المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌463 - عبد السلام بن محمد بن عبد السلام بن عبد الله - إتحاف أعلام الناس بجمال أخبار حاضرة مكناس - جـ ٥

[ابن زيدان السجلماسي]

فهرس الكتاب

- ‌412 - عبد الرحمن بن هشام بن محمد بن عبد الله بن فخر الملوك أبي النصر إسماعيل السلطان ابن السلطان ابن السلطان ابن السلطان ابن السلطان

- ‌ولادته:

- ‌حاله:

- ‌اهتمامه بأمور الدين وصدور أوامره لولاته بجبر رعاياهم على إقامة رسومه

- ‌اعتناؤه بنشر العلم وتسهيل سبله:

- ‌تبرعاته وأوقافه

- ‌استعداده البحرى

- ‌علائقه السياسية

- ‌خلفاؤه:

- ‌وزراؤه:

- ‌كتابة

- ‌قضاته:

- ‌قواد مشوره:

- ‌قواد المسخرين:

- ‌عماله:

- ‌أمناؤه:

- ‌محتسبوه:

- ‌نظاره:

- ‌الأول:

- ‌الثانى:

- ‌بناءاته وآثاره:

- ‌نساؤه الحرائر والشريفات:

- ‌ما خلفه من البنين والبنات:

- ‌بعض ما قيل فيه من المديح:

- ‌وفاته:

- ‌413 - عبد الرحمن الكَاوَانى -بفتح الكاف مشبعة ثم واو مشبعة كذلك بعدها نون مكسورة مشبعة أيضا

- ‌414 - عبد الرحمن بن أحمد بن أبى القاسم القَرْمُونى القيسى

- ‌415 - عبد الرحمن بن الشيخ الولى أبى السرور عياد بن يعقوب

- ‌416 - عبد الرحمن بن أحمد الوقاد المكناسى الدار، المعافرى النجار

- ‌417 - عبد الرحمن بن قاسم بن محمد بن عبد الله آعراب -بهمزة مفتوحة بعدها ألف ساكنة ثم عين مهملة ساكنة فموحدة

- ‌418 - عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن بن عزون -بالنون- المكناسى، أورده صاحب الإعلام

- ‌419 - عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن أحمد الإدريسى المكناسى الحسنى

- ‌420 - عبد الرحمن بن الحسن اليازغى

- ‌421 - عبد الرحمن كدران

- ‌422 - عبد الرحمن بن النقيب الأشهر سيدى عبد القادر بن عبد الله الشريف الإدريسي الشَّبِيهِىّ

- ‌423 - عبد الرحمن بن محمد الفاسى لقبا، المكناسى دارًا ومنشأ وقرارًا، الشاوى أصلا المعزاوى

- ‌424 - عبد الرحمن بن أحمد دادى الزرهونى

- ‌425 - عبد الرحمن بن محمد فتحا بصرى المكناسى

- ‌426 - عبد الرحمن بن على بن محمد بن عبد المالك بن زيدان بن إسماعيل الأكبر

- ‌427 - عبد الرحمن بن التهامى بن الفقيه العلامة سيدى يحيى بن عبد الواحد الشريف الحسنى الإدريسى الزرهونى

- ‌428 - عبد الرحمن القرشى دفين بطحاء خارج باب بريمة، ولم أقف له على ترجمة

- ‌429 - عبد الرحمن التاغى دفين حومة حمام الجديد، ولم أقف له على ترجمة

- ‌430 - عبد الرفيع بن مسعود بن عبود المكناسى الأصل

- ‌431 - عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن عبد المالك بن محمد بن عبد العزيز بن عبد الواحد أبى الغيث الحسنى العلوى

- ‌432 - عبد الكريم بن الرضى بن محمد بن على بن أحمد اليلمحى الشريف الوزانى

- ‌433 - عبد المالك بن فخر الملوك أبى النصر إسماعيل

- ‌اعتباره لمن يشار له بخير:

- ‌علائقه السياسية:

- ‌434 - عبد الملك البوعصامى نزيل مكناسة

- ‌435 - عبد الملك بن محمد الحسنى

- ‌436 - عبد المالك بن عبد السلام بن السلطان محمد بن السلطان مولاى عبد الله بن السلطان الأعظم مولانا إسماعيل

- ‌437 - عبد المالك أبو المفاخر بن السلطان عبد الرحمن بن هشام

- ‌438 - عبد النبي الشاوى

- ‌439 - عبد العزيز أبو فارس

- ‌440 - عبد العزيز بن محمد اليفرنى

- ‌441 - عبد العزيز بن محمد بن محمد بن قاسم بن على بن عبد الرحمن ابن أبى العافية الشهير بابن القاضى الزناتى المكناسى

- ‌442 - عبد العزيز المكناسى المدنى

- ‌443 - عبد القادر بن عبد الله بن محمد بن عبد القادر بن عبد الواحد بن أحمد الشبيه الجوطى الحسنى

- ‌444 - عبد القادر بن العربى المنبهى المدغرى المعروف بابن شقرون المكناسى

- ‌446 - عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد الملقب الفاسى

- ‌447 - عبد القادر أبو محمد القاضى الأعدل بن محمد بن عبد المالك بن العربى بن على بن مولانا محمد بن مولانا على الشريف الحسنى السجلماسى

