الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
551 - أبو القاسم ابن الأبرش
.
ذكره ابن الأبار في التكملة، في ترجمة إبراهيم بن يوسف بن آدهم بن عبد الله بن باديس بن القائد القائدى الوهرانى في صحيفة مائة وست وثمانين، وكان إبراهيم هذا أخذ عن المترجم بمكناسة، وكانت وفاة إبراهيم المذكور في صفر سنة خمس وخمسمائة، ولم أقف على زائد على هذا في ترجمته.
552 - أبو القاسم بن حبيب الحريشى المكناسى
.
حاله: فقيه علامة، مشارك نفاع، مفت حجة، مرجوع إليه.
ذكره ابن غازى في الروض الهتون وقال: أدركته بالسن فقط، وكان عبد الله العبدوسى يثنى عليه في مجلسه، تبعه صاحب تكميل الديباج، وذكر السجلمانى في شرح العمل في الصفقة كلاما نقله عن ابن غازى عن شيخ شيوخه أبي القاسم المترجم، ولم أقف له على وفاة.
553 - أبو القاسم بن درى الشاوى الأصل المكناسى الدار
.
مولى السلطان أبي الملوك الجد الأعظم مولانا إسماعيل.
حاله: آخر القراء والأساتذة المحققين بالعاصمة المكناسية، علامة جليل، أستاذ مقرئ، عارف كبير، نقاد حافقظ لافظ مجيد، له مهارة كاملة، وقدم راسخ، ومعرفة زائدة بعلوم القراءات السبع وغيرها، شهد له بذلك القادة الأعيان من أئمة ذلك الفن المشار إليهم بالعلم والعمل ومتانة الدين.
حلاه شيخه البركة المحصل الماهر المتسع المشاركة السيد محمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بصري شيخ الإقراء في زمانه بما لفظه: الطالب النجيب، الحافظ المتقين المجود الأريب، الضارب في فن القراءة بسهم نافذ مصيب. هـ.
552 - من مصادر ترجمته: الروض الهتون - ص 121.
جد في الطلب، واجتهد وهجر البطالة والرقاد، حتَّى صار المشار له في زمانه بالبنان، واتسع في المعلومات مجاله مع ضبط وإتقان، وإخلاص نية في السر والإعلان، لا يعرف لهوا ولا لعبا، ولا يدري للكسل مذاقا، معمور الأوقات بالفحص والتنقير عن غوامض العلوم، حتَّى فتحت له النجابة بابها، وأدخلته العناية الربانية حجابها، وقالت له المعالي هيت لك، وكانت له رحمه الله لدى سيده السلطان المذكور مكنة مكينة، واعتبار ورفعة شأن، شأنه مع أمثاله الأفاضل السراة من أهل العلم والدين، انتصب على عهده رحمه الله للإقراء والإفادة، فكان حامل لواء القراء في زمانه.
مشيخته: أخذ عن أبي عبد الله بصري المذكور وختم عليه سبع ختمات من القرآن العظيم، جمع في الأولى بين روايتى نافع وابن كثير، وفي الثَّانية والثالثة رواية أبى عمرو بن العلاء، وجمع في الباقي بين الأئمة السبعة، وقف في الآخرة من الختمات السبع بأوائل الروم، كل ذلك بطريق التيسير للدانى وملخصه (1) حرز الأمانى.
وأجازه مرتين بما لفظه في الأولى بعد الحمد والصلاة:
وبعد: فيقول عبد ربه، وأسير ذنبه، المشفق على نفسه من سوء كسبه، خويدم كتاب الله العظيم، وعبيد آل المصطفى الكريم، محمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد البَصْرِيّ المكناسى، وقاه الله شح نفسه، وجعل خير أيامه يوم حلول رمسه، إن الأستاذ الحافظ، المجيد اللافظ، أبا القاسم بن درا، مولى مولانا الإِمام، ملاذ الأنام وناصر الإِسلام، ذى الحسب المنيف، والنسب الغنى عن التعريف، مولانا إسماعيل بن الشريف، أَدام الله وجوده، وظفر جيوشه وجنوده، قرأ على جميع القرآن، المنزل على المختار من ولد عدنان، سبع ختمات جمع في الأولى بين إمام
(1) تحرف في المطبوع إلى: "ومخلصه".
المدينة نافع وعبد الله بن كثير، وأَضاف إلى الإمامين في اثنتين بعدها أَبا عمرو بن العلاء، وجمع في الباقي بين الأئمة السبعة المشهورين، غير أن الآخر وقف بأوائل الروم، وكل ذلك بطريق التيسير للدانى، وملخصه حرز الأمانى، ولما طلب مني أن أجيزه وجهته نحو شيخنا شيخ الطريقة، والحائز لها على الحقيقة، فأجازه بما هو مسطر أعلاه، وأمرنى بأن أجيزه بما قرأه على وحلاه، فكتبت هذه الأسطر امتثال أمره، ورجاء مغفرة خالقى وستره، بدخولى في زمرة خدمة كتابه، الساعين رحمته عند فسيح بابه، وصلى الله على سيدنا محمَّد وآله هـ.
ولفظ الثَّانية: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان على سيدنا محمَّد خاتم النبيين، وإمام المرسلين، وعلى آله الطيبين وصحابته الأكرمين.
