المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة - تاريخ الإسلام - ت تدمري - جـ ٢٦

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد السادس والعشرون (سنة 351- 380) ]

- ‌الطبقة السادسة والثلاثون

- ‌حوادث سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة

- ‌[الوفيات]

- ‌[حوادث] سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة

- ‌[الوفيات]

- ‌[حوادث] سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة

- ‌[الوَفَيَات]

- ‌[حوادث] سنة أربع وخمسين وثلاثمائة

- ‌ومن [1] سنة خمس وخمسين وثلاثمائة

- ‌ومن سنة ست وخمسين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة سبع وخمسين وثلاثمائة

- ‌[عود إلى حوادث] سنة خمس وخمسين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة ست وخمسين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة سبع وخمسين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة تسع وخمسين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة ستين وثلاثمائة

- ‌[وفيات هذه الطبقة]

- ‌سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة أربع وخمسين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة خمس وخمسين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة ست وخمسين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة سبع وخمسين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة تسع وخمسين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة ستين وثلاثمائة

- ‌من لم يُحفظ وفاته وله شُهرة كتبنا: تقريبًا

- ‌[تراجم المتوفّين في هذه الطبقة أيضًا]

- ‌الطبقة السابعة والثلاثون

- ‌حوادث سنة إحدى وستّين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة اثنتين وستين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة ثلاث وستين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة أربع وستين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة خمس وستين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة ست وستين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة سبع وستين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة ثمان وستين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة تسع وستين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة سبعين وثلاثمائة

- ‌سنة إحدى وستّين وثلاثمائة ومن تُوُفّي فيها

- ‌[وَفَيَات هذه الطبقة

- ‌ سنة اثنتين وستّين وثلاثمائة

- ‌[وَفَيَات] سنة ثلاث وستين وثلاثمائة

- ‌[وَفَيَات] سنة أربع وستّين وثلاثمائة

- ‌[وَفَيَات] سنة خمس وستّين وثلاثمائة

- ‌[وَفَيَات] سنة ست وستين وثلاثمائة

- ‌[وَفَيَات] سنة سبع وستين وثلاثمائة

- ‌[وَفَيَات] سنة ثمان وستّين وثلاثمائة

- ‌[وَفَيَات] سنة تسع وستين وثلاثمائة

- ‌[وَفَيَات] سنة سبعين وثلاثمائة

- ‌المتوفّون في عشر السّبعين وثلاثمائة تقريبًا لا يقينًا

- ‌الطبقة الثامنة والثلاثون

- ‌حوادث سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة أربع وسبعين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة خمس وسبعين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة ستّ وسبعين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة سبع وسبعين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة تسع وسبعين وثلاثمائة

- ‌[حوادث] سنة ثمانين [1] وثلاثمائة

- ‌[تراجم وفيات الطبقة]

- ‌سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة

- ‌[وَفَيَات] سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة أربع وسبعين وثلاثمائة

- ‌[وَفَيَات] سنة خمس وسبعين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة ست وسبعين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة سبع وسبعين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة تسع وسبعين وثلاثمائة

- ‌[وفيات] سنة ثمانين وثلاثمائة

- ‌المتوفّون تقريبًا من أهل هذه الطبقة رحمهم الله تعالى

الفصل: ‌سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة

[تراجم وفيات الطبقة]

‌سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة

أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل [1] بن العباس الإمام، أبو بكر الإسماعيلي الْجُرْجاني الفقيه الشافعيّ الحافظ.

وُلد سنة سبْعٍ وسبعين ومائتين.

وسمع من: الزّاهد محمد بن عمر المقابري الْجُرْجاني سنة تسعٍ وثمانين ومائتين، وسمع قبل ذلك.

قال حمزة السّهمي: سمعته يقول: لما ورد نعيّ محمد بن أيّوب

[1] في الأصل: أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم، والتصحيح من مصادر ترجمته: في (تاريخ جرجان 108- 116 رقم 98، والكامل في التاريخ 9/ 16، والمختصر في أخبار البشر 2/ 122، وتاريخ ابن الوردي 1/ 305، والمنتظم 7/ 108 رقم 144، وتذكرة الحفاظ 3/ 947 رقم 897، والأنساب 36 أ، والعبر 2/ 358، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 80، وشذرات الذهب 3/ 75، والبداية والنهاية 11/ 298، ومرآة الجنان 2/ 396، ودول الإسلام 1/ 229، وطبقات الفقهاء للشيرازي 116 و 121، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 95، ووفيات الأعيان 3/ 167 في ترجمة «ابن الماجشون» رقم 377، والوافي بالوفيات 6/ 213، رقم 2678، وتبيين كذب المفتري لابن عساكر 192، ومعجم البلدان 2/ 122، وطبقات العبّادي 86، وتاريخ جرجان 69- 77، واللباب 1/ 58، وسير أعلام النبلاء 16/ 292- 296، رقم 208 وطبقات الحفاظ 381، 382، وهدية العارفين 1/ 66، والرسالة المستطرفة 26، وميزان الاعتدال 1/ 178، والإعلان بالتوبيخ 141، وكشف الظنون 1735، والأعلام 1/ 83، ومعجم المؤلفين 1/ 135، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 329 رقم 233، والنجوم الزاهرة 4/ 140) .

ص: 489

الرّازي دخلت الدّار وبكيت وصرخت [1] ومزّقت على نفسي القميص، ووضعت التُّراب على رأسي، فاجتمع عليّ أهلي ومَن في منزلي، وقالوا: ما أصابك؟ [2] : قلت: نُعِيَ إليّ محمد بن أيّوب الرّازي منعتموني الارتحال إليه، فسَلُوا قلبي، وأذِنوا لي بالخروج عند ذلك. وأصحبوني خالي إلى نسًا إلى الحَسَن بن سُفْيان، وأشار الإسماعيلي إلى وجهه وقال: لم يكن [لي][3] هاهُنا طاقة، فقدمت عليه وسألته أنّ أقرأ عليه «المُسْنَد» وغيره، فكان ذلك أوّل رحلتي في الحديث، ورجعت [4] .

قلت: كان هذا في سنة أربعٍ وتسعين، فإنّ فيها تُوُفّي محمد بن أيّوب.

قال: ثم خرجت إلى بغداد سنة ستٍّ وتسعين، وصَحِبَني بعضُ أقربائي.

قلت: سمع إبراهيم بن زهير الحلواني في هذه النَّوْبة، وحمزة بن محمد بن عيسى الكاتب، وأحمد بن محمد بن مسروق، ومحمد بن يحيى بن سليمان المَرْوَزي، والحسن بن علويّه، ويحيى بن محمد الحِنّائي، وعبد الله بن ناجية، والفِرْيابي، وطائفة ببغداد. وسمع أيَضًا بها من يوسف بن يعقوب القاضي، وإبراهيم بن عبد الله المخرمي، [و] بالكوفة من محمد بن عبد الله مُطَيَّن، ومحمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة، وإسماعيل بن محمد المُزني صاحب أبي نُعَيم، ومحمد بن الحسن بن سماعة، وبالبصرة من محمد بن حِبّان بن الأزهر، وجعفر بن محمد بن الليث، وأبي خليفة الْجُمَحي، وبالأنبار من بهلول بن إسحاق التَّنُوخي، وسعيد بن عجب، [و] بالأهواز من عَبْدان، وبالمَوْصِل من أبي يَعْلَى وأشباههم.

[1] في تاريخ جرجان 109 «وخرجت» وما في المتن أصحّ، وانظر:(تذكرة الحفاظ 950) .

[2]

في تاريخ جرجان تكملة للسؤال هي: «وما ألجأك إلى هذه الحالة التي نراك فيها» .

[3]

إضافة من تاريخ جرجان.

[4]

تاريخ جرجان 109.

ص: 490

وصنّف «الصحيح» و «المعجم» [1] وغير ذلك.

روى عنه: الحاكم، وأبو بكر البرقاني، وحمزة بن يوسف السَّهْمي، وأبو حازم عمر بن أحمد العَبْدَوِي، والحسين بن محمد الباساني، وأبو الطّيّب محمد بن علي الطّبري، وأبو بكر محمد بن إدريس الْجَرْجَرائي [2] الحافظ، وعبد الواحد، بن محمد بن منير العَدْل، وأبو عمرو عبد الرحمن بن محمد الفارسي سبْط الشيخ، وطائفة سواهم.