- ‌448 - عبد القادر بن الحران الحسنى الإسماعيلى

- ‌449 - عبد القادر بن عبد الرحمن بن سعيد

- ‌450 - عبد القادر بن محمد بن أحمد بن بلقاسم الإدريسى العلمى الحمدانى

- ‌451 - عبد القادر زين العابدين

- ‌452 - عبد القادر شقيق والدنا ابن عبد الرحمن بن على بن محمد بن عبد المالك بن زيدان بن فخر الملوك إسماعيل

- ‌453 - عبد القادر بن على الحسنى العلوى

- ‌454 - عبد القادر بن المعطى بن العناية

- ‌455 - عبد السلام ابن العلامة الشاذلى بن محمد بن أبى بكر الدلائى

- ‌456 - عبد السلام أبو محمد قاضيها ابن محمد الدلائى البكرى المسناوى

- ‌457 - عبد السلام البيجرى المكناسى

- ‌458 - عبد السلام بن أبى يعزى حركات السَّلاوى

- ‌459 - عبد السلام الرامى الزرهونى أصلا الفاسى النشأة والدار

- ‌460 - عبد السلام بن الحاج محمد بن عمرو

- ‌461 - عبد السلام بن محمد التازى الرباطى

- ‌462 - عبد السلام بن محمد فتحا بن عبد الله بن الطاهر الأمرَانى

- ‌463 - عبد السلام بن محمد بن عبد السلام بن عبد الله

- ‌464 - عبد الهادى بن عبد المالك بن أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن حفيد بن على بن محمد بن عبد الواحد أبى الغيث الشريف العلوى البلغيثى

- ‌465 - عبد الهادى الفيلالى نزيل مكناس ودفينها

- ‌466 - عبد الواحد بن على بن محمد فتحا بن على الكتانى. نزيل مكناس

- ‌467 - عبد الواحد بن الأستاذ أبى الحسن على بن محمد بن على المدعو منون

- ‌468 - عبد الواحد بن عبد الرحمن الشبيهى الجوطى

- ‌469 - عبد الواحد المدعو الدربالى

- ‌470 - عبد الواحد بن حمادى بن عبد الواحد بن محرز بن الشريف بن على

- ‌471 - عبد الواحد بن محمد ابن فقيرة

- ‌472 - عبد الوهاب بن محمد بن الشيخ المكناسى الأصل والنشأة والدار

- ‌473 - عبد الوهاب أبو نصر وأبو اليمن وأبو البركات قاضيها ابن السيد الحاج محمد المدعو حم العرايشى المكناسى الدار والإقبار

- ‌474 - عبد الوهاب الشيخ أبو محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن ابن عبد الله بن عمر بن عبد الرحمن بن عمران

- ‌475 - عبد الوهاب بن أحمد أدَرّاق

- ‌476 - عبد الوهاب أجانا

- ‌477 - العباس بن محمد بن كيران الفاسى الأصل المكناسى الوفاة

- ‌478 - العباس بن أمير المؤمنين مولاى عبد الرحمن بن أمير المؤمنين مولاى هشام بن أمير المؤمنين سيدى محمد بن أمير المؤمنين مولاى عبد الله بن أمير المؤمنين السلطان الأعظم مولاى إسماعيل بن الشريف الحسنى

- ‌479 - العباس بن الهادى فرموج المكناسى

- ‌480 - عثمان أبو سعيد بن عبد الواحد بن عبد العزيز اللمطى المكناسى الميمون

- ‌481 - العربي بن محمَّد فتحا بصرى المكناسى

- ‌482 - العربي بن مسعود أبو سرحان بن عبد الله بصرى

- ‌483 - العربي بن على القسمطينى

- ‌484 - العربي بن أبي فارس بن محمَّد المدعو ولد عريبة ابن السلطان الأعظم سيدنا الجد الأكبر مولانا إسماعيل

- ‌485 - العربي بن عامر المكناسى

- ‌486 - العربي بن الطاهر بن المهدي بصرى المدعو قطيطة المكناسى النشأة والدار والإقبار

- ‌487 - العربي: بن محمَّد بن محمَّد السائح بن العربي بن فاضل بن محمَّد ابن بوعزة الصالح بن رشيد بن عبد القادر بن الشيخ أبي عبيد سيدي محمَّد الشرقى العمرى

- ‌488 - العربي بادو ابن الأمين المحتسب الحاج الطاهر

- ‌489 - العربي بن على بن فارس الحسنى العلوى

- ‌490 - العربي بن إدريس الشريف العلمى اللحيانى المعروف بالموساوى

- ‌491 - العربي بن الأستاذ فضول ابن شَمْسِى

- ‌492 - على أبو الحسن عرف بالأعرج

- ‌493 - على بن حمود

- ‌494 - على بن عيسى بن عمران بن دافال المكناسى

- ‌495 - على بن أبي بكر بن سبع بن مزاحم المكناسى

- ‌496 - على بن عبد الرحمن بن تميم اليفرنى، شهر بالطنجي والمكناسى

- ‌497 - على بن موسى بن أبي بكر بن محمَّد فتح ابن عبد الله الكتانى

- ‌498 - على أبو الحسن بن الفقيه الأستاذ المدرس محمَّد بن على، دعى منون الحسنى المكناسى النشأة والدار والإقبار

