الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[حوادث] سنة ست وستين وثلاثمائة
في جمادى الأولى [1] زفّت بنت عزّ الدولة إلى الطائع للَّه.
وفيها جاء أبو بكر محمد بن علي بن شَاهَوَيْه صاحب القرامطة، ومعه ألف رجل منهم إلى الكوفة، وأقام الدعوة بها لعَضُد الدولة، وأسقط خطبة عزّ الدولة، وكان ورد عنها معونة من القرامطة لعَضُد الدولة.
وفيها كانت وقعة بين عزّ الدولة، وعضد الدولة، أسر فيها غلام تركي لعزّ الدولة، فجنّ عليه واشتدّ حُزْنُه، وتسلّى عن كل شيء إلّا عنه، وامتنع [عن][2] الأكل، وأخذ في البكاء، واحتجب عن الناس، وحرّم على نفسه الجلوس في الدّسّت، وكتب إلى عَضُد الدولة يسأله رد الغلام إليه، ويتذلّل، فصار ضحكة بين الناس، وعوتب فما ارْعَوَى، وبذل في فداء الغلام جاريتين عوديّتين [3] ، كان قد بذل في الواحدة [مائة ألف درهم][4] ، فأبي أن يبيعها، وقال
[1] ورد هذا الخبر عند الهمذاني في تكملة تاريخ الطبري 1/ 228 في حوادث سنة 365.
[2]
إضافة على الأصل.
[3]
في تكملة تاريخ الطبري 1/ 234 «عوّادتين» وكذلك في المنتظم 7/ 83.
[4]
ما بين الحاصرتين إضافة من تكملة الطبري.
للرسول: إنْ توقّف عليك في ردّه فزد ما رأيت، وقد رضيت أن آخذه وأذهب إلى أقصى الأرض، فردّه عَضُدُ الدولة عليه [1] .
وحجّ بالناس من العراق أبو عبد الله أحمد بن أبي الحسين العلوي [2] .
وحجّت جميلة بنت ناصر الدولة ابن حمدان ومعها أَخَواها [3] إبراهيم وهبة الله، فضُرِب بحجّتها المثل، فإنّها استصحبت أربعمائة جمل، وكان معها عدّة محامل لم يُعْلَم في أيّها كانت، وكست المجاورين، ونثرت على الكعبة لما رأتها عشرة آلاف [4] دينار [5] ، وسقت جميع أهل الموسم السّويق بالسُّكّر والثلج [6] . كذا قال أبو منصور الثعالبي، فمن أين لها ثلج؟ وقُتل أخوها [هبة الله][7] في الطريق، وأعتقت ثلاثمائة عبد ومائتي جارية، وأغنت المجاورين بالأموال.
قال أبو منصور الثعالبي: خلعت على طبقات خمسين ألف ثوب، وكان معها أربعمائة عمادية لا يُدْرَى في أيّها كانت، ثم ضرب الدهر ضرباته، واستولى عَضُدُ الدولة على أموالها وحصونها وممالك أهل بيتها، وأفضت بها الحال إلى كلّ قلّة وذِلّة، وتكشّفت عن فقر مُدْقِع.
وقد كان عَضُد الدولة خطبها، فامتنعت ترفّعا عليه، فحقد عليها، وما
[1] انظر هذا الخبر في: تكملة تاريخ الطبري 1/ 233 و 234، تجارب الأمم 6/ 372، المنتظم 7/ 83 و 84، الكامل في التاريخ 8/ 673، العبر 2/ 340، دول الإسلام 2/ 226، تاريخ الخلفاء 406 و 407.
[2]
المنتظم 7/ 84.
[3]
في الأصل «أخوها» .
[4]
في الأصل «ألف» .
[5]
المنتظم 7/ 84، العبر 2/ 340، دول الإسلام 2/ 226 و 227.
[6]
الخبر في: المنتظم 7/ 84، والعبر 2/ 340، ودول الإسلام 1/ 226، 227، والبداية والنهاية 11/ 287، وشفاء الغرام 2/ 353، والنجوم الزاهرة 4/ 126، 127، وشذرات الذهب 3/ 55.
[7]
في الأصل «الواحد» وما بين الحاصرتين عن (مرآة الزمان والنجوم الزاهرة 4/ 126) .
زال يعتسف بها حتى عرّاها وهتكها، ثم ألزمها أنْ تختلف إلى دار القُحّاب فتتكسّب ما تؤدّيه في المصادرة، فلما ضاق بها الأمر غرّقت نفسها في دجلة [1] .
[1] انظر: (مرآة الزمان، النجوم الزاهرة) .