المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ حرف العين - تاريخ الإسلام - ت تدمري - جـ ٣١

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد الحادي والثلاثون (سنة 461- 470) ]

- ‌الطبقة السابعة والأربعون

- ‌سنة إحدى وستين وأربعمائة

- ‌[حَرِيقُ جَامِعِ دِمَشْقَ]

- ‌[تَغَلَّبَ حِصْنُ الدَّوْلَةِ عَلَى دِمَشْقَ]

- ‌[وُصُولُ الرُّومِ إِلَى الثُّغُورِ]

- ‌سنة اثنتين وستين وأربعمائة

- ‌[نزول ملك الروم على منبج]

- ‌[محاصرة أمير الجيوش صور]

- ‌[إعادة الخطبة للعباسيّين بمكة]

- ‌[القحط في مصر]

- ‌سنة ثلاث وستين وأربعمائة

- ‌[الخطبة في حلب للخليفة القائم]

- ‌[مسير ألب أرسلان إلى حلب]

- ‌[موقعة منازكرد]

- ‌[مسير أَتْسِز بن أبق في بلاد الشام]

- ‌سنة أربع وستين وأربعمائة

- ‌[فتح نظام الملك حصن فضلون]

- ‌[الوباء في الغنم]

- ‌[وفاة قاضي طرابلس ابن عمار]

- ‌[تملك جلال الملك طرابلس]

- ‌سنة خمس وستين وأربعمائة

- ‌[مقتل ألب أرسلان]

- ‌[انتقال السلطنة إلى نظام الملك]

- ‌[الفتنة بين جيش المستنصر العبيدي والعبيد والعربان]

- ‌[تغلب العبيد على ابن حمدان]

- ‌[انكسار ابن حمدان أمام المستنصر]

- ‌[تغلب ابن حمدان على خصومه من جديد]

- ‌[رواية ابن الأثير عن الغلاء في مصر]

- ‌[مصالحة الأتراك لناصر الدولة ابن حمدان]

- ‌[الحرب بين ابن حمدان وتاج الملك شاذي]

- ‌[اضمحلال أمر المستنصر]

- ‌[تفرق أولاد المستنصر]

- ‌[المبالغة في إهانة المستنصر]

- ‌[قتل ابن حمدان]

- ‌[ولاية بدر الجمالي مصر]

- ‌[ولاية الأفضل]

- ‌سنة ستّ وستّين وأربعمائة

- ‌[الغرق العظيم ببغداد]

- ‌[رواية ابن الجوزي]

- ‌[رواية ابن الصّابيء]

- ‌[أخْذُ صاحب سمرقند مدينة تِرْمِذ]

- ‌[وفاة إياس ابن صاحب سمرقند]

- ‌[بناء قلعة صَرْخَد]

- ‌سنة سبع وستين وأربعمائة

- ‌[دخول بدر الجمالي مصر وتمهيدها]

- ‌[وفاة الخليفة القائم بأمر الله]

- ‌[وزارة ابن جهير]

- ‌[أخذ البيعة من السلطان ملك شاه]

- ‌[قطع الخطبة للعباسيين بمكة]

- ‌[اختلاف العرب بإفريقية]

- ‌[حريق بغداد]

- ‌[تحديد المنجمين موعد النيروز]

- ‌[عمل الرّصد للسلطان ملك شاه]

- ‌[وفاة صاحب حلب]

- ‌سنة ثمان وستين وأربعمائة

- ‌[استرجاع منبج من الروم]

- ‌[محاصرة أَتْسِز دمشقَ]

- ‌[هرب المعلى من دمشق وقتله]

- ‌[ولاية المصمودي دمشق]

- ‌[عودة أَتْسِز إلى دمشق]

- ‌سنة تسع وستين وأربعمائة

- ‌[انهزام أَتْسِز عن مصر]

- ‌[دخول أَتْسِز دمشق]

- ‌[الفتنة بين القُشَيري والحنابلة]

- ‌[رواية ابن الأكفاني عن كسْرة أَتْسِز]

- ‌[رواية ابن القلانسي]

- ‌سنة سبعين وأربعمائة

- ‌[الصلح بين ابن باديس وابن علناس]

- ‌[الفتنة ببغداد]

- ‌[نزول ناصر الدولة الجيوشي على دمشق]

- ‌[نزول تتش على حلب]

- ‌[منازلة دمشق ثانية]

- ‌المتوفون في هذه الطبقة

- ‌سنة إحدى وستين وأربعمائة من المشاهير

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة اثنتين وستين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الثاء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الذال

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الْعَيْنِ

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌الكنى

- ‌سنة ثلاث وستين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة أربع وستين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌الكنى

- ‌سنة خمس وستين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ست وستين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة سبع وستين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الْعَيْنِ

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ثمان وستين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الظاء

- ‌ حرف الْعَيْنِ

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة تسع وستين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف الْعَيْنِ

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة سبعين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف الْعَيْنِ

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌المتوفون تقريبًا

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف التاء

- ‌ حرف الثاء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الْعَيْنِ

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الواو

الفصل: ‌ حرف العين

-‌

‌ حرف الطاء

-

319-

طَلْحَة بْن أَحْمَد [1] .

أبو القاسم الأصبهاني القصّار [2] الغسّال [3] ، المالكّي.

سمع: أَبَا عَبْد اللَّه بْن مَنْدَهْ.

رَوَى عَنْهُ: أبو نصر البئّار [4] ، وأبو عَبْد اللَّه الخلّال.

مات فِي ربيع الآخر.

-‌

‌ حرف الْعَيْنِ

-

320-

العاص بْن خَلَف [5] .

أبو الحَكَم الإشبيليّ المقرئ.

مصنِّف «المذكرة» فِي القراءات السَّبْع، وكتاب «التّهذيب» .

ذكره ابن بَشْكُوال مختصرًا [6] .

321-

عَبْد اللَّه بْن الحافظ أَبِي مُحَمَّد الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عليّ الخلال [7] .

أبو القاسم البغداديّ.

[1] لم أجد مصدر ترجمته.

[2]

القصّار: بفتح القاف وتشديد الصاد المهملة وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى قصارة.

[3]

الغسّال: بتشديد السين المهملة، أي الّذي يغسّل الموتى، ولهذا يلقّب بالقصّار. (الأنساب 10/ 163/ 164) .

[4]

بفتح الباء الموحّدة، وتشديد الهمزة الممدودة. وقد تقدّم قبل قليل.

[5]

انظر عن (العاص بن خلف) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 451 رقم 968، وغاية النهاية 1/ 346 رقم 1495 وفيه:«العاص بن خلف بن محرز» ، ومثله في: معجم المؤلفين 5/ 51.

[6]

وقال: «كان من أهل المعرفة بالقراءات وطرقها» . (الصلة) .