- ‌499 - على بن هارون الشريف الحسنى المكناسى

- ‌500 - على بن محمَّد بن عبد الرحمن المعروف بالمراكشى

- ‌501 - على بن محمَّد بن أبي الفضل بن أحمد بن العافية

- ‌502 - على بن سعيد بن محمَّد الصنهاجي المكناسى

- ‌503 - على بن يوسف

- ‌504 - على بن محمَّد الزرهونى المعروف بالدشيش بصيغة التصغير

- ‌506 - على بن عمر

- ‌507 - على أبو الحسن قاضيه ابن أحمد بن محمَّد بن حماد زغبوش

- ‌508 - على أبو الحسن

- ‌509 - على بن قاسم الوقاد المعافرى قاضيها أبو الحسن

- ‌510 - على الزرهونى

- ‌511 - على بن أحمد المكناسى

- ‌512 - على بن عمر بن عبد السلام بن أحمد بن محمَّد بن محمَّد ثاني ابن أحمد بن الحافظ بن أبي بكر بن العربي المعافرى

- ‌513 - على أبو البركات بن محمَّد المدعو حمدوش بن عمران الشريف العلمى العروسى

- ‌514 - على بن سعيد العميرى

- ‌515 - على بن عبد الرحمن بن عبود المكناسى النشأة والدار والإقبار

- ‌516 - على بن صانبة البخارى المكناسى

- ‌517 - على جد والدنا دنية ابن محمد بن عبد المالك بن زيدان بن فخر الملوك مولانا إسماعيل

- ‌519 - على بن محمد المسفيوى

- ‌520 - على بن الشاد بن محمد بن العربى بن الطالب الأمرانى

- ‌521 - عمر بن عثمان الونشريسى المكناسى

- ‌522 - عمر الحراق أبو حفص، وزير الحضرة الإسماعيلية الشريف الحسنى

- ‌523 - عمر الوقاش

- ‌524 - عمر الخطاب نزيل جبل زرهون ودفينه

- ‌525 - عمر بن عبد العزيز بن عمر الخطاب الزرهونى

- ‌526 - عمر بن مبارك الحصينى

- ‌527 - عمر الكوش المكناسى

- ‌528 - عمر بن الفقيه المقدس أبى عبد الله محمد بن عوادة العثمانى

- ‌529 - عمر بن أمير المؤمنين مولانا الحسن

- ‌530 - عمران أبو موسى بصرى الولهاصى الولى الشهير

- ‌531 - عمران بن موسى الجاناتى المكناسى

- ‌532 - عياد السوسى

- ‌533 - عائشة العَدَويَّة دفينة مكناسة الزيتون

- ‌534 - عيسى بن دافال أبو موسى المكناسى

- ‌حرف الغين المعجمة

- ‌535 - غازى بن الإمام شيخ الجماعة بمكناس وفاس محمد بن أحمد ابن غازى المكناسى الأصل الفاسى الإقبار

- ‌536 - الغازى بن العربى بن عبود المكناسى النشأَة والدار والإقبار

- ‌537 - الغزوانى بن الشيخ الإمام عبد الله محمد بن أبى بكر الدلائى

- ‌538 - الغالى ابن المكى السنتيسى المكناسى النشأة والدار والإقبار

- ‌حرف الفاء

- ‌539 - فتحون البزازية

- ‌540 - فاطمة بنت الشيخ الصالح أبي عبد الله محمَّد بن عبد الرَّحْمَن بصري مار الترجمة

- ‌541 - فرج الأَنْدلسيّ أبو الفضل المكناسى الدار

- ‌542 - الفاطمى بن محمَّد بن سميه بن عبد القادر بن محمَّد بن عبد القادر النقيب الإدريسى الشبيهى

- ‌543 - الفضيل بن الفاطمى المترجم قبله يليه بن محمَّد بن سميه بن عبد القادر بن محمَّد بن عبد القادر النقيب

- ‌544 - الفاطمى بن الفضيل المترجم قبله يليه

- ‌حرف القاف

- ‌545 - القاسم بن عبد الله بن محمَّد بن حماد بن محمَّد بن زغبوش

- ‌546 - قاسم أبو الخير بن محمَّد بن محمَّد بن قاسم بن أبي العافية الشهير بابن القاضي

- ‌547 - قاسم بن رَحْمُون الزرهونى الأصل، الفاسى النشأة والوفاة

- ‌548 - قاسم البندورى أبو اليسر

- ‌549 - قاسم. دُعِيَ الدامى بن محمَّد فتحا المنصورى أصلا المكناسى نشأة ودارا وإقبارا

- ‌550 - قاسم بن الفقيه الأستاذ عبد القادر الحسنوى

- ‌551 - أبو القاسم ابن الأبرش

- ‌552 - أبو القاسم بن حبيب الحريشى المكناسى

- ‌553 - أبو القاسم بن درى الشاوى الأصل المكناسى الدار

- ‌554 - أبو القاسم قاضى الحضرة المكناسية وابن قاضيها سعيد بن أبي القاسم العميرى -بفتح العين نسبة لبنى عمير، فرقة من تادلا الجابرى التادلى

