الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-
حرف الْعَيْنِ
-
213-
عَبْد اللَّه أمير المؤمنين القائم بأمر الله [1] .
أبو جعفر ابن القادر باللَّه أَبِي الْعَبَّاس أَحْمَد بْن ولي العهد إِسْحَاق بْن المقتدر باللَّه أَبِي الفضل جَعْفَر بْن المعتضد، الهاشمي العباسي.
ولد فِي نصف ذي القعدة سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة، وبويع بالخلافة بقبة الْإِسْلَام مدينة السلام بغداد يوم الثلاثاء ثالث عشر ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة. وأمه أم ولد اسمها بدر الدجي الأرمنية، وقيل اسمها قطر الندى، كذا سماها الخطيب [2] . أدركت خلافته، وعاشت بعدها ثلاثين سنة.
بويع عند موت والده القادر، وكان ولي عهده فِي حياته، وهو الَّذِي لقبه بالقائم بأمر اللَّه.
قال ابن الأثير [3] : كان جميلًا، مليح الوجه، أبيض. مشربا حمرة، حسن
[1] انظر عن (القائم بأمر الله) في: تاريخ بغداد 9/ 399- 404 رقم 5007، وطبقات الحنابلة 2/ 240، والمنتظم 8/ 295 رقم 347 (16/ 168 رقم 3441) وخريدة القصر (القسم العراقي) 1/ 22- 24، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 107، وتاريخ إربل 1/ 139، ومعجم الألقاب لابن الفوطي ج 4 ق 3/ 566، 567 رقم 2711، والفخري لابن الطقطقي 392، وآثار البلاد وأخبار العباد 418، وخلاصة الذهب المسبوك 264- 268، والإنباء في تاريخ الخلفاء 188- 200، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 202- 209، وتاريخ دولة آل سلجوق 13 وما بعدها، وتاريخ مختصر الدول 183- 192، وتاريخ الفارقيّ (انظر فهرس الأعلام) 326، والكامل في التاريخ 10/ 94، 95، والمختصر في أخبار البشر 2/ 158، 177- 179، 191، ونهاية الأرب 23/ 242- 253، والإعلام بوفيات الأعلام 193، وسير أعلام النبلاء 18/ 307- 318 رقم 146، والعبر 3/ 264، ودول الإسلام 1/ 275، وتاريخ ابن الوردي 1/ 512، 547- 549، 568، ومرآة الجنان 3/ 94، وفوات الوفيات 2/ 157، 158، والبداية والنهاية 12/ 21- 32 و 12/ 110، والوافي بالوفيات 17/ 20- 22 رقم 18، وتاريخ ابن خلدون 3/ 447، ومآثر الإنافة 2/ 1- 11، والقاموس المحيط (مادة: قام) ، وشرح رقم الحلل 118، 119، والجوهر الثمين 192- 196، والنجوم الزاهرة 5/ 4- 11 و 97، 98، وتاريخ الخلفاء 417، 418، 422، واتعاظ الحنفا 2/ 314، وتاريخ الخميس 2/ 357- 359، وتاج العروس (مادة: قام) ، وشذرات الذهب 3/ 236، 327، ومعجم الأنساب والأسرات الحاكمة 4، وأخبار الدول 2/ 160، والنزهة السنية لابن الطولوني 109.
[2]
في تاريخ بغداد 9/ 399.
[3]
في الكامل في التاريخ 10/ 95.
الجسم، ورعًا [1] ، زاهدًا، عالمًا، قوي اليقين باللَّه، كثير الصدقة [2] والصبر، له عناية بالأدب، ومعرفة حسنة بالكتابة. ولم يكن يرضى [3] أكثر ما يكتب من الديوان، وكان يصلح فِيهِ أشياء، وكان مؤثرًا للعدل والإحسان [4] وقضاء الحوائج [5] ، ولا يرى المنع من شيءٍ يطلب منه.
قال: وكان سبب موته ماشرى [6] فافتصد ونام [7] ، فانفجر فصاده وخرج منه دم كثير [8] ، فاستيقظ وقد ضعف وسقطت قوته، فأيقن بالموت، وطلب [9] ولي العهد ووصاه، ثُمَّ توفي رحمه الله.
وحكى الْحَسَن بْن مُحَمَّد القيلوي فِي «تاريخه» قال: ولما رجع الخليفة إِلَى داره، يعني نوبة البساسيري، لم يتجرد من ثيابه للنّوم إِلَى أن مات، ولا نام على فراش غير مصلاه. وكان يصوم، فيما حكي عَنْه، أكثر الزمان، ويقوم الليل، وعفا عن كل من عرفه بفساد وأحسن إليه، ومنع من أذية من أذاه.
قال السلفي: حَدَّثَنِي عَبْد السلام بْن على القيسراني المعدل بمصر، قال:
حَدَّثَنِي شيوخ بغداد أن القائم لم يسترد شيئًا مما نهب من قصره إلا بالثمن، ويقول: هَذِهِ أشياء احتسبناها عند اللَّه. وأنه منذ خرج من مقر عزه ما وضع رأسه على مخدة. وحين نهبوا قصره لم يجدوا فِيهِ شيئًا من آلات الملاهي.
قال الخطيب فِي تاريخه: [10] ولم يزل أمره مستقيمًا إِلَى أن قبض عليه فِي سنة خمسين. وكان السبب فِي ذلك أن أرسلان التركي البساسيريّ كان قد عظم
[1] زاد بعدها: «ديّنا» .
[2]
«الصدقة» غير موجودة في المطبوع من الكامل.
[3]
في (الكامل) : «يرتضي» .
[4]
في (الكامل) : «للعدل والإنصاف» .
[5]
في (الكامل) : «يريد قضاء حوائج الناس» .
[6]
في (الكامل) : «كان قد أصابه شرى» . و «الماشرا» ورم حادّ ينتج عن دم صفراوي يعمّ الوجه، وربّما غطّى العين.
[7]
في (الكامل) : «ونام منفردا» .
[8]
زاد في (الكامل) : «ولم يشعر» .
[9]
في (الكامل) : «فأحضر» .
[10]
تاريخ بغداد 9/ 399- 403.
أمره، واستفحل شأنه، لعدم نُظرائه، وانتشر ذِكره، وتهيَّبته أمراء العرب والعجم، ودُعي له عَلَى المنابر، وجبي لَهُ الأموال، وخرب القُرى. ولم يكن القائم يقطع أمرًا دونه. ثُمَّ صحَّ عنده سوء عقيدته، وشهد عنده جماعة أن البساسيري عرَّفهم وهو باسط عزْمه على نْهب دار الخلافة، والقبض على أمير المؤمنين، فكاتب الخليفة أَبَا طَالِب مُحَمَّد بْن ميكال سلطان الغُزّ المعروف بطُغْرُلْبَك، وهو بالرِّيّ، يستنهضه فِي القدوم. ثُمَّ أُحرقت دار البساسيري.
وقدِم طُغْرُلْبَك فِي سنة سبعٍ وأربعين، فَذَهب البساسيري إِلَى الرحْبة، وتلاحق به خلْق من الأتراك، وكاتَبَ صاحب مصر، فأمدّه بالأموال.
ثُمَّ خرج طُغْرُلْبَك بعد سنتين إِلَى نصيبين، ومعه أخوه ينال [1] فِي سنة خمسين، فخالف عليه أخوه، وسار بجيش عظيم وطلب الرّي، وكان البساسيري قد كاتبه وأطمعه بمنصب أَخِيهِ طُغْرُلْبَك، فسار طُغْرُلْبَك فِي أثر أَخِيه، فتفرَّقت عساكره، وتواقَع هُوَ وأخوه بهَمَذان، فظهر عليه ينال [1] وحصَره بهمذان. فعزم الوزير الكُنْدُري والخاتون زَوْجَة طُغْرُلْبَك وابنها على نجدة طُغْرُلْبَك، فاضطرب أمر بغداد، وأرجفوا بمجيء البساسيري، فبطل عزم الوزير، فهمت خاتون بالقبض عليه وعلى ابنها، ففرّا إِلَى الجانب الغربي، وقطعوا الجسر، فنهبت دُورهما، ومضَتْ هِيَ بجمهور الجيش نحو هَمَذان، وخرج ابنُها والوزير نحو الأهواز. فَلَمَّا كان فِي ذي القعدة رحل البساسيري إِلَى الأنبار، ولم يحضر الخطيب يوم الجمعة، ونزلوا من المئذنة، فأخبروا أنهم رأوا عسكر البساسيري. وصلى الناسُ ظُهْرًا.
ثُمَّ وَرَدَ من الغد من عسكره مائتا فارس، فَلَمَّا كان يوم الأحد دخل البساسيري بغداد ومعه الرايات المصرية، فضرب مخيمه على دجلة، وأجمع أَهْل الكرْخ والعوام من الجانب الغربي على مُضافَرة البساسيري. وكان قد جمع العيّارين وأهل الرساتيق، وأطمعهم فِي نهب دار الخليفة، والناسُ إذ ذاك فِي قَحْط، وبقي القتال كل يومٍ بين الفريقين فِي السُّفن، فَلَمَّا كان يوم الجمعة المقبلة دُعي لصاحب مصر بجامع المنصور، وزِيد في الأذان بحيّ على خير
[1] في تاريخ بغداد 9/ 400 «أينال» .
العمل، وأصلحوا الجسر، وعَبَرَ الجيش، فنزلوا بالزاهر، وكفوا عن المحاربة أيامًا. وخندّق الخليفة حول داره، وأصلح سُورَها. ثُمَّ حشد البساسيري أَهْل الكرْخ وغيرهم، ونهضَ بهم إِلَى حرب الخليفة، فتحاربوا يومين، وقُتل قتلى كثيرة.
وَفِي اليوم الثالث أتى البساسيري وجُموعه نحو دار الخليفة، وأحرقَ الأسواق بنهر مُعَلَّى، ووقع النَّهْب، وأحاطوا بدار الخلافة، وأُخذ منها ما لا يُحصى. ووجَّه الخليفة إِلَى قُرَيْش العُقَيْليّ البدوي، وكان قد جاء ناصرًا للبساسيري، فأذم للخليفة فِي نفسه، ولقيه فقبَّل بين يديه الأرض، وخرج الخليفة معه من الدار راكبًا وبين يديه رايةٌ سوداء، والأتراك بين يديه. ثُمَّ نزل بمخيمٍ ضُرِب له بأمر قريش. وقبض البساسيري على الوزير وعلى القاضي الدامغاني، وجماعة، وقيد الوزير والقاضي. فَلَمَّا كان يوم الجمعة من ذي الحجة، خطب لصاحب مصر فِي كل الجوامع إلا جامع الخليفة. ولما كان يوم عَرَفَة بُعِث الخليفة إِلَى عانة على الفُرات، وحُبِس هناك.
