الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
واستولى أبو سهل على أصفهان ونهب خزائن علاء الدولة وحملت كتبه الى غزنة الى أن أحرقها الحسين بن الحسين الغوري، وذلك سنة خمس وعشرين وأربعمائة ثم سار علاء الدولة سنة سبع وعشرين وأربعمائة وحاصر أبا سهل في أصفهان وغدرته الأتراك فخرج إلى يزدجرد ومنها إلى الطرم فلم يقبله ابن السلّار خوفا من ابن سبكتكين، فسار عنه، ثم غلبه طغرلبك على خراسان سنة تسع وعشرين وأربعمائة وارتجعها مسعود سنة ثلاثين وأربعمائة كما ذكرناه ونذكره.
(وفاة علاء الدولة أبي جعفر بن كاكويه)
ثم توفي علاء الدولة شهربان بن كاكويه في محرّم سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة وقد كان عاد إلى أصفهان عند شغل بن سبكتكين بفتنة طغرلبك فملكها. ولما توفي قام مكانه بأصفهان ابنه الأكبر ظهير الدين أبو منصور قرامرد [1] وسار ولده الآخر أبو كاليجار كرساسف [2] إلى نهاوند فملكها، وضبط البلد وأعمال الجبل. وبعث أبو منصور قرامرد إلى مستحفظ قلعة نظير [3] التي كان فيها ذخائر أبيه وأمواله فامتنع بها وعصى، وسار أبو منصور لحصاره ومعه أخوه أبو حرب فلحق أبو حرب بالمستحفظ، ورجع أبو منصور إلى أصفهان. وبعث أبو حرب إلى السلجوقيّة بالريّ يستنجدهم، فسار طائفة منهم إلى جرجان فنهبوها وسلموها لأبي حرب. فسيّر أبو منصور العساكر وارتجعها، فجمع أبو حرب فهزموه، وحاصروا أبا حرب بالقلعة فأسرى من القلعة ولحق بالملك أبي كاليجار صاحب فارس، واستنجده على أخيه أبي منصور فأنجده بالعساكر وحاصروا أبا منصور وأوقعوه عدّة وقائع، ثم اصطلحوا آخرا على مال يحمله أبو منصور إلى أبي كاليجار، وعاد أبو حرب إلى قلعة نظير واشتدّ الحصار عليه. ثم صالح أخاه أبا منصور على أن يعطيه بعض ما في القلعة وتبقى له فاتفقا على ذلك.
ثم سار إبراهيم نيّال [4] إلى الريّ وطلب الموادعة من أبي منصور فلم يجبه، فسار إلى
[1] ظهير الدين أبو منصور قرامرز: ابن الأثير ج 9 ص 495
[2]
كرشاسف بن علاء الدولة بن كاكاويه: المرجع السابق. تاريخ أبي الفداء ج 2 ص 168
[3]
قلعة نطنز: المرجع السابق
[4]
إبراهيم ينّال وقد مرّ ذكره من قبل كذا في الكامل
همذان ويزدجرد فملكهما وسعى الحسن الكيا [1] في اتفاقه مع أخيه أبي حرب فاتفقا، وخطب أبو حرب لأخيه أبي منصور في بلاده، وأقطعه أبو منصور همذان. ثم ملك طغرلبك البلاد من يد ابن سبكتكين واستولى على خوارزم وجرجان وطبرستان. وكان إبراهيم نيال عند ما استولى طغرلبك على خراسان وهو أخوه لأمّه تقدّم في عساكر السلجوقية إلى الريّ فاستولى عليها. ثم ملك يزدجرد، ثم قصد همذان سنة أربع وثلاثين وأربعمائة ففارقها صاحبها [2] ابن علاء الدولة إلى نيسابور، وجاء إبراهيم إلى همذان بطلب طاعتهم فشرطوا عليه استيلاءه على عسكر كرشاسف، فسار إليها وتحصّن في سابورخواست وملك عليه البلاد وعاث في نواحيها، وتحصّن هو بالقلعة وعاد هو إلى الريّ. وقد صمّم طغرلبك على قصدها، فسار إليه وترك همذان ورجع كرشاسف وملك طغرلبك الري من يد إبراهيم.
وبعث إلى سجستان وأمر بعمارة ما خرّب من الري، ووجد بدار الإمارة مراكب ذهب مرصّعة بالجواهر، وبرنيتين من النحاس مملوءتين جواهر وذخائر مما سوى ذلك وأموالا كثيرة. ثم ملك قلعة طبرك من يد مجد الدولة بن بويه، وأقام عنده مكرما وملك قزوين فصالحه صاحبها بثمانين ألف دينار وصار في طاعته. ثم بعث إلى كركتاش وموقا من الغزّ العراقيّة الذين تقدّموا إلى الريّ واستدعاهم من نواحي جرجان فارتابوا وشرّدوا خوفا منه. ثم بعث إلى ملك الديلم يدعوه إلى الطاعة ويطلب منه المال، فأجاب وحمل، وبعث إلى سلّار الطرم بمثل ذلك فأجاب وحمل مائتي ألف دينار وقرّر عليه ضمانا معلوما. ثم بعث السرايا إلى أصفهان وخرج من الريّ في اتباعها فصانعه قرامرد بالمال فرجع عنه. وسار إلى همذان فملكها، وقد كان سار إليه كرشاسف بن علاء الدولة وهو بالري فأطاعه، وسار معه إلى ابروزنجان فملكهما، وأخذ منه همذان وتفرّق عنه أصحابه.
وطلب منه طغرلبك قلعة كشكور فأرسل إلى مستحفظها بنزولهم عنها فامتنعوا، واتبعه طغرلبك إلى الريّ واستخلف على همذان ناصر الدين العلويّ، وكان كرشاسف قد قبض عليه فأخرجه طغرلبك وجعله رديفا للذي ولّاه البلد من السلجوقيّة، ثم نزل كرشاسف على كنكور سنة ست وثلاثين وأربعمائة وجاء إلى همذان فملكها وطرد عنها
[1] هو الكيا أبو الفتح الحسن بن عبد الله
[2]
بياض بالأصل وحسب مقتضى السياق كرشاسف بن علاء الدولة.