المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌475 - عبد الوهاب بن أحمد أدراق - إتحاف أعلام الناس بجمال أخبار حاضرة مكناس - جـ ٥

[ابن زيدان السجلماسي]

فهرس الكتاب

- ‌412 - عبد الرحمن بن هشام بن محمد بن عبد الله بن فخر الملوك أبي النصر إسماعيل السلطان ابن السلطان ابن السلطان ابن السلطان ابن السلطان

- ‌ولادته:

- ‌حاله:

- ‌اهتمامه بأمور الدين وصدور أوامره لولاته بجبر رعاياهم على إقامة رسومه

- ‌اعتناؤه بنشر العلم وتسهيل سبله:

- ‌تبرعاته وأوقافه

- ‌استعداده البحرى

- ‌علائقه السياسية

- ‌خلفاؤه:

- ‌وزراؤه:

- ‌كتابة

- ‌قضاته:

- ‌قواد مشوره:

- ‌قواد المسخرين:

- ‌عماله:

- ‌أمناؤه:

- ‌محتسبوه:

- ‌نظاره:

- ‌الأول:

- ‌الثانى:

- ‌بناءاته وآثاره:

- ‌نساؤه الحرائر والشريفات:

- ‌ما خلفه من البنين والبنات:

- ‌بعض ما قيل فيه من المديح:

- ‌وفاته:

- ‌413 - عبد الرحمن الكَاوَانى -بفتح الكاف مشبعة ثم واو مشبعة كذلك بعدها نون مكسورة مشبعة أيضا

- ‌414 - عبد الرحمن بن أحمد بن أبى القاسم القَرْمُونى القيسى

- ‌415 - عبد الرحمن بن الشيخ الولى أبى السرور عياد بن يعقوب

- ‌416 - عبد الرحمن بن أحمد الوقاد المكناسى الدار، المعافرى النجار

- ‌417 - عبد الرحمن بن قاسم بن محمد بن عبد الله آعراب -بهمزة مفتوحة بعدها ألف ساكنة ثم عين مهملة ساكنة فموحدة

- ‌418 - عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن بن عزون -بالنون- المكناسى، أورده صاحب الإعلام

- ‌419 - عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن أحمد الإدريسى المكناسى الحسنى

- ‌420 - عبد الرحمن بن الحسن اليازغى

- ‌421 - عبد الرحمن كدران

- ‌422 - عبد الرحمن بن النقيب الأشهر سيدى عبد القادر بن عبد الله الشريف الإدريسي الشَّبِيهِىّ

- ‌423 - عبد الرحمن بن محمد الفاسى لقبا، المكناسى دارًا ومنشأ وقرارًا، الشاوى أصلا المعزاوى

- ‌424 - عبد الرحمن بن أحمد دادى الزرهونى

- ‌425 - عبد الرحمن بن محمد فتحا بصرى المكناسى

- ‌426 - عبد الرحمن بن على بن محمد بن عبد المالك بن زيدان بن إسماعيل الأكبر

- ‌427 - عبد الرحمن بن التهامى بن الفقيه العلامة سيدى يحيى بن عبد الواحد الشريف الحسنى الإدريسى الزرهونى

- ‌428 - عبد الرحمن القرشى دفين بطحاء خارج باب بريمة، ولم أقف له على ترجمة

- ‌429 - عبد الرحمن التاغى دفين حومة حمام الجديد، ولم أقف له على ترجمة

- ‌430 - عبد الرفيع بن مسعود بن عبود المكناسى الأصل

- ‌431 - عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن عبد المالك بن محمد بن عبد العزيز بن عبد الواحد أبى الغيث الحسنى العلوى

- ‌432 - عبد الكريم بن الرضى بن محمد بن على بن أحمد اليلمحى الشريف الوزانى

- ‌433 - عبد المالك بن فخر الملوك أبى النصر إسماعيل

- ‌اعتباره لمن يشار له بخير:

- ‌علائقه السياسية:

