الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَمكناسة الزيتون جرت فراقبى
…
إلهًا شديد البطش ليس بغافل
رميت رباط الفتح ظلما بأشأم
…
عريض القفا ناءٍ عن الرشد جاهل
كريه المحيا مائل الشدق أخرق
…
عتل بحكم الشرع ليس بعامل
مزيح لأهل الفضل والدين والحجا
…
مقرب نذل سيئ الأصل سافل
ومنها:
بلينا بوغد يجمع المال من رشا
…
على يد أوباش لئام أراذل
أرح ربنا منه الرباط وأهله
…
وفرج عليهم عاجلا غير آجل
قال وقفت عليها بخط أبى عبد الله الضعيف نسبها لبعض الرباطيين، ورأيت تحليته بالعلم والجلالة في وثائق سلوية، وذكره الزيانى من علماء مجلس السلطان سيدى محمد بن عبد الله في الفهرسة السليمانية رحم الله الجميع.
431 - عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن عبد المالك بن محمد بن عبد العزيز بن عبد الواحد أبى الغيث الحسنى العلوى
.
حاله: شريف أصيل، وجيه نزيه، جليل أثيل، فقيه نبيه، باقعة زمانه وأوحده نبلا وفضلا وسياسة وجودًا وشجاعة وإقداما، استوزره إمام وقته السلطان مولاى عبد الله بن إسماعيل فأحسن السيرة في مأموريته.
وفاته: توفى بمكناس الزيتون على ما في الشجرة الزكية في حدود الخمسين زمن الوباء.
432 - عبد الكريم بن الرضى بن محمد بن على بن أحمد اليلمحى الشريف الوزانى
.
نزيل زاوية جبل زرهون، ودفين مكناس.
حاله: مجذوب سالك، ذو أحوال خارقة، وكرامات باهرة ظاهرة، وسريرة منورة طاهرة، كثير الانتقال، سكن أولا وزان ثم فاس ثم مكناس ثم زرهون، وبه طاب له القرار مدة، ثم انتقل منه آخر عمره إلى مكناس وبه كانت منيته.
أخبرنى العلامة الثبت ابن عمنا سيدى محمد بن أحمد، أنه أخبره صهره الشريف الفقيه البركة منور الشيبة والوجه المنعم مولاى الفضيل بن الأمين العلوى المتوفى في عام أربعة وعشرين وثلاثمائة وألف، أن أول قدوم المترجم للزاوية من فاس كان صحبته، وأنه لما قدمها كان استقراره بأحد الأقواس التي كانت قديما بالبيبان المحل المعروف بالزاوية بين الحرم الإدريسى والسوق، وتلك الأقواس هى محل الحوانيت الآن بالمحل المذكور، وأنه ربما كان طبخ ما يأكله هناك، ومما طبخه في بعض الأيام مدة مقامه هناك بصارة الجلبان، وفيها فراخ الحمام، وأنه ذكر له عنه في ذلك قصة مضحكة غابت عنه الآن، وأنه أخبره هو أو غيره أنه بعد ذلك صار ينتقل تدريجا للاستقرار بأماكن الحرم الإدريسى إلى أن صار استقراره منه قرب الخصة الأولى الكائنة أمام المدرسة، وأنه كان ربما خرج بعض طلبة المدرسة في جوف الليل فيجده واضعا رأسه أسفل الخصة وأنبوبها يصب عليه، يستمر على ذلك برهة من الزمن، هذه كانت بداية حاله هناك، ثم بعد ذلك صار له الظهور التام، وكثر غاشيه ومعتقده وزائره، وبنى داره خارج الزاوية أعلى عين وليلى، تشتمل تلك الدار على مسجد وأماكن للأضياف والخدم، زيادة على أماكن سكنى الأهل والعيال، ولا زالت أطلالها شاخصة بالمحل المشار، عششت فيها الأفاعى والحشرات وباضت وفرخت، وكان ينزل منها للزاوية راكبا فرسا مسرجا وحوله وأمامه حشمه من العبيد وغيرهم حاملين للسلاح، ومعهم بعض الكلاب مقلدة الأعناق، هذه كانت صورة موكبه.
وكان يكثر من الذبائح على الضريح الإدريسى، وكان يدخل السوق على
هذه الصورة ويقف على الحوانيت فيأخذ من أربابها من قماش ونحوه ما يحتاج إليه إما لنفسه وعياله، وإما لمن استعطاه وتعلق به، ثم تارة يدفع لرب الحانوت في ذلك ما يساوى أضعاف ثمنه، وتارة يعده بالدفع في وقت أخر، ثم قد يحصل ذاك وقد لا يحصل، فلهذا صار كثير من أرباب الدكاكين إذا أحسوا بموكبه أَغلقوها قبل وصوله، فكان إذا وجد الدكاكين مغلقة يقول سيأتى أهل فاس ويعمرونها ودور أهلها، فكان الأمر كما قال وليس الخبر كالعيان.
وقد اتفقت مسغبة في وقته، فلما اشتد أمرها بالناس اتفق رأى جماعة عامة الزاوية الزرهونية على جمع هدية وتقديمها للمترجم وطلب الشفاعة منه إلى الله تعالى ففعلوا فبينما هم أثناء الطريق لداره هاذا هو قد نزل إليهم وأمرهم برد الهدية إلى الضريح الإدريسي لينتفع بها ضعاف الأشراف، ثم سار معهم إلى أن حلت محلها ثم التفت إليهم، وقال أين فلان؟ لرجل مجذوب هناك فلم يجده معهم فأمرهم بالإتيان به، فذهب بعضهم وجاء به إليه، فلما قابله المجذوب صار يستغيث منه ويقول له: أنت فضحك الله وأردت فضيحتنا، والمترجم لا يقبل له شكاية، بل أمر الجماعة بالإتيان بقميص ونعل فأتوا بهما فأمرهم بإلباسهما لذلك المجذوب ففعلوا جبرا عليه، وبعد ذلك أمرهم بإطلاقه فذهب ذلك المجذوب من ليلته تلك ميتا.
قال مخبرى وبلغنى عن المترجم أنه أتى في بعض الليالى لبعض معتقديه من أهل الزاوية وطرق بابه بعنف، فلما خرج إليه أمره بإخراج أهله فورا، فبمجرد خروجهم لباب الدار سقطت الأماكن التي كانوا بها، قال: ولقد أدركته أنا في صغرى ولا زالت صورته وموكبه بين عينى، إذ غالب مروره كان أمام درب سكناى هـ.
وكان زائرو المترجم والمكثرون الترداد عليه لداره يجدون عبيدًا سودًا حمر