المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ حرف الميم - تاريخ الإسلام - ت تدمري - جـ ٣١

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد الحادي والثلاثون (سنة 461- 470) ]

- ‌الطبقة السابعة والأربعون

- ‌سنة إحدى وستين وأربعمائة

- ‌[حَرِيقُ جَامِعِ دِمَشْقَ]

- ‌[تَغَلَّبَ حِصْنُ الدَّوْلَةِ عَلَى دِمَشْقَ]

- ‌[وُصُولُ الرُّومِ إِلَى الثُّغُورِ]

- ‌سنة اثنتين وستين وأربعمائة

- ‌[نزول ملك الروم على منبج]

- ‌[محاصرة أمير الجيوش صور]

- ‌[إعادة الخطبة للعباسيّين بمكة]

- ‌[القحط في مصر]

- ‌سنة ثلاث وستين وأربعمائة

- ‌[الخطبة في حلب للخليفة القائم]

- ‌[مسير ألب أرسلان إلى حلب]

- ‌[موقعة منازكرد]

- ‌[مسير أَتْسِز بن أبق في بلاد الشام]

- ‌سنة أربع وستين وأربعمائة

- ‌[فتح نظام الملك حصن فضلون]

- ‌[الوباء في الغنم]

- ‌[وفاة قاضي طرابلس ابن عمار]

- ‌[تملك جلال الملك طرابلس]

- ‌سنة خمس وستين وأربعمائة

- ‌[مقتل ألب أرسلان]

- ‌[انتقال السلطنة إلى نظام الملك]

- ‌[الفتنة بين جيش المستنصر العبيدي والعبيد والعربان]

- ‌[تغلب العبيد على ابن حمدان]

- ‌[انكسار ابن حمدان أمام المستنصر]

- ‌[تغلب ابن حمدان على خصومه من جديد]

- ‌[رواية ابن الأثير عن الغلاء في مصر]

- ‌[مصالحة الأتراك لناصر الدولة ابن حمدان]

- ‌[الحرب بين ابن حمدان وتاج الملك شاذي]

- ‌[اضمحلال أمر المستنصر]

- ‌[تفرق أولاد المستنصر]

- ‌[المبالغة في إهانة المستنصر]

- ‌[قتل ابن حمدان]

- ‌[ولاية بدر الجمالي مصر]

- ‌[ولاية الأفضل]

- ‌سنة ستّ وستّين وأربعمائة

- ‌[الغرق العظيم ببغداد]

- ‌[رواية ابن الجوزي]

- ‌[رواية ابن الصّابيء]

- ‌[أخْذُ صاحب سمرقند مدينة تِرْمِذ]

- ‌[وفاة إياس ابن صاحب سمرقند]

- ‌[بناء قلعة صَرْخَد]

- ‌سنة سبع وستين وأربعمائة

- ‌[دخول بدر الجمالي مصر وتمهيدها]

- ‌[وفاة الخليفة القائم بأمر الله]

- ‌[وزارة ابن جهير]

- ‌[أخذ البيعة من السلطان ملك شاه]

- ‌[قطع الخطبة للعباسيين بمكة]

- ‌[اختلاف العرب بإفريقية]

- ‌[حريق بغداد]

- ‌[تحديد المنجمين موعد النيروز]

- ‌[عمل الرّصد للسلطان ملك شاه]

- ‌[وفاة صاحب حلب]

- ‌سنة ثمان وستين وأربعمائة

- ‌[استرجاع منبج من الروم]

- ‌[محاصرة أَتْسِز دمشقَ]

- ‌[هرب المعلى من دمشق وقتله]

- ‌[ولاية المصمودي دمشق]

- ‌[عودة أَتْسِز إلى دمشق]

- ‌سنة تسع وستين وأربعمائة

- ‌[انهزام أَتْسِز عن مصر]

- ‌[دخول أَتْسِز دمشق]

- ‌[الفتنة بين القُشَيري والحنابلة]

- ‌[رواية ابن الأكفاني عن كسْرة أَتْسِز]

- ‌[رواية ابن القلانسي]

- ‌سنة سبعين وأربعمائة

- ‌[الصلح بين ابن باديس وابن علناس]