- ‌434 - عبد الملك البوعصامى نزيل مكناسة

- ‌435 - عبد الملك بن محمد الحسنى

- ‌436 - عبد المالك بن عبد السلام بن السلطان محمد بن السلطان مولاى عبد الله بن السلطان الأعظم مولانا إسماعيل

- ‌437 - عبد المالك أبو المفاخر بن السلطان عبد الرحمن بن هشام

- ‌438 - عبد النبي الشاوى

- ‌439 - عبد العزيز أبو فارس

- ‌440 - عبد العزيز بن محمد اليفرنى

- ‌441 - عبد العزيز بن محمد بن محمد بن قاسم بن على بن عبد الرحمن ابن أبى العافية الشهير بابن القاضى الزناتى المكناسى

- ‌442 - عبد العزيز المكناسى المدنى

- ‌443 - عبد القادر بن عبد الله بن محمد بن عبد القادر بن عبد الواحد بن أحمد الشبيه الجوطى الحسنى

- ‌444 - عبد القادر بن العربى المنبهى المدغرى المعروف بابن شقرون المكناسى

- ‌446 - عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد الملقب الفاسى

- ‌447 - عبد القادر أبو محمد القاضى الأعدل بن محمد بن عبد المالك بن العربى بن على بن مولانا محمد بن مولانا على الشريف الحسنى السجلماسى

- ‌448 - عبد القادر بن الحران الحسنى الإسماعيلى

- ‌449 - عبد القادر بن عبد الرحمن بن سعيد

- ‌450 - عبد القادر بن محمد بن أحمد بن بلقاسم الإدريسى العلمى الحمدانى

- ‌451 - عبد القادر زين العابدين

- ‌452 - عبد القادر شقيق والدنا ابن عبد الرحمن بن على بن محمد بن عبد المالك بن زيدان بن فخر الملوك إسماعيل

- ‌453 - عبد القادر بن على الحسنى العلوى

- ‌454 - عبد القادر بن المعطى بن العناية

- ‌455 - عبد السلام ابن العلامة الشاذلى بن محمد بن أبى بكر الدلائى

- ‌456 - عبد السلام أبو محمد قاضيها ابن محمد الدلائى البكرى المسناوى

- ‌457 - عبد السلام البيجرى المكناسى

- ‌458 - عبد السلام بن أبى يعزى حركات السَّلاوى

- ‌459 - عبد السلام الرامى الزرهونى أصلا الفاسى النشأة والدار

- ‌460 - عبد السلام بن الحاج محمد بن عمرو

- ‌461 - عبد السلام بن محمد التازى الرباطى

- ‌462 - عبد السلام بن محمد فتحا بن عبد الله بن الطاهر الأمرَانى

- ‌463 - عبد السلام بن محمد بن عبد السلام بن عبد الله

- ‌464 - عبد الهادى بن عبد المالك بن أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن حفيد بن على بن محمد بن عبد الواحد أبى الغيث الشريف العلوى البلغيثى

- ‌465 - عبد الهادى الفيلالى نزيل مكناس ودفينها

- ‌466 - عبد الواحد بن على بن محمد فتحا بن على الكتانى. نزيل مكناس

- ‌467 - عبد الواحد بن الأستاذ أبى الحسن على بن محمد بن على المدعو منون

- ‌468 - عبد الواحد بن عبد الرحمن الشبيهى الجوطى

- ‌469 - عبد الواحد المدعو الدربالى

- ‌470 - عبد الواحد بن حمادى بن عبد الواحد بن محرز بن الشريف بن على

- ‌471 - عبد الواحد بن محمد ابن فقيرة

- ‌472 - عبد الوهاب بن محمد بن الشيخ المكناسى الأصل والنشأة والدار

- ‌473 - عبد الوهاب أبو نصر وأبو اليمن وأبو البركات قاضيها ابن السيد الحاج محمد المدعو حم العرايشى المكناسى الدار والإقبار

