المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة - تاريخ الإسلام - ت تدمري - جـ ٢٦

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد السادس والعشرون (سنة 351- 380) ]

- ‌الطبقة السادسة والثلاثون

- ‌حوادث سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة

- ‌[الوفيات]

- ‌[حوادث] سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة

- ‌[الوفيات]

- ‌[حوادث] سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة

- ‌[الوَفَيَات]

- ‌[حوادث] سنة أربع وخمسين وثلاثمائة

- ‌ومن [1] سنة خمس وخمسين وثلاثمائة

- ‌ومن سنة ست وخمسين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة سبع وخمسين وثلاثمائة

- ‌[عود إلى حوادث] سنة خمس وخمسين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة ست وخمسين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة سبع وخمسين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة تسع وخمسين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة ستين وثلاثمائة

- ‌[وفيات هذه الطبقة]

- ‌سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة أربع وخمسين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة خمس وخمسين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة ست وخمسين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة سبع وخمسين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة تسع وخمسين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة ستين وثلاثمائة

- ‌من لم يُحفظ وفاته وله شُهرة كتبنا: تقريبًا

- ‌[تراجم المتوفّين في هذه الطبقة أيضًا]

- ‌الطبقة السابعة والثلاثون

- ‌حوادث سنة إحدى وستّين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة اثنتين وستين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة ثلاث وستين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة أربع وستين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة خمس وستين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة ست وستين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة سبع وستين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة ثمان وستين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة تسع وستين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة سبعين وثلاثمائة

- ‌سنة إحدى وستّين وثلاثمائة ومن تُوُفّي فيها

- ‌[وَفَيَات هذه الطبقة

- ‌ سنة اثنتين وستّين وثلاثمائة

- ‌[وَفَيَات] سنة ثلاث وستين وثلاثمائة

- ‌[وَفَيَات] سنة أربع وستّين وثلاثمائة

- ‌[وَفَيَات] سنة خمس وستّين وثلاثمائة

- ‌[وَفَيَات] سنة ست وستين وثلاثمائة

- ‌[وَفَيَات] سنة سبع وستين وثلاثمائة

- ‌[وَفَيَات] سنة ثمان وستّين وثلاثمائة

- ‌[وَفَيَات] سنة تسع وستين وثلاثمائة

- ‌[وَفَيَات] سنة سبعين وثلاثمائة

- ‌المتوفّون في عشر السّبعين وثلاثمائة تقريبًا لا يقينًا

- ‌الطبقة الثامنة والثلاثون

- ‌حوادث سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة أربع وسبعين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة خمس وسبعين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة ستّ وسبعين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة سبع وسبعين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة تسع وسبعين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة ثمانين [1] وثلاثمائة

- ‌[تراجم وفيات الطبقة]

- ‌سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة

- ‌[وَفَيَات] سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة أربع وسبعين وثلاثمائة

- ‌[وَفَيَات] سنة خمس وسبعين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة ست وسبعين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة سبع وسبعين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة تسع وسبعين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة ثمانين وثلاثمائة

- ‌المتوفّون تقريبًا من أهل هذه الطبقة رحمهم الله تعالى

الفصل: ‌سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة

[وفيات هذه الطبقة]

‌سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة

أحمد بن إبراهيم بن جامع أبو العباس المصري السكّري [1] .

سمع: مقداد بن داود الرعيني، ويحيى بن عثمان بن صالح، وأحمد بن محمد بن رشدين، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وجماعة من طبقتهم.

وعنه: ابن مَنْدَه، وأبو محمد بن النحاس، وأحمد بن محمد الحاجّ الإشبيليّ [2] ، ومحمد بن إبراهيم بن غالب التمار، والحسين بن ميمون الصّفّار.

أحمد بن محمد بن خليع البغدادي نزيل مصر.

سمع: بِشْرَ بن موسى الأسديّ، وغيره.

قال الخطيب: كان ثقة مجَّودا.

أحمد بن محمد بن أبي دارم أبو بكر التميمي الكوفي، تُوُفِّي في المحرّم.

سمع: إبراهيم القصّار، وأحمد بن موسى الحمّاد، وموسى بن هارون وخلقا.

[1] في الأصل «البسكري» ، والتصحيح من: العبر 2/ 290، شذرات الذهب 3/ 7.

[2]

في الأصل «الأشبلي» .

ص: 49

رافضيّ.

وعنه: الحاكم، وابن مردويه، ويحيى المُزَنيّ، والحيريّ.

أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن أَبِي الموْت [1] أبو بكر المكيّ.

سمع: علي بن عبد العزيز، ويوسف بن يزيد القراطيسي، والقاسم بن الليث الرسعني، وأحمد بن زغبة، ومحمد بن على الصايغ.

وعنه: أبو محمد بن النّحّاس، ومحمد بن نظيف، وأبو العباس أحمد بن الحاجّ، وآخرون.

تُوُفّي في ربيع الآخر، وله تسعون سنة بمصر.

أحمد بن محمد بن عبد الله [2] القاضي أبو الحسين النيسابوري الحنفي، قاضي الحَرَمَين وشيخ الحنفية في زمانه.

ولي قضاء الحرمين بضع عشرة سنة، ثم قدم نيسابور وتقلّد قضاءها، وبِها تُوفّي وله سبعون سنة.