وقال حمزة [3] : سمعت الدَارقُطْنيّ [يقول:][4] كنت قد عزمت غير مرة أن أرحل إلى أبي بكر الإسماعيلي، فلم أرزق.

قال حمزة: سمعت أبا محمد بن الحسن بن علي الحافظ بالبصرة يقول: كان الواجب للشيخ أبي بكر الإسماعيلي أن يصنّف لنفسه مصنَّفًا، ويختار على حسب اجتهاده، فإنّه كان يقدر عليه لكثرة ما كان كَتَبَ، ولِغَزَارة علمه وفَهْمه وجلالته، وما كان ينبغي أن يتبع [5] كتاب محمد بن إسماعيل فإنّه كان أَجَلَّ من أن يتبع غيره.

وكما قال أبو عبد الله الحاكم: كان أبو بكر واحد عصره، وشيخ المحدّثين والفقهاء وأجلَّهم في الرئاسة والمروءة والسخاء، ولا خلاف بين عقلاء الفريقين من أهل العلم فيه.

قال حمزة [6] : وسألني الوزير أبو الفضل جعفر بن الفضل بن الفرات بمصر عن أبي بكر الإسماعيلي وسيرته وما صنّف، فكنت أخبره ما صنّف من

[1] منه نسخة خطية بمكتبة ولي الدين رقم 845 (134 ورقة) - راجع: تاريخ التراث العربيّ 1/ 329.

[2]

الجرجرائي: بالراء الساكنة بين الجيمين المفتوحتين وفي آخرها ياء مثنّاة. نسبة إلى جرجرايا، بلدة قريبة من دجلة بين بغداد وواسط. (اللباب 1/ 270) .

[3]

تاريخ جرجان 110.

[4]

إضافة على الأصل يقتضيها السياق.

[5]

في الأصل «يمنع» والتصحيح من (تاريخ جرجان) .

[6]

تاريخ جرجان 110.

ص: 491

الكتب وجمع من المسانيد والمُقِلَّين، وتخريجه على كتاب البُخاري، وجميع سيرته، فتعجّب من ذلك وقال: لقد كان رزق من العلم والجاه، وكان له صيت حسن.

قال حمزة: وسمعت جماعة منهم ابن المظّفر الحافظ يحكون جَوْدَةَ قراءة أبي بكر، وقالوا: كان مقدَّمًا في جميع المجالس، كان إذا حضر مجلسًا لا يقرأ غيره.

قال حمزة [1] : تُوُفّي في غُرَّة رجب سنة إحدى وسبعين، وله أربعُ وتسعون سنة.

قلت: ورأيت له مجلَّدًا من مُسْنَدِ كبير إلى الغاية من حساب مائة مجلّد أو أكثر، فإنّ هذا المجلّد فيه بعض «مُسْنَد عمر» يدلّ على إمامته، وله «مُعْجَم شيوخه» مجلّد صغير، رواه عنه أبو بكر البَرْقَانيّ، يقول فيه: كتبت في صِغَري إملاءَ بخطّي في سنة ثلاثٍ وثمانين ومائتين، وأنا يومئذ ابن سِتّ سنين، فضبطّتُه ضبّط مثلي ذلك الوقت، على أنّي لم أُخرَّج من هذه الثانية شيئًا، فيما صنّفت من السُّنَن وأحاديث الشيوخ.

وقد أخذ عن أبي بكر: ابنه [أبو] سعد، وفقهاء جُرْجان.

قال القاضي أبو الطّيّب: دخلت جُرْجَان قاصدًا إليه وهو حيّ، فمات قبل أن ألقاه.

أحمد بن سليمان بن عمرو [2] الْجَريْري [3] ، أبو الطّيّب صاحب ابن جرير الطّبري. تُوُفّي بمصر، وكان كثير الحديث.

[1] تاريخ جرجان 109.

[2]

تاريخ بغداد 4/ 179، 180 رقم 1862 وفيه قيّد اسمه «أحمد بن سليمان بن أَحْمَد بن سليمان بن محمد بن عمرو..» وكان عمرو الّذي انتهى نسبه إليه روميّا جلب إلى هارون الرشيد وإليه ينسب شارع عمرو الرومي ببغداد.

[3]

ضبطت هذه النسبة في تاريخ بغداد بضم الجيم وفتح الراء «الجريريّ» ، وأقول: إن الأصحّ «الجريريّ» بفتح الجيم وكسر الراء، لأنّه منسوب إلى المؤرّخ المعروف ابن جرير الطبري، كما هو في ترجمته. وانظر (اللباب 1/ 275) .

ص: 492

روى عن: محمد بن محمد الباغندي، وأبي جعفر الطّحاوي، وجماعة.

وعنه: محمد بن الحسن النّاقد، وأحمد بن عمر بن محفوظ المصريّان.

أحمد بن محمد بن أحمد [1] بن عبد الرحمن بن يحيى بن جُمَيْع، أبو بكر الغَسّاني الصَّيْداوي، الرّجل الصّالح، والد المحدّث أبي الحسين بن محمد.

روى «المُوَطّأ» عن: محمد بن عَبْدان المكّي، عن أبي مُصْعَب، وروى عن محمد بن المُعَافَى الصَّيْداوي، وجماعة.

روى عنه: أبنه، وحفيده الحسن بن محمد، وحسن [2] بن جعفر الْجُرْجاني [3] .

وحكى حفيده عن خادم جدّه طلحة أنّ جدّه كان يقوم اللّيل كلّه، فإذا صلّى الفجر نام إلى الضُّحَى، فإذا صلّى الظّهر صلّى إلى العصر، فإذا صلّى العصرْ صلّى إلى المغرب، وإذا صلّى العشاء الأخرة، قام إلى الفجر، وكانت هذه عادته.

وقال مُنَجّا بن سليم الكاتب: قال لي السّكَن، وهو الحسن بن محمد بن جميع: إن جده صام وله اثنتا عشرة، إلى أن توفّي سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة [4] .

[1] الأنساب 358 ب، تاريخ بغداد 6/ 295 في ترجمة «إسماعيل بن عبد الله بن مهرجان» رقم 3327، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 3/ 162 و 10/ 427 و 13/ 602، تهذيب ابن عساكر 1/ 442- 444، معجم الشيوخ لابن جميع 2/ 65 (مخطوطة ليدن) ، موسوعة علماء المسلمين 1/ 382- 385 رقم 199.

[2]

في الأصل خلط بين الاسمين حيث جاء «.. وحفيده الحسن بن محمد بن حسن بن جعفر..» والصحيح ما أثبتناه. وقيل: «حسين بن جعفر» . انظر: مقدّمتنا لمعجم الشيوخ لابن جميع- ص 12 وما بعدها.

[3]

في الأصل «الخرجاني» .

[4]

وقد عاش 97 سنة.

ص: 493

أحمد بن محمد بن سَلَمة [1] ، أبو عبد الله المصري الخيّاش.

سمع: أبا عبد الرحمن النّسَائي، وأبا يعقوب إسحاق المَنْجَنِيقي، وجماعة.

وعنه: محمد بن الحسين الطّفّال، وقال: قال لنا إنّ مولده سنة ثمانٍ ومائتين.

إبراهيم بن أحمد بن [محمد][2] ، أبو إسحاق الأنصاري القاضي.

رحل وسمع: محمد بن حيّان المازني، وأبا خليفة، وأبا يَعْلَى المَوْصِلي.

وعنه: يحيى بن عمّار السَّجِسْتاني وغيره. ودخل القيروان.

قال الخطيب: كان غير ثقة.

بِشْر بن محمد، أبو عبد الله البخاري الهَرَوي.

سمع: محمد بن عبد الرحمن الشامي، والحسين بن إدريس، وأبا الحسين الحلاوي.

وعنه: أبو أسحاق القَرّاب، وأبو الفضل الجارودي، وأبو ذَرٍّ الهَرَوي.

وأملي الكثير. تُوُفّي في شعبان.

الحسن بن أحمد بن صالح [3] الحافظ، أبو محمد الهمذاني السَّبيعي [4]

[1] المشتبه في أسماء الرجال 1/ 208.