- ‌فهرس مصادر التحقيق

الفصل: ‌463 - عبد السلام بن محمد بن عبد السلام بن عبد الله

استعن بالصبر يا خل الوفا

وتمسك به واقرأ ما نزل

ما عسى يغنى التشكى والأسى

أيردان قضاء حيث حل

إن أذكى الناس من يرضى بما

قدر الرحمن قدما في الأزل

وتجمل إن عرى خطب ولا

تشكون حالك للخلق تجل

واحتسب أجر أبي صار إلى

جنة الفردوس يزهو ذا جذل

بجوار المصطفى خير الورى

جده الهادى إلى خير الملل

فلقد كان ورب العرش ما

له في المجد وفى الفخر مثل

عالما حبرا تقيا عاملا

فاضلا مقتفيا نهج الأول

فاز من خلف نجلا مثلكم

تابعا سيرته ثم ارتحل

فاتق الله وكن خير امرئ

لأياد الله بالشكر عقل

لم يسد من ساد إلا بالتقى

وحياء وبعلم وعمل

ولقد ذكرتكم ممتثلا

أمر رب منعم عز وجل

‌463 - عبد السلام بن محمد بن عبد السلام بن عبد الله

.

يدعى سيدى عب طلاق النساء لكثرة تطليقه -إذ تزوج بمائتين اثنتين وسبعين بتقديم السين على المثناة امرأة- بن محمد الحبيب المعروف بسيدى حبيبى ابن محمد فتحا بن زين العابدين بن فخر الملوك مولانا إسماعيل الحسنى.

حاله: شاب نجيب، حامل لواء الأدب في زمانه، رقيق الطبع، حلو الشمائل، لطيف المعاشرة، ممتع المجالسة، شريف النفس، فقيه نبيل، لوذعى نبيه،

ص: 446

عالى الهمة، له اليد الطولى، والعارضة العريضة، والاقتدار الكامل في النظم والنثر، ذهب في شعره مذهب القاضى الفاضل، وابن نباتة وغيرهما من أكابر الأدباء، استكتب في الدولتين العزيزية والحفيظية، فكان أكتب أهل طبقته وأبرع جلهم خطا، وكان يقيد بإقامة الحضرة السلطانية، ويظعن بظعنها، ولما ظعن المولى عبد الحفيظ من فاس إلى الرباط كان من جملة من تخلف عن الظعن معه، ثم لحق به وأعيد قال خدمته، ولم يزل مقرا عليها إلى أن اخترمته المنية.

شعره: من ذلك قوله:

أشجى فؤادك بارق الأنواء

أم ذكر رامة أم نسيم قباء

أم ذكر وجرة أم جآدد جاسم

والمنحنى أم ساكن البطحاء

سقيا لهم معاهدا وملاعبا

لمهى محجبة وعين ظباء

لله أيام لنا سلفت بها

جاد الزمان بشربها بصفاء

جاريت فيها إلى الصبابة والصبا

رخو الأعبة أصهب الصهباء

سكران سكر مدامة وصبابة

خلع العذار أجر فضل رداء

قضيتها أحلام صب موله

قد أيقظته إشارة الرقباء

يا عاذلى لو كنت تدرى ما الهوى

أبدلت لامك عاذلى بالراء

دع عنك تحذير (المحب) فإنما

يزداد بالتحذير في الإغراء

أأروم إخفاء المحبة والهوى

والدمع سال ولات حين خفاء

كم ذا التعلل بالإشارة والكنى

مترددا كتردد الفافاء

ما العشق من خلقى ولا فعلى بأفـ

ـعال المغازل ليلى أو أسماء

بل طيبة الغرا مناى ومقصدى

عين الوجود وسيد الشفعاء

ص: 447

ختم النبوة صفوة النور التي

قد أودع الأجداد للآباء

والنخبة العظمى التي قد بشرت

بمصون سرها سائر البشراء

لله ليلة كان ساطع نورها

بتوارد الأنباء والأضواء

يا زاجر الوجناء يقصد طيبة

رفقا بقلبى زاجر الوجناء

بالله إن عرجت نحو مقامه

وحللت بالأكناف والأرجاء

عفر خدودك عن عبيد مسرف

ولتسع بين مخافة ورجاء

يا خير من وطئ الثرى ماذا عسى

يجدى لديك تمدحى وثنائى

هل بعد مدحك في المثان يروم مد

حك معشر الخطباء والشعراء

يا متعب الأقلام بالتعداد ما

لخصائص المختار من إحصاء

صلى عليه الله أزكى صلاته

والآل والأتباع والصحباء

وقوله وأجاد:

لمع البرق فأورى كمدى

شمته ليلا كسيف مغمد

مومضا من رامة أو أضم

باسما عن حبب أو برد

وأرانى من سناه ابرا

ترفأ السحب بخيط أسود

خفق الجنح ولولا برد ما

كان من ريح لحاكى كبدى

أيها البرق الذى أجبابنا

لم يزالوا مثله في الموعد

هل لأيام مضت من عودة

على أن ما مضى لم يعد

سمحوا بالوصل حتى لم نكن

نتقى في قربهم من مبعد (1)

(1) الوزن مضطرب في الأصل، والمثبت رواية المؤلف.

