الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(العهد لبختيار)
وفي سنة خمس [1] وأربعين وثلاثمائة طرق معزّ الدولة مرض استكان له وخشي على نفسه، فأراد العهد لابنه بختيار، وعهد إليه بالأمر وسلّم له الأموال، وكان بين الحاجب سبكتكين والوزير المهلّبيّ منافرة فأصلح بينهما ووصّاهما بابنه بختيار، وعهد إليه بالأمور واعتزم على العود إلى الأهواز مستوحشا هواء بغداد، فلما بلغ كلواذا اجتمع به أصحابه وسفّهوا رأيه في الانتقال من بغداد على ملكه، وأشاروا عليه بالعود إليها وأن يستطيب الهواء في بعض جوانبها المرتفعة ويبني بها دورا لسكنه ففعل، وأنفق فيها ألف ألف دينار وصادر فيها جماعة من أصحابه.
(استيلاء ركن الدولة على طبرستان وجرجان)
وفي سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة سار ركن الدولة إلى طبرستان وبها وشمكير فحاصره بمدينة سارية وملكها، ولحق وشمكير بجرجان وترك طبرستان فملكها ركن الدولة وأصلح أمرها. ثم سار إلى جرجان فخرج عنها وشمكير واستولى عليها ركن الدولة، واستأمن إليه من عسكر وشمكير ثلاثة آلاف رجل فازداد بهم قوة، ودخل وشمكير بلاد الجيل مسلوبا واهنا.
(ظهور البدعة ببغداد)
وفي هذه السنة كتب الشيعة على المساجد بأمر معزّ الدولة لعن معاوية بن أبي سفيان صريحا، ولعن من غصب فاطمة فدك، ومن منع أن يدفن الحسن عند جدّه، ومن نفى أبا ذرّ الغفاريّ ومن أخرج العبّاس من الشورى، ونسب ذلك كلّه لمعزّ الدولة لعجز الخليفة. ثم أصبح ممحوّا وأراد معز الدولة إعادته، فأشار عليه الوزير المهلّبيّ بأن يكتب مكانه لعن الله الظالمين لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يذكر أحدا باللعن إلّا معاوية رضي الله عنه.
[1] وفي الكامل ج 8 ص 510: سنة 344.