الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف القاف
* * *
545 - القاسم بن عبد الله بن محمَّد بن حماد بن محمَّد بن زغبوش
.
من أهل تاورى إحدى حوائر مكناس، ذكره الإِمام ابن غازى في روضه.
حالة: علامة نزيه مشارك، قال في الروض الهتون: ولى القضاء بجهات المغرب وبجهات غرناطة، ثم انقض عن ذلك واقتصر على الفلاحة ببلدة تاورى، انتقل إليها سنة سبع وتسعين وخمسمائة، فخرج للقائه أهل تاورا أوفر ما كانوا عددا وثروة ومعهم السودان المسمون هنالك عبيد الحرمه، ورجال السودان يلعبون الثقاف بالحديد ويرقصون ونساؤهم يضربن آله اللعب ويغنين والمزامر يزمر عليهم بأبي قرون، وكانت هذه المناكر من عوائدهم في أفراحهم بتاورى، حتَّى مات رحمه الله (1). هـ من خطه.
546 - قاسم أبو الخير بن محمَّد بن محمَّد بن قاسم بن أبي العافية الشهير بابن القاضي
.
من بني العافية المكناسيين.
حاله: حامل لواء العربية في زمانه، مرجوع إليه فيها، مفاوض في غوامضها، حافظ لأقوال أئمتها، لا يجارى في ذلك ولا يبارى، مع مشاركة في الحساب والفرائض، ومعرفة بعلوم القراءات، وكان له اتصال بمجلس أبي المحاسن الفاسى، وله فيه محبة صادقة، واعتقاد كبير، ظهر عليه أثر ذلك عيانا.
545 - من مصادر ترجمته: الروض الهتون - ص 81.
(1)
الروض الهتون - عن 81 - 82.
546 -
من مصادر ترجمته: نشر المثاني في الموسوعة 3/ 1203.
من ذلك أنَّه جاء إلى أبي المحاسن يومًا أسير يستعينه في الفداء، وكان كثيرا ما يفعل ذلك، فأرسل إلى صاحب له ممن كان يلازمه أن يبعث إليه دينارا، فذهب إليه الرسول فكأنه ثقل عليه فلم يعطه شيئا، فمر الرجل في رجوعه للشيخ على المترجم وهو قريب المرسل إليه الممتنع من الإعطاء، فقال للرسول: أين كنت يَا فلان؟ فقص له الأمر، فقال المترجم: أنا أعطى ذلك، فأخرج له دينارا، فذهب الرسول إلى الشيخ وأخبره بما وقع من الرجلين، فقال الشيخ: ونحن نمسك سيدي أَبا القاسم ونترك الآخر، فكان الأمر كذلك، لازمه هذا، وانقطع الآخر عنه، ونفع الله بصحبة الشيخ صاحب الترجمة نفعا بينا، ومن جد وجد، وسر الله في صدق الطلب.
وكان للمترجم شهرة في تدريس النحو، وكان الكاتب البارع أبو فارس عبد العزيز الفشتالى تصدر لإقراء مقصورة المكودى بقصد شرحها، فكان إذا أشكل عليه شيء من جهة الإعراب لا يفاوض فيه إلَّا صاحب الترجمة لما تفرد به من مزيد الضبط والتحقيق، ومن فوائده ما ذكره في فهرسته مما سمعه من شيخه يعقوب اليدرى هذا اللغز المنسوب لابن غازى في القلم:
وميت قبر طعمه عند رأسه
…
إذا ذاق من ذاك الطعام تكلما
يقوم فيمشي صامتا متكلما
…
ويأوى إلى الرسن الذى منه قوما
فلا هو حى يستحق زيارة
…
ولا هو ميت فيرجو ترحما
قال ومما سمعته من أبي العباس المنجور في بعض رجال الحديث يعظ نفسه:
أخذت بأعضادهم إذ نأوا
…
وخلفك القوم إذ ودعوا
فأصبحت تنهى ولا تنتهى
…
وتسمع قولا ولا تسمع
أيا حجر الشحذ حتى متى
…
تسن الحديد ولا تقطع
قال: وسمعت منه أن سيدنا شعبة بن الحجاج رئى في المنام فأنشأ يقول:
حبانى الإله في الجنان بقبة
…
لها أَلْف باب من لجين وجوهرا
وقال لي الجبار يا شعبة الذى
…
تبحر في جمع العلوم وأكثرا
تمتع بقربى إننى عنك ذو رضا
…
وعن عبدي القوام في الليل مسعرا
كفى مسعرا عزا بأن سيزورنى
…
وأكشف عن وجهي ليدنو فينظرا
وهذى فعالى بالذين تنسكوا
…
ولم يألفوا في سالف الدهر منكرًا
وقوله في الأبيات الأولى أيا حجر الشحذ، في القاموس: والشحذ بمعجمتين بينهما مهملة من شحذ السكين كمنع أى أحدها، وقوله في الأبيات الآخر جوهرا بالنصب على أنَّه مفعول معه، ومسعر في البيت الثالث بالنصب على أنَّه مفعول بفعل محذوف على المدح، فهو بدل مقطوع ونص ابن هشام في باب العلم في توضيحه على أن البدل يقطع وبقية الأبيات ظاهرة.
وقال: وسمعت منه: هل الأفضل الحمد لله؟ وهو قول ميمون الهروي أو الأفضل لا إله إلَّا الله؟ وهو قول ابن رشد فقال ميمون:
أعد نظرا فيما كتبت ولا تكن
…
بغير سهام للنضال مسارعا
وحظك تسليم العلوم لأهلها
…
وحسبك منها أن تكون متابعا
فأجابه ابن رشد:
رويدك ما نبهت مني نائمًا
…
فدونك فاسمعها إذا كنت سامعا
أخلت ابن رشد كالذين عهدتهم
…
ومن دونهم تلقى الهزبر المدافعا
ولو كنت سلمت العلوم لأهلها
…
لما كنت فيما تدعيه منازعا
وإن ضمنا عند التناظر مجلس
…
سقيناك فيه السم لا شك ناقعا
وذكر في فهرسته ما سمعه من شيخه يعقوب اليدرى ما خاطب به الجان ابن عبد المنان بطريق مكناسة وهو:
أكلتم السابح في لجة
…
ولم تفلتوا ذوات الجناح
هذا وقد عرضتم للفنا
…
فكيف لو خلدتم يا قباح
ودخل ابن عبد المنان هذا على أمير وقته فصبح بعد المساء فقال تزدرى بى فأنشأ يقول:
صبحته عند المساء فقال لي
…
ماذا الكلام وظن ذاك مزاحا
فأجبته ضياء وجهك غرنى
…
حتَّى توهمت المساء صباحا
وأما شعبة المذكور في القضية التي سمعها من شيخه المنجور، فهو شعبة بن الحجاج أبو بسطام العتكي الأَزدِيّ مولاهم الحافظ أحد أئمة الإِسلام الملقب أمير المُؤْمنين في الحديث، ولد بواسط ونشأ بالبصرة وسكنها.
ورأى الحسن، وابن سيرين، وروى عن جماعة كثيرة من أكابر التابعين، وروى عنه أَيُّوب السختياني، وسعد بن إبراهيم، وابن إسحاق وهم من شيوخه، وسفيان الثَّوريّ، وجماعة من التابعين أَيضًا.
ولم يوجد في زمنه مثله. قال ابن مهدي: سفيان الثَّوريّ يقول شعبة أمير المُؤْمنين في الحديث.
وقال الشَّافعيّ: لولا شعبة ما عرف الحديث بالعراق.
وقال النضر بن شميل ما رأيت أرحم بمسكين من شعبة، ولما مات شعبة قال سفيان الثَّوريّ مات الحديث.
قال يحيى القطَّان: وشعبة أكبر من سفيان بعشر سنين، ومن ابن عيينة بعشرين سنة.
