الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعشى، وبها كتب محبسة، وإلى الآن يعمرها فقراء أشياخه السادات الأشراف أهل وازان رضي الله عن الجميع.
548 - قاسم البندورى أبو اليسر
.
صاحب الضريح الشهير بعاصمتنا المكناسية.
حاله: عالم كبير، عارف جليل، مشهور البركة، يقصد ضريحة ذوو العاهات والمصابون إلى الحسين الحالي، فينفعهم المولى ويعاملهم بصالح نياتهم، حَدَّثني الأخ المولى عبد الحس الكتانى أنَّه حدثه ابن عمنا المسن البركة مولاى عمر ابن الطاهر بن عمر بن الشريف بن زين العابدين بن فخر الملوك مولاى إسماعيل، عن الشريف مولاى الحسن بن السلطان العادل مولاى سليمان بن محمَّد بن عبد الله بأنه عالم صالح لقى القاضي شمهروس الجنى، وأخذ عنه، وأنه أنشده للمترجم ملحونا لفظه: ركعتين قبل الفجر تغنى؛ كلها للشاب وللى شاب راسوا، كيف يحرث على مد بفرد؛ ورفد أميا فدراسوا.
ولم أقف على شيء زائد على هذا في ترجمته ولا على وفاته.
549 - قاسم. دُعِيَ الدامى بن محمَّد فتحا المنصورى أصلا المكناسى نشأة ودارا وإقبارا
.
أخبرني أحد أولاده الشاب النابغة الفقيه الأديب الأنبه أبو العباس أَحْمد نائب قاضى وادى زم حينه، أنَّه كان يحدثهم بأنهم من أولاد الشيخ محمَّد بن منصور، دفين البسابس من الغزب.
حاله: فقيه نبيه، حافظ لكتاب الله مجود له، شجاع مقدام حسن السمت، كثير الصمت. له مهارة تامة في الحساب والتوقيت والتعديل والهندسة والهيئة،
549 - من مصادر ترجمته: إتحاف المطالع في الموسوعة 8/ 2897.
ناهيك أنَّه رفيق السلطان أبي عبد الله محمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن هشام، إمام أئمة هذه الفنون، استخدمه السلطان المذكور في عداد الميقاتيين بشريف حضرته، ثم اصطفاه السلطان أبو عليّ الحسن ووثق بكفاءته ومقدرته وإخلاصه، وكان يحبه ويجله، ويقدمه للمهمات، رأَّسه على محلة وجهت لمأمورية بسوس الأقصى، وأخرى بالريف، وأخرى بزيان بعد التسعين ومائتين وألف، وذلك لما جاء البطل الأشهر محمَّد بن حمو الزيانى يستنجد بالجلالة الحسنية على البغاة المتمردين آيت شخمان، وبنى مجيلد واشقيرن الذين أغراهم على شق عصا الطاعة والتجاهر بالعصيان بو بكر مهاوش وستين الغارات على الزيانى المذكور وقبيله، فأجابوه لذلك لما لهم فيه من الاعتقاد ولما بينهم وبين المذكور من العداوة الموروثة عن آبائهم منذ فعلوا فعلتهم الشنيعة بالسلطان الأعدل أبي الرَّبيع سليمان آتى الترجمة.
وكان إذ ذاك حمو والد محمَّد الزيانى المذكور من أنصار السلطان الذين بالغوا في الدفاع عنه حتَّى مات عدد عديد من قبيلة في سبيل نصرة السلطان وتخليصه، فصادف من الجلالة الحسنية قبولا لرغبته، وأعد له جيشًا عظيمًا وعسكرا جرارا، وزوده من الذخائر الحربية ومن العدة والعدد ما فيه مقنع، وإرغام لأنوف أهل الزيغ الذين كانوا يقولون نحن أولو قوة وأولو بأس شديد، فمن أشد منا قوة. وانتدب المترجم رئيسا على تلك الجنود بصفته مهندسا، وإلى نظره سائر أعمال من بها من الطبجية والمدافع والمهاريس التي وجهت مع تلك الحال، فعسكرت المحال بخنيفرة، وكانت قرية صغيرة إذ ذاك بزيان، ففر ملاكها عنها لما رأوا ما لا قبل لهم به من الجنود المجندة، وكان ذلك أول فتح ثم تسعرت نيران الحروب على قنن تلك الجبال، وما زالت القوة السلطانية بتلك القوة البربرية حتَّى أرضختها وللطاعة أدخلتها وعم النفوذ في سهلها وصياصى الجبال.
