الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكانت متدلية عليه ومظللة له كالقبة مدة طويلة، ثم إنه قطعها شخص لأجل أن يبنى مكانها فلم يتم له ذلك.
وفاته: توفى ربيع الأول سنة تسع وتسعين وألف.
444 - عبد القادر بن العربى المنبهى المدغرى المعروف بابن شقرون المكناسى
.
كذا وجد بطرة بخط العلامة المحقق السيد محمد بن جلون صاحب حواشى المكودى.
حاله: فقيه نحوى، أديب أريب لغوى، حكيم طبيب، ماهر خير، فاضل علامة مشارك كامل، مدرس نفاع، رحل إلى الحج وزيارة خير رسول، ودخل الإسكندرية ومصر وغيرهما من البلاد، وأفاد واستفاد.
قال في حقه أبو عبد الله محمد بن الطيب الشريف العلمى في أنيسه المطرب ما نصه: شاعر مصيب، رتع من البلاغة بمرعى خصي؛ وأحرز من الدراية أوفر نصيب، ودخل بيوت العربية من أوضح المسالك؛ وطرز في حديث السنن نحو ابن مالك، بفقه مالك، واختار الوحدة؛ وانفرد بالخمول وحده؛ ورغب عن الولدان، واعتزل الإخوان والأخدان، وضم إلى علم الأديان؛ علم الأبدان؛ فركب الأدوية؛ وانتشرت له بين الحكماء أى ألوية، وعرف الأمراض، وأرسل سهام الرقى فأصابت الأغراض.
رحل إلى المشرق فأدى فرضه؛ ثم رجع قاصد أرضه، فناهيك من علم اجتلب، ومن در نظم ودر احتلب؛ قال: ولقيته بمسجده من مكناسة الزيتون عند ضريح ولى الله تعالى أبى العباس أحمد بن خضراء رضى الله عنه فتلقانى بوجه وسيم؛ ومر لى معه حديث أروى من التسنيم، واستنشدنى فأنشدته للمحلى:
ولما أن خلا المغنى وبتنا
…
جميعا بالعفاف مؤزرين
قضينا الحج ضما والتماسا
…
ولم نشعر بما في المشعرين
إلى غير هذا من رقيق الأشعار، قال: وحضرت يوما مجلس إقرائه؛ لأخبر كنه ذكائه ودهائه، فوجدته يتكلم في التيمم ويقول: اعلم أن من تيمم للفرض لم يجز له أن يصلى بتيممه سوى ذلك الفرض المتيمم له ما لم يكن جنازة غير متعينة أو سنة، فالإباحة بعد الفرض، وكما تصلى السنة فما دونها بعد الفرض فكذلك بعد النفل، وفى النوادر عن ابن القاسم: لا بأس أن يوتر متيمم النفل، والمراد بالنفل ما يقابل الفرض أعم من أن يكون سنة أو غيرها، وفى سماع أبى زيد: ويشترط في الجميع الاتصال. الحطاب وانظر هل مراده اتصال الفريضة بالنافلة أو اتصال النوافل في أنفسها الظاهر الأول، وكلاهما منصوص عليه، وفى سماع موسى الفصل اليسير لا يضر.
وفى السماع أرأيت لو تيمم للنافلة وصلى ثم لم يزل في المسجد في حديث ثم أراد أن يقوم ليتنفل بذلك التيمم، قال: إن تطاول ذلك فليبتدئ تيممه وإلا فأرجو أن يجزئه، وصرح باشتراط الاتصال صاحب الطراز والمنتقى والتوضيح وابن عرفة وغيرهم. ابن رشد: الأصل أن لا يصلى صلاتين بتيمم وانجد فريضة ولا نافلة. انظر بقيته، وفى التوضيح: وشرط ابن رشد أن تكون النافلة منوية عند تيمم الفريضة، وإن لم ينوها لم يصلها، ونحوه للشامل وابن فرحون وبهرام. ابن عبد السلام: إذا قصد الفرض جاز له ما شاء من النفل وهو تابع في ذلك لابن الحاجب، الأجهورى: ظاهر المدونة أنه يفعل النفل بتيمم الفرائض وإن كثر، وقيده التونسى بأن لا يكثر ونقله في النوادر عن مالك رحمه الله.
