الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رحل وتفقَّه على أَبِي بَكْر القفال، وببُخَاري على الشَّيْخ أَبِي عَبْد اللَّه الحليمي، وحدَّث عَنْهُمَا وعن أَبِي نُعَيْم الأزهري.
وكان إمام بلاد التُّرْك.
عاش ستًا وتسعين سنة.
-
حرف العين
-
135-
عَائِشَة بِنْت أَبِي عُمَر مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن البِسْطامي، ثُمَّ النَّيْسابوريّ [1] .
إنْ لم تكن ماتت فِي هَذِهِ السنة، وإلا ففي حدودها.
سمعت: أبا الحسين الخفّاف، وغيره.
روى عَنْهَا: إِسْمَاعِيل بْن أَبِي صالح المؤذّن، وزاهر الشّحّامي، وأخوه وجيه، ومحمد بْن حمُّوَيْه الْجُوَيْني، وآخرون.
وكان أبوها من كبار الأئمة رحمه الله، مرَّ سنة ثمانٍ وأربعمائة.
136-
عَبْد الباقي بْن مُحَمَّد بْن عَبْد المنعم [2] .
الفقيه أبو حاتم الأبْهَري المالكي.
روى عن: أَبِيهِ أَبِي جَعْفَر، وأبي مُحَمَّد بْن أَبِي زكريا البيع، وأبي الحسين ابن بشْران، وأهل بغداد.
قال شيروَيْه: قدِم علينا فِي ذي القعدة همذان، وسمعتُ منه، وكان ثقة.
137-
عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عِيسَى [3] .
أبو المطرّف الطّليطليّ. عرف بابن الببرولة [4] .
[ (-) ] القاضي حسين وغيره أنه لو غلت الخمر وارتفعت إلى أعلى الدّنّ ثم نزلت ثم تخلّلت طهر الموضع الّذي ارتفعت إليه كما يطهر ما يلاحقها» . (تهذيب الأسماء 2/ 231) .
[1]
انظر عن (عائشة بنت أبي عمر) في: المنتخب من السياق 404 رقم 1377، وسير أعلام النبلاء 18/ 425 رقم 215، وأعلام النساء لكحّالة 3/ 187.
[2]
لم أجد مصدر ترجمته.
[3]
انظر عن (عبد الرحمن بن محمد) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 338 رقم 719.
[4]
هكذا ضبطها في الأصل بفتح الباء المنقوطة من تحتها بواحدة، وأضاف باء ثانية ساكنة.
سمع: مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الخُشَني، وخَلَف بْن أَحْمَد، وأبي بَكْر بْن زُهْر، وأبي عُمَر بْن سُمَيْق.
وكان من أَهْل الذّكاء والفصاحة. كان يعِظ الناس.
تُوُفّي فِي ربيع الأول. وكان سليم الصَّدر، حَسَن السّيرة.
138-
عَبْد الصمد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن الفضل بْن المأمون [1] .
أبو الغنائم الهاشمي الْبَغْدَادِيّ.
قال السّمعانيّ [2] : كان ثقة، صدوقا نبيلا، مهيبا، كثير الصّمت، وتعلوه سكينة ووقار. وكان رئيس بيت بني المأمون وزعيمهم. طعن فِي السِّن، ورحلَ الناسُ إليه، وانتشرت روايته في الآفاق.
سمع: الدّار الدارَقُطْني، وأبا الحسن السُّكّري، وأبا نصر المُلاحمي، وجدّه أَبَا الفضل بْن المأمون، وأبا القاسم عُبَيْد اللَّه بْن حَبَابَة.
روى لنا عَنْهُ: يُوسُفَ بْنُ أَيُّوبَ الهَمَذَانيّ، وَمُحَمَّد بْنُ عَبْد الباقي الفرضي، وَعَبُدَ الرحمن بْنُ مُحَمَّد القزاز، وَغَيْرِهِمْ قَالَ الخطيب [3] : كان صدوقًا، كتبتُ عَنْهُ. سَأَلتُ أَبَا القاسم إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد الحافظ، عن أَبِي الغنائم، فقال: شريف، محتشم، ثقة كثير السّماع.