[2]

ناقص من الأصل، استدركته من: معجم البلدان 5/ 245، اللباب 3/ 284، سير أعلام النبلاء 16/ 261 رقم 183، ميزان الاعتدال 1/ 17، لسان الميزان 1/ 29.

[3]

هكذا في الأصل، وفي تهذيب ابن عساكر 4/ 153، وتاريخ بغداد 7/ 272 رقم 3760، والوافي بالوفيات 11/ 379 رقم 545، وسير أعلام النبلاء (مصورة دار الكتب) 10/ 221، وتذكرة الحفاظ 3/ 952 رقم 898، والنجوم الزاهرة 4/ 140، وشذرات الذهب 3/ 76، وإيضاح المكنون 2/ 280، وإعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء 4/ 57، ومعجم المؤلفين 3/ 199، أما في المنتظم 7/ 108 رقم 145 وفي البداية 11/ 298 فسمّياه «الحسن بن صالح» . وذكره الذهبي في (العبر 2/ 355) في المتوفين سنة 370 ثم قال في آخر ترجمته «وقيل توفي في العام الآتي» .

[4]

السّبيعي: بفتح السين المهملة وكسر الباء الموحّدة وبعدها ياء معجمة باثنتين من تحتها ساكنة

ص: 494

الحلبي، من أولاد إسحاق السَّبيعي، وإليه يُنسب بحلب درب السُّبيعي.

كان حافظًا متقِنًا رحّالًا، عالي الرّواية، خبيرًا بالرّجال والعلَل، فيه تشيُّع يسير.

رحل وسمع من: محمد بن حِبّان، وعبد الله بن ناجية، ويَمُوت بن المُزَرّع، وعمر بن أيّوب السّقطي، وقاسم بن زكريّا، وعمر بن محمد الكَاغَدي، وأبي مَعْشَر الدّارمي، ومحمد بن جرير الطّبَري، وأحمد بن هارون البَرْدعِي [1] ، وطائفة.

روى عن: الدَارقُطْنيّ، وأبو بكر البرقاني، وأبو طالب بن بُكَيْر، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وأبو نعيم الأصبهاني، والشيخ المفيد أحمد بن محمد بن محمد بن النعمان شيخ الرافضة، الشريف محمد الحراني.

وكان عسرا في الرواية [2] . وثقة ابن أبي الفوارس.

وقال ابن أسامة الحلبي: لو لم يكن للحلبيّين من الفضيلة إلّا أبو محمد الحسن بن أحمد السَّبيعي لَكَفَاهم. كان وجيهًا عند سيف الدولة، وكان يزوره في داره، وصنّف له كتاب «التَّبْصِرة في فضيلة العِتْرَة المُطَهَّرة» . وكان في العامة [له] سوق [3] ، وهو الذي وقف «حمّام السَّبيعي» على العلويّين. تُوُفّي السَّبِيعي في سابع عشر ذي الحجة.

قال الحاكم: سألت أبا محمد الحسن السّبيعي الحافظ عن حديث إسماعيل بن رجاء، فقال: لهذا الحديث قصة، وأَعْلَمَنَا ابن ناجية «مُسْنَد فاطمة بنت قيس» سنة ثلاثمائة، فدخلت على الباغَنْدِي، فقال: من أين جئتَ؟ قلت: من مجلس ابن ناجية. قال: إيش قرأ عليكم؟ قلت: أحاديث

[ () ] وفي آخرها عين مهملة. نسبة إلى سبيع وهو بطن من همدان. (اللباب 2/ 102) .

[1]

البردعي: بفتح الباء الموحدة، وسكون الراء وفتح الدال المهملة وفي آخرها العين المهملة.

نسبة إلى بردعة، بلدة من أقصى بلاد أذربيجان. (اللباب 1/ 135، 136) .

[2]

أي زعر الأخلاق كما في (تذكرة الحفاظ 3/ 952)«وكان له أخلاق غير مرضيّة» (تاريخ بغداد 7/ 274) .

[3]

في التذكرة: «وكان له بين العامّة سوق» .

ص: 495

الشَّعبي عن فاطمة بنت قيس، فقال: مرّ لكم عن إسماعيل بن رجاء، عن الشَّعبي؟ فنظرت في الْجُزْء فلم أجد، فقال: أُكْتُب: ذكر أبو بكر بن أبي شَيْبَة، قلت: عن مَن ومنعته من التَّدليس، فقال: حدّثني محمد بن عُبَيْدة الحافظ، حدّثني محمد بن المُعَلَّى الأثرم، [أنا][1] أبو بكر محمد بن بِشْر العَبْدِي، عن مالك بن مِغْوَلٍ، عن إسماعيل بن رجاء، عن الشَّعبي، عن فاطمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قصة الطّلاق والسُّكنى والنَّفقَة، ثم انصرفتُ إلى حلب، وكان عندنا بحلب بغداديّ يُعرف بأبي سَهْل، فذكرت له هذا الحديث، فخرج إلى الكوفة، وذاكر أبا العبّاس بن سعيد، فكتب أبو العبّاس هذا، عن ابن سهل، عنّي، عن الباغَنْدي، ثم اجتمعت مع فلان، يعني «الْجِعَابي» [2] ، فذاكَرْتُهُ، فلم يعرِفْه، ثم اجتمعنا برَمْلَة، فلم يعرِفْه، ثم اجتمعنا بعد سنين بدمشق، فاستعادَني إسنادهَ تَعجُّبًا، ثم اجتمعنا ببغداد، فذكرنا هذا الباب، فقال: ثناه علي بن إسماعيل الصّفّار، ثنا أبو بكر الأثرم، ثنا أبو بكر بن أبي شَيْبَة، ولم يدر أنّ هذا الأثرم غير ذاك، فذكرتُ قصّتي لفلان «المفيد» [3] وأتى عليه سنُون، فحدّث بالحديث [4] عن الباغَنْدي، ثم قال السَّبيعي: الذاكرة [تكشف][5] عُوار من لا يَصْدُق.

قال الخطيب [6] : كان ثقةً حافظًا مُكْثِرًا عسِرًا في الرّواية، ولما كان بأخرة عَزَم على التّحديث والإملاء، فتهيّأ لذلك، فمات، حُدُّثْتُ عن الدَارقُطْنيّ، سمعت السَّبيعي يقول: قدِم علينا الوزير أبو الفتح بن حنزابة إلى حلب، فتلقّاه النّاس، فعرف أنّي محدّث، فقال لي: تعرف إسنادا فيه أربعة

[1] إضافة من التذكرة 953.

[2]

الجعابيّ: بكسر الجيم وفتح العين المهملة وفي آخرها الباء الموحّدة، وهو: أبو بكر محمد بن عمر بن محمد بن سلم التميمي المعروف بابن الجعابيّ، قاضي الموصل، وأحد الحفّاظ المشهورين. توفي سنة 355 هـ. (اللباب 1/ 282) .

[3]

المفيد: هو الحافظ أبو حفص عمر بن جعفر بن عبد الله بن أبي السريّ الورّاق المتوفى سنة 357. (تذكرة الحفاظ 3/ 934 رقم 887، لسان الميزان 4/ 287 رقم 823) .

[4]

في الأصل «عن الحديث» والتصحيح من (تذكرة الحفاظ 953) .

[5]

ساقطة من الأصل، والإستدراك من (التذكرة) .

[6]

تاريخ بغداد 7/ 273 و 274.

ص: 496

من الصّحابة؟ فذكرت له حديث عمر في العُمالة [1] ، فعرف لي ذلك، وصارت لي به عنده منزلة.

الحسن بن سعيد بن جعفر [2] ، أبو العبّاس العَبّاداني [3] المُطَّوَّعي [4] المقرئ المُعَمَّر نزيل إصْطَخْر، في آخر عمره.

سمع من: الحسن بن المُثنّى، وأبا خليفة، وأبا مسلم الكَجّي، وأبا عبد الرحمن النّسائي، وإدريس بن عبد الكريم الحذّاء، وجعفر بن محمد الفِريابي، وجماعة.

قال أبو نُعَيم: قدِم أصبهان سنة خمسٍ وخمسين، وكان رأسًا في القرآن وحِفْظِه، [في حديثه][5] وروايته، لِينُ.

وقال أبو بكر بن مَرْدَوَيْه: وهو ضعيف.