وللشافعية أن يفعله إلى أن تدخل الفريضة الثانية واستظهره في التوضيح تبعا لابن عبد السلام، قال: لأن ما يفعله من النوافل إنما هو بالتبع للفريضة ولا معنى للتابع عند فقد المتبوع، قيل: وهو موافق لكلام التونسى، إذ يمكن حمله عليه.
إذا علمت هذا فاعلم أنه يصح إيقاع السنة بتيمم النافلة كما مر، وعليه ابن
القاسم في المجموعة، سند: وإذا قلنا بمنع الجمع بين فرضين، فهل يجمع بين فرض وسنة أو فرض عين وفرض كفاية؛ المذهب أنهُ يجمع إذا قدم المكتوبة.
وفى الواضحة: من تيمم للعتمة له أن يوتر بتيممها ويصلى من التنفل ما شاء ومثله لابن الحاجب والتوضيح، ثم إذا جاز إيقاع السنة بتيمم النافلة فلأن تجوز السنة بتيمم السنة أولى وأحرى. الحطاب: ووقع في التوضيح ما يوهم خلاف ذلك، فإنه قال لما تكلم على مسألة من صلى بتيمم واحد ما نصه: فرع قال ابن سحنون: وسبيل السنن في التيمم سبيل الفرائض الوتر، وركعتا الفجر والعيدان والاستسقاء والخسوف يتيمم لكل سنة كما في الفرائض نقله اللخمى.
قال: وسألته -يعنى صاحب الترجمة- عن أشياء من الأطعمة والأشربة وأى شئ أنفع للإنسان أن يأكله أو يشربه؟ فأدلى بأشياء نافعة، رافعة للأمراض دافعة، قال لى رعاه الله:
دماغ الجمل: من شرب منه مثقالا بخلٍّ وعسل نفعه لغشاوة البصر.
ألبان الإبل: تدفع وجع الأسنان.
دم الثور: إذا قطر على الجراحات التي يسيل منها الدم حبسه وإذا قطرت مرارته في الأذن مر الطنين.
شعر العنز: إذا بخر به البيت طرد الهوام.
ورق الزيتون الأخضر: إذا طبخ بالماء ورش به البيت هرب منه الذباب.
ورق الأترج: من جففه وسحقه وعجنه بدهن زيت ولوز وأطعمه من شاء أحبه حبا شديدا وكذلك:
ورق التفاح: إذا سحق مع السكر الأبيض واللوز وأطعمه من شاء ملك قلبه.
عظم الكبش: إذا حرق وسحق وعجن بلبن النساء وجعل في قطنة ووضع على نهش الهوام وعلى القروح الردية الخبيثة أبرأها وألحمها من غير ألم.
البابونج: يبرئ من وجع الكبد.
الحلبة: إذا طبخت بالعسل وشربت أخرجت ما في الأمعاء من الأخلاط الردية.
دهن اللوز الحلو: ينفع للحصى ويسهل خروجها.
الحبة السوداء: إذا شربت بماء وعسل فتتت الحصاة.
أغصان الفجل: بلا ورق إذا شرب من عصيرها أوقية فتتت الحصاة كبيرها وصغيرها هـ الغرض من أنيسه بخ.
مشيخته: أخذ بفاس عن جماعة من الشيوخ، منهم: أبو العباس أحمد بن الحاج، أخذ عنه الربع من مختصر الشيخ خليل، وأبو عبد الله محمد القسمطينى أخذ عنه المقدمات الكبرى للشيخ السنوسى، وأبو عبد الله محمد بن المسناوى أخذ عنه الألفية من أولها إلى آخرها، وأبو زيد عبد الرحمن بن عمران أخذ عنه الألفية واللامية لابن مالك من أولهما إلى آخرهما، والشريف أبو محمد عبد السلام بن الطيب القادرى أخذ عنه نصف الألفية، والشريف القاضى سيدى عبد الواحد أبو عنان أخذ عنه بعض مقامات الحريرى، والطيب أبو العباس أحمد بن الطيب أبى عبد الله محمد أدراق، أخذ عنه مسائل كثيرة من الطب.