وشُهِّر الوزير فِي أواخر الشهر على جملٍ وطِيف به. ثُمَّ صُلب حيّا، وهو أبو القاسم ابن المسلمة. ثُمَّ جعلوا فِي فكَّيْه كلوبين من حديد، فمات ليومه.
وأُطْلِق قاضي القضاة.
وأما طُغْرُلْبَك فظفر بأخيه وقتله. وكاتب متولي عَانَة فِي رد الخليفة إِلَى داره مُكْرَمًا.
وذُكر لنا أن البساسيري عزم على ذلك لما بلغه أن طُغْرُلْبَك متوجه إِلَى العراق. وحصل الخليفة فِي مقر عزّه فِي الخامس والعشرين من ذي القعدة من سنة إحدى وخمسين.
ثُمَّ جهز طُغْرُلْبَك جيشًا، فحاربوا البساسيري بِسَقي الفُرات، وظفروا به فقُتل وحمل رأسُه إِلَى بغداد [1] .
وقال أبو الْحَسَن عَلِيِّ بْن هبة اللَّه بْن عَبْد السّلام الكاتب: سمعت
[1] إلى هنا ينتهي نقل المؤلّف عن تاريخ بغداد باختصار.
الأستاذ، أَبَا الفضل مُحَمَّد بْن علي بْن عامر قال: دخلنا فِي يومنا هَذَا إِلَى المخزن، فلم يبق أحد لقيني إلا وأعطاني قصّة، فامتلأ كمّي بالرّقاع، فلمّا رَأَيْت كَثْرَتَها قلتُ: لو كان القائم بأمر اللَّه أخي لأَقلَّ المراعاة لي ولضجر مني.
وألقيتها فِي بركة. وكان القائم ينظر وأنا لا أعلم، فَلَمَّا وقفت بين يديه أمر بأخذ الرقاع من البركة وبُسِطت فِي الشمس، ثُمَّ حُمِلت إليه، ووقَّع على الجميع. ثُمّ قال: يا عامّي، ما حملك على ما فعلت؟ وهل كان عليك دركٌ فِي إيصالها إلينا؟
فقلتُ: خفت أن تملّ.
فقال: ويْحك، ما أطلقنا شيئًا من أموالنا، بل نَحْنُ خزّانهم فيها. واحذر أن تعود إِلَى ما فعلت [1] .
قال أبو يَعْلَى بْن حَمْزَة بْن القلانِسيّ فِي «تاريخه» [2] : رُوي أن القائم لمّا اعتُقِل نَوْبة البساسيري كتبَ قَصّةً ونفذها إِلَى بيت اللَّه مستعديا إِلَى اللَّه على من ظلمه، فعلّقت على الكعبة، وهي:
«إِلَى اللَّه العظيم من المسكين عبده.
اللَّهمّ [3] إنّك العالم بالسّرائر، [و] المطّلع على الضمائر [4] ، اللَّهمّ إنّك غنيٌّ بعلمك واطلاعك على خلقك، عن إعلامي، هَذَا عبدٌ [5] قد كفر نِعَمك [6] ومَا شَكَرها، وألقى [7] العواقب وما ذكرها، أطغاه حلْمُك [8] حَتَّى تعدّى علينا بغْيا، وأساء إلينا عتوّا وعدوا. اللَّهمّ قَلَّ الناصر، واعتزَّ الظالم، وأنت المطلع العالم، [و] المنصف الحاكم. بك نعتز عليه، وإليك نهربُ من يديه، فقد تعزّز علينا
[1] المنتظم 8/ 59 (15/ 219) .
[2]
ذيل تاريخ دمشق 107.
[3]
بدأ قبلها بالبسملة.
[4]
في ذيل تاريخ دمشق: «على مكنون الضمائر» .
[5]
في الذيل: «هذا عبد من عبيدك» .
[6]
في الذيل: «نعمتك» .
[7]
في الذيل: «وألغي» .
[8]
في الذيل: «حكمك وتجبّر بأناتك» .
بالمخلوقين، ونحن نعززُ بك [1] . وقد حاكمنا إليك [2] ، وتوكلنا فِي إنصافنا منه عليك، ورفعنا ظلامتنا هَذِهِ إِلَى حَرَمَك، ووثقنا فِي كشْفها بكرمك، فاحكم بيننا بالحق وأنت خير الحاكمين» [3] .
تُوُفّي القائم بأمر اللَّه ليلة الخميس الثالث عشر من شعبان، ودُفن فِي داره بالقصر الحسني. وكانت دولته خمسًا وأربعين سنة، وغسّله الشريف أبو جَعْفَر بْن أَبِي مُوسَى الهاشمي شيخ الحنابلة [4] .
وبُويع بعده المقتدي.
214-
عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الهيصم الكرّامي [5] .
أبو بَكْر النَّيْسابوري، من وجوه أصحاب أَبِي عَبْد اللَّه بْن كرام [6] .
تُوُفّي أَبُوهُ الْإِمَام مُحَمَّد، ولهذا إحدى عشرة سنة. وكان قد قرأ عليه شيئا يسيرا، ثمّ قرأ على أَخِيهِ عَبْد السلام، وحصل سرائر المذهب ودقائقه عن أَخِيهِ.
واختلف إِلَى الأديب أَبِي بَكْر الخطابي، وأحكم عليه الأدب [7] .
وسمع من: أَبِي عَمْرو بْن يحيى، والقاضي أَبِي الهيثم، وعبد اللَّه بْن يوسف، وابن مَحْمِش، والحاكم أبي عبد الله.
[1] في الذيل: «ونحن نعتزّ بك يا ربّ العالمين» .