ص: 448

ثم شحوا وافترقنا بددا

هل ترى من جامع للبدد

هل ترى أحظى بوصل أهيف

ساكنا قلبى بعيش أرغد

رشأ يرنو بعينين فكم

قتلت أجفانه من أسد

قلت قلبى ماله من مخلص

غير مدح المصطفى محمد

ودوائى وشفائى ذكره

ليس لى في غيره في من مقصد

خير مبعوث لخير أمة

النبى العربى السيد

شهد الظبى مع الضب له

ولمن من قبله لم يشهد

والحصى قد سبحت في كفه

وبكى الجذع له بالمسجد

ورجوع الشمس لما أن دعا

واضطراب قد بدا من أحد (1)

وانشقاق البدر منه آية

نورها ذو بصر لم يجحد

معجزات كالنجوم ما لها

في سماء فضله من عدد

حبذا ليلة فيها وضعه

مثله في مثلها لم يولد

خرت الأصنام فيها وبدا

لجميع الخلق ما لم يعهد

وقوله يرثى والده الولى الصالح أبا عبد الله محمد المحب المتوفى ليلة الأحد سابع عشرى محرم الحرام عام واحد وعشرين وثلاثمائة وألف:

سل الدار عن سكانها أين يمموا

وأين ثووا بعد الرحيل وخيموا

إذا وردت ماء النعيم مطيهم

فقد لفحت قلبى الكثيب جهنم

فعذرى في جف المدامع واضح

وأين يسيل الماء والنار تضرم

(1) الوزن مضطرب في الأصل، والمثبت رواية المؤلف.

ص: 449

أتانى كتاب ناعيا بفراقهم

فعاد نهارى داجيا فهو مظلم

أجيل به طرفى فتزاد لوعتى

كما ازداد سما من به عض أرقم

وقد كان قلبى بالرزية مخبرى

فصار بيانا ما له أتوهم

هو الموت مر في المذاق وشربه

على كل حال واجب متحتم

أرى الدنيا بحرا زاخرا وهو ساحل

وبعض الورى غرقاه والبعض عوم

وما هذه الأعمار إلا سفائن

مجاذفها الأيام تمضى وتصرم

أباد الردى آباءنا وجدودنا

وكل تساوى آخر ومقدم

عجبت لمن يبنى القصور جهالة

وقبره ما تحت الثرى متهدم

أغرك من دنياك حسن ابتسامها

حذار حذار عطرها فهو منشم

أتلهو ضلالا في أمان وهذه

طيور المنايا فوق رأسك حوم

تروح وتغدو لا لديك تفكر

ولا عبرة كأنما لست تعلم

وما فات في الدنيا كمثل محمد

وقد صار للدار التي هى أدوم

لقد عاش لا شئ يخاف عقابه

ومات ولا شئ له يتندم

مضى غير صاح من هواه وسكره

ألا إنه هو (المحب) المتيم

ومذ جذبت أيدى الحبيب بضبعه

غدا بلسان الحال عنه يترجم

ولو كان كل ميت كمحمد

لهان على الناس الذى هو أعظم

فيا ليتنى لو كنت عند احتضاره

أقبل ذاك الكف منه وألثم

ويا ليتنى لو كنت عند محمد

إذا ما هم صلوا عليه وسلموا

ص: 450

وقوله مقرظا تأليف العلامة الجليل صاحب التآليف العديدة، والمقيدات المفيدة، حامل لواء الإفتاء والمرجوع إليه في النوازل بالديار الفاسية، مفيدنا ومخلص ودنا أبى عيسى المهدى الوزانى، في الرد على ابن المهنا القسمطينى:

سلا هل على ضوء النهار دليل

وهل لابن مهنا في الضلال مثيل

وهل مثله من أنكر الشمس من عمى

وقد كر منها بكرة وأصيل

ولا عجب أن ينكر الشم ضلة

ويرتد منه الطرف وهو كليل

فلن ينظرن شمس الظهيرة أرمد

ولن يقذف الماء الزلال عليل

يجادلنا في الطاهرين ومن زكت

فروع علاء منهم وأصول

وقد جادل الجهال في الله قبله

وكذب في الدعوى إليه رسول

يجادلنا في الطاهرين ومن لهم

بكل قتام غرة وحجول

ومن جاهدوا في الله حق جهاده

وقاموا بعبء الدين وهو ثقيل

أتنقم من (إدريس) أن كان طالبا

حقوقا بهم الشهم (الحسين) قتيل

وقد كان في قتل (الحسين) وأهله

لظلم وعن نهج الهدى لنكول

وللأرض منه والسماء لعبرة

وللخلق فيه رنة وعويل

فإن له والله فيه لأسوة

ومنحى لعمرى واضح وسبيل

فكيف ترى في الأرض [إدريس] باغيا

وقد بايعته عامر وسلول

وكيف نرى (إدريس) للحق نابذا

وقد بان عنه إذخر وجليل

ولن يرتضى العباس لو كان باقيا

فعال بنيه فيهم و (عقيل)