قلت: قرأ لنافع على أبي بكر محمد بن عبد الرّحيم الأصبهاني، وأبي محمد المَلَطي، وقرأ لأبي عمر، ومحمد بن بدر بن محمد الباهلي صاحب الدُّوري، والحسين بن علي الأزرق الجمّال. قرأ عليه برواية قالون، وقرأ

[1] في الأصل «المعاملة» والتصويب من (تاريخ بغداد وتذكرة الحفاظ) . والحديث في مسند أحمد 1/ 17، وصحيح البخاري 13/ 32- 13، والنسائي 5/ 104، 105 ويرويه الصحابي: السّائب بْن يزيد، عَنْ حُوَيْطَب بْن عَبْد العُزَّى، عَنْ عَبْد اللَّه بْن السعدي، عَنْ عمر.

[2]

ذكر أخبار أصبهان 1/ 271، تهذيب ابن عساكر 4/ 176، ميزان الاعتدال 1/ 492، العبر 2/ 359، تذكرة الحفاظ 3/ 950، غاية النهاية 1/ 213، الوافي بالوفيات 12/ 29 رقم 24، لسان الميزان 2/ 210 رقم 932، شذرات الذهب 3/ 75، النجوم الزاهرة 4/ 141، معرفة القراء الكبار 1/ 256 رقم 54، النشر في القراءات العشر 1/ 114، سير أعلام النبلاء 16/ 260 رقم 182، موسوعة علماء المسلمين 2/ 102، 103 رقم 417.

[3]

العبّاداني: بفتح العين والباء الموحدة المشدّدة وسكون الألف وفتح الدال المهملة، نسبة إلى عبّادان، بليدة بنواحي البصرة في البحر. (اللباب 2/ 309) .

[4]

المطّوّعي: بضم الميم وفتح الطاء المشدّدة وكسر الواو وفي آخرها عين مهملة، نسبة إلى المطوعة، وهم جماعة فرّغوا أنفسهم للغزو والمرابطة بالثغور وقصدوا جهاد العدو في بلادهم. (اللباب 3/ 226) .

[5]

ما بين الحاصرتين سقط من الأصل، استدركناه من (أخبار أصبهان وتذكرة الحفّاظ) .

ص: 497

برواية البزّي على إسحاق بن أحمد [1] الخزاعي. وقرأ برواية قُنْبِل على ابن مجاهد، وقرأ بدمشق على أبي العبّاس محمد بن موسى الصُّوري، وبالإسكندرية على محمد بن القاسم بن يزيد الإسْكَنْدَراني، وقرأ على ذِكْوان، وقرأ على أحمد بن فرح المفسّر صاحب الدّوري، وعلى إدريس بن عبد الكريم الحدّاد صاحب خَلَف، وهو أكبر شيخ له، وقرأ على عبد الله بن الرّبيع المَلَطي إمام جامع مصر، عن يونس بن عبد الأعلى، وعلى جماعة مذكورين في «المنهج» لسبّط الخيّاط.

قرأ عليه: أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي، وأبو الحسين علي بن محمد الخبازي، وأبو بكر محمد بن عمر بن زلال النَّهاوَنْدي، والحسين بن علي بن عُبَيْد الله الرَّهَاوي، وأبو عبد الله محمد بن الحسين بن آل زهرام الكارَزِيني [2] .

قال الخزاعي: قلت للمطَّوعي: في أيّ سنة قرأ على إدريس الحدّاد؟

فقال في السنة التي رحلت فيها إلى الرّيّ سنة اثنتين وستين ومائتين، فقلت للمطّوّعي: فقد قاربت المائه؟ فقال: إلّا ثِنْتَيْن، قال ذلك في سنة سبْعِ وستيّن ومائة. قال الخزاعي: وكان أبوه واعظًا محدّثًا.

قلت: وحدّث عنه أبو بكر بن أبي علي الذّكْواني، وأبو نُعَيم [3] الحافظ. ومحمد بن عُبَيْد الله الشّيرازي، وآخرون، وهو على ضَعِفه. وآخر من روى عن [4] أبي مسلم الكَجّي والحدّاد.

وله تصانيف في القراءات.

الحسين بن علي بن الحسن [5] بن الهيثم، أبو عبد الله بن الباد [6]

[1] في الأصل «إسحاق بن علي أحمد» والتصحيح من (معرفة القراء) .

[2]

الكارزيني: بفتح أوله والراء وكسر الزاي وسكون الياء تحتها نقطتان ثم نون. نسبة إلى كارزين، وهي من بلاد فارس مما يلي البحر. (اللباب 3/ 74) .

[3]

في الأصل «وأبو علي نعيم» والتصحيح من (معرفة القراء) .

[4]

«عن» مكرّرة في الأصل.

[5]

تاريخ بغداد 7/ 388 رقم 3921.

[6]

في الأصل «الباز» والتصويب من تاريخ بغداد.

ص: 498

البغدادي الشّاهد.

سمع: أبا شعيب الحَرّاني، والحسن بن عَلويَه.

وعنه: حفيده أحمد بن علي، وغيره.

وقال الخطيب: كان ثقة، بقي أعمى مُقْعَدًا مدّة خمسَ عشرةَ سنة، وعاش ستًّا وتسعين سنة.

الحسن بن القاسم بن عبد الرحمن بن أبي الغَمْر، أبو محمد المصري الفقيه.

حدّث عن الطَّحاوي وغيره.

الحسن بن محمد بن سهل، أبو سعيد الفَسَوي القزّاز الشّاهد.

رحل مع والده إلى الشّام ومصر، وسمع أبا عَرُوبة، وأبا الْجَهْم بن طِلاب، وأبا الحسن بن جَوْصَا، وحدّث.

تُوُفّي في المحرَّم.

خلف بن عمر، أبو سعيد الفقيه المالكي المعروف بابن أخي هشام، شيخ المالكية بإفريقية.

تفقّه بأبي نصر القيرواني وسمع منه. وكان يجتمع هو، وأبو الأزهر بن مغيث، وأبو محمد بن أبي زيد، ويتناظرون.

تُوُفّي في صفر.

سُلَيْمَان بْن محمد بْن سُلَيْمَان [1] ، أَبُو أيّوب الأندلسي الشَّذُوني [2] .

سمع: محمد بن عبد الملك بن أيمن، وعبد الله بن يونس المقبري، وجماعة، وحجّ فسمع من أبي سعيد بن الأعرابي، وسمع من أبي محمد الفِرْيابي كُتُبَ محمد بن جرير الطّبري، وولي خطابة شريش [3] .

[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 187 رقم 565، بغية الملتمس 297 رقم 763.

[2]

الشذوني: بفتح الشين وسكون الذال وفتح الواو وفي آخرها نون. نسبة إلى شذونة من أعمال إشبيلية بالأندلس. (اللباب 2/ 189) .

[3]

شريش: أوّله مثل آخره، بفتح أوله، وكسر ثانيه ثم ياء مثنّاة من تحت. مدينة كبيرة من كورة

ص: 499

عبد الله بن إبراهيم بن جعفر [1] بن بيان الزَّيْنَبي [2] ، أبو الحسن البغدادي البزّاز.

روى عن: الحسن بن عَلْويه القطّان، وأحمد بن أبي عَوْف البُزُوري، والحسين بن أبي الأحوَص، وعبد الله بن ناجية، والفِرْيابي، وجماعة.

وعنه: أبو بكر البرقاني، ومحمد بن طلحة النعالي، والأزجي، وأبو القاسم التّنُوخي.

وثّقه الخطيب وقال: وُلد سنة ثمانٍ وسبعين ومائتين، وتُوُفّي في ذي القعدة.

والزَّيْنَبِي: آخر، وهو إبراهيم بن عبد الله العسكري، من طبقة ابن صاعدة. مرّ.

عبد الله بن إسحاق [3] ، أبو محمد التّبان الفقيه المالكي، عالم أهل القيروان في زمانه.

قال القاضي عياض: ضُربت إليه آباط الإبل من الأمصار لِذَبّه عن مذهب أهل المدينة، وكان حافظًا بعيدًا من التَصَنُّع والرّياء، فصيحًا.

تُوُفّي سنة إحدى.

عبد الله بن الحسين بن إسماعيل [4] ، أبو بكر الضبيّ المحاملي.

[ () ] شذونه وهي قاعدة هذه الكورة. (معجم البلدان 3/ 340) .