[2]
في الذيل: «اللَّهمّ إنّا حاكمناه إليك» .
[3]
[4]
طبقات الحنابلة 2/ 240، ومن شعر القائم بأمر الله:
القلب من خمر التصابي منتش
…
من ذا عذيري من شراب معطش؟
والنفس من برح الهوى مقتولة
…
ولكم قتيل في الهوى لم ينعش
جمعت عليّ من الغرام عجائب
…
خلّفن قلبي في إسار موحش
خلّ يصدّ، وعاذل متنصّح
…
ومعاند يؤذي، ونمّام يشي
(خريدة القصر 1/ 23)
[5]
انظر عن (عبد الله بن محمد بن الهيصم) في: المنتخب من السياق 287، 288 رقم 950.
[6]
قال عبد الغافر: «كبير أصيل، فاضل، نسيب، من بيت الإمامة، نشأ في العلم والزهد والسداد، وصحب الكبار من أصحابهم» .
[7]
وزاد عبد الغافر: «وحصّل الحديث» .
وتُوُفّي يوم عيد الفِطْر.
وكان أَبُوهُ رأسا فِي بدعته.
215-
عَبْد اللَّه بْن أَبِي مُعَاذ الصَّيْرَفيّ [1] .
الهَرَويّ.
وقد حج، وسمع: أَبَا الْحُسَيْن بْن بشران، وأبا أسامة المقرئ بمكة.
216-
عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن محمود [2] .
أبو سَعِيد الهَرَويّ المعلم.
سمع من: الأمير خَلَف السِّجْزِي، وأبا علي مَنْصُور الخالدي.
وحدَّث.
217-
عَبْد الرَّحْمَن بْنُ مُحَمَّد بْن المظفر بْن مُحَمَّد بْن دَاوُد بْن أَحْمَد بْن مُعَاذ بْن سهل بْن الحكم بْن شيرزاد [3] .
أبو الْحَسَن بْن أبي طلحة الدّاوديّ البوشنجيّ [4] ، شيخ خُراسان جمال الْإِسْلَام رضي الله عنه.
ذكره أبو سعد السمعاني فقال: [5] وجه مشايخ خُراسان فضلا عن ناحيته،
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2]
لم أجد مصدر ترجمته.
[3]
انظر عن (عبد الرحمن بن محمد بن المظفّر) في: الأنساب 5/ 263، 264، والمنتظم 8/ 296 رقم 348 (16/ 168، 169 رقم 3442) ، والتقييد لابن نقطة 335، 336 رقم 405، واللباب 1/ 487، والمنتخب من السياق 312، 313 رقم 1024، وطبقات ابن الصلاح (مخطوط) الورقة 57 أ، وطبقات النووي (مخطوط) ، ورقة 89 ب- 91 أ، والعبر 3/ 264، 265، والإعلام بوفيات الأعلام 193، وسير أعلام النبلاء 18/ 22- 226، والمعين في طبقات المحدّثين 134 رقم 1481، ودول الإسلام 2/ 3، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 200 وفوات الوفيات 2/ 295، 296، ومرآة الجنان 3/ 95، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 228، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 525، 526، والبداية والنهاية 12/ 112، والنجوم الزاهرة 5/ 99، وطبقات المفسّرين 1/ 294، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 256، 257 رقم 213، وشذرات الذهب 3/ 327.
[4]
انظر تعريف المؤلّف بها في آخر هذه الترجمة.
[5]
في الأنساب 5/ 263، والمؤلف ينقل عنه بوساطة «المنتخب من السياق» لعبد الغافر الفارسيّ 312.
المعروف [1] فِي أصله وفضله وسيرته وطريقته [2] . له قَدَمٌ فِي التَّقْوى راسخْ [3] ، يستحق [4] أن يُطْوَى للتبرُّك بلقائه فراسِخْ. وفضله فِي الفنون مشهور، وذِكْره فِي الكُتُب مسطور. وأيّامه غُرَر، وكلماته دُرَرْ.
قرأ الأدب على أَبِي علي الفَنْجُكِرْدي [5]، والفقه على: أَبِي بَكْر القفال المَرْوَزِي، وأبي الطيب سهْل الصُّعْلُوكي، وأبي طاهر بْن مَحْمِش، والأستاذ أبي حامد الأسفرائينيّ، وأبي الْحَسَن الطَّبَسي [6] ، وأبي سَعِيد يحيى بْن مَنْصُور الفقيه البُوسنجيّ [7] .
وسمعتُ أن ما كان يأكله فِي حالة التّفقُّه والمُقام ببغداد وغيرها يحمل إليه من فوشنج [8] احتياطا فِي المأكول [9] .
وصحِب أَبَا عليّ الدّقّاق، وأبا عَبْد الرَّحْمَن السُّلَمّي بنَيْسابور، والإمام فاخر السِّجْزِيّ بِبُسْت فِي رحلته إِلَى غَزْنَة. ولقي يحيى بن عمّار [10] .
ودخل بغداد سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، ورجع إلى وطنه سنة خمس
[1] في الأنساب: «المشهور» .
[2]
في الأنساب: «وورعه» بدل «وطريقته» .
[3]
في الأنساب: «وله قدم راسخ في التقوى» .
[4]
من هنا ينتهي النقل عن (الأنساب) ولعلّه ينقل عن (الذيل) .
[5]
في الأصل: «القلجردي» ، والتصحيح من (الأنساب 5/ 263 و 9/ 334) و «الفنجكرديّ» : بفتح الفاء وسكون النون وضمّ الجيم أو سكونها وكسر الكاف وسكون الراء، وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى فنجكرد وهي قرية من نواحي نيسابور.
