المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[وفيات] سنة ست وخمسين وثلاثمائة - تاريخ الإسلام - ت تدمري - جـ ٢٦

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد السادس والعشرون (سنة 351- 380) ]

- ‌الطبقة السادسة والثلاثون

- ‌حوادث سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة

- ‌[الوفيات]

- ‌[حوادث] سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة

- ‌[الوفيات]

- ‌[حوادث] سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة

- ‌[الوَفَيَات]

- ‌[حوادث] سنة أربع وخمسين وثلاثمائة

- ‌ومن [1] سنة خمس وخمسين وثلاثمائة

- ‌ومن سنة ست وخمسين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة سبع وخمسين وثلاثمائة

- ‌[عود إلى حوادث] سنة خمس وخمسين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة ست وخمسين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة سبع وخمسين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة تسع وخمسين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة ستين وثلاثمائة

- ‌[وفيات هذه الطبقة]

- ‌سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة أربع وخمسين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة خمس وخمسين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة ست وخمسين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة سبع وخمسين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة تسع وخمسين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة ستين وثلاثمائة

- ‌من لم يُحفظ وفاته وله شُهرة كتبنا: تقريبًا

- ‌[تراجم المتوفّين في هذه الطبقة أيضًا]

- ‌الطبقة السابعة والثلاثون

- ‌حوادث سنة إحدى وستّين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة اثنتين وستين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة ثلاث وستين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة أربع وستين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة خمس وستين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة ست وستين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة سبع وستين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة ثمان وستين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة تسع وستين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة سبعين وثلاثمائة

- ‌سنة إحدى وستّين وثلاثمائة ومن تُوُفّي فيها

- ‌[وَفَيَات هذه الطبقة

- ‌ سنة اثنتين وستّين وثلاثمائة

- ‌[وَفَيَات] سنة ثلاث وستين وثلاثمائة

- ‌[وَفَيَات] سنة أربع وستّين وثلاثمائة

- ‌[وَفَيَات] سنة خمس وستّين وثلاثمائة

- ‌[وَفَيَات] سنة ست وستين وثلاثمائة

- ‌[وَفَيَات] سنة سبع وستين وثلاثمائة

- ‌[وَفَيَات] سنة ثمان وستّين وثلاثمائة

- ‌[وَفَيَات] سنة تسع وستين وثلاثمائة

- ‌[وَفَيَات] سنة سبعين وثلاثمائة

- ‌المتوفّون في عشر السّبعين وثلاثمائة تقريبًا لا يقينًا

- ‌الطبقة الثامنة والثلاثون

- ‌حوادث سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة أربع وسبعين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة خمس وسبعين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة ستّ وسبعين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة سبع وسبعين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة تسع وسبعين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة ثمانين [1] وثلاثمائة

- ‌[تراجم وفيات الطبقة]

- ‌سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة

- ‌[وَفَيَات] سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة أربع وسبعين وثلاثمائة

- ‌[وَفَيَات] سنة خمس وسبعين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة ست وسبعين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة سبع وسبعين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة تسع وسبعين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة ثمانين وثلاثمائة

- ‌المتوفّون تقريبًا من أهل هذه الطبقة رحمهم الله تعالى

الفصل: ‌[وفيات] سنة ست وخمسين وثلاثمائة

[وفيات] سنة ست وخمسين وثلاثمائة

أحمد بن أسامة بن أحمد [1] بن أسامة بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السّمْح بن أسامة أبو جعفر التّجَيبي، مولاهم المصري المقرئ.

قرأ القرآن على إسماعيل بن عبد الله النّحاس، عن أبي أيّوب الأزرق صاحب ورش.

وتصدّر للإقراء فقرأ عليه خَلَفُ بن إبراهيم بن خاقان شيخ أبي عمرو الدّاني وغيره.

وسمع الحديث من بكر بن سهْل الدِمياطي، وغيره.

روى عنه: أبو القاسم يحيى بن علي بن الطّحان في تاريخه، وقال:

تُوُفّي في شهر رجب سنة اثنتين وأربعين، [وقيل][2] ستٍ وخمسين.

وأمّا أبو عمرو الدّاني فروى عن خَلَف بن إبراهيم وفاته سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة، وأنّه نَيّفَ على المائة.

قال أبو عمرو: روى عنه القراءة محمد بن النعمان، وخلف بن قاسم، وعبد الرحمن بن يونس.

[1] معرفة القراء 1/ 240، غاية النهاية 1/ 38، حسن المحاضرة 1/ 488.

[2]

زيادة على الأصل.

ص: 135

أحمد بن بُوَيْه الدَّيْلمي [1] السلطان مُعِزّ الدولة أبو الحسين بن فنّا خسرو ابن تمّام بن كوفي بن شيرزيل بن شيركوه بن شيرزيل بن شيران بن شيرفنة بن شبستان شاه بن سَسَن فرو بن شروزيل بن سَسْناد بن بهْرامَ جُور.

أحد ملوك بني ساسان. كذا ساق نَسَبَه القاضي شمس الدين، وَعَدَّ ما بينه وبين بهْرام ثلاثة عشر أبًا، وقابلته على نسختين.

كان بُوَيْه يصطاد ويحترف، وكان ولده أحمد هذا رُبَّما احتطب، فآل أمره إلى المُلْك، وكان قدومه إلى بغداد سنة أربعٍ وثلاثين، وكان موته بالبَطَن فَعَهِد إلى ولده عزّ الدولة أبي منصور بَخْتيار بن أحمد.

وقيل: إنّه لمّا احتضر استحضر بعض العلماء فتاب على يده، كلّما حضر وقت الصلاة خرج العالم إلى مسجد، فقال معزّ الدولة: لم لا تصلّي هنا؟ قال: إنّ الصلاة في هذه الدار لا تصحّ، وسأله عن الصحابة، فذكر له سوابقهم وأنّ عليًا زوّج بنته من فاطمة بعمر رضي الله عنه، فاستعظم وقال:

ما علمت بهذا، وتصدّق بأموال عظيمة، وأعتق غلمانه، وأراق الخمور، وردّ المواريث إلى ذوي الأرحام.

وكان يقال له الأقطع. طارت يساره في حرب، وطارت بعض اليمنى، وسقط بين القتلى ثم نجا. وتملّك بغداد بلا كلفة، ودانت له الأمم، وكان في الابتداء تَبَعًا لأخيه الملك عماد الدولة.

مات فِي ربيع الآخر سنة ستًّ وخمسين وثلاث مائة، وله ثلاث وخمسون سنة.