[1]

تاريخ بغداد 9/ 409 رقم 5017، العبر 2/ 359، المنتظم 7/ 109 رقم 148، شذرات الذهب 3/ 76، الإكمال 4/ 204، الأنساب 6/ 246، 247، مشتبه النسبة 1/ 341، سير أعلام النبلاء 16/ 228، 259 رقم 180، تبصير المنتبه 2/ 669.

[2]

هكذا في: المنتظم وشذرات الذهب، وفي العبر «الزيدي» ، وفي المشتبه، والسير «الزبيبي» ، وكذا في: الإكمال، والتبصير، والأنساب.

[3]

ترتيب المدارك للقاضي عياض 4/ 517- 524، العبر 2/ 360، مرآة الجنان 2/ 397، الوافي بالوفيات 17/ 66 رقم 59، الديباج المذهب 1/ 431، تذكرة الحفاظ 3/ 950، النجوم الزاهرة 4/ 141، شذرات الذهب 3/ 76، سير أعلام النبلاء 16/ 319- 320، شجرة النور الزكية 95، 96.

[4]

المنتظم 7/ 109 رقم 149 وفيه «عبد الله بن الحسن» ، تاريخ بغداد 9/ 440 رقم 5064،

ص: 500

ولي قضاء مَيّافارِقين وآمد، ثم ولي قضاء حلب وأنطاكية. وكان عفيفًا نزِهًا.

سمع أباه وأبا بكر بن زياد النَّيْسَابُوري.

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الشَّيْباني والنَّيْسَابُوري سِبْط أبي علي الثَّقَفي.

دَيِّنٌ ورِعٌ من شيوخ الحاكم.

سمع: السّرّاج، وزَنْجَوْيه بن محمد.

عبد الله بن محمد بن نصر [1] اللّخْمي القُرْطُبي الزّاهد.

سمع من: أحمد بن خالد، ومحمد بن عبد الملك بن أَيْمن، ومحمد بن قاسم.

وكان صالحًا خَيِّرًا مائلًا إلى الأثر، يعقد الشُّرُوط.

روى عنه ابن الفَرَضيّ وغيره.

عبد الأعلى بن أبي بكر عبد الله بن أبي داود السَّجِسْتاني.

يروي عن أبيه.

تُوُفّي في هذه السنة تقريبًا.

عبد العزيز بن الحارث بن أسد [2] بن اللّيْث بن سليمان بن الأسود بن سفيان بن يزيد بن النبيه بن عبد الله، أبو الحسن التّميمي..

أحد فُقهاء الحنابلة الأعيان.

حدّث عن: أبي عبد الله نفطَوَيْه، وأبي بكر بن يزداد النَّيْسَابُوري، وأبي عبد الله المَحَاملي.

روى عنه: ابنه أبو الفرج عبد الوهاب، وبشري الفاتني.

[ () ] البداية والنهاية 11/ 298.

[1]

تاريخ علماء الأندلس 1/ 236 رقم 725.

[2]

طبقات الحنابلة 2/ 139 رقم 616، المنتظم 7/ 110 رقم 150، البداية والنهاية 11/ 298، النجوم الزاهرة 4/ 140.

ص: 501

وقال أبو المعالي شَيْذَلة: روى الإمام أبو عبد الله الحسن التميمي الحنبلي إمام عصره في مذهبه، وحضر الشيخ أبو عبد الله بن مجاهد، وابن شمعون، فجري مسألة الاجتهاد بين ابن مجاهد، والقاضي أبي بكر، وتعلّق الكلام بينهما إلى الفجر، وكان أبو الحسن التميمي، يقول لأصحابه:

تمسّكوا بهذا الرّجل فليس للسنة عنه غِنّى.

وقال القاضي أبو يَعْلَى [1] : كان جليل القدر، له كلام في مسائل الخلاف، ومصنّف في الفرائض.

وقال أبو الحسن بن رزقَوَيْه: وضع أبو الحسن التميمي في «مُسْنَد» أحمد حديثين، وكتبوا عليه محضرًا، وكتب فيه الدَارقُطْنيّ، وابن شاهين.

وتُوُفّي في عَشْر الستّين.

عبد الله بن أحمد [2] بن المصنّف أبي محمد عبد الله بن مسلم بن قُتَيْبَة الدَّيَنَوري.

دخل مصر مع أبيه فسكنها، وحدّث عن والده بمصنّفات جدّه [3] .

علي بن إبراهيم [4] ، الشيخ أبو [الحسن][5] الحُصْري، أحد كبار الصّوفيّة وأولي الأحوال.

حكى عن الشّبليّ.

[1] طبقات الحنابلة 2/ 139.

[2]

هو عند الخطيب البغدادي (11/ 8 رقم 5662) : «عبد الواحد بن أحمد» ويكنى أبا أحمد.

«ذكر أنّه ولد ببغداد في سنة 270 وانتقل إلى مصر فسكنها، وروى بها عن أبيه عن جدّه كتبه. سمع منه أبو الفتح بن مسرور البلخي، وقال: كان ثقة» .

[3]

هو المؤرّخ الكاتب المعروف صاحب كتاب «المعارف» و «عيون الأخبار» وغيرهما. المتوفى سنة 276 هـ. (انظر مقدّمة كتاب المعارف للدكتور ثروت عكاشة- طبعة دار المعارف بمصر) .

[4]

تاريخ بغداد 11/ 340 رقم 6176، طبقات الصوفية 489- 493 رقم 15، الرسالة القشيرية 38، نتائج الأفكار القدسية 2/ 16، طبقات الشعراني 1/ 145، البداية والنهاية 11/ 298، طبقات الأولياء 213، رقم 30، المنتظم 7/ 110 رقم 151، الكامل في التاريخ 9/ 16، اللباب 1/ 369، النجوم الزاهرة 4/ 140.

[5]

سقطت من الأصل.

ص: 502

روى عنه أبو سعد الماليني.

ومن كلامه: «لا يغرّنَّكُم صفاءُ الأوقات فإنّ تحتها آفات، ولا يَغُرّنّكم العطاء، فإنّ العطاء، عند أهل الصَّفاء مَقْتٌ» [1] .

قال الخطيب [2] : مات سنة إحدى وسبعين، وقد نيّف على الثّمانين.

قال السُّلَمي [3] : هو سيّد وقته وشيخ العراق.

على بن عبد الله بن [4] المحدّث الصّالح عبد الرحمن بن عبد المؤمن المهلّبي الْجُرجْاني البزّاز.

روى عن: أبي نعيم بن عديّ، وغيره.

روى عنه: أبو سعد الماليني، وأبو الفرج.

ومات قبل الإسماعيلي بشهر.

فتح بن أصبغ [5] ، أبو نصر الطُّلَيْطِلي الفقيه الزّاهد.

كان ذكيًّا متفننًا ورِعًا عابدًا. كان يقال إنّهُ مُجاب الدّعوة.

تُوُفّي في جُمادى الأولى.

لَيْث بن طاهر، أبو نصر النَّيْسَابُوري القائد.

سمع السّرّاج، وابن خُزَيْمَة.

وعنه الحاكم.

محمد بْن أحمد بْن عَبْد اللَّه [6] بْن محمد الفقيه، أبو زيد المروزي الشّافعي الزّاهد.

[1] طبقات الأولياء 213.

[2]

تاريخ بغداد 11/ 340.

[3]

طبقات الصوفية 489 بنحوه.

[4]

تاريخ جرجان 317 رقم 557.

[5]

تاريخ علماء الأندلس 1/ 348 رقم 1028.

[6]

تاريخ بغداد 1/ 314 رقم 197، الكامل في التاريخ 9/ 16، دول الإسلام 1/ 229، العبر 2/ 360، تذكرة الحفّاظ 3/ 950، البداية والنهاية 11/ 299، مرآة الجنان 2/ 397، طبقات الفقهاء 115، طبقات الشافعية لابن هداية الله 96، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي

ص: 503

حدّث ببغداد وبنَيْسَابور ودمشق ومكّة عن: محمد بن يوسف الفَرَبْرِيّ [1] ، وعمر بن علّك المَرْوَزي، ومحمد بن عبد الله السَّعدي، وأبي العبّاس محمد الدَّغولي [2] ، وأحمد بن محمد المُنْكَدِري، وغيرهم.