وبعد: فيقول عبد ربه، وأسير ذنبه، المشفق على نفسه من سوء كسبه، خويدم كتاب الله العزيز وأهله، المعتمد على كرمه وجوده وفضله، محمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد البَصْرِيّ المكناسى، وقاه الله شح نفسه، وجعل خير أيامه يوم حلوله برمسه، إن الطالب النجيب، الحافظ المتقين المجود الأريب، الضارب في فن القراءة بسهم نافذ مصيب، أَبا القاسم الشاوى شهر بابن درا، رفع الله بالعلم النافع قدره، وأجرى على منهج التوفيق والتسديد أمره، كنت أجزته فيما سلف بنحو الثمان سنين في القراءة السبعة، ولم يكن إذ ذاك منتصبا للإقراء، ولا مكلفا يحمل أعباء القراء، ولم يزل من ذلك الوقت إلى الآن مجدا في الاجتهاد، هاجرا للبطالة والرقاد، حتَّى صار بحمد الله من الفن المذكور مملو الوطاب، وعاد بلح طلبه إلى الإرطاب، واتسع في الأحكام مجاله، وصدق في ذلك فعله ومقاله، وانتصب للتعليم، حسبما به اليوم كفيل زعيم.
والآن طلب مني أن أشهد له بذلك في كتاب، ليرتفع عنه فيما ذكر تخالج الظنون وخطرات الارتياب، وليكون بيده حجة ساطعة إلى يوم الحساب، فأجبته إلى ما سأل، وأسعفته فيما رغب وأمل، وكتبت أحرفى هذه شاهدا له بالضبط والإتقان، والمهارة في الحرز ومورد الظمآن، والمعرفة بالأحكام خصوصًا تخفيف الهمز لحمزة وهشام، وأنه من المنتصبين لتبليغ الرواية، المشتغلين بالحفظ والدراية، البالغين في تحمل هذا العبء أقصى الغاية، وقد انتفع به من أهل السبع جمع كثير، وجم غفير. جعل الله ذلك منا ومنه خالصًا لوجهه الكريم، وسببا للفوز بالنعيم المقيم، إنه ولى كل خير، وهو على كل شيء قدير، وفي سادس جمادى الأولى من التاسعة عشرة للمائة والألف هـ.
ومن مشايخ المترجم أَيضا: أبو عبد الله محمَّد الهوارى، وأبو العلاء إدريس المنجرة، وأبو عبد الله محمَّد الخبزى التادلى، والشيخ مبارك الشرادى الزرارى، وأبو عبد الله محمَّد الصواف الفيلالى، والسيد الراضى السوسى، وأبو على الحسن أزكار السوسى، وسيدى سعيد بن ميمون الدغمى، وأبو الحسن على بن مبارك الصباحى العجلي، والحافظ سيدي أَحْمد بن مبارك الفيلالى، وسيدى أَحْمد ابن المنتقي الفيلالى اللمطى، ولقى العارف بالله سيدي أَحْمد الحبيب الفيلالى وعرض عليه مسائل في هذا العلم سؤالا ومذاكرة.
مؤلفاته: منها حرز الأمانى شرح الجعبرى شرحا عجيبا متقنًا في مجلدات، بأمر من سيدي أَحْمد بن مبارك لما ورد عليه لمكناس، عام خمسة وثلاثين ومائة وألف، وأقام ضيفا لديه بداره أيامًا، وقفت على الأول والثاني من هذا الشرح بخزانة البحاث الرحالة المولى عبد الحي الكتانى، فإذا هو شرح ممتع جمع فأوعى، وبرهن على اقتدار المؤلف وطول باعه في الفنون، تاريخ انتهاء كتابة الجزء الأول سادس عشر شعبان عام ثمانية وعشرين ومائة وألف؛ ومن تآليفه العديمة المثال في بابها شرح الهمز والكنز والحرز وتقييد على ابن برى وغير ذلك.
شعره: من ذلك ما أَنشده لنفسه أول شرحه المذكور:
طلائع نشر الحرز قامت بمغرب
…
فصالت وجالت تجمع الحمد للشكر
تعامل كل النَّاس بالبذل والعطا
…
فلم يبق وقد زارها عرض الفقر
فقرت عيون الطالبين لنيلها
…
وسرت قلوب الواصلين بلا هجر
رموز لها كالورد أصبح راويا
…
وأسماؤها فجر أضاء بلا ستر
وأنهلها كنز المعاني بوبله
…
فأصبحت الوراد تغرف من بحر
فلم يبق ظمآن على وجه أرضنا
…
ولا فيها محتاج يعاين للغير
فرحماك ياربى على علمائنا
…
ومن بها فضلا على كل من يقرى
نثره: من ذلك قوله في الشرح المذكور عند تعرضه لذكر لقائه سيدي أَحْمد
ابن مبارك السجلماسى ولفظه: فعرضت عليه تقييد ابن برى الذي وضعناه، ومثله
من شرح الهمز والكنز والحرز على ما وصفناه، وقرأت عليه تقاييد أخر كانت
عندنا، ذكرنا فيها من مسائل الفن جهدنا فاستحسن أعزه الله ما سردناه، وأَعجبه
أكرمه الله ما كتبناه وقيدناه، فدعا لنا بخير ما أردناه، والحمد لله، ثم أمرنى أيده
الله بشرح كنز المعاني وحل كلمة الصعبة المبانى، فاعتذرت له بما أنا أهله من
التقصير، وسطوات الجهل والعجز والتحصير، وخاطبه لسان حالى بقول القائل:
ما أَنْتَ أول سار غره قمر
…
ورائد خدعته خضرة الدمن
فرأيت هنالك مهامه تجار فيها القطا، وشوامخ تأكل عند اقتحامها الخطأ، ثم
وقفت أتأمل الخوف عند فجئتها، لكن قدمت الرجاء عند رؤيتها، فقال لي اشرع
فيه بلا توان، وتوكل على الله المستعان، ثم مسح يده المباركة على صدري، ودعا
لي بصلاح أمرى فعند (كذا) ذلك على الاحتفال بمودته، وعلمت أن العلم يزداد