الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وغيره، تعرض لذكره صاحب الأزهار النادية في ترجمة والده المولى عبد الرحمن قائد زرهون المترجم آنفا، وذكره الزبادى في سلوك الطريق الوارية.
وفاته: توفى بزرهون سنة أربع وتسعين ومائة وألف.
469 - عبد الواحد المدعو الدربالى
.
أحد حفدة الشيخ أبى عثمان سعيد المَشَنْزَائى، دفين خارج باب وجه عروس، أحد أبواب مكناس اليوم.
470 - عبد الواحد بن حمادى بن عبد الواحد بن محرز بن الشريف بن على
.
حاله: علامة مشارك، فقيه جليل، فاضل نزيه، مفت ماجد، انتهت إليه رياسة الفتوى في زمانه، استوزره سلطان وقته سيدى محمد بن عبد الله وصحبه السلطان مولانا سليمان، وتوفى بمكناسة الزيتون كما في الشجرة الزكية في العصر السليمانى ودفن بضريح بعض الصالحين بها، وله عقب باخنوس وفاس البالى.
471 - عبد الواحد بن محمد ابن فقيرة
.
المكناسى النشأة والدار والإقبار.
حاله: خاد الذكاء سريع الإدراك، جيد الإصابة، فصيح اللسان، ثبت الجنان، غزير الاطلاع، فقيه نبيه، عدل رضى، موثق ماهر، ناظم ناثر، صاحب نوادر عجيبة، وأفعال غريبة، مستحضر لتراجم المتأخرين والوقائع التاريخية والنوادر السياسية والحكم والنكت الأدبية والمجون الهزلية، له من ذلك ما لو جمع لملأ الدفاتر.
استكتبه السلطان مولانا الحسن لبراعة خطه وشدة حذقه ونبله، ثم انتخب
471 - من مصادر ترجمته: إتحاف المطالع في موسوعة أعلام الغرب 8/ 2819.
وأدرج في سلك الطلبة الذين ينسخون الكتب، وكانت العادة أنهم يدفعون كل يوم جمعة ما نسخوه في الجمعة التي قبلها، ثم إنه ألقى السكر في أدوات النساخ جميعا ولم يشعر به أحد، فلما كان يوم الجمعة ودفعوا ما تم نسخه وفق المقرر وجد الجميع ملصقا بعضه على بعض، فأعمل البحث في السبب حتى اعترف أنه الفاعل، وأن الحامل له على ذلك هو ما رأى من عدم اعتناء النساخ بالأشغال المولوية، وعدم اهتمامهم بالشئون المنوطة بهم، وعدم تحفظهم ومبالاتهم.
وكانت هذه القضية قاضية على استخدامه بالوظائف المخزنية، كما أنه كان منتظما في سلك كتاب الحضرة المولوية بالصدارة، وكانت العادة جارية كل سنة بتوزيع المكاتيب على الجيوش للعمال في الشئون المخزنية، والقصد جلب النفع بها للمستخدمين بالمقبوض من العمال، وكان ما يقبض على تلك المكاتيب من القواد لا يتجاوز مائة مثقال، أعنى خمسة وثلاثين فرنكا وثلاثة أرباع الفرنك تقريبا، فكتب في بعض المكاتيب بعد الافتتاح.
وبعد: فيأمرك مولانا أن تحسن لحامله بما يرفأ به حاله فأدخل الكتاب للحضرة السلطانية وسلم وطبع، وخرج ليختم ويدفع لصاحبه أصلح الجملة المذكورة التي هى يرفا حاله بمائة ريال حالة، وختم الكتاب ودفع لصاحبه بعد أن قبض منه ما تجاعل معه عليه لذلك، وقد كان العامل المكتوب إليه من الحذق والنباهة بمكان، فامتثل ودفع ما عين في الكتاب السلطانى، ثم بعد مدة ورد على الحضرة المولوية ومعه الكتاب فاطلع عليه الوزير إذ ذاك وبعد البحث اعترف المترجم بأنه الفاعل وبين الكيفية، فكانت سبب تأخيره عن الخدمة المخزنية بالكلية، وذلك بعد أن كان سقط من على دار كان يسكنها بمراكش إلى أسفلها، ووقع في حفرة بالوادى المضاف وبقى بوسطها، وقد انكسر ظهره بسبب سقوطه وبقى على
تلك الحال ثلاثة أيام، وذلك أنه كان يسكن الدار وحده، ولما دخلها أغلق الباب عليه، وقد كانت الأيام أيام مطر ولما فتحت عليه الدار ووجد على تلك الحال، بحث عن السبب فأجاب بأنه هجا صلحاء مراكش فجوزى بذلك، ومع الأسف فقد ضاعت مقيداته وفوائده العلمية والأدبية التي لو جمعت لجاءت في مجلدات.
شعره: من ذلك قوله لما سقط من سطح دار سكناه بمراكش ووقع به من الألم والكسر ما وقع، وأتى برجل فوال يكويه وكان هذا الفوال (أى بائع الفول) قوى الجسم كامل الصحة فكواه حسبما أنشد ذلك لنفسه شيخنا أبى عبد الله الطاهرى ومن خطه نقلت:
جزى الله شرا من كوانى جاهلا
…
جزاء سنمار وما كنت ذا ذنب
ولكنما الفوال من جهله عتا
…
على بنار صيرتنى في كرب
وأصبعى في أستى أبرد حرها
…
فضاعف لى هما وصعبا على صعب
أعاد عليه الله من شر فعله
…
كذاك بنوه ما بقيت على جنب
أقاسى هموم القاسى ساعة كيه
…
لمقعدتى حتى كأنى في حرب
وكدت أفارق الدنيا بيد أنه
…
شديد عنيد ما رأيت بذا الغرب
مماثله ومن يماثل مثله
…
كأنه قد أنشى من أقبح ما كلب
فلا صورة ترضى ولا فعلة تضى
…
خسيس حقير ليس في العجم والعرب
ومن أشأم الأيام فوالهم كوى
…
وفى جسمى الحساس تار وفى جنبى
ومقعدتى من شدة الكى تشتهى
…
ولوج يد الفوال والحس ما دأبى
فيا رب شتت شمله عاجلا يرى
…
رهين سلاسيل إلى الرمس والترب
وفى حيص أو بيص وفتنة منكر
…
نكير ولا ينجو ببعد ولا قرب