وقد أنشأ دارًا غرِم عليها أربعين ألف ألف درهم، فبقيت إلى بعد

[1] وفيات الأعيان 1/ 174 رقم 72، المنتظم 7/ 38 رقم 39، الوافي بالوفيات 6/ 278 رقم 2772، تجارب الأمم 6/ 146 و 231، الكامل في التاريخ 8/ 573- 580، المختصر في أخبار البشر 2/ 106، سير أعلام النبلاء 16/ 189، 190 رقم 133، البداية والنهاية 11/ 262، مرآة الجنان 2/ 358، العبر 2/ 303، النجوم الزاهرة 4/ 14، شذرات الذهب 3/ 18، وفي الأصل «الدعمي» . وسيرته وأخباره في كتب التاريخ العامة.

ص: 136

الأربعمائة ونُقِضت، فاشتروا جردَ ما في سقوفها من الذهب بثمانية آلاف دينار) [1][2] أحمد بن محمود بن زكريا [3] بن خرّزاذ القاضي أبو بكر الأهوازي.

سمع: أبا مسلم الكجّي، وأبا جعفر الحضرمي مُطَيّنًا، ونحوهما.

تُوُفّي في ذِي القعدة.

أحمد بن محمد بن خَلَف [4] بن أبي حُجَيْرة، أبو بكر القُرْطُبّي.

سمع من: أحمد بن خالد بن الحُباب، وجماعة، ودخل فسمع بمصر من محمد بن جعفر بن أعْيَن.

وكان زاهدًا متبتّلًا [5] فقيهًا. تُوُفّي في جُمادى الأولى.

إبراهيم بن محمد بن شهاب [6] أبو علي [7] العطّار الحنفي. كان من متكلّمي المعتزلة.

روى عن: محمد بن يونس الكديمي، وأبي مسلّم الكجّي.

وعنه: محمد بن طلحة النّعاليّ.

عِدادُهُ في البغداديين. عاش بِضْعًا وثمانين سنة.

[1] في الأصل بياض صفحتين، وما بين الحاصرتين استدركناه من سير أعلام النبلاء 16/ 190.

[2]

سبق هذه الترجمة ترجمة ضاعت في النقص المشار إليه، وبقي منها:

«ابن نصر المروزي، وسمع أيضا يحيى بن أفلح، واللّيث بن خيرويه.

وعنه: الحاكم، وأهل بخارى. توفي في شوّال.

[3]

تاريخ بغداد 5/ 157 رقم 2600.

[4]

تاريخ علماء الأندلس 1/ 48 رقم 159.

[5]

في الأصل «متنبلا» .

[6]

تاريخ بغداد 6/ 167 رقم 3218.

[7]

كناه الخطيب: «أبو الطيب» .

ص: 137

إسماعيل بن القاسم بن هارون [1] بن عَيذون [2] ، العلامة أبو علي البغدادي القالي.

سألوه عن هذه النسبة فقال: أهّ وُلد بمَنَازِكِرْد [3] فلما انحدرنا إلى بغداد كان رفقته فيها جماعة من أهل قالي قلا [4] فكانوا يحافظون لمكانهم من الشعر، فلمّا دخلت بغداد انتسبت إلى قالي قَلا، وهي قرية من قرى منازكرد من أرمينية، ورجوت أن انتفع بذلك عند العلماء. فمضى عليّ القالي.

وقيل إنّ مولده سنة ثمانين ومائتين.

أخذ العربية واللغة عن ابن دُرَيْد، وابن أَبِي بكر بن الأنباري، وابن دَرَسْتَوَيْه، وسمع من أبي يعلى الموصلي، وأبي القاسم البَغَوِي، وأبي بكر بن أبي داود، وابن صاعد، وابن عرفة نفْطَوَيْه، وعلي بن سليمان الأخفش، وقرأ بحرف أبي عمرو علي أبي بكر بن مجاهد [5] . وأوّل دخوله إلى بغداد سنة خمس وثلاثمائة.

[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 69 رقم 223. بغية الملتمس 231/ رقم 547، جذوة المقتبس 164/ رقم 303، إنباه الرواة 1/ 204، معجم الأدباء 7/ 25، وفيات الأعيان 1/ 226 رقم 95، فهرسة ابن خير 395، الوافي بالوفيات 9/ 190 رقم 4097، طبقات النحويين للزبيدي 202، نفح الطيب 3/ 70، العبر 2/ 304، مرآة الجنان 2/ 359، البداية والنهاية 11/ 264، بغية الوعاة 196، تاريخ ابن خلدون 4/ 266، المختصر في تاريخ البشر 2/ 130، الفهرست 135، تلخيص ابن مكتوم 38، 4/ 111، نزهة الألباء 397، يتيمة الدهر 3/ 169، النجوم الزاهرة 4/ 169، شذرات الذهب 3/ 18، روضات الجنّات 104، كشف الظنون 619، 901، 1376، 1621، الأنساب 10/ 33، معجم البلدان 4/ 300، اللباب 3/ 9، المزهر 2/ 420، سير أعلام النبلاء 16/ 45- 47 رقم 31، نفح الطيب 1/ 364 و 368، 369 و 3/ 77- 78، هدية العارفين 1/ 208.

[2]

في الأصل «عبدون» .

[3]

منازكرد: منازجرد: بعد الألف زاي ثم جيم مكسورة، وراء ساكنة، ودال. وأهله يقولون منازكرد، بالكاف: بلد مشهور بين خلاط وبلاد الروم يعدّ في أرمينية. (معجم البلدان 5/ 202) .

[4]

قالي قلا: قاليقلا: بأرمينية العظمى من نواحي خلاط ثم من نواحي منازجرد. (معجم البلدان 4/ 299) .

[5]

العبارة مضطربة في الأصل: «بحرف أبي عمرو علي بن أبي بكر بن مجاهد» ، والتصحيح من سير أعلام النبلاء 16/ 46.

ص: 138

حكى هارون النّحْويّ قال: كنّا نختلف إلى [أبي][1] علي بجامع الزهراء، فأخذني المطر، فدخلت وثيابي مُبْتَلّة، وحوله أعلام أهل قرطبة، فقال لي: مهلًا يا أبا نصر هذا هيّن وتبدّله بثياب أُخَر، فلقد عرض لي ما أبقى بجسمي نُدُوبًا. كنت أختلف إلى ابن مجاهد فأدْلَجْتُ، فلما انتهيت إلى الدرب رأيته مُغْلَقًا فقلت: أبكّر هذا البكور وتفوتني النّوُبَة، فنظرت إلى سَرَبٍ هناك فاقتحمته، فلما أنْ توسّطْتُه ضاق بي، ونشبت فاقتحمته أشدَّ اقتحام، فنجوت بعد أن تخرّقَت ثيابي وتزلّع جِلْدي حتى انكشف العَظْم، فأين أنت ممّا عرض لي.

ثم أنشد:

ثَبَتَّ للمجد والسَّاعونَ قد بلغوا

جَهْدَ النُّفُوس وألقوا دونه الأزرا

فكابَدُوا المجِدَ حتى مَلَّ أَكْثَرهُم

وعانق المجدَ مَن أوفى ومَن صَبَرا

لا تَحْسِبِ المجدَ تمرًا أنت آكَلُه

لن تَبْلُغَ المجدَ حتى تَلْعَقَ الصَّبْرا

قال: ودخل [2] الأندلس في سنة ثلاثين، فقصد صاحبَها عبدَ الرحمن النّاصر لديَن الله فأكرمه، وصنّف لولده الحَكَم تصانيف، وبثّ علومه هناك، وكان قد بحث على ابن دَرَسْتَويْه الفارسي كتاب سيبَويه، ودقّق النظر وانتصر للبصْرِيّين، وأملى أشياء من حفظه ككتاب «النوادر» وكتاب «الأمالي» الذي اشتهر اسمه، وكتاب «المقصور والممدود» ، وله كتاب «الإبل» وكتاب «الخيل» ، وله كتاب «البارع في اللغة» نحو خمسة آلاف ورقة، لم يؤلّف أحد مثله في الإحاطة والجمع لكن لم يتممّه. وولاؤه لعبد الملك بن مروان ولهذا قصد بني أمَيّة ملوك الأندلس، فَعَظُم عندهم وكانت [مؤلّفاته][3] على غاية الاتقان.

أخذ عنه: عبد الله بن الربيع التميمي، وهو آخر من حدّث عنه، وأحمد بن أبان بن سيد، وأبو بكر محمد بن الحسن الزّبيدي اللّغوي، وغيرهم.

[1] إضافة على الأصل.

[2]

في الأصل «دخلت» .

[3]

إضافة على الأصل.

ص: 139

تُوُفّي أبو علي بقرطبة في ربيع الآخر سنة ستّ وخمسين وثلاثمائة.

جعفر بن محمد بن الحارث أبو محمد المراغي، طَوَّف الأقاليم وسمع محمد بن يحيى المروزي، وأبا عبد الرحمن النّسَائي، وأبا خليفة، والفِرْيابي، وعبد الله بن ناجية، وأبا يَعْلَى الموصلي، وطائفة بعد الثلاثمائة، وعاش نيّفًا وثمانين سنة.

روى عنه الحاكم وقال: كان من أصدق الناس في الحديث، وأبو عبد الرحمن السّلمي، وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمد السرّاج، وآخرون.

جعفر بن مطر النَّيْسَابُوري.

رحل وسمع محمد بن أيّوب بن الضُّريس، وأبا خليفة.

وعنه الحاكم وغيره.

حامد بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [1] بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ معاذ، أبو علي الرّفّاء الهَرَوي المحدّث الواعظ.

سمع: الفضل بن عبد الله اليشكري، وعثمان بن سعيد الدّارمي، والحسين بن إدريس، ومحمد بن عبد الرحمن بهَرَاة، وبهَمَذَان محمد بن المغيرة السُّكّري، ومحمد بن صالح الأشجّ، وعلي بن عبد العزيز بمكة، ومحمد بن يونس الكديمي، وإبراهيم الحربي، وبِشْر بن موسى ببغداد، وسمع أيضًا بَنْيسابور داود بن الحسين البَيْهَقي، وخليفة، وسمع محمد بن أيّوب البجلي بالرّيّ وبالكوفة.

وعنه: الحاكم، وأبو منصور محمد بن محمد الأزدي، وأبو علي بن شاذان، وأبو الفضل محمد بن أحمد الجارودي، وسعيد بن عثمان بن عمّار، ومحمد بن عبد الرحمن الدّبّاس، وأبو عثمان سعيد بن العبّاس القرشي، وهو آخر من حدّث عنه.

[1] تاريخ بغداد 8/ 172 رقم 4286، المنتظم 7/ 39 رقم 40، العبر 2/ 304، شذرات الذهب 3/ 19، الأنساب 6/ 141، 142، سير أعلام النبلاء 16/ 16، 17 رقم 4.

ص: 140

عاش إلى سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة. وحدّث أبو علي ببغداد بانتخاب الدار الدارقُطْني.

وثّقه الخطيب وغيره، وكان موته بَهَراة في رمضان.

أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الْخَلالِ، أنا أَبُو الْمِنْخَالِ اللُّتِّيِّ، أَنَا أَبُو الْوَقْتِ، أَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد الأَنْصَارِيُّ، أنا محمد بْنُ يُوسُفَ، أنا حَامِدُ بْنُ محمد، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْن مَسْلَمَةَ قَالَ: كَانَ مِنْ دُعَاءِ عَلِيٍّ رضي الله عنه: اللَّهمّ ثَبِّتْنَا عَلَى كَلِمَةِ الْعَدْلِ وَالْهُدَى وَالصَّوَابِ، وَقِوَامِ الْكِتَابِ، هَادِينَ مَهْدِيِّينَ، رَاضِينَ مَرْضِيِّينَ، غَيْرَ ضَالِّينَ وَلا مُضِلِّينَ.

سعيد بن أحمد بن محمد [1] بن عبد ربّه أبو عثمان الفقيه ابن شاعر الأندلس.

سمع: محمد بن عمر بن لبابة، وأسلم بن عبد العزيز، وجماعة.

وكان مُقَدّمًا في الفتوى ثقة عالمًا، أخذ الناس عنه.

العباس بن محمد بن نصر [2] بن السّرِيّ أبو الفضل الرافضي.

سمع: هلال بن العلاء، وسعيد بن يحيى بن يزيد صاحب مُصْعَب الزُّبَيْري، ومحمد بن الخَضِر بن علي، وحفص بن عمر بن سنجة، ومحمد بن محمد الجذوعي القاضي، وصباح بن محمد بن صباح صاحب المُعَافَى بن سليمان، وغيرهم.

ولعلّه آخر من روى عن هلال بن العلاء.

روى عنه: عبد الرحمن بن عمر النّحاس، وأبو عبد الله بن نظيف،

[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 170 ن رقم 507، بغية الملتمس 307 رقم 791، جذوة المقتبس 229 رقم 465.

