الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال الخطيب [1] : كتبت عنه، وكان سماعه صحيحا [2] .
سمع: أَبَا حَفْص الكتاني، وأبا طاهر المخلص.
قلتُ: رَوَى عَنْهُ: أبو بَكْر الْأَنْصَارِي، وأبو مَنْصُور القزّاز، ويحيى بْن عليّ الطّرّاح، وَغَيْرِهِمْ.
تُوُفّي فِي شوال [3] .
-
حرف الخاء
-
105-
الخضر بْن عَبْد اللَّه بْن كامل [4] .
أبو القاسم المُرّيّ.
حدَّث بدمشق، أو بغيرها عن: عقيل بْن عُبَيْد اللَّه السِّمسار، وأبي طَالِب عَبْد الوهاب بْن عَبْد الملك الفقيه الهاشمي.
وعنه: ابن الأكفاني، وعلي بْن طاهر النَّحْوي [5] ، وغيرهما.
قال ابن الأكفانيّ: ولم يكن يدري شيئًا [6] .
-
حرف العين
-
106-
عباد بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن عبّاد [7] .
[ (-) ] عبد القادر عطا ومصطفى عبد القادر عطا 16/ 141: «الجبائي» .
[1]
في تاريخ بغداد 7/ 239.
[2]
وقال ابن الجوزي: «وكان ثقة من أهل السّنّة، حدّثنا عنه جماعة من مشايخنا» . (المنتظم) وقال ابن السمعاني: شيخ ثقة كان يبيع الحنّاء، وكان عطارا. (الأنساب 4/ 244) .
[3]
قال الخطيب: سألته عن مولده فقال: لثمان خلون من المحرّم من سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة، قال: وأول سماعي في سنة تسع وثمانين وثلاثمائة. (تاريخ بغداد 7/ 240) .
[4]
انظر عن (الخضر بن عبد الله) في: مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 8/ 73 رقم 27، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 165، 166 ويقال: الخضر بن عبيد الله.
[5]
وهو سئل عنه، فقال: ما عملت عليه إلّا خيرا.
[6]
وزاد: وأنا لم أسمع منه.
[7]
انظر عن (عبّاد بن محمد) في: جذوة المقتبس للحميدي 296، 297 رقم 672، والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة لابن بسّام ج 2 ق 1/ 23- 41، وبغية الملتمس للضبّي 395، 396 رقم 1118، والكامل في التاريخ 9/ 286، 287، والمعجب في تلخيص أخبار المغرب للمراكشي 151، والحلّة السيراء لابن الأبّار 2/ 39- 52 رقم 119، ووفيات الأعيان 5/ 23،
المعتضد باللَّه أبو عَمْرو أمير إشبيلية ابن قاضيها أَبِي القاسم.
قد تقدَّمَ أنَّ أَهْلَ إشبيلية ملّكوا عليهم القاضي أَبَا القاسم، وأنّه تُوُفّي سنة ثلاثٍ وثلاثين، فقام بالأمر بعده المعتضد باللَّه [1] . وكان شَهْمًا صارمًا، جَرَى على سَنَن والده مدّة، ثُمَّ سَمَتْ هِمَّتُهُ وَتَلَقَّبَ بالمعتضد باللَّه، وخُوطب بأمير المؤمنين.
وكان شجاعًا داهية. قَتَل من أعوان أَبِيهِ جماعةً صبرًا، وصادرَ بعضهم، وتمكَّن من الملك، ودانت له الملوك. وكان قد اتّخذ خُشُبًا فِي قصره، وجلّلها برءوس ملوك وأعيان ومقدَّمين [2] .
وكان يُشبَّه بأبي جَعْفَر المنصور [3] . وكان ابنه ولي العهد إِسْمَاعِيل قد همَّ بقتل أَبِيه، وأراد اغتياله، فلم يتم له الأمر، فقبض عليه المعتضد، وضرب عُنقه، وعهد إِلَى ابنه أَبِي القاسم مُحَمَّد، ولقّبه المعتمد على اللَّه.
ويقال إنّه أَخَذَ مال أعمى، فنزح وجاورَ بمكّة يدعو عليه، فبلغ المعتضد، فندبَ رجلًا، وأعطاه حُقًّا فِيهِ جملة دنانير، وطلاها بِسُمٍّ. فَسَافَرَ إِلَى مَكَّة، وأعطى الأعمى الدنانير، فأنكر ذلك وقال: يظلمني بإشبيليّة، ويتصدّق عليّ هُنا. ثمّ أَخَذَ دينارًا منها، فوضعه فِي فمه فمات بعد يوم.
وكذلك فرّ منه رَجُل مؤذّن إِلَى طُلْيطُلَة، فأخذ يدعو عليه فِي الأسحار، فبعث إليه من جاءه برأسه.