[6]
الطّبسيّ: بفتح الطاء المهملة، والباء المنقوطة بواحدة، والسين المهملة، هذه النسبة إلى طبس وهي بلدة في برّيّة، إذا خرجت منها إلى أيّ صوب منها سلكت وقصدت لا بدّ من ركوب البريّة، وهي بين نيسابور وأصبهان وكرمان. (الأنساب 8/ 209) .
[7]
ترد «البوسنجي» بالسين المهملة، و «البوشنجي» بالشين المعجمة، وهذا هو الأكثر. وقال في (الأنساب 5/ 263) :«وبفوشنج على أبي سعيد يحيى بن منصور الفقيه» .
[8]
فوشنج: بضم الفاء وفتح الشين المعجمة بعدها نون ساكنة وجيم، وهي «بوشنك» بلدة قديمة كثيرة الخير على سبعة فراسخ من هراة بخراسان، والنسبة إليها فوشنجي وبوشنجي بالفاء والباء المنقوطة بنقطة. (الأنساب 9/ 346) .
[9]
الأنساب 5/ 263.
[10]
المنتخب من السياق 312.
وأربعمائة [1] ، وأخذ فِي مجلس التذكير والتدريس والفتوى والتصنيف، وكان له حظٌّ وافر من النَّظْم والنَّثْر [2] .
سمع ببوُشَنْج: عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حمُّوَيْه السَّرْخَسِي [3] ، وهو آخر من حدَّث عَنْهُ.
وبهَرَاة: أَبَا مُحَمَّد بْن أَبِي شُرَيْح.
وبنَيْسابور: أَبَا عَبْد اللَّه الحاكم، وأبا عَبْد اللَّه بْن باموَيْه، وابن مَحْمِش.
وببغداد: أَبَا الْحَسَن بْن الصَّلْت المُجْبِر، وأبا عُمَر بْن مَهْدِي، وعلي بْن عُمَر التّمّار.
حَدَّثَنا عَنْهُ: مسافر بْن مُحَمَّد، وأخوه أَحْمَد، وأبو المحاسن أسعد بْن زياد [4] الماليني، وأبو الوقت عَبْد الأول. وعائشة بِنْت عَبْد اللَّه البُوسَنْجيّة.
قال السمعاني [5] أبو سعْد: سمعتُ يوسف بْن مُحَمَّد بْن فارو الأندلسيّ:
سمعتُ عليّ بْن سُلَيْمَان المرادي يقول: كان أبو الْحَسَن عَبْد الغافر بْن إِسْمَاعِيل يقول: سمعتُ «الصحيح» من أَبِي سهل الحفصي، وأجازه لي أبو الْحَسَن الداودي، وإجازة الداودي أحب إلي من السماع من الحفصي [6] .
وسمعت أسعد يقول: كان شيخنا الداوديّ بقي أربعين سنة لا يأكل اللّحم وقت تشوشّ التُّرْكُمان واختلاط النَّهْب، فأضرَّ به، فكان يأكل السَّمَك ويُصطاد له من نهرٍ كبير، فحكي له أنّ بعض الأمراء أكل على حافة ذلك النهر، ونُفِضت سفرتُه، وما فضل منه فِي النَّهْر، فَمَا أكل السَّمَك بعد ذلك [7] .
[1] المنتخب 312.
[2]
المنتظم 8/ 296 (16/ 168) .
[3]
سمع منه «صحيح البخاري» في صفر سنة 381 هـ. (التقييد 335) .
[4]
هكذا هنا وفي سير أعلام النبلاء 18/ 224، أما في (الأنساب 5/ 264) :«أبو المحاسن أسعد بن علي الحنفي» .
[5]
قوله ليس في الأنساب، لعلّه في (الذيل) .
[6]
سير أعلام النبلاء 18/ 224، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 228.
[7]
التقييد 336، سير أعلام النبلاء 18/ 224، طبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 525، والخبر باختصار في:(المنتظم) .
قال أبو سعْد: وسمعتُ محمود بْن زياد الحنفي يقول: سمعتُ الْمُخْتَار بْن عَبْد الحميد البُوشَنْجيّ يقول: صلى الْإِمَام أبو الْحَسَن الداوديّ أربعين سنه، وكان يده خارجة من كُمّه استعمالًا للسُّنَّة، واحتياطًا لأحد القولين فِي وضع اليدين وهما مكشوفتان حالة السُّجود [1] .
قال أبو القاسم عبد الله بن عليّ أخو نظام المُلْك: كان أبو الْحَسَن الداودي لا تسكُن شفته من ذكر اللَّه، فحُكي أنّ مُزَيّنًا أراد أن يقص شاربه فقال: سكِّن شفَتَك. فقال: قلْ للزمان حَتَّى يَسْكُن [2] .
ودخل أخي النظام عليه، فقعد بين يديه، وتواضعَ له، فقال لَهُ: أيُّها الرجل، إنّك سلطان اللَّه على عباده، فانظر كيف تجيبه إذا سألك عَنْهُمْ [3] .
ومن شعر الداوديّ:
ربِّ تقبَّلْ عملي
…
ولا تُخَيِّب أملي
أَصْلِحْ أُموري كلّها
…
قبل حُلُول الأَجَلِ [4]
وله:
يا شاربَ الخمر اغتنِمْ توبةً
…
قبل الْتِفاف الساقِ بالسّاق
الموتُ سلطانٌ له سَطْوةٌ
…
يأتي على المَسْقِيّ والسّاقيّ [5]
[1] سير أعلام النبلاء 18/ 225.