[2]

العبر 2/ 304، شذرات الذهب 3/ 19، لسان الميزان 3/ 245 رقم 1076، ميزان الاعتدال 2/ 386 رقم 4180.

ص: 141

وأحمد بن محمد بن الحاجّ، وجماعة.

وتوفي بمصر. قال يحيى بن علي الطحاوي: تكلموا فيه.

عَبْد اللَّه بْن محمد بْن أحمد بن حبان أبو الطيب قاضي طوس.

قال الحاكم: روى عن مسدَّد بن قطن، ومحمد بن إسماعيل بن مهران، وجماعة.

وخُرّجت له الفوائد. وكان من أعيان أصحاب أبي علي الثقفي.

تُوُفّي سنة ست وخمسين.

عبد الخالق بن الحسن بن محمد [1] بن نصر بن أبي رُوبا السقطي العدّل ببغداد.

سمع: محمد بن سُلَيْمَان الْبَاغَنْدِيُّ، ومحمد بن غالب تَمْتَام، وإسحاق بن الحسن الحربي، وأبا شعيب الحراني.

وعنه: أبو الحسن بن رزقويه، وعلي بن داود الرّزّاز، وعبد الله بن يحيى السُّكّري، وطلحة الكتّاني، وأبو علي بن شاذان، ومحمد بن طلحة النّعالي.

وثّقه البَرْقاني.

عثمان بن محمد بن بشر [2] أبو عمرو السَّقَطي البغدادي، سَنَقه [3] .

سمع: محمد بن يونس الكديمي، وإسماعيل القاضي، وإبراهيم الحربي، وأحمد بن علي البربهاري، وغيرهم.

وكتب الناس عنه بانتخاب الدارقطني، وأثنى عليه البرقاني ووثّقه.

روي عنه: ابن رزقويه، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وعبد الله

[1] تاريخ بغداد 11/ 124 رقم 5819، العبر 2/ 305، المنتظم 7/ 40 رقم 41، شذرات الذهب 3/ 19، سير أعلام النبلاء 16/ 81 رقم 63.

[2]

تاريخ بغداد 11/ 304 رقم 6096، المنتظم 7/ 40 رقم 43، العبر 2/ 305، شذرات الذهب 3/ 19، الأنساب 7/ 92، سير أعلام النبلاء 16/ 81، رقم 64.

[3]

سنقه: ضبطه الزّبيدي في تاج العروس بالتحريك. وفي تاريخ بغداد «ابن سنقه» .

ص: 142

السُّكّري، وطلحة بن الصقر، ومحمد بن طلحة النّعالي.

توفّي في ذي الحجّة، وله سبع وثمانون سنة.

علي بن إبراهيم بن حمّاد [1] بن إسحاق أبو الحسن الأزدي البغدادي القاضي.

سمع: محمد بن يونس الكديمي، وبِشْر بن موسى، ومحمد بن عبد الله الحضرمي، وانتخب عليه الدار الدارقطني.

وعنه: أبو الحسن بن رزقويه، وعلي بن داود الرّزّاز.

وثّقه الخطيّب، قال: ولي قضاء الأهواز.

علي بْن الحُسَيْن بْن مُحَمَّد [2] بن أحمد بن الهيثم أبو الفرج الأصبهاني، الكاتب، مصنّف كتاب «الأغاني» .

سمع: محمد بن عبد الله بن سليمان الحضْرمي، ومحمد بن جعفر القتّات، والحسين بن أبي الأحوص، وعلي بن العبّاس المقانعي الكوفيّين، وأبا خُبيب بن البرتي، فمن بعدهم.

والهيثم هو ابن عبد الرحمن بن مروان بن عبد الله بن مروان الحمار بْنُ مُحَمَّدِ بْنُ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ.

روي عنه: الدارقُطْني، وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وعلي بن أحمد الرّزّاز، وآخرون.

[1] تاريخ بغداد 11/ 339 رقم 6175.

[2]

الفهرست 115، تاريخ بغداد 11/ 398 رقم 6278، يتيمة الدهر 3/ 96، أخبار أصبهان 2/ 11، المنتظم 7/ 40، معجم الأدباء 13/ 94، إنباه الرواة 2/ 251، ميزان الاعتدال 3/ 123، العبر 2/ 305، مرآة الجنان 2/ 359، البداية والنهاية 11/ 263، لسان الميزان 4/ 221، الكامل في التاريخ 8/ 581، وفيات الأعيان 3/ 307، المختصر في أخبار البشر 2/ 114، النجوم الزاهرة 4/ 15، شذرات الذهب 3/ 19، مفتاح السعادة 1/ 184، تكملة تاريخ الطبري 1/ 200، فهرست الطوسي 192، دول الإسلام 1/ 221 تلخيص ابن مكتوم 135، سير أعلام النبلاء 11/ 201- 203 رقم 140، روضات الجنات 487، هدية العارفين 1/ 681.

ص: 143

واستوطن بغداد من صباه. كان من أعيان أدبائها وأفراد مصنّفيها. روى عن طائفة كثيرة، وكان إخباريًّا نَسَّابةً شاعرًا، ظاهر التشيُّع.

قال أبو علي التنوخيّ: كان أبو الفرج يحفظ من الشعر والأغاني والأخبار والمُسْنَدات والأنساب ما لم أر قطّ من يحفظ مثله، ويحفظ سوى ذلك من علوم أُخَر، منها اللغة والنحو والمغازي والسّير، وله تصانيف عديدة، وحصل له ببلاد كُتُب صنّفها لبني أُمَيّة ملوك الأندلس أقاربه، سيّرها إليهم سِرًّا وجاءه الإنعام سرا، فمن ذلك:«نسب بني عبد شمس» ، وكتاب «أيام العرب ألف وستمائة يوم» ، وكتاب «جَمْهرة النَّسَب» ، وكتاب «نسب بني شَيْبان» ، وكتاب «نسب المهالبة» لكونه كان منقطعًا إلى الوزير المُهَلّبي، وله فيه مدائح، وله كتاب «أخبار الشواعر» ، وكتاب «مقاتل الطالبيّين» ، وكتاب «الزّيارات» وهذا عجيب إذ هو مروانيّ يتشيّع.

قال ابن أبي الفوارس: قد خلّط قبل أن يموت. قال: وتُوُفّي في ذي الحجّة، وكان مولده سنة أربع وثمانين ومائتين.

قلت: رأيت شيخنا ابن تيمية يضعّفه ويتّهمه في نقله ويستهول ما يأتي به، وما علمتُ فيه جرحًا إلّا قول ابن أبي الفوارس: خلّط قبل أن يموت.