وقد عثرت على كناشة بها حساب صوائر ذلك الجيش الموجه لزيان وفيها مؤنة كل فرقة من فرق (الجيش)(والعسكر) على حدة، وذلك على اختلاف المراتب والقواد مع تحويل قيمة الدرهم إلى الريال بحسب القيمة ارتفاعا وانحطاطا، وأول حساب بهذه الكناشة التي قد انتزعت منها بعض صفحاتها مؤرخ بحادى عشر ذى القعدة عام 1298، وفيها بيان حساب ما قبضه أغوات العسكر السعيد بزيان بعد التسراد، على يد القائد محمَّد بن حم الزيانى المذكور تاريخه شعبان عام 1302، وفيها بيان القائمة التي وجهت لمولاى عبد الحفيظ في 7 ذى الحجة عام 1325، قد كتبت بقلم الرصاص، وهذا مثال (1) من تلك الكناشة يدلك على دقة النظام المالى والعسكرى الذي كان يومئذ:
(1) في هامش المطبوع: قد ألممنا بأمثلة ذات أهمية كبرى من هذا النوع الحسابى وما ضاهاه في تأليفنا (نظام الدولة العلوية العلية داخل القصر وخارجه) وهو مجلد ضخم سيمثل للطبع قريبا بحول الله. ولو تتبعنا ما احتوت عليه المكتبة الزيذانية من الوثائق والمواد الراجعة لذلك لجاء في مجلدات وإن ساعدت الظروف تتبعت واستقصيت.
[جدول]
والريال قد يكون بحسب 80 كما هنا، وقد يكون 90 ومجموع الريال قد ينحط في الشهر كله إلى 1377، وقد يصل إلى 1584، فإذا تمت ستة أشهر جمع ما تحصل فيه على حدة، وقد اجتمع من الريال في الشهور الست التي أولها 11 جمادى الأولى عام 1299، وآخرها 10 ذى القعدة منه 8467، وفي الست التي تليها أولها أولها 11 ذى القعدة وآخرها 10 جمادى الأولى عام 1300: 9508 منه.
هذا وقد كان السلطان المولى حسن آخى بينه وبين محمَّد وحم المذكور، وأخذ عليهما عهودا ومواثيق خصوصًا، وعلى قواد الجيش وأغوات العسكر، وإخوان محمَّد المذكور عمومًا، على أن يكونوا في الرعاية للصالح العام أعوانا، وذلك في وجهته لتافيلالت إذ كان مروره قدس الله روحه على المترجم بزيان أعوامًا نحو الأربعين، ولد فيها الأولاد وشبوا بل شابوا حتَّى صار يعرف هو وأهله هناك بالشناقطة، وولده اليوم يدعى بالزيانى وبه يعرف.
مؤلفاته: أخبرني ولده المذكور أنَّه كتب حاشية على حط النقاب على وجوه أعمال الحساب لابن البنا، وشرحا على المقنع، وأنه أقرأه إياه بذلك الشرح، وتوليفا في القوانين المبسوطة، وأبحاثا في إقليدس، وفي الغريثمو، واستخرج حصة لعرض خنيفرة وزيان، وأنه كان محتفظا على مخاطبات ومكاتيب وظهائر سلطانية من حوادث ذلك الجبل البربرى ووقائع زيان وحروبها مع اشقرن وآيت شخمان وغير ذلك، كان يعدها لتحرير تاريخ ولكن لما اشتد الأمر وضاق المتسع باحتلال خنيفرة وذلك سنة اثنين وثلاثين وثلاثمائة وألف 1332 ألقى ذلك في اليم بكل أسى وأسف، ورجع لمسقط رأسه ومعهد أنسه مكناسة الزيتون.
مشيخته: أخذ عن القائد الجيلانى بن حم البُخَارِيّ، والأستاذ إدريس بن اليزيد، والمعطى بن العناية السفيانى، والطيب بن اليمنى بو عشرين وغيرهم. كذا أخبرنى ولده المذكور فيما كتب به إلى ذلك أنَّه تلقاه من والده المترجم.
ولادته: ولد بمكناسة الزيتون في حدود الخمسين ومائتين وألف 1250.
وفاته: تُوفِّي ببلده مكناس في جمادى الثَّانية عام خمسة وثلاثين وثلاثمائة وألف، وأقبر بالروضة المجاورة لضريح الشيخ محمَّد بن عيسى، هذا ما يتعلق بترجمته مما تلقيته عن ولده المذكور وغيره ممن خالطه وعرفه حق المعرفة أو رافقه في الأسفار.