- ‌474 - عبد الوهاب الشيخ أبو محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن ابن عبد الله بن عمر بن عبد الرحمن بن عمران

- ‌475 - عبد الوهاب بن أحمد أدَرّاق

- ‌476 - عبد الوهاب أجانا

- ‌477 - العباس بن محمد بن كيران الفاسى الأصل المكناسى الوفاة

- ‌478 - العباس بن أمير المؤمنين مولاى عبد الرحمن بن أمير المؤمنين مولاى هشام بن أمير المؤمنين سيدى محمد بن أمير المؤمنين مولاى عبد الله بن أمير المؤمنين السلطان الأعظم مولاى إسماعيل بن الشريف الحسنى

- ‌479 - العباس بن الهادى فرموج المكناسى

- ‌480 - عثمان أبو سعيد بن عبد الواحد بن عبد العزيز اللمطى المكناسى الميمون

- ‌481 - العربي بن محمَّد فتحا بصرى المكناسى

- ‌482 - العربي بن مسعود أبو سرحان بن عبد الله بصرى

- ‌483 - العربي بن على القسمطينى

- ‌484 - العربي بن أبي فارس بن محمَّد المدعو ولد عريبة ابن السلطان الأعظم سيدنا الجد الأكبر مولانا إسماعيل

- ‌485 - العربي بن عامر المكناسى

- ‌486 - العربي بن الطاهر بن المهدي بصرى المدعو قطيطة المكناسى النشأة والدار والإقبار

- ‌487 - العربي: بن محمَّد بن محمَّد السائح بن العربي بن فاضل بن محمَّد ابن بوعزة الصالح بن رشيد بن عبد القادر بن الشيخ أبي عبيد سيدي محمَّد الشرقى العمرى

- ‌488 - العربي بادو ابن الأمين المحتسب الحاج الطاهر

- ‌489 - العربي بن على بن فارس الحسنى العلوى

- ‌490 - العربي بن إدريس الشريف العلمى اللحيانى المعروف بالموساوى

- ‌491 - العربي بن الأستاذ فضول ابن شَمْسِى

- ‌492 - على أبو الحسن عرف بالأعرج

- ‌493 - على بن حمود

- ‌494 - على بن عيسى بن عمران بن دافال المكناسى

- ‌495 - على بن أبي بكر بن سبع بن مزاحم المكناسى

- ‌496 - على بن عبد الرحمن بن تميم اليفرنى، شهر بالطنجي والمكناسى

- ‌497 - على بن موسى بن أبي بكر بن محمَّد فتح ابن عبد الله الكتانى

- ‌498 - على أبو الحسن بن الفقيه الأستاذ المدرس محمَّد بن على، دعى منون الحسنى المكناسى النشأة والدار والإقبار

- ‌499 - على بن هارون الشريف الحسنى المكناسى

- ‌500 - على بن محمَّد بن عبد الرحمن المعروف بالمراكشى

- ‌501 - على بن محمَّد بن أبي الفضل بن أحمد بن العافية

- ‌502 - على بن سعيد بن محمَّد الصنهاجي المكناسى

- ‌503 - على بن يوسف

- ‌504 - على بن محمَّد الزرهونى المعروف بالدشيش بصيغة التصغير

- ‌506 - على بن عمر

- ‌507 - على أبو الحسن قاضيه ابن أحمد بن محمَّد بن حماد زغبوش

- ‌508 - على أبو الحسن

- ‌509 - على بن قاسم الوقاد المعافرى قاضيها أبو الحسن

- ‌510 - على الزرهونى

- ‌511 - على بن أحمد المكناسى

- ‌512 - على بن عمر بن عبد السلام بن أحمد بن محمَّد بن محمَّد ثاني ابن أحمد بن الحافظ بن أبي بكر بن العربي المعافرى

- ‌513 - على أبو البركات بن محمَّد المدعو حمدوش بن عمران الشريف العلمى العروسى

- ‌514 - على بن سعيد العميرى

- ‌515 - على بن عبد الرحمن بن عبود المكناسى النشأة والدار والإقبار

- ‌516 - على بن صانبة البخارى المكناسى

- ‌517 - على جد والدنا دنية ابن محمد بن عبد المالك بن زيدان بن فخر الملوك مولانا إسماعيل

- ‌519 - على بن محمد المسفيوى

- ‌520 - على بن الشاد بن محمد بن العربى بن الطالب الأمرانى

- ‌521 - عمر بن عثمان الونشريسى المكناسى

- ‌522 - عمر الحراق أبو حفص، وزير الحضرة الإسماعيلية الشريف الحسنى

- ‌523 - عمر الوقاش

- ‌524 - عمر الخطاب نزيل جبل زرهون ودفينه

- ‌525 - عمر بن عبد العزيز بن عمر الخطاب الزرهونى

- ‌526 - عمر بن مبارك الحصينى

- ‌527 - عمر الكوش المكناسى

- ‌528 - عمر بن الفقيه المقدس أبى عبد الله محمد بن عوادة العثمانى

- ‌529 - عمر بن أمير المؤمنين مولانا الحسن

- ‌530 - عمران أبو موسى بصرى الولهاصى الولى الشهير

- ‌531 - عمران بن موسى الجاناتى المكناسى

- ‌532 - عياد السوسى

- ‌533 - عائشة العَدَويَّة دفينة مكناسة الزيتون

- ‌534 - عيسى بن دافال أبو موسى المكناسى

- ‌حرف الغين المعجمة

- ‌535 - غازى بن الإمام شيخ الجماعة بمكناس وفاس محمد بن أحمد ابن غازى المكناسى الأصل الفاسى الإقبار

- ‌536 - الغازى بن العربى بن عبود المكناسى النشأَة والدار والإقبار

- ‌537 - الغزوانى بن الشيخ الإمام عبد الله محمد بن أبى بكر الدلائى

- ‌538 - الغالى ابن المكى السنتيسى المكناسى النشأة والدار والإقبار

- ‌حرف الفاء

- ‌539 - فتحون البزازية

- ‌540 - فاطمة بنت الشيخ الصالح أبي عبد الله محمَّد بن عبد الرَّحْمَن بصري مار الترجمة

- ‌541 - فرج الأَنْدلسيّ أبو الفضل المكناسى الدار

- ‌542 - الفاطمى بن محمَّد بن سميه بن عبد القادر بن محمَّد بن عبد القادر النقيب الإدريسى الشبيهى

- ‌543 - الفضيل بن الفاطمى المترجم قبله يليه بن محمَّد بن سميه بن عبد القادر بن محمَّد بن عبد القادر النقيب

- ‌544 - الفاطمى بن الفضيل المترجم قبله يليه

- ‌حرف القاف

- ‌545 - القاسم بن عبد الله بن محمَّد بن حماد بن محمَّد بن زغبوش

- ‌546 - قاسم أبو الخير بن محمَّد بن محمَّد بن قاسم بن أبي العافية الشهير بابن القاضي

- ‌547 - قاسم بن رَحْمُون الزرهونى الأصل، الفاسى النشأة والوفاة

- ‌548 - قاسم البندورى أبو اليسر

- ‌549 - قاسم. دُعِيَ الدامى بن محمَّد فتحا المنصورى أصلا المكناسى نشأة ودارا وإقبارا

- ‌550 - قاسم بن الفقيه الأستاذ عبد القادر الحسنوى

- ‌551 - أبو القاسم ابن الأبرش

- ‌552 - أبو القاسم بن حبيب الحريشى المكناسى

- ‌553 - أبو القاسم بن درى الشاوى الأصل المكناسى الدار

- ‌554 - أبو القاسم قاضى الحضرة المكناسية وابن قاضيها سعيد بن أبي القاسم العميرى -بفتح العين نسبة لبنى عمير، فرقة من تادلا الجابرى التادلى

- ‌فهرس مصادر التحقيق

الفصل: ‌475 - عبد الوهاب بن أحمد أدراق

العاصمة المكناسية، وأبو العباس أحمد بن يعقوب الولالى، وقد كان بقيد الحياة عام ثلاثة وأربعين ومائة وألف.