[ (- 24] رقم (205) ، والبيان المغرب 3/ 204- 285، والعبر 3/ 256، وسير أعلام النبلاء 18/ 256- 257 رقم 129، ودول الإسلام 1/ 274، والإعلام بوفيات الأعلام 192، ومرآة الجنان 3/ 89، وفوات الوفيات 2/ 147- 149، وفيه:«عبّاد بن إسماعيل» ، وتاريخ ابن خلدون 4/ 156- 158، وشرح رقم الحلل لابن الخطيب 167، 172، 173، والنجوم الزاهرة 5/ 90، ونفح الطيب 4/ 242- 244، وشذرات الذهب 3/ 316- 318، ومعجم الأنساب والأسرات الحاكمة 86.
[1]
الحلّة السيراء 2/ 41.
[2]
الذخيرة ج 2 ق 1/ 26، 27، فوات الوفيات 2/ 147.
[3]
وقيل: كان ذا سطوة كالمعتضد العباسي ببغداد. (البيان المغرب 3/ 284) .
وطالت أيامه إِلَى أن تُوُفّي فِي رجب [1] فقيل إنّ ملك الفرنج سَمَّهُ فِي ثيابٍ بعث بها إليه.
وقيل: مات حتْف أنفه، وقام بعده ابنه المعتمد.
وممّا تمَّ له فِي سنة أربع وأربعين أنه سكر ليلة، وخرج فِي الليل مع غلام، وسار نحو قرمونة، وهي بعض يوم من إشبيلية. وكان صاحب قرمونة إِسْحَاق بن سليمان البزاليّ قد جرت معه حروب، فلم يسر حَتَّى أتى قرمونة، وكان إِسْحَاق يشرب فِي جماعة، فأُعلِم بالمعتضد بأنه يستأذن، فزاد تعجُّبهم، وأذِن له، فسلَّم على إِسْحَاق، وشرع فِي الأكل، فزال عَنْهُ السُّكْر، وسُقِط فِي يده، لما بينه وبين برزال من الحرب، لكنّه تجلّد وأظهر السّرور، وقال: أريد أن أنام.
فنوّمه فِي فراش، فتناوم، وظنوا أنه قد نام، فقال بعضهم: هَذَا كبَشٌ سمين، واللهِ لو أنفقتم مُلْك الأندلس عليه ما قدرتُم، فإذا قتل لم تبق شوكة تَشُوككم.
فقام منهم مُعَاذ بْن أَبِي قُرَّة، وكان رئيسًا، وقال: واللهِ لا كان، هَذَا رجلٌ قَصَدَنا ونزلَ بنا، ولو علم أنّا نؤذيه ما أتانا مُسْتَأْمنًا. كيف تتحدَّث عنا القبائل أَنَا قتلنا ضيفنا وخفرنا ذمتنا؟
ثُمَّ انتبه، فقاموا وقبلوا رأسه، وجدّدوا السلام عليه، فقال لحاجبه: أَيْنَ نَحْنُ؟
قال: بين أهلك وإخوانك.
[1] كرّر المؤلّف- رحمه الله وفاة صاحب الترجمة في هذه السنة في مصنّفاته، وتابعه في ذلك كلّ من: اليافعي في (مرآة الجنان) وابن شاكر الكتبي في (فوات الوفيات) ، وابن تغري بردي في (النجوم الزاهرة) ، وابن العماد الحنبلي في (شذرات الذهب) . أما ابن بسّام، وابن الأثير، وابن الأبّار، وابن خلّكان، وابن خلدون، فأرّخوا وفاته بسنة 461 هـ-.
ولم يؤرّخ الحميدي، والضبّي لوفاته، بل قال الحميدي:«كان حيّا بعد الأربعين وأربعمائة» .
(جذوة المقتبس 297) .
وانفرد ابن عذاري المراكشي بالقول إنه توفي سنة 460 في شهر جمادى الآخرة وسنّه إذ ذاك سبع وخمسون سنة. (البيان المغرب 3/ 283، 284) .
فقال: إيتُوني بدَوَاة. فأتوه بها، فكتب لكلٍ منهم بخِلْعة وذَهَب وأفراس وخَدَم، وأمَرَ كل واحد أن يبعث رسوله ليقبض ذلك. ثُمَّ ركب من فوره، وقاموا في خدمته.
ثمّ طلبهم بعد ستّة أشهر لوليمة، فأتاه ستون رجلًا منهم، فأنزلهم، وأنزل مُعَاذًا عنده. ثمّ أدخلهم حمّامًا، وطيَّن بابه فماتوا كلُّهم [1] . فعزَّ على مُعَاذ ذلك، فقال المعتضد: لا تُرَعْ فإنهم قد حَضَرَتْ آجالُهم، وقد أرادوا قتلي، ولولاك لقتلوني، فإنْ أردت أن أقاسمك جميع ما أملك فعلت.
