الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
419 - عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن أحمد الإدريسى المكناسى الحسنى
.
نزيل مكة شهر بالمحجوب.
حاله: ولى صالح له الكشف الصريح، شفيق على عباد الله، كان تأتيه أحوال وواردات أذعن له أهل البصائر، وحج سنة ثلاث وأربعين وألف، وجاور بمكة، ثم رحل إلى اليمن، ثم رجع إلى مكة واستوطنها، وصار مرجعا لأهلها، والواردين عليها، وكان في الكرم غاية لا تدرك، وكان يعمل الولائم العظيمة للخاص والعام، وكانت الهدايا تأتيه من المغرب والهند والشام ومصر ويصرفها للفقراء، وكان مقبول الكلمة عند جميع الناس، وكان في ابتداء أمره رحل من المغرب فدخل مصر والشام وبلاد الروم ولقى السلطان مراد، ووقع له كرامات خارقة، ودخل الإسكندرية، ثم ركب البحر، ودخل القسطنطينية، فانتشر له بها صيت، وخضعت له رقاب الأمراء، ثم رجع إلى مكة فاستوطنها عام خمسين وألف، فطار صيته، وأقبل الناس على زيارته، وألحقه الأمراء بالهدايا، وحصلت له بمكة وجاهة عظيمة، ومع ذلك لا يتمسك من الدنيا بشئ، وما اقتنى ملبوسا ولا مر كوبا ولا تزوج ولا تسري، وله خدمة من الرقيق.
وكثر الازدحام عليه فصار لا يشهد ولا جمعة، واغتفر ذلك له من له خبرة بطريق القوم، وأقاموا له أعذارًا شرعية.
وقد غلبت عليه الشفقة على عباد لله في كثرة شفاعاته المقبولة عند الأمراء، وكان له في كل يوم مصروف نحو مائة قرش في أهل مكة فمنهم ذو الدرهمين إلى العشرة إلى العشرين إلى أكثر، سوى ما يكون للغرباء.
419 - من مصادر ترجمته: خلاصة الأثر 2/ 346.
وصار أكثر المنتسبين بمكة عيالا عليه، وربما يقل ما بيده فيستدين، وربما بلغ الدين الذى عليه إلى خمسين ألفا وإلى مائة ألف، فيؤدى الله ذلك عنه.
وأخبر بعض ثقات أصحابه أنه عذله مرة في كثرة ما عليه من الدين، فقال له: إن الله وعدنى أن لا أموت حتى لا يبقى على درهم واحد.
ولما علم أبناء الدنيا ذلك من حاله صاروا يبيعون عليه ما يساوى المائة بأضعافها فيربحون عليه وهو لا يبالى، وكان لا يلبس إلا ثوبا واحدا صيفا وشتاء، وقلنسوة على رأسه، ويلبس سراويل، وكان يحث من يجتمع به على ملازمة ما يناسبه من صنوف الخير من تلاوة قرآن وصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم وكثرة استغفار وأوراد حسان، ويحض من رأى فيه علامة خير على اعتقاد الصوفية المحقين وتصديق كلامهم وعلومهم وأحوالهم.
مشيخته: لقى بفاس سيدى يدير، وسيدى موسى دفين حومة جرنيز، وأخذ بالقصر عن سيدى محمد القجيرى، وأخبر أنه أخذ بمكة عن سيدى على الغمارى، عن عبد الرحمن الفيلالى، وعن أبى عبد الله محمد الكومى بالمغرب، وكلاهما عن أبى العباس أحمد الفيلالى، وعن السيد الغازى، وأخذ أيضا عن أبى العباس أفندى باصطنبول، وعن الصفى القشاشى وعن خلق.
الآخذون عنه: أخذ عنه أبو سالم العياشى، وترجمه في رحلته، والشيخ الكامل الفاضل مصطفى بن فتح الله، وأبو العباس أحمد النخلى، والشيخ عبد الله البصرى، فمما أخذ عنه الأخِيرَان: دلائل الخيرات، قال الشيخ الكوهن في فهرسته: وهو يرويه عن والده عن جده السيد عبد الرحمن بن أحمد عن مؤلفه وغير هؤلاء.
ولادته: قال المحبى في خلاصته: ولد بمكناسة الزيتون من أرض المغرب