- ‌[الفتنة ببغداد]

- ‌[نزول ناصر الدولة الجيوشي على دمشق]

- ‌[نزول تتش على حلب]

- ‌[منازلة دمشق ثانية]

- ‌المتوفون في هذه الطبقة

- ‌سنة إحدى وستين وأربعمائة من المشاهير

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة اثنتين وستين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الثاء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الذال

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الْعَيْنِ

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌الكنى

- ‌سنة ثلاث وستين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة أربع وستين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌الكنى

- ‌سنة خمس وستين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ست وستين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة سبع وستين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الْعَيْنِ

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ثمان وستين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الظاء

- ‌ حرف الْعَيْنِ

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة تسع وستين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف الْعَيْنِ

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة سبعين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف الْعَيْنِ

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌المتوفون تقريبًا

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف التاء

- ‌ حرف الثاء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الْعَيْنِ

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الواو

الفصل: ‌ حرف الميم

وهو من جُور نَيْسابُور [1] .

-‌

‌ حرف الفاء

-

299-

الفضل بْن الفَرَج [2] .

أبو القاسم الأصبهاني الأحدب. من سادة الصُّوفيّة.

كان عابدًا قانتًا مجتهدًا. ترك فراشه ثلاثين سنة، وكان يقوم أكثر الليل.

وقد جاوَر مدّةً.

قال يحيى بْن مَنْدَهْ: كان والله للقرآن تاليا، وعن الفَحْشَاء ساهيا، وعن المُنْكَر ناهيا، ومن دُنياه خاليا، وَفِي الأحوال للَّه شاكرًا.

مات فِجأة فِي الحمام فِي شوال.

-‌

‌ حرف الميم

-

300-

مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن هارون [3] .

أبو الْحَسَن البَرَدَاني [4] الحنبلي الفَرَضيّ.

وُلِد بالبَرَدَان فِي سنة ثمان وثمانين [5] وثلاثمائة، وسكن بغداد من صغره.

[ (-) ] الأولى، وأثبت الثانية فقط في (اللباب) ، وفرّق المؤلّف الذهبي- رحمه الله بينهما في (المشتبه) ، وهنا.

[1]

قال عبد الغافر الفارسيّ: «أبو منصور بن أبي بكر، فاضل ثقة من أصحاب أبي حنيفة، مستور بالحال، من مجاوري الجامع القديم وجيرانه، كان في شبابه من خواصّ أصحاب أبي عبد الرحمن السلمي وصاحب كتبه، كتب عنه الكثير، وسمع من تصانيفه وقرأ الحديث الكثير.

وأدرك الإسناد العالي من الخفّاف، وأبي نعيم، والسيد أبي الحسن، وأبي الحسن بن أبي إسحاق، وأبي العباس السليطي، والحاكم أبي عبد الله، والزيادي، وابن يوسف، وأبي زكريا، وأبي عبد الرحمن، وطبقة أصحاب الأصمّ» . (المنتخب من السياق) واقتبسه ابن السمعاني في (الأنساب) .

[2]

لم أجد مصدر ترجمته.

[3]

انظر عن (محمد بن أحمد البرداني) في: الأنساب 2/ 136، والمنتظم 8/ 311 رقم 378 (16/ 188، 189 رقم 3472) ، ومعجم البلدان 1/ 376، واللباب 1/ 135، وذيل طبقات الحنابلة 1/ 13- 15 رقم 10، وهدية العارفين 2/ 33، ومعجم المؤلفين 9/ 4.

[4]

البرداني: بفتح الباء الموحّدة والراء والدال المهملة، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى بردان وهي قرية من قرى بغداد. (الأنساب 2/ 135) .

[5]

وقيل: سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة. (ذيل طبقات الحنابلة 1/ 13) .

ص: 300

وسمع: أَبَا الْحَسَن بْن رِزْقُوَيْه [1] ، وأبا الحسين بْن بشْران، وأبا الفتح بْن أَبِي الفوارس، وأبا الفضل التميمي، وأبا الْحَسَن بْن الباداء، والحفّار.

رَوَى عَنْهُ: ابنه أبو عليّ الحافظ، وأبو بَكْر الْأَنْصَارِيّ.