تفقّه على: أبي الحسن الْكَرْخِي، وأبي طاهر بن الدّبّاس، وبرع في المذهب، وسمع: أبا خليفة، والحسن بن سفيان، وولي أيضًا قضاء الموصل، وقضاء الرملة.

روي عنه أبو عبد الله الحاكم.

وقال أبو إسحاق الشيرازي [3] : به وبأبي سهل الزجّاجي تفقّه فقهاء نيسابور من أصحاب أبي حنيفة.

[1] العبر 2/ 290، شذرات الذهب 3/ 7، ميزان الاعتدال 1/ 152، سير أعلام النبلاء 16/ 25، العقد الثمين 3/ 128، لسان الميزان 1/ 296، 297.

[2]

العبر 2/ 290 و 291، الوافي بالوفيات 8/ 34 رقم 3435، تاج التراجم 15، شذرات الذهب 3/ 7، طبقات الفقهاء 144، سير أعلام النبلاء 16/ 25، 26 رقم 13، العقد الثمين 3/ 145، الجواهر المضية 1/ 284- 288، الفوائد البهيّة 36.

[3]

طبقات الفقهاء 144.

ص: 50

وقال الحاكم: سمعت أبا بكر الأبهريّ المالكي شيخ الفقهاء ببغداد بلا مدافعة يقول: ما قدِم علينا من الخراسانيين أفقه من أبي الحسين النيسابوري.

إبراهيم بن علي بن عبد الله الأعلى [1] أبو إسحاق الهُجَيُمي البصري.

تُوُفِّيَ في آخر السنة.

سمع: جعفر بن محمد بن شاكر، وعبد الرحيم بن دنوقا، والحسن بن محمد بن أبي معشر، وعُبَيْد بن عبد الواحد، ومحمد بن يونس، وجماعة.

وعنه: طلحة بن يوسف المؤذّن، وأبو بكر محمد بن الفضل البابَسِيري، وأبو سعيد محمد بن على النقّاش، وجماعة.

وكان معْمرًا من أبناء المائة، وهو مقبول الحديث.

قال الرازي في مشيخته: سمعت عبد الرحيم بن أحمد البخاري يقول:

رأي أبو إسحاق الهُجَيْمي أنّه تعمّم، فدوّر على رأسه مائة وثلاث دورات، فعبّر له أنّه يعيش مائة وثلاث سنين، فلم يحدّث حتى بلغ المائة، ثم حدّث فقرأ القارئ وأراد أن يختبر عقله:

إنّ الجبان حتفه من فوقه

كالكلب يحمي جلدهُ برَوقِه [2]

فقال الهجيمي: كالثور، فإنّ الكِلب لا روق [3] له، ففرحوا بصحّة عقله.

[1] العبر 2/ 291، الوافي بالوفيات 6/ 57 رقم 2498، النجوم الزاهرة 3/ 334، شذرات الذهب 3/ 8، المنتظم 7/ 23، سير أعلام النبلاء 15/ 525، 526 رقم 302.

[2]

البيت لعامر بن فهيرة التيمي، مولى أبي بكر الصّدّيق، رضي الله عنهما، استشهد ببئر معونة، وكان إذا أصابته الحمّى يقول:

إنّي وجدت الموت قبل ذوقه

إنّ الجبان حتفه من فوقه

كلّ امرئ مجاهد بطوقه

كالثور يحمي جلده بروقه

(انظر: الموطّأ 2/ 891، والإصابة لابن حجر 4/ 14، 15، وفتح الباري 7/ 263) .

[3]

الروق: الكلب.

ص: 51

إسماعيل بن بدر بن إسماعيل بن زياد [1] أبو بكر القرطبي.

سمع: بقيّ بن مَخْلَد، ومحمد بن وضّاح، ومطرّف بن قيس، والخشنيّ، وعبد الله بن مسرّة.

إلّا أنّ صناعة الشعر غلبت عليه وطارت باسمه وكانت به أَلصَق. وطال عمره إلى أن سمع بعض الناس منه وتسهّلوا فيه، ووُلِّي أحكام السوق فحمدوا أمره فيها، وتُوُفّي في هذه السنة، قاله ابن [2] الفرضي [3] .

قلت: هو آخر من روى في الدنيا عن بقيّ.

الحسن بن إسحاق بن يليل أبو سعيد المغربي القاضي.

سمع بدمشق: محمد بن عون، ومحمد بن خريم، وببغداد: يوسف القاضي، وبمصر: أبا عبد الرحمن الشامي السنائي.

روى عنه: عليّ بن المهذَّب التنوخي، وجماعة.

بقي إلى هذا العام.

الحسن بن علي بن الفضل أبو بكر المعافري ابن كبّه.

الحسن بن محمد بن هارون الوزير أبو محمد المُهَلَّبي.

توفي سنة إحدى، وقيل سنة أثنتين وخمسين.

وقد ذكرته سنة اثنتين وخمسين.

الحسن بن محمد بن يحيى [4] بن حسن بن جعفر بن عبد الله بن الحسين ابن زين العابدين علي بن الحسين الحسيني.

[1] تاريخ علماء الأندلس 66 رقم 216، جذوة المقتبس 163 رقم 300، بغية الملتمس 230 رقم 543، يتيمة الدهر 2/ 20، سير أعلام النبلاء 16/ 26 رقم 14.