وأخذ ببلدة مكناسة الزيتون عن جماعة من الشيوخ، منهم: القاضى أبو مدين السوسى أخذ عنه رسالة ابن أبى زيد ومختصر السنوسى، والقاضى سعيد
العميرى التادلى أخذ عنه البخارى حضر مجلسه في إقرائه من أوله إلى آخره مرارا وكذا الألفية، وأبو العباس أحمد بن يعقوب الولالى أخذ عنه التسهيل من أوله إلى آخره، وأبو محمد عبد السلام البيجرى أخذ عنه الألفية ومختصر السعد ومختصر السنوسى والخزرجية، والطبيب الماهر أبو إسحاق إبراهيم بن القائد على الطبيب الأندلسى المراكشى ثم المكناسى، وهو من أطباء الجد الأكبر السلطان مولانا إسماعيل أخذ عنه مسائل كثيرة من الطب، وأخذ بمصر عن الشيخ أحمد الزيدانى مسائل كثيرة من كتاب ابن النفيس الذى اختصر فيه القانون لابن سينا ومسائل كثيرة من كتاب الإرشاد لابن جميع.
الآخذون عنه: منهم أبو القاسم العميرى ترجمه في فهرسته وصرح فيها بأخذه عنه، وحلاه بالفقيه النحوى الأديب، اللغوى البليغ الأريب، قال: قرأت عليه الفقيه ابن مالك والآجرومية، وعليه كانت بداية قراءتى هـ.
ومنهم الشيخ صالح بن المعطى الشرقى حسبما صرح ذلك نفسه في قوله مخاطبا للمترجم:
أشيخنا النحرير حلو المنطق
…
المتزيى بمزايا المشرق
يا من علا الأتراب والأقرانا
…
كما سما الدهر به وزانا
يا نجل شقرون الجليل القدر
…
ومن غدا بحسنه كالبدر
قيد لنا في الطب ما للأغذية
…
أرجوزة مفيدة سنية
من نظمك العذب البليغ الأشهى
…
فهو من العقد النضيد أبهى
في غير هذا.
والعلامة السيد محمد الخياط بن إبراهيم المشنزائى -بنون فزاى- أخذ عنه أرجوزته في الطب، وذاكره في مسائل منها، واستفاد منه كثيرا حسبما وقفت على
تصريحه بذلك بخط يده، ومؤلف منحة الجبار حسبما صرح بذلك عن نفسه في منحته، قائلًا: وهو الآن بقيد الحياة سمعت عليه نظم لامية الأفعال وأماكن من الألفية والتوضيح هـ.
شعره: من ذلك قوله من قصيدة مدح بها سيد الوجود، مولانا محمدًا الحامد المحمود:
أسقيانى كئوس بنت الدوالى
…
إن عرانى السقام فهى الدوالى
بنت كرم ربت عناقيدها السود
…
بمهد الغصون تحت الظلال
رنحت مهدها الرياح وناغتـ
…
ـها البلابل من غصون عوالى
رضعت من لبان سلسل نهر
…
وسقاها الجلا سلاف الزلال
ربها المزن فوق عرش عريش
…
فتكلل عرشها باللآلى
حجب الفرس بكرها في دنان
…
ضمخوها بعنبر وغوالى
مزجت برضاب ظبى لماه
…
خندريس ختامها مسك غالى
بين ورد وياسمين وآس
…
قد تمايل قده في اعتدال
في رياض زهت بثوب نضار
…
من أصيل مرونق بالجمال
هزت النفحات فيها غصونا
…
شربت من شمول ريح الشمال
غرد العندليب فيها خطيبا
…
في منابر قضب سرو طوال
كم ليال قطعتها فى نعيم
…
حفظ الله عهد تلك الليالى
بت متبعا بها سنة الوصـ
…
ـل وبات الرقيب حلف اعتزال
بين راح وشمعة ومغن
…
وظباء قنصتها باحتيال
إذ نصبت لها حبائل حفت
…
بزخارف من غرور المحال
أذعنت للشراك بعد نفار
…
واستكانت لسحر كيد حبالى
كل ظبى يفوق بدر تمام
…