وقد أثنى علي كتابه «الأغاني» جماعة من جِلَّة الأدباء. ومن تواليفه كتاب «أخبار الطُفَيِليّين» ، كتاب «أخبار جحظة» ، كتاب «أدب السماع» ، كتاب «الخمّارين» .

قال هلال [1] بن المحسّن الصّابي: كان أبو الفرج صاحب الأغاني من نُدماء الوزير المهلَّبي، وكان وسِخًا قذِرًا لم يُغْسَلْ له ثوب أبدًا منذ فصّله إلى [2] أنْ يتقطّع، وشِعْره جيّد لكنّه في الهجاء أبلغ، وكانوا يتّقون لسانه ويصبرون على مجالسته ومشاربته.

ذكر ابن الصابي أنّ أبا القاسم الْجُهَني مُحتِسب البصْرة كان من ندماء

[1] في الأصل «عليل» .

[2]

في الأصل «إلا» .

ص: 144

المهلّبي، وكان يُورِد الطّامّات من الحكايات المُنْكَرة، فجرى مرّة حديث النَّعْنَع فقال: في البلد الفُلاني نعنع يطُول حتى يصير شجرًا، ويُعمل من شجره سلالم، فثار منه أبو الفرج الأصبهاني وقال: نعم عجائب الدنيا كثيرة ولا يُنكَر هذا، والقدرة صالحة، أنا عندي ما هو أغرب من هذا، زَوْج حمام يبيض بيضتين، فآخذهما وأضع تحتهما سنجة مائة وسنجة خمَسين، فإذا فرغ زمان الحضان انفقست السنجتان عن طشْت وأبريق، فضحك أهل المجلس، وفطن الْجُهَنيّ لِما قصد أبو الفرج من الطنز به، وانقبض عن كثير من حكاياته.

ومن نظْم أبي الفرج وكتب به إلى صديق وأجاد:

أبا محمد المحمودُ يا حُسنَ الإحْسانِ

والْجُودِ يا بحرَ النّدى الطّامي

حاشاك من عَوْدِ عُوّادٍ إليك ومن

دواء داءٍ ومن إلمام آلام [1]

علي بن عبد الله بن حمدان [2] بن حمدون بن الحارث بن لقمان بن راشد الأمير سيف الدولة أبو الحسن التغلبي الجْزري صاحب حلب وغيرها وأخو ناصر الدولة الحسن.

كان مقصد الوفود، ومطلع الجود، وكعبه الأمال، ومحط الرحال، وكان أديبًا شاعرًا.

ويقال: إنّه لم يجتمع بباب ملك بعد الخلفاء ما اجتمع ببابه من الشعراء، وكان عطاء الشعراء من فرائض الأمراء، وكان كلّ من عبد الله بن

[1] البيتان في اليتيمة.

[2]

يتيمة الدهر 1/ 11، زبدة الحلب 1/ 11، المنتظم 7/ 41، العبر 2/ 305، البداية والنهاية 11/ 263، مرآة الجنان 2/ 360، شذرات الذهب 3/ 20، وفيات الأعيان 3/ 401، المختصر في أخبار البشر 2/ 107، 108، دول الإسلام 1/ 221، سير أعلام النبلاء 16/ 187- 189- رقم 132، الكامل في التاريخ 8/ 580، النجوم الزاهرة 4/ 16، وأخباره مجموعة في كتب التاريخ والأدب، مثل تكملة تاريخ الطبري وتجارب الأمم والعيون والحدائق وغيره. وقد جمع «ماريوس كانار» أخباره في كتاب بعنوان «نخب تاريخية وأدبية جامعة لأخبار الأمير سيف الدولة الحمداني» - طبع في الجزائر 1934.

ص: 145

الفيّاض الكاتب، وأبي الحسن علي الشمشاطي، قد اختار من مدائح الشعراء في سيف الدولة عشرة آلاف بيت.

ملك مدينة حلب سنة ثلاث وثلاثين، انتزعها من أحمد بن سعيد الكلابي نائب الإخشيذ، وكان قبلها قد استولى على واسط ونواحيها، وتقلّبَت به الأحوال، وملك دمشق أيضًا، وكثيرًا من بلاد الشام والجزيرة، وجرت له حروب، وذلك أنّه تَوَجّه من حلب إلى حمص فلقيه جيش الإخشيذ وعليهم كافور الإخشيذي المُتَوَفّي أيضًا في هذه السنة، فكان الظّفَر لسيف الدولة، وجاء فنازل دمشق فلم يفتحوا له، فرجع، وكان الإخشيد قد خرج بالجيوش من مصر، فالتقى هو وهو بنواحي قِنَّسرين، فلما ظفر أحدهما بالآخر، تقهقر سيف الدولة إلى الجزيرة، وردّ الإخشيذ إلى دمشق، ثم ردّ سيف الدولة فدخل حلب، ومات الإخشيذ بدمشق في آخر سنة أربع وثلاثين، وسار كافور بالعساكر إلى مصر، فقصد سيف الدولة دمشق وملكها وأقام بها، فذكروا أنّه كان يساير الشريف العقيقي فقال: ما تصلح هذه الغوطة إلّا لرجلٍ واحدٍ، فقال له العقيقي: هي لأقوام كثير لئن أخذتها القوانين ليتبرّأون منها، فأعلم العقيقي أهل دمشق بهذا القول، فكاتبوا كافور فجاءهم وأخرجوا سيف الدولة بعد سنة، ودخلها كافور.

وُلد سيف الدولة سنة إحدى، ويقال سنة ثلاث وثلاثمائة، ومدحه الخالديّان [1] بقصيدة أولها:

تَصُدُّ ودارُها صدَدُ

وتُوعدُه ولا تعِدُ

وقد قتلته ظالمَةً

ولا عقل ولا قَوْدُ

بوجهٍ كلّه قمرٌ

وسائر جسمه اسَدُ

وكان موصوفًا بالشجاعة، له غزوات مشهورة مع الروم، وكان مثاغرًا لهم، ومن شعره:

[1] هما الشاعران المشهوران الأخوان: أبو بكر محمد، وأبو عثمان سعيد، ابنا هاشم الخالديان نسبة إلى قرية من قرى الموصل تعرف بالخالدية.