[2]

في الأصل «بن» .

[3]

تاريخ علماء الأندلس 66 رقم 216.

[4]

تاريخ بغداد 7/ 421 رقم 3984 قال ابن شاذان إنّه توفي سنة 358 هـ.

ص: 52

حدّث ببغداد في هذا العام عن جدّه يحيى بكتاب الأنساب، وكان شريفًا كبير القدر جليلًا.

الحسين بن الفتح أبو عليّ النيسابوريّ الفقيه الشافعي.

سمع: الفريابي وغيره.

وعنه: يوسف الميانجي، وابن جُمَيع [1] ، وأبو محمد بن النّحّاس المصري.

دَعْلَج [2] بن أحمد بن دَعْلَج [3] أبو محمد السِجْزي [4] الفقيه المعدّل. وُلد سنة ستين ومائتين أو قبلها.

وسمع بعد الثمانين من: على بن عبد العزيز بمكة، وهشام بن على السِّيرافي، وعبد العزيز بن معاوية بالبصرة، ومحمد بن أيّوب، وابن الْجُنَيْد بالرّيّ، ومحمد بن إبراهيم البوسنجي وقشمرد [5] ، ومحمد بن عمرو الحَرَشيّ، وطائفة بنيسابور، وعثمان بن سعيد الدارميّ وغيره بهراة، ومحمد بن غالب،

[1] هو: أبو الحسين محمد بن أحمد بن جُمَيْع الغسّاني الصّيداوي المتوفى سنة 402 هـ.

بصيداء. له معجم شيوخه. وهو لا يذكر صاحب هذه الترجمة في معجمه الّذي قمنا بتحقيقه عن نسخة جامعة ليدن. ونشرته مؤسسة الرسالة، بيروت 1985.

[2]

دعلج: بمفتوحة، فساكنة مهملتين، وفتح لام، وبجيم. وفي موضع آخر بكسر الدال.

(المغني في أسماء الرجال 101) .

[3]

تاريخ بغداد 8/ 387- 392، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 13/ 147، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 245، تكملة تاريخ الطبري 182 و 183، الرسالة المستطرفة 73، وفيات الأعيان 2/ 271 و 272، طبقات السبكي 2/ 222، الكامل في التاريخ 8/ 545، البداية والنهاية 9/ 241 و 242، العبر 2/ 291، معجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي (مخطوط ليدن) 112، المنتظم 7/ 10 رقم 10، تذكرة الحفّاظ 3/ 881 رقم 850، الوافي بالوفيات 14/ 17 رقم 13، مرآة الجنان 2/ 347، النجوم الزاهرة 3/ 333، شذرات 3/ 8، أعلام النبلاء 16/ 30- 35 رقم 21، طبقات الحفاظ 360.

[4]

ويقال: السجستاني، بكسر السين والجيم وسكون السين الثانية، نسبة إلى سجستان.

(اللباب 2/ 105) .

[5]

في الأصل «قشمر» .

ص: 53

ومحمد بن رمح [1] البزّاز، ومحمد بن سليمان الباغندي، وخلقًا ببغداد وغيرها.

وعنه: الدارقُطْني، والحاكم ابن رزقويه [2] ، وأبو علي بن شاذان، وأبو إسحاق الإسفرائيني، وعبد الملك بن بشران، وخلق.

وقال الحاكم: أخذ عن ابن خُزَيمة المصنّفات، وكان يُفْتي بمذهبه، وكان شيخ أهل الحديث، له صَدَقَات جارية على أهل الحديث بمكة والعراق وسِجِسْتان. سمعته يقول: تقدّم ليلة إليّ بمكة ثلاثة فقالوا: أخٌ لك بخراسان قتل أخانا ونحن نقتلك به. فقلت: اتّقُوا الله فإنّ خُراسان ليست بمدينة واحدة، فلم أزل أداريهم إلى أن اجتمع الناس وخلّوا عنّي، فهذا سبب انتقالي من مكة إلى بغداد [3] .

وقال الحاكم: سمعت الدارَقُطْنيّ يقول: صنَّفت لدَعْلَج الْمُسْنَدَ الكبير، فكان إذا شكّ في حديث ضرب عليه، ولم أر في مشايخنا أثْبَتَ منه.

وسمعت عمر البَصْري يقول: ما رأيت ببغداد فيمن انتخبت عليهم أصحّ كتبًا ولا أحسن سماعًا من دَعْلَج [4] .

قال الحاكم: اشتري دَعْلَج بمكة دار العبّاسية بثلاثين ألف دينار. قال:

ويقال لم يكن في الدنيا من التّجار أيسر من دَعْلَج.

وقال الخطيب [5] : بلغني أنه بعث بالمُسْنَد إلى ابن عُقدَة لينظر فيه، وجعل في الأجزاء بين كل ورقتين دينارًا.

وقال ابن حَيُّوَيْه: أدخلني دَعْلَجُ دارَه وأراني بدرا من المال معبّأة وقال

[1] في الأصل «رنح» والتصحيح من تاريخ بغداد 8/ 387.

[2]

في الأصل «بن ارقويه» .

[3]

تاريخ بغداد 8/ 389.

[4]

تاريخ بغداد 8/ 388.

[5]

تاريخ بغداد 8/ 388.

