الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وزيره إلى شهرزور فملكها، وهرب مهلهل وأبعد في الهرب، وحاصر عسكر نيال قلعة هوازشاه [1] .
ثم راسل مهلهل أهل شهرزور بالتوثّب بالغزّ الذين عندهم فقتلوهم ورجع قائد نيال ففتك فيهم. ثم سار الغزّ المقيمون بالبندنجين إلى نهر سليلي [2] ، وقاتلوا أبا دلف القاسم بن محمد الجاوانيّ فهزمهم وظفر بهم وغنم ما معهم. وسار في ذي الحجّة جمع من الغزّ إلى بلد عليّ بن القاسم فعاثوا فيها، فأخذ عليهم المضيق فأوقع بهم واستردّ ما غنموه. ولم يزل أحمد بن ظاهر قائد نيال محاصرا قلعة تيراز شاه في شهرزور إلى أن دخلت سنة أربعين وأربعمائة، ووقع الموتان في عسكره واستمدّ نيال فلم يمدّه، فرحل عنها إلى مايدشير [3] ، وبلغ ذلك مهلهلا فبعث أحد أولاده إلى شهرزور فملكها، وأجفل الغزّ من السّيروان، وسارت عساكر بغداد إلى حلوان وحاصروا قلعتها ولم يظفروا فنهبوا مخلّف الغزّ وخرّبوا الأعمال، وسار مهلهل إلى بغداد فأنزل أهله وأمواله بها، وأنزل حلله على ستة فراسخ منها، فسار عسكر من بغداد إلى البندنجين وقاتلوا الغزّ الذين بها فهزمهم الغزّ وقتلوهم جميعا.
(بقية أخبار مهلهل وابن أبي الشوك وانقراض أمرهم)
ثم سار مهلهل أخو أبي الشوك إلى السلطان طغرلبك سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة فأحسن إليه وأقرّه على أقطاعه السّيروان ودقوقا وشهرزور والصّامغان، وسعى في أخيه سرخاب وكان محبوسا عنده فأطلقه وسوّغه قلعة الماهكي، وكانت له فسار إليها، وأقطع سعدي بن أبي الشوك الرادندبين [4] ثم بعثه سنة ست وأربعين في عسكر من الغزّ إلى نواحي العراق، فنزل بمايدشت وسار منها إلى أبي دلف الجاوانيّ، فهرب بين يديه وأدركه فنهب أمواله وفلت بنفسه. وكان خالد ابن عمه مع الوزير ومطر ابني
[1] هي قلعة تيران شاه. وهي أيضا مدينة في نواحي شهرزور (معجم البلدان) .
[2]
السّليل: ابن الأثير ج 9 ص 540.
[3]
مايدشت: ابن الأثير ج 9 ص 545. وهي قلعة وبلد في ضواحي خانقين بالعراق (معجم البلدان) .
[4]
الراوندين: ابن الأثير ج 9 ص 570. ولم نجد لها ذكر في معجم البلدان ولعلها الراوندان وهي قلعة حصينة وكورة طيبة معشبة مشجرة من نواحي حلب. (معجم البلدان) .
عليّ بن معن العقيليّ، فوفد أولادهم على سعدي يشكون مهلهلا فوعدهم النصر، ورجعهم من عنده فاعترضهم أصحاب مهلهل فأسرهم بنو عقيل ففداهم مهلهل وأوقع بهم على تل عكبرا ونهبهم، فساروا إلى سعدي وهو بسامرّا. وأتبع عمه مهلهلا وظفر به وأسره وأسر مالكا ابنه، وردّ غنائم بني عقيل ورجع إلى حلوان.
واضطربت بغداد واجتمعت عساكر الملك الرحيم ومعهم أبو الأغرّ دبيس بن مزيد يسعى عند سعدي في أبيه. وكان ابن سعدي عنه السلطان طغرلبك رهينة فردّه على أبيه عوضا عن مهلهل، وأمره بإطلاق مهلهل، فامتعض لذلك سعدي وعصى على طغرلبك. وسار إلى حلوان فامتنعت عليه، وأقام يتردّد بين رشقباد والبردان [1] .
وأظهر مخالفة طغرلبك، ورجع إلى طاعة الملك الرحيم، فبعث طغرلبك العساكر مع بدران بن مهلهل إلى شهرزور، ووجد إبراهيم بن إسحاق من قوّاده فأوقعوا به، ومضى إلى قلعة رشقباد.
وسار بدر بن مهلهل الى شهرزور ورجع إبراهيم بن إسحاق إلى حلوان فأقام بها. ثم نهض سنة ست وأربعين إلى الدسكرة فنهبها واستباحها، وسار إلى رشقباد وهي قلعة سعدي وفيها ذخيرته، وفي القلعة البردان فامتنعت عليه فخرّب أعماله ووهن الديلم في كل ناحية. وبعث طغرلبك أبا عليّ بن أبي كاليجار صاحب البصرة في عسكر من الغزّ إلى الأهواز فملكها، ونهبها الغز ولقي الناس منهم عيثا بالنهب والمصادرة، وأحاطت دعوة طغرلبك ببغداد من كل ناحية. وانقرض الأكراد من أعمالهم واندرجوا في جملة السلطان طغرلبك. (وتلك الأيام نداولها بين الناس، والله يؤتي ملكه من يشاء والله يرث الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين) لا رادّ لأمره.
(تم طبع الجزء الرابع ويليه الجزء الخامس أوّله الخبر عن دولة السلجوقية)
[1] قلعة روشنقباذ والبردان: ابن الأثير ج 9 ص 595. «والبردان مواضع كثيرة منها بردان من قرى بغداد على سبعة فراسخ منها قرب صريفين، وهي من نواحي دجيل. وبرده بالفارسية الرقيق المجلوب في أول إخراجه من بلاد الكفر ولعل هذه القرية كانت منزل الرقيق فسميت بذلك، لانهم يلحقون الدال والألف والنون في ما يجعلونهم وعاء للشيء» . (معجم البلدان) .