ص: 146

وساقٍ صَبيح للصّبُوح دعوتُه

فقام وفي أجفانه سنة الغُمْضِ

يطوف بكاساتِ العُقار كأنْجُم

فمِنْ بين مُنْقَضٍّ علينا مُنْقَضِ

وقد نَشَرَت أيدي الجنوب مطارفا

على الجوّ دكنا [و][1] الحواشي على الأرض

يُطرَّزُها قوسُ السحاب بأصفَرٍ

على أحمرٍ في أخضر إثر [2] مُبْيَضِّ

كأذيال خَوْدٍ أقبلت في غَلائلٍ

مُصَبَّغةٍ، والبعضُ أقصَرُ من بعضِ [3]

وله:

أُقَبِّلهُ على جَزعٍ

كشُرْب الطائر الفَزعِ

رأى ماءً فأطمعه

وخاف عواقب الطمعِ

ومما نُسب إليه:

قد جرى في دمعه دمُه

فإلى كم أنتَ تَظْلِمُهُ

ردّ عنه الطّرفَ منك فقد

جَرَحَتْه منكَ أسهمُهُ

كيف يسطيع التَّجَلُّدَ من

خَطَرَاتُ الوَهْم تؤلِمُهُ؟

وبقلبي من هوى رشاء

تائه ما الله يعلمه

ما دوَائي غير ريقته

خمرة لتُقلب مرهَمُهُ [4]

يقال إنّه مات بالفالج، وقيل بعُسْر البَوْل بحلب في عاشر صفر، وحُمل إلى ميّافارِقين فدُفن عند أمّه. وكان قد جُمع من نَفْض الغُبار الذي يتجمع عليه أيام غزواته ما جاء من لَبِنة بقَدْر الكَفّ، وأوصى أن يوضع خدُّه عليها في لَحده ففُعِل ذلك به، وملك بعده حلبَ ابنُه سعيد الدولة، وهلك سنة إحدى وثمانين كما يأتي.

فذكر ابن محمد الشمشاطي في تاريخه قال: ورد سيف [الدولة] إلى حلب عليلًا فأمسك كلامه ثلاثة أيام، ثم جمع قرغويه الحاجب وظفر الخادم

[1] إضافة على الأصل.

[2]

وقيل «تحت مبيض» .

[3]

الأبيات في يتيمة الدهر 1/ 24، ووفيات الأعيان 3/ 402.

[4]

في اليتيمة 1/ 26 الأبيات الثلاثة الأولى.

ص: 147

والكبار فأخذ عليهم الأَيْمان لولده أبي المعالي بالأمر بعده، ومات على أربع ساعاتٍ من يوم الجمعة لخمس بقين من صفر الموافق ثامن شباط، وتولّى أمرَه القاضي أبو الهيثم بن أبي حُصَين، وغسّله عبد الرحمن بن سهل المالكي قاضي الكوفة، وغسّله بالسّدر ثم الصَّنْدل، ثم بالذّريرة، ثم بالعنبر والكافور، ثم بماء ورد، ثم بالماء، ونُشَّف بثوب دبيقيّ بنيّف وخمسين دينارًا، أخذه الغاسل وجميع ما عليه وتحته، وصبّره بصبر ومُرّ ومنّ من كافور، وجعل على وجهه وبَخْره مائة مِثْقال غالية، وكُفّن في سبعة أثواب تساوي ألفَ دينار، وجُعل في التابوت مُضَرَّبة ومخدَّتان، وصلّى عليه أبو عبد الله العلوي الكوفي الأقساسي فكبّر خمسًا. وعاش أربعًا وخمسين سنة شمسية.

وخرج أبو فراس بن حمدان في الليل إلى حمص، ولما بلغ معزّ الدولة خبرُ موته جزع عليه وقال: أنا أعلم أن أيّامي لا تطول بعده، وكذا كان.

وذكر النّجار [1] أنّ سيف الدولة حضر عيد النحر، ففرّق على أرباب دولته ضحايا، وكانوا أُلُوفًا، فبعث إليهم ما يُضَحُّون به، فأكثر مَن ماله مائة رأس وأقلّهم شاة، قال: ولزمه في فداء الأسارى سنة خمس وخمسين وثلاثمائة ستّمائة ألف دينار، وفي ذلك يقول البَبَّغَاء [2] :

كانوا عبيد نَدَاك [3] ثم شريتهم

فَغَدوا [4] عبيدك نعمة وشراء [5]

وكان سيف الدولة شيعيًّا متظاهرًا مِفْضالًا على الشيعة والعلويّين.

علي بن محمد بن خُلَيع [6] أبو الحسن البغدادي الخيّاط المقرئ، أحد القرّاء.

[1] في الأصل «النّحا» وبعدها بياض.

[2]

هو: أبو الفرج عبد الواحد بن نصر بن محمد المخزومي الشاعر المتوفى سنة 398 هـ.

[3]

في الأصل «ملاك» .

[4]

في الأصل «فعدنا» .

[5]

ورد هذا البيت ضمن قصيدة في تكملة تاريخ الطبري 1/ 191.

[6]

معرفة القراء 1/ 313، غاية النهاية 1/ 566.

ص: 148

[أخذ القراءة][1] عن: يوسف بن يعقوب الواسطي، وزرعان بن أحمد.

تصدّر للإقراء ببغداد.

قرأ عليه الحمامي، وعبد الباقي بن الحسن، [و] أَحْمَد بن عبد اللَّه بن الخَضِر السَّوْسَنْجِرْديّ، ومحمد بن أحمد الحربي، وآخرون، ويُعرف بابن بنت القَلانسي.

قال الداني: سمعت فارس بن أحمد يقول: قال لي عبد الباقي: بَلَغْت على أبي الحسن ابن بنت القلانسي إلى «الكوثر» [2] فقال لي: اخْتِمْ، فختمت. ثم إنّه سقط ذلك اليوم من سُلّم فكُسِر ومات، وذلك في ذي القعدة، وهو في عُشْر الثّمانين. رحمة الله.

كافور الخادم الأسود الحبشي [3] الأستاذ أبو المِسْك الإخشيدي السلطان، اشتراه الإخشيذي من بعض رؤساء المصريين، وكان أسود بصّاصًا [4] ، فيقال أنه ابتيع بثمانية عشر دينارًا، ثم إنّه تقدّم عند الإخشيذ صاحب مصر لعقله ورأيه وسَعْده، إلى أن كان من كبار القوّاد، وجهّزه في جيش لحرب سيف الدولة، ثمّ إنّه لما مات أستاذه صار أتابك [5] ولده أبي القاسم أَنُوجُور وكيله صبيًّا، فَغَلَبَ كافور على الأمور

[1] ما بين الحاصرتين عن (معرفة القراء) .

[2]

السورة رقم 108.