وعنه: الهيثم بن أحمد الصّبّاغ، وعبد الواحد بن مشماش، وعبد الوهاب المَيْداني، وعلي بن السّمْسار، وأبو الحسن الدَارقُطْنيّ مع تقدُّمه، وأبو بكر البرقاني، ومحمد بن أحمد المَحَامِلي البغدادي، والفقيه أبو محمد عبد الله محمد بن إبراهيم الأصِيلي، وآخرون وقال: ولدت سنة إحدى وثلاثمائة.

قال الحاكم: كان أحد أئمّة المسلمين، ومن أَحْفَظ النّاس لمذهب الشّافعي، وأحسنهم نَظَرًا، وأزْهَدهم في الدُّنيا. سمعت أبا بكر البزّار يقول:

عادلت [3] الفقيه أبا زيد من نَيْسَابُور إلى مكّة، فما أعلم [أن][4] الملائكة كَتَبَتْ عليه خطيئة.

وقال الخطيب [5] : حدّث ببغداد، ثم جاور بمكّة، وحدّث هناك بصحيح البُخَاري عن الفَرَبْرِي. وأبو زيد أَجَلُّ من روى ذلك الكتاب.

وقال أبو إسحاق الشَّيرازي [6] : ومنهم أبو زيد المروزي صاحب أبي

[3] / 71، تبيين كذب المفتري 189، العقد الثمين 1/ 297، الوافي بالوفيات 2/ 71 رقم 375، الأنساب 417 أ، وفيات الأعيان 4/ 208 رقم 581، الوفيات لابن قنفذ 219، البصائر 1/ 406، طبقات العبادي 93، النجوم الزاهرة 4/ 141، شذرات الذهب 3/ 76، المنتظم 7/ 112، طبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 379، 380، سير أعلام النبلاء 16/ 313- 315 رقم 221.

[1]

الفربري: بفتح الفاء والراء وسكون الباء الموحّدة وفي آخرها راء ثانية. نسبة إلى فربر، بلدة على طرف جيحون مما يلي بخارى. (اللباب 2/ 418) .

[2]

الدّغولي: بفتح الدال والغين المعجمة وفي آخرها اللام بعد الواو. نسبة إلى دغول. وهو اسم رجل. ويقال للخبز الّذي لا يكون رقيقا بسرخس: دغول. (اللباب 1/ 503، 504) .

[3]

عادلت: أي ركبت معه.

[4]

إضافة من تاريخ بغداد.

[5]

تاريخ بغداد 1/ 314.

[6]

طبقات الفقهاء 115.

ص: 504

إسحاق، مات بمرو في رجب سنة إحدى وسبعين. وكان حافظًا للمذهب، حَسَن النَّظر، مشهورًا بالزّهد. وعنه أخذ أبو بكر الققّال، وفُقَهاء مَرْوَ.

وقرأت على أبي علي الأمين، أخبركم ابن المكّي، أنا عبد الأوّل، أنا أبو إسماعيل الأنصاري، أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل، سمعت خالد بن عبد الله المَرْوَزي، سمعت أبا سهل محمد بن أحمد المَرْوَزي، سمعت أبا زيد المَرْوَزي يقول: كنت نائمًا بين الرُّكن والمقام، فرأيت النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا أبا [زيد][1] إلى متى تدرِسّ كتاب الشّافعي ولا تدرسّ كتابي؟ فقلت: يا رسول الله وما كتابك؟ فقال: «جامع» محمد بن إسماعيل البُخاري.

محمد بن أحمد بن تميم [2] السَّرَخْسي.

سمع أبا لبيد محمد بن إدريس الشامي السَّرَخْسي.

عنه: أبو الحسن بن رزقَوَيْه، وأبو بكر أحمد بن علي الأصبهاني.

وثّقه الخطيب. تُوُفّي فيها ظَنًّا [3] .

محمد بن أحمد بن محمود، أبو العبّاس النَّيْسَابُوري القبّاني الزّاهد النّاسخ.

سمع ابن خُزَيْمَة، وأحمد بن محمد الماسَرْجِسي.

وعنه: الحاكم، وغيره من النَّيْسَابُوريّين.

محمد بن أحمد بن جعفر الطّوسي القائد.

سمع: ابن خُزَيْمَة، والسّرّاج.

محمد بن إسحاق بن إبراهيم [4] بن يزيد بن مهران، أبو بكر البغدادي الصّفّار الضّرير.

[1] ساقطة من الأصل.

[2]

تاريخ بغداد 1/ 283 رقم 128.

[3]

قال الخطيب: «بلغني أنّ أبا نصر السرخسي مات بعد سنة سبعين وثلاثمائة» .

[4]

تاريخ بغداد 1/ 260 رقم 91.

ص: 505

سمع: محمد بن صالح بن عصمةَ الدّمشقي، وعبد الله بن محمد بن مسلّم المقدسي، ومحمد بن محمد النّفاح الباهلي، وأبا القاسم البَغَوِي، وأبا عَروُبَة الحَرّاني، وجماعة.

وعنه: الدَارقُطْنيّ، وحمزة السَّهْمي، وأبو بكر البَرْقَانِيّ، وأبو القاسم علي التّنُوخي، والحسين [1] بن علي الجوهري، وغيرهم.

قال البَرْقَانِيّ: ثقةٌ فاضل، شاميّ الأصل، سألته عن مولده، فقال: سنة تِسْعٍ وثمانين ومائتين.

قال الخطيب: حدّث في سنة إحدى وسَبعين وثلاثمائة.

محمد بن جعفر بن محمد [2] ، أبو الفتح بن المُرَاغي الهَمَذاني.

نزيل بغداد، ومصنّف كتاب «البهجة» على مثال «الكامل» للمُبَرّد.

وكان عالمًا بالنَّحْو واللَّغَة.

روى عن: أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قُتَيْبة.

وقال أبو الحسن محمد بن أحمد بن القاسم المَحَامِلي: سمعنا منه:

سنة إحدى وسبعين.

قلت: هو والذي قبله لا أعرف وفاتهما يقينًا [3] .

محمد بن خفيف [4]

[1] في الأصل «أبو الحسن» وهذا خطأ.

[2]

تاريخ بغداد 2/ 152، 153 رقم 575، معجم الأدباء 18/ 101- 130، بغية الوعاة 1/ 70 رقم 118.

[3]

قيّد السيوطي تاريخ وفاته بسنة 371 هـ.

[4]

الكامل في التاريخ 9/ 16، دول الإسلام 1/ 229، مرآة الجنان 2/ 397، طبقات الصوفية 183 و 462- 466 رقم 9، الوافي بالوفيات 3/ 42 رقم 930، طبقات الشافعية للسبكي 2/ 150، البداية والنهاية 11/ 299، المنتظم 7/ 112 رقم 156، العبر 2/ 360، 361، طبقات الأولياء 290- 294 رقم 61، النجوم الزاهرة 4/ 141، شذرات الذهب 3/ 76، 77، تذكرة الحفاظ 3/ 950 (دون ترجمة) ، حلية الأولياء 10/ 385- 387، الرسالة القشيرية 37، نتائج الأفكار القدسية 2/ 6، معجم البلدان 3/ 350، طبقات الشعراني 1/ 142، نشوار المحاضرة 3/ 228، 229 رقم 148، تبيين كذب المفتري 190- 192،

ص: 506

بن إسْفَكْشَاذ [1] ، أبو عبد الله الضَّبّي الشّيرازي الصُّوفي، شيخ إقليم فارس.

حدّث عن: حمّاد بن مُدْرِك، والنُّعمان بن أحمد الواسِطي، ومحمد بن جعفر التّمّار، والحسين المَحَامِلي، وجماعة.

وعنه: أبو الفضل محمد بن جعفر الخّزَاعي، والحسن بن حفص الأندلِسي، وإبراهيم بن الخَضِر الشَّيّاح، ومحمد بن عبد الله بن بَاكَوَيْه، وأبو بكر بن الباقِلاني المتكلّم.

قال أبو عبد الرحمن السُّلَمي [2] : أقام بشيراز، وكانت أمُّه بنَيْسَابور، وهو اليوم شيخ المشايخ وتاريخ الزّمان، لم يبق للقوم أقدم منه سِنًّا، ولا أَتَّم حالًا، صحب رُوَيْمَ بن أحمد، وأبا العبّاس ابن عطاء، ولقي الحسين بن منصور الحلاج، وهو من أعلم المشايخ بعلوم الظّاهر، متمسّكٌ بالكتاب والسنة، فقيهٌ على مذهب الشّافعي، فمن كلامه قال:«ما سمعت شيئًا من سُنَن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلا واستعملته، حتّى الصّلاة على أطراف الأصابع، وهي صعبة» .