ص: 54

لي: يأبا عمر خذ من هذا ما شئت، فشكرت له وقلت: أنا في كفاية وغِنّى [1] عنها.

توفي دَعْلَجُ في جُمادى الآخرة. وله نيّف وتسعون سنة.

وقال أبو ذَرّ الهَرَوِيّ: بلغني أن معزّ الدولة [قال][2] : أوّل مال من المواريث أخذ مال دعلج، خلّف ثلاثمائة ألف دينار.

وقال أبو العلاء الواسطي: كان دَعْلَجُ يقول: ليس في الدنيا مثل داري، لأنّه ليس في الدنيا مثل بغداد، ولا ببغداد مثل القطيعة، ولأنّها مثل درب أبي خلف، ولا في الدرْب مثل داري [3] .

ونقل الخطيب أنّ رجلًا صلّى الجمعة فرأى رجلًا ناسكًا لم يصلّ وكلّمه فقال: استر عليّ، عليّ لدَعْلَجُ خمسة آلاف درهم فلما رأيته أحدثت في ثيابي، فبلغ دَعْلَجُ فطلب [4] الرجل إلى منزله وأبرأه منها، ووصله بخمسة آلاف لكونه روّعه [5] .

وقال أحمد بن الحسين الواعظ: أَوْدَعَ أبو عبد الله بن أبي موسى الهاشمي عشرة آلاف دينار ليتيم فأنفقها، فلما كَبُرَ الصَّبي أمر السلطان بدفع المال إليه، قال ابن [6] أبي موسى: فضاقت عليّ الدنيا فبكّرت على بغلتي إلى الكَرْخ، فوقفت على باب مسجد دَعْلَجُ، فصلَّيت خلفه الفجر، فلما انْفَتَل رحّب بي، ودخلنا داره، فقدّم هريسة فأكلنا وقصّرت، فقال: أراك منقبضًا! فأخبرته، فقال: حاجتك مقضيّة، فلما فرغنا وزن لي عشرة آلاف دينار، وقمت أطير فرحًا، ثم أعطيت الصبيّ المال، وعظَّم ثناءُ الناس عليّ، فاستدعاني أمير من أولاد الخليفة فقال: قد رغبت في معاملتك وضمّنتك

[1] في الأصل «غنا» .

[2]

إضافة على الأصل.

[3]

تاريخ بغداد 8/ 389.

[4]

في الأصل «بطلب» .

[5]

راجع: تاريخ بغداد 8/ 389.

[6]

في الأصل «بن» .

ص: 55

أملاكي، فضمنت منه، فربحت ربحًا مُفْرِطًا حتى كسبت في ثلاثة أعوام ثلاثين ألف دينار، فحملت إلى دَعْلَجُ ذَهَبَهُ، فقال: ما خَرَجَت والله الدنانير عن يدي، ونويت أن آخذ عِوَضها، صِلْ [1] بها الصبيان، فقال: أيّها الشيخ، أيّ شيء أصل هذا المال حتى تهب لي منه عشرة آلاف دينار؟ فقال: نشأت وحفظت القرآن وطلبت الحديث وتاجرت، فوافاني تاجر فقال [2] : أنت دَعْلَجُ؟

قلت: نعم، قال: قد رغبت في تسليم مالي إليك مُضارَبَةً، وسلَّم إليّ بارنامجات [3] ألف ألف درهم، وقال لي: ابسط يدك فيه ولا تعلم موضِعًا تنفقه إلا حملت منه إليه. ولم يزل يتردّد إليّ سنة بعد سنة يحمل إليّ مثل هذا، والمال يُنمّى، فلما كان في آخر سنة اجتمعنا قال لي: أنا كثير الأسفار في البحر، فإنْ قضى الله علْيَ قضاءً فهذا المال كلّه لك، على أنْ تتصدّق منه وتبني المساجد. قال دَعْلَجُ: فأنا أفعل مثل هذا، وقد ثَمَّر الله المال في يدي، فاكْتُم عليّ ما عِشْتَ. رواها الخطيب عن أبي منصور محمد بن محمد العسكري، حدّثني أحمد بن الحسين فذكرها.

سَلْم بن الفضل أبو قتيبة، قد تقدّم.

وقيل: توفّي فيها عبد الله بن أحمد بن مسعود [4] .

وأبو بكر الأصبهاني المقرئ المطّرز: سمع: عليّ بن جبلة، ومحمد بن العباس الأخرم، وإبراهيم بن ناملة.

روي عنه: أبو بكر الذكواني، وغيره، وبالإجازة أبو نُعَيْم.

عبد الله بن أحمد بن الحسين [5] بن رجا أبو القاسم الخرقي، بغداديّ مستقيم الحديث.

[1] هكذا في الأصل، وفي تاريخ بغداد 8/ 391 «حلّ» بالحاء واللّام المشدّدة.

[2]

في الأصل: «فقلت» .

[3]

في الأصل «برباحات» .

[4]

تاريخ بغداد 8/ 390- 392.

[5]

تاريخ بغداد 9/ 389 رقم 4983.

ص: 56

روى عن: عبد الله بن روح المدائني، وتمتام [1] ، ومحمد بن يونس الكديمي.

وعنه: علي بن أحمد الرّزاز [2] . تُوُفِّي في رجب.

