الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأقصى في سنة ثلاث وعشرين وألف. وقال العياشى: نشأ بمكناسة، وأصلهم من تامسنا وطن زناتة، ولذلك كان يعرف كأسلافه بالزناتى.
وفاته: توفى يوم الأربعاء سابع عشر ذى القعدة سنة خمس وثمانين وألف، ودفن بزاوية الشيخ سالم شيخان اشتراها من أولاده، وأوصى أن يدفن بها رحمه الله تعالى. ترجمه أبو سالم في رحلته وبالغ في الثناء عليه، والمحبى فى خلاصته.
420 - عبد الرحمن بن الحسن اليازغى
.
الملقب الشبر، دفين حومة جناح الأمان قرب زواية مولاى التهامى الوزانى من الحضرة المكناسية.
حاله: ولى صالح كبير دال على الله، مستغرق في محبة آل بيت رسول الله، بذل نفسه وماله فيما يرضيهم، تقى نقى، من أصحاب سيدى محمد ابن مولانا عبد الله الشريف البركة الشهير، كان في ابتداء أمره كاتب القائد على بن يش الزمورى يشهد عنده على دفع أعشار القبائل بمكناسة بباب هرى سيدنا الجد السلطان الأعظم مولانا إسماعيل، ولم يزل على ذلك إلى أن لقى الشريف أبا عبد الله محمد بن الإمام مولاى عبد الله الشريف دفين وزان في حكاية طويلة شرحها صاحب الأزهار الندية، تركتها اختصارًا، فعند ذلك ترك الخدمة مع القائد المذكور وأقبل على الله واشتغل بما يقربه إليه زلفى.
ثم قدمه الشريف أبو عبد الله المذكور على أصحابه بمكناسة الزيتون، فأظهر الله على يده كرامات وخوارق عادات، واشتهر ذكره وعظم صيته، وألقى الله محبته في قلوب خلقه، فصارت تفد إليه الوفود من كل ناحية وصوب وتهاديه الولاة، ثم أنشأ زاوية لاجتماع أصحابه والوافدين عليه على ذكر الله في كل بكرة
وعشى، وصارت زاويته كعبة للوفود ومرتعا للواردين، تفاض عليهم فيها الموائد والفوائد، وكان له اعتناء زائد بالضيف وموالاة الغريب ومواساته وبالأخص آل البيت النبوى الطاهر، حتى وشى به بعض الحسدة الأغمار للسلطان مولانا إسماعيل وأمر بإحضاره لديه فلما مثل بين يديه استفسره عن مراده فقال له: إن مالى ورقبتى لأهل البيت، وإنما يدى في ذلك يد نيابة عنهم ومحبة آل البيت وإكرامهم واجب عليك وعلى، فقال له السلطان: إلى من تنتسب في الطريق؟ فقال: لأهل وزان، فخلى سبيله وأقره على فعله الصالح.
ثم إن مولانا عبد الله نجل السلطان أصابه رمد فخافت أمه أن يطول به ذلك، فأرسلت للمترجم طالبة صالح دعائه وابتهاله إلى الله في أن يشافى ولدها المذكور عاجلا، فقال المترجم لأصحابه هذا الرجل شفاه الله، وأنا أدخل قبرى فعوفى المرمود من حينه ومرض المترجم إثر ذلك.
ثم قدم مكناسة مولاى الطيب الشريف اليملاحى نزيل وزان وقال لأصحابه جئت لأحضر جنازة هذا الرجل وأمنعكم من دفنه بداخل الزاوية لئلا ينبش قبره بها ويخرج منها، فتوفى المترجم من غده ودفن بدار جوار زاويته، وبنيت عليه روضة.
ثم إن مولاى على بن السلطان مولاى إسماعيل لما جلس على منصة الملك أمر بإخراجه من قبره وهو روضته محتجا بأن الدفن بين دور السكنى والبناء على القبور بدعة، ولما أخرج من قبره وجد على الحالة التي دفن عليها، لم يقع به أَدنى تغيير، ثم لما رجع الأمر لمولاى عبد الله أمر برد المترجم لقبره الأول والبناء عليه قائلا: إن عمل الناس شرقا وغربا صار على اتخاذ المقابر بين دور السكنى، والبناء على الصلحاء من أهل الفضل والدين، وسرد لهم قول الحاكم في المستدرك، فحفروا عليه وأخرجوه من ضريحه الثانى، فوجد كيوم مات لم يتسنه، ورد لقبره الأول رحمه الله.
وقد تعرض لذكر المترجم في تحفة الإخوان، ولم يوفه حقه، غاية ما قال: الولى الصالح عريف إخواننا الفقراء وكبيرهم من قبل ساداتنا أهل وزان، وهو سيدى عبد الرحمن بن الحسن هـ.
وقال في حقه أبو عبد الله محمد بن الطيب العلمنى في أنيسه المطرب، فيمن لقيه من أدباء المغرب، عند تعرضه لوفاة شيخه أبى عبد الله محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن موسى بن الحسن بن موسى بن إبراهيم بن عمر بن أحمد بن عبد الجبار بن محمد بن يملح بن مشيش بن أبى بكر بن على بن حرمة بن عيسى ابن سلام بن مزوار بن حيدرة بن محمد بن إدريس بن إدريس بن مولانا عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن على وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نص الغرض منه، فاتفق أن لقينى هنالك يعنى في جنازة الشيخ المذكور تلميذه التقى الأشهر، النقى الأطهر، أبو زيد عبد الرحمن بن الحسن اليازغى المعروف بالشبر رعاه الله، فأقسم على أن أُنشده قصيدة على ذلك الضريح، وأملأ الأسماع باللفظ الفصيح، والرثاء الصريح، فلم يسعنى إلا الطاعة، فأنشدت في تلك الساعة:
غاب حبى ولاشتياقى ابتداء
…
فأنا اليوم ما لحرقى انقضاء
ولدمعى على الخدود انهمار
…
ولقلبى على الجمار اصطلاء
هـ الغرض وعلى خشب دربوز ضريح المترجم مكتوب ما نصه:
هذا ضريح رضا جلت مفاخره
…
قد عمت الصحب وانهلت ذخائره
فاضت رواخر سر الله كامنة
…
منه فمن ذا الذى ترى يفاخره
أنواره مشرقات من بشاشته
…
وكفه الوكف لا غيث يناظره
قد نال من آل خير الرسل مرتبة
…
علياء ما مشترى فيها يسايره
ناده يا عابد الرحمن زائره
…
تلقاك عزما بما تهوى بشائره