وقال عَبْد الكريم بْن المأمون: وُلِد أخي أبو الغنائم فِي سنة ستٍّ وسبعين وثلاثمائة.
وقال غيره، سنة أربعٍ.
وقال شجاع الذُّهْليّ: توفّي في سابع عشر شوّال.
[ (-) ] والتصحيح من (الصلة) وفيه بكسر أوله.
[1]
انظر عن (عبد الصمد بن علي) في: تاريخ بغداد 11/ 46 رقم 5727، والمنتظم 8/ 280 رقم 329 (16/ 149 رقم 3424) ، والعبر 3/ 259، ودول الإسلام 1/ 274، والإعلام بوفيات الأعلام 192، وسير أعلام النبلاء 18/ 221، 222 رقم 107، ومرآة الجنان 3/ 90، 91، وشذرات الذهب 3/ 319.
[2]
لعلّ قوله في (ذيل الأنساب) .
[3]
في تاريخه 11/ 46.
قلت: ورَوَى عَنْهُ: الحُمَيْدي، وأُبَيّ النَّرْسِي، وأحمد بْن ظَفَر المَغَازِلي، وأبو الفتح عَبْد اللَّه بْن البَيْضاوي، وأبو الفضل مُحَمَّد بْن عُمَر الأُرْمَويّ.
وآخر من روى عَنْهُ بالإجازة: مَسْعُود الثَّقفيّ الَّذِي أجاز لكريمة [1] ، وطعن فِي إجازته منه، فترك الرواية.
139-
عَبْد الكريم بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن [2] .
أَبُو عَبْد اللَّه الشّالُوسيّ الفقيه. وشالوس: من نواحي طَبَرسْتان.
كان فقيه عصره بآمُل. وكان عالمًا واعظًا زاهدًا.
سمع بمصر من: أَبِي عَبْد اللَّه بْن نظيف.
وأثنى عليه عَبْد اللَّه بْن يوسف الْجُرْجانيّ وسمع منه، وقال: مات سنة خمسٍ وستين.
140-
عَبْد الكريم بْن هوازن بْن عَبْد المُلْك بْن طلحة بن محمد [3] .
[1] هي كريمة بنت أحمد المروزية، تقدّمت ترجمتها برقم (84) .
[2]
انظر عن (عبد الكريم بن أحمد) في: الأنساب 3/ 290، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 8/ 29، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 260، 261 رقم 216.
[3]
انظر عن (عبد الكريم بن هوازن) في: تاريخ بغداد 11/ 83، رقم 5763، وتبيين كذب المفتري 271، 276، ودمية القصر 2/ 243، 245 رقم 363، والأنساب 10/ 156، والمنتظم 8/ 280 رقم 328 (16/ 148، 149 رقم 3423) ، والكامل في التاريخ 10/ 88، واللباب 3/ 38، وطبقات ابن الصلاح (مخطوط) الورقة 61، والتدوين في أخبار قزوين 3/ 210، 212، والتقييد لابن نقطة 366 رقم 468، وإنباه الرواة 2/ 193، والمنتخب من السياق 334، 335 رقم 1104، ووفيات الأعيان 3/ 205- 208، والمختصر في أخبار البشر 2/ 190، والعبر 3/ 259، ودول الإسلام 1/ 274، والمعين في طبقات المحدّثين 134 رقم 1475، وسير أعلام النبلاء 18/ 227- 233 رقم 109، والإعلام بوفيات الأعلام 192، وتلخيص ابن مكتوم 114، وتاريخ ابن الوردي 1/ 377، ومسالك الأبصار (مخطوط) ج 5 ق 1/ 89- 91، ومرآة الجنان 3/ 91- 93، والبداية والنهاية 12/ 107، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 243- 248، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 313- 315، وطبقات الأولياء لابن الملقّن 257- 261 رقم 52، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 261، 262 رقم 217، وتاريخ الخميس 2/ 400، والوفيات لابن قنفذ 252 رقم 465، وطبقات المفسّرين للسيوطي 61 ج 63 رقم 64، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 238- 346 رقم 302، ومفتاح السعادة 2/ 107- 109، والنجوم الزاهرة 5/ 91، 92، وكشف الظنون 520، 1260، 1551، وشذرات الذهب 3/ 319- 322، ونفحات الأنس 354، ودرر الأبكار
الْإِمَام أبو القاسم القُشَيْريّ [1] النَّيْسابوري.