عبد الله بن جعفر بن محمد [3] بن الورْد [4] بن زَنْجُوَيْه أبو محمد البغدادي ثم المصري.

سمع «السيرة» من عَبْد الرحيم بْن عَبْد الله بْن البَرْقي، وسمع: يحيى بن أيّوب العلاق، وأبا يزيد القراطيسي، وابن رشدين، وغيرهم.

وعنه: ابن منده، وعبد الغني بن سعيد، وإبراهيم بن علي الغازي، وأبو محمد بن أبي زيد المالكي، وأبو محمد بن النحّاس، وابن [5] نظيف، وجماعة.

وكان من الصالحين المُسْندِين. تُوُفّي في رمضان، وهو في تاريخ ابن النجار أخصَر من هذا.

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [6] بن أبي دليم أبو محمد القُرْطبي، من أولاد شيوخ الأندلس.

يروي عن: أسلم، وابن أبي تمام، وغيرهما.

وولي قضاء بجانة [7] وألبيرة [8] ، وولي الشرطة بقرطبة، وصنّف كتاب

[1] هو: محمد بن غالب التمتام.

[2]

في الأصل «الوزار» . والتصحيح عن تاريخ بغداد.

[3]

العبر 2/ 292، الوافي بالوفيات 17/ 106 رقم 90، شذرات الذهب 3/ 8.

[4]

في الأصل «أبو ذر» . والتصحيح من: العبر والوافي والشذرات.

[5]

في الأصل «بن» .

[6]

تاريخ علماء الأندلس 1/ 231 و 232 رقم 707.

[7]

في الأصل «نجّابه» والتصحيح من معجم البلدان 1/ 339 وبجّانة: بالفتح ثم التشديد، وألف، ونون. مدينة بالأندلس من أعمال كورة إلبيرة.

[8]

إلبيرة: الألف فيه ألف قطع وليس بألف وصل. وهي كورة كبيرة من الأندلس ومدينة متّصلة بأراضي كورة قبرة بين القبلة والشرق من قرطبة. (معجم البلدان 1/ 244) .

ص: 57

«طبقات الرواة» عن مالك، وتُوُفّي فجأة بقصر الزهراء. وكان نبيلًا في الحديث، ضابطًا محقّقًا.

عَبْد اللَّه بْن محمد بْن جعْفَر [1] بْن شاذان البغدادي أبو الحسين البزّاز.

سمع أحمد بن عبد الله النُرسي، والكديمي، والحارث بن أبي أسامة، وجماعة.

وعنه: الدارقطني، وأبو حفص الكّتاني، وابن رزقويه، ومحمد بن الحنّائي [2] . ووثّقه الخطيب.

عَبْد الله بْن محمد بْن أحمد أبو القاسم الدمياطي.

تُوُفّي في ذي الحجة.

عبد الباقي بن قانع [3] بن مرزوق بن واثق أبو الحسين الأموي، مولاهم البغدادي الحافظ.

سمع الحارث بن أبي أسامة، وإبراهيم بن الهيثم البلدي، وإبراهيم الحربي، وإسحاق بن الحسن الحربي، ومحمد بن مَسْلَمَة الواسطي، وإسماعيل بن الفضل البلّخي، وخلقًا سواهم.

وعنه: الدارقُطْني، وابن رزقوَيْه، وابن الفضل القطّان، وأحمد بن علي البادا [4] ، وأبو علي بْن شاذان، وعبد المُلْك بْن بِشْران، وغيرهم.

صنّف «مُعْجَم الصّحابة» ووقع لنا بعُلوّ.

قال البرقاني: أمّا البغداديون فيُوَثَّقُونه، وهو عندي ضعيف.

[1] المنتظم 7/ 14 رقم 11، تاريخ بغداد 10/ 128 رقم 5267.

[2]

في الأصل «الجناسي» .

[3]

المنتظم 7/ 14 رقم 12، تاريخ بغداد 11/ 88 و 89 رقم 5775، البداية والنهاية 11/ 242، العبر 2/ 292، دول الإسلام 1/ 218، النجوم 3/ 333، شذرات الذهب 3/ 8، ميزان الاعتدال 2/ 532، 533، سير أعلام النبلاء 15/ 526، 527 رقم 303، تذكرة الحفاظ 3/ 883، 884، مرآة الجنان 2/ 347، الجواهر المضيّة 1/ 293، لسان الميزان 3/ 383، 384.

[4]

في الأصل «البادي» والتصويب من تاريخ بغداد.

ص: 58

قال الدارقُطْني: كان يحفظ ولكنّه كان يخطئ ويصرّ على الخطأ.

وقال الخطيب [1] : حدّثني الأزهري، عن أبي الحسن بن الفرات قال:

كان ابن قانع قد حدث به اختلاط قبل أن يموت بنحوٍ من سنتين، فتركنا السماع منه وسمع منه قوم في اختلاطه.

قال الخطيب: وُلد سنة خمس وستين ومائتين، وتوفي في شوّال سنة إحدى.

عبد الرحمن بن إدريس بن الربيع بن فروة أبو القاسم المؤدّب، مصري.

عبد العزيز بن محمد بن سهل [2] البغدادي اللؤلؤي بن قماشُوَيه.

روى عن: إسحاق الدَّبري، عن عبد الرزّاق كتاب الحدود والرِّضاع.

وعنه: أبو عليّ بن شاذان.