وأول من تكلم في الرجال شعبة، ثم تبعه يحيى القطَّان، ثم تبعه أَحْمد بن حنبل، ويحيى بن معين وقال الحاكم: أبو عبد الله شعبة إمام الأئمة في معرفة الحديث بالبصرة، رأى أنس بن مالك، وعمر بن أبي سلمة، وسمع من أربعمائة من التابعين.
وقال أبو زيد الهروي: ولد شعبة سنة اثنين وثمانين من الهجرة.
وقال يحيى القطَّان: سمعت شعبة يقول: كل من كتبت منه حديثًا فأنا له عبد، وعنه كان قتادة يسألنى عن الشعر، فأقول: أنشدك بيتًا وتحدثنى حديثًا.
وقال الأصمعيّ: لم نر أحدًا قط أعلم بالشعر من شعبة.
وقال عبد الرَّحْمَن بن مهدى: سمعت شعبة يقول: إن هذا الحديث يصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة وعن صلة الرحم فهل أنتم منتهون.
وقال أبو قطن: سمعت شعبة يقول: ما شيء أخوف عندي أن يدخلني النَّار من الحديث.
مات شعبة في أول سنة ستين ومائة هـ مختصرًا من التهذيب للحافظ الذهبى، هذب به تهذيب الكمال للمزى وسماه تذهيب التهذيب والكمال في أسماء الرجال، للحافظ المقدسى، وما ذكر عنه من أنَّه رأى أنسا ظاهر، لأن أنسًا مات عام اثنين أو ثلاث وتسعين من الهجرة، وكانت ولادة شعبة عام اثنين وثمانين، فكان في زمن وفاة أنس يناهز عشر سنين.
وأما مسعر المذكور في الشعر المتقدم مع شعبة، فهو مسعر بن كِدَام أبو سلمة الهلالي الكوفى، أحد الأعلام.
أخذ عن عطاء، وسعيد بن أبي بردة، وقيس بن مسلم (1).
(1) تحرف في المطبوع إلى: "قيس بن أبي مسلم" وصوابه من التقريب - ص 393، وتهذيب الكمال 27/ 463، والكاشف 3/ 137.
وعنه القطَّان، ويحيى بن آدم.
قال القطَّان: ما رأيت مثله.
وقال شعبة: كنا نسميه المصحف من إتقانه، وكان من العباد القانتيَن.
تُوفِّي عام خمسة ومائة هـ من الكاشف (1) للذهبي.
وانجر الكلام إلى هذا من فوائد صاحب الترجمة.
ولما تخيل صاحب الترجمة من سلطان وقته زيدان بن السلطان أَحْمد النصور الشريف مضرة، وخاف سطوته من خروج إخوته عليه إذ كان بويع بفور وفاة أَبيه، جلس صاحب الترجمة بفاس، ولم يقدم عليه، ومقره حينئذ حضرة مراكش، حتَّى اتفق لزيدان القدوم لفاس فخافه صاحب الترجمة على نفسه من أَجل تأخره عنه، فكان من صنع الله أن لم يلق منه بأسا، فألف صاحب الترجمة فهرسته المذكورة بقصد أن يطلعه عليها كما يفهم من تسميتها، إذ سماها تنوير الزمان، بقدوم مولانا زيدان، ولم يطره بالمدح والثناء كثيرًا سوى ما أنشده من نحو ستة أبيات مفردة من كلام الأقدمين متمثلا بها رحم الله الجميع بمنه.
مشيخته: أخذ عن الشيخ أبي المحاسن الفاسى علمى الظاهر والباطن، ولازمه كثيرا، وحضر مجالسه، ودام على التردد إليه إلى أن نقله الله تعالى إليه.
وأخذ عن غيره كابن يحيى، والقدومى، وجماعة من جلة صدور أعلام عصره.
مؤلفاته: منها فهرسته المذكور اسمها، وتعليق على المرادي، وشرح على الألفية في مجلد، وحاشية على شرح الشريف على الآجرومية، وغير ذلك كما بالصفوة.
(1) الكاشف 3/ 137.