الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بالعَرْصَة (1) التي كانت في يد والدهم وتصرفه الكائنة بدرب سنان من الحومة المذكورة يتصرفون فيها بأنواع التصرفات كلها من غير منازع ولا معارض، ولا مدافع ولا مداحض، إنعاما سائغا لا يتعقب، وإقطاعا إماميا لا نسخ بحول الله يترقب، والوقف عليه من القضاة والحكام، وحملة السيف والأقلام، يعمل به، ولا يحيد عن كريم مذهبه، والسلام وكتب في سادس شعبان المبارك أحد شهور عام اثنى عشر ومائتين وألف، ذكره صاحب الإعلام، بمن حل بمراكش وأغمات من الأعلام، وقال إنه وقف عليه.
وقد كان ولاه على قبائل تامسنا لما ولاه الله أمر المسلمين، فأقام واليا بها مدة أعوام إلى أن كبر سنه وعجز، فأخره إذ ذاك عن الولاية وأنزله بمكناسة كذا في جمهرة التيجان لدى تعرضه لذكر الآخذين عن السلطان المذكور.
مشيخته: منهم السلطان العادل المولى سليمان، فإنه لما ولاه الله أمر المسلمين صار المترجم يأخذ عنه العلم في جملة من أخذ عنه من الأعلام.
الآخذون عنه: أخذ عنه السلطان العادل المولى سليمان، وهو مؤدبه في صغوه إلى أن حفظ القرآن، والأمهات الصغار، وكان يظعن بظعنه ويقيم بإقامته وناهيك به، ذكره الزيانى وتلميذه ابن رحمون في عداد مشيخة السلطان المذكور.
وفاته: توفى أوائل القرن الثالث عشر بمراكش.
477 - العباس بن محمد بن كيران الفاسى الأصل المكناسى الوفاة
.
حاله: عالم زمانه، وفريد عصره وأوانه، حامل لواء التحقيق، المشار له في الإتقان والتدقيق، مشارك نفاع، غزير المعارف كثير الاطلاع، له اليد الطولى في سائر العلوم، والاقتدار الكامل على الحوض في منطوقها والمفهوم، اثتقاه سيدنا
(1) في المطبوع: "العرسة، وأمامها كلمة (كذا) والعرصة: ساحة الدار، والبقعة الواسعة بين الدور لا بناء فيها.
الجد المولى عبد الرحمن بن هشام لقضاء عاصمته المكناسية، واتخذه شيخ مجالسه الحديثية ينوه بقدره، ويستمع لنهيه وأمره، وتولى خطبة جامع القصبة السلطانية، وأقبل على التدريس، فانتفع به جم غفير من أهل النقد والتحرير، ولم يزل محمود السيرة على تلك الحال، إلى أن لقى الكبير المتعال.
مشيخته: أخذ عن العلامة السيد عبد القادر بن شقرون الفاسى، وتلميذه الشيخ الطيب ابن كيران وخصوصا الحديث، وعن الشيخ محمد صالح بن أبى محمد خير الله الشريف الحسنى نسبا البخارى السمرقندى أصلا ومنشأ الرضوى نسبة إلى على الرضا البخارى المولود عام واحد ومائتين وألف المتوفى بالمدينة المنورة عام ثلاثة وستين ومائتين وألف، وأجازه إجازة عامة عام ستين ومائتين وألف عند مقدمه للديار المغربية، إجازة عمم فيها وخصص، ودونك صورتها بعد البسملة والصلاة:
أحمده إذ الحمد لذاته، له بذاته، وأصلى وأسلم على سيدنا محمد قطب دائرة الوجود وصفاته، وعلى آله وأصحابه نجوم الاقتداء وهداته وحماته.
أما بعد: لما كان عادة أهل الحديث، في القديم والحديث، الاستكثار من الاستجازة ولو من الدون، لصالح أغراض لا يعقلها إلا العالمون، طلب منى العلامة الأشهر، والبدر المنير الأزهر، الشيخ البركة، الحميد السكون والحركة، قاضى مكناسة الزيتون، المزرية علما بالروض الهتون، أبو عبد الله محمد العباس ابن كيران، تولانى الله وإياه وجميع المسلمين بالقبول والغفران، إنه على ما يشاء قدير، وبالإجابة جدير، أن أوصل له سند الفاتحة وأصافحه وأشابكه بالمصافحة والمشابكة، المعروفة المتداولة بين المحدثين فصافحته وشابكته، وهأنا أوصل له سند الفاتحة فأقول وأنا الفقير البارى، محمد صالح الرضوى النجارى، أدركنى الله وأسلافى وأخلافى والمسلمين بلطفه العميم السارى؛ وخيره الكثير الجارى، حدثنا
السيد الجليل، العالم النبيل، جمال الليل صالح عن السيد عبد المحسن بن العلوى المقيبل قدس سره عن السيد إبراهيم اصعد مفتى المدينة المنورة قدس سره، عن الشيخ محمد بن الطيب المغربى المدرس بالمسجد الشريف النبوى رحمه الله، عن الشيخ أحمد بناصر قدس سره، وكان مشهورًا بإقرائه للجن عن عبد المؤمن ساكن بدر الجنى صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمد لله رب العالمين إلى آخر السورة باتصال ميم البسملة بلام الحمد على القراءة الورشية، وهذا أعلى سند لنا في الفاتحة فالحمد لله على ذلك.
