الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الآخذون عنه: أخذ عنه أبو العباس أحمد بن عبد العزيز الهلالى، وله فيه مرثية ميمية كما وقفت على النص على ذلك بخط بعض الأثبات من الأعلام، ولم أَقف على المرثية ولا على شئ زائد من ترجمة الرجل.
528 - عمر بن الفقيه المقدس أبى عبد الله محمد بن عوادة العثمانى
.
دفين حومة حمام الحرة من الحضرة المكناسية.
حاله: ولى صالح، معتقد فالح، متبرك به.
مشيخته: أخذ عن أبى عثمان سعيد بن أبى بكر المَشَنْزَائى، عن أبى عثمان سعيد الداعى، عن الشيخ عبد العزيز التباع، عن السيد محمد بن سليمان الجزولى، عن سيدى محمد الشريف أمغار، عن أبى عثمان الهرتنانى، عن أبى زيد الرجاجى، عن أبى الفتح الهندى، عن عنوس البدوى، عن القرافى، عن أبى عبد الله المغربى، عن أبى الحسن الشاذلى، عن شمس الدين، عن زين العابدين القزوينى، عن أبى إسحاق البصرى، عن أبى القاسم المروانى، عن سعيد، عن سعد، عن فتح السعود، عن سعيد الغزوانى، عن سيدنا جابر، عن سيدنا الحسن بن على، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وشرف وكرم وعلى آله وصحبه، مثل ذلك كذا وجدت هذه السلسلة منقوشة في لوح خشب ملصق بالجدار بقبة ضريح المترجم.
وفاته: توفى أوائل المائة الحادية عشرة، وقفت على عقد حبس معقب على ضريحه بتاريخ ستة وألف.
529 - عمر بن أمير المؤمنين مولانا الحسن
.
ابن أمير المؤمنين سيدى محمد بن أمير المؤمنين مولانا عبد الرحمن بن السلطان مولانا هشام بن واسطة عقد الدولة العلوية ومجدد فخرها أمير المؤمنين سيدى محمد بن السلطان عبد الله بن السلطان الأعدل الطائر الصيت في المشارق والمغارب، سيدنا الجد الأكبر الأعظم أمير المؤمنين مولانا إسماعيل بن الشريف.
529 - من مصادر ترجمته: إتحاف المطالع في موسوعة أعلام الغرب 8/ 2845.
حاله: ولد بالمدرسة المولوية، أحد القصور السلطانية بعاصمة مكناس، ونشأَ في حجر الصيانة، وتغذى بلبان الأدب والعفاف، ثم بعد أن شب وقرأ ما شاء الله من القرآن ومبادئ الفنون، وجهه والده السلطان المظفر لثغر تطوان، ورشح لتعليمه المهرة من الأساتيذ والأعلام، فأكب على التعلم بحزم وعزم، ووالده وراءه أذنا وعينا، إلى أن فتحت له النجابة بابها، وأدخلته العناية حجابها، وحصل على ما قسم له مما منه يراد وبرع في الكتابة والترسيل وصار يتصرف في فنون الإنشاء، وفق ما منه يشاء، وتعاطى قرض الشعر ومالى إلى الأدب ميلة واحدة فحفظ من الأشعار، ما كان غالى الأسعار، ومن الرسائل، ما أصبح معين البلاغة منها سائل، ما أوجب توقد قريحته، وزاد في قوة عارضته وتوسيع حافظته، وكان في التوقع والنقد والذكاء آية، ثم رجع لمسقط رأسه وأقام به برهة من الزمان.
ثم عقد له والده على جيش عرمرم، ووجهه خليفة عنه لقضاء مأمورية بوجدة، وذلك في ثانى عشرى قعدة الحرام عام ثمانية وثلاثمائة وألف، فسار فيما رشح له أحسن سيرة، إلى أن تم المراد، على وفق ما كان والده أَراد، وكان وزيره إذ ذاك العلامة السيد العربى المنيعى، ورئيس مشوره وكبير محلته هو الطالب محمد بن سلم السلاوى البخارى، وكان رجوعه من هذه الوجهة ووصوله لحضرة والده بفاس في ثانى عشرى شعبان عام تسعة، ثم رشح للخلافة بفاس في حجة الحرام عام تسعة، وكان وزيره بفاس هو شيخنا العلامة السيد الحاج المختار بن عبد الله، وهذا مثال مما كان يجرى بينه وبين أبيه يومئذ من الرسائل بعد الحمدلة والصلاة والطابع بداخله (الحسن بن محمد الله وليه ومولاه):
"ولدنا البار الأرضى، مولاى عمر، أصلحك الله، وسلام عليك ورحمة الله.
وبعد: وصل كتابك بأنه ورد على أعتابنا الشريفة الرجل المسمى بسليم بن
عبد الله البغدادى، ذكر أنه كان على دين اليهودية، وأتى راغبا في الدخول في الإسلام ورافضا دين الكفر، فوجهته لنائب القاضى ثمة وعرض عليه أركان الإسلام فقبلها ونطق بالشهادتين كما بالموجب الذى وجهت، وأنك أنزلته عند خليفة الخديم أبا محمد حتى تؤمر بما يكون عليه العمل وصار بالبال، فقد كتبنا في شأنه لوصيفنا الحاج سعيد بن فرجى والسلام في 3 ربيع الأول عام 1311".
ولم يزل المترجم في سائر أطواره ملزما من والده بملازمة الدروس العلمية ولكن الصّبَا جُنون، وقديما قيل:
إن الشباب والفراغ والجدة
…
مفسدة للمرء أى مفسدة
كيف وقد انضم لذلك نفوذ الكلمة، ومقابلة الأوامر بالسمع والطاعة، ومجالسة قرناء السوء، وفقد الزاجر والرادع، ثم لما بلغ السلطان المولى الحسن ما هو عليه من الانهماك في التصابى من غير احتشام ولا مبالاة قام وقعد، وأبرق وأرعد، وكتب له مكتوبا مسهبا سب فيه وجدع، ووبخ وهدد وقرع، فاتحته: ولد نفسه عمر، السلام على من اتبع الهدى، وخالف الشيطان والهوى، ومن فصوله: أما مرافقتك مولاى على سروالو فلو كنت ذا عقل وفهم لكفاك اشتقاق لقبه واعظا عز غيره، فلم نسمع عليه ممدوحة منذ شب إلى أن شاب، وأما ولد الساورى فشهرته تغنى عن وصفه، وأما خروجك كل يوم للمشينة ولأبى الجنود، فإن أخاك مولاى بلغيث معنا بالمحلة، لم ير خارج قبته، مع أن المحلة لا سور لها، ولم يحضرنى الآن المهم من فصول ذلك الكتاب المدهش تقريعاته وزواجره.
ثم لبى والده السلطان رحمه الله مولاه، واجتمعت كلمة أهل الحل والعقد على بيعة ولى عهده من بعده السلطان السابق مولاى عبد العزيز، ولما بلغ خبر ذلك لفاس، وضربت الطبول على أبواب القصور السلطانية، مزق المترجم طبول الطبالين، وطردهم وهم بالإيقاع بهم فارغا ذلك في قالب الأسف على والده
الفقيد، وفى الحقيقة الداعى له لذلك هو ما لحقه من الغيظ والكمد على عدم جلوسه على أريكة الملك، لأنه كان يرى أنه الأولى بها والأحق.
ولما بلغ خبر فعلته الشنيعة لأحمد بن موسى الوزير المترجم سابقا أسرها في نفسه، وكانت النتيجة عزل المترجم عن وظيف الخلافة وترحيله لمكناس مسقط رأسه، مثقفا لا يخرج من المحل المعد لنزوله من القصور السلطانية حتى لصلاة الجمعة مدة حياة الوزير المذكور.
ثم لما انتقل لما قدمت يداه وتولى الوزارة بعده ابن عمه شيخنا الحاج المختار الذى كان وزيرا للمترجم مدة خلافته، خففت عنه وطأة الوثاق وسوعد على الخروج للاستحمام فقط، تحت مراقبة عامل البلد، ولم يزل الأمر ينحل شيئا فشيئا إلى أن حل ركاب السلطان بالحضرة الفاسية، ولم يأل المترجم جهدا في اتخاذ الوسائل للتقرب من السلطان والتودد لجنابه، ولو بالوشاية بغيره، وكان يعرف من أين تؤكل الكتف فوجه السلطان عليه لفاس وأنزله بدار من دور أقارب أحمد بن موسى المذكور، ولم يزل يتودد ويتحبب إلى أن وجه لقضاء مأمورية بأحواز مراكش والخليفة إذ ذاك بها هو صنوه السلطان السابق المولى عبد الحفيظ، ثم لما حل بمراكش آواه المذكور وأحسن إليه، والمترجم ينوى له النوايا السيئة ويتمنى كينونته مكانه، فصار يتربص به الدوائر وينصب إليه أشراك الأذى ويبالغ في الوشاية به، والحال أن للخليفة المذكور بالبساط السلطانى عيونا تطير له الإعلام بكل شاذة وفاذة، حتى إنه ربما وجهوا له مكاتيب المترجم بالوشاية به للسلطان، فلما تيقن ذلك قام على ساق في التضييق به وسد دونه سائر الأبواب التي يظن وصول النفع منها إليه، حتى ضاقت عليه الأرض بما رحبت وباع جل أمتعته فيما يقتات به، ورجع لفاس صفر الكفين لا يملك درهما ولا دينارا، ولم يزل من ذلك الوقت في كمد ونكد إلى أن ختمت أنفاسه.
مشيخته: أخذ عن العلامة السيد محمد بن التهامى الوزانى، والفقيه الغمارى، وسيدى جعفر الكتانى، والحاج المختار بن عبد الله والسيد العربى المنيعى، والشريف مولاى أحمد العلمى، والحاج أحمد السلاوى شيخ الجماعة بتطوان، وأبى عبد الله محمد البقالى، وأبى عبد الله محمد النجار، والأستاذ أبى محمد عبد السلام الدهرى وغيرهم.
رسائله: من ذلك ما كتب به لابن عمه المولى إدريس بن عبد السلام الأمرانى ونصه بعد الحمدلة والصلاة.
"حيا الله بأزكى التحيات وأنماها، وأَتحف بوافر البركات وأسماها، مقام ابن عمنا، وخلاصة ودنا، الشريف المنيف، الطود العفيف، الأديب الألمعى الأريب اللوذعى، الذى أعتقد أنه بعين القلب يرانى، مولاى إدريس بن عبد السلام الأمرانى، وسلام عليك أتم سلام، بوجود سيدنا ومولانا الإمام، أدام الله عزه للأنام.
وبعد: وصل كتابك الرائق المعنى، المتناسق اللفظ والمبنى، منبئا عن صدق الوداد، المتجدد على طول البعاد؛ هذا ونحن والحمد لله بخير وعلى خير، في نعم شاملة متوالية وعلى ما تعهد من الود، ومنذ فارقناكم لم نزل سائلين عن أحوالكم، متشوفين لأخباركم، نسأل الله تعالى أن يجمعنا بكم في ساعة حسنة، وأيام مستحسنة، في ظل سعادة مولانا المؤيد، أدام الله سعوده تتجدد.
وسلم منا بأتم سلام وأطيبه على عمتنا طالبا لك منها صالح الأدعية، لأنها بظهر الغيب مستجابة مرعية، والله بمنه يبقيكم محفوظين، وبعين العناية ملحوظين، ويسمعنا عنكم ما يسر البال في الحال والمآل.