قال الخطيب: لم أسمع فيه إلا خيرا يُكنَى أبا الطيّب. قال لي ابن شاذان: توفي في نصف شعبان سنة إحدى وخمسين.

عبد العزيز بن إبراهيم بن بيان [3] الرئيس أبو الحسين بن النُّعمان الكاتب البغدادي.

قال الخطيب: كان أحد الكُتّاب الحُذّاق، مأمون [4] الدواوين، وله تواليف في الهزْل. مات في رمضان.

علي ابن الإمام أبي جعفر أحمد بن محمد الطحاوي [5] المصري أبو الحسن.

[1] تاريخ بغداد 11/ 89.

[2]

تاريخ بغداد 10/ 456 رقم 5621.

[3]

تاريخ بغداد 10/ 456 رقم 5622.

[4]

كذا في الأصل، وفي تاريخ بغداد «وأمور» .

[5]

لم أجد ترجمته. أما أبوه فهو الحافظ المحدّث فقيه مصر المتوفى سنة 321 هـ.

ص: 59

حدّث عن النّسائيّ وغيره.

علي بن جعفر بن أحمد بن علي أبو الحسن الفريابي [1] .

توفي في شعبان وكان يعرف بابن ممَّك.

روى بمصر عن: أبي مسلم الكجّي [2] ، ومحمد بن جعفر القَتَّات، والفريابي [3] .

روى عنه محمد بن نظيف، وغيره.

ووثّقه الخطيب.

على بن رُكَيْن، أبو الحسن المصري.

سمع أحمد بن حمّاد، وغيرخ [4] .

عَليّ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [5] بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حبيب أبو أحمد الحسني المَرْوَزِي.

سمع: سعيد بن مسعود، وعمار بن عبد الْجَبّار، ومحمد بن الفضل البخاري، وعبد العزيز بن حاتم، وسهل بن المتوكّل، وجماعة.

وحدّث ببخارى [6] وبمرو. وفيه لِين، ولمّا حدّث عن سهل بن المتوكَل أنكروا عليه وقالوا: كيف لقيته وما علامته؟ قال: كان إذا وضع كفّه على وجهه غطّاه [7] من عرض يده، فصدّقوه.

روى عنه: أبو [8] عبد الله بن مندة، والحاكم، ومحمد بن أحمد

[1] تاريخ بغداد 11/ 370 رقم 6220.

[2]

في الأصل «اللجي» والتصويب من تاريخ بغداد.

[3]

اسمه محمد «تاريخ بغداد» .

[4]

في الأصل «رعبه» .

[5]

العبر 2/ 292.

[6]

في الأصل «بخارا» .

[7]

في الأصل «عطاه» .

[8]

في الأصل «أبا» .

ص: 60

غُنْجار [1] ، ومنصور بن عبد الله الذُّهْلي، وغيرهم.

وتُوُفّي بَمرْو في رجب من السنة.

قال الخليليّ: سألت الحاكم عنه فقال: هو أشهر في اللَّين من أن تسألني عنه.

قلت: هو أَسَدُّ من كان بمَرْو في زمانه.

وقال الحاكم: كان يكذب مثل السكر، والحسنوي أحسن حالًا منه.

محمد بن أحمد بن موسى [2] أبو حبيب النيسابوري المَصَاحفيّ النّاسخ، جاور بالجامع خمسين سنة.

وحدّث عن: سهل بن عمّار، وزكريّا بن داود الخفّاف.

عنه: الحاكم وقال: عاش ثلاثًا وتسعين سنة.

محمد بن الحسن بن محمد [3] بن زياد بن هارون [4] الموصلي ثم البغدادي أبو بكر النقّاش المقرئ المفسّر.

كان إمام أهل العراق في القراءات والتفسير.

روى عن: إسحاق بن سُنَين الختلي [5] ، وأبي مسلم الكجّي، ومطيّن،

[1] في الأصل «عنجار» .

[2]

الأنساب 3/ 176 و 11/ 337، 338، اللباب 3/ 218.

[3]

المنتظم 7/ 14 رقم 13، غاية النهاية 2/ 119، الوافي بالوفيات 2/ 345 رقم 798، البداية والنهاية 11/ 242، العبر 2/ 292، دول الإسلام 1/ 218، تاريخ بغداد 2/ 201 رقم 635، طبقات المفسّرين 2/ 131 رقم 481، معرفة القراء الكبار 1/ 236 رقم 27، الكامل في التاريخ 8/ 545، الفهرست 50، معجم الأدباء 18/ 146- 149، وفيات الأعيان 4/ 298، 299، تذكرة الحفاظ 3/ 908، سير أعلام النبلاء 15/ 573- 576 رقم 348، ميزان الاعتدال 3/ 520، مرآة الجنان 2/ 347، طبقات الشافعية للسبكي 3/ 145، 146، لسان الميزان 5/ 132، شذرات الذهب 3/ 8، 9.

[4]

كتب على الهامش: «محمد بن الحسن أبو بكر النقاش المفسر سما (كذا) تفسيره شفا الصدور وله مؤلفات كثيرة» .

[5]

في الأصل «سين الحلي» .