وقال ابن الجزري: وقد حسبه أبو عبد الله الحافظ اثنين وترجمه ترجمتين، وجعل جدّ أحدهما محمدا وهما واحد. أخذ القراءات عن أبي عمرو الداني، ومكي القيسي فيما أحسب.

قرأ عليه عبد الله بن محمد بن خلف الداني. (غاية النهاية) .

[7]

انظر عن (عبد الله بن الحسن الخلّال) في: تاريخ بغداد 9/ 439، والمنتظم 8/ 314، 315 رقم 385 (16/ 194 رقم 3479) ، والعبر 3/ 273، وسير أعلام النبلاء 18/ 368، 369 رقم 177، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1164، والبداية والنهاية 12/ 118، وشذرات الذهب 2/ 336.

ص: 321

قال السمعاني [1] : كان شيخًا صالحًا صدوقًا، صحيح السماع، من أولاد المحدثين. بَكْر به أَبُوهُ لسماع الحديث، وسمعه من عُمَر بْن إِبْرَاهِيم الكتّانيّ [2] ، وأبي الحسن ابن الْجُنْدي، وأبي طاهر المخلص، وأبي القاسم الصَّيْدلاني، وغيرهم.

وعُمِّرَ حَتَّى نقل عَنْهُ الكثير.

روى لنا عَنْهُ: أبو القاسم بْن السَّمَرْقَنْدي، وأبو الفضل بْن المهتدي باللَّه، وأبو الْحَسَن بْن صِرْما، وجماعة سواهم [3] .

ووثّقه أبو الفضل بْن خَيْرُون [4] .

وقال الخطيب [5] : كتبتُ عَنْهُ، وكان صدوقًا. وقال لي: ولدت في سنة خمس وثمانين وثلاثمائة [6] .

وقال شجاع الذُّهْليّ: تُوُفّي فِي ثامن عشر صَفَر [7] .

322-

عَبْد الخالق بْن عِيسَى بْن أَحْمَد [8] بْن مُحَمَّد بْن عِيسَى بْن أَحْمَد بْن

[1] قوله ليس في (الأنساب) .

[2]

قال ابن الجوزي: «وهو آخر من حدّث عن الكتّاني، وعمّر، ونقل عنه الكثير، وروى عنه أشياخه وكان ثقة» . (المنتظم 8/ 314- 16/ 194) .

وقد علّق المؤلّف الذهبي رحمه الله على سماعه من الكتّاني فقال:

«سماعه من الكتّاني في الخامسة، ومن هذا الحين أخذ الطلب في تسميع أولادهم في سنّ الحضور، ففسد النظام، بل الإجازة أجود من الحضور في القوة، إذ من سمع حضورا بلا فهم لم يتحمّل شيئا، والمجاز له قد يحمل، أما إذا كان مع الحضور إذن من الشيخ في الرواية، فهو أجوده» . (سير أعلام النبلاء 18/ 369) .

[3]

سير أعلام النبلاء 18/ 368، 369.

[4]

السير 18/ 369.

[5]

في تاريخ بغداد 9/ 439.

[6]

المنتظم 8/ 314، 315 (16/ 194) .

[7]

المنتظم 8/ 315 (16/ 194) .

[8]

انظر عن (عبد الخالق بن عيسى) في: طبقات الحنابلة 2/ 237- 241 رقم 674، والمنتظم 8/ 315- 318 رقم 388 (16/ 195- 197 رقم 3482) ، والإعلام بوفيات الأعلام 194، وسير أعلام النبلاء 18/ 546- 548 رقم 276، والعبر 3/ 273، 274، ودول الإسلام 2/ 5، والبداية والنهاية 12/ 119، وذيل طبقات الحنابلة 1/ 15- 26 رقم 11، ومناقب أحمد 521،

ص: 322

مُوسَى بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن معْبد بْن العبّاس بْن عَبْد المطّلب بْن هاشم.

الشريف أبو جَعْفَر بْن أَبِي مُوسَى الهاشميّ الفقيه.

إمام الطائفة الحنبلية فِي زمانه بلا مُدافعة [1] .

سَمِعَ: أَبَا القاسم بْن بِشْران، وأبا الحسين بْن الحَرَّاني، وأبا مُحَمَّد الخلّال، وأبا إِسْحَاق البرمكي، وأبا طَالِب العُشَاريّ [2] .

رَوَى عَنْهُ: أبو بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي، وغيره.

وهو أجلّ أصحاب القاضي أَبِي يَعْلَى.

قال السمعاني [3] : كان حَسَن الكلام فِي المناظرة، ورِعًا زاهدا، متقِنًا، عالمًا بأحكام القرآن والفرائض. مَرْضِيّ الطريقة [4] .

وقال أبو الْحُسَيْن بْن الفراء: لِزمَتُه خمسَ سِنين [5] .

قال: [6] وكان إذا بلغه مُنْكَر قد ظهر عظُم ذلك عليه جدًّا [7] ، وكان شديدًا على المبتدِعة [8] ، لم تَزَلْ كلمته عالية عليهم، وأصحابُه يقمعونهم [9] ، ولا يردّ يده

[ (-) ] والنجوم الزاهرة 5/ 106، وشذرات الذهب 3/ 336، والأعلام 3/ 292، ومعجم المؤلفين 5/ 110، 111.

[1]

العبارة لابن السمعاني. (انظر: ذيل طبقات الحنابلة 1/ 16) .

[2]

العشاريّ: بضم العين المهملة، وفتح الشين المعجمة، والراء بعد الألف. وهو لقب جدّ أبي طالب المذكور لأنه كان طويلا، فقيل له العشاريّ لذلك. (الأنساب 8/ 459) .

[3]

قوله ليس في (الأنساب) .

[4]

سير أعلام النبلاء 18/ 547، وذيل طبقات الحنابلة 1/ 16 وفيه زيادة:«ثم ذكر بعض شيوخه وقال: روى لنا عنه أبو بكر محمد بن عبد الباقي البزار، ولم يحدّثنا عنه غيره» .

[5]

عبارة ابن الفرّاء في (طبقات الحنابلة 2/ 238) : «وبدأت أنا بالتعليق عنه والدرس عليه في أول سنة خمس وستين وأربعمائة وصحبته إلى أن توفي» .

ثم ذكر وفاته فقال: «وتوفي يوم الخميس النصف من صفر سنة سبعين وأربعمائة» (2/ 241) ، وقد اختصر المؤلّف الذهبي- رحمه الله العبارتين، فقال إن ابن الفرّاء لزمه خمس سنين.

[6]

في (طبقات الحنابلة 2/ 238) .

[7]

في الطبقات: «عظم عليه ذلك» .

[8]

عبارته في الطبقات: «عظم عليه ذلك جدّا، وعرف فيه الكراهة الشديدة، وكان شديد القول واللسان في أصحاب البدع والقمع لباطلهم، ودحض كلمتهم وإبطالها» .