قال السُّلَمي: قال أحمد بن يحيى الشّيرازي: ما [أرى][3] التَّصوُف إلّا يُخْتَم به. [وكان أبو عبد الله][4] من أولاد الأمراء، فتزهّد حتى قال: كنت أذهب وأجمع الخِرَقَ من المزابل، وأغسله، وأصلح منه ما ألبسه، وبقيت أربعين شهرا أفطر كلّ ليلة على كفّ باقلاء، فاقْتَصَدْت، فخرج من عِرْقي شبيهُ ماء اللّحم، فتحيَّر الفصَّادُ وقال: ما رأيت جسدًا بلا دمٍ إلّا هذا [5] .

وقال ابن باكَوَيْه: سمعت أبا أحمد الكبير يقول: سمعت أبا عبد الله بن

[ () ] الأنساب 7/ 451، 452، اللباب 2/ 222، سير أعلام النبلاء 16/ 342- 347 رقم 249، هدية العارفين 2/ 49، 50.

[1]

إسفكشاذ: هكذا ضبطه محقّق طبقات الصوفية للسلمي، وكذلك ورد في طبقات الشافعية الكبرى للسبكي، أما في الوافي بالوفيات مقيّدة «اسكفشار» . وورد في الأصل «اسكفسار» ، والله أعلم بصحة ذلك.

[2]

طبقات الصوفية 462.

[3]

، (4) ساقطة من الأصل، والاستدراك من السير.

[5]

انظر: تبيين كذب المفتري 191.

ص: 507

خفيف يقول: نُهْبتُ في البادية حتّى سقَطَتْ لي ثمانية أسنان، وانتثر شَعْري، ثم وقعتُ إلى فَيْدَ وأقمت بها، حتّى تماثَلْتُ وحَجَجْتُ، ثم مضيت إلى بيت المقدس، ودخلت الشّام، فنمت إلى جانب دُكّانِ صبّاغٍ، وبات معي في المسجد [رجل] به بَطَنٌ قِيام [1] ، وكان يدخل ويخرج إلى الصبّاح، فلما أصبحنا، صاح النّاس: نُقِب دُكّان الصّبّاغ وسُرِقت، فدخلوا المسجد ورأونا، فقال المَبْطُون: لا أدري، غير أنّ هذا طول اللّيل كان يدخل ويخرج، وما كنت خرجتُ إلّا مرَّةً، تطهّرتُ، فجرُّوني وضربوني، وقالوا: تكلّم. فاعتقدت التّسليمَ، فكانوا يغتاظون من سُكُوتي، فحملوني إلى دُكّان الصّبّاغ، وكان أثَرُ رجل اللّصّ في الرّماد، فقالوا: ضَعْ رِجْلَك فيه، فوضعت، فكان على قدْر رِجْلي، فزادهم غَيْظًا، وجاء الأمير، ونُصِبت القِدْر وفيها الزَّيت يغلي، وأُحْضِرت السكّين ومَن يقطع اليد، فرجِعْت إلى نفسي وإذا هي ساكنة، فقلت: إنْ أرادوا قَطْعَ يدي سألتهم يعفوا يميني [2] لأكتب بها، فبقي الأمير يهدّدني ويصْول، فنظرت إليه فعرفته، وكان مملوكًا لوالدي، فكلّمني بالعربية وكلّمته بالفارسيّة، فنظر إليّ وقال: أبو الحسين وكنتُ أُكَنَّى بها في صِباي، فضحكتُ، فعرفني، فأخذ يلطم رأسه ووجهه، واشتغل النّاس به، فإذا بضجّة عظيمة، وأنّ اللَّصوص قد مُسِكُوا، فذهبتُ والنّاسُ ورائي، وأنا مُلَطّخٌ بالدّماء جائع لي أيّام لا آكل، فرأتني عجوزٌ فقيرة، فقالت: أدخل إلينا، فدخلتُ ولم يرني الناس، وغسلت وجهي ويديّ، فإذا الأمير قد أقبل يطلبني. فدخل ومعه جماعة، وجرّ من منطقته سِكّينًا، وحَلَفَ باللَّه وقال: إن أمسكني إنسان لأقتلنّ نفسي، وضرب بيده رأسه ووجهه مائة صَفْعة، حتّى منعتُه أنا، ثم اعتذر، وجَهِد بي أن أقبل شيئًا، فأَبَيْتُ، وهربت ليومي من المدينة، فحدّثت بعضَ المشايخ فقال: هذا عقوبة انفرادك، فما دخلتُ بلدًا فيه فقراء إلّا قصدتُهم [3] .

وقال أبو عبيد الله بن باكَوَيْه: سألت أبا عبد الله بن خفيف، وقد سأله

[1] في الأصل «في المسجد به قيام» ، وما أثبتناه يتطلّبه السياق.

[2]

في الأصل «يعفو» .

[3]

هذه الحكاية غير موجودة عند السلمي في كتابه المطبوع.

ص: 508

قاسم الإصْطَخَري عن الأشعريّ فقال: كنت مرّة بالبصرة جالسًا مع عمرو بن عَلُّويه على ساجة [1] في سفينة نتذاكر في شيء، فإذا بأبي الحسن الأشعريّ قد عَبَر وسلّم علينا وجلس، فقال: عبرت عليكم أمس في الجامع، فرأيتكم تتكلّمون في شيء عرفت الألفاظ ولم أعرف المَغْزَى، فأُحبّ أن تعيدوها عليّ. قلت: وفي أي شيء كنّا؟ قال: في سؤال إبراهيم عليه السلام «أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى» 2: 260 [2] وسؤال موسى أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ» 7: 143 [3] . فقلت: نعم.

قلت: إنّ سؤال إبراهيم هو سؤال موسى، إلّا أنّ سؤال إبراهيم سؤال متمكّن، وسؤال موسى سؤال صاحب غَلَبَةٍ وهَيَجَان، فكان تصريحًا، وكان سؤال إبراهيم تعريضًا، وذلك أنّه قال: أرني كيف تُحْيي الموتى، فأراه كيف المحيى ولم يره كيف الإحياء لأن الإحياء صفة والمحيى قدرته، فأجابه إشارة كما سأله إشارة، إلّا أنّه قال في الآخر: وَاعْلَمْ أَنَّ الله عَزِيزٌ حَكِيمٌ 2: 260 [4] ، ثمّ أنّي مشيت مع أبي الحسن وسمعت مناظرته، وتعجّبت من حُسن كلامه حين أجابهم.

قال أبو العبّاس الفَسَوي: صنّف شيخنا ابن خفيف من الكُتُب ما لم يصنّفْه أحَدٌ، وانتفع به جماعة صاروا أئمَّةً يُقْتَدَى بهم، وعُمَّر حتى [عمّ][5] نفعُه البلدانَ.

وقال أبو الفتح عبد الرحيم بن أحمد خادم ابن خفيف: سمعت أبا عبد الله بن خفيف يقول [6] : سأَلنا يومًا القاضي أبو العبّاس بن شريح بشِيرَاز، ونحن نحضر مجلسه لدرس الفقه، فقال لنا: محبّة الله فرض أو لا؟ قلنا

[1] الساجة: مفرد السّاج، وهو الخشب المجلوب من الهند.

[2]

قرآن كريم- سورة البقرة- الآية: 26.

[3]

قرآن كريم- سورة الأعراف- الآية 143.

[4]

قرآن كريم- سورة البقرة- الآية 260.

[5]

إضافة على الأصل يقتضيها السياق.

[6]

في الأصل «يقولون» .

ص: 509

فرْض. قال: ما الدليل؟ فما فينا من أجاب بشيء، فسألناه، فقال: قوله تعالى قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ 9: 24 الآية [1] . قال: فتوعَّدهم الله على تفضيل محبتّهم لغيره على محبتّه، والوعيد لا يقع إلّا على فرض لازم.

وقال ابن باكَوَيْه: كنت سمعت ابن خفيف يقول: كنت في بدايتي رُبَّما أقرأ في ركعة واحدة عشرة آلاف قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ 112: 1 [2] ، وربّما كنت أقرأ في ركعةٍ القرآن كلّه.