وأما المصافحة فبحمد الله تعالى لى أسانيد ستة من طريق سيدى القاضى أبى محمد الشمهروش رضى الله عنه، وأبى سعيد الحبشى رضى الله عنه، وسيدى أبي العباس الخضر على نبينا وعليه الصلاة والسلام بسندين، وسيدى أنس ابن مالك رضى الله عنه بسندين، فصارت الجملة ستة أسانيد، فمنها ما أرويه عن السيد الجليل عبد الوهاب الموصلى، عن الشيخ إسماعيل، عن الشيخ أحمد المنينى، عن الشيخ عبد الغنى المقدسى، عن القاضى أبى محمد الشمهروش رضى الله عنه أنه اجتمع برسول الله صلى الله عليه وسلم في جبل أحد فقال له: يا شمهروش صافحنى وأنه من صافحنى أو صافح من صافحنى إلى سبع مرات دخل الجنة من غير سابقة العذاب، فهذا والحمد لله أعلى سند في المصافحة من حيث إنه وقع بينى وبينه صلى الله عليه وسلم خمس وسائط فأنا السادس فالذى صافحته أنا هو السابع، فله أن يصافح فقط دون من يصافحه.
وأما سند المشابكة فأرويه عن سيدى ومولاى رفيع الدين قدس الله سره العزيز، عن مولاى الشريف مولاى محمد بن عبد الله المغربى نزيل المدينة المنورة شرفها الله، عن مسند الحجاز الشيخ عبد الله بن سالم البصرى، عن شيخه محمد ابن سليمان البابلى كما شابكه شيخه الجزائرى وقالي لى: شابكنى، من شابكنى
دخل الجنة، إذ بذلك شابكنى شيخنا أبو عثمان المغربى وبذلك شابكه سيدى أحمد خجى، وبذلك شابكه أبو سالم التازى، عن سيدى صالح الزواوى، عن عز الدين ابن جماعة، عن الشيخ محمد بن سيرين، عن الشيخ سعيد الدين الزعفرانى، عن والده محمود الزعفرانى، عن أبى بكر السيواسى، وناصر الدين على بن أبى بكر ابن ذى النور الملطحى، وهما عن محمد بن إسحاق القونوى، عن الشيخ الأكبر محيى الدين بن عربى، عن الشيخ أحمد بن مسعود بن شداد المغربى الموصلى، عن الشيخ على بن محمد الحالى الباهرى، عن الشيخ أبى الحسن الباغوزادى، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فشد أصابعه بأصابعى، وقال: يا على شابكنى، فمن شابكنى دخل الجنة، وما زال يعد حتى وصل إلى سبعة، ثم استيقظت وأصابعى في أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال الشيخ التازى: كذا ينبغى لمن شابك أحدا أن يقول شابكنى فمن شابكنى دخل الجنة، رزقنا الله وإياه التقوى منه في السر والعلن فإنه مجمع الخيرات، ومنبع السعادات، ورفع الهمة كن أجدر رجل في الدنيا، وهامة همته في الثريا فإن الله يحب رفع الهمة ويثبتنا وإياه بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة ويرزقنا الورع والقناعة والزهد والصبر والشكر والتوكل والرضا والتسليم، ويجنبنا عما ينافيها ويحمينا في ظل حمايته وحفظه وحرزه وأمانه ويمن عنايته، وحسن رعايته، وظل رأفته ورحمته ولطفه وجوده وإحسانه، ويجعلنا من محبيه صلى الله عليه وسلم بدءا وعودا، ويعاملنا معاملته بهم حياة وموتا ونشورا.
وأجزت له أن يصافح ويشابك كما صافحته وشابكته، ويجيز برواية الفاتحة، كما رويت له، وبالجملة أجزته أن يروى عنى الكتب المتداولة المعروفة الحديثية والتفسيرية وغيرها من العلوم العقلية والنقلية، وأرجو الله عز وجل أن ينفع به عباده من حيث إنه ينشر العلم النافع ابتغاء مرضاته، وكان ذلك في ثانى جمادى