[9]

في الطبقات: «وأصحابه متظاهرين على أهل البدع» .

ص: 323

عَنْهُمْ أحد. وكان عفيفًا نزها [1] . وكان يدرّس بمسجده، ثُمَّ انتقل إِلَى الجانب الشرقي يدرس فِي مسجد. ثُمَّ انتقل فِي سنة ستٍّ وستين لأجل ما لحق نهر المُعَلَّى من الغرق إِلَى باب الطاق، ودرس بجامع المهديّ [2] .

ولما احتضر القاضي أبو يَعْلَى أوصى أن يغسّله الشّريف أبو جعفر. فلمّا احْتِضِر القائم بأمر اللَّه أوصى أيضًا أن يغسّله، ففعل [3] .

[1] في الطبقات: «وكان حسن الصيانة، عفيفا نزها» .

[2]

العبارة في الطبقات بأطول ممّا هنا: «وكان أحد الشهود المذكورين، شهد عند قاضي القضاة أبي علي عبد الله الدامغانيّ في يوم الثلاثاء الثاني من شهر ربيع الأول من سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة. وشهد بعده القاضي أبو علي يعقوب، وأبو الحسن المبارك بن عمر الخرقي، وتولّى تزكيتهم الوالد السعيد. ولم يزل يشهد سنين كثيرة، إلى أن ترك الشهادة قبل وفاته بسنين كثيرة تورّعا. ولم يزل على الطريقة الحسنة المرضيّة، سالكا نهج الوالد السعيد، والسلف الصالح الرشيد.

ثم انتقل في سنة ست وستين إلى باب الطاق، وسكن درب الديوان من الرصافة لأجل ما لحق نهر المعلّى من الغرق. ودرّس بجامع المهدي، وبالمسجد الّذي على باب درب الديوان.

وكنت أمضي إليه في طلب العلم إلى هناك، أنا وجماعة من الأصحاب، فكان له مجلس للنظر في كل يوم اثنين. ويقصده جماعة من الفقهاء والمخالفين. ويتكلّم في بعض الأوقات تارة مبتدئا، وتارة مستدلّا إلى سنة تسع وستين.

فوصل إلى مدينة السلام، بالجانب الشرقي ولد القشيري، وأظهر على الكرسي مقالة الأشعري، ولم تكن ظهرت قبل ذلك على رءوس الأشهاد، لما كان يلحقهم من أيدي أصحابنا وقمعهم لهم، فعظم ذلك عليه، وأنكره غاية الإنكار. وعاد إلى نهر المعلّى منكرا لظهور هذه البدعة، وقمع أهلها، فاشتدّ أزر أهل السّنّة، وقويت كلمتهم، وأوقعوا بأهل هذه البدعة دفعات، وكانت الغلبة لطائفتنا، طائفة الحق.

فلما أدحض الله تعالى مقالتهم، وكسر شوكتهم، عظم ذلك على رؤسائهم، وأجمعوا للهرب والخروج عن بلدنا إلى خراسان.

فبلغ ذلك وزير الوقت فقال: ما الّذي حملكم على ذلك؟ فأظهروا الشكاية ممّا قد تمّ عليهم.

فوعدهم بأن يكفّ عنهم ذلك، واجتمعوا ودبّروا على حضور شيخنا الشريف عندهم. فأنفذ إليه وزير الوقت، فقال: قد عرض أمر لا بدّ من مشاورتك فيه. فلما دخل إلى باب العامّة عدلوا به إلى دار في القرية، قد أفردت له، ومنع معظم الأصحاب من الدخول عليه، وكانوا قد تخرّصوا عليه، ورفعوا إلى إمام الوقت الكذب والزور والبهتان، في أشياء لا يحتمل كتابنا ذكرها. قد نزّه الله تعالى مذهبنا وشيخنا عنها.

ولم يزل عندهم مدّة أشهر، وكانوا قد عرضوا عليه أشياء من دنياهم، فلم يقبلها، ولم يأكل لهم طعاما مدّة مقامه عندهم، وداوم الصيام في تلك الأيام» . (2/ 238، 239) .

[3]

طبقات الحنابلة 2/ 240.

ص: 324

وكان قد وصى له القائم بأمر اللَّه بأشياء كثيرة، فلم يأخذْها. فَقِيل له: خُذْ قميص أمير المؤمنين للبركة، فأخذ فُوطته فنشّف بها القائم وقال: قد لحِق الفُوطة بركة أمير المؤمنين [1] .

ثُمَّ استدعاه المقتدي، فبايعه منفردًا [2] .

ولمّا تُوُفّي كان يوم جنازته يومًا مشهودًا، وحُفِر له إِلَى جانب قبر الْإِمَام أَحْمَد، ولزم النّاس قبره ليلًا نهارًا، حَتَّى قيل: خُتِم على قبره أكثر من عشرة آلاف ختمة [3] .

[1] طبقات الحنابلة 2/ 240.

[2]

قال ابن أبي يعلى: «وكان الوالد السعيد- في مرضه الّذي مات فيه- قد أوصى أن يغسّله الشريف أبو جعفر، فحضر وتولّى ذلك بنفسه، وعرف ذلك الإمام القائم بأمر الله. فلما حضرت القائم بأمر الله الوفاة قال: يغسّلني الّذي غسّل ابن الفراء، ابن أبي موسى. وعدل عن جميع أهل العلم والقضاة والأشراف. ففعل. وكان ذلك في يوم الخميس ثالث عشر شعبان سنة سبع وستين وأربعمائة. فصعد باب الغرفة وأدخل من هناك إلى حجرة الإمام القائم بأمر الله، وهو ميت مسجّى فيها. فغسّله وعاونه في غسله- من صبّ ماء وغيره- عفيف، وصافي، وسلامة، ومسعود، في المطبوع تحرّف إلى: «مسعود» .

وتنزّه أن يأخذ ممّا هناك شيئا، فقيل له: قد أوصى لك أمير المؤمنين بأشياء كثيرة من المال والثياب، هي حاضرة هناك، لها قيمة، فأبي أخذها، فقيل له: فقميص أمير المؤمنين تتبرّك به.

فأخذ فوطة نفسه، فنشّف بها الإمام القائم بأمر الله وقال: قد لحق هذه الفوطة- وهي ملكي- بركة أمير المؤمنين، ولم يأخذ القميص.

فقلت له بعد اجتماعي معه: أين سهمنا ممّا كان هناك؟ فقال: أحببت حال شيخنا والدك الإمام أبي يعلى، يقال: هذا غلامه تنزّه عن هذا القدر الكثير. فكيف لو كان الوالد السعيد؟

وقد بلغ من قدره ومحلّه عند الإمام المقتدي بأمر الله، أنه لما فرغ شيخنا الشريف من غسل الإمام القائم بأمر الله، لم يأذن له بالمصير إلى منزله، حتى بايع الناس الإمام المقتدي بأمر الله على الإجماع، واستدعاه لبيعته مفردا مخليا به، فبايعه، ثم قال له شيخنا الشريف في جملة كلامه له:

إذا سيّد منّا مضى، قام سيّد

قؤول بما قال الكرام فعول

ثم أذن له بالمضيّ إلى منزله بعد بيعته.