[3]

المغرب في حلى المغرب- قسم مصر 199، الولاة والقضاة 297، تاريخ ابن خلدون 4/ 314، وفيات الأعيان 4/ 99 رقم 545، العبر 2/ 306، تكملة تاريخ الطبري 1/ 197، تاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) ، المنتظم 7/ 50، 51، المختصر في أخبار البشر 2/ 107، دول الإسلام 1/ 221، سير أعلام النبلاء 16/ 190- 193 رقم 134، حسن المحاضرة 1/ 597، 598، النجوم الزاهرة 4/ 1، شذرات الذهب 3/ 21، مرآة الجنان 2/ 366، الكامل في التاريخ 8/ 581، اتعاظ الحنفا 1/ 96، البداية والنهاية 11/ 266. ويراجع ديوان المتنبي، وغيره من كتب التاريخ والأدب.

[4]

بصّاص: وصف من بصّ إذا برق ولمع وتلألأ.

[5]

أتابك: أطابك، ومعناه الولد الأمير، وقيل معناه أمير أب، والمراد أبو الأمراء، وهو أكبر الأمراء المقدّمين في عصر المماليك بعد النائب الكافل. (صبح الأعشى للقلقشندي 4/ 18) .

ص: 149

وبقي الاسمُ لأبي القاسم والدَّسْت [1] لكافور حتى قال وكيله: خدمت كافور وراتبه كل يوم ثلاث عشر جراية، وتُوُفّي وقد بلغت على يدي كل يوم ثلاثة عشر ألف جراية.

وأَنُوجُور معناه بالعربي محمود. ولي مملكة مصر والشام إلّا اليسير منها بعقد الراضي باللَّه والمدبّر له كافور. ومات في سنة تسع وأربعين وثلاثمائة عن ثلاثين سنة، وأُقيم مكانه أخوه [أبو] الحسن عليّ، فأخذت الروم في أيّامه حلب وطَرَسُوس والمَصّيصة وذلك الصقْع. ومات علي في أول سنة خمس وخمسين عن إحدى وثلاثين، فاستقلّ كافور بالأمر، فأشاروا عليه بإقامة الدعوة لولد لعليّ المذكور، فاحتجّ بصِغَره، وركب في الدَّسْت بخِلَعٍ أظهر أنّها جاءته من الخليفة وتَقَليده وذلك في صفر سنة خمس وخمسين، وتمّ له الأمر.

وكان وزيره أبا الفضل جعفر بن الفرات، وكان راغبا في الخير وأهله.

ولم يبلُغْ أحدٌ من الخُدّام ما بلغ كافور، وكان ذكيًا له نظرٌ في العربيّة والأدب والعِلم، وممن كان في خدمته أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله النجيرمي [2] النَّحوي صاحب الزَّجَّاج، فدخل يومًا على كافور أبو الفضل بن عيّاش فقال:

أدام الله أيّامِ سيّدنا- بخفض أيّام- فتبسّم كافور ونظر إلى النجيرمي وقال ارتجالًا:

ومثل سيّدنا حالتْ مهابَتُه

بين البليغ وبين القول بالحَصَرِ

فإنْ يكن خَفَضَ الأيام من دَهَشٍ

وشدّة الخوف لا من قلّة البَصَر

فقد تَفَاءَلْتُ في هذا لسيدنا

والفأل مأثورة عن سيّد البشر [3]

[1] الدّست: بفتح الدال المشدّدة المهملة وسكون السين. لفظ فارسي له معان كثيرة منها صدر المجلس. (انظر: معجم الألفاظ الفارسية المعرّبة- السيد ادّي شير- ص 63- طبعة مكتبة لبنان- 1980) .

[2]

النجيرمي: نسبة إلى نجيرم، محلّة بالبصرة.

[3]

وجاء على هامش الأصل:

لا غرو إن لحقن الداعي لسيّدنا

أو غصّ من دهش بالريق أو بهر

فتلك هيبته حالت جلالتها

بين الأديب وبين الفتح بالحصر

ص: 150

فأمر له بثلاثمائة دينار.

وكان كافور يُدْني الشعراء ويُجِيزُهُم، وكان يُقرأ عنده كل ليلة السّيَر وأخبار الدولة الأموّية والعبّاسية، وله نُدَماء. وكان عظيم الحِمّيَة يمتنع من الأسواق [1] ، وعنده جَوَارٍ مُغَنّيات، وله من الغلمان الرُّوم والسُّود ما يتجاوز الوصف. زاد مُلْكُه على ملك مولاه الإخشيذ، وكان كريمًا كثير الخِلَع والهِبات، خبيرًا بالسياسة، فطِنًا ذكيًّا جيّد العقل داهيةً، كان يُهادي المُعِزّ صاحب المغرب ويُظْهِر مَيْلَه إليه، وكذا يُذْعن بطاعة بني العباس ويُداري ويخدع هؤلاء وهؤلاء.

ولما فارق المتنّبي سيفَ الدولة مُغَاضِبًا له سار إلى كافور وقال:

قواصدَ كافورٍ تَوَارِكَ غيرِهِ

ومن قصد البحرَ استقَلَّ السَّوَاقيا

فجاءت بنا أنسانَ عين زمانه

وخلّت بياضًا خَلْفَهَا ومآقيا [2]

فأقام عنده أربع سنين يأخذ جوائزه. وله فيه مدائح، وفارقه سنة خمسين، وهجاه بقوله:

مَن علَّم الأسودَ المَخْصِيّ مَكرُمَةً

أَقَومُه [3] البيضُ أَمْ آباؤُه الصّيد

وذاك أنّ الفُحُولَ البِيض عاجزةٌ

عن الجميل فكيف الخصية السّود [4]

[ () ]

وإن يكن خفض الأيام من غلط

في موضع النصب لا عن قلّة البصر

فقد تفاءلت من هذا لسيّدنا

والفأل مأثور عن سيّد البشر

بأن أيّامه خفض بلا نصب

وأن أوقاته صفو. بلا كدر

أقول أنا المحقّق الفقير إلى الله تعالى عمر بن عبد السلام التدمري الطرابلسي اللبناني:

وردت هذه الأبيات في وفيات الأعيان، والنجوم الزاهرة، وبغية الوعاة، وغيره، وعنها صحّحنا الألفاظ التي أخطأ الناسخ في كتابتها. (ورقة الأصل 61) .

[1]

في الأصل «الأمراق» ، والتصحيح عن حاشية النجوم الزاهرة 4/ 6 رقم 1، وفي متن النجوم «الأمراء» .

[2]

البيتان في ديوان المتنبّي 4/ 423، 424 من قصيدة مشهورة مطلعها:

كفى بك داء أن ترى الموت شافيا

وحسب المنايا أن يكنّ أمانيا

[3]

في الأصل «أقوامه» .