وكان دينًا ثقة، عارفًا بالفرائض. كتب الكثير [2] .

تُوُفّي فِي ذي القِعْدَة [3] .

301-

مُحَمَّدُ بْن أَحْمَد بن سعيد [4] .

[1] في (الأنساب) : «رزق» ، والمثبت يتفق مع: ذيل طبقات الحنابلة، والمنتظم.

[2]

قال القاضي أبو الحسين بن أبي يعلى: صحب الوالد، وتردّد إلى مجالسه في الفقه وسماع الحديث، وكان رجلا صالحا.

وقال ابن النجار: وكان رجلا صالحا صدوقا، حافظا لكتاب الله تعالى، عالما بالفرائض وقسمة التركات. كتب بخطّه الكثير، وخرّج تخاريج، وجمع فنونا من الأحاديث، وغيرها. وخطّه رديء كثير السقم، وكان أمين القاضي أبي الحسين بن المهتدي، ثم ذكر عن ابنه أبي ياسر عبد الله: أن أباه أبا الحسن سرد الصوم ثلاثين سنة.

وذكر عن السلفي أنه جرى ذكر ابنه أبي علي، فقال الحافظ أبو محمد السمرقندي: لو رأيت أباه وصلاحه لرأيت العجب. روى لنا عن ابن رزقويه وطبقته، وكان فقيها ووضيئا، محدّثا، مرضيّا.

وذكر عن ابن خيرون: أن البرداني كان رجلا صالحا ثقة.

وقال ابن الجوزي: كان له علم بالقراءات والفرائض، وكان ثقة عالما صالحا أمينا. (ذيل طبقات الحنابلة 1/ 14) .

[3]

يوم الخميس ثامن عشرين ذي القعدة. ذكره ابن النجار. وذكر ابن شافع: أنه توفي ليلة الجمعة تاسع عشرين ذي القعدة، ثم قال: قرأت بخط ابنه أبي علي، أن أباه توفي يوم الخميس مستهل ذي الحجة من السنة. قال: وصلّيت عليه يوم الجمعة في المقصورة، وتبعه خلق عظيم.

وأرّخ ابن أبي يعلى وفاته: ليلة الجمعة الثالثة من ذي الحجّة. (طبقات الحنابلة 2/ 236) .

قال ابن رجب الحنبلي: له كتاب «فضيلة الذكر والدعاء» رواه عنه ابنه أبو علي. (ذيل طبقات الحنابلة 1/ 14، 15) .

ذكر ابن السمعاني اسمه كاملا فقال: أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن بن الحسين بن علي بن هارون البرداني، من أهل درب الشوا إحدى محالّ شارع دار الرقيق. أحد المتميّزين

روى لنا عنه أبو بكر محمد بن عبد الباقي البزّاز، ولم يحدّثنا عنه سواه.

(الأنساب 2/ 136) .

[4]

انظر عن (محمد بن أحمد بن سعيد) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 548 رقم 199، وغاية النهاية 2/ 63 رقم 2832.

ص: 301

أبو عبد اللَّه بْن الفراء الجياني [1] المقرئ [2] .

كان فاضلًا زاهد. أَخَذَ القراءات عن مكّيّ بْن أَبِي طَالِب.

وأقرأ الناس، وحج فِي آخر عمره.

ومات بمكّة [3] .

قرأ عليه بالروايات عليّ بْن يوسف السالمي.

302-

مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عِيسَى بْن مُحَمَّد بْن منظور بْن عَبْد اللَّه بْن منظور القَيْسيّ [4] .

أبو عُبَد اللَّه الإِشْبيليّ [5] .

حجَّ وجاور سنةً. وسمع «الصحيح» من أَبِي ذَرّ.

وكان من أفاضل الناس، حسن الضَّبْط. جيّد التقييد. صدوقًا نبيلًا.

تُوُفّي فِي شوال.

رَوَى عَنْهُ: نسيبه أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن منظور، وأبو عليّ الغسّاني، ويونس بْن مُحَمَّد بْن مغيث، وشُرَيْح بْن مُحَمَّد، وآخرون.

وكان موصوفًا بالصلاح والفضل، من كبار الأئمّة.