وانتهى إليه في وقته الرحلة بطلب مذهب إمامنا أحمد» . (طبقات الحنابلة 2/ 240، 241) .

[3]

المنتظم 8/ 317، ذيل طبقات الحنابلة 1/ 24 وفيه: «وصلّي عليه يوم الجمعة ضحى بجامع المنصور، وأمّ الناس أخوه الشريف أبو الفضل محمد، ولم يسع الجامع الخلق وانضغطوا، ولم يتهيّأ لكثير منهم الصلاة، ولم يبق رئيس ولا مرءوس من أرباب الدولة، وغيرهم إلّا حضره، إلّا من شاء الله، وازدحم الناس على حمله. وكان يوما مشهودا بكثرة الخلق، وعظم

ص: 325

ورئي فِي النوم، فَقِيل لَهُ: ما فعل اللَّه بك؟

قال: لَقِيني أَحْمَد بْن حنبل فقال: يا أَبَا جَعْفَر، لقد جاهدتَ فِي اللَّه حقَّ جهاده، وقد أعطاك اللَّه الرضا [1] .

وطوّل ترجمته ابن الفراء إِلَى أن قال فيها: وأُخِذ الشريف أبو جَعْفَر بْن أَبِي مُوسَى فِي فتنة أَبِي نصر بْن القُشَيْري، وحُبِس أيامًا، فسرد الصَّوم وقال: ما آكل لأحدٍ شيئًا [2] .

ودخلتُ عليه فِي تلك الأيام، فرأيته يقرأ فِي المصحف، فقال لي: قال اللَّه تعالى: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ 2: 45 [3] الصَّبرُ الصوم، ولم يُفْطِر إِلَى أن بلغ منه المرض، فَلَمَّا ثَقُل وضجّ الناس من حبْسه، أُخرج إِلَى الحريم الطاهري [4] ، فمات هناك.

ومولده سنة إحدى عشر وأربعمائة [5] .

[ (-) ] البكاء والحزن. وكانت العامة تقول: ترحّموا على الشريف الشهيد، القتيل المسموم، لما ذكر من أنّ بعض المبتدعة ألقى في مداسه سمّا، ودفن إلى جانب الإمام أحمد.

قال ابن السمعاني: سمعت أبا يعلى بن أبي حازم بن أبي يعلى بن الفراء الفقيه الحنبلي يوم خرجنا إلى الصلاة على شيخنا أبي بكر بن عبد الباقي، ورأى ازدحام العوام، وتزاحمهم لحمل الجنازة. فقال أبو يعلى: العوام فيهم جهل عظيم. سمعت أنه في اليوم الّذي مات فيه الشريف أبو جعفر حملوه ودفنوه في قبر الإمام أحمد، وما قدر أحد أن يقول لهم: لا تنبشوا قبر الإمام أحمد بن حنبل، وادفنوه بجنبه. فقال أبو محمد التميمي- من بين الجماعة: كيف تدفنونه في قبر الإمام أحمد بن حنبل وبنت أحمد مدفونة معه في القبر؟ فإن جاز دفنه مع الإمام لا يجوز دفنه مع ابنته. فقال بعض العوام: اسكت، فقد زوّجنا بنت أحمد بن الشريف، فسكت التميمي، وقال: ليس هذا يوم كلام.

ولزم الناس قبره، فكانوا يبيتون عنده كل ليلة أربعاء، ويختمون الختمات، ويخرج المتعيّشون، فيبيعون الفواكه والمأكولات، فصار ذلك فرجة للناس. ولم يزالوا على ذلك مدّة شهور، حتى دخل الشتاء ومنعهم البرد» . (ذيل طبقات الحنابلة 1/ 23، 24) .

[1]

طبقات الحنابلة 2/ 241، ذيل طبقات الحنابلة 1/ 24.

[2]

طبقات الحنابلة 2/ 239، ذيل طبقات الحنابلة 1/ 22.

[3]

سورة البقرة، الآية 45.

[4]

في (طبقات الحنابلة 2/ 240) تحرّفت إلى «الظاهري» بالظاء المعجمة وكذا في (المنتظم) بطبعتيه، والمثبت يتفق مع (ذيل الطبقات 1/ 22) .

[5]

طبقات الحنابلة 2/ 237، المنتظم 8/ 315 (16/ 195) ، ذيل طبقات الحنابلة 1/ 15.

ص: 326

وقال شجاع: تُوُفّي فِي نصف صفر سنة سبعين رحمه الله ورضي عَنْهُ [1] .

323-

عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن يحيى بْن مَنْدَهْ، واسمه إِبْرَاهِيم، بْن الْوَلِيد [2] .

أبو القاسم بن الحافظ أَبِي عَبْد اللَّه العبدي [3] الأصبهاني.

كان كبير الشأن، جليل المقدار، حسن الخطّ، واسع الرواية، أمّارا

[1] وقال ابن الجوزي: «وقرأت بخط أبي علي بن البنّاء قال: جاءت رقعة بخط الشريف أبي جعفر ووصيّته إلى الشيخ أبي عبد الله بن جردة، فكتبتها وهذه نسختها:

«ما لي يشهد الله سوى الدلو والحبل أو شيء يخفى عليّ لا قدر له. والشيخ أبو عبد الله لئن راعاكم بعدي، وإلّا فاللَّه لكم. قال الله عز وجل: وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا من خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا الله 4: 9 (النساء، الآية 9) . ومذهبي: الكتاب والسّنّة وإجماع الأمّة وما عليه مالك، وأحمد، والشافعيّ، وغيرهم ممّن يكثر ذكرهم، والصلاة بجامع المنصور إن سهل ذلك عليهم، ولا يقعد لي عزاء، ولا يشقّ عليّ جيب، ولا يلطم خدّ، فمن فعل ذلك فاللَّه حسيبه» . (المنتظم) .

وللشريف أبي جعفر تصانيف عدّة، منها:«رءوس المسائل» ، وهي مشهورة، ومنها «شرح المذهب» وصل فيه إلى أثناء الصلاة، وسلك فيه مسلك القاضي في «الجامع الكبير» ، وله جزء في «أدب الفقه» ، وبعض «فضائل أحمد» وترجيح مذهبه. (ذيل طبقات الحنابلة 1/ 17) .

