرتبة

علياء فوق نطاق العرش يرقاها

أن يمنع الكفر أهل الكفر من حسد

شهادة الحق أن يشدوا بمعناها

فقد أقرت لك الأحجار مفصحة

ما احتجن في ذلك الإقرار أفواها

يا سيدا ما حكاه في محامده

مقرب ذو مكانة ولا ضاها

أنت الذى خلق الله الوجود له

من نوره وبك الأملاك قد باهى

فمن جمالك جنات النعيم بدا

ومن جلالك نار الخلد أبداها

أنت الذى شرفات العرش قد شرفت

لما بدا اسمك مكتوبا بأعلاها

لك اللواء لواء الحمد ترفعه

لك الوسيلة تعطاها فترضاها

حاشا مزاياك يدرى المادحون لها

قدرا ويدركها الإحصاء حاشاها

مولاى والخير يرجى من معادنه

وأنت أجدى الورى كفا وأنداها

وقد مدحناك والأمداح ذمتنا

حاشاك يا سيد الأرسال تنساها

إنا لنرجوك للدنيا وضرتها

حاشا يمينك ترجى من ترجاها

نشكو إليك باحوال مروعة

نشكو إليك من الأيام أسواها

نشكو إليك جسوما دأبها كسل

قد غالها العرض الفانى وألهاها

ص: 322

نشكو إليك قلوبا حشوها ظلم

تحكى من الحجر الصفوان أقساها

فامنن علينا بأمن يا ابن آمنة

من كل نائبة في الدهر نخشاها

واعطف على ابنك ظل الله عصمته

أسمى الملوك (أبى زيد) وأسناها

فما له يا عظيم الجود معتمد

إلا لحضرة عز منك والاها

فابعث إليه جنود النصر تصحبه

حتى يزيل من الأوغاد طغواها

واجعل يمينك ذات اليمن صارفة

عنه الصروف فلا ينفك يكفاها

فالدين دينك أضحى في كفالته

يذود عنه العدا دأبا ويلقاها

والناس قد ضربوا للعدل في عطن

من حسن سيرته المورود سقياها

ولم تزل ملة الإسلام في كنف

عالى الذّرا من علاه فيه منجاها

أنامها في مهاد من سياسته

على أرائك للإحسان تهواها

وشردت كل باغ الزيغ صولته

فأصبحوا للنعام الربد أشباها

أولى فللسيف أو للسبى غايتها

لا أسعد الله قتلاها وأسراها

ما زال يركض في آثار أسرته

يحمى مآثرهم حتى تعداها

فما تهيب بحر الهول يركبه

ولا تجنب نار الحرب يصلاها

ولا استراحت وقد نالت له همم

مداركا كان فوق النجم أدناها

يا بن الأُلى زان قطر الغرب دولتهم

فأصبح الشرق صبا في مزاياها

يكفى ملوك الورى فخرًا ومنقبة

أنا نعدك منها إن عددناها

والدر يحسبه العداد من حجر

هيهات أين ثراها من ثرياها

علمت دهرك ما قد حزت من شيم

فصار من ذلك التعليم تياها

ص: 323

ما أنت يا (بن هشام) غير معجزة

جل الذى من صفاء النور أنشأها

ما أنت إلا جمال الله أظهره

ونعمة لجميع الناس أهداها

تهنيك ذى الليلة الغراء تشهدها

وغرة منك يهنينا شهدناها

وليهنك الموسم الباهى تفيض به

مواهبًا منك صوب القطر حاكاها

لا زلت في دولة للسعد مذعنة

لها الورى أبدا طوعا وإكراها

والنصر والعز والتأييد يكنفها

تزداد من حسنات الدهر حسناها

يا نسمة الروض مخضلا كمائمه

حى بقاعا رسول الله وافاها

ويا سحاب الرضا والجود فانسكبا

بساحة حل فيها المصطفى طاها

وأنت يا سامعا أمداحه طربا

صل عليه لكيما ترضى الله

وعم آلا وأصحابا وتاليهم

وكل من نال قربا منه أو جاها

وله أيضا وسترى من بين أبياتها أنها وجهت لمأوى سيد الكائنات صلى الله عليه وسلم على لسان السلطان المترجم، يبث فيها شكواه ويشكو ذنبه وما اجترحه، ويستمد الإعانة على صروف الدهر وحدثانه:

أقول لركب شام برقا يمانيا

ليهنكم إنا بلغنا الأمانيا

تائق في ظلمائه فكأنه

مباسم تحكى في سناها اللئاليا

حزرنا به آمالنا فتبسمت

وضاءت كما أضحى يضئ الدياجيا

وروع أحشاء تحن لمعهد

قضينا به قبل المشيب لياليا

ألا حى مغنى للحبيب وإن نأى

وماذا على صب يحيى المغانيا

وما زال هذا البين يوقد لوعة

أبت في فؤاد الصب إلا تماديا

ص: 324

فؤاد دعاه الحب من بعد كبرة

فما للهوى بعد المشيب وماليا

ولكن أدواء الهوى إن تمكنت

فلا يجد المضنى لهن المداويا

ونحن وقد جف الكتاب معاشر

رضينا الهوى فليقض ما كان قاضيا

رعا الله أهل الحب من كل حادث

ولا راعهم عذل لمن لاح لاحيا

ترد على الأعقاب صوب مدامع

حذار رقيب ليس يبرح واشيا

ولولا عين الكاشحين لخلفت

مدامع تجريها الغمام الغواديا

وهيهات إطفاء الجوى بجوانح

تذوب إذا ما الركب أصبح غاديا

يهب الصبا إن هب من نحو حاجر

كوامن أشواق تزيل الرواسيا

هدير غدير في الهوى لعبت به

صبابة ذكراه الربوع القواصيا

إذا غردت في الأيك وهنا حمامة

تذكر نجدا والنقا والمطاليا

وبيتا عتيقا في أباطح مكة

رفيعا من الديباج ما زال كاسيا

إذا مادنا الركبان منها تجردوا

وطافوا بها شعثا ظماء بواكيا

وأيقن كل أنه ببلوغه

لذاك الحمى نال المنا والتهانيا

وأضحى أمينا من عذاب إلهه

ومن بعد سخط يستبيح المراضيا

هنيئا لقوم ناظرين لحسنها

عكوفا لديها يحمدون المساعيا

قضوا تفثا بعد الإضافة وانتهوا

لطيبة يزجون القلوص النواجيا

وراحوا على إثر الوداع وحصبوا

على فرح يطوون تلك الفيافيا

وما فصلوا حتى تراءت بعيدة

من الغور أنوار تنير المحانيا

وهبت رياح عاطرات بليلة

كما فاح ورد بالأزاهر حاليا

ص: 325

يحدث عن أين الركاب وهنيت

ركائبهم كيما تنال التناديا

ولما دنا مأوى الحبيب ترجلوا

وأظهرت الآماق ما كان خافيا

وعفر كل في التراب وجوههم

تراب به خير الورى كان ماشيا

وخرت ملوك الأرض فيه جلالة

لمن بان فيه يسحبون النواصيا

ألا يا بقاعا بالبقيع وواديا

به خيرة الأرسال حميت واديا

فوالله لا أنسى زمانا قطعته

بمغناك حيث السعد كان موافيا

ويا وافدا قد أنزلته سعادة

هناك فأضحى بالكرامة راضيا

