الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
544 - الفاطمى بن الفضيل المترجم قبله يليه
.
حالة: فقيه علامة، محقق مشارك، مفت نوازلى، مطلع خطيب بليغ مصقع، ذو تؤدة، وزى حسن وسمت مستحسن، رحل في طلب العلم لفاس بعد أن أخذ عن شيوخ بلده، ولما حصل ما قسم له من المعلومات، رجع لمسقط رأسه وتولى بعد وفاة والده إمامة وخطبة شريح جده، وتصدى للإفتاء والإفادة إلى أن ختمت أنفاسه.
مشيخته: أخذ عن والده وعن الشريف مولاى الحسن بن الشريف العلوى، وسيدى محمَّد بن عبد الواحد الشبيهى، وأبي عبد الله محمَّد بن التهامى الوزانى، وشيخنا أبي عبد الله محمَّد فتحا الشريف القادرى، وشيخنا المحقق أبي العباس أَحْمد بن محمَّد بن الخياط الزكارى المتوفى فجأة بعد زوال يوم الاثنين ثانى عشر رمضان عام ثلاثة وأربعين وثلاثمائة وألف، وعن غيرهم.
مؤلفاته: منها تقييد في أن السفر المسقط لصلاة الجمعة لا يشترط أن يكون سفر قصر.
نثره: من ذلك قوله مقرظا تقييدى الموسوم بتغيير الأسعار، على من عاب الأشعار: حمدا لمن طهر قلوب أصفيائه من كدرات الأغيار، وألهمهم المتعلق بأذيال أشرف خلقه سيدنا محمَّد سر الأسرار، ومنبع الأنوار، وأهلهم للانخراط في سلك من اجتباهم لخدمة جنابه الشريف، ونثر درر شمائل منصبه الشامخ المنيف، بنفيس الخرائد وبديع الأشعار، وأرشدهم لإزالة الشك وإيضاح سنن الرشاد، لمن استهوته أوهامه في مهاوى الضلال والعناد، وما خشى تفويق السهام إليه وتوجيه الدرك عليه والعار، وصلاة وسلامًا على سيدنا ومولانا محمَّد قطب دائرة العلوم والفهوم، ومنبع أسرارها، وعلى آله وأصحابه وعلماء أُمته الهادين
544 - من مصادر ترجمته: إتحاف المطالع في موسوعة أعلام المغرب 8/ 2891.
المهتدين المستخرجين لجواهر نفائس الدقائق من قاموس الآثار النبوية وأخبارها، صلاة وسلامًا دائمين ما نبهت ورق الربى بالأسحار، ونقم على عائب الشعر وأُبطلت دعواه وغيرت عليه الأسعار.
أما بعد: فقد وقفت على هذا التأليف الفريد، الفائق المحصل المفيد، المسمى تغيير الأسعار، على من عاب الأشعار، وأَجلت فكرى في أسرار لطائفه، وسرحت نظرى في أنوار معارفه، فإذا هو روض هتون، بأرجاء مكناسة الزيتون، قد أشرقت أقماره وشموسه، وأزهرت أغصانه وغروسه، ودارت على أهل الأدب كئوسه، بل سماء علم أضاءت نجومها، وأمطرت بالمعارف والعوارف غيومها، حاز من البلاغة أعلاها، واقتبس من نفائس الدرر أغلاها، وفتح من الفصاحة بابا مقفلا، ومتح من الإحسان الحساني منهلا؛ وسحب على سحبان ذيل البراعة، وحاز قصبات السبق بتلك اليراعة، موفيا بالمراد، مزيلا عن القصد جلباب الاقتصاد، حاسما شبه المعاند، مبرزا الحجج الدامغة له في صورة الشاهد، لم لا ومرصع تراجمه الفائقة، ومكلل فصوله الرائقة
…
إلخ.
إلى أن قال: نور الله قلب جامعه بأنوار العلوم، وأفاض عليه سجال الإدراكات والفهوم، وجعل سعيه سعيا صالحا، ومتجره رابحا، وأبقاه لركاب العلم الشريف خادما، ولتهذيبه وتحريره ملازما، وزاده سبحانه علوا وارتقاء، واجتباء وتقريبا واصطفاء، وأضاء بأنوار علومه الوجود، وجعله على قدم جده الذي شرف به كل موجود، وأتاح لي وله من مدده فوق ما ناله السائلون، وغاية ما يستمطره السائلون، آمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العلمين.
وفاته: تُوفِّي إثر زوال يوم الأربعاء فاتح قعدة الحرام عام أربعة وثلاثين وثلاثمائة وألف، ودفن بعد عصر يومه بتربة أَبيه بالظهير خارج الزاوية الإدريسية.