الزاهد الصُّوفيّ، شيخ خُراسان وأستاذ الجماعة، ومقدَّم الطّائفة.
تُوُفّي أَبُوهُ وهو طفل، فوقع إِلَى أَبِي القاسم اليماني الأديب، فقرأ الأدب والعربية عليه. وكانت له ضَيْعة مُثْقَلَة الخراج بناحية أُسْتُوا [2] ، فرأوا من الرأي أن يتعلم طَرَفًا من «الاستيفاء» ، ويشرع في بعض الأعمال بعد ما أُوِنس رُشْدُه فِي العربية، لعله يصون قريته، ويدفع عَنْهَا ما يتوجه عليها من مطالبات الدولة.
فدخل نيسابور من قريته على هَذِهِ العزيمة، فاتفق حضوره مجلس الأستاذ أَبِي علي الدقاق، وكان واعظ وقته، فاستحلى كلامه، فوقع في شبكة الدّقّاق، ونسخَ ما عزم عليه. طلب القباء، فوجد العباء، وسلك الطريق الإرادة، فقبله الدّقّاق وأقبل عليه، وأشار إليه بتعلُّم العِلم، فمضى إِلَى درس الفقيه أَبِي بَكْر الطُّوسي، فلازمه حَتَّى فرغ من التعليق، ثُمَّ اختلف إِلَى الأستاذ أَبِي بَكْر بْن فُورَك الأُصُوليّ، فأخذ عَنْهُ الكلام والنَّظَر، حَتَّى بلغ فِيهِ الغاية. ثُمَّ اختلف إِلَى أَبِي إِسْحَاق الإسْفَرائيني [3] ، ونظر فِي تواليف ابن الباقِلّانيّ.
ثُمَّ زوجه أبو علي الدّقَاق بابنته فاطمة. فَلَمَّا تُوُفِّي أبو عليّ عاشَ أَبَا عَبْد
[ (- 111،) ] وروضات الجنات 444، وهدية العارفين 607، 608، وديوان الإسلام 4/ 34، 35 رقم 1703، وإيضاح المكنون 1/ 194، والرسالة المستطرفة 166، والأعلام 4/ 57، وتاريخ الأدب العربيّ 1/ 432 و 2/ 117، وملحقه 1/ 771، ومعجم المؤلفين 6/ 6، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 251 رقم 302.
وانظر مقدّمة كتابه «الرسالة القشيرية» للدكتور المرحوم عبد الحليم محمود، ومحمود بن الشريف.
[1]
القشيريّ: بضم القاف وفتح الشين وسكون الياء وفي آخرها راء. نسبة إلى قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.
[2]
أستوا: بضم أوله وسكون السين المهملة، وضم التاء المثناة وواو وألف. ناحية من نيسابور كثيرة القرى.
[3]
زاد ابن عساكر: وقعد يسمع جميع دروسه، وأتى عليه أيام فقال له الأستاذ: هذا العلم لا يحصل بالسماع، وما توهّم فيه ضبط ما يسمع، فأعاد عنده ما سمعه منه وقرّره أحسن تقرير من غير إخلال بشيء، فتعجّب منه وعرف محلّه وأكرمه، وقال: ما كنت أدري أنك بلغت هذا المحلّ فلست تحتاج إلى درسي، بل يكفيك أن تطالع مصنّفاتي وتنظر في طريقي، وإن أشكل عليك شيء طالعتني به، ففعل ذلك، وجمع بين طريقته وطريقة ابن فورك» . (تبيين كذب المفتري 273)(وفيات الأعيان 3/ 206) .
الرَّحْمَن السُّلَمّي وصحِبَه.
وكتب الخط المنسوبَ الفائق.
وبرع فِي عِلْم الفُروسية واستعمال السلاح، ودقق فِي ذلك وبالغ [1] .
وانتهت إليه رئاسة التّصوُّف فِي زمانه لِما أتاه اللَّه من الأهوال والمجاهدات، وتربية المُريدين وتذكيرهم، وعباراتهم العذْبة. فكان عديم النّظير في ذلك، طيّب النَّفس، لطيف الإشارة، غوّاصًا على المعاني [2] .
صنَّف كتاب «نحر [3] القلوب» ، وكتاب «لطائف الإشارات» [4] ، وكتاب «الجواهر» ، وكتاب «أحكام السماع» ، وكتاب «آداب الصُّوفيّة» [5] ، وكتاب «عيون الأجوبة فِي فنون الأَسْوِلة» ، وكتاب «المناجاة» ، وكتاب «المنتهى فِي نُكَت أُولي النُّهَى» ، وغير ذلك.
أنشدنا أبو الْحُسَيْن عليّ بْن مُحَمَّد، أَنَا جَعْفَر بْن مُحَمَّد، أَنَا السِّلَفيّ، أَنَا القاضي حسن بْن نصر بْن مرهف بنهاوند: أنشدنا أبو القاسم القُشَيْريّ لنفسه:
البدرُ من وجهكَ مخلوقُ
…
والسِّحْر من طَرْفِك مسروقُ.
يا سيّدًا يتمَّنَى حُبّهُ
…
عَبْدُكَ من صَدِّكَ مرزوقُ [6]
سمع من: أَبِي الْحُسَيْن الخفاف، وأبي نُعَيْم الإسْفَراينيّ، وأبي بَكْر بْن عَبْدُوس الحِيريّ، وعبد اللَّه بْن يوسف الأصبهاني، وأبي نُعَيْم أَحْمَد بْن مُحَمَّد المهرجانيّ، وعلي بن أَحْمَد الأهوازي، وأبي عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ، وأبي سَعِيد مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الإسماعيليّ، وابن باكوَيْه الشّيرازيّ بنَيْسابور.
ومن: أَبِي الْحُسَيْن بْن بشْران، وغيره.
[1] تبيين كذب المفتري 273.
[2]
تبين كذب المفتري 273، 274، وفيات الأعيان 3/ 206، طبقات الشافعية للسبكي 3/ 244، طبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 314.
[3]
هكذا في الأصل بالراء، وهو «نحو القلوب» بالواو في: سير أعلام النبلاء 18/ 229، وغيره.
[4]
طبع الدكتور إبراهيم بسيوني الأقسام الثلاثة الأولى منه.
[5]
لم يذكره في (سير أعلام النبلاء) .
[6]
سير أعلام النبلاء 18/ 232.
وكان إمامًا قُدوة، مفسّرًا، محدّثًا، فقيهًا، متكلِّمًا، نَحْويًّا، كاتبًا، شاعرًا.
قال أبو سعْد السَّمعانيّ [1] : لم يَر أبو القاسم مثْلَ نفسه فِي كماله وبراعته.
جمع بين الشريعة والحقيقة. أصله من ناحية أُسْتُوا، وهو قُشَيْريّ الأب، سُلَميّ الأمّ [2] .
رَوَى عَنْهُ: ابنه عَبْد المنعم، وابن ابنه أبو الأسعد هُبة الرَّحْمَن، وأبو عَبْد اللَّه الفُراويّ، وزاهر الشّحّاميّ، وعبد الوهاب بْن شاه الشاذياخي، ووجيه الشحامي، وعبد الجبار الخُواري، وعبد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه البَحِيريّ، وخلْق سواهم.
ومن القُدَماءَ: أبو بَكْر الخطيب، وغيره.
وقال الخطيب [3] : كتبنا عَنْهُ وكان ثقة. وكان يقص، وكان حَسَن الموعظة، مليح الإشارة، وكان يعرف الأصول على مذهب الْأَشْعَرِيّ، والفُروع على مذهب الشافعي.
قَالَ لي: وُلِدتُ فِي ربيع الأوّل سنة ستّ وسبعين وثلاثمائة.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ هِبَةَ اللَّه، عَنْ أُمِّ الْمُؤَيَّدِ زَيْنَبَ الشِّعْرِيَّةِ أَنَّ عَبْدَ الْوَهَّابِ بْنَ شَاهٍ أَخْبَرَهَا: أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْقُشَيْرِيّ، أَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ فورَك، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ خُرَّزَاذ: ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الحَارِثِ الأَهْوَازِيُّ، ثنا سَلَمَةَ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ صَدَقَة بْنُ [4] أَبِي عِمْرَانُ، ثنا عَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَد، عَنْ زَاذَان، عَنِ الْبَرَاء قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «حَسِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُم، فَإِنَّ الصَّوْتَ الْحَسَنَ يَزِيدُ الْقُرْآنَ حسنا» [5] .
[1] في الأنساب 10/ 156.
[2]
تبيين كذب المفتري 272، التدوين في أخبار قزوين 3/ 210، المنتظم 8/ 280 (16/ 148) ، المنتخب من السياق 334.
[3]
في تاريخ بغداد 11/ 83.
[4]
وقع في الأصل: «صدقة بنت» ، والتصويب من: تهذيب الكمال 13/ 139 رقم 2866.
[5]
أخرجه الدارميّ في فضائل القرآن، باب 34.
قال القاضي شمس الدين بْن خلِّكان [1] : صنفّ أبو القاسم القُشَيْري «التفسير الكبير» وهو من أجود التفاسير، وصنَّف «الرسالة» فِي رجال الطريقة.
وحجَّ مع البَيْهقيّ، وأبي مُحَمَّد الْجُويني [2] .
وكان له فِي الفروسية واستعمال السلاح يد بيضاء [3] .
وقال فِيهِ أبو الحسن الباخَرْزي فِي «دُمْية القصر» [4] : لو قرع الصَّخْر بسَوْط تحذيره لَذَاب، ولو رُبِط إبليس فِي مجلسه لتاب، وله:«فصل الخِطاب، فِي فضل النُّطْق المُسْتطاب» [5] . كما هُوَ فِي التكلم على مذهب الْأَشْعَرِيّ، خارج أحاطته بالعلوم عن الحد البشري، كلماته للمستفيد فرائد وفوائد [6] ، وعَتَبات مِنْبره للعارفين وسائد. وله شعرٌ يتوِّج به دروس مماليه [7] إذا ختمت به أذناب أماليه.
قال عبد الغافر في «تاريخه» [8] : ومن جملة أحواله ما خصّ به من المحنة
[1] في وفيات الأعيان 3/ 206.
[2]
المنتظم 8/ 280 (16/ 148) .
[3]
وفيات الأعيان 3/ 206.
[4]
ج 2/ 243- 245 طبعة بغداد.
[5]
في (سير أعلام النبلاء 18/ 231)«فضل النطق المستطاب» . والمثبت عن الدمية، ويتفق مع (كشف الظنون 2/ 1260) .
[6]
في الدمية: «كلماته كلها- رضي الله عنه للمستفيدين فوائد وفرائد» .
[7]
في الدمية: «وله نظم تتوّج به رءوس معاليه» .
[8]
العبارة التالية لم ترد في المطبوع من (المنتخب من السياق) لعبد الغافر الفارسيّ.
أما العبارة التي فيه فهي:
«أبو القاسم الإمام مطلقا الفقيه، المتكلّم الأصوليّ، المفسّر، الأديب، النحويّ، الكاتب الشاعر. لسان عصره، وسيّد وقته، وسرّ الله بين خلقه، شيخ المشايخ، وأستاذ الجماعة، ومقدّم الطائفة، ومقصود سالكي الطريقة، وبندار الحقيقة، وعين السعادة، وقطب السيادة، وحقيقة الملاحة، لم ير مثل نفسه، ولا رأى الراءون مثله من كماله وبراعته، جمع بين علمي الشريعة والحقيقة، وشرح أحسن الشرح أصول الطريقة.
أصله من ناحية أستوا من العرب الذين وردوا خراسان وسكنوا النواحي، فهو قشيريّ الأب، سلميّ الأمّ.
صنّف «التفسير الكبير» قبل العشر وأربعمائة، ورتّب المجالس.
وخرج إلى الحجّ في رفقة فيها: أبو محمد الجويني، وأحمد البيهقي، وجماعة من المشاهير،
فِي الدين، وظهور التعصُّب بين الفريقين فِي عشر سنة أربعين إلى خمس وخمسين وأربعمائة، وميل بعض الوُلاة إِلَى الأهواء، وسعي بعض الرؤساء إليه بالتخليط، حَتَّى أدى ذلك إِلَى رفع المجالس، وتفرُّق شمل الأصحاب، وكان هُوَ المقصود من بينهم حَسَدًا، حَتَّى اضطر إِلَى مفارقة الوطن، وامتد فِي أثناء ذلك إِلَى بغداد: فورد على القائم بأمر اللَّه، ولقي فيها قبولًا، وعقد له المجلس فِي منازله المختصة به. وكان ذلك بمحضرٍ ومَرْأَى منه. وخرج الأمر بإعزازه وإكرامه فعاد إِلَى نيسابور: وكان يختلف منها إِلَى طوس بأهله وبعض أولاده، حَتَّى طلع صُبْح النَّوبة ألب أرسلانيّة [1] سنة خمسٍ وخمسين، فبقي عشر سِنين مرفَّهًا محترمًا مُطاعًا معظَّمًا [2] .
ولأبي القاسم:
سقى اللهُ وقتًا كنتُ أخلو بوجهكُمْ
…
وثَغْرُ الهَوى فِي رَوْضة الأُنْس ضاحِكُ
أقمنا [3] زمانًا والعيونُ قريرةٌ
…
وأصبحتُ يومًا والْجُفُون سَوَافِكُ [4]
قال عَبْد الغافر الفارسي: تُوُفّي الأستاذ عَبْد الكريم صبيحة يوم الأحد السّادس عشر من ربيع الآخر [5] .
قلت: وله عدة أولاد أئمة: عَبْد اللَّه، وعبد الواحد، وعبد الرحيم، وعبد المنعم، وغيرهم. ولمّا مرِض لم تَفُتْه ولا ركعة قائمًا حَتَّى توفّي [6] .
[ (-) ] فسمع معهم ببغداد، والحجاز، مثل أبي الحسين ابن بشران، وأبي الحسين ابن الفضل ببغداد، وأبي محمد جناح بن نذير بالكوفة، وابن نظيف بمكة، وعاد إلى نيسابور.
[1]
ي: دولة ألب أرسلان الّذي تقدّمت ترجمته في وفيات هذه السنة.
[2]
رواية عبد الغافر الفارسيّ هذه أوردها ابن عساكر في (تبيين كذب المفتري 274، 275)، وقيل: ولم يدخل أحد من أولاده بيته ولا مسّ ثيابه ولا كتبه إلّا بعد سنين احتراما له وتعظيما.
[3]
في سير أعلام النبلاء 18/ 232 «أقمت» . والمثبت يتفق مع: وفيات الأعيان، وطبقات الأولياء.
[4]
البيتان في: وفيات الأعيان 3/ 207، وسير أعلام النبلاء 18/ 232، وطبقات الأولياء 260.
[5]
هذه العبارة لم ترد في (المنتخب من السياق)، بل أضاف محقق المطبوع منه هذه العبارة بين الحاصرتين: و [توفي سنة 465 في ربيع الآخر..] . (المنتخب 335) .
[6]
ومن عجيب ما وقع أن الفرس التي كان يركبها كانت قد أهديت له، فركبها عشرين سنة لم يركب غيرها، فذكر أنها لم تعلف بعد وفاته، وتلفت بعد أسبوع.
ورآه فِي النوم أبو تُراب المَرَاغيَ يقول: أَنَا فِي أطيب عَيْش، وأكمل راحة [1] .
141-
عدنان بن محمد [2] .
أبو المظفّر الخطيب العزيزيّ، والخطيب بغاوردان [3] ، الهَرَويّ.
سمع: إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الشاه صاحب المحبوبي.
142-
علي بْن الْحَسَن بْن عليّ بن الفضل [4] .
[1] وقال أبو الفداء: «كان فقيها أصوليا مفسّرا كاتبا ذا فضائل جمّة، وكان له فرس قد أهدي إليه فركبه نحو عشرين سنة، فلما مات الشيخ لم يأكل الفرس شيئا ومات بعد أسبوع، ومولده سنة ست وسبعين وثلاثمائة، وكان إماما في علم التصوّف، وقرأ أصول الدين على أبي بكر بن فورك، وعلى أبي إسحاق الأسفرايني، وله تفسير حسن، وله شعر حسن، فمنه:
إذا ساعدتك الحال فارقب زوالها
…
فما هي إلّا مثل حلبة أشطر
وإن قصدتك الحادثات ببؤسها
…
فوسّع لها ذرع التجلّد واصبر
(المختصر في أخبار البشر 2/ 190) تاريخ ابن الوردي 1/ 377.
وقال الرافعي: «وكان رحمه الله قد أتى ظاهر قزوين، والظاهر أنه أتى إلى باطنها أيضا. رأيت بخط عبد الملك بن المعافي. أنشدني أبو القاسم القشيري بظاهر قزوين سنة أربع وخمسين وأربعمائة، وكان في صحبة السلطان طغرلبك:
الدهر ساومني عمري فقلت له
…
لا بعت عمري بالدنيا وما فيها
ثم اشتراه تفاريقا بلا ثمن
…
تبّت يدا صفقة قد خاب شاريها
وأنشد لنفسه:
يا ليلة الوصل قد أورثني أسفا
…
من قبل أن أتوفّى مرّة عودي
إني لما مسّني من طول فقدكم
…
قلبي على النار مثل النّدّ والعود
(التدوين في أخبار قزوين 3/ 211، 212) .
[2]
لم أجد مصدر ترجمته.
[3]
لم أتبين هذا الموضع في معجم البلدان.
[4]
انظر عن (علي بن الحسن بن علي) في: دمية القصر (طبعة بغداد) 1/ 331- 333 رقم 141، والمنتظم 8/ 280- 282 رقم 331 (16/ 149- 151 رقم 3426) ، والكامل في التاريخ 10/ 88، 89، ووفيات الأعيان 3/ 385، 386، والتذكرة الفخرية للإربلي 173، والمختصر في أخبار البشر 2/ 190 وفيه:«علي بن الحسين بن علي بن المفضّل» ، وسير أعلام النبلاء 18/ 303، 304 رقم 143، والعبر 3/ 259، والإعلام بوفيات الأعلام 192، وتاريخ ابن الوردي 1/ 377، والبداية والنهاية 12/ 108، وفيه:«علي بن الحسين» ، والنجوم الزاهرة 5/ 94، وكشف الظنون 773، وشذرات الذهب 3/ 322، 323، وهدية العارفين 1/ 691، 692، وديوان الإسلام 3/ 197 رقم 1316، والأعلام 4/ 272، ومعجم المؤلفين 7/ 66، وانظر ديوانه.
أبو منصور، الكاتب الشاعر المشهور بلقب بصرّدرّ [1] .
صاحب الديوان الشعر، كان أحد الفُصَحاء المفوّهيّن، والشعراء المجوّدين له معرفة كاملة باللّغة والأدب.
وله فِي جارية سوداء:
عُلِّقْتُهَا سَوْدَاءَ مَصْقُولَةً
…
سَوَادُ قَلْبِي صُفَّةٌ فِيهَا
مَا انْكَسَفَ الْبَدْرُ عَلَى تَمِّهِ
…
وَنُورِهِ إِلّا لِيَحْكِيهَا [2]
ومن شعره:
تَزَاوَرْنَ عن أَذْرِعاتٍ يمينا
…
نواشِر لَسْنَ [3] يطِقنَ البُرِينا
كَلِفْنَ بنَجْدٍ، كأنّ الرِّيَاض
…
أَخَذْنَ لنجدٍ عليها يمينا
ولمّا استمعْنَ زفيرَ المَشُوقِ
…
ونَوْحَ الحَمام تركْت [4] الحنينا
إذا جئتُما بانَةَ الوادييْن،
…
فأَرْخُوا النَّسُوعَ حُلُّوا الوَضِينا [5]
وقد أنبأتْهُم مياهُ الْجُفُونِ
…
أَنَّ بِقَلْبِكَ دَاءً دَفِينَا [6]
سمع الكثير من الحديث من: أبي الحسين بن بِشْران، وأبي الحَسَن الحمّاميّ.
ورَوَى عَنْهُ: فاطمة بِنْت أَبِي حكيم الخبري، وعلي بْن هبة اللَّه بْن عَبْد السلام، وأبو الزَّوْزَنيّ، وغيرهم.
وتُوُفّي فِي صفر، رَمَاهُ فرسه في زبية قد حفرت للأسد في قرية، فهلك هو
[1] قال ابن الأثير: كان نظام الملك قال له: أنت ابن صرّدرّ، لا صرّ بعر، فبقي ذلك عليه.
(الكامل 7/ 88) .
[2]
ديوان صردرّ، وفيات الأعيان 3/ 386، النجوم الزاهرة 5/ 94 وفيهما زيادة بيت:
لأجلها الأزمان أوقاتها
…
مؤرّخات بلياليها
وفي الديوان: «من لياليها» .
[3]
في المنتظم 8/ 281 (16/ 150) والكامل 10/ 89 «ليس» .
[4]
في المنتظم 8/ 281 (16/ 150) والكامل 10/ 89 «تركن» .
[5]
أضاف في المنتظم بعده بيتا:
فثم علائق من أجلها
…
ملاء الدجى والضحى قد طوينا
[6]
المنتظم 8/ 281 (16/ 150) ، الكامل في التاريخ 10/ 89.
والفَرَس. وكان من أَهْل القرآن والسُّنّة. وكان أبوه يلقّب بصرّبعر [1] لبخله، وقد يُدعى هُوَ بِذَلِك.
وقيل كان مخلطًا على نفسه [2] .
143-
علي بْن مُوسَى [3] .
الحافظ المفيد أبو سعد [4] النيسابوري السُّكّريّ الفقيه.
سمع من: جَدّه عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر السُّكّريّ، وأبي بَكْر الحِيريّ، وأبي سَعِيد الصَّيْرفيّ، وأبي حُسَيْنِ المزكّيّ، ومحمد بْن أَبِي الحق المزكي، وطبقتهم.
وكان يفهم الصَّنْعة، وانتقى على الشيوخ. وحدَّث، وتوفّي راجعا من الحجّ.
روى عنه: إِسْمَاعِيل بْن المؤذن، ويوسف بْن أيوب الهَمَذَانيّ.
144-
عُمَر بْن القاضي أَبِي عُمَر مُحَمَّد بْن الحسين [5] .
[1] في المختصر في أخبار البشر 2/ 190 «وكان أبوه يلقّب بشحنة صردر، فلما بلغ ولده المذكور وأجاد في الشعر قيل له: صردر» .
[2]
وقال ابن الأثير: هجاه ابن البياضي فقال:
لئن نبز الناس قدما أباك،
…
فسمّوه من شعره صرّبعرا
فإنك تنظم ما صرّه
…
عقوقا له، وتسمّيه شعرا
وهذا ظلم من ابن البياضي، فإنه كان شاعرا محسنا. (الكامل 10/ 89) وقد ورد البيتان في المنتظم 8/ 281 (16/ 1507149) على هذا النحو:
لئن نبز الناس شحّا أباك
…
فسمّوه من شحّه صربعرا
فإنك تنبز بالصربعرا
…
عقوقا له وتسمّيه شعرا
وورد البيتان باختلاف في الألفاظ في: البداية والنهاية 12/ 108.
[3]
انظر عن (علي بن موسى) في: المنتخب من السياق 385 رقم 1299، وذيل تاريخ نيسابور (مخطوط) ورقة 65 أ، وتذكرة الحفاظ 3/ 1161، 1162، وسير أعلام النبلاء 18/ 423، 424 رقم 213، والوافي بالوفيات 22/ 252 رقم 182، وطبقات الحفاظ 438، وشذرات الذهب 3/ 323، والرسالة المستطرفة 93، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 133 رقم 986.
وسيعاد برقم (186) .
[4]
في معجم طبقات الحفاظ «أبو سعيد» .
[5]
انظر عن (عمر بن القاضي أبي عمر) في: المنتخب من السياق 368، 369 رقم 1223، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 525.