لك الله ما أهنا وأكرم موطنا

ثويت به حياك ربى ثاويا

فعنى لخير الرسل أدٍّ رسالة

وإياك تنسى أو ترى متناسيا

فقل بعد إهداء السلام تحية

تعم ضجيعيه الكرام المواليا

إليك رسول الله من أرض مغرب

عن المذنب الجانى أتيتك شاكيا

عن (ابن هشام) المقر بذنبه

وأهوائه يبغى لديك التفاديا

عن (ابن هشام) الذى قد تقاعدت

به عنك أشغال أصارته عانيا

عن (ابن هشام) الذى ليس يرتجى

سواك فحقق فيك ما كان راجيا

يحاول إصلاحا لأمتك التي

رجوناك تكفيها الردى والأعاديا

رجونا تكفينا المخاوف كلها

فما زلت من كل المخاوف كافيا

رجونا لديك النصر في كل حالة

على من غدا بالغى في الناس باغيا

رجوناك ترعانا من الفتن التي

غدا أهلها فيها الأسود الضواريا

فليس لهذا السرح غيرك حافظا

فكن يا رسول الله للسرح راعيا

ص: 326

وليس لنا إلا بأمة أحمد

دعاك إذا ما الغى قد صار داعيا

وحاشاك من ينمى إليك تمله

وتسلمه إن أصبح الهول داجيا

وحاشاك تعيا بالمسئ وإن أتى

وثوقا بنيل العفو منك، المساويا

وحاشا ندى كفيك وهو مفجر

على سائر الأكوان يترك صاديا

ألا يا رسول الله إنى خائف

وأنت مجير الخائفين الدواهيا

ولى رحم موصولة بك أبتغى

لها صلة تولى لديك التراضيا

ومثبك للأرحام يرعى ذمامها

فلا شك أن ترعى كذاك ذماميا

فرحمك للرحم القريب وعطفة

وأولى بعطف منك من كان دانيا

وعونا لنا من صولة الدهر إننا

بغيرك لا نرجو من الدهر واقيا

فقد أحكمت فينا المقادير حكمها

سياسة أقوام تحاكى الأفاعيا

وقد ألزمتنا أن نعاشر معشرا

يسرون أمرا غير ما كان باديا

على قلة الإنصاف والخير فيهم

وكثرة أقوال تطيل التناجيا

سوابق للأطماع ينتهبونها

كواسل عند الروع تخشى التلاقيا

عزائمهم في نيل ملء بطونهم

فتدعوهم روبى بطانا بواطيا

فلا عون إلا من عنايتك التي

بها نتقى هذى الذئاب العواديا

ولا ملجأ إلا إلى عزك الذى

نلوذ به حصنا من الضيم عاليا

بجاهك يا قطب العوالم كلها

ويا منبع الأمداد نرجو الأمانيا

فوجه من النصر الإلهى عاجلا

لنا مددا ما دام عزك باقيا

وصلى عليك الله في كل لمحة

كل صلاة لا تنال التناهيا

ص: 327

وقال في موضوعها على لسان السلطان كتلك:

سلام يفوق الورد في الطيب والزهرا

ويفضل في إشراقه الأنجم الزهرا

سلام يفوق الطيبات ذكاؤه

ويملأ من أنفاسه البر والبحرا

سلام يعم الكون حسنا وبهجة

ويستوعب الآناء والدين والدهرا

سلام يكل الفكر دون انتهائه

ويستغرق الإحصاء والعد والحصرا

سلام كريم وافر متواثر

به تملأ الغبراء بالطيب والخضرا

سلام كأسلاك الجواهر فصلت

وزانت من المجد المقلد والنحرا

سلام امرئ أهدى إلى حضرة الهدى

تحية مشتاق تهيجه الذكرا

من المذنب العاصى المؤمل غطفة

من المصطفى تمحو الإساءة والوزرا

من السائل اللاجى إلى باب فضله

يؤمل في الدنيا الشفاعة والأخرا

من الضارع الجانى الذى حسن ظنه

دعاه إلى جذواه فاستمطر الخيرا

من الخائف الراجى بحسن قبولكم

أمانا يوليه العناية والبرا

من المسرف العافى المؤمل منكم

عوائد بر تملأ البحر والبرا

دعاك ونار الشوق بين ضلوعه

يروم ولو بالروح زورتك الزهرا

دعاك غريب الدار بالغرب عاقه

عناه عن استجلاء روضتك الغرا

دعاك وأحداث الزمان تنوشه

ولا يرتجى إلا بعزتك النصرا

دعاك لما قدها له من ذنوبه

وأثقل منه حمل أوزاره الظهرا

دعاك دعاء المستجير بجاهكم

وأمل من علياكم الحفظ والسترا

ومد يد المسكين يرجو نوالكم

وحاشا علاكم أن ترد له صفرا

ص: 328

وآمل من جذواك كل كرامة

تبوئه العليا وتسكنه السرا

وحط بباب الفضل منك رحاله

وناداك مشبوب الجوانح مضطرا

ومثلك من واسى وآسى نزيله

وأمل مذعورا وعامل معترا

شكا لك يا خير الوجود جرائما

توالت فأولته القساوة والنصرا

ورانت على القلب القسى فأصبحت

جوارحه في قيد ظلمته أسرا

وأمارة بالسوء تسرع للهوى

وتثقل عنى إن أردت بها برا

وأهل زمان قد غدوا من فسادهم

سواسية والجهر قد خالف السرا

غدا منكرًا معروف سنتك التي

لديهم وأضحى العرف بينهم نكرا

وعادوا ذيابا في ثياب تنسك

وقد أظهروا الإسلام واستبطنوا الغدرا

وإنى قد استرعيت منهم رعية

وحملت من أعباء أمرهم إصرا

أروم لها التوفيق والرشد والهدى

وأرجو لها الإسعاد والحفظ واليسرا

وآمل من جدواك كل عناية

ونصرا عزيزا يهدم الشرك والكفرا

فلى ذمة أرجو الوفاء بعهدها

ومثلك يا خير الوفا بالوفا أحرا

ولى نسبة أدلى بها وقرابة

وأنت ولى المنتمين إلى الزهرا

أعيذك أن يشقى كلانا بجاره

وأنت ملاذ الكل إن خشو الضرا

فكن يا رسول الله غوثا لأمة

تمت إلى علياك بالنسبة الكبرا

فما أنزلوا إلا ببابك رحلهم

ولا اتخذوا يوما سواك لهم دخرا

ولا استنصروا إلا بجاهك في الوَغَى

ولا قصدوا في الخلق زيدا ولا عمرا

ولا قصروا إلا عليك رجاءهم

وما قصروا لو خالفوا النهى والأمرا

ص: 329

وقد جاروا من عصبة الكفر أمة

تريد بنصب الماكرين لها الجرا

وعندهم جزم برفعك من لجا

إليك ومن ناواك تكسبه كسرا

فقد قصرت علياك دولة قيصر

وقد كسرت أشياع دير الهودى كسرا

أجرنا فنعم الجار أنت لمن لجا

لبابك واستكفى بهمتك الإصرا

وغر يا رسول الله عزما لأمة

دعوك ولب صوتهم واحبهم جبرا

وأظهر لها من عز جاهك نصرة

ترد على الأعقاب من سامها ذعرا

وتخلى ديار المسلمين من العدا

وتكسبها من بعد نجسهم طهرا

وتتركهم صرعى بكل ثنية

وتملؤها دينا كما ملئت كفرا

فلا جاه إلا جاه عزك يرتجى

ولا نصر إلا من علاك لهم يدرا

فأنت الذى لا يلحق الضيم جاره

ولا يخش من يلمم بساحته ضرا

فإن كرام العرب تحمى ذمارها

وترفع عن جيرانها الضيم والذعرا

وأنت كريم العرب وابن كريمها

ومنك استمد الكل أوصافها الغرا

وإنك يا خير الوجود ملاذ من

هفا ولك الجاه الذى قد سما خطرا

ألست الذى قد أرسل الله بالهدى

فعم الورى بالأمن واليمن والبشرا

ألست لهذا الكون فاتح رتقه

وخاتمه والموله المدد الغمرا

ألست الذى أسرى الإله بذاته

إلى حضرة ما نال عبد لها نشرا

وخصصه رب الأنام برؤية

وقرب وفضل لا يطاق له حصرا

وكنت نبيئا قبل خلقة آدم

ووصلته للعفو إذ خشى الوزرا

وجلبت أحلاك الظلام بصارم

من الحق هام الشرك من عزه الصغرا

ص: 330