[2]

انظر عن (عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق) في: طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 2/ 242 رقم 675، ومناقب الإمام أحمد 523، والمنتظم 8/ 315 رقم 386 (16/ 194، 195 رقم 3480، والمنتخب من السياق 310 رقم 1018، والتقييد لابن نقطة 336، 337 رقم 406، والكامل في التاريخ 10/ 108، والمختصر في أخبار البشر 2/ 193، والإعلام بوفيات الأعلام 194، وسير أعلام النبلاء 18/ 349- 354 رقم 168، والمعين في طبقات المحدّثين 135 رقم 1492، ودول الإسلام 2/ 5، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1165- 1170، والعبر 3/ 274، وتاريخ ابن الوردي 1/ 379، ومرآة الجنان 3/ 99، وفوات الوفيات 2/ 288، 289، والبداية والنهاية 12/ 118، وذيل طبقات الحنابلة 1/ 26- 31، والنجوم الزاهرة 5/ 105، والمقصد الأرشد (مخطوط) ورقة 165، وطبقات الحفّاظ 439، والدرّ المنضّد في ذكر أصحاب الإمام أحمد، ورقة 51 ب، وكشف الظنون 1671، وشذرات الذهب 3/ 337، 338، وهدية العارفين 1/ 517، ومعجم المؤلفين 5/ 171.

[3]

العبديّ: بفتح العين المهملة، وسكون الباء المنقوطة بواحدة، وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى «عبد القيس» في ربيعة بن نزار، وهو: عبد القيس بن أقصى بن دعميّ بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار، والمنتسب إليه مخيّر بين أن يقول «عبدي» أو «عبقسيّ» . (الأنساب 8/ 355، 356) .

ص: 327

بالمعروف، نهّاءً عن المنكر، ذا وقارٍ وسكون وسَمْتٍ. له أصحاب وأتْباع يقتفون بآثاره [1] .

وُلِد سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة [2] ، وهو أكبر الإخوة. أجاز له زاهر بْن أَحْمَد السَّرْخَسِي، وسمع الكثير من: أَبِيه، وإبراهيم بْن خُرَّشِيد قُوله، وإبراهيم بْن مُحَمَّد الجلاب [3] ، وأبي بَكْر بْن مردويه، وأبي جَعْفَر بْن المرزبان الأبهريّ، وأبي ذرّ بن الطَّبَراني [4] ، وأبي عُمَر الطَّلْحيّ.

وسافر إِلَى بغداد سنة ستّ وأربعمائة، فأدرك نفرًا من أصحاب المَحَامِلي، وسمع بواسط من ابن خزَفَة [5] الواسطي، وبمكة من أَبِي الْحَسَن بْن جَهْضَم، وابن نظيف الفرّاء.

وسمع بشيراز، والدِّينَور، وهَمَذَان. ودخل نيسابور، وسمع من: أَبِي بَكْر الحِيري، ولم يروِ عَنْهُ لأشعريته، كما فعل شيخ الْإِسْلَام عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الْأَنْصَارِي [6]، فإنه قال: تركت الحِيريّ للَّه.

وقال أبو عَبْد اللَّه الدّقّاق: وُلِد الشَّيْخ السديد أبو [7] القاسم عَبْد الرَّحْمَن فِي سنة إحدى وثمانين، فِي السنة التي مات فيها أبو بَكْر بْن المقري [8] .

قال: وفضائله ومناقبه أكثر من أن تُعَدّ. وأقول أَنَا، ومَن أنا لنشر فضيلته؟ [9]

[1] انظر: المنتظم 8/ 315 (16/ 194) .

[2]

في طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 2/ 242، وتذكرة الحفاظ 3/ 1165، وذيل طبقات الحنابلة 1/ 27:«مولده سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة» . وفي: المنتظم 8/ 315 (16/ 194) : «ولد سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة» . والمثبت هنا يتفق مع: سير أعلام النبلاء 18/ 350، والمنتخب من السياق 310، ففيه توفي عن تسع وثمانين سنة.

[3]

تحرّفت في (تذكرة الحفّاظ) إلى: «الحلاب» بالحاء المهملة، وكذا في (التقييد 336) .

[4]

تحرّفت في (تذكرة الحفّاظ) إلى: «ذراين» .

[5]

بالتحريك، والخاء والزاي المعجمتين.

[6]

ذيل طبقات الحنابلة 1/ 27.

[7]

في الأصل: «أبي» ، وهو غلط.

[8]

تذكرة الحفّاظ 3/ 1165.

[9]

ذيل طبقات الحنابلة 1/ 27.

ص: 328

سمع من أَبِيهِ. ثُمَّ سمى أشياخه، إِلَى أن قال: وكان صاحب خُلُق وفُتُوة، وسخاء وبهاء. والإجازة كَانَتْ عنده قوية [1] .

وكان يقول: ما حدَّثتُ بحديث إلا على سبيل الإجازة، كي لا أُوبَق، فأدخل فِي كتاب أَهْل البِدْعة [2] .

وله تصانيف كثيرة، ورُدُود جَمَّة على المبتدعين والمنحرفين فِي صفات اللَّه تعالى وغيرها [3] .

وقال أبو سعد السمعاني: له إجازة من زاهر، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي شُرَيْح، وأبي عَبْد اللَّه الحاكم، وحمد بْن عَبْد اللَّه الأصبهاني ثُمَّ الرّازي، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بن زكريّا الجوزقيّ [4] .

روى لنا عَنْهُ: أبو نصر الغازي، وأبو سعد الْبَغْدَادِي، وأبو عَبْد اللَّه الخلّال، وأبو بَكْر الباغْبان [5] ، وأبو عَبْد اللَّه الدّقّاق، وجماعة كثيرة [6] .

قال ابن طاهر المقدسي: سمعتُ أَبَا علي الدّقّاق بإصبهان يقول: سمعتُ أَبَا القاسم بْن مَنْدَهْ يقول: قرأتُ على أَبِي أَحْمَد الفَرَضيّ ببغداد جزءًا فأردت أخْذَ خطّه بِذَلِك، فقال: يا بُنيّ لو قال لك قائلٌ بإصبهان: ليس هَذَا خطّ فلان، بم [7] كنت تجيبه؟ ومَن كان يشهد لك؟

قال: فبعد ذلك لم أطلب من شيخٍ خطًّا [8] .

قال السمعاني: سمعتُ الْحُسَيْن بْن عَبْد الملك الخلّال يقول: سمعت أبا

[1] ذيل طبقات الحنابلة 1/ 27، 28.

[2]

تذكرة الحفّاظ 3/ 1165، 1166، سير أعلام النبلاء 18/ 350.

[3]

ذيل طبقات الحنابلة 1/ 28.

[4]

الجوزقي: بفتح الجيم وسكون الواو وفتح الزاي وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى جوزقين:

أحدهما إلى جوزق نيسابور، منه محمد بن عبد الله المذكور. (الأنساب 3/ 365) .

[5]

الباغبان: بفتح الباء الموحّدة، وسكون الغين المعجمة، وباء أخرى، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى الباغ وهو البستان. (الأنساب 2/ 44) .

[6]

تذكرة الحافظ 3/ 1166، سير أعلام النبلاء 18/ 351.

[7]

في الأصل: «بما» .

[8]

تذكرة الحفّاظ 3/ 1166، سير أعلام النبلاء 18/ 351.

ص: 329

القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عَبْد اللَّه الحافظ يقول: قد تعجبت من حالي فِي سَفَري وحَضَري مع الأقربين منّي والأبعدين، والعارفين بي والمُنْكِرين، فإنّي وجدتُ بمكة وبخُراسان وغيرهما من الآفاق التي قصدتها، من صِبايّ وإلى هَذَا الوقت، أكثر من لقيته بها، موافقًا أو مخالفًا، دعاني إِلَى مساعدته على ما يقوله، وتصديق قوله، والشهادة له فِي فِعْله على قبولٍ ورِضى. فإنْ كنت صدقته فيما كان يقوله، وأجزت له ذلك كما يفعل أَهْل هَذَا الزّمان، سماني موافقًا، وإنْ وقفتُ فِي حرف من قوله، وَفِي شيء من فِعله، سماني مخالفًا. وإنْ ذكرتُ فِي واحدٍ منهما أن الكتاب والسُّنّة بخلاف ذلك، سماني خارجيًّا. وإنْ قُرئ عليَّ حديثٌ فِي التوحيد، سماني مشبِّهًا، وإنْ كان فِي الرؤية سماني سالميًّا.

إِلَى أن قال: وأنا متمسكٌ بالكتاب والسُّنّة، متبرّئ إِلَى اللَّه من الشِّبْه والمِثْل، والضد والنّد، والجسم والأعضاء والآلات متبرّئ إِلَى اللَّه مِن كل ما يشبه الناسبون إليَّ ويدّعيه المدَّعون عليّ، مِن أن أقول فِي اللَّه شيئًا مِن ذلك، أو قلته، أو أراه، أو أتوهّمه، أو أتجرّأه، أو أنتحله [1] ، أو أصفه به [2] ، وإن كان على وجه الحكاية. سبحانه وتعالى عمّا يقولُ الظالمون عُلُوًّا كبيرًا.

وقال أبو زكريا يحيى بن منده: كان عميّ رحمه الله سيفًا على أَهْل البِدَع، وأكبر من أن يُثني عليه مثلي. كان والله آمرا بالمعروف، ناهيا عن المنكر، وفي الغدوّ والآصال ذاكرًا، ولنفِسه فِي المصالح قاهرًا. فأعقب اللَّه من ذَكَره بالشّرّ الندامة إِلَى يوم القيامة. وكان عظيم الحِلْم كثير العلم [3] .

وُلِد سنة ثلاثٍ وثمانين [4] .

قرأت عليه حكاية شُعْبة: مَن كتبَ عَنْهُ حديثًا فأنا له عبدٌ. فقال عمي: من كتب عني حديثًا فأنا له عبد [5] .

[1] إلى هنا في: ذيل طبقات الحنابلة 1/ 28، 29، وتذكرة الحفّاظ 3/ 1167.

[2]

إلى هنا في: سير أعلام النبلاء 18/ 351.

[3]

سير أعلام النبلاء 18/ 352، ذيل طبقات الحنابلة 1/ 28.

[4]

تقدّم في أول الترجمة أنه ولد سنة 381، وانظر التعليق في الحاشية.

[5]

سير أعلام النبلاء 18/ 352.

ص: 330

وسمعت أبي أبا عمرو يقول: اتّفق أن ليلةً كُنَّا مجتمعين للإفطار فِي رمضان، وكان الحَرُّ شديدًا. وكنا نأكل ونشرب. وكان عَبْد الرَّحْمَن يأكل ولا يشرب، فقلتُ أَنَا على سبيل اللَّعِب: مِن عادة أخي أن يأكل ليلةً ولا يشرب، ويشرب ليلةً أخرى ولا يأكل.

قال: فَمَا شرب تلك الليلة. وَفِي الليلة الآتية كان يشرب ولا يأكل. فَلَمَّا كَانَتِ الليلة الثالثة قال: أيها الأخ، لا تلعب بعد هَذَا بِمِثْلِه، فَإِنِّي ما اشتهيت أن أكذِّبك [1] .

قلت: وقال الدّقّاق فِي رسالته: أول شيخ سمعتُ منه الشَّيْخ الْإِمَام السّيّد السديد الأوحد أبو القاسم بْن مَنْدَهْ، فرزقني اللَّه جل جلاله ببركته وحُسْن نيّته، وجميل سيرته، وعزيز طريقته، فَهْم حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. وَكَانَ جِذْعًا فِي أعيُن المخالفين أَهْل البِدَع والتّبدّع المتنطّعين. وكان مِمَّنْ لا يخاف فِي اللَّه لومه لائم. ووَصْفُه أكثر من أن يُحْصَى [2] .

ذكر أبو بَكْر أَحْمَد بْن هبة اللَّه بْن أَحْمَد اللُّورُدجاني [3] أنه سمع من لفظ أَبِي القاسم سعد الزنجاني بمكة يقول: حفظ اللَّه الْإِسْلَام برجُلَين أحدهما بإصبهان، والآخر بهَرَاة عَبْد الرَّحْمَن بْن مَنْدَهْ، وعبد اللَّه بْن مُحَمَّد الْأَنْصَارِيّ [4] .

وقال السمعاني: سمعتُ الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الرّضا العَلَويّ يقول:

سمعتُ خالي أَبَا طَالِب بْن طَبَاطَبَا يقول: كنت أشتمُ أبدًا عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عَبْد اللَّه بْن مَنْدَهْ إذا سمعتُ ذِكره، أو جرى ذِكْره فِي محفَل، فسافرت إِلَى جَرْباذَقْان [5] ، فرأيت أمير المؤمنين عُمَر بْن الخطاب رضي الله عنه في المنام،

[1] سير أعلام النبلاء 8/ 352.

[2]

تذكرة الحفّاظ 3/ 1167، سير أعلام النبلاء 18/ 352، ذيل طبقات الحنابلة 1/ 28.

[3]

اللّوردجاني: نسبة إلى لوردجان، من ناحية كور الأهواز. (معجم البلدان 5/ 25) .

[4]

المنتظم 8/ 315، تذكرة الحفّاظ 3/ 1167، سير أعلام النبلاء 18/ 352، 353.

[5]

جرباذقان: بالفتح. قال ياقوت: والعجم يقولون: كرباذكان. بلدة قريبة من همذان بينهما وبين الكرج وأصبهان، كبيرة ومشهورة. وجرباذقان أيضا: بلدة بين أستراباذ وجرجان من نواحي طبرستان. (معجم البلدان) .

وقد تحرّفت في (فوات الوفيات) إلى: «جرداباقان» .

ص: 331

ويده فِي يد رَجُل عليه جُبّة زرقاء، وَفِي عينه نكتة، فسلّمتُ عليه، فلم يردّ وقال: لِمَ تشتُم هَذَا إذا سمعتَ اسمه؟ فَقِيل لي فِي المنام: هَذَا أمير المؤمنين عُمَر، وهذا عَبْد الرَّحْمَن بْن مَنْدَهْ.

فانتبهت، ثُمَّ رجعتُ إِلَى إصبهان، وقصدت الشَّيْخ عَبْد الرَّحْمَن، فَلَمَّا دخلت عليه ورأيته، صادفته على النَّعْت الَّذِي رَأَيْته فِي المنام، وعليه جُبّة زرقاء، فلمّا سلمت عليه قال: وعليك السلام يا أَبَا طَالِب. وقبل ذلك ما رآني ولا رَأَيْته، فقال لي قبل أن أكلّمّه: شيءٌ حرَّمه اللَّه ورسوله، يجوز لنا أنْ نُحِلَّه؟

فقلتُ له: اجعلني فِي حِلٍّ. ونَشَدْتُه اللَّه، وقبّلتُ عينيه، فقال: جعلتك فِي حِلٍّ فيما يرجع إليَّ [1] .

قال السمعاني: سَأَلت أَبَا القاسم إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن الفضل الحافظ، عن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عَبْد اللَّه، فسكت ساعة وتوقّف، فراجعته، فقال: سمع الكثير، وخالف أَبَاهُ فِي مسائل، وأعَرض عَنْهُ مشايخ الوقت، وما تركني أَبِي أسمع منه.

ثُمَّ قال: كان أخوه خيرًا منه [2] .

وقال المؤيّد ابن الإخوة: سمعت عَبْد اللطيف بْن أَبِي سعد الْبَغْدَادِي، سمعت أَبِي، سمعتُ صاعد بْن سيّار الهَرَويّ: سمعت الْإِمَام عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الْأَنْصَارِيّ يقول فِي عَبْد الرَّحْمَن بْن مَنْدَهْ: كان مَضَرّته فِي الْإِسْلَام أكثر من مَنْفَعَته [3] .

ذكر يحيى أن عمّه تُوُفّي فِي سادس عشر شوال، وغسّله أَحْمَد بْن مُحَمَّد

[1] تذكرة الحفّاظ 3/ 1167، 1168، سير أعلام النبلاء 18/ 353، فوات الوفيات 2/ 288، 289، ذيل طبقات الحنابلة 1/ 29.

[2]

تذكرة الحفّاظ 3/ 1168، سير أعلام النبلاء 18/ 353، ذيل طبقات الحنابلة 1/ 28.

[3]

التقييد لابن نقطة 337، تذكرة الحفّاظ 3/ 1168، سير أعلام النبلاء 18/ 353، 354، ذيل طبقات الحنابلة 1/ 28، وفيه قال ابن رجب:«وهذا ليس بفادح- إن صحّ- فإن الأنصاريّ والتيميّ وأمثالهما يقدحون بأدنى شيء ينكرونه من مواضع النزاع، كما هجر التيمي عبد الجليل الحافظ كوباه على قوله: «ينزل بالذات» ، وهو في الحقيقة يوافقه على اعتقاده، لكن أنكر إطلاق اللفظ لعدم الأثر به» .

ص: 332

البقال، وصلى عليه أخوه عَبْد الوهاب، وحضَر جنازته مَن لا يعلم عدَدَهم إلا اللَّه عز وجل [1] .

وأوّل ما قُرِئ عليه الحديث سنة سبع وأربعمائة [2] .

سمع عليه: عليّ بْن عَبْد الْعَزِيز بْن مُقرِن [3] .

324-

عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرحمن [4] .

أبو القاسم النّيسابوريّ، المعروف بالحافظ.

قدم همذان فِي هَذَا العام، وحدَّث عن: أَبِي إسحاق إبراهيم بن محمد

[1] المنتظم 8/ 315.

[2]

سير أعلام النبلاء 18/ 354، تذكرة الحفّاظ 3/ 1168.

[3]

تذكرة الحفّاظ 23/ 1168، وقال ابن الأثير:«وله طائفة ينتمون إليه في الاعتقاد من أهل أصبهان، يقال لهم العبد رحمانيّة» . (الكامل 10/ 108)(المختصر في أخبار البشر 2/ 193)(تاريخ ابن الوردي 1/ 379) .

وقال المؤلّف الذهبي- رحمه الله: «أطلق عبارات بدّعه بعضهم بها، الله يسامحه، وكان زعرا على من خالفه، فيه خارجيّة، وله محاسن، وهو في تواليفه حاطب ليل، يروي الغثّ والسمين، وينظم رديء الخرز مع الدّرّ الثمين» . (سير أعلام النبلاء 18/ 354) .

ونقل اليافعي أن الذهبي قال: وفيه تسنّن مفرط أوقع ببعض العلماء في الكلام في معتقده وتوهموا في التجسيم. قال: وهو بريء منه فيما علمت، ولكن لو قصر من شأنه لكان أولى به.

قال اليافعي: وكلام الذهبي هذا يحتاج إلى إيضاح، فقوله «فيه تسنن مفرط» أي مبالغ في الأخذ بظواهر السّنّة والاستدلال بها وجحد حملها على التأويل. وقوله:«أوقع بعض العلماء» يعني بعض العلماء المتكلمين المتأوّلين. وقوله: «توهّموا فيه التجسيم» ، لأن الجري على اعتقاد الظواهر ومنع التأويل فيها يدل على ذلك، والكلام فيه يطول، وقد أوضحت ذلك في الأصول. وقوله:«لو قصّر من شأنه لكان أولى به أي لو ترك المبالغة في التظاهر بذلك والاستشهاد به لكان أولى. وأما قوله: «وهو بريء منه» فشهادة على أمر باطن والله أعلم بحقيقته نهاية مأثم أنه ما يصرّح بالتجسيم بلسانه لكن يقول بالجهة، وأسلم ما في ذلك أنه يلزم منه القول بالتجسيم وفي لزوم المذهب خلاف مشهور عند العلماء هل هو مذهب أم لا، هذا إذا اقتصر على اعتقاد الجهة: فأما إذا اعتقد الحركة والنزول والجارحة فصريح في الجسم، لا دوران حوله. (مرآة الجنان 3/ 99، 100) .

ولابن مندة تصانيف كثيرة، منها:«حرمة الدّين» ، وكتاب «الردّ على الجهميّة» بين فيه بطلان ما روى عن الإمام أحمد في تفسير حديث:«خلق الله آدم على صورته» بكلام حسن. وله كتاب «صيام يوم الشك» . (ذيل طبقات الحنابلة 1/ 29) .

[4]

لم أجد مصدر ترجمته.

ص: 333

الإسفرائيني، وأبي العلاء صاعد بْن مُحَمَّد، ويحيى بْن إِبْرَاهِيم المزكيّ.

325-

عَبْد الرزّاق بْن سلْهب الأصبهاني [1] .

صالح خير.

روى عن: أَبِي عَبْد الله بن مندة.

وقع من سُلَّمٍ فمات فِي ذي القعدة.

وكان خيّاطًا.

326-

عَبْد الكريم بْن أَبِي حاتم السِّجِسْتانيّ [2] .

أبو بِشْر الحافظ.

تُوُفّي فِي هَذَه السنة بسِجِسْتان.

327-

عَبْد الملك بْن عَبْد الرَّحْمَن [3] .

أبو سعْد السَّرْخَسِيّ الحنفي. من علماء بغداد.

ولي قضاء البصرة، وبها مات فِي شوال [4] .

سمع من: هلال الحفار ببغداد، ومن عليّ بْن مُحَمَّد الطّرّازي بنيسابور، ومن عليّ بْن مُحَمَّد بْن نصر الدِّينَوري.

كتب عَنْهُ: أبو طاهر بْن سوار، وغيره.

ورَوَى عَنْهُ: عَبْد المغيث بْن مُحَمَّد العَبْديّ [5] .

328-

عَبْد الملك بْن عَبْد الغفار بن محمد [6] .

[1] لم أجد مصدر ترجمته.

[2]

لم أجد مصدر ترجمته.

[3]

انظر عن (عبد الملك بن عبد الرحمن) في: ذيل تاريخ بغداد لابن النجار 15/ 96- 99 رقم 27، والجواهر المضيّة 2/ 470، 471، والطبقات السنية، رقم 1333.

[4]

قال ابن النّجار: شهد عند قاضي القُضاة أَبِي عَبْد اللَّه بن ماكولا في يوم الخميس لسبع يقين من شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة، فقبل شهادته، وولي قضاء البصرة ومضى إليها وحدّث بها وبأصبهان. (ذيل تاريخ بغداد 15/ 97) .

[5]

في ذيل تاريخ بغداد 15/ 98 «البردي» ، وكان من عباد الله الصالحين. وقد سمع أبا سعد في ربيع الأول سنة 469.

[6]

انظر عن (عبد الملك بن عبد الغفار) في: البداية والنهاية 12/ 118 وفيه: «عبد الملك بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْعَزِيز بْن مُحَمَّد بْن المظفّر بن علي يلقّب ببجير» .

ص: 334

أبو القاسم الهمذانيّ الفقيه الملقّب ينجير.

روى عن: أَبِيه، وأبي طاهر بْن سَلَمَة، وأبي سَعِيد بْن شبَانة، وابن عبدان، وأبي القاسم بْن بِشْران، والحسن بْن دُوما النّعّالي، وأبي نُعَيْم الحافظ، والحسين الفلاكيّ.

قال شيروَيْه: سمعتُ منه، وكان فقيهًا حافظًا، أحد أولياء اللَّه. ما رأيتُ مثله. تُوُفّي فِي المحرَّم.

كان يكتب لنا ويقرأ لنا.

قلت: رَوَى عَنْهُ: أَحْمَد بْن سعد العجلي، وأبو بَكْر مُحَمَّد بْن بطال، لقِيه بهمذان.

329-

عَبْد الوهاب بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان [1] .

أبو عمرو بْن أَبِي عقيل السلمي النَّيْسابوريّ المائقي [2] ابن خال الأستاذ أَبِي القاسم القُشَيْري [3] .

شيخ كبير نبيل ثقة، من كبار شيوخ الصُّوفية العارفين بلغة القوم ورموزهم فِي الحقائق.

تُوُفّي فِي حدود هَذِهِ السنة.

سمع: أَبَا طاهر بْن مَحْمِش، وعبد اللَّه بْن يوسف.

وببغداد: أَبَا الحسين بْن بِشْران.

رَوَى عَنْهُ: حفيده عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ الوهّاب، وأبو الأسعد هبة الرحمن القشيريّ.

[1] انظر عن (عبد الوهاب بن عبد الرحمن) في: الأنساب 11/ 108، 109، ومعجم البلدان 5/ 50، واللباب 3/ 158.

[2]

المائقي: بفتح الميم، والياء المكسورة المنقوطة من تحتها باثنتين بعد الألف، وفي آخرها القاف. هذه النسبة إلى مائق الدّشت، وهي قرية بنواحي أستوا من نواحي بنيسابور. (الأنساب) قال ياقوت: ومعنى الدّشت بالفارسية. الصحراء. (معجم البلدان) .

[3]

وختنه على ابنته الكبرى من أسباط أبي علي الدقّاق، وشريك الأستاذ أبي القاسم القشيري في الإرادة والانتماء إلى الدّقّاق. له الأحوال السنية، والكلمات والأشعار بالفارسية في بيان الطريقة والمجاهدات والرياضات. (الأنساب 11/ 109) .

ص: 335

وعادل القُشَيْريّ فِي المحمل إِلَى الحجاز.

330-

عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عُثْمَان [1] .

أبو مُحَمَّد بْن أَبِي الحديد، السلمي الدَّمشقيّ المعدل.

سمع: جَدّه، وأباه، وعبد الرحمن بن أبي نصر.

روى عنه: غيث بْن علي، وعمر الرَّؤاسي، وأبو القاسم النسيب.

روى عن جَدّه شيئًا يسيرًا [2] .

331-

عليّ بْن الْحَسَن بْن عليّ العطار [3] .

أخو فاطمة بِنْت الأقرع.

سمع من: ابن مخلد «جزء ابن عَرَفَة» .

وعنه: القاضي أبو بَكْر.

332-

عليّ بْن الْحَسَن بْن القاسم بْن عنان [4] .

القاضي أبو الْحَسَن الأَسَدَاباذي، نزيل قسنان.

روى عن: القاضي أَبِي مُحَمَّد عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّيْميّ.

قال شِيرُوَيْه: سمعت منه، وكان صدوقًا متعبّدًا فاضلًا. ومولده سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة.

333-

عليّ بْن الخَضِر بْن عبدان بْن أَحْمَد بْن عبدان [5] .

أبو الْحَسَن الدَّمشقيّ المعدل.

حدَّث عن: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصْر، ومنصور بْن رامش.

رَوَى عَنْهُ: طاهر الخُشُوعي، وهبة اللَّه بْن الأكفاني، وأبو الْحَسَن بْن المسلم.

[1] انظر عن (عبيد الله بن عبد الواحد) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 25/ 358، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 15/ 340 رقم 328.

[2]

وكان مولده سنة 392 هـ.

[3]

لم أجد مصدر ترجمته.

[4]

لم أجد مصدر ترجمته.

[5]

انظر عن (علي بن الخضر) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 29/ 141، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 17/ 279 رقم 150.

ص: 336