وعن ابن خفيف انّه كان به وَجَعُ الخاصِرة، فكان إذا أخذه أقعده عن الحركة، فكان إذا أقيمت الصّلاة يُحمل على الظَّهْر إلى المسجد، فقيل له:

لو خفَّفْتَ على نفسك. قال: إذا سمعتم: «حيَّ على الصّلاة» ولم تروني في الصّفّ فاطلبوني في المقابر [3] .

قال ابن باكَوَيْه: سمعته يقول: ما وجبت عليّ زكاة الفِطْر أربعين سنة [4] .

وقال ابن باكويه: نظر أبو عبد الله بن خفيف يومًا إلى ابن أُمّ مَكْتُوم وجماعة من أصحابه يكتبون شيئًا، فقال: ما هذا؟ قالوا: نكتب كذا وكذا.

قال: اشتغلوا بتعلُّم شيءٍ ولا يغرّنّكُم كلامُ الصُّوفيّة، فإنّي كنت أخبئ مَحْبَرَتي في جيب مُرَقَّعَتي، والورق في حجزة سراويلي، وأذهب خفْيةً إلى أهل العلم، فإذا علموا بي خاصموني، وقالوا: لا تُفلح. ثم احتاجوا إلي [5] .

حَدَّثَنَا أَبُو الْمَعَالِي الأَبَرْقُوهِيُّ، أنا عُمَرُ بْنُ كَرْمٍ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو الْوَقْتِ السِّجْزِيُّ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَحْمَدَ الثَّقَفِيُّ، أنا محمد بُنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَاكَوَيْهِ، ثنا محمد بْنُ خَفِيفٍ الضَّبِّيُّ إِمْلاءً، قَرَأَ عَلَى حَمَّادِ بْنِ مُدْرِكٍ وَأَنَا أَسْمَعُ: ثنا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ عَبْدِ الله

[1] قرآن كريم- سورة التوبة- الآية رقم 24.

[2]

سورة الإخلاص.

[3]

طبقات الأولياء 293 رقم 11.

[4]

تبيين كذب المفتري 192.

[5]

تبيين كذب المفتري 191.

ص: 510

بن الصّامت، عن أبي ذرّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا صَنَعْتَ قِدْرًا فأَكْثِرْ مَرَقَهَا وَانْظُرْ أهْلَ بَيْتٍ مِنْ جِيرَانِكَ فَأَصِبْهُم بِمَعْرُوفٍ» [1] . تُوُفّي ليلة ثالث رمضان عن خمسٍ وتسعين سنة، وقيل: عاش مائة سنة وأربع سنين. وازدحم الخلق على جنازته، وكان أمرًا عظيمًا، وصلُّوا عليه نحوًا من مائة مرّة [2] . رحمه الله ورضي عنه.

محمد بن خلف بن محمد [3] بن جيان، بالجيم، الفقيه أبو بكر البغدادي الخلال المقرئ.

سمع: عمر بن أيّوب السَّقْطي، وقاسم بن زكريّا المطّرز، وحامد بن شعيب البَلّخي، وأحمد بن سهل الأشْناني.

وعنه: البَرْقَانِيّ، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وأبو القاسم التَّنُوخيّ.

وثّقه الخطيب، وقال: تُوُفّي في آخر السنة. روى عنه حمزة، وقال:

كان ثقة جبلًا.

محمد بن خالد بن عبد الملك [4] ، أبو عبد الله الإسْتِجي الفقيه.

سمع من محمد بن عبد الله بن أبي دُلَيْم، وكان يعقد الوثائق.

[1] وفي رواية أخرى لأبي ذر: «إذا طبخت قدرا فأكثر مرقها فإنّه أوسع للأهل والجيران» . أخرجه ابن حبّان. ومن طريق جابر حديث مثله: «إذا طبختم اللحم فأكثروا المرق فإنّه أوسع وأبلغ الجيران» . أخرجه ابن أبي شيبة. (انظر: راموز الأحاديث لأحمد ضياء الدين 53) وروى الطبراني في المعجم الوسيط: «إذا طبخ أحدكم قدرا فليكثر مرقها ثم ليناول جاره منها» (الفتح الكبير للنبهاني- ج 1/ 131) . والحديث أخرجه مسلم في البرّ والصلة (143/ 2626) باب الوصية بالجار والإحسان إليه من طريقين عن عبد الله بْن إدريس، عن شُعْبَة، وبقيّة السند كما هنا.

[2]

طبقات الأولياء 294.

[3]

تاريخ بغداد 5/ 239 رقم 2728، الوافي بالوفيات 3/ 45 رقم 936، المنتظم 7/ 112 رقم 155، مشتبه النسبة 1/ 131، سير أعلام النبلاء 16/ 359، 360 رقم 256، تبصير المنتبه 1/ 275.

[4]

تاريخ علماء الأندلس 2/ 82 رقم 1332.

ص: 511

محمد بن عثمان بن سعيد [1] الإسْتِجي [2] . كان فقيهًا مُفْتِيا.

سمع من أبي دُلَيم أيضًا، ومن جماعة.

كان يعقد الوثائق ببلده.

محمد مفرّج [3] ، أبو عبد الله المَعَافري القُرْطُبي، المعروف بالقبيّ [4] .

سمع من: قاسم بن إصبع، وبمصر من أبي جعفر النّحّاس، وعبد الملك بن بحر الجلاب [5] ، وبمكّة من أبي سعيد الأعرابي.

وتُوُفّي في رمضان.

تركوا الأخذَ عنه لأنّه كان يعتقد مذهبَ ابن مَسَرَّة ويدعو إليه.

محمد بن عبد الله بن بِشْران، أبو بكر السَّكّري الشّاهد، والد الشيخين مُسْندي العراق: أبي الحسين علي [6] ، وأبي القاسم عبد الملك [7] .

سمع الحديث، وأسمع وَلَديْه، ولم يْرو شيئًا، بل روى عنه ابنه عبد الملك وحده [8] .

ومات في جُمادي الآخرة، وله خمسٌ وستُّون سنة. كان من المعدّلين.

محمد بن العبّاس بن أحمد [9] بن مسعود، أبو بكر الْجُرْجاني المسعودي الفقيه.

روى عن: أبي يَعْلَى المَوْصِلي وأبي القاسم البَغَوِي، وفيه ضَعْفٌ لكونه حدّث من غير كتابه.

[1] تاريخ علماء الأندلس 2/ 82 رقم 1333.

[2]

الإستجي: بالكسر ثم السكون، وكسر التاء. نسبة إلى إستجة، كورة بالأندلس. (معجم البلدان 1/ 174) .

[3]

تاريخ علماء الأندلس 2/ 81 رقم 1331.

[4]

هكذا في الأصل، وفي تاريخ علماء الأندلس «الغني» .

[5]

في الأصل «الحلاف» والتصحيح من تاريخ علماء الأندلس.

[6]

تاريخ بغداد 12/ 98 رقم 6527.

[7]

تاريخ بغداد 10/ 432 رقم 5595.

[8]

في الأصل «وحاده» .

[9]

تاريخ جرجان 438 رقم 810 وفيه: مات بعد 350 هـ.

ص: 512

بقي إلى هذه السنة، ولا أعرف متى مات.

محمد بن محمد بن العبّاس، أبو ذُهل العصمي الهَرَوِي.

تُوُفّي في صفر. من جُملة المشايخ.

محمد بن هشام بن جمهور المرساني نزيل قُرْطُبة.

رحل وسمع من الآجريّ، وأحمد بن إبراهيم الكِنْدي، وحدّث.

تُوُفّي في ربيع الأوّل.

يحيى بن هُذيْل [1] ، أبو بكر الأديب.

شاعر عصره بالأندلس، وكان أحد الفقهاء المالكيّة المذكورين، ديّنا عاقلًا نَزِهًا فصيحًا مُفَوَّهًا.

طال عمره وعلا سماعُه، وكان قد سمع من أخيه أبي مروان عبد الملك من جماعة. كذا وَرَّخَه بعضهم، وسيعاد سنة تسعٍ وثمانين.

قال القاضي عِياض: كان حافظًا للفقه، راويةً للحديث. ثم ورّخه سنة إحدى هذه.

[1] تاريخ علماء الأندلس 2/ 195 رقم 1602، جذوة المقتبس 358 رقم 907، بغية الملتمس 509 رقم 1496.

ص: 513