[4]

البيتان في الديوان 2/ 147، 148 من قصيدة مطلعها:

عيد بأيّة حال عدت يا عيد

بما مضى أم بأمر فيك تجديد

ص: 151

وهرب ولم يسلك الدّرْبَ، ووُضِعت عليه العيون والخيل فلم يُدْرِكوه، وسار على البّرّية ودخل بغداد، ثم مضى إلى شيراز فمدح عَضُدَ الدولة.

وكانت أيام كافور سديدة جميلة، وكان يُدعَى له على المنابر بالحجاز ومصر والشام والثُّغور وطَرَسُوس والمَصَّيصة، واستقلّ بمُلك مصر سنتين وأربعة أشهر.

قرأت في تاريخ إبراهيم بن إسماعيل، إمام [1] مسجد الزبير: كان حيًّا في سنة بضع وسبعين وخمسمائة، قال: كان كافور شديد السَّاعد لا يكاد واحد يمدّ قوسه، فإذا جاءوه بِرَام دعا بقومه، فإنّ أظهر العجز ضحك وقدّمه وأثبته، وإنْ قوى على مدّه واستهان به عبس ونقصت منزلتُه عنده، ثم ذكر له حكايات تدلّ على أنَّه مُغْرًى بالرَّمْي، قال: وكان يداوم الجلوسَ للناس غدوة وعشيّة، وقيل كان يتهجّد ثم يمرّغ وجهه ساجدًا ويقول: اللَّهمّ لا تسلّط عليّ مخلوقًا.

تُوُفّي في جُمادى الأولى سنة ستَّ وقيل سنة سبعٍ وخمسين، عاش بِضعًا وستّين سنة.

ويقال إنّه وُجِد على ضريحه منقورًا:

ما بالُ قبرِكَ يا كافور مُنْفَرِدًا

بالصّحصح المَرْت [2] بعد العسكر اللَّجَب

تدوس قَبرك أفناءُ [3] الرّجال وقد

كانت أُسُودُ الثَّرى تخشاك في الكُتُب

محمد بن أحمد بن إسماعيل بن إسحاق أبو بكر المُعيْطي من ولد عُقبة بن أبي مُعَيط.

شاعر مشهور عاش أربعا وسبعين سنة.

[1] في الأصل «أقام» وهذا تصحيف.

[2]

المرت: مفازة لا نبات فيها.

[3]

وقيل: «آحاد» ، وفي الأصل «افتا» .

ص: 152

محمد بن أحمد بن حمدان بن علي أبو العبّاس الزاهد، أخو أبي عمرو ومحمد.

نزل خوارزم.

سمع: محمد بن أيّوب بن الضريس، ومحمد بن إبراهيم البوسنجي، ومحمد بن عمرو قشمرد، والحسين بن أحمد القبّاني، والحسن بن السَّريّ صاحب سَعْدَوَيْه الواسطي.

وحدّث سنة ثلاثٍ وخمسين بخوارزم وغيره، وكان من الثّقات.

مات في صفر سنة ستًّ.

محمد بن إبراهيم بن محمد [1] بن الشيرجي [2] المروزي ثم البغدادي.

سمع: إبراهيم بن شريك، وجعفر الفِرْيابي، ومحمد بن جرير.

وعنه: أبو الفتح بن أبي الفوارس، وابن رزقويه.

وكان ثقة.

محمد بن علي بن حسين البلْخي.

سمع إسحاق بن هياج، وأهلَ تِرمَذ.

موسى بن مَرْدَوَيْه بن فُورَك [3] ، أبو عِمران الأصبهاني والد الحافظ أحمد.

روى عن: إبراهيم بن متّوَيه.

وعنه: ابنه أبو بكر أحمد.

يوسف بن عمر بْن محمد [4] بْن يوسف بْن يعقوب أبو نصر القاضي ابن قاضي بغداد.

وُلّي القضاء في حياة أبيه ببغداد، واستقلّ به بعد أبيه، وكان عفيفًا جميلًا متوسّطًا في الفقه، حاذقًا بالقضايا، بارعًا في الأدب، واسع العلم

[1] تاريخ بغداد 1/ 412 رقم 409، المنتظم 7/ 41 رقم 47.

[2]

في الأصل «الشرجي» .

[3]

أخبار أصبهان 2/ 314.

[4]

تاريخ بغداد 14/ 322 رقم 7646، المنتظم 7/ 42 رقم 52.

ص: 153

باللغة والشعر، تامَّ الهيبة، ولا نعلم ممن تقلّد القضاء أعرف في القضاء منه ومن أخيه الحسين. وكان يعقوب جدَّهم قاضي المدينة أيام الراضي باللَّه.

وذكر ابن حَزْم أنّ أبا نصر كان مالكيًا ثم رجع عن ذلك إلى مذهب داود ابن علي الظاهري. وله في ذلك تواليف كثيرة واحتجاجات. وكان فصيحًا بليغًا شاعرًا ولي القضاء وله عشرون سنة فكُتِبَ العَهْدُ بالقضاء على الديار المصرية بيده إلى قاضي مصر والشام من قَبله الحسين بن أبي زُرْعَة الدمشقي، فولي القضاء أربع سنين، ثم صرفه الراضي باللَّه سنة تسعٍ بأخيه الحسين، وأقرّه على قضاء الجانب الشرقي، ثم مات الراضي في العام، ثم عُزل عن القضاء من الجانب الشرقي. ومن شعره:

يا محنة الله [1] كُفّي..

أنْ لم تكُفّي فَخُفّي

ما آن أنْ ترحمينا..

من طُولِ هذا التَشَفّي

ذهبتُ أطلبُ بَخْتي

وَجَدْتُهُ قد تُوُفّي [2]

ومن قوله الذي [3] في رسالته التي يذكر فيها رجوعه عن [مذهب][4] سالك إلى مذهب داود: «لسنا نجعل من تصديره في كتبه ورسائله، بِقَوْل سعيد بن المسيّب والزُّهْري وزمعة، كمن تصديره في كتبه ومسائله بقول الله ورسوله وإجماع الأئمة، هَيْهَات هَيْهَات» .

سيف الدولة بن حمدان. قد تقدّم قريبًا.

[1] شطب لفظ الجلالة في الأصل وكتب تحته «الدّهر» .

[2]

وفي تاريخ بغداد:

«ذهبت أطلب بختي

فقيل لي قد توفي»

وفيه بقية هي:

ثور ينال الثريّا

وعالم متخفي

الحمد للَّه شكرا

على نقاوة حرفي

[3]

في الأصل «التي» .

[4]

إضافة إلى الأصل.

ص: 154