‌475 - عبد الوهاب بن أحمد أدَرّاق

.

حاله: خاتمة الحكماء جليل القدر، رفيع الذكر، محبوب العام والخاص جهينة الزمان، ويتيمة الأوان، فقيه عالم طبيب ماهر، أديب ناظم ناثر، له معرفة بالنحو واللغة والشعر، وانتهت إليه في زمانه الرياسة في فن الطب فكان لا يجارى فيه ولا يبارى، مع لطف وجاه ووجاهة، تقف الوزراء فمن دونهم ببابه وقوف المماليك بأبواب الملوك.

وكا الطبيب الخاص لدى الجلالة الإسماعيلية، لا يفارق السلطان، وكذلك لدى ولده أبى محمد عبد الله، وكانت له مكانة عظيمة لديها، لم يلحقها غيره بحيث لا ترد شفاعته، ولا تهمل إشارته، وكان مضربه ومنزله في الأسفار أعظم من مضرب أكبر العمال.

له الاستنباط في الطب الذى يحق أن يخضع له به بقراط فمن دونه، وكذلك ابن سينا مع همة ووقار، وسمت وعلو مقدار، وكانت تحبه الملوك وتجله وتقدر قدره، وأجازوا له الجوائز ذات البال، ومارس علاجهم، وتردد إليهم فأدنوه، وأحلوه منهم محل التكرمة والإجلال، وله أنظام في الطب في أنواع العشب والفواكه وخواصها ومنافعها، لو جمع ذلك لكان ديوانا حافلا، وسيمر بك نزر من ذلك.

ومما يبرهن على مهارته في الطب وكامل معرفته أن شخصين أرادا أن يختبراه في الطب، وكان كل من عنده مريض يأتيه عند الصباح بزجاجة فيها بوله يقال لها الهراقة، فعمد أحد الشخصين إلى بول كبش سمين وجعله في زجاجة،

475 - من مصادر ترجمته: نشر المثانى في موسوعة أعلام المغرب 6/ 2142.

ص: 470

وعمد الآخر إلى سقف قديم تنزل منه القطرة وجعل ماء القطرة في الزجاجة كأنه بول، واختلطا في الناس فجعل الطبيب ينظر في كل هراقة ويصف للمريض الدواء حتى وصل لصاحب الكبش فجعله في ناحية، ثم وصل لصاحب السقف فجعله في ناحية حتى فرغ من أمور الناس، فقال لصاحب الكبش: هذا غلبت عليه الشحم إن لم تذبحه عن قرب مات، وقال لصاحب السقف: اجعل لهذا حريرة وإلا سقط ثم قبضهما، وأراد أن يذهب بهما إلى الحاكم ثم عفا عنهما:

ومن ذلك أنه كان يمر على رأس الشراطين فيجد إنسانا في طراز يقول الأبيات بصوت حسن، فكان يقف لاستماع صوته، فمر يوما فسمع صوته وهو متغير، فصعد إلى الطراز وسأل عن الآنية التي يشرب منها فوجدها برادة، فكسرها فوجد داخلها وزغة، فقال هذه التي غيرت صوته.

ومن ذلك أنه كان مارا بالرصيف ومعه عبده، وإذا بوإذا بإنسان فإحدى يديه لبن وفى الأخرى حوت، فقال لعبده اتبع هذا وقيد الدار التي يدخل لها فتبعه، ولما كان من الغد أمره أن يذهب إلى تلك الدار وينظر، هل بها جنازة؟ فذهب عبده وأخبره أن بها جنازة، فذهب المترجم ودخل على الميت وفصده في محل، وقال لأهله: أخروه حتى تنظروا في أمره، ثم بعد هنيئة زال ما بالميت وعاش بعد، إلى غير هذا مما يقضى منه العجب ويشهد للعرب بالتفوق الذى لا مطمع لغيرهم في الوصول إليه، وإنما أوقعنا في الحضيض الأسفل الكسل، وإهمال اتباع سلفنا الصالح رضوان الله عنهم.