فقال: أقيم عندك، وإلّا بأيّ وجهٍ أرجع إِلَى قرمونة وقد قتلتُ سادات بني بَرْزال.
فأنزله فِي قصْر وأقطعه، وكان من كبار أمرائه. ثُمَّ كان المعتمد يجلّه ويعظّمُه. فحدَّث بعض الإشبيليين أنه رَأَى مُعَاذًا يوم دخل يوسف بْن تاشفين، وعليه ثوب ديباج مذهب، وبين يديه نحو ثلاثين غلامًا، وأنه رآه فِي آخر النهار وهو مُكَتَّف فِي تِلّيسٍ.
ذكر هَذِهِ الحكاية بطولها عزيز فِي تاريخه، فإنْ صحّت فِيهِ تدل على لُؤْم المعتضد وعسْفِه وكُفْر نفسه. وقد لقّاه اللَّه فِي عاقبته.
وحكى عَبْد الواحد بْن علي فِي تاريخه أن المعتضد كان شَهْمًا شجاعًا داهيةً. فَقِيل إنه ادّعى أنه وقع إليه هشام المؤيد باللَّه بْن المستنصر الأُموي، فخطب له مدّةً بالخلافة، وكان الحامل له على تدبير هَذِهِ الحيلة ما رآه من اضطراب أَهْل إشبيلية عليه، لأنهم أنفوا من بقائهم بلا خليفة، وبلغه أنهم يطلبون أُمَويًّا ليقيموه فِي الخلافة، فأخبرهم بأن المؤيد باللَّه عنده بالقصر، وشهد له جماعةٌ من حَشَمه بِذَلِك، وأنه كالحاجب له. وأمر بذِكْره على المنابر، فاستمر ذلك سنين إِلَى أن نعاه إِلَى الناس فِي سنة خمسٍ وخمسين وأربعمائة.
وزعَم أنه عهد إليه بالخلافة على الأندلس، وهذا مُحَالٌ. وهشام هلك من سنة ثلاثٍ وأربعمائة، ولو كان بقي إِلَى الساعة لكان يكون ابن مائة سنة وسنة.
[1] تاريخ ابن خلدون 4/ 157 باختصار شديد.
107-
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَد بْن جَعْفَر [1] .
القاضي أبو مُحَمَّد بْن أَبِي الرجاء الأصبهاني الكَوْسَج.
مفتي البلد.
وكان من الأشعرية الغُلاة.
سمع: أَبَا عَبْد اللَّه بْن مَنْدَهْ، وعمّ أَبِيهِ الْحُسَيْن، وعدّة.
مات فِي ربيع الأول. قاله يحيى بْن مَنْدَهْ.
108-
عَبْد الرحمن بْنُ سوار بْنُ أَحْمَد بْنُ سوار [2] .
أَبُو المطرف القُرْطُبيّ، الْفَقِيهُ، قاضي الجماعة.
روى عن: أَبِي القاسم بْن دِنيال، وحاتم بْن مُحَمَّد.
استقضاه المعتمد على اللَّه بقُرْطُبة بعد ابن منظور فِي جُمَادَى الآخرة من هَذِهِ السنة.
وتُوُفّي بعد أشهُر فِي ذي القعدة، وله اثنان وخمسون عامًا.
وكان مِن أَهْل النباهة والذكاء. لم يأخذ على القضاء أجرًا.
109-
عَبْد الرَّحْمَن بْن علي بْن مُحَمَّد بْن رجاء [3] .
أبو القاسم بْن أَبِي العَيْش الأطْرابُلُسيّ.
حدَّث عن: أَبِي عَبْد اللَّه بْن أبي كامل الأطرابلسيّ [4] ، وأبي سعد المالينيّ، وخلف الواسطي الحافظ.
ولعله آخر من حدَّث عن خَلَف.
رَوَى عَنْهُ: عُمَر الرُّؤاسي، ومكّيّ الرُّمَيْلي، وهبة اللَّه الشيرازيّ.
سمعوا منه بأطْرابُلُس.
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2]
انظر عن (عبد الرحمن بن سوار) في: الصلة 2/ 237 رقم 718.
[3]
انظر عن (عبد الرحمن بن علي الأطرابلسي) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 11/ 507 و 23/ 118 و 32/ 96، وبغية الطلب لابن العديم (المصوّر) 5/ 219، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 14/ 310 رقم 227، وملخّص تاريخ الإسلام لابن الملّا (المخطوط) 7/ 9 أ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 59، 60 رقم 773.
[4]
وكان أخبره إجازة.
تُوُفّي فِي جمَادَى الأولى [1] .
11-
عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم [2] .
أبو نصْر الهَمَذَاني، المعروف بابن شاذي شيخ الصُّوفيّة.