لقي أيضًا أَبَا النجيب الأُرْمَوِي، وأبا عَمْرو السَّفاقسيّ.

وعاش سبعين سنةً رحمه الله [6] .

[1] الجيّانيّ: بفتح الجيم وتشديد الياء المعجمة بنقطتين من تحتها، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى جيّان، وهي بلدة كبيرة من بلاد الأندلس من المغرب. (الأنساب 3/ 404) .

[2]

زاد ابن بشكوال في نسبته: «المعافري» .

[3]

قال ابن بشكوال: قرأت وفاته بخط القاضي يحيى بن حبيب، وكان ممّن أخذ عنه.

[4]

انظر عن (محمد بن أحمد بن عيسى) في: الصلة لابن بشكول 2/ 548، 549 رقم 1200.

[5]

في الأصل: «الأسيلي» . والتصحيح من (الصلة) .

[6]

وقال ابن بشكوال: قرأت بخط أبي محمد بن خزرج: أخبرني أبو عبد الله بن منظور أنه خرج من إشبيلية إلى المشرق في شعبان سنة ثمان وعشرين وأربعمائة، وأنه وقف وقفتين سنة ثلاثين وسنة إحدى وثلاثين. وأنه دخل إشبيلية منصرفا سنة أربع وثلاثين وأربعمائة. قرأت وفاته بخط القاضي يحيى بن حبيب وكان ممّن أخذ عنه.

قال أبو علي: كان من أفاضل الناس، حسن الضبط، جيّد التقييد للحديث، كريم النفس، خيارا.

قرأت بخط بعض الشيوخ: أخبرني من أثق به أن أهل إشبيلية أصابهم قحط في بعض الأعوام

ص: 302

303-

مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن وهْب [1] .

أبو الْحُسَيْن الهَمَذَانيّ البيع.

روى عن: ابن تُرْكان، وأبي عُمَر بْن مَهْديّ الفارسي.

قال شيرويه: سمعتُ منه، وكان صدوقًا. قال لي: وُلِدت سنة 84.

وتُوُفّي ثالث عشر جُمَادَى الأولى.

304-

مُحَمَّد بْن عليّ بْن الْحُسَيْن بْن سِكّينة [2] .

أبو عُبَد اللَّه الْبَغْدَادِيّ الأنْماطي [3] .

صالح ورع، ثقة. ولد سنة تسعين وثلاثمائة [4] .

سمع الكثير، لكن ذهبت أصوله فِي النَّهْب، نهْب البساسيري.

سمع: عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد الصيدلاني، ومحمد بْن فارس الغوريّ.

رَوَى عَنْهُ: أبو بكر الأنصاري، وأبو القاسم بن السمرقندي، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن يوسف، وعبد المنعم بْن أَبِي القاسم القُشَيْريّ.

ومات فِي ذي القعدة رحمه الله.

[ (-) ] وبلغ قفيزهم أحد عشر مثقالا، وزيتهم ثمانية مثاقيل القسط، فانصرف بعض أهلها مهتمّا بذلك في بعض الأيام، ولم يتعشّ أحد في دار ذلك الرجل لهمّهم بذلك، فرأت بنته في السحر شيخا حسن الهيئة لا يشبه رجال أهل الدنيا فكأنها شكت إليه تلك الحال، فقال لها: سيحطّ السعر. قد سقيتم بدعوة أبي عبد الله بن منظور البارحة، فنهضت إليه أمّها يوما آخر، وكان بينهما متات، فتحدّثت معه ثم سألته: هل سألت ربك البارحة حاجة؟ فاستحى وقال لها: ما الخبر؟ فأخبرته برؤيا ابنتها، فخرّ ساجدا للَّه، ثم أمر بخمسين قفيزا ففرّقت في المساكين.

وكان له ابن عمّ يؤمّ بجامع إشبيلية، فشكاه إليه الناس ونهض إليه وقال: تترك عيالك وتعطى في مثل هذه السنة خمسين قفيزا؟ فقال له: إنما أعطيتها للَّه تعالى، فما انقضى النهار حتى سقاهم الله تعالى.

[1]

لم أجد مصدر ترجمته.

[2]

انظر عن (محمد بن علي الأنماطي) في: تاريخ بغداد 11/ 401، والإكمال 4/ 320، والمنتظم 8/ 311 رقم 379 (16/ 189 رقم 3473) ، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 364، وسير أعلام النبلاء 18/ 346 رقم 165، والبداية والنهاية 12/ 117، وتاج العروس 9/ 240 (مادّة: سكن) .

[3]

الأنماطي: بفتح الألف وسكون النون وفتح الميم وكسر الطاء المهملة، هذه النسبة إلى بيع الأنماط، وهي الفرش التي تبسط. (الأنساب 1/ 376) .

[4]

المنتظم.

ص: 303

قال الخطيب: كتبتُ عَنْه، وكان لا بأس به [1] .

305-

مُحَمَّد بْن عليّ بْن أَحْمَد بْن صالح [2] .

الأستاذ أبو طاهر الجبُّلي [3] ، ويُعرف بصاحب الجبُّلي، وبابن العلّاف، وبالمؤدِّب الشاعر [4] .

روى عن: أَبِي علي بْن شاذان.

رَوَى عَنْهُ: الْمُبَارَك بن الطّيوريّ، وأبو غالب القزّاز، وهبة الله بن عبد الله الواسطيّ، وجماعة.

قال السّلفيّ: أنشدنا محمد بن عبد الملك الأسديّ: أنشدنا أبو طاهر صاحب الْجَبُّليّ لنفسه:

قد سَتَرَتْ وجْهَها عن البَشَرِ [5]

بساعدٍ جلّ عِقْدَ مُصْطَبَري

كأنه والعيونُ ترمُقُهُ

عَمُودُ نورٍ [6] فِي دارة القمرِ [7]

وممّا سار له قوله:

أتأذَنُ لي فِي أن أبُثَّك ما ألقي؟

فلستُ وَإنْ دام التَّجَلُّد ليّ أبقا [8]

حَظَرت على طَرْفي الهجوع فلم أَنَمْ

وأطْلقت عيني بالدموع فَمَا ترقا

جرى فِي مجاري الروح حُبُّكَ وانْثَنَى

فلم يُبْق لي عظمًا ولم يُبْقِ لي عِرْقا

أيا مُتْلِفي شَوْقًا، ويا مُحْرِقي جَوًى

ويا مُلْبِسي سقما، ويا قاتلي عشقا

[1] وقال ابن الجوزي: وكان كثير السماع، ثقة، حدّثنا عنه جماعة من مشايخنا.

[2]

انظر عن (محمد بن علي الجبليّ) في: سير أعلام النبلاء 18/ 438 رقم 224، والوافي بالوفيات 4/ 128.

[3]

الجبليّ: بفتح الجيم، وضم الباء المشدّدة المنقوطة بنقطة واحدة، وهذه النسبة إلى جبّل، وهي بلدة على الدجلة بين بغداد وواسط. (الأنساب 3/ 182) .

[4]

ويعرف بابن المكوّر صاحب أبي الخطّاب الجبليّ. وأبو الخطّاب هو: مُحَمَّد بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الشاعر المعروف بالجبّلي. وكان رافضيا شديد الترفّض. توفي سنة 439 هـ. (تاريخ بغداد 3/ 101- 103 رقم 1098) .

[5]

في الوافي: «وسترت وجهها عن النظر» .

[6]

في الوافي: «عمود صبح» .

[7]

البيتان في: الوافي بالوفيات 4/ 128.

[8]

هكذا في الأصل للقافية.

ص: 304

أرى كل مملوكٍ يُسَرّ بعتْقِه

سواي، فَإِنِّي عاشقٌ أكْره العتْقا

توفي رحمه الله فِي المارستان عن ستٍ وثمانين سنه. [1] 306- مُعَاوِيَة بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُعارك [2] .

أبو عَبْد الرحمن العقيقيّ القرطبيّ.

شيخ محدّث ومقريء مجوّد.

روى عن: عُمَر بْن حُسَيْنِ بْن نابِل، وأبي بَكْر بْن وافد القاضي، وأبي القاسم الوَهْراني، وأبي المطرِّف القَنَازِعي، وأبي مُحَمَّد بْن بنّوش، ويونس بْن مغيث.

وعني بالