المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ حرف الألف - تاريخ الإسلام - ت تدمري - جـ ٣١

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد الحادي والثلاثون (سنة 461- 470) ]

- ‌الطبقة السابعة والأربعون

- ‌سنة إحدى وستين وأربعمائة

- ‌[حَرِيقُ جَامِعِ دِمَشْقَ]

- ‌[تَغَلَّبَ حِصْنُ الدَّوْلَةِ عَلَى دِمَشْقَ]

- ‌[وُصُولُ الرُّومِ إِلَى الثُّغُورِ]

- ‌سنة اثنتين وستين وأربعمائة

- ‌[نزول ملك الروم على منبج]

- ‌[محاصرة أمير الجيوش صور]

- ‌[إعادة الخطبة للعباسيّين بمكة]

- ‌[القحط في مصر]

- ‌سنة ثلاث وستين وأربعمائة

- ‌[الخطبة في حلب للخليفة القائم]

- ‌[مسير ألب أرسلان إلى حلب]

- ‌[موقعة منازكرد]

- ‌[مسير أَتْسِز بن أبق في بلاد الشام]

- ‌سنة أربع وستين وأربعمائة

- ‌[فتح نظام الملك حصن فضلون]

- ‌[الوباء في الغنم]

- ‌[وفاة قاضي طرابلس ابن عمار]

- ‌[تملك جلال الملك طرابلس]

- ‌سنة خمس وستين وأربعمائة

- ‌[مقتل ألب أرسلان]

- ‌[انتقال السلطنة إلى نظام الملك]

- ‌[الفتنة بين جيش المستنصر العبيدي والعبيد والعربان]

- ‌[تغلب العبيد على ابن حمدان]

- ‌[انكسار ابن حمدان أمام المستنصر]

- ‌[تغلب ابن حمدان على خصومه من جديد]

- ‌[رواية ابن الأثير عن الغلاء في مصر]

- ‌[مصالحة الأتراك لناصر الدولة ابن حمدان]

- ‌[الحرب بين ابن حمدان وتاج الملك شاذي]

- ‌[اضمحلال أمر المستنصر]

- ‌[تفرق أولاد المستنصر]

- ‌[المبالغة في إهانة المستنصر]

- ‌[قتل ابن حمدان]

- ‌[ولاية بدر الجمالي مصر]

- ‌[ولاية الأفضل]

- ‌سنة ستّ وستّين وأربعمائة

- ‌[الغرق العظيم ببغداد]

- ‌[رواية ابن الجوزي]

- ‌[رواية ابن الصّابيء]

- ‌[أخْذُ صاحب سمرقند مدينة تِرْمِذ]

- ‌[وفاة إياس ابن صاحب سمرقند]

- ‌[بناء قلعة صَرْخَد]

- ‌سنة سبع وستين وأربعمائة

- ‌[دخول بدر الجمالي مصر وتمهيدها]

- ‌[وفاة الخليفة القائم بأمر الله]

- ‌[وزارة ابن جهير]

- ‌[أخذ البيعة من السلطان ملك شاه]

- ‌[قطع الخطبة للعباسيين بمكة]

- ‌[اختلاف العرب بإفريقية]

- ‌[حريق بغداد]

- ‌[تحديد المنجمين موعد النيروز]

- ‌[عمل الرّصد للسلطان ملك شاه]

- ‌[وفاة صاحب حلب]

- ‌سنة ثمان وستين وأربعمائة

- ‌[استرجاع منبج من الروم]

- ‌[محاصرة أَتْسِز دمشقَ]

- ‌[هرب المعلى من دمشق وقتله]

- ‌[ولاية المصمودي دمشق]

- ‌[عودة أَتْسِز إلى دمشق]

- ‌سنة تسع وستين وأربعمائة

- ‌[انهزام أَتْسِز عن مصر]

- ‌[دخول أَتْسِز دمشق]

- ‌[الفتنة بين القُشَيري والحنابلة]

- ‌[رواية ابن الأكفاني عن كسْرة أَتْسِز]

- ‌[رواية ابن القلانسي]

- ‌سنة سبعين وأربعمائة

- ‌[الصلح بين ابن باديس وابن علناس]

- ‌[الفتنة ببغداد]

- ‌[نزول ناصر الدولة الجيوشي على دمشق]

- ‌[نزول تتش على حلب]

- ‌[منازلة دمشق ثانية]

- ‌المتوفون في هذه الطبقة

- ‌سنة إحدى وستين وأربعمائة من المشاهير

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة اثنتين وستين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الثاء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الذال

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الْعَيْنِ

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌الكنى

- ‌سنة ثلاث وستين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة أربع وستين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌الكنى

- ‌سنة خمس وستين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ست وستين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة سبع وستين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الْعَيْنِ

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ثمان وستين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الظاء

- ‌ حرف الْعَيْنِ

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة تسع وستين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف الْعَيْنِ

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة سبعين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف الْعَيْنِ

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌المتوفون تقريبًا

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف التاء

- ‌ حرف الثاء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الْعَيْنِ

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الواو

الفصل: ‌ حرف الألف

‌سنة ثلاث وستين وأربعمائة

-‌

‌ حرف الألف

-

63-

أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن الأزهر [1] .

النيسابوري الشروطي [2] ، أَبُو حامد الأزهري.

من أولاد المحدثين.

سَمِعَ مِنْ: أَبِي مُحَمَّد الْمَخْلَدِيّ، وأبي سَعِيد بْن حمدون، والخفّاف.

وأصوله صحيحة [3] .

رَوَى عَنْهُ: زاهر، ووجيه ابنا الشّحّامِي، وعبد الغافر بْن إِسْمَاعِيل وآخرون.

توفي فِي رجب. وولد فِي سنة أربعٍ وسبعين وثلاثمائة، وله خبرة بالشروط.

64-

أَحْمَد بْن علي بْن ثابت بن أحمد بن مهديّ [4] .

[1] انظر عن (أحمد بن الحسن الشروطي) في: التقييد لابن نقطة 135 رقم 152، والعبر 3/ 252، وتذكرة الحفاظ 3/ 1131، والإعلام بوفيات الأعلام 191، والمعين في طبقات المحدّثين 133 رقم 1466 وسير أعلام النبلاء 18/ 254، 255 رقم 127، ومرآة الجنان 3/ 87، وشذرات الذهب 3/ 311.

[2]

الشروطي: بضم الشين المعجمة والراء المهملة. هذه النسبة لمن يكتب الصكاك والسجلّات لأنها مشتملة على الشروط، فقيل لمن يكتبها الشروطي. (الأنساب) .

[3]

في التقييد: «سمع منه البلديون من أصول صحيحة» .

[4]

انظر عن (أحمد بن علي بن ثابت) في: المنتظم 8/ 265- 270 رقم 312 (16/ 129- 135 رقم 3407) ، والأنساب 5/ 166، وأدب الإملاء والاستملاء لابن السمعاني 173، وتبيين كذب المفتري 268- 271، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 3/ 72- 80، وتاريخ دمشق (أحمد بن عتبة- أحمد بن محمد بن المؤمّل) 7/ 22- 30، وفهرسة ما رواه عن شيوخه

ص: 85

الحافظ أَبُو بَكْر الخطيب، الْبَغْدَادِيّ.

أحد الحفاظ الأعلام، ومن خُتِم به إتقان هَذَا الشأن. وصاحب التصانيف المنتشرة فِي البلدان.

وُلِد سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، وكان أَبُوهُ أَبُو الْحَسَن الخطيب قد قرأ على أَبِي حَفْص الكتّاني، وصار خطيب قرية درزيجان، إحدى قرى العراق،

[ (-) ] للإشبيلي 181- 182، ومعجم الأدباء 4/ 13- 45، ومعجم السفر (المصوّر) 2/ 345، 455، 406، 407، ومعجم البلدان 1/ 158، ومعجم الألقاب لابن الفوطي ج 4 ق 2/ 1127، والتقييد لابن نقطة 153- 155 رقم 176، والإستدراك (مخطوط) له، ورقة 4 ب- 5 أ، واللباب 1/ 453، 454، والكامل في التاريخ 10/ 68، وتاريخ دولة آل سلجوق 45، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 105 (في حوادث سنة 464 هـ-.) والمنتخب من السياق 107 رقم 236، ووفيات الأعيان 1/ 92، 93، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 3/ 173- 176 رقم 210، ومختار ذيل تاريخ بغداد المعروف بتاريخ ابن منظور (مخطوطة كمبرج) 63- 65، والمختصر في أخبار البشر 2/ 187، والمعين في طبقات المحدّثين 133 رقم 1417، والرواة الثقات 51 رقم 9، وسير أعلام النبلاء 18/ 270- 296 رقم 137، وتذكرة الحفاظ 3/ 1135- 1146، والعبر 3/ 253، والإعلام بوفيات الأعلام 191، وتذكرة الحفاظ لابن عبد الهادي 4/ 2، وتاريخ ابن الوردي 1/ 375، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد للدمياطي 18/ 54- 61، ومرآة الجنان 3/ 87، 88، والبداية والنهاية 12/ 101- 103 و (10/ 144) ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 12، والوافي بالوفيات 7/ 190- 199، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 201- 203، والوفيات لابن قنفذ 251، 252 رقم 463، وتاريخ الخميس 2/ 400، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 246- 248 رقم 201، والنجوم الزاهرة 5/ 87، وطبقات الحفاظ 434- 436، وتاريخ الخلفاء 423، وبغية الوعاة 1/ 158، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 164- 166، وكشف الظنون، 209، 288 و 2/ 1637، وشذرات الذهب 3/ 311، 312، وروضات الجنات 78، 79، وديوان الإسلام 2/ 215، 216 رقم 845، وإيضاح المكنون 1/ 30، 80، وهدية العارفين 1/ 79، وديوان الإسلام 2/ 215، 216 رقم 845، وإيضاح المكنون 1/ 30، 80، وهدية العارفين 1/ 79، والرسالة المستطرفة 52، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 399- 402، ودائرة المعارف الإسلامية 8/ 391- 393، وتاريخ آداب اللغة العربية 2/ 324، وتأنيب الخطيب للكوثري، الفهرس التمهيدي 165، 370، وموارد الخطيب للدكتور أكرم ضياء العمري 11- 84، وعلم التاريخ عند المسلمين لروزنثال (انظر فهرس الأعلام) 778، والأعلام 1/ 166، ومعجم المؤلفين 2/ 3، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 333- 349 رقم 162، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 434 رقم 982.

درزيجان: هكذا جوّدت في الأصل، بفتح أوله، وسكون ثانيه، وزاي مكسورة، وياء مثنّاة من تحت، وجيم، وآخره نون. قرية كبيرة تحت بغداد على دجلة بالجانب الغربي. (معجم البلدان 2/ 450) وقال حمزة: كانت درزيجان إحدى المدن السبع التي كانت للأكاسرة، وبها

ص: 86

فحض ولده أَبَا بَكْر على السماع فِي صغره، فسمع وله إحدى عشرة سنة، ورحل إِلَى البصرة وهو ابن عشرين سنة، ورحل إِلَى نيسابور وهو ابن ثلاث وعشرين سنة. ثُمَّ رحل إِلَى إصبهان. ثُمَّ رحل فِي الكهولة إلى الشّام، فسمع: أبا عمر ابن مهدي الفارسي، وابن الصلت الأهوازي، وأبا الْحُسَيْن بْن المتيم، وأبا الْحَسَن بْن رزقويه، وأبا سعد الماليني، وأبا الفتح بْن أبي الفوارس، وهلال بن محمد الحفار، وأبا الحسين بن بِشْران، وأبا طَالِب مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن بَكْر، والحسين بْن الحسن الجواليقي الراوي عن مخلد العطّار، وأبا إسحاق إبراهيم ابن مخلد الباقرحي [1] ، وأبا الْحَسَن مُحَمَّد بْن عُمَر البلدي المعروف بابن الحِطراني [2] ، والحسين بْن مُحَمَّد العُكْبَرِيّ [3] الصّائغ، وأبا العلاء مُحَمَّد بْن الْحَسَن الورّاق، وأُممًا سواهم ببغداد.

وأبا عُمَر القاسمي بن جعفر الهاشمي راوي «السُّنَن» ، وعلي بْن القاسم الشاهد، والحسن بْن علي السابوري، وجماعة بالبصرة.

وأبا بَكْر أَحْمَد بْن الحسن الحِيري، وأبا حازم عمر بن أحمد العبدوييّ، وأبا سعيد محمد بن موسى الصيرفي، وعلي بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الطِّرَازي [4] ، وأبا القاسم عَبْد الرَّحْمَن السّرّاج، وجماعة من أصحاب الأصَمّ فَمَن بعده بنَيْسابور.

وأبا الْحَسَن بْن علي بن يحيى بن عبد كويه، ومحمد بن عبد الله بن

[ (-) ] سمّيت المدائن المدائن، وأصلها درزيندان فعرّبت على درزيجان. وقد تحرّفت في (البداية والنهاية 12/ 101) إلى: درب ريحان، وفي (تهذيب تاريخ دمشق) إلى:«دريحان» .

[1]

الباقر حيّ: بفتح الباء والقاف وسكون الراء وفي آخرها الحاء المهملة، هذه النسبة إلى باقرح وهي قرية من نواحي بغداد، (الأنساب 2/ 48) .

[2]

الحطراني: بكسر الحاء وسكون الطاء المهملتين وفتح الراء وفي آخرها النون بعد الألف.

(الأنساب 4/ 169) وقد ضبطها بالأصل بكسر الحاء وسكون الطاء.

[3]

العكبريّ: بضم العين وفتح الباء الموحّدة، وقيل: بضم الباء أيضا، والصحيح بفتحها. نسبة إلى بلدة على الدجلة فوق بغداد بعشرة فراسخ من الجانب الشرقي. (الأنساب 9/ 27، 28) .

[4]

الطّرازي: بكسر الطاء المهملة، وفتح الراء، وفي آخرها الزاي بعد الألف، هذه النسبة إلى من يعمل الثياب المطرّزة، أو يستعملها، (الأنساب 8/ 224) .

ص: 87

شهريار، وأبا نُعَيْم أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه الحافظ، وأبا عَبْد اللَّه الحمال، وطائفة بإصبهان.

وأبا نصر أَحْمَد بْن الْحُسَيْن الكسار، وجماعة بالدينور.

ومحمد بْن عِيسَى، وجماعة بَهَمذَان.

وسمع بالكوفة، والرِّيّ، والحجاز، وغيرها. وقدِم دمشقَ فِي سنة خمسٍ وأربعين ليحج منها، فسمع بها: أبا الحسين محمد بن عبد الرحمن بن أَبِي نصر، وأبا علي الأهوازي، وخلقًا كثيرًا حَتَّى سمع بها عامة رُواة عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر، لأنه سكنها مدة.

وتوجه إِلَى الحج من دمشق فحج [1] ، ثُمَّ قدمها سنة إحدى وخمسين فسكنها، وأخذ يُصنِّف فِي كُتُبه، وحدَّث بها بعامة تواليفه.

روى عَنْهُ من شيوخه: أَبُو بَكْر البرقاني، وأبو القاسم الأزْهري، وغيرهما.

ومِن أقرانه خَلْقٌ منهم: عَبْد الْعَزِيز بْن أَحْمَد الكتاني، وأبو القاسم بْن أَبِي العلاء.

وممّن روى هُوَ عَنْهُ فِي تصانيفه فرووا عَنْهُ: نصْر المقدسي الفقيه، وأبو الفضل أَحْمَد بْن خَيْرون، وأبو عَبْد اللَّه الحميديّ، وغيرهم.

[1] كان حجّة سنة 446 هـ-. فقد رافقه في تلك السنة الفقيه سليم بن أيوب الرازيّ نزيل صور، وتوفي وهو عائد من الحجّ في بحر القلزم أول سنة 447 هـ-. كما رافقه إلى الحج في تلك السنة:«غيث بن علي الأرمنازي» المؤرّخ الصوريّ المتوفى سنة 509 هـ-.

قال غيث: كان الخطيب معنا في طريق الحج، وكان يختم كل يوم ختمة إِلَى قرب الغياب قراءة ترتيل. وقال: قلت للخطيب البغدادي: عظني، فقال: احذر نفسك التي هي أعدى أعدائك أن تتابعها على هواها فذاك أعضل دائك، واستشرف الخوف من الله تعالى بخلافها، وكرّر على قلبك ذكر نعوتها وأوصافها فإنّها لأمّارة بالسوء والفحشاء، والموردة من أطاعها موارد العطب والبلاء، واعمد في جميع أمورك إلى تحرّي الصدق، ولا تتبع الهوى فيضلّك عن سبيل الله، وقد ضمن الله لمن خالف هواه أن يجعل جنّة الخلد قراره ومأواه، ثم أنشد لنفسه:

إن كنت تبغي الرشاد محضا

في أمر دُنياك والمَعَادِ

فخالِفِ النَّفْس فِي هواها

إن الهوى جامع الفساد

(البداية والنهاية 10/ 144) .

ص: 88

ورَوَى عَنْهُ: الأمير أَبُو نصر عليّ بْن ماكولا، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد السَّمَرْقَنْدي، وأبو الْحُسَيْن بْن الطُّيُوري، ومحمد بْن مرزوق الزَّعْفراني، وأبو بكر ابن الخَاضِبة، وأبو الغنائم أُبَيّ النَّرْسيّ.

وَفِي أصحابه الحفّاظ كثرة، فضلًا عن الرُّواة.

قال الحافظ ابن عساكر [1] : ثنا عَنْهُ: أَبُو القاسم النسيب، وأبو مُحَمَّد بْن الأكفاني، وأبو الْحَسَن بْن قُبَيس، ومحمد بْن عليّ بْن أَبِي العلاء، والفقيه نصْر اللَّه بْن مُحَمَّد اللّاذقي، وأبو تراب حَيْدرة، وغَيْث الأرمنازي، وأبو طاهر بْن الْجَرْجَرائي، وعبد الكريم بْن حَمْزَة، وطاهر بْن سهل، وبركات النّجّاد، وأبو الْحُسَيْن [2] بْن سَعِيد، وأبو المعالي بْن الشُّعَيري، بدمشق.

والقاضي أَبُو بَكْر الأنصاري، وأبو القاسم بْن السَّمَرْقَنْدي، وأبو السعادات أَحْمَد المتوكلي، وأبو القاسم هبة اللَّه الشُّرُوطي، وأبو بكر المزرفيّ [3] ، وأحمد ابن عَبْد الواحد بْن زُرَيْق [4] ، وأبو السُّعود بْن المجلي، وأبو منصور عبد الرحمن ابن رزيق [5] الشَّيْباني، وأبو مَنْصُور مُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن خَيْرون، وبدر بْن عَبْد اللَّه الشِّيحيّ ببغداد.

ويوسف بْن أيوّب الهَمَذَاني، بمَرْو.

قلتُ: وكان من كبار فقهاء الشّافعيّة. تفقّه على أَبِي الْحَسَن بْن المَحَامِلي، وعلى القاضي أَبِي الطّيّب.

وقال ابن عساكر [6] : أنا أبو مَنْصُور بْن خَيْرُون: ثنا الخطيب قال: وُلِدتُ في جمادى الآخرة سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، وأول ما سمعت فِي المحرَّم سنة ثلاثٍ وأربعمائة.

[1] في تاريخ دمشق (أحمد بن عتبة- أحمد بن محمد بن المؤمّل) 7/ 22، 23.

[2]

في تاريخ دمشق 7/ 23: «أبو الحسن» .

[3]

المزرفيّ: بفتح الميم وسكون الزاي وفتح الراء وفي آخرها الفاء، هذه النسبة إلى المزرفة، وهي قرية كبيرة بغربي بغداد على خمسة فراسخ منها. (الأنساب 11/ 275) ،

[4]

بتقديم الزاي.

[5]

بتقديم الراء.

[6]

في تاريخ دمشق 7/ 24.

ص: 89

وقال: استشرتُ البَرْقانيّ فِي الرحلة إِلَى ابن النحاس بمصر، أو أخرج إِلَى نَيْسابور إِلَى أصحاب الأصم، فقال: إنك إنْ خرجت إِلَى مصر إنما تخرج إِلَى رَجُل واحد، إنْ فاتَكَ ضاعتْ رحلتك. وإنْ خرجتَ إِلَى نَيْسابور ففيها جماعة، إنْ فاتَكَ واحدٌ أدركتَ من بقي. فخرجت إِلَى نَيْسابور.

وقال الخطيب فِي تاريخه [1] : كنت كثيرا أذاكر البرقانيّ بالأحاديث، فيكتبها عني ويُضَمِّنها جُمُوعَه. وحدَّث عني وأنا أسمع، وَفِي غيبتي.

ولقد حدَّثني عِيسَى بْن أَحْمَد الهَمَذَانيّ: أَنَا أَبُو بَكْر الخوارزمي فِي سنة عشرين وأربعمائة: ثنا أَحْمَد بْن علي بْن ثابت الخطيب، ثنا مُحَمَّد بْن مُوسَى الصَّيْرَفي، ثنا الأصم، فذكر حديثًا [2] .

وقال ابن ماكولا: كان أَبُو بَكْر آخر [3] الأعيان مِمَّنْ شاهدناه معرفةً وحفظًا وإتقانًا وضبْطًا لَحَدِيثُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وتفنُّنًا فِي عِلَلِه وأسانيده [4] ، وعلمًا بصحيحه، وغريبه، وفَرْده، ومُنْكَره، [5] ومطروحه.

قال: ولم يكن للبغداديّين بعد أبي الحسن الدّار الدّارقطنيّ مثله [6] .

[1] تاريخ بغداد 4/ 374 في ترجمة البرقاني.

[2]

وبقية السند: حدّثنا محمد بن إسحاق الصاغاني، حدّثنا أبو يزيد الهروي، حدّثنا شعبة، عن محمد بن أبي النوادر، قال: سمعت رجلا من بني سليم يقال له خفّاف قال: سألت ابن عمر عن صوم ثلاثة في الحج وسبعة إذا رجعتم. قال: إذا رجعت إلى أهلك. قال أبو بكر- يعني الصاغاني- لم يرو هذا الحديث إلّا أبو زيد الهروي. ثم سمعت أنا أبا بكر البرقاني يرويه عنّي بعد أن حدّثنيه عنه، وكان أبو بكر قد كتبه عني في سنة تسع عشرة وأربعمائة، وقال لي: لم أكتب هذا الحديث إلا عنك، وكتب عني بعد ذلك شيئا كثيرا من حديث التوّزي، ومسعر، وغيرهما مما كنت أذاكره به. (تاريخ بغداد 4/ 374) و (تاريخ دمشق 7/ 23 و 24) .

[3]

في (المستفاد من ذيل تاريخ بغداد) : «أحد» .

[4]

زاد في تاريخ دمشق برواية ابن ماكولا: «وخبرة برواته وناقليه» .

[5]

زاد في تاريخ دمشق: «وسقيمه» .

[6]

عبارته في تاريخ دمشق: «بعد أبي الحسن علي بن عمر الدار الدّارقطنيّ رحمه الله من يجري مجراه، ولا قام بعده منهم بهذا الشأن سواه، وقد استفدنا كثيرا من هذا اليسير الّذي نحسنه به وعنه، وتعلّمنا شطرا من هذا القليل الّذي نعرفه بتنبيهه ومنه، فجزاه الله عنّا الخير، ولقّاه الحسنى، ولجميع مشايخنا وأئمتنا، ولجميع المسلمين» - (تاريخ دمشق 7/ 25، 26) وانظر:

مختصر تاريخ دمشق 3/ 174.

ص: 90

وسألت أَبَا عَبْد اللَّه الصوري عن الخطيب وعن أَبِي نصر السجزي أيهما أحفظ؟ ففضل الخطيب تفضيلًا بينًا [1] .

وقال المؤتمن الساجي: ما أخرجت بغداد بعد الدّار الدَّارَقُطْنِيّ أحفظ من أَبِي بَكْر الخطيب [2] .

وقال أَبُو علي البرداني: لعل الخطيب لم ير مثل نفسه [3] .

روى القولين الحافظ ابن عساكر [4] فِي ترجمته، عن أَخِيهِ أَبِي الْحُسَيْن هبة اللَّه، عن أَبِي طاهر السلفي، عَنْهُمَا.

وقال فِي ترجمته: سمعتُ محمود بْن يوسف القاضي بتفليس يقول:

سمعتُ أَبَا إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن عَلِيّ الفيروزاباذي يقول: أَبُو بَكْر الخطيب يُشبَّه بالدارقُطْني ونُظَرائه فِي معرفة الحديث وحِفْظه [5] .

وقال أَبُو الفتيان عُمَر الرُّؤاسي: كان الخطيب إمام هذه الصّنعة، ما رَأَيْتُ مثله [6] .

وقال أَبُو القاسم النَّسيب: سمعت الخطيب يقول: كتبَ معي أَبُو بَكْر البرقاني كتابًا إِلَى أَبِي نعيم يقول فِيهِ: وقد رحل إِلَى ما عندكم [7] أخونا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن علي بْن ثابت أيده اللَّه وسلمه ليقتبس من علومك [8] ، وهو بحمد اللَّه مِمَّنْ له فِي هَذَا الشأن سابقه حسنة، وقدم ثابتة [9] . وقد رحل فِيهِ وَفِي طلبه،

[1] تبيين كذب المفتري 268.

[2]

تاريخ دمشق 7/ 26، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 31، سير أعلام النبلاء 18/ 276، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد 18/ 57، تهذيب تاريخ دمشق 1/ 400.

[3]

تاريخ دمشق 7/ 26، معجم الأدباء 4/ 18، سير أعلام النبلاء 18/ 276، تذكرة الحفاظ 3/ 1137، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 31، تهذيب تاريخ دمشق 1/ 400.

[4]

في تاريخ دمشق 7/ 26.

[5]

تاريخ دمشق 7/ 26، سير أعلام النبلاء 18/ 276، تذكرة الحفاظ 3/ 1138، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 32، الوافي بالوفيّات 7/ 196، تهذيب تاريخ دمشق 1/ 400، 401.

[6]

تاريخ دمشق 7/ 26، سير أعلام النبلاء 18/ 276، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 32.

[7]

العبارة في (تاريخ دمشق 7/ 26) : «وقد نفذ إلى ما عندك، عمدا متعمّدا» .

[8]

زاد في (تاريخ دمشق) : «ويستفيد من حديثك» .

[9]

زاد في (تاريخ دمشق) : «وفهم به حسن» .

ص: 91

وحصل له منه ما لم يحصل لكثير من أمثاله [1] ، وسيظهر لك منه عند الاجتماع من ذلك، مع التورُّع والتحفُّظ [2] ، ما يُحسن لديك موقعُه [3] .

وقال عَبْد الْعَزِيز الكتاني: إنه، يعني الخطيب، أسمع الحديث وهو ابن عشرين سنة. وكتب عَنْهُ شيخه أَبُو القاسم عُبَيْد الله الأزهريّ في سنة اثنتي عشرة وأربعمائة، وكتب عَنْهُ شيخه البرقاني سنة تسع عشرة، وروى عَنْهُ. وكان قد علق الفقه عن أَبِي الطَّيّب الطبري، وأبي نصر بْن الصباغ. وكان يذهب إِلَى مذهب أَبِي الْحَسَن الْأَشْعَرِيِّ رحمه الله [4] .

قلتُ: مذهب الخطيب فِي الصفات أنها تمر كما جاءت.

صرَّح بِذَلِك فِي تصانيفه.

وقال أَبُو سعد بْن السمعاني فِي «الذيل» [5] فِي ترجمته: كان مهيبًا، وَقُورًا، ثقة، متحرّيا، حُجّة، حَسَن الخط، كثير الضَّبْط، فصيحًا، خُتِم به الحُفّاظ.

وقال: رحل إِلَى الشام حاجًا، فسمع بدمشق، وصور، ومكّة، ولقي بها أَبَا عَبْد اللَّه القضاعي [6] ، وقرأ «صحيح الْبُخَارِيّ» فِي خمسة أيام على كريمة المَرْوَزِيّة [7] ، ورجع إِلَى بغداد، ثُمَّ خرج منها بعد فتنة البساسيري، لتشوش الحال، إِلَى الشام سنة إحدى وخمسين، فأقام بها إِلَى صفر سنة سبعٍ وخمسين.

[1] زاد في (تاريخ دمشق 7/ 27) : «الطالبين له» .

[2]

زاد في (تاريخ دمشق) : «وصحّة التحصيل» .

[3]

وبقية الرسالة في (تاريخ دمشق 7/ 27) : «ويجمل عندك منزلته، وأنا أرجو إذا صحّت لديك منه هذه الصفة، أن يلين له جانبك، وأن تتوفّر به، وتحتمل منه ما عساه يورده من تثقيل في الاستكثار، أو زيادة في الاصطبار، فقدما حمل السّلف من الخلف ما ربّما ثقل، وتوفّروا على المستحقّ منهم بالتخصيص والتقديم والتفضيل، ما لم ينله الكلّ منهم» .

وانظر: معجم الأدباء 4/ 41، 42، ومختصر تاريخ دمشق 3/ 174، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 401، وسير أعلام النبلاء 18/ 276، 277.

[4]

تاريخ دمشق 7/ 30، سير أعلام النبلاء 18/ 277، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 32، الوافي بالوفيات 7/ 196.

[5]

هو «ذيل الأنساب» .

[6]

تقدّمت ترجمته في الطبقة الماضية.

[7]

ستأتي ترجمتها برقم (84) في وفيات هذه السنة (463 هـ-.

ص: 92

وخرج من دمشق إِلَى صور، فأقام بصور [1] ، وكان يزور البيت المقدس ويعود إِلَى صور، إلى سنة اثنتين وستّين وأربعمائة، فتوجه إِلَى طرَابُلس [2] ، ثُمَّ إِلَى حلب، ثُمَّ إِلَى بغداد على الرَّحْبة، ودخل بغداد فِي ذي الحجّة [3] .

وحدَّث فِي طريقه بحلب، وغيرها.

سمعتُ الخطيب مَسْعُود بْن مُحَمَّد بمرْو: سمعتُ الفضل بْن عُمَر النَّسَويّ يقول: كنتُ بجامع صور عند أَبِي بَكْر الخطيب، فدخل عليه علويّ وفي كمّه

[1] يفهم من هذا أن الخطيب دخل صور سنة 457 هـ-. ولكنّه دخلها قبل ذلك سنة 446 هـ-. في طريقه إلى الحج، أو عند رجوعه. فقد ذكر في ترجمة أبي الفرج عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن برهان الغزّال البغدادي المتوفى سنة 447 هـ-. أنه انتقل عن بغداد إلى الشام فسكن بالساحل من مدينة صور وبها لقيته وسمعت منه عند رجوعي من الحج وذلك في سنة 446 هـ-.

(تاريخ بغداد 11/ 34، تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 21/ 543، الأنساب 408 ب) .

[2]

يفهم من هذا أنه دخل طرابلس مرة واحدة، وذلك سنة 462 هـ-. والصحيح أنه دخلها مرتين.

أولاهما بحدود سنة 446 أو 447 هـ-. عند عودته من الحج، ويؤكد ذلك ما ذكره «الكراجكي» في رحلته من أن الخطيب كانت له مناظرة في الخطابة مع القاضي الحسين بن بشر صاحب دار العلم بطرابلس. والمعروف أن الكراجكي توفي سنة 449 هـ-. وهذا يعني أن الخطيب تناظر في طرابلس قبل تلك السنة، حيث شهد الكراجكي المناظرة ودوّنها في رحلته، ونقلها عنه «ابن أبي طيِّئ» ، ثم نقل «ابن حجر» هذا الخير نقلا عنه وذكره في (لسان الميزان 2/ 275) قال:

«الحسين بن بشر بن علي بن بشر الطرابلسي المعروف بالقاضي. ذكره ابن أبي طيّ في رجال الشيعة، وقال: كان صاحب دار العلم بطرابلس وله خطب يضاهي بها خطب ابن نباتة، وله مناظرة مع الخطيب البغدادي ذكرها الكراجكي في رحلته، وقال: حكم له على الخطيب بالتقدّم في العلم» .

ويقول خادم العلم وطالبه محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : إنّ هذه المعلومة تؤكّد أن «دار العلم بطرابلس» كانت موجودة قبل سنة 449 هـ-. على الأقلّ، مما يسقط القول من أن جلال الملك أبا الحسن علي بن محمد بن عمّار أسّس دار العلم بطرابلس سنة 472 هـ-. بل هو جدّد بناءها في تلك السنة، إذ هي أقدم من ذلك.

انظر معالجتي لهذا الموضوع في كتابي: «دار العلم بطرابلس في القرن الخامس الهجريّ» - صدر عن دار الإنشاء بطرابلس 1982، والبحث الّذي نشرته في مجلّة الرسالة الإسلامية ببغداد، العدد المزدوج 76 و 77 لسنة 1974 ص 60- 67 بعنوان «الخطيب البغدادي المؤرّخ في طرابلس الشام» ، والبحث الّذي نشرته في مجلّة «المجلّة العربية» بالرياض، العدد 1، كانون الأول 1978 ص 94- 96 بعنوان «مع الخطيب البغدادي في رحلته إلى بلاد الشام» .

[3]

تاريخ دمشق 7/ 30، المنتظم 8/ 265 (16/ 129، 130) ، معجم الأدباء 4/ 18، الوافي بالوفيات 7/ 194.

ص: 93

دنانير، فقال: هَذَا الذهب تصرفه فِي مهماتك. فقطب وجهه وقال: لا حاجة لي فِيهِ. فقال: كانك تستقله؟ ونفض كُمَّه على سجادة الخطيب، فنزلت الدّنانير، فقال: هذه ثلاثمائة دينار. فقام الخطيب خجلًا مُحْمرًّا وجهُهُ وأخذ سجادته ورمى الدنانير وراح، فَمَا أنسى عِزَّ خُرُوجِه، وَذُلَّ ذلك العلوي وهو يلتقط الدنانير من شقوق الحصير [1] .

وقال الحافظ ابن ناصر: حَدَّثَنِي أَبُو زكريا التبريزي اللغوي قال: دخلت دمشق فكنت أقرأ على الخطيب بحلقته بالجامع كتب الأدب المسموعة له، وكنت أسكن منارة الجامع، فصعِد إليَّ وقال: أحببتُ أن أزورك فِي بيتك. فتحدَّثنا ساعة، ثُمَّ أخرج ورقةً وقال: الهديّة مستحبّة، اشتر بهذا أقلاما و [نهض][2] .

قال: فإذا هِيَ خمسة دنانير مصرية. ثُمَّ إنه صعد مرة أخرى، ووضع نحوًا من ذلك. وكان إذا قرأ الحديث فِي جامع دمشق يسمع صوته في آخر الجامع.

وكان يقرأ مُعْرَبًا صحيحًا [3] .

وقال أَبُو سَعِد: سمعت على ستة عشر نفسًا من أصحابه سمعوا منه، سوى نصر اللَّه المصيصي فإنه سمع منه بصور، وسوى يحيى بن عليّ الخطيب، سمع منه بالأنبار.

وقرأت بخط والدي: سمعت أَبَا مُحَمَّد بن الأبنوسي يقول: سمعت الخطيب يقول: كلما ذكرت فِي التاريخ عن رجلٍ اختلفَ فِيهِ أقاويل الناس فِي الجرح والتعديل، فالتعويل على ما أخّرت ذِكره من ذلك، وختمت به التَّرجمة [4] .

وقال ابن شافع فِي «تاريخه» : خرج الخطيب إلى الشام في صفر سنة

[1] معجم الأدباء 4/ 15 و 31، 32، تذكرة الحفاظ 3/ 1138، سير أعلام النبلاء 18/ 277، 278، طبقات الشافعية للسبكي 4/ 34، 35.

[2]

في الأصل بياض، والمستدرك من: معجم الأدباء وغيره.

[3]

معجم الأدباء 4/ 32، 33 وفيه:«وكان يقرأ مع هذا صحيحا» ، تذكرة الحفاظ 3/ 1138، سير أعلام النبلاء 18/ 278.

[4]

تذكرة الحفاظ 3/ 1138، 1139، سير أعلام النبلاء 18/ 278.

ص: 94

إحدى وخمسين، وقصد صور، وبها «عز الدولة» [1] الموصوف بالكرم، وتقرب منه، فانتفع به، وأعطاه مالًا كثيرًا. انتهى إليه الحِفْظ والإتقان والقيام بعلوم الحديث [2] .

وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ [3] : سَمِعْتُ الْحُسَيْنَ بن محمد يحكي، عن أبي الفضل ابن خَيْرُونٍ أَوْ غَيْرِهِ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الْخَطِيبَ ذَكَرَ أَنَّهُ لَمَّا حَجَّ شَرِبَ مِنْ مَاءِ زمزم ثلاث شربات، وسأل الله تعالى ثلاث حَاجَاتٍ، أَخْذًا بِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ» [4] . فَالْحَاجَةُ الْأُولَى أَنْ يُحَدِّثَ «بتاريخ بغداد» ببغداد، والثانية أن يُملي الحديث بجامع المنصور، والثالثة أن يُدفن عند بِشْر الحافي، فقضى اللَّه الحاجات الثلاث له [5] .

وقال غَيْث الأرمنازي: ثنا أَبُو الفَرَجِ الإسْفَرَائيني قال: كان الخطيب معنا فِي الحج، فكان يختم كل يوم ختمة إِلَى قرب الغياب قراءة ترتيل. ثُمَّ يجتمع عليه الناس وهو راكب يقولون: حَدَّثَنَا. فيُحدِّثهم. أو كما قال [6] .

[1] هكذا هنا، والتقييد لابن نقطة 154، وتذكرة الحفاظ، وسير أعلام النبلاء، وهو:«محمد أبو الحسن» تولّى قضاء صور سنة 450 واستقلّ بها سنة 455 ومات بها سنة 465 هـ-. (انظر كتابي: تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ عبر العصور- الطبعة الثانية- مؤسسة الرسالة ببيروت، ودار الإيمان بطرابلس 1404 هـ-. / 1984 م. - ص 350، ودراستي في مجلّة «تاريخ العرب والعالم» بيروت العدد 16 سنة 1980 بعنوان «أسرة بني أبي عقيل في مدينة صور» ص 9- 18) ووقع في (المستفاد من ذيل تاريخ بغداد 18/ 45) : «يمين الدولة» . وهو من أسرة بني أبي عقيل السّنية التي كانت تحكم مدينة صور لفترة من العهد الفاطمي، وكان أفراد الأسرة في معظمهم من القضاة والمحدّثين والأدباء الفضلاء.

أما ابن الفوطي فيجعل «عين الدولة» : «عَبْدِ الله بن علي بن عِياض بن أحمد بن أيوب أبو محمد ابن أبي عقيل» ويصفه بأنه صاحب الساحل، وكذلك يذكره غيث الأرمنازي في (تاريخ صور) ويصفه بالسخاء والمروءة، وكذا ابن تغري بردي، ولكنهم يؤرّخون وفاته بسنة 450 هـ-.

(معجم الألقاب ج 4 ق 2/ 1127، النجوم الزاهرة 5/ 63) والرواية تتحدّث عن دخول الخطيب إلى صور سنة 451 هـ-. أي بعد وفاة «عين الدولة عبد الله بن علي» ، وكان بها ابنه «محمد» ، فهو «عز الدولة» .

[2]

التقييد 154، تذكرة الحفاظ 3/ 1139، سير أعلام النبلاء 18/ 278، 279.

[3]

في تاريخ دمشق 7/ 24، 25.

[4]

رواه أحمد في المسند 3/ 357.

[5]

في تاريخ دمشق زيادة، سوف تأتي لاحقا في سياق الترجمة.

[6]

تبيين كذب المفتري 268، تاريخ دمشق 7/ 26، تذكرة الحفاظ 3/ 1139، سير أعلام النبلاء

ص: 95

وقال المؤتمن الساجي: سمعت عَبْد المحسن الشيحي يقول: كنت عديل أَبِي بَكْرٍ الخطيب من دمشق إِلَى بغداد، فكان له فِي كل يومٍ وليلة وختمة [1] .

وقال الحافظ أَبُو سعْد بْن السمعاني: وله ستة وخمسون مصنَّفًا [2]، منها:

«التاريخ لمدينة السلام» فِي مائة وستة أجزاء [3] ، «شَرَف أصحاب الحديث» [4] ثلاثة أجزاء، «الجامع» [5] خمسة أجزاء، «الكفاية فِي معرفة الرواية» [6] ثلاثة عشر جزءًا، كتاب «السابق واللاحق» [7] عشرة أجزاء، كتاب «المتّفق والمفترق» [8]

[ (- 18] / 279، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 34، تهذيب تاريخ دمشق 1/ 401.

[1]

تذكرة الحفاظ 3/ 1139، سير أعلام النبلاء 18/ 279.

[2]

وجعلها المرحوم الأستاذ يوسف العش 79 مصنّفا. (الأعلام 1/ 166) .

[3]

طبع في 14 مجلّدا في مطبعة السعادة بالقاهرة 1931، ووقع سقط في القسم الخاص بالمحمّدين وتمّ استدراك السقط في المجلّد الخامس، ص 231- 477، وأعادت دار الكتاب العربيّ ببيروت إصداره مصوّرا عن طبعة السعادة، وألحقت به ثلاثة أجزاء من الموجود من «ذيل تاريخ بغداد» لابن النجار المتوفى سنة 643 هـ، ثم جزءا أخيرا هو:«المستفاد من ذيل تاريخ بغداد» لابن الدمياطيّ المتوفى سنة 749 هـ-.

[4]

طبع في أنقرة سنة 1971 بتحقيق الدكتور محمد سعيد خطيب أوغلي.

[5]

واسمه الكامل: «الجامع لأخلاق الراويّ وآداب السامع» وقد طبع في الكويت سنة 1981، ثم أعيد طبعه وصدر في مجلّدين عن مؤسسة الرسالة ببيروت 1412 هـ-. / 1991 م. بتحقيق الدكتور محمد عجاج الخطيب.

[6]

طبع باسم «الكفاية في علم الرواية» في حيدراباد الدكن بالهند سنة 1357 هـ-، ثم أعيد طبعه بعناية عبد الحليم محمد عبد الحليم وعبد الرحمن حسن محمود، وتقديم محمد الحافظ التيجاني، وأصدرته مطبعة السعادة بالقاهرة 1972 م.

وقد سماه «ابن الجوزي» في (المنتظم) : (الكفاية في معرفة أصول علم الرواية) .

[7]

واسمه الكامل: «السابق واللاحق في تباعد ما بين وفاة راويين عن شيخ واحد» . وقد حققه محمد بن مطر الزهراني، ونشرته دار طيبة بالرياض 1982 وقال الشيخ شعيب الأرنئوط والسيد محمد نعيم العرقسوسي في تعليقهما على كتاب «سير أعلام النبلاء» ج 18/ 290 في الحاشية رقم (1) ، عن كتاب «السابق واللاحق» أنه «كتاب نفيس لم يسبق الخطيب إلى مثله في هذا الباب أحد، ولم يحاكه أحد فيمن لحقه» .

ويقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : بلى، لقد سبق الخطيب إلى مثله في هذا الباب، فقد وضع القاضي أبو القاسم علي بن المحسّن التنوخي المتوفى سنة 447 هـ-. كتابا بعنوان «الفوائد العوالي المورخة من الصحاح والغرائب» ، وخرّجه الحافظ أبو عبد الله محمد بن علي الصوري شيخ الخطيب المتوفى 441 هـ-. وقد قمت بتحقيق الجزء الخامس الّذي وصلنا منه، نسخة المكتبة الظاهرية، وصدر عن مؤسسة الرسالة، بيروت، ودار الإيمان، طرابلس الطبعة الأولى 1406 هـ-. / 1986 م. والثانية 1408 هـ-. / 1988 م. ويمكن الزعم بأن الخطيب اقتبس فكرة كتابه «السابق» عن كتاب «الفوائد» لصاحبه التنوخي.

[8]

لم أقف عليه.

ص: 96

ثمانية عشر جزءًا، كتاب «تلخيص المتشابه» [1] ستة عشر جزءًا، كتاب «تالي التلخيص» [2] أجزاء، كتاب «الفصل للوصل والمُدْرَج فِي النَّقْل» [3] تسعة أجزاء كتاب «المكمل فِي المهمل» [4] ثمانية أجزاء، كتاب «غنية الملتمس فِي تمييز الملتبس» [5] ، كتاب «من وافقت كُنْيتُه اسم أَبِيهِ» [6] ، كتاب «الأسماء المبْهَمَة» [7] مجلَّد، كتاب «الموضح» [8] أربعة عشر جزءًا، كتاب «مَن حدَّث ونسي» [9] ، جزء، كتاب «التطْفيل» [10] ثلاثة أجزاء، كِتَابِ «القنوت» [11] ثَلَاثَةٌ أجزاء، كِتَابِ «الرواة عن مَالِكِ» [12] ستة أجزاء، كتاب «الفقيه والمتفقه» [13] ، اثنا عشر جزءًا، كتاب «تمييز متصل الأسانيد» [14] ثمانية أجزاء، كتاب «الحِيَل» [15] ثلاثة أجزاء، «الآباء عن

[1] أصدرته دار طلاس بدمشق 1985 في جزءين، بعنوان:«تلخيص المتشابه في الرسم وحماية ما أشكل منه عن بوادر التصحيف والوهم» ، حقّقته الباحثة سكينة الشهابي.

[2]

لم أقف عليه. وسمّاه ابن الجوزي: «باقي التلخيص» .

[3]

لم أقف عليه. وسمّاه ابن الجوزي: «الفصل والوصل» ، وياقوت:«كتاب في الفصل والوصل» .

[4]

لم أقف عليه، وسمّاه ابن الجوزي، وياقوت:«المكمل في بيان المهمل» .

[5]

في المنتظم، ومعجم الأدباء، وسير أعلام النبلاء:«غنية المقتبس في تمييز الملتبس» .

[6]

في الأصل: «ابنه» ، والتصحيح من: المنتظم 16/ 130، ومعجم الأدباء 4/ 20.

[7]

في (المنتظم) : «الأسماء المبهمة والأنباء المحكمة» ، وفي (معجم الأدباء) :«الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة» .

[8]

طبع في حيدرآباد الدكن بالهند سنتي 1959 و 1960 في جزءين، باسم «موضّح أوهام الجمع والتفريق» .

[9]

في (المنتظم ومعجم الأدباء) : «من حدّث فنسي» .

[10]

نشره حسام الدين القدسي بدمشق سنة 1346 هـ-. باسم «التطفيل وحكايات الطفيليين ونوادر كلامهم وأشعارهم» ، ثم طبع في النجف بالمطبعة الحيدرية سنة 1966 بعناية كاظم المظفر.

وقد سمّاه ياقوت (4/ 21) : «كتاب الطفيليين» .

[11]

تحرف اسمه في (تذكرة الحفاظ 3/ 1140) إلى «الفنون» .

[12]

لم أقف عليه.

[13]

نشره الشيخ إسماعيل الأنصاري وصدر عن مطابع القصيم بالرياض سنة 1389 هـ، وأعادت طبعه دار إحياء السّنّة النبويّة سنة 1975 م. في جزءين. وقد حدّث الخطيب بهذا الكتاب في جامع صور سنة 459 هـ-.

[14]

في (المنتظم، ومعجم الأدباء) : «تمييز المزيد في متصل الأسانيد» .

[15]

لم أقف عليه.

ص: 97

الأبناء [1] جزء، «الرحلة» [2] جزء، «مسألة الاحتجاج بالشافعي» [3] جزء، كتاب «البخلاء» [4] أربعة أجزاء، كتاب «المُؤْتَنِفْ لتكملة المؤتلف والمختلف» [5] ، كتاب «مُبهم المراسيل» [6] ، «كتاب أن البَسْمَلَة من الفاتحة» [7] ، كتاب «الجهر بالبَسْمَلة» [8] جزءان، كتاب «مقلوب الأسماء والأنساب» [9] ، كتاب «صحة العمل باليمين مع الشاهد» [10] ، كتاب «أسماء المدلسين» [11] ، كتاب «اقتضاء العلم العمل» [12]

[1] في المنتظم ومعجم الأدباء: «رواية الآباء عن الأبناء» ، وفي (تذكرة الحفاظ) :«رواية الأبناء عن آبائهم» ، وفي (سير أعلام النبلاء 18/ 291) :«الإنباء عن الأبناء» .

[2]

اسمه الكامل: «الرحلة في طلب الحديث» ، وقد طبع أولا ضمن «مجموعة رسائل في علوم الحديث» بعناية صبحي البدري السامرائي، ونشرته المكتبة السفية بالمدينة المنورة 1969، ثم أعيد طبعه في سلسلة روائع تراثنا الإسلامي، منشورات أمين دمج، سنة 1395 هـ-. / 1975 م.

[3]

في (المنتظم) : «الاحتجاج عن الشافعيّ» ، وفي (معجم الأدباء) :«الاحتجاج للشافعي فيما أسند إليه والردّ على الجاهلين بطعنهم عليه» ، وقد أخطأ المحقّقان في (سير أعلام النبلاء 18/ 291، بالحاشية 6) فقالا: «.. والرد على الطاعنين بجهلهم عليه» .

[4]

صدر عن مطبعة العاني ببغداد 1384 هـ-. / 1964 م. بتحقيق الدكتور أحمد مطلوب والدكتورة خديجة الحديثي، وأحمد ناجي القيسي، وساعد المجمع العلمي العراقي على نشره.

[5]

في (معجم الأدباء 4/ 20) : «المؤتنف في تكملة المختلف والمؤتلف» ، ووقع خطأ في (المنتظم) في طبعتيه، الأولى بحيدرآباد، والثانية بطبعة دار الكتب العلمية ببيروت 1412 هـ-. / 1992 م. (16/ 130) فورد:«كتاب المؤتنف بكلمة المختلف والمؤتلف» ، والصحيح «بتكملة» ، فهو تكملة لكتاب «المختلف والمؤتلف» للدارقطني.

[6]

في (المنتظم، ومعجم الأدباء) : «التفصيل لمبهم المراسيل» .

[7]

في (المنتظم) : «كتاب لهج الصواب في أن التسمية من فاتحة الكتاب» ، وفي (معجم الأدباء) :» كتاب منهج الصواب في أن التسمية من فاتحة الكتاب» . وفي (المستفاد من ذيل تاريخ بغداد 59) : «منهج سبيل الصواب في أن التسمية آية في فاتحة الكتاب» .

[8]

لم أقف عليه.

[9]

في (المنتظم) و (معجم الأدباء) : «كتاب رافع الارتياب في المقلوب من الأسماء والألقاب» .

وقد وقع في (معجم الأدباء 4/ 20) : «القلوب» بدل: «المقلوب» .

[10]

في (معجم الأدباء 4/ 19) : «كتاب الدلائل والشواهد على صحّة العمل باليمين مع الشاهد» .

[11]

في (المنتظم، ومعجم الأدباء:«التبيين لأسماء المدلّسين» .

[12]

في (المنتظم) في الطبعتين: «اقتفاء العلم بالعمل» . وهو خطأ، والصحيح «اقتضاء» ، وقد حقّقه الشيخ ناصر الدين الألباني، وصدر عن المكتب الإسلامي في بيروت لأول مرة سنة

ص: 98

جزء، كتاب «تقييد العلم» [1] ثلاثة أجزاء، كتاب «القول فِي علم النجوم» ، جزء، كتاب «روايات الصحابة من التابعين» [2] ، جزء، «صلاة التسبيح» جزء، «مُسْنَد نُعَيْم بْن همار» [3] جزء، «النهي عن صوم يوم الشك» جزء، «الإجازة للمعدوم والمجهول» [4] جزء، «روايات السّتّة من التابعين بعضهم عن بعض» [5] .

وذكر تصانيف أُخَر، قال: فهذا ما انتهى إِلَيْنَا من تصانيفه. حج وحدَّث ونِعْمَ الشَّيْخ كان. ولما حج كان معه حمْل كُتُب ليُجاور، وكان فِي جملة كُتُبه «صحيح الْبُخَارِيّ» ، سمعه من الكشْمِيهني، فقرأتُ عليه جميعَه فِي ثلاثة مجالس.

وقد سُقنا هَذَا فِي سنة ثلاثين فِي ترجمة الحِيري، وهذا شيء لا أعلم أحدًا فِي زماننا يستطيعه.

وقد قال ابن النجار فِي «تاريخه» [6] : وجدت فهرست مصنفات الخطيب وهي نيّف وستّون مصنّفا، فنقلت أسماء الكُتُب التي ظهرت منها، وأسقطتُ ما لم يوجد، فَإِن كُتُبَه احترقت بعد موته، وسلمَ أكثرها.

ثمّ سرد ابن النّجّار أسماءَها، وقد ذكرنا أكثرها آنفًا، ومما لم نذكره:

كتاب «معجم الرواة عن شُعْبَة» ثمانية أجزاء، كتاب «المؤتلف والمختلف» أربعة

[ (- 1386] هـ-. ثم أعيدت طباعته مرتين.

[1]

حقّقه المرحوم يوسف العشّ، ونشره المعهد الفرنسي بدمشق سنة 1949 م، ثم أعادت دار إحياء السّنّة النبويّة نشره مصوّرا سنة 1974 م.

[2]

في (سير أعلام النبلاء 18/ 292) : «رواية الصحابة عن تابعي» ، والمثبت يتفق مع: المنتظم، ومعجم الأدباء.

[3]

في (المنتظم) و (سير أعلام النبلاء) : «مسند نعيم بن حمّاد» . وفي (معجم الأدباء) : «مسند نعيم بن همّاز» (بالزاي) ، والمثبت يتفق مع (موارد الخطيب 57) للدكتور أكرم ضياء العمري، وهو «الغطفانيّ» ، وذكره الأستاذ العش «هماز العصاني» .

[4]

في (معجم الأدباء) : «الإجازة للمعلوم والمجهول» ، وفي (سير أعلام النبلاء) :«إجازة المعدوم و «المجهول» ، والمثبت يتفق مع (المنتظم) ، وقد طبع ضمن «مجموعة رسائل في علوم الحديث» بعناية صبحي البدري السامرائي، ونشرته المكتبة السلفية سنة 1969 م.

[5]

في (المنتظم) - بطبعتيه-: «روايات السنة من التابعين» ، ومثله في (معجم الأدباء) وهو تحريف. أما في (سير أعلام النبلاء) :«ما فيه سنة تابعيّون» .

[6]

في الجزء الّذي لم يصلنا من «ذيل تاريخ بغداد» .

ص: 99

وعشرون جزءًا، «حديث مُحَمَّد بْن سوقة» أربعة أجزاء، «المسلسلات» ثلاثة أجزاء، «الرُّباعيّات» ثلاثة أجزاء، «طُرُق قبض العلم» [1] ثلاثة أجزاء، «غُسُل الجمعة» ثلاثة أجزاء [2] .

وفيها يقول الحافظ السِّلَفيّ:

تصانيف ابن ثابت الخطيبِ

ألذُّ من الصبا [3] الغَضّ الرطيب

تراها إذْ رواها مَن حَواها

رياضًا للفتى اليَقظِ اللّبيبِ [4]

ويأخذ حُسْنُ ما قد صاغ [5] منها

بِلُبٍّ الحافظ الْفَطِن الأرِيبِ

فأيّةُ راحة ونعيم عيش

يوازي كتبها [6] ، بل أيّ طيب؟ [7]

أنشدناها أبو الحسين اليُونيني [8] ، عن أَبِي الفضل الهَمَذَاني، عن السلفي.

وقد رواها أَبُو سعد بْن السمعاني فِي «تاريخه» ، عن يحيى بْن سعدون القُرْطُبّي، عن السِّلَفي، فكأني سمعتها منه.

وقال أَبُو الْحَسَن محمد بن عبد الملك الهمذاني في «تاريخه» : وفيها توفّي

[1] في (المستفاد من ذيل تاريخ بغداد 9) : «قبض العلم» من غير «طرق» .

[2]

زاد في (سير أعلام النبلاء 18/ 292) بعده: «الإجازة للمجهول» ، ولم يأت بشيء فهو قد ذكره قبل قليل باسم «الإجازة للمعدوم والمجهول» .

[3]

في الأصل: «الصبي» .

[4]

في معجم الأدباء:

تراها إذ حواها من رواها

رياضا تركها رأس الذنوب

وفي الوافي بالوفيات:

تراها إذ حواها من رواها

رياضا رأسها ترك الذنوب

[5]

في (المستفاد) : «ما قد ضاع» .

[6]

في معجم الأدباء: «يوازي كتبه» ومثله في (الوافي بالوفيات)، وفي طبقات الشافعية الكبرى للسبكي:«يوازي عيشها» .

[7]

الأبيات في: معجم الأدباء 4/ 33، 34، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 18/ 59، وسير أعلام النبلاء 18/ 293، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 12، والوافي بالوفيات 7/ 191 وفيه «أم أي طيب» ، وتذكرة الحفاظ 3/ 1140.

[8]

هو: علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن عيسى اليونيني البعلي، ينسب إلى «يونين» بلدة بالقرب من بعلبكّ، ولذا يقال:«البعلي» اختصارا ل- «البعلبكي» . ولد ببعلبكّ سنة 621 وتوفي بها سنة 701 هـ-. (انظر ترجمته ومصادرها في كتابنا: موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي- القسم الثاني- ج 3/ 63- 66 رقم 761) .

ص: 100

أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت المحدث. ومات هَذَا العلم بوفاته. وقد كان رئيس الرؤساء، تقدم إِلَى الخطباء والوعاظ أن لا يرووا حديثًا حَتَّى يعرضوه عليه، فَمَا صححه أوردوه، وما رده لم يذكروه [1] .

وأظهر بعض اليهود كتابًا ادّعى أنه كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بإسقاط الجزية عن أَهْل خيبر، وفيه شهادة الصحابة، وذكروا أنه خط علي رضي الله عنه فِيه، وحُمِل الكتاب إِلَى رئيس الرؤساء فعَرضه على الخطيب فتأمله ثُمَّ قال: هَذَا مزوَّر.

قيل له: ومن أَيْنَ قلتَ ذلك؟

قال: فِيهِ شهادة مُعَاوِيَة وهو أسلم عام الفتح، وفتحت خيبر سنة سبْع، وفيه شهادة سعْد بْن مُعَاذ، ومات يوم بني قُرَيْظَة قبل فتح خيبر بسنتين.

فاستحسن ذلك منه، ولم يُجْرِهم على ما فِي الكتاب [2] .

وقال أَبُو سعد السمعاني: سمعت يوسف بْن أيوب الهَمَذَانيّ يقول: حضر الخطيب درس شيخنا أَبِي إِسْحَاق، فروى الشَّيْخ حديثًا من رواية بحر بْن كُنيز السقاء، ثُمَّ قال للخطيب: ما تقول فِيهِ؟

فقال الخطيب: إنْ أذِنْتَ لي ذكرت حاله.

فأسند الشَّيْخ: ظهره إِلَى الحائط، وقعد كالتلميذ، وشرع الخطيب يقول:

قال فِيهِ فلان كذا، وقال فِيهِ فلان كذا، وشرح أحواله شرحًا حسنًا، فاثني الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق عليه وقال: هُوَ دارقطني عصرنا [3] .

وقال أَبُو علي البرداني: أَنَا حافظ وقته أَبُو بَكْر الخطيب، وما رأيت مثله، ولا أظنه رَأَى مثل نفسه [4] .

[1] معجم الأدباء 4/ 19.

[2]

معجم الأدباء 4/ 18، المنتظم 8/ 265، 266 (16/ 129) ، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد 18/ 60، سير أعلام النبلاء 18/ 280، تذكرة الحفاظ 3/ 1141، الوافي بالوفيات 7/ 192، 193، البداية والنهاية 12/ 101، 102.

[3]

سير أعلام النبلاء 18/ 280، 281، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد 18/ 57، 58، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 35، 36، الوافي بالوفيات 7/ 196.

[4]

تقدّم هذا القول قبل قليل.

ص: 101

وقال السلفي: سَأَلت أَبَا غالب شجاعًا الذهلي، عن الخطيب فقال: إمام مصنف حافظ، لم ندرك مثله [1] .

وقال أَبُو نصر مُحَمَّد بْن سَعِيد المؤدِّب: سمعتُ أَبِي يقول: قلت لأبي بَكْر الخطيب عند لقائي إياه: أنت الحافظ أبو بكر؟

فقال: انتهى الحفظ إلى الدّار الدَّارَقُطْنِي، أَنَا أَحْمَد بْن علي الخطيب [2] .

وقال ابن الآبنوسيّ: كان الحافظ الخطيب يمشي وَفِي يده جزءٌ يطالعه [3] .

وقال المؤتمن الساجي: كان الخطيب يقول: من صنف فقد جعل عقله على طبق يعرضه على الناس [4] .

وقال ابن طاهر فِي «المنثور» : ثنا مكي بْن عَبْد السلام الرميلي قال: كان سبب خروج أَبِي بَكْر الخطيب من دمشق إِلَى صور أنه كان يختلف إليه صبي مليح، سماه مكي، فتكلم الناس فِي ذلك. وكان أمير البلد رافضيا متعصبًا، فبلغته القصة، فجعل ذلك سببًا للفتك به، فأمر صاحب شرطته أن يأخذ الخطيب بالليل ويقتله. وكان صاحب الشرطة سنيا، فقصده تلك الليلة مع جماعةٍ ولم يمكنه أن يخالف الأمر فأخذه، وقال: قد أمرت فيك بكذا وكذا، ولا أجد لك حيلةً إلا أني أعبر بك عند دار الشريف ابن أبي الجن العلوي [5] ، فإذا حاذيت الباب اقفز وادخل الدار، فَإِنِّي لا أطلبك، وأرجع إِلَى الأمير، فَأَخْبَرَه بالقصة.

ففعل ذَلِكَ، ودخل دار الشريف، فأرسل الأمير إِلَى الشريف أن يبعث به، فقال: أيها الأمير، أنت تعرف اعتقادي فِيهِ وَفِي أمثاله، وليس في قتله مصلحة.

[1] تذكرة الحفاظ 3/ 1141، سير أعلام النبلاء 18/ 281.

[2]

تذكرة الحفاظ 3/ 1141، سير أعلام النبلاء 18/ 281.

[3]

المنتظم 8/ 267 (16/ 131) ، معجم الأدباء 4/ 22، تذكرة الحفاظ 3/ 1141، سير أعلام النبلاء 18/ 281، الوافي بالوفيات 7/ 196.

[4]

تذكرة الحفاظ 3/ 1141، سير أعلام النبلاء 18/ 281، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد 59، 60.

[5]

هو الشريف حيدرة بن إبراهيم بن العباس نقيب العلويّين بدمشق، الّذي قتله أمير الجيوش بعكا سنة 461 هـ-. وقد تقدّمت ترجمته في هذه الطبقة برقم (9) .

وتحرّف «ابن أبي الجنّ» إلى «بن أبي الحسن» في: معجم الأدباء 4/ 35، وتذكرة الحفاظ 3/ 1142، والوافي بالوفيات 7/ 195.

ص: 102

هَذَا مشهور بالعراق، إن قتلته قتل به جماعة من الشيعة، وخربت المشاهد.

قال: فَمَا ترى؟

قال: أرى أن يخرج من بلدك.

فأمرَ بإخراجه، فراح إِلَى صور، وبقي بها مدّة [1] .

قال ابنُ السمعاني: خرج من دمشق فِي صفر سنة سبعٍ [2] وخمسين، فقصد صور، وكان يزور منها القدس، ويعود، إِلَى أن سافر ستة اثنتين وستين إِلَى طرابلس، ومنها إِلَى حلب، فبقي بها أيامًا، ثُمَّ ورد بغداد فِي أعقاب السنة [3] .

قال ابن عساكر: سعى بالخطيب حسين بن عليّ الدّمنشيّ [4] إلى أمير الجيوش وقال: هو ناصبي، يروي فضائل الصحابة وفضائل الْعَبَّاس فِي الجامع [5] .

وقال المؤتمن الساجي: تحاملت الحنابلة على الخطيب حَتَّى مال إلى ما مال إليه. فَلَمَّا عاد إِلَى بغداد وقع إليه جزء فِيهِ سماع القائم بأمر اللَّه، فأخذ الجزء وحضر إِلَى دار الخلافة وطلب الإذن فِي قراءة الجزء.

فقال الخليفة: هَذَا رَجُل كبير فِي الحديث، وليس له فِي السماع من حاجة، ولعل له حاجة أراد أن يتوصل إليها بِذَلِك، فَسَلُوه ما حاجته؟

فَسُئل، فقال: حاجتي أن يؤذن لي أن أملي بجامع المنصور.

[1] معجم الأدباء 4/ 34، 35، ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 105، 106 (نقلا عن مرآة الزمان لسبط ابن الجوزي) ، تذكرة الحفاظ 3/ 1141، 1142، سير أعلام النبلاء 18/ 281، 282، الوافي بالوفيات 7/ 195.

[2]

في تاريخ دمشق 7/ 30: «سنة تسع وخمسين» ، وهو وهم، والصواب هو المثبت.

[3]

تقدّم هذا القول قبل قليل، وقد علّقت عليه في موضعه.

[4]

الدّمنشيّ: نسبة إلى دمنش. قال ياقوت: كذا وجدت صورة ما ينسب إليه الحسين بن علي أبو على المقرئ، المعروف بابن الدمنشي، ذكره الحافظ أَبُو القاسم في «تاريخ دمشق» وَقَالَ

وساق هذا الخبر. (معجم البلدان 2/ 71) .

[5]

تذكرة الحفاظ 3/ 1142، سير أعلام النبلاء 18/ 282.

ص: 103

فتقدم الخليفة إِلَى نقيب النقباء بالإذن له فِي ذلك، فأملي بجامع المنصور.

وقد دُفن إِلَى جانب بِشْر [1] .

وقال ابن طاهر: سألتُ أَبَا القاسم هبة اللَّه بْن عَبْد الوارث الشيرازي: هَلْ كان الخطيب كتصانيفه فِي الحفظ؟ قال: لا. كُنَّا إذا سألناه عن شيء أجابنا بعد أيام. وإن ألححنا عليه غضب. وكانت له بادرة وحشة، ولم يكن حفظه على قدر تصانيفه [2] .

وقال أَبُو الْحُسَيْن الُّطيُوري: أكثر كُتُب الخطيب، سوى «تاريخ بغداد» ، مُستقاة من كتب الصُّوري [3] . كان الصُّوري ابتدأ بها، وكانت له أخت [4] بصور خلِّف أخوها عندها اثني عشر عِدْلًا من الكُتُب، فحصَّل الخطيب من كتبه أشياء [5] .

[1] تاريخ دمشق 7/ 25.

[2]

معجم الأدباء 4/ 27، 28، تذكرة الحفاظ 3/ 1142، سير أعلام النبلاء 18/ 283، الوافي بالوفيات 7/ 194.

[3]

هو الحافظ أبو عبد الله محمد بن علي الصوري المتوفى سنة 441 هـ-. وليس «عبد الله بن علي بن عياض أبا محمد الصوري الملقّب عين الدولة كما ذكر محقّق (النجوم الزاهرة 5/ 87 بالحاشية رقم 4) وقال أيضا إنه مات سنة 450 هـ-. وقد ذكر ابن تغري بردي وفاته في هذه السنة وقال: وهو الّذي أخذ الخطيب مصنّفاته وادّعاها لنفسه» . (النجوم 5/ 63) والمعروف أن الخطيب متّهم في أخذ كتب شيخه أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عليّ الصوري الحافظ. فليحرر.

[4]

في مرآة الجنان 3/ 60، والبداية والنهاية 12/ 60 «أخيه» .

[5]

معجم الأدباء 4/ 21، 22، المنتظم 8/ 143، 144 و 266، وزاد ابن الجوزي نقلا عن ابن الطيوري (8/ 144) :«قال: وأظنّه لما خرج إلى الشام أعطى أخته شيئا وأخذ منها بعض كتبه» .

وقد عقّب ابن الجوزي على قول ابن الطيوري فقال: «وقد يضع الإنسان طريقا فتسلك، وما قصّر الخطيب على كل حال» (المنتظم 8/ 266) وفي هذا القول ميل إلى رواية ابن الطيوري بأن الصوريّ وضع أبوابا مختلفة في مصنّفات أفاد منها الخطيب في مصنّفاته المختلفة الأبواب.

ولكن المؤلّف- الذهبي- رحمه الله يقول: «ما الخطيب بمفتقر إلى الصوري، هو أحفظ وأوسع رحلة وحديثا ومعرفة» . (سير أعلام النبلاء 18/ 283) .

ويعتبر الدكتور أكرم ضياء العمري رواية ابن الطيوري بأنها فرية لا تصح، لأنّ معظم مصنّفات الخطيب أتمها قبل خروجه إلى الشام. وهو بهذا يؤيّد ما ذهب إليه المرحوم الأستاذ يوسف

ص: 104

وكان الصوري قد قسم أوقاته فِي نيفٍ وثلاثين شيئًا [1] .

أخبرنا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الْخَلّالِ، أَنَا جَعْفَرٌ، أَنَا السلفي، أَنَا مُحَمَّد بْن مرزوق الزعفراني: ثنا الحافظ أَبُو بَكْر الخطيب قال: أما الكلام فِي الصفات فَإِن ما رُويَ منها فِي السُّنَن الصحاح مذهبُ السَّلف إثباتها وإجراؤها على ظواهرها، ونفي الكيفية والتشبيه عَنْهَا [2] .

وقد نفاها قوم، فأبطلوا ما أثبته اللَّه تعالى، وحققها قومٌ من المُثْبِتين، فخرجوا فِي ذلك إِلَى ضربٍ من التّشبيه والتّكليف، تعالى اللَّه عن ذَلِكَ، والقصد إنما هُوَ سلوك الطريقة المتوسطة بين الأمرين. ودين اللَّه تعالى بين الغالي فِيهِ والمقصَّر عَنْهُ. والأصلُ فِي هَذَا أن الكلام فِي الصفات فرع الكلام فِي الذات، ويُحْتَذَى فِي ذلك حَذْوُهُ وَمِثَالُهُ. فَإِذَا كَانَ معلومٌ أن إثبات رب العالمين إنما هُوَ إثبات وجود لا إثبات كيفية، فكذلك إثبات صفاته، إنما هُوَ إثبات وجود لا إثبات تحديد وتكليف. فَإِذَا قُلْنَا: للَّه يد وسمع وبصر، فَإنَّمَا هِيَ صفاتٌ أثبتها اللَّه تعالى لنفسه، ولا نقول أن معنى اليد القُدرة، ولا إن معنى السَّمْع والبصر العِلْم، ولا نقول إنها جوارح، ولا نشبهها بالأَيْدي والأسماع والأبصار التي هي جوارج وأدوات للفِعْل، ونقول: إنما وجب إثباتها لأن التوقيف وَرَدَ بها، ووَجَبَ نفْي التشبيه عنا لقوله تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ 42: 11 [3] ولَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ 112: 4 [4][5] .

[ (-) ] العش. (الخطيب البغدادي للعش 156، 157) إلّا أنه يضيف معلّقا علي ذلك بقوله: «ولا يتنافى مع هذا الرد أن الخطيب التقى بالصوري في بغداد وأخذ عنه، فإنّ التهمة تنصبّ على أخذ الخطيب مصنّفات الصوري بعد خروجه من بغداد إلى الشام» . (موارد الخطيب البغدادي 56 الحاشية رقم 1) .

[1]

المنتظم 8/ 144.

[2]

وقال المؤلّف الذهبي: «تكلم فيه بعضهم، وهو وأبو نعيم وكثير من علماء المتأخرين لا أعلم لهم ذنبا أكبر من روايتهم الأحاديث الموضوعة في تأليفهم غير محذّرين منها. وهذا إثم وجناية على السنن» . (الرواة الثقات 51) .

[3]

سورة الشورى، الآية 11.

[4]

سورة الإخلاص، الآية 4.

[5]

تذكرة الحفاظ 3/ 1142، 1143، سير أعلام النبلاء 18/ 283، 284، الوافي بالوفيات

ص: 105

وقال الحافظ ابن النجار فِي ترجمة الخطيب: وُلِد بقرية من أعمال نهر المُلْك، وكان أَبُوهُ يخطب بِدْرْزِيجان. ونشأ هُوَ ببغداد، وقرأ القرآن بالروايات، وتفقَّه على الطَّبَري، وعلّق عَنْهُ أشياء من الخلاف.

إِلَى أن قال: ورَوَى عَنْهُ: أَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن خَيْرُون، وأبو سعْد أَحْمَد بْن مُحَمَّد الزّوزنيّ، ومفلح بن أحمد الدّوميّ، والقاضي محمد ابن عُمَر الأرمُويّ وهو آخر من حدَّث عَنْهُ. قلتُ: يعني بالسماع. وآخر من حدَّث عَنْهُ بالإجازة: مَسْعُود الثّقفي [1] .

وخَط الخطيب خطٌّ مليح، كثير الشَّكل والضَّبْط. وقد قرأتُ بخطّه: أَنَا علي بن محمد السَّمْسار، أَنَا مُحَمَّد بْن المظفَّر، ثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحَجّاج، ثنا جَعْفَر بْن نوح، ثنا مُحَمَّد بْن عِيسَى: سمعتُ يزيد بْن هارون يقول: ما عزَّت النَّيّةُ فِي الحديث إلّا لشرفِه [2] .

وقال أَبُو مَنْصُور عليّ بْن علي الأمين: لما رجع الخطيب من الشام كَانَتْ له ثروة من الثياب والذهب، وما كان له عَقِب، فكتب إِلَى القائم باللَّه: إني إذا متُّ يكون مالي لبيت المال، فأْذَنْ لي حَتَّى أُفِّرق مالي على من شئت. فإذِن له، ففرَّقها على المحدِّثين [3] .

وقال الحافظ ابن ناصر: أخبرتني أمي أن أَبِي حدَّثها قال: كنتُ أدخل على الخطيب وأُمرَّضه، فقلت له يومًا: يا سيّدي، إن أَبَا الفضل بْن خيرون لم يُعطني شيئًا من الذَّهب الَّذِي أمرته أن يفرقه على أصحاب الحديث. فرفَع الخطيب رأسه عن المخدَّة وقال: خُذْ هَذِهِ الخِرْقة باركَ اللَّه لك فيها. فكان فيها

[ (- 7] / 196 وفيه قال الصفدي: «الشيخ أبو الحسن الأشعري رحمه الله تعالى له في آيات الصفات مذهبان، أحدهما أنه إذا مرّت به آية ظاهرها يفهم منه الجسمية كاليد والجنب ردّها بالتأويل إلى ما ينفي الجسمية، والثاني أنه يمرّ بظاهرها كما جاءت لا يتأوّلها ويكل العلم بها إلى الله تعالى من غير اعتقاد الجسمية، فاختار الخطيب المذهب الثاني وهو الأسلم.

[1]

تذكرة الحفاظ 3/ 1143، سير أعلام النبلاء 18/ 284، 285.

[2]

سير أعلام النبلاء 18/ 285.

[3]

المنتظم 8/ 269 (16/ 134) ، معجم الأدباء 4/ 217، تذكرة الحفاظ 3/ 1143، 1144، سير أعلام النبلاء 18/ 285، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 35.

ص: 106

أربعون دينارًا. فأنفقتها مُدّةً فِي طلب العلم [1] .

وقال مكّيّ الرُّمَيْليّ: مرض الخطيب ببغداد فِي رمضان فِي نصفه، إِلَى أن اشتد به الحال فِي غُرّة ذي الحجة، وأوصى إِلَى أَبِي الفضل بْن خَيْرُون، ووقَفَ كُتُبه على يده، وفرَّق جميعَ ماله فِي وجوه البِرّ وعلى المحدَّثين، وتُوُفّي رابع ساعة من يوم الإثنين سابع ذي الحجة، ثُمَّ أخرج بُكرة الثلاثاء وعبروا به إِلَى الجانب الغربي، وحضره القضاة والأشراف والخلق، وتقدَّمهم القاضي أَبُو الْحُسَيْن بْن المهتدي باللَّه، فكبَّر عليه أربعًا، ودُفن بجنْب بِشْر الحافي [2] .

وقال ابن خيرون: مات ضَحْوة الإثنين ودُفِن بباب حرب. وتصدَّق بماله، وهو مائتا دينار، وأوصى بأن يُتصدَّق بجميع ثيابه، ووَقف جميع كُتُبه وأُخْرِجت جنازته من حجرةٍ تلي النظامية فِي نهر مُعَلَّى، وتبَعه الفُقهاء والخَلْق، وحُمِلت جنازته إِلَى جامع المنصور، وكان بين يدي الجنازة جماعة يُنادون: هَذَا الَّذِي كان يذبّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، هَذَا الَّذِي كان يَنْفي الكذِب عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وهذا الَّذِي كان يَحْفَظُ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. وخُتِم على قبره عدّة ختمات [3] .

وقال الكتاني: وردَ كتابُ جماعةٍ أَن أَبَا بَكْر الحافظ تُوُفّي فِي سابع ذي الحجة، وكان أحدَ من حمل جنازته الْإِمَام أَبُو إِسْحَاق الشّيرازي، وكان ثقة، حافظًا، متقِنًا، مُتَحَرّيا، مصنّفًا [4] .

وقال أَبُو البركات إِسْمَاعِيل بْن أَبِي سعْد الصُّوفيّ: كان الشَّيْخ أَبُو بَكْر بْن زهْراء الصُّوفي، وهو أَبُو بَكْر بْن عليّ الطُّرَيْثِيثيّ الصُّوفي، برباطنا قد أعدّ لنفسه

[1] تذكرة الحفاظ 3/ 1144، سير أعلام النبلاء 18/ 285، 286.

[2]

تاريخ دمشق 7/ 29، مختصر تاريخ دمشق 3/ 175، وكان الخطيب- رحمه الله يتمنّى أمرين: أن يعود إلى بغداد فيسمع منه تاريخه على كماله بها، وأن يموت فيها فيدفن عند بشر، فعاد إلى بغداد في ذي الحجة سنة اثنتين وستين وأربعمائة، وبلغ مناه في الأمرين، فسمع منه كتابه البغداديون في المدرسة النظامية، ومات فدفن عند بشر. (التقييد 155) .

[3]

تاريخ دمشق 7/ 29، تبيين كذب المفتري 269، 270، معجم الأدباء 4/ 44، 45، مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 3/ 175، 176، التقييد لابن نقطة 154، 155، وفيات الأعيان 1/ 93، تذكرة الحفاظ 3/ 1144، سير أعلام النبلاء 18/ 286، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 37، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد 60، 61.

[4]

سير أعلام النبلاء 18/ 287.

ص: 107

قبرًا إِلَى جانب قبر بِشْر الحافي، وكان يمضي إليه، فِي كل أسبوع مرّة، وينام فِيه، ويقرأ فِيهِ القرآن كلّه. فلمّا مات أَبُو بَكْر الخطيب، وكان قد أوْصى أن يُدفن إِلَى جنب قبر بِشْر الحافي، فجاء أصحاب الحديث إِلَى أَبِي بَكْر بْن زهراء وسألوه أن يدفنوا الخطيب فِي قبره وأن يُؤْثِرُوه به، فامتنع وقال: موضع قد أعددته لنفسي يؤخذ منّي؟! فلمّا رأوا ذلك جاءوا إِلَى والد أَبِي سعْد، وذكروا له ذلك، فأحضرَ أَبَا بَكْر فقال: أَنَا لا أقول لك أعْطِهِم القبر، ولكن أقول لك لو أن بِشْرًا الحافي فِي الأحياء، وأنت إِلَى جانبه، فجاء أَبُو بَكْر الخطيب ليَقْعد دونك، أكان يَحْسُن بك أن تقعد أعلى [1] منه؟

قال: لا، بل كنت أقوم وأُجِلسه مكاني.

قال: فهكذا ينبغي أن تكون الساعة.

قال: فطاب قلبه، وأذِن لهم فدفنوه فِي ذلك القبر [2] .

وقال أَبُو الفضل بْن خَيْرُون: جاءني بعض الصالحين وأخبرني لمّا مات الخطيب أنه رآه فِي المنام، فقال له: كيف حالك؟ قال: أَنَا فِي رَوْح ورَيْحان، وجنّة نعيم [3] .

وقال أَبُو الْحَسَن علي بْن الْحُسَيْن بْن جدّاء: رَأَيْت بعد موت الخطيب كأنّ شخصًا قائمًا بحذائي، فأردتُ أن أسأله عن الخطيب، فقال لي: ابتِداءً أُنزِلَ وسطَ الجنّة حيث يتعارف الأبرار. رواها أَبُو عليّ البَرَدَانيّ فِي «المنامات» ، له، عن ابن جدّاء [4] .

وقال غَيْث الأرمنازيّ: قال مكّيّ بْن عَبْد السلام: كنت نائما ببغداد في

[1] في الأصل: «أعلا» .

[2]

تاريخ دمشق 7/ 24، 25، المنتظم 8/ 269 (16/ 134، 135) ، مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 3/ 173، 174، معجم الأدباء 4/ 16، التقييد 155، تذكرة الحفاظ 3/ 1139، سير أعلام النبلاء 18/ 279، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 35، الوافي بالوفيات 7/ 192، تهذيب تاريخ دمشق 1/ 400.

[3]

سير أعلام النبلاء 18/ 287، 288، الوافي بالوفيات 7/ 197.

[4]

تذكرة الحفاظ 3/ 1154، سير أعلام النبلاء 18/ 288، الوافي بالوفيات 7/ 197.

ص: 108

ليلة ثاني عشر ربيع الأول سنة ثلاثٍ وستّين وأربعمائة، فرأيتُ عند السَّحَر كأنّا اجتمعنا عند أَبِي بَكْر الخطيب فِي منزله لقراءة «التاريخ» على العادة، فكأنّ الخطيب جالس، والشيخ أَبُو الفضل نصر بْن إِبْرَاهِيم الفقيه عن يمينه، وعن يمين الفقيه نصر رجلٌ لم أعرفْه، فسألتُ عَنْه، فَقِيل: هَذَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، جَاءَ ليسمع «التاريخ» ، فقلت فِي نفسي: هَذِهِ جلالة لأبي بَكْر، إذْ يَحْضُرْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مجلسَه.

وقلتُ: وهذا ردٌّ لقول من يعيب التاريخ، ويذكر أنه فِيهِ تحاملٌ على أقوام [1] .

وقال أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن مرزوق الزَّعْفرانيّ: حَدَّثَنِي الفقيه الصالح أَبُو علي الْحَسَن بْن أَحْمَد الْبَصْرِيّ قال: رَأَيْت الخطيبَ فِي المنام، وعليه ثياب بيض حسان، وعمامة بيضاء، وهو فرحان يبتسم. فلا أدري قلتُ: ما فعل اللَّه بك؟ أو هُوَ بَدَأَني فقال: غفر اللَّه لي أو رحِمَني، وكلّ مَن نَجَا. فوقع لي أنّه يعني بالتوحيد إليه يرحمه أو يغفر له، فأبشِروا. وذلك بعد وفاته بأيّام [2] .

وقال أَبُو الخطاب بْن الجرّاح يرثيه:

فاقَ الخطيبُ الوَرَى صِدْقًا ومعرفةً

وأعجزَ الناسَ فِي تصنيفه الكُتُبَا

حَمَى الشريعَةَ مِن غاوٍ يُدَنّسها

بوصْفه [3] ونَفَى التَّدليسَ والكذبا

جلا محاسن بغداد فأودعها

تاريخا مخلصًا للَّه محتسبًا

وقال فِي الناس بالقِسْطاس منحرفا [4]

عن الهوى، وأزال الشّكَّ والرِّيَبا

سَقَى ثراكَ أَبَا بَكْرٍ على ظَمًأ

جَوْنٌ رُكامٌ تَسُحُّ الواكفَ السَّرِبا

ونُلْتَ فوزًا ورِضوانًا ومغفرةً

إذا تحقَّقَ وعْدُ اللَّه واقتربا

يا أحمدَ بْن عليّ طِبْتَ مُضْطجِعًا

وباءَ شانِئُكَ بالأَوْزار محتقبا [5]

[1] المستفاد من ذيل تاريخ بغداد 61.

[2]

تاريخ دمشق 7/ 30، مختصر تاريخ دمشق 3/ 176، سير أعلام النبلاء 18/ 288.

[3]

هكذا في الأصل: وفي: معجم الأدباء، وتهذيب تاريخ دمشق، والوافي بالوفيات «بوضعه» .

[4]

في تاريخ دمشق، وتهذيبه، ومعجم الأدباء:«منزويا» .

[5]

الأبيات في: تاريخ دمشق 7/ 27، ومعجم الأدباء 4/ 37، 38، وسير أعلام النبلاء 8/ 294،

ص: 109

وقال أبو الحسين بْن الطُّيُوريّ: أنشدنا أَبُو بَكْر الخطيب لنفسه:

تغيّب الخلق عن عيني سوى قمرٍ

حسْبي من الخلْقِ طُرًّا ذلكَ القمرُ

محلُّه فِي فؤادي قد تملَّكَهُ

وحاز رُوحي فَمَا لي [1] عَنْهُ مصطبرُ

والشّمسُ [2] أقربُ منه فِي تناولها

وغايةُ الحظّ منه للوَرَى النّظرُ [3]

ودِدْتُ [4] تقبيلَه يومًا مُخَالَسَةً

فصار من خاطري فِي خدّه أثرُ

وكم حليمٍ رآه ظنَّه مَلَكًا

وردَّد [5] الفِكر فِيهِ أنّه بشر [6]

وقال غيث الأرمنازيّ: أنشدنا أَبُو بَكْر الخطيب لنفسه:

إن كنتَ تَبْغي الرَّشادَ مَحْضًا

لأمرِ دُنياك والمَعَادِ

فخالِفِ النَّفْس فِي هواها

إن الهوى جامعُ الفسادِ [7]

وقال أَبُو القاسم النسيب: أنشدنا أَبُو بَكْر الخطيب لنفسه:

لا تَغْبِطَنّ [8] أخا الدُّنيا لزُخْرُفِها [9]

ولا لِلَذَّةِ وَقْتٍ عُجِّلَتْ فَرَحَا

فالدَّهْرُ أسْرَعُ شيءٍ فِي تَقَلُّبه

وفِعْلُهُ بَيِّنٌ للخَلْق قد وَضَحا

كم شاربٍ عسلًا فِيهِ مَنِيَّتُهُ

وكم تقلّد سيفا من به [10] ذبحا [11]

[ (- 295،) ] والوافي بالوفيات 7/ 199، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 401، وورد البيت الأول منها في: النجوم الزاهرة 5/ 88.

[1]

في معجم الأدباء، والوافي بالوفيات:«وما لي» .

[2]

في المعجم، والوافي:«فالشمس» .

[3]

في سير أعلام النبلاء: «انظر» .

[4]

في المعجم، والوافي:«أردت» .

[5]

في المعجم، والوافي:«وراجع» .

[6]

الأبيات في: معجم الأدباء 4/ 37، 38، وسير أعلام النبلاء 18/ 395، والوافي بالوفيات 7/ 199.

[7]

البيتان في: تذكرة الحفاظ 3/ 1145، وسير أعلام النبلاء 18/ 296، والبداية والنهاية 10/ 144.

[8]

في البداية والنهاية: «لا يغبطن» .

[9]

في المعجم، والوافي:«بزخرفها» .

[10]

في البداية والنهاية: «وكم مقلد سيفا من قربه ذبحا» .

[11]

الأبيات في: تاريخ دمشق 7/ 27، ومعجم الأدباء 4/ 25، ومختصر تاريخ دمشق 3/ 175، وسير أعلام النبلاء 18/ 296، والوافي بالوفيات 7/ 199، والبداية والنهاية 12/ 103،

ص: 110

_________

[ (-) ] وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 401.

وللخطيب شعر ذكر ابن الجوزي 16 بيتا منه، أوله:

لعمرك ما شجاني رسم دار

وقفت به ولا ذكر المغاني

ولا أثر الخيام أراق دمعي

لأجل تذكّري عهد الغواني

(المنتظم 8/ 267/ 16/ 131، معجم الأدباء 4/ 22- 25) .

ومن شعره ما ذكره ياقوت، وأوله:

قد شاب رأسي وقلبي ما يغيّره

كرّ الدهور عن الإسهاب في الغزل

وكم زمانا طويلا ظلت أعذله

فقال قولا صحيحا صادق المثل

(معجم الأدباء 4/ 36) وقوله في أبي منصور بن النّقّور:

الشمس تشبهه والبدر يحكيه

والدّرّ يضحك والمرجان من فيه

ومن سرى وظلام الليل معتكر

فوجهه عن ضياء البدر يغنيه

(معجم الأدباء 4/ 38، 39 المستفاد من ذيل تاريخ بغداد 55، 56) وله:

بنفسي عاتب في كل حال

وما لمحبّه ذنب جناه

حفظت عهوده ورعيت منه

ذماما مثله لي ما رعاه

(معجم الأدباء 4/ 39، 40) وله:

خمار الهوى يربي على نشوة الخمر

وذو الحزم فيه ليس يصحو من السّكر

وللحبّ في الأحشاء حرّ أقلّه

وأبرده يوفي على لهب الجمر

(معجم الأدباء 4/ 40، 41) .

وله أيضا:

إلى الله أشكو من زماني حوادثا

رمت بسهام البين في غرض الوصل

(معجم الأدباء 4/ 41) وله:

لو قيل لي: ما اتمنّى؟ قلت في عجل

أخا صدوقا أمينا غير خوّان

إذا فعلت جميلا ظلّ بشكرني

وإن أسأت تلقّاني بغفران

(المستفاد 56، الوافي بالوفيات 7/ 199) .

قال ابن نقطة: «وله مصنّفات في علوم الحديث لم يسبق إلى مثلها، ولا شبهة عند كل لبيب أنّ المتأخّرين من أصحاب الحديث عيال على أبي بكر الخطيب» . (التقييد 154) .

وقال ابن خلّكان: «كان من الحفّاظ المتقنين والعلماء المتبحّرين، ولو لم يكن له سوى «التاريخ» لكفاه، فإنه يدلّ على اطّلاع عظيم، وصنّف قريبا من مائة مصنّف، وفضله أشهر من أن يوصف» . (وفيات الأعيان 1/ 92) .

ولكن ابن تغري بردي هاجم الخطيب البغدادي وكتابه «التاريخ» هجوما قاسيا فقال: «يروى

ص: 111

_________

[ (-) ] عن أبي الحسين بن الطيوري أنه قال: أكثر كتب الخطيب مستفادة من كتب الصوري يعني أخذها برمّتها، منها «تاريخ بغداد» الّذي تكلّم فيه في غالب علماء الإسلام بالألفاظ القبيحة بالروايات الواهية الأسانيد المنقطعة، حتى امتحن في دنياه بأمور قبيحة- نسأل الله السلامة وحسن العاقبة- ورمي بعظائم. وأمر صاحب دمشق بقتله لولا أنه استجار بالشريف ابن أبي الجنّ فأجاره، وقصّته مع الصبيّ الّذي عشقه مشهورة. ومن أراد شيئا من ذلك فلينظر في تاريخ الإمام الحافظ الحجّة أبي الفرج ابن الجوزي المسمّى ب «المنتظم» ، وأيضا ينظر في تاريخ العلّامة شمس الدين يوسف بن قز أوغلي (أعني مرآة الزمان) وما وقع له من الأمور والمحن، وما ربّك بظلّام للعبيد. أضربت عن ذكر ذلك كلّه لكونه متخلّقا بأخلاق الفقهاء، وأيضا من حملة الحديث الشريف. غير أنني أذكر من شعره ما تغزّله به في محبوبة المذكور، فمن ذلك قوله من قصيدة أولها:

تغيب الناس عن عيني سوى قمر

حسبي من الناس طرّا ذلك القمر

وكلّه على هذه الكيفية» . (النجوم الزاهرة 5/ 87، 88) وقال ابن الجوزي: «وكان أبو بكر الخطيب قديما على مذهب أحمد بن حنبل فمال عليه أصحابنا لما رأوا من ميله إلى المبتدعة وأذوه، فانتقل إلى مذهب الشافعيّ وتعصّب في تصانيفه عليهم فرمز إلى ذمّهم وصرّح بقدر ما أمكنه، فقال في ترجمة أحمد بن حنبل سيّد المحدّثين، وفي ترجمة الشافعيّ تاج الفقهاء، فلم يذكر أحمد بالفقه وحكى في ترجمة حسين الكرابيسي أنه قال عن أحمد أيش نعمل بهذا الصبيّ؟ إن قلنا لفظنا بالقرآن مخلوق قال: بدعة، وإن قلنا:

غير مخلوق قال: بدعة، ثم التفت إلى أصحاب أحمد فقدح فيهم بما أمكن، وله دسائس في ذمّهم، من ذلك أنه ذكر مهنّأ وكان من كبار أصحاب أحمد، وذكر عن الدار الدّارقطنيّ أنه قال: مهنّأ ثقة نبيل، وحكى بعد ذلك عن أبي الفتح الأزدي أنه قال: مهنّأ منكر الحديث، وهو يعلم أن الأزدي مطعون فيه عند الكل.

قال الخطيب: حدّثني أبو النجيب عبد الغفار بن عبد الواحد الأرموي قال: رأيت أهل الموصل يهينون أبا الفتح الأزدي ولا يعدونه شيئا، قال الخطيب: حدّثني محمد بن صدقة الموصلي أن أبا الفتح قدم بغداد على ابن بويه فوضع له حديثا أن جبريل عليه السلام كان ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم في صورنا، فأعطاه دراهم. أفلا يستحيي الخطيب أن يقابل قول الدار الدّارقطنيّ في مهنّأ بقول هذا، ثم لا يتكلّم عليه، هذا ينبئ عن عصبيّة وقلّة دين.

وقال ابن الجوزي: ومال الخطيب على أبي علي بن المذهب بما لا يقدح عند الفقهاء وإنما يقدح ما ذكره في قلّة فهمه، وقد ذكرت ذلك في ترجمة ابن المذهب. وكان في الخطيب شيئان أحدهما الجري على عادة عوامّ المحدّثين في الجرح والتعديل فإنّهم يجرّحون بما ليس يجرح، وذلك لقلّه فهمهم. والثاني: التعصّب على مذهب أحمد وأصحابه، وقد ذكر في كتاب «الجهر» أحاديث نعلم أنها لا تصح، وفي كتاب «القنوت» أيضا، وذكر في مسألة صوم يوم الغيم حديثا يدري أنه موضوع فاحتجّ به، ولم يذكر عليه شيئا، وقد صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:«من روى حديثا يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين» . وقد كشفت عن جميع ذلك في كتاب «التحقيق في أحاديث التعليق» وتعصّبه على ابن المذهب ولأهل البدع مألوف منه، وقد بان

ص: 112

65-

أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن غالب بن زيدون [1] .

[ (-) ] لمن قبلنا. فأنبأنا أبو زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي، عن أبيه، قال: سمعت إسماعيل بن أبي الفضل القومسي، وكان من أهل المعرفة بالحديث يقول ثلاثة من الحفّاظ لا أحبهم لشدّة تعصّبهم وقلّة إنصافهم: الحاكم أبو عبد الله، وأبو نعيم الأصبهاني، وأبو بكر الخطيب. قال المصنّف: لقد صدق إسماعيل وقد كان من كبار الحفاظ ثقة صدوقا له معرفة حسنة بالرجال والمتون، غزير الديانة، وقال الحق، فإنّ الحاكم كان متشيّعا ظاهر التشيّع والآخر سمع أبا الحسين بن المهتدي، وجابر بن ياسين، وابن النقور، وغيرهم، وقال الحق، فإن الحاكم كان متشيّعا ظاهر التشيّع والآخران كان يتعصبان للمتكلمين والأشاعرة، وما يليق هذا بأصحاب الحديث لأن الحديث جاء في ذمّ الكلام، وقد أكّد الشافعيّ في هذا حتى قال:

رأيي في أصحاب الحديث أن يحملوا على البغال ويطاف بهم» (المنتظم 8/ 267- 269/ 16/ 132- 134، معجم الأدباء 4/ 25- 27) .

وقال ياقوت الحموي: «ونقلت من خطّ أبي سعد السمعاني، ومنتخبه لمعجم شيوخ عبد العزيز بن محمد النخشبي، قال: ومنهم أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، يخطب في بعض قرى بغداد، حافظ فهم، ولكنه كان يتّهم بشرب الخمر، كنت كلّما لقيته بدأ في السلام، فلقيته في بعض الأيام فلم يسلّم عليّ، ولقيته شبه المتغيّر، فلما جاز عني لحقني بعض أصحابنا، وقال لي: لقيت أبا بكر الخطيب سكران، فقلت له: قد لقيته متغيّرا، واستنكرت حاله، ولم أعلم أنه سكران، ولعلّه قد تاب إن شاء الله» .

قال السمعاني: ولم يذكر عن الخطيب- رحمه الله هذا إلّا النخشبي، مع أني لحقت جماعة كثيرة من أصحابه.

وقال في «المذيّل» : والخطيب في درجة القدماء من الحفّاظ. والأئمة الكبار، كيحيى بن معين، وعلي بن المديني، وأحمد بن أبي خيثمة، وطبقتهم

(معجم الأدباء 4/ 29، 30) .

[1]

انظر عن (ابن زيدون الشاعر) في: جذوة المقتبس 130/ 131 رقم 224، وقلائد العقيان 79، والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة لابن بسّام ج 1 ق 1/ 336- 428، وخريدة القصر وجريدة العصر لابن العماد الأصفهاني (قسم شعراء الأندلس) 2/ 48- 71، وبغية الملتمس للضبّي 186، 187 رقم 426، والمعجب في تلخيص أخبار المغرب للمراكشي 74، وإعتاب الكتّاب لابن الأبّار 207، والحلّة السيراء، له 1/ 250 و 2/ 43، 53، 99، 138، 159، والتذكرة الفخرية للإربلي 98، 99، والمغرب في حليّ المغرب 1/ 63- 69، ووفيات الأعيان 1/ 139- 141، والمختصر في أخبار البشر 2/ 187، والعبر 3/ 253، وسير أعلام النبلاء 18/ 240، 241 رقم 116، والإعلام بوفيات الأعلام 191، والمطرب من أشعار أهل المغرب لابن دحية 164، وتاريخ ابن الوردي 1/ 374، والبداية والنهاية 12/ 104، 105، ومرآة الجنان 3/ 14، 15، والوافي بالوفيات 7/ 87- 94 رقم 3031، والنجوم الزاهرة 5/ 88، ونفح الطيب 1/ 627 (وانظر فهرس الأعلام) ، وكشف الظنون 478، 481، وشذرات الذهب 3/ 312، 313، وإيضاح المكنون 1/ 485، ودائرة المعارف الإسلامية 1/ 186، وكنوز الأجداد لمحمد كردعلي 251- 260، ومعجم المؤلفين 1/ 284، وانظر ديوان ابن زيدون الصادر عن دار الكتاب العربيّ، بيروت، شرح د. يوسف فرحات 1991.

ص: 113

أَبُو الْوَلِيد المخزومي الأندلسي القُرْطُبي، الشّاعر المشهور.

قال ابن بسام: [1] كان أَبُو الْوَلِيد غاية [2] منثور ومنظوم، وخاتمة شعراء بني مخزوم. أحدُ من جرَّ الأيام جرًّا، وفاق الأنام طُرًّا، وصرَّف السّلطان نَفْعًا وضُرًّا، ووسَّع البيانَ نظْمًا ونثرًا، إِلَى أدبٍ ليس [3] للبر تدفُّقُه، ولا للبدر تألُّقُه، وشِعرٍ ليس للسِّحْر بيانُه، ولا للنّجوم اقترانه، وحفظ من النَّثْر غريب المباني، شعْريّ الألفاظ والمعاني. وكان من أبناء وجوه الفقهاء بقُرْطُبة.

انتقل عن قُرْطُبة إِلَى المعتضد عَبَّاد صاحب إشبيلية بعد عام أربعين وأربعمائة، فجعله من خواصه، وبقي معه فِي صورة وزير.

فَمَنْ شِعره قَوله:

بَيْني وبَيْنَكَ ما لو شئت لم يضع

سر [4] ، إذا ذاعت الأسرارُ لم يُذِعِ

يا بائعًا [5] حَظَّهُ مِنّي ولو بُذِلَتْ

لِيَ الحياةُ بِحَظّي منهُ لم أبعِ

يكفيك أنَّكَ لو حمَّلت [6] قلبي ما

لا تستطيعُ [7] قلوبُ الناس يَسْتَطِعَ

تِهْ أَحْتَمِل، وَاسْتَطِلْ أَصْبِر، وَعِزَّ أَهُنْ

وَوَلِّ أُقْبِل، وقُلْ أَسْمَع، ومُرْ أُطِعِ [8]

وله:

أَيَّتُها النّفسُ إليْهِ اذْهَبي

فَمَا لِقَلْبِي عَنْهُ مِنْ مَذْهَبِ

مُفَضَّضُ الثَّغْرِ لهُ نُقْطَةٌ

مِن عَنْبَرٍ فِي خَدِّه المذهب

[1] في الذخيرة ج 1 ق 1/ 336.

[2]

في الذخيرة: «صاحب» .

[3]

في الذخيرة: «ما» .

[4]

في المختصر في أخبار البشر 2/ 187 «سرا» .

[5]

في بغية الملتمس 186: «يا مانعا» .

[6]

في الجذوة، والبغية:«حسبي بأنك إن حمّلت» .

[7]

في المختصر في أخبار البشر: «ما لم تستطعه» ، ومثله في: تاريخ ابن الوردي 1/ 374، وهو يتفق مع ما في الديوان 163 ففيه:

يكفيك أنك إن حمّلت قلبي ما

لم تستطعه قلوب الناس يستطع

[8]

الأبيات في ديوان ابن زيدون 163، وجذوة المقتبس 130، وبغية الملتمس 186، والمختصر في أخبار البشر 2/ 187، والوافي بالوفيات 7/ 93.

ص: 114

أيأسني [1] التَّوْبَةَ من حُبِّهِ

طُلُوعُهُ شَمْسًا مِن المغربِ

وله القصيدة السائرة الباهرة:

بِنْتُمْ وَبِنَّا فَمَا ابْتَلَّتْ جَوَانِحُنَا

شوقًا إليكُمْ ولا جفَّتْ مَآقِينا [2]

كُنّا نرى اليأسَ تُسْلِينا عَوَارِضُه

وقَدْ يَئِسْنا فَمَا لليّأْسِ يُغْرِينا

نَكَادُ حينَ تُنَاجِيكُمْ [3] ضَمَائِرُنا

يَقْضِي علَيْنا الأَسَى لولا تأسَينا [4]

طالت لِفَقْدكُم [5] أيَّامُنا، فَغَدَتْ

سُودًا، وكانَتْ بِكُمْ بيضًا ليالينا

بالأمسِ كُنَّا وما يُخشَى تَفَرُّقُنا

واليومَ نحنُ وما يُرْجَى تَلَاقينا [6]

إِذْ جانِبُ العَيْشِ طَلْقٌ من تَأَلُّفِنا

ومورد [7] اللهو صافٍ من تصافينا

كأنَّنا لَمْ نَبِت، والوصْلُ ثالِثُنا

والسَّعْدُ قَدْ غَضَّ من أجْفَانِ واشِينا

ليُسْقَ عَهدُكُمُ عَهدُ السُّرُورِ فَمَا

كُنْتُمْ لأَرواحِنا إِلّا رَياحِينا [8]

وهي طويلة.

تُوُفّي ابن زيدون فِي رجب بإشبيلية.

وولي ابنه أَبُو بَكْر وزارة المعتمد بْن عَبَّاد، وقُتِل يوم أَخَذَ يوسف بْن تاشفين قُرْطُبة من المعتمد سنة أربعٍ وثمانين.

66-

أَحْمَد بْن علي بْن أَحْمَد بْن عُقْبة الأصبهانيّ [9] .

[1] في الديوان ص 51: «أنساني» ، وكذا في النجوم الزاهرة 5/ 88.

[2]

ورد هذا البيت فقط في: النجوم الزاهرة 5/ 88.

[3]

في جذوة المقتبس: «تناجينا» .

[4]

ورد هذا البيت فقط في: المختصر في أخبار البشر 2/ 187.

[5]

في الديوان، ص 299، حالت ومثله في: سير أعلام النبلاء 18/ 241، وفي التذكرة الفخرية 98 «حالت لبعدكم» ، وفي الجذوة 131 «حارت» ، ومثله في البغية 187.

[6]

ورد هذا البيت في الديوان ص 298، بتأخير موضعه، وفيه:

وقد نكون، وما يخشى تفرّقنا

فاليوم نحن وما يرجى تلاقينا

[7]

في الديوان ص 299: ومربع.

[8]

الأبيات في الديوان 298، 299 (طبعة صادر 141) ، والوافي بالوفيات 7/ 91، 92، وبعضها في: جذوة المقتبس 130، 131، وبغية الملتمس 186، 187، والتذكرة الفخرية 98، و 99، وسير أعلام النبلاء 18/ 240، 241، ومنها بيت واحد في المختصر في أخبار البشر، وبيت واحد في النجوم الزاهرة 5/ 88.

[9]

لم أجد مصدر ترجمته.

ص: 115