ص: 61

وإبراهيم بن زهير الحلواني، ومحمد بن عبد الرحمن النسائي، والحسن بن سفيان، والحسين بن إدريس الهروي، ومحمد بن علي الصائغ. وقرأ [1] القرآن على: الحسن بن العباس بن أبي مهران، وعلى الحسن [2] بن الحُباب ببغداد، وعلى أحمد [3] بن أنس بن مالك، وهارون بن موسى الأخفش بدمشق، وعلى ابن أبي ربيعة محمد بن إسحاق بن أعين، وعلي ابن أبي محمد الخيّاط، وعلي بن أحمد البزّار، وجماعة سواهم. وذكر أنّ قراءته كانت على ابن أبي مهران في سنة خمس وثمانين.

قرأ عليه: أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران، وعبد العزيز بن جعفر الفارسي، وأبو الحسن الحمّامي، والقاضي أحمد بن محمد بن عبدون الشافعي، وإبراهيم ابن أحمد الطبري، وعلي بن محمد العلاف المقرئ، وأبو الفرج عبد الملك النّهرواني، وأبو الفرج الشّنبوذي [4] ، وعلى جعفر السعيدي، والحسن بن محمد الفحّام، وأبو القاسم علي بن محمد الزيدي الحرّاني الشريف، وهو آخر مَن قرأ في الدّنيا عَليْهِ، والحسن بن علي بن بشّار النيسابوري، وطائفة سواهم.

وروى عنه: أبو بكر بن مجاهد، أحد شيوخه، وجعفر الخلدي وهو من أقرانه، والدارقُطْني، وأبو حفص بن شاهين، وأبو أحمد عبد الله بن أبي مسلم الفرضي، وأبو علي بن شاذان، وأبو القاسم الحُرفي، وآخرون.

وصنّف التفسير وسمّاه «شفاء الصدور» وصنّف في القراءات، وأكثر التطواف من مصر إلى ما وراء النهر في لقاء المشايخ. وله كتاب «الإشارة في غريب القرآن» و «الموضّح في القرآن ومعانيه» و «صدأ [5] العقل» و «المناسك» و «أخبار القصّاص» و «ذمّ الحسد» و «دلائل النبوّة» و «المعجم الأوسط»

[1] في الأصل «قراء» .

[2]

في الأصل «وعلي بن الحسن» .

[3]

في الأصل «وعلي بن أحمد» .

[4]

في الأصل «الشبودي» والتصويب من معرفة القراء 1/ 237.

[5]

في وفيات الأعيان 4/ 299 «صد» .

ص: 62

و «المعجم الأصغر» و «كتاب معجم الأكبر في أسماء القرّاء وقراءاتها» [1] وكتاب «القراءات بعللها» وكتاب «السبعة الأوسط» وآخر لطيف، وغير ذلك.

وذكر ابن أبي الفوارس أنّ مولده سنة ستّ وستّين ومائتين.

قلت: الذي وضُح لي أنّ هذا الرجل مع جلالته ونُبله متروك ليس بثقة. وأجود ما قيل فيه قول أبي عمرو الدّاني، قال: والنقّاش مقبول الشهادة، على أنّه قد قال ابن فارس بن أحمد: سمعت عبد الله بن الحسين، سمعت ابن شنبوذ يقول: خرجت من دمشق إلى بغداد وقد فرغت من القراءة على هارون الأخفش، فإذا بقافلة مقبلة فيها أبو بكر النقّاش وبيده رغيف، فقال لي: ما فعل الأخفش؟ قلت: توفي. ثم انصرف النقّاش وقال: قرأت على الأخفش.

وقال طلحة بْن محمد بْن جعفر: كَانَ النقّاش يكذب في الحديث، قال: والغالب عليه القَصَص.

وقال البرقاني: كلّ حديث النقّاش مُنْكَر.

وقال هبة الله اللالكائي الحافظ: تفسير النقّاش لشفاء الصدور ليس بشفاء الصدور.

وقال الخطيب [2] : في حديثه مناكير بأسانيد مشهورة.

قلت: وَرَوَى عَنْهُ جَمَاعَةٌ أَنَّ أَبَا غَالِبِ ابْنِ بِنْتِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرٍو حَدَّثَهُ، قَالَ: ثنا جَدِّي، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبَلُ دُعَاءَ حَبِيبٍ عَلَى حَبِيبِهِ» . قال الدارقطني: قلت للنقّاش: هذا حديث موضوع، فرجع عنه.

قال الخطيب: قد رواه أبو علي الكوكبي عن أبي غالب.

[1] في الأصل «قراتها» .

[2]

تاريخ بغداد 2/ 205.

ص: 63

وقال الدارقطني في كتاب «المصحّفين» له: إنّ النقّاش قال مرّة: كسرى «أبو» شروان، جعلها كنية، وقال: كان يدعو فيقول: لا رجعت يدٌ قصَدَتْكَ «صفراءَ» من إعطائك، بفتحٍ وبمدّ، وصوابه صفرًا.

وقال الخطيب [1] : سمعت أبا الحسين بن الفضل القطّان يقول:

حضرتُ أبا بكر النقّاش وهو يجود بنفسه في ثالث شوّال سنة إحدى وخمسين فجعل يحرّك شفتيه، ثم نادى بأعلى صوته: لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعامِلُونَ 37: 61 [2] يردّدها ثلاثًا، ثمّ خرجت نفسُه.

قلت: قد اعتمد صاحب «التيسير» [3] على رواياته.

محمد بن سعيد [4] أبو بكر الحربي الزاهد. بغدادي. وثّقه الخطيب.