[2]
سير أعلام النبلاء 18/ 215.
[3]
المنتظم 8/ 296 (16/ 168) .
[4]
البيتان في: سير أعلام النبلاء 18/ 225، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 525.
[5]
البيتان في: سير أعلام النبلاء 18/ 225، 226.
وأنشد الداوديّ ببوشنج لنفسه:
كان اجتماع الناس فيما مضى
…
يورث البهجة والسّلوه
فانقلب الأمر إلى ضدّه
…
فصارت السّلوة في الخلوة
(سير أعلام النبلاء 18/ 226، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 228، فوات الوفيات 2/ 296) ومن شعره:
كان في الاجتماع للناس نور
…
فمضى النور وادلهمّ الظلام
فسد الناس والزمان جميعا
…
فعلى الناس والزمان السلام
(المنتظم 8/ 296/ 16/ 169)، وهما في: سير أعلام النبلاء 18/ 226، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 228، وفوات الوفيات 2/ 296، والنجوم الزاهرة 5/ 99.
قال عَبْد الغافر الفارسي [1] : وُلِد الداوديّ فِي ربيع الآخر سنة أربع وسبعين وثلاثمائة.
وقال الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الكُتُبيّ: تُوُفّي بفوُشَنْج فِي شوال [2] .
فُوشَنْج، ويقال بالباء، مدينة صغيرة بشين مُعْجَمَة على سبعة فراسخ من هَرَاة. رحمه اللَّه تعالى.
218-
عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بن عبد الكبير الطّليطليّ [3] الطّبيب ابن وافد [4] ، الوزير أبو المطرِّف اللَّخْميّ الأندلسي.
من كبار العالمين بالطِّب، لا سيما بالأدوية المفردة [5] ، فإنه لم يُدرِك شَأْوَه فيها أحدٌ. وألّف كتابًا حافلًا جمع فِيهِ بين قول ديسقوريدوس [6] ، وقول جالينوس [7] .
وَلَهُ يَدٌ طُولَى فِي الْمُعَالَجَة، وسكن طُلَيْطُلَة. وكان له فِي دولة ابن ذي النون ذِكرٌ. وكان حيًّا فِي سنة ستين وأربعمائة. وذكر أنّه ولد سنة سبع [8] وثمانين وثلاثمائة. وهو مشهور بابن وافد، بالفاءِ وله أيضًا كتاب «الرّشاد» فِي الطِّب، وكتاب «تدقيق النّظر فِي عِلَل حَاسَّةِ الْبَصَرْ» ، وكتاب «مجرَّبات الطّبّ» .
توفّي في رمضان سنة سبع وستّين.
[1] في المنتخب من السياق 312.
[2]
وأنشد أبو القاسم أسعد بن علي البارع لنفسه في أبي الحسن الداوديّ:
أئمّة العالم جرّبتهم
…
من بين مذموم ومحمود
سيرة داوديهم خيرهم
…
وخير درع درع داود
(الأنساب 5/ 264)
[3]
انظر عن (عبد الرحمن بن محمد) في: التكملة لكتاب الصلة لابن الأبّار 2/ 551، وأخبار العلماء بأخبار الحكماء للقفطي 152 وفيه «عبد الكريم» بدل «عبد الكبير» ، وعيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة 2/ 49، ومعجم المؤلفين 5/ 180، 181.
[4]
في أخبار العلماء بأخبار الحكماء: «واقد» بالقاف.
[5]
في الأصل: «الفردة» .
[6]
في أخبار العلماء: «ذيوسقوريذس» .
[7]
وهو في الأدوية المفردة، رتّبه أحسن ترتيب، وهو مشتمل على قريب من خمسمائة ورقة.
[8]
في أخبار العلماء: «سنة تسع» .
ورّخه الأبّار [1] وقال: له كتاب «الفلاحة» . أَخَذَ الطبّ عن خلف بْن عَبَّاس الزَّهْراويّ [2] .
219-
عَبْد السلام بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر [3] .
أبو الغنائم الْأَنْصَارِيّ الْبَغْدَادِيّ البابصري [4] . نقيب الأَنْصَار، من ولد زَيْدُ بْن وديعة الْأَنْصَارِيّ رضي الله عنه.
كان من أماثل الشيوخ وأعيانهم، ذا سَمْتٍ ووقار، ودِين وتواضع. وكان ثقة، صحيح السماع.
سمع من: هلال الحفّار، وأبي الفتح بْن أَبِي الفوارس، وأبي الْحُسَيْن بْن بشران.
سمع منه: مكّيّ الرُّمَيْلي، وأبو الفضل مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن المقتدي باللَّه، وأبو عَبْد اللَّه الْحُسَيْن سبْط الخيّاط، وأبو المعالي بْن البدِن.
وُلِد سنة تسعٍ وثمانين وثلاثمائة. وقيل: سنة ستٍّ وثمانين.
وتُوُفّي فِي يوم الجمعة السابع والعشرين من رمضان، وهو والد أَبِي الفضل مُحَمَّد شيخ شهدة.
220-
عَبْد الواحد بْن أَحْمَد بْن سعيد البقال الأصبهاني [5] .
مات في شعبان.
شيخ مستور عفيف صالح.
[1] في التكملة 2/ 551.
[2]
وقال القفطي: وله في الطب منزع لطيف ومذهب ظريف، وذلك أنه لا يرى التداوي بالأدوية ما أمكن التداوي بالأغذية أو ما كان منها قريبا فإذا دعت الضرورة إلى الأدوية فلا يرى التداوي بمركّبها ما وصل إلى الشفاء بمفردها، فإن اضطرّ إلى المركّب منها لم يكثر التركيب بل اقتصر على ما يمكنه منه.
وله نوادر محفوظة وغرائب مشهورة في الإبراء من العلل الصعبة بأيسر علاج وأقربه، وكان قريبا من وسط المائة والخامسة متوطّنا طليطلة.
[3]
انظر عن (عبد السلام بن أحمد) في: المنتظم 8/ 296 رقم 349 (16/ 169 رقم 3443) .
[4]
لم أجد هذه النسبة.
[5]
لم أجد مصدر ترجمته.
روى عن: أَبِي عُمَر بْن عَبْد الوهاب، وأبي الْعَبَّاس المَخْلَديّ.
221-
عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن أَبِي الطيّب [1] .
الرئيس الأديب، أبو الحسن [2] الباخرزي [3] الشّاعر، مصنّف «دمية القصر» [4]
[1] انظر عن (علي بن الحسن الباخرزي) في: الأنساب 2/ 21، ومعجم البلدان 1/ 316، ومعجم الأدباء 13/ 33- 48 رقم 11، والكامل في التاريخ 10/ 11 واللباب 1/ 104، ووفيات الأعيان 3/ 387- 389، رقم 475، وبدائع البدائه 57، 58، 150، 254، 299 308، 351، وآثار البلاد وأخبار العباد 447، والتذكرة الفخرية للإربلي 227، وزبدة التواريخ للحسيني 68- 70، والعبر 3/ 265، والإعلام بوفيات الأعلام 193، وسير أعلام النبلاء 18/ 363، 364 رقم 174، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد للدمياطي 18/ 185، 186، ومرآة الجنان 3/ 95، والبداية والنهاية 12/ 112، والوافي بالوفيات (مخطوط) 12/ 26، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 298، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 234- 236، والنجوم الزاهرة 5/ 99، ومفتاح السعادة 1/ 263، وكشف الظنون 761- 778، وشذرات الذهب 3/ 327، 328، وديوان الإسلام 1/ 243، 244 رقم 372، وهدية العارفين 1/ 692، وتاريخ الأدب العربيّ 5/ 26، 27، ومعجم المؤلفين 7/ 65، ودائرة معارف الأعلمي 22/ 242.
[2]
قال أبو الحسن البيهقي: كنية الباخرزي أبو القاسم وهو الصحيح. (معجم الأدباء 13/ 33) .
[3]
الباخرزي: بفتح الباء الموحّدة وفتح الحاء المعجمة وسكون الراء وفي آخرها الزاي. هذه النسبة إلى باخرز وهي ناحية من نواحي نيسابور. (الأنساب 2/ 21) .
[4]
اسمه الكامل: «دمية القصر وعصرة أهل العصر» . وفي (معجم الأدباء)«دمية القصر في شعراء العصر» .
قال العماد الأصفهاني: وطالعت هذا الكتاب بأصفهان في دار الكتب التي لتاج الملك بجامعها، وبعثني ذلك على تأليف كتابي هذا. (يعني كتابه الّذي سمّاه «خريدة القصر في شعراء العصر» . (معجم الأدباء 13/ 33، 34) والمعروف أن كتاب العماد اسمه: «خريدة القصر وجريدة العصر» .
وقد طبع كتاب الباخرزي «دمية القصر» عدّة طبعات: الأولى طبعة الشيخ راغب الطباخ الحلبي بمطبعة العلمية بحلب في سنة 1349 هـ. 1930 م. في (316 صفحة) وأضاف إليها:
«الملتقط من ديوان الباخرزي» وما جمعه من شعر الباخرزي، وأثبت في آخره خمس تراجم سقطت من الكتاب عثّر عليها المستشرق سالم الكرنكوي في نسخة المتحف البريطاني بلندن.
قال البحاثة محمد بهجة الأثري: إن النسخة التي اعتمد عليها نسخة مشوّهة ومحرّفة، وفيها نقص كبير جدا يبلغ زهاء نصف الكتاب، وعدّة التراجم في طبعة الشيخ راغب 292 ترجمة، بينما يوجد في النسخة التي يغلب عليها الصحة 537 ترجمة (انظر: مقدّمة خريدة القصر- القسم العراقي- ج 1/ 85 بالحاشية 4) الطبعة الثانية: بتحقيق عبد الفتاح الحلو، صدر
كان واحدًا فِي فنه.
تفقه فِي مذهب الشافعي، ولازم أَبَا مُحَمَّد الْجُوَيْنيّ والد إمام الحَرَمَين، ثُمَّ شرع فِي الأدب، وأقبل على الكتابة والإنشاء، واختلف إِلَى ديوان الرسائل وتنقلت به الأحوال، ورأى عجائب فِي أسفاره، وسمع الحديث، وألف كتاب «دُمية القصر» ، وهو ذيل «ليتيمة الدّهر» للثّعالبي فِي الشعراء، ذكر فِيهِ خلقًا كثيرًا. وقد وضع على كتابه أبو الْحَسَن عليّ بْن زَيْدُ البَيْهَقيّ كتابًا سماه «وشاح الدُّمية» ، كذا سماه أبو سعد السمعاني في «الذّيل» . وسمّاه العماد فِي كتاب «الخريدة» شرف الدين على بْن الْحُسَيْن البَيْهَقيّ.
وللباخَرْزِيّ ديوان شِعْر كبير، منه:
يا فالقَ الصُّبْح من لألاءٍ غُرّتِهِ
…
وجاعِلَ الليلِ من أصْداغه سَكَنا
بصورة الوَثَن استعبدتني، وبها
…
فتنتني، وقديما هجت لي شَجَنا
لا غَرْو أَنْ أحرقَتْ نار الهَوَى كَبِدي،
…
فالنار حقُّ على من يعبُد الوَثَنا [1]
قُتِل بباخَرز، وهي ناحية من نواحي نَيْسابور، وذهبَ دمُه هَدْرًا فِي شهر ذي القعدة [2] .
[ (-) ] المجلّد الأول منه بالقاهرة سنة 1968.
الطبعة الثالثة: بتحقيق الدكتور سامي مكي العاني. صدر المجلّد الأول منه ببغداد سنة 1970.
الطبعة الرابعة: تحقيق الدكتور محمد التونجي، صدرت بدمشق. عن دار الفكر.
وقد وضع «أبو المعالي سعد بن علي الحظيري الكتبي» ذيلا على «الدمية» سمّاه: «زينة الدهر وعصرة أهل العصر» .
[1]
الأبيات في: وفيات الأعيان 3/ 388، ومرآة الجنان 3/ 95، وفي (معجم الأدباء 13/ 48) بيتان: الأول والثالث.
[2]
قال العماد الأصفهاني: قتل في مجلس أنس بباخرز وذهب دمه هدرا، قال: وكان واحد دهره في فنّه، وساحر زمانه في قريحته وذهنه، صاحب الشعر البديع، والمعنى الرفيع، وأثنى عليه وقال: ولقد رأيت أبناء العصر بأصفهان مشغوفين بشعره، متيمين بسحره، وورد إلى بغداد مع الوزير الكندريّ، وأقام بالبصرة برهة، ثم شرع في الكتابة معه مدّة، واختلف إِلَى ديوان الرسائل، وتنقلت به الأحوال في المراتب والمنازل. (معجم الأدباء 13/ 34) .
قال السمعاني: ولما ورد إلى بغداد مدح القائم بأمر الله بقصيدته التي صدّرها ديوانه وهي:
عشنا إلى أن رأينا في الهوى عجبا
…
كلّ الشهور وفي الأمثال عش رجبا
222-
عليّ بْن الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن الحسين [1] .
أبو الحسن التّغلبي [2] ابن صَصرى. أصلهم من مدينة [3] بلدٍ.
حدَّث عن: تمام الرّازي [4] ، وأبي عَبْد اللَّه بْن سهل، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر التميمي، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن نصر، وجماعة.
رَوَى عنه: أبو بكر الخطيب [5] ، وعمر الرؤاسي، وأبو القاسم النسيب، وأبو مُحَمَّد بْن الأكفاني وقال: تُوُفّي فِي الثالث والعشرين من المحرَّم بدمشق.
وكان ثقة كتب له تمام الجزء الأول من فوائد الْحُسَيْن بْن يحيى الشّعراني، وكتب عليه علامة السماع له من أَبِي بَكْر بْن أَبِي الحديد، فدَفعه إليَّ وقال: لم أسمع من أَبِي بَكْر شيئًا، كتب لي تمّام هَذَا الجزء، ولم يتَّفق لي سماعه من أبي بكر [6] .
[ () ]
أليس من عجب أني ضحى ارتحلوا
…
أوقدت من ماء دمعي في الحشا لهبا
وأنّ أجفان عيني أمطرت ورقا
…
وأنّ سلعة خدّي أنبتت ذهبا
وإن تلهّب برق من جوانبهم
…
توقّد الشوق في جنبيّ والتهبا
قال: فاستهجن البغداديون شعره وقالوا: فيه برودة العجم، فانتقل إلى الكرخ وسكنها وخالط فضلاءها وسوقتها مدّة وتخلّق بأخلاقهم، واقتبس من اصطلاحاتهم. ثم أنشأ قصيدته التي أولها:
هبّت عليّ صبا تكاد تقول
…
إني إليك من الحبيب رسول
سكرى تجسمت الربَّى لتزورني
…
من علّتي وهبوبها تعليل
فاستحسنوها وقالوا: تغيّر شعره ورقّ طبعه. (معجم الأدباء 13/ 34 و 38، 39) .
[1]
انظر عن (علي بن الحسين التغلبي) في: موضح أوهام الجمع والتفريق للخطيب البغدادي 2/ 87، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 11/ 2 و 507 و 29/ 43، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 17/ 226 رقم 128، والعبر 3/ 265 وفيه:«علي بن الحسن» ، والنجوم الزاهرة 5/ 100، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 324، 325 رقم 1071.
[2]
تحرّفت هذه النسبة إلى «الثعلبي» في (النجوم الزاهرة 5/ 100) .
[3]
كتبت كلمة «مدينة» في الأصل فوق «بلد» .
[4]
لم يذكره المعتني ب «الروض البسّام بترتيب فوائد تمّام» بين تلاميذه. انظر مقدّمة الجزء الأول- ص 49.
[5]
في (موضح أوهام الجمع 2/ 87) .
[6]
وحدّث التغلبي عن: الحسين بن عبد الله بن أبي كامل الأطرابلسي، وحمزة بن عبد الله بن الحسين بن الشامّ الأطرابلسي، (تاريخ دمشق 11/ 2 و 11/ 507، موسوعة العلماء 3/ 324، 325) .