روى عَنْ: أَبِيه، وابن لال، وشعيب بْن علي، وأبي سهل محمود بن عمر العكبريّ.
قال شيرويه: لم يقض لي السماع منه، وكان يسلك سبيل الملامة.
صحِب طاهرًا الجصّاص. وبلغني أنه وقَف ثمانيا وعشرين وقفة.
وتُوُفّي فِي ذي الحجة.
111-
عَبْد الْعَزِيز بْن مُوسَى [3] .
أبو عُمَر المَرْوَزِيّ القصاب المعلم.
قال السمعاني فيما خرج لولده عَبْد الرحيم: شيخ صالح سديد السّيرة، ومن المعمّرين.
أدرك أبا الحسين عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد الدّهّان المقرئ، وسمع منه «السُّنَن» لأبي مُسْلِم الكجّيّ [4] .
قرأ عليه جدّي هَذَا الكتاب فِي سنة أربع وستين هَذِهِ [5] .
وروى عَنْهُ بأخرة مُحَمَّد بْن علي بن محمد الكوّاز «الملحميّ» [6] .
[1] نقل ابن عساكر من خط غيث بن علي خطيب صور أن محمد بن عبد الله بن الحسن كتب إليه من طرابلس يذكر أن أبا القاسم بن أبي العيش توفي في جمادى الأولى سنة أربع وستين وأربعمائة.
وقال غيث: ولي إجازة من أبي القاسم.
[2]
لم أجد مصدر ترجمته.
[3]
انظر عن (عبد العزيز بن موسى) في: الأنساب 10/ 160، 161.
[4]
وقع في المطبوع من (الأنساب 10/ 160) : «الكنجي» .
[5]
ولهذا قال إنه مات في حدود سنة 465 هـ-.
[6]
الملحميّ: بضم الميم، وسكون اللام، وفتح الحاء المهملة، وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى الملحم، وهي ثياب تنسج بمرو من الإبريسم قديما. (الأنساب 11/ 465) .
112-
عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن يحيى بن منده [1] .
أبو الحسن.
تقدّم في سنة اثنتين وستّين وأربعمائة. يُرتَّب هنا.
113-
عتيق بْن عليّ بْن دَاوُد [2] .
الزّاهد أبو بَكْر الصّقلي الصُّوفيّ السَّمَنْطاريّ [3] .
أكثر التطواف.
وسمع من أَبِي القاسم الزَّيْديّ بَحرَّان، ومن أَبِي نُعَيم الحافظ، وبُشْرى الفاتنيّ.
وصنَّف كتابًا حافلًا فِي الزُّهد فِي اثنتي عشرة مجلدة سماه «دليل القاصدين» . وله معجم فِي جُزْءَين. وشيوخه نيِّفٌ وسبعون شيخًا.
وكان رجلًا زاهدا صالحا رحمه الله تعالى [4] .
[1] تقدّم برقم (47) في وفيات سنة 462 هـ-.
[2]
انظر عن (عتيق بن علي) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 26/ 107- 109، رقم 36، ومعجم البلدان 3/ 253، 254، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 16/ 70، 71، إيضاح المكنون 1/ 43، 44، 479 و 2/ 699، وهدية العارفين 6518، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 276 رقم 998.
[3]
السّمنطاريّ: بفتح السين المهملة والميم، وسكون النون. نسبة إلى سمنطار قرية في جزيرة صقلّيّة، وقيل: سمنطاري الذهب بلسان أهل المغرب. (معجم البلدان) .
[4]
قال ياقوت: «الرجل الصالح العابد، له كتاب كبير في الرقائق، وكتاب «دليل القاصدين» يزيد على عشرة مجلّدات، ذكره ابن القطاع فقال: العابد أبو بكر عتيق بن علي بن داود المعروف بالسمنطاري أحد عبّاد الجزيرة والمجتهدين وزهّادها العالمين وممّن رفض الأولى ولم يتعلّق منها بسبب وطلب الأخرى وبالغ في الطلب، وسافر إلى الحجاز فحجّ وساح في البلدان من أرض اليمن والشام إلى أرض فارس وخراسان، ولقي بها من العبّاد وأصحاب الحديث والزّهّاد، فكتب عنهم جميع من سمع وصنّف كل ما جمع، وله في دخول البلدان ولقياه العلماء وكتاب بناه على حروف المعجم في غاية الفصاحة، وله في الرقائق وأخبار الصالحين كتاب كبير لم يسبق إلى مثله في نهاية الملاحة، وفي الفقه والحديث تأليف حسان في غاية الترتيب والبيان.
وله شعر في الزهد ومكابد الزمان، فمنه قوله:
فتن أقبلت وقوم غفول
…
وزمان، على الأنام يصول
ركدت فيه لا تريد زوالا،
…
عمّ فيها الفساد والتضليل