روى: عن: إبراهيم بن نصر المنصوري، وغيره.

وعنه: ابن رزقوَيْه.

محمد بن الشبل بن بكر [5] القيسي أبو بكر الأندلسي.

سمع بقرطبة من يوسف بن يحيى المغامي، ورحل سنة اثنتين وتسعين ومائتين، فسمع- بالقيروان من يحيى بن عمر، ويحيى بن عَوْن، وعمر بن يوسف. وسمع بسوسه [6] من آدم [7] بن مالك وطائفة. وطال عمره.

ورحلوا للسماع [8] منه. ومات سنة ثلاث وخمسين.

محمد بن علي بن الحسين أبو حرب المروزيّ الفقيه.

[1] تاريخ بغداد 2/ 205.

[2]

سورة الصافات- الآية 61.

[3]

هو أبو عمرو الدّانيّ.

[4]

تاريخ بغداد 5/ 310 رقم 2822، الوافي بالوفيات 3/ 96 رقم 1033، المنتظم 7/ 15 رقم 14، البداية والنهاية 11/ 243.

[5]

تاريخ علماء الأندلس 2/ 65 رقم 1281.

[6]

سوسه: بضم أوّله. بلد بالمغرب، مدينة صغيرة بنواحي إفريقية «تونس حاليا» .

[7]

في الأصل «دارم» ، والتصحيح عن تاريخ علماء الأندلس.

[8]

في الأصل «السماع» .

ص: 64

محمد بن علي بن دُحَيْم [1] أبو جعفر الشيباني الكوفي.

سمع: إبراهيم: بن عبد الله العبسي القصّار، وإبراهيم بن أبي العنبس القاضي، وأحمد بن حازم ابن أبي غَرْزَةَ [2] ، وجماعة.

وعنه: الحاكم، وأبو بكر أحمد بن الحسين الحيري، وأبو بكر أحمد بن موسى بن مَرْدويه، وجناح بن نذير المحاربي، ومحمد بن علي بن خشيش التميمي الكوفي، وأبو منصور المظفَّر بن محمد العلوي، وزيد بن أبي هاشم العلويّ، وغيرهم.

حديثه في «الثقفيّات» وغيرها، وكان ثقة صدوقًا. حدّث في هذه السنة، وما أدري هل تُوُفّي فيها أو بعدها.

محمد بن القاسم بن محمد [3] بن سِياه [4] أبو بكر العسّال الأصبهاني.

يروي عن: عبد الله بن محمد بن النُّعمان، وعُبيد بن الحسن الغزَّال.

وعنه: أبو بكر بن أبي على المعدل، وأبو نعيم الحافظ.

محمد بن راهب أبو بكر الكشي.

يروي عن حامد بن شادي الْكشّي، والربيع بن حسّان، ومُطَيّن، وأبي عمر القتّات.

محمد بن مؤمن أبو بكر الكِنْدي المصري النَّحْوي المحدّث.

كان فاضلًا صالحًا، عاش قريبًا من ثمانين سنة.

ميمون بن إسحاق [5] أبو محمد البغدادي الصوّاف، مولى محمد بن الحنفية.

[1] العبر، 2/ 293، سير أعلام النبلاء 16/ 36، 37 رقم 23، النجوم الزاهرة 3/ 334، شذرات الذهب 3/ 9.

[2]

في الأصل «بن أبي عزره» .

[3]

أخبار أصبهان 2/ 285.

[4]

في الأصل «شياه» بالشين المعجمة، والتصويب عن أخبار أصبهان.

[5]

تاريخ بغداد 13/ 211 رقم 7182.

ص: 65

سمع: أحمد بن عبد [1] الجبار العُطارِدِيّ، والحسن بن السَمْح، وأحمد ابن هارون البرديجي.

روي عنه: ابن رزقويه، والحمّامي، وابن الفضل القطّان، وأبو علي بن شاذان.

قال الخطيب: كان صدوقًا، مولده سنة ستين ومائتين.

هَمّام بن أحمد بن محمد [2] بن مسلم أبو عمر القاضي.

يروي عن: أبيه، وعن إبراهيم بن محمد بن متُّوَيْه، وإسحاق بن جميل.

وعنه: أبو نعيم، وأبو بكر بن أبي علي المعدل.

يحيى بن منصور بن يحيى [3] بن عبد الملك القاضي أبو محمد النيسابوري.

وُلّي قضاء نيسابور بضع عشرة سنة، ثم عُزل بأبي أحمد الحنيفي سنة تسع وثلاثين، وحُمدت ولايته. وكان محدّث [4] نَيْسابور في وقته.

روى عن: محمد بن عمرو قشمرد، وأحمد بن سلمة، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وأبي مسلم الكجّي، وطبقتهم. وكان يحضر مجلسه أبو عبد الله بْن الأخرم، وأبو علي الحافظ.

روى عنه: الحاكم، ويحيى بن إبراهيم المزكّي، والزاهد أَبُو سَعْدٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الحركوشي، وسِبْطُه عنبر بن الطّيّب بن محمد العنبري، وآخرون.

[1] في الأصل «علي» ، والتصويب من تاريخ بغداد.

[2]

أخبار أصبهان 2/ 341.

[3]

العبر 2/ 293.

[4]

في الأصل «يحدث» .

ص: 66