وقفت على ظهير سلطانى أصدره سيدنا الجد الأكبر أبو النصر إسماعيل، يتضمن الإنعام على صاحب الترجمة بعمالة الجزية الواجبة على أهل الذمة القاطنين بعاصمته المكناسية، وإليك لفظه بعد الحمدلة والصلاة والطابع الإمامى:

ص: 471

"كتابنا هذا أسماه الله وأعز أمره بيد خديمنا الفقيه الأجل، الحكيم الأنبل، السيد عبد الوهاب ابن الفقيه النزيه، الحكيم الوجيه، السيد أحمد أدراق، يتعرف منه بحول الله وقوته أننا أنعمنا عليه بعمالة الجزية الواجبة على أهل الذمة القاطنين بملاح مكناسة حرسها الله وزدنا له في. . . . بها إعانة له على ما هو بصدده من ملازمتنا، وخدمة جنابنا العالى بالله على مقتضى حكمته، وشريف صنعته، إنعاما تاما والواقف عليه يعمل به والسلام وفى الرابع من صفر الخير عام سبعة وثلاثين ومائة وألف".

ووقفت على ظهير أصدره نجل أبى النصر المذكور المولى على زمن إمرته بالإنعام على المترجم على وجه الإقطاع والتمليك بدار القرفطى المجاورة لروضة السيدة عائشة العدوية من العاصمة المكناسية، وبسط له يد الحوز فيها على الوجه المذكور، نصه بعد الحمدلة والصلاة والطابع بداخله (أمير المؤمنين أبو الحسن على ابن أمير المؤمنين إسماعيل الشريف الله وليه) وبدائرته من أعلى (لا إله إلا الله وحده صدق الله وعده ونصر عبده لا إله إلا الله الأمر كله لله):

"كتابنا هذا أسماه الله وأعز أمره، وأحاط بحوله وطوله. . . . آمين بيد حامله محبنا الفقيه العلامة. القدوة الدراكة الفهامة. الحكيم الأجل السيد عبد الوهاب بن أحمد أدراق، يتعرف منه بحول الله وفضله، وجميل مواهبه وعدله، أننا أنعمنا عليه بدار القرفطى المجاورة للسيدة الجليلة عائشة العدوية نفع الله بها وجدنا عليه بملكيتها والتصرف فيها بالبيع والسكنى وغير ذلك تصرف المالك في ملكه بمقتضى. . . أن من نازعه فيها. . . بساحتها أو حام حول حماها لا يلمن إلا نفسه. ولا يتخيلن إلا رمسه. هبة كلية. ومنحة سرمدية. على الأبد إن شاء الله، وحسب الواقف عليه العمل به. والاقتفاء بكريم مذهبه. والسلام وفى منتصف جمادى الآخرة عام سبعة وأربعين ومائة وألف".

ص: 472

كما وقفت له على ظهير آخر أصدره بالإنعام على المترجم بمستفاد ميزان قاعة العطارين من فاس، وما يضاف لذلك داخل المدينة وخارجها، إعانة له على ما هو بصدده من القيام بالوظائف السلطانية، وملازمته للدار العالية، نصه بعد الحمدلة والصلاة والطابع المتقدم ما بداخله:

"كتابنا هذا أسماه الله تعالى وأعز أمره، وخلد في دفاتر اليمن والإقبال ذكره، بمنه آمين بيد ماسكه الفقيه الأجل، العالم الأكل، الحكيم الأنبل، محبنا وأعز الناس لدينا، وأحبهم علينا، السيد عبد الوهاب بن أحمد أدراق يتعرف منه بحول الله وقوته، وشامل يمنه العميم ونصرته، أننا أنعمنا عليه بمستفاد ميزان قاعة العطارين من فاس حاطها الله وما هو مضاف إليه، وجارى حكمه عليه، داخلا وخارجا فقد أجرينا عليه ذلك وأسندنا أمره إليه، وأقصرنا نظره وخراجه عليه، ليستعين بذلك على ما هو بصدده من القيام بوظائفنا، والوقوف في مآربنا والملازمة للعلية بالله تعالى أعتابنا، أداء لبعض واجبه علينا، وقليل ذلك في حقه عندنا ومكانته لدينا، إنعاما تاما، مطلقا عاما، دون منازع له ولا معارض، ولا مزاحم ولا مناقض، ومن نازعه فيها أو طاف بساحتها نحفر جدره، ونمح أثره، والواقف عليه يعمل بمقتضاه، ولا يخالف ما أبرمه وأمضاه والسلام وفى الخامس والعشرين من ذى القعدة الحرام عام. . . . سبعة ومائة وألف".

مشيخته: أخذ عن الشيخ اليوسى، وسيدى عبد السلام القادرى، ولقى العارف بالله سيدى أحمد بن عبد الله، وكان يذكر حكايات في تفريح مضايق عرضت في علاج أولاد السلطان وأضرابهم.

مؤلفاته: منها تعليق على النزهة للشيخ داود، وأرجوزة ذيل بها أرجوزة ابن سينا في الطب، وأرجوزة في حب الإفرنج المعروف لدى العامة بالنوار، وهو

ص: 473

السمهرى، فيمن نفى عيب الجدرى، رد به على من يقول إنه ليس من عيوب الرقيق، ومنظومة في مدح صالحى مكناسة الزيتون، وغير ذلك.

شعره: من ذلك قوله:

رمت انتساب سلالة الشيخ الذى

شرفت بنسبته بنو جيلانى

فصددت عنه والذى قد صدنى

علو رفعة شأنه عن شانى

إذ ما استطعت سوى العكوف ببابه

متضرعا عل الندى يغشانى

قد ألف النجل الإمام المرتضى

عبد السلام أزاهر البستان

في النسبة العليا وذكر مناقب

بروية في غاية الإتقان

وتلاه في الوصف الجميل محمد

المسناوى العالم الربانى

وتلاهم الجم الغفير من الألى

جلت مآثرهم من الأعيان

ما كان صنعهم لصحة نسبة

بل للتبرك وارتجاء تدانى

فلصحة النسب الشريف دلائل

من قبلهم بسواطع البرهان

فطمحت بالالحاق لو سمحوا به

لأنال ما نالوه من عرفان

إذ من أتى بابا ولازم سدة

دخل المكان على هدى وأمان

وعلى النبى وآله وصحابه

أزكى الصلاة ورحمة الرحمن

ما غردت قمرية باللحن في

روض المنى ورنت على الأغصان

وقوله:

سر كما تحمل في كف القدر

لا كما تختار إن كنت أثرْ

ما لعبد من مراد أن يرد

كل شئ بقضاء وقدرْ

ص: 474

فإذا ما قلت إنى قادر

فادن كى تفعل شيئا أو تذرْ

سلم الأمر لمولاك ولا

تتعب العقل بورد أو صدرْ

واطرحن عنك قضايا ما لها

أثر واشدد على ما في الأثرْ

وإذا ما اشتد أزم فله

فرج أقرب من لمح البصر

فابتهل لله واسأله إذا

جن ليل سيما عند السحر

بخضوع وخشوع تعط ما

فوق ما تأمل من رب القدر

وختام المسك إكثارك من

صل يا رب على خير البشر

وعلى الآل وصحب كلما

طلعت شمس وما لاح قمر (1)

وقوله في منافع النعناع:

ألا هل من الأعشاب نبت يوافق

موافقة النعناع بل ويطابق

فكم من خصال حازها وفوائدا

وكم من مزايا لا يفى بها ناطق

يسارع بالتسليم عرفا على الذى

يمر به في روضه ويسابق

فما العنبر الشحرى ما المسك ما الشذا

إذا فهن طيبا كلها منه سارق

إذا عبق النعناع فاغن به ولا

تعرج على روض خلا منه عالق

ففى طبعه حر بآخر أول

ويبس عليه المعتنون توافقوا

ولكن به لبن من الماء عارض

تزيد به أسراره والدقائق

يؤنس بالتفريج نفسا مشوقة

ويذكى حجا من للمعارف عاشق

ويرسل مقوال الفتى بمقوله

ويفتح أبوابا عليها مغالق

(1) الأبيات في نشر المثانى في الموسوعة 6/ 2143.

ص: 475

فخذ منه قبل الأكل نزرا وبعده

ترى عجبا نعم العشير الموافق

يصون غذاء المرء من كل آفة

تخاف ولم يطرقه بالسوء طارق

إذا الشهوتان احتاجت لموافق

فليس كما النعناع خدن موافق

ففى هضمه إن عز هضم لناقص

وفى التخمة الشنعاء خيره دافق

وقاطره في الكل مثل طبيخه

بسكر نبت فهو راق ورائق

وللماء إصلاح بتضميده علا

وشائعه أن غيرته ريانق

له في علاج الصدر سهم مفوق

وفى خفقان القلب سهمه بارق

وفى المعد اللاتى تفاقم ضعفها

له الرتبة العظمى على الغير فائق

وفى الغشيان الصعب قد شاع نفعه

وللقئ والإسهال بالفور عائق

وللدوخة الضراء بالرأس نافع

كذاك الصداع لا تراه يفارق

وهل لدماغ قد وهى مثله وهل

عيون وهت عما سواه روامق

وينفع ألبانا من العقد عندما

تكون حوتها للغذاء مسارق

ويخرج ديدان البطون بأسرها

وللسم دفاع وللبرء سائق

مدر لبول للحصاة مفتت

منق لأنواع البلاغم فارق

وفيه لطرد الريح بالحر غاية

كذا لفواق جربته الحواذق

وفيه لدفع الريح نفع مقرر

إذا بفضا الأحشاء برقه خافق

وفى ألم القلب الضعيف بدت لنا

منافعه الجلا فسوقه نافق

فمضغه يشفى السن من وجع ومن

بتور بلثات لدى الفتق رائق

يحمر لون المرء حتى كأنه

إذا رئى قال المبصرون شقائق

ص: 476

وقد جريته للبواسر أسرة

وأرواحها فانزاح عنها التضايق

وللنكهة التطبيب عند امتضاغه

وناهيك منه ما حوته الحدائق

فما لى لا أثنى عليه وأعتنى

بنظم لآليه وفضله سابق

وقوله:

أفضل شئ للتداوى يوكل

الكبر المملح المخلل

فطبعه الحر وقيل البرد

والحر أشهر على ما يبدو

وقيل بل بحسب الأقاليم

حرا وبراد عن ذوى التعاليم

مسخن للمعد المبروده

مفتح للكبد المسدوده

يفتت الحصا وللبول يدر

وفى الطحال سره أمر شهر

منبه لشهوة الغذاء

بعد سقوطها بلا امتراء

ويخرج الحام من المفاصل

إن حلها من خارج أو داخل

ويطرد الرياح والسموما

يبرئها والبهق المذموما

والريق والسعال للمبرود

والخل في المحرور من مفيد

ويبرئ القروح والأسنانا

يعيدها قوتها استنانا

ويجبر الكسر وما ضهاه

من هتك أو وهن حواه

كذا يحل كل صلب من ورم

وشبهه وفى الخنازير أتم

ويخرج الديدان عن قريب

ولو من الأذن على تجريب

وهذه الخصائص المذكوره

لقشر أصله ترى مسطوره

وقد ينوب اللب عن أصله في

خصاله وبالمزيد قد يفى

والكبر الحائز كل فخر

ما كان منه نابت في الصخر

ص: 477