فمذ قتلوا إدريس قلت عروشهم

وصار وذاك الرعى وهو وبيل

وعاد على ابن خالد شؤم قومه

وأمسى عزيز القوم وهو ذليل

ص: 451

أعد نظرا فيما احتججت فإننا

عليك به حقا عليك نصول

كحاطب ليل ليس يدرى بما أتى

وحاطبة عشواء وهى حمول

وباحثة بالظلف عن حتف نفسها

فخرت وشيكا والنجيع يسيل

أتنسب (إدريسا) إلى غير عيصه

وتحسب أن الشبل ويك دخيل

ومن قال إن الشمس مطلعها الدجى

تكذبه أبصارنا وعقول

ولم يتخذ إدريس عند مسيره

سوى (راشد) مولاه فهو خليل

وإن خليقا باسمه وصفاته

وعن عهدهم والله ليس يحول

وهل تصحب الآساد غير شبيهها

وهل يصطفى غير الفحول فحول

لك الويل ثم الويل منها مقالة

بنفسك منها للبلاء حلول

فنشهد أن الله لا رب غيره

وأن ابن إدريس لطه سليل

ونشهد أن الممترين جميعهم

يميل مع الجهال حيث نميل

دعا المغرب الأقصى بدعوة صادق

فلبى دعاه وعره وسهول

وأمسى به الإسلام يعلو مناره

وأصبح والإيمان فيه يجول

فطابت به منه البقاع وجددت

رسوم عفت من أهله وطلول

كفى المغرب الأقصى بذلك مفخرا

وفرع بنى الزهراء فيه أثيل

كثيرون في أنحائه وشعوبه

وهم في سواه نادرون قليل

فلم يخل من أسمائهم عود منبر

ولم تخل منهم عصبة وقبيل

ولم يحتكم في نفسنا غير أمرهم

فكل سميع أمرهم وفعول

فجورهم والله عدل ورحمة

وصرصرهم عند الهبوب قبول

ص: 452

أتنكر فضل المغرب الأقصى جاحدا

بزوغ نجوم ما لهن أفول

تواترت الأخبار طرا بفضله

وما كان في نقل الثقات فضول

ومنهم سيوف نحو نحرك شرع

مواض قواض ما لهن فلول

ومنها بحور قد تفجر بعضها

فأرداك منها وافر وطويل

وهل نحن إلا الصخر توهى بنطحه

قرون وعول إن أتته وعول

ومن تاه في البيداء من غير مرشد

فليس له غير الضلال قفول

ألم يكفك التاريخ بالحق شاهدا

وعدلا رضيا ليس عنه عدول

لقد مر قرنا بعد قرن وفضلنا

يزيد وجيل قد تقضى فجيل

أما سلفت فينا ملوك خضارم

لفيلقها فوق السماك مقيل

تسير بهم للمكرمات سوابق

فيخلف من بعد الرعيل رعيل

يخوضون في نيل العلا كل غمرة

فلا يعتريهم في العظيم ذهول

ويقتحمون الموت والموت أحمر

وللبيض والسمر العوالى صليل

لهم كل يوم للوغى ورجالها

نزال وللضيف الملم نزول

رعى الشادن السرحان من حسن عدلهم

وعاد يسوق الكركدن لفيل

عطاؤهم قصد وعقلهم هدى

وأخلاقهم مثل الزمان فصول

ذكاؤهم بالمبهمات موكل

وحدسهم للمعضلات كفيل

أما سلفت فينا ربوع أواهل

من العلم أعناب بها ونخيل

ثمار جناها دانيات قطوفها

وظلهم للرائدين ظليل

صحائفهم للشاردات حبائل

وأقلامهم عند الهياج نصول

ص: 453

أنافوا على الشعرى العبور نباهة

فصار لها بين النجوم خمول

فلو فاض في بحر المحيط مدادهم

لما شربا بعد الفرات ونيل

بهم ملة الإسلام ألقت ثقالها

فما ناء منهم بازل وفصيل

وما غرهم بالله والدين زخرف

ولا فتنتهم قينة وشمول

ولا نبذوا عهد الرسول وراءهم

ولا جرفتهم عن حماه سيول

وفى الملة السمحاء لم يتلونوا

كما تفعل الحرباء فيه وغول

وفينا لعمر الله منهم بقية

بها طرف أعيان الفخار كحيل

بزاة لهم في العلم كل طريدة

لتهوى ولو أن الجناح بليل

شمائلهم لم يبد فيها تصنع

وأوراقهم لم يعتورها ذبول

وقد تخلف الأزهار بعد ذهابها

لطيبا وبعد النخل ينحو فتيل

ولا عيب فيهم غير أن جسومهم

بها من هموم المشكلات نحول

وأنطقهم في فاحش القول ألكن

وأفطنهم في المحدثات غفول

ضوالعهم يوم الرهان سوابق

وأطفالهم عند اللقاء كهول

أصاغرهم عند المقال أكابر

ونزرهم عند النوال جزيل

وقد كان في الإعراض عنك لغنية

فإن به وجه السكوت جميل

إلى أن قال:

فدونكها كالشهد أما حجاجها

فرجم وأما نظمها فحفيل

قواف لها يغدو الحطيئة صاغرا

ويمسى جرير وهو منها ضئيل

تسير مسير الشمس في كل بلدة

فتخضر آكام بها وحقول

ص: 454

لها في جدال الخصم من كل مصنف

لقاض ومن أهل النهى لوكيل

وناتجها مثل الدلاص مسرد

وبرهانها مثل الحسام صقيل

بغايتها تجرى الفحول جيادها

وتضحى لأقداح السباق تجيل

ينم بها نشر الحجا عند نشرها

فيمسى عليها الناشقين يحيل

وما روضة غناء باكرها الحيا

وغنى على الأغصان منها هذيل

وراح لها قيل الربيع بجيشه

فاضحى لديه للنسيم مثول

ومات بها الجعل الغبى لحينه

فلم يك فيه من شذاها حصول

بأطيب منها نظرة ونضارة

إذا ما تنيط زهرها وتنيل

يطيب سليم الشم من شم طيبها

وليس لمزكوم إليه وصول

يؤرخ مسكا فاح عند ختامها

لسان مجيب سرمدا وسئول

. . . . . . . . . . . . . 381 55 545 343

. . . . . . . . . . . . . ج: .... 1324

وقوله راثيا شيخنا الفقيه العلامة الحافظ أبا عبد الله محمد بن عبد السلام كنون رحمه الله تعالى:

الكون أصبح ظاهر الأوصاب

والدهر جرعنا كئوس الصاب

بأشد رزء في الزمان وحادث

وأجل خطب في الورى ومصاب

فبكل قلب حسرة وتأسف

وبكل عين عبرة كعباب

هل هو إلا الموت قصاب الورى

ما حيلة الأغنام في القصاب

ص: 455

أبدا يفجعنا بأفضلنا فكم

أخد الرءوس وشال بالأذناب

لابد في الدنيا وإن طال المدى

من فرقة الإخوان والأصحاب

كل الحياة بها كلمعة بارق

والعمر أجمعه كفئ سحاب

وإذا نظرت إلى الوجود بأسره

لم تلفه إلا شراب سراب

ذهب الإمام محمد لسبيله

واحسرتاى ولات حين إياب

علامة العلماء حافظ عصره

من كان في التدريس ليث الغاب

ذهب الذى في العلم يفتح دائما

للجاهلين مغالق الأبواب

ذهب الذى قد كان في أوج الهدى

نجم اهتداء لنا وخير شهاب

ذهب الذى قد كان في ليل الخطا

إن جن بالأفهام بدر صواب

أسفى على شمس المعارف كورت

والفضل والإرشاد والآداب

أسفى على روض المعارف قد ذوى

وغدت مقاصره طلول خراب

ما كنت أحسب قبل رفع سريره

أن البحور تسير في الأخشاب

من للمجالس والمنابر بعده

من للدروس ووجهة المحراب

من للعلوم إذا تحجب وجهها

فيميط عنه لنا لكل حجاب

من للعباد إذا أصابهم الظما

لمعين ورد عنده وشراب

لو قبله تفدى الكرام من الردى

لفداه أولو شيبة وشباب

ما كان إلا التبر عاد لأصله

وغدا بمعدن جندل وتراب

عز العزاء به وقد عظم الأسى

فعرى اللسان تحير الألباب

فلقد تنكس رأس كل يراعة

ولقد تشتت شمل كل كتاب

ص: 456

سيان إيجازى بذكر ثنائه

ورثائه من بعد أو إطنابى

لو كان يمكننى عتاب للردى

عاتبته فيه أشد عتاب

لكنها أيدى المنية طالما

نبذت لقشر وانتقت للباب

إنى ليحزننى به ويسرنى

أن حل بالفردوس خير جناب

في مقعد صدق ينعم دائما

بجميل أعمال وحسن ثواب

لولا الحياة لكنت تسمع حورها

نادته بالتأهيل والترحاب

وتقول أرخ عند أفيا جنة

لمحمد زلفى وحسن مآب

. . . . . . . . . . . . . 1326

نثره: منه مقامة نصها: حكى الضحاك بن بشير قال: ضمتنى يد الرفقة والعشرة، مع أصحاب بفاس كالنجوم عشرة، بلوت شجرهم مرا وحلوا، وخطبت صحبتهم فوجدتها من الموانع خلوا، رضعوا من الأدب الأخلاف والأفواق، وفطموا عن ضرعها الخلاف بالوفاق، طالما حنكتهم التجارب رغبة ورهبة، وسامتهم الأيام فرقة وغربة، حتى ألفتهم الأسنمة والغوارب، واختصصت فيهم المشارق والمغارب، وصارت جميع البلاد لهم أوطانا، والمنازل كلها أعطانا، وكان لى فيهم صاحب هو واسطة عقودهم، وحبة عنقودهم. امتزجت روحى بروحه امتزاجا، واعتدل طبعى بطبعه مزاجا، أخلص كلانا لصاحبه جهره وسره، ووثقنا بخير مودتنا فلم يتق شرى ولم أتق شره، وحينما ألقينا عصا الترحال بفاس، وتخلصت الرحال بوضع ثقلها من معزة النفاس، أصبحت الطرق بالقطاع شاغرة، وعوادى الفساد لأفواه الفتن فاغرة، وأمست السهول وهى وعرة، وأعثرت الخيول بعرة، واستنسرت بغاث الطير، وانتشرت بغاة الضير، وذلك بشغب شيطان يزعم أنه من الملائكة، وأشداقه لحنظل الباطل لائكة، فأعوزتنا السيوف ففزعنا للأقلام،

ص: 457

وأرهفنا بصحائف الكلام صفائح الكلام، فإذا نحن جعنا، لأقراص الأوراق رجعنا، وإذا نظما، نظمنا نظما، وترانا نثرى، إذا نثرنا نثرا، فنظم ذلك الصاحب قصيدة ميلادية انتقل فيها من المديح النبوى، إلى المدح السلطانى المولوى وأشار فيها لذلك الفتان الخارجى الذى شاب الموارد لما شب نار شبيب، وعقد للفتنة في الدين والدنيا كل سبيب، الخارج من الهدى بالضلال، والشبيه في أخلاقه الشيطانية بالضلال، الدعى الشاق للعصا، الداعى الشقى بما لم يطع الله به بل عصا، واستشارنى فيها، هل يثبتها أو ينفيها، فأمرته أن يقصد بقصيدته تلك دار الخلافة وليأت من الباب، من له من الرياسة والسياسة اللباب، دستورها المبجل المعظم، وعقد وزارتها الأمثل المنظم من إذا وعد فالسوأل، وإذا أعطى فحاتم إذا يسأل، أكرم من تكرم في عصره وتفضل، ووزير الوزراء سيدى محمد المفضل، قال غريط قلت غريط، والتقريظ للمعالى والتقريط:

وزير يود السيف والسهم عزمه

ورأيه في إمضائه وسداده

وصوب الندى كقطرة من نواله

على صبه أو نقطة من مداده

فأرصد ليلة الاحتفال، فلك عند ملكها أيمن قال، حيث الألسن بأسرار المديح بائحة، والمباخر بالند فائحة، والإنشاد يرجع ويردد، والعهود القديمة تذكر وتجدد، وكواكب الشموع والمشاغل تزهر، والجفان والأجفان هذى تكسر وهذى تسهر، والموائد تنصب وترفع، والعوائد الكريمة صلتها للموصول تدفع، قال الراوى فكتب القصيدة بما خشلب خط ياقوت المستعصى، وكان عنه ابن مقلة عمى، وانتظر ليلة المولد، وورود صافى ذلك المورد، وربيع أمامه وصفر وراءه، وكرم المصدر الوزير حفظه الله يضمن عند صدوره ووروده وراءه هـ.

مشيخته: أخذ القرآن العظيم عن الأستاذ البركة أبى عبد الله محمد الغمارى بفاس، وعن الأستاذ الفقيه أبى عبد الله محمد البوعمرانى بمراكش.

ص: 458

وأخذ النحو والفقه عن الفقيه العالم أبى العز رحال الزمرانى، وعن الشريف الفقيه الأخير أبى على الحسن السرغينى، وعن العلامة الأديب أبى الفضل عباس التازى، والعلامة الشريف البركة سيدى محمد بن جعفر الكتانى، والعلامة رئيس المجلس العلمى سيدى أحمد بن الجيلانى.

وأخذ الطريقة التجانية عن العلامة أبى عبد الله محمد فتحا بن عبد السلام جنون المتوفى عشية الجمعة ثامن عشرى شعبان عام ستة وعشرين وثلاثمائة وألف، وأخذ عن شيخنا أبى عيسى المهدى بن محمد الوزانى المتوفى يوم الثلاثاء متم صفر عام اثنين وأربعين وثلاثمائة وألف، وشيخنا أبى عبد الله محمد فتحا بن قاسم القادرى، وعن عمه الشريف الأخير الفقيه مولاى العربى المحب.

ولادته: ولد بالدار العالية بمكناس في عام اثنين وثلاثمائة وألف.

وفاته: توفى في أوائل شوال عام واحد وثلاثين وثلاثمائة وألف برباط الفتح، ودفن بالعلو، وقد رثاه صديقنا الكاتب الأديب الأبرع أبو عبد الله محمد بن محمد المفضل غريط بقوله:

نغالط بالآمال والحكم واجب

ونستوهب الإمهال والعمر ذاهب

ولولا أمانينا وحجب نفوسنا

عن الغيب ما لذت لدينا مشارب

حيارى فلا ندرى بيوم انتقالنا

كما ضل بين النجح واليأس هائب

وما الحى إلاطعمة لمنية

براثنها لم ينج منهن هارب

فبينا تراه أيدا متماسكا

إذا به منحل العزيمة شاجب

وأى محب لم تنله كريهة

وأى زمان ليس فيه مصائب

كأن بنى الإنسان بل كل محدث

على لجة الأيام طاف وراسب

ص: 459

هو الموت جل الله قاهر خلقه

يروع من ذكراه ضار وضارب

فأين الملوك الصيد أين عديدهم

وأين القصور الشم أين المواكب

وأين أباة الضيم أين اقتدارهم

وأين بناة المجد أين المناصب

وأين بنو الآداب أين سراتهم

وأين رجال الشعر أين الحبائب

وأين ذوو الأقلام أين خيارهم

وأين ذوو الأحلام أين العصائب

محاهم من سفر الوجود معيدهم

لأصل الثرى والفرع للأصل آيب

وأعظم رزء تشتكى النفس حره

نوى من إليه تدنى وتناسب

خليلى أما الصبر عنك فخائن

وأما فؤادى فهو بالوجد ذائب

وكانت ظنونى أن يتاح اجتماعنا

فلم تجدنى تلك الظنون الكواذب

فآه ليوم ثم آه لليلة

كساها إهاب الحزن ناع وناعب

وأضحت لها الأقلام تخدش طرسها

وتذرى الدموع السود وهى نوادب

وكنت لها نعم الموفى حقوقها

إذا كل فكر أو توقف كاتب

وكنت بروض العلم أنضر زهرة

فذبلها ريح من الحين عاصب

وكنت أديب العصر والجوهر الذى

تنافس فيه مشرق ومغارب

وكنت بتقوى الله أشرف آخذ

وأول ساع حيث ترضى المناقب

نشأت على هدى وجد وعفة

نقى الحلى لم تستملك الملاعب

عكفت على الإصلاح طوعا ولم تقل

(وللهو منى والخلاعة جانب)

ومالك في غير المعارف رغبة

ومالك غير الذكر والفكر صاحب

ومت وعند الله أعظم نعمة

لمن هو في رضوان ربه راغب

ص: 460