غير أن جبينه كالهلال
ماس منعطفا وسل من اللحـ
…
ـظ صوارم أُرهفت للقتال
جمع الغى والهدى وصفه من
…
صبح غرته وليل الدلال
فرقصت مسرحا طرف طرفى
…
بين جيد المها ولحظ الغزال
واغتنمت الوصال منتهز الفر
…
صة والليل سجفه في انسدال
إلى أن قال:
ليت شعرى فهل يعود زمان
…
قد مضى مسرعًا كطيف الخيال
صرت من بعد أنسه ذا سقام
…
أشتكى هم عيلة وعيال
ولبست سرابيل الضر حتى
…
سامنى كل مفلس من هزالى
كل يوم يجدد الكرب ثوبا
…
كم جديد لبسته فوق بال
إلى أن قال:
وتنازع عامل السهر الجفو
…
ن وعامل دمعه المتوالى
واشتغلت بمضمر الكرب حتى
…
ذبت بين تنازع واشتغال
إلى أن قال:
لى من الطب في الورى بعد صيت
…
وأنا أشتكى بفرط اعتلال
إلى أن قال:
إنما اشتكى لمن يكشف الضـ
…
ـر ويسدى المنى بغير سؤال
ضقت ذرعا وما رجوت سوى ر
…
ب الورى المتكبر المتعال
غافر الذنب قابل التوب ذى الطو
…
ل شديد القوى مفيض النوال
إلى أن قال:
رب يسر لعبدك الفتح واشرح
…
صدر من صدره من العلم خال
عاقه الكسل المطاع فأمسى
…
للبطالة وهو طوع الفعال
وأعن عبدك الفقير وأذهب
…
ضر جسم قوامه في انحلال
إلى أن قال:
فإليك وسيلتى صفوة الخلـ
…
ـق سراج الهدى وشمس العالى
هو أفضل شافع هو أوفى
…
مستغاث به لدفع الوبال
رحمة عمت الوجود وغاضت
…
من لدن منعم شديد المحال
نسخ الغى عامل الرشد إذ جا
…
ء فلاح الرشاد بعد الضلال
خير من وطئ التراب وأزكى
…
من مشى من ذوى حفى وانتعال
خير من جاءه الأمين بآى
…
أعجزت كل صائل بالمقال
إلى أن قال:
يا رسول الله إنى ضعيف
…
فاكفنى شر كل باغ وقال
يا رسول الله ضاق خناقى
…
فتدارك بحل عقد اعتقال
يا رسول الله كن لى جارا
…
إن أنيخت مطيتى لارتحال
الغياث الغياث يا خير من أمـ
…
ـدحه بتأملى وارتجال
أنت مدخرى وما لابن شقرو
…
ن سواك لهول يوم المآل
الصلاة عليك ما ناحت الور
…
ق صباحا وما تلا الذكر تالى
والرضا عن شوامخ المجد دأبا
…
آلك الأكرمين أشرف آل
وعلى الصحب كلهم غرر المجـ
…
ـد نجوم الهدى بدور الكمال
وقوله:
دعنى وشوقى للإسكندرية هل
…
أبصرت مثل رشا في ثغره الزاهى
إن كنت ملتمسا طيب المعاش فلا
…
تسكن سواها ففيها نعمة الله
وقوله متغزلا:
سلا لبى بأرض سلا حميم
…
فشربى مذ شغفت به حميم
وقوله معميا في التمر المجهول:
ما أحمر اللون حلو الطعم معسول
…
يعزى لذات عقاص زانها طول
قد شاع معروفها بين الورى كرما
…
فاعجب لمعروف أم وهو مجهول
وقوله معميا في اللفت:
ما أبيض في خده حمرة
…
يرفل في ثوب من السندس
قد بيع في السوق على حسنه
…
مظلمة بالثمن الأبخس
(ألفت) في أوصافه جملا
…
معجبة للحاذق الأكيس
وقوله مخاطبا لابن الطيب المنقول من أنيسه:
حياك رب العرش يا ابن الطيب
…
وسقاك منهمر الغمام الصيب
يامن نفائس شعره بل سحره
…
نسخت نفائس كل قول مطرب
شمس لمطلعها بفاس آية
…
فاعجب لمطلع مشرق في مغرب
وقوله وذلك عام أربعة ومائة وألف أو فيما يقرب منه كما أخبر بذلك عن نفسه.
أسر الفؤاد فبات في أغلاله
…
قمر تشعشع في سماء جماله
سلب الكرى عن ناظرى لما درى
…
أنى أعلله بطيف خياله
قد حام قلبى حول بانة قده
…
فرماه من لحظاته بنباله
فغرقت من بحر الهوى في لجة
…
وصبرت محتسبا على أهواله
وقطعت ليل صدوده حتى بدا
…
صبح الوصال ولاح في أذياله
فجنيت زهر جماله متمتعا
…
بعقيق مبسمه وعذب زلاله
ورشفت من در الثنايا سلسلا
…
كالراح مختوما بعنبر خاله
أرخى على خديه فرعا فاحما
…
فقطفت غض الورد تحت ظلاله
يا حسنها من ليلة في جنحها
…
ظفر الفؤاد بمنتهى آماله
غفل الوشاة فنلت ما أملته
…
من وصله والسعد في إقباله
وشكوت ما قد فات من زمن الجفا
…
وأريته صبرى على أفعاله
وسقيته خمرا حكت شمس الضحى
…
تسلى فؤاد المستهام الواله
يا قلب دونك فانتهز فرص الرضا
…
من قبل أن يصغى إلى عذاله
فعليه منى ألف ألف تحية
…
ما لاح في أفق ضياء هلاله
وتسربل الروض الهتون بسندس
…
فبدت عقود الطل في سرباله
وقوله:
يا طالب الطب لدى عصبة
…
تطلب مجانا سماع المجون
لست طبيبا ماهرا عندهم
…
إن لم تقل للشئ كن فيكون
وقوله:
كلمات حق نقشها حسن
…
في فضة تسبى نهى الخلق
تقضى حوائج كل ذى أمل
…
الله حق ناصر الحق
وقوله:
وذى سمن على خديه ورد
…
وحول الخد منه ياسمين
وهبت له على خطر فؤادى
…
وقلت ارفق برقك ياسمين
وقوله:
وشى روض البنفسج ثوب روض
…
به النمام دب على الحواشى
فلمت طيوره لما أثارت
…
خصاما قبل وقت الفجر فاش
فقالت كيف أسلو عن خصام
…
وإنى بين نمام وواش
وقوله في فتى منزله بمكناسة بحومة قاع وردة:
أهدى إلى وردة
…
ظبى ثوى بقاعها
كناسه مكناسة
…
يسرح في بقاعها
فائدة: وهذا النوع يسميه النحاة المعمى، والفقهاء الألغاز، وأهل الفرائض المعاياة، واللغويون الأحاجى. والأصل فيه حديث البخارى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن من الشجر شجرة لخ قاله ابن فرحون في كتابه درة الغواص في محاضرة الخواص.
مؤلفاته: منها شرحه على البسط والتعريف للشيخ المكودى، والأرجوزة في
علم الطب المعروفة بالشقرونية نظمها بإشارة من الرجل الصالح، المنور الفالح، أبى المعالى الصالح بن المعطى الشرقاوى العمرى لما قدم على مكناسة الزيتون عام ثلاثة عشر ومائة وألف، فطلب من المترجم في أبيات رجزية أن يقيد له في الطب أرجوزة تتضمن مسائل مخصوصة منه، عينها الشيخ المذكور في أبياته المذكورة، فلم يجد بدا من موافقته ومساعدته على ما طلب، كذا أخبر المترجم عن نفسه، ولم أقف على تاريخ وفاته غير أنه كان حيا يرزق سنة أربعين ومائة وألف.
445 -
عبد القادر المدعو الجيلانى (1) السحاقى.
من آيت إسحاق، إحدى قبائل آيت أو مالوا النازلين ببلاد ملوية.
حاله: قال في حقه أبو عبد الله محمد بن الطيب بن عبد السلام القادرى في الأزهار النادية ما لفظه: الكاتب الأرفع، والبدر الأسطع، الأديب اللبيب اللغوى النسابة المؤرخ، كان يحسن الترسيل والإنشاء، ناظما ناثرا مطلعا، ألف رحلة وصف فيها رحلة السيدة الجليلة خناثة بنت الشيخ الجليل الوجيه سيد قومه بكار المغفرى أم أمير المؤمنين مولانا عبد الله بن مولانا إسماعيل الحسنى لما سارت إلى المشرق بقصد الحج، فحجت ورجعت إلى المغرب، وكان من جملة من سافر في رفقتها.
مؤلفاته: منها رحلته المشار لها.
وفاته: توفى بعد أوبته من أداء فريضة الحج بعد الخمسين ومائة وألف رحمه الله.
445 - من مصادر ترجمته: موسوعة أعلام المغرب 6/ 2558.
(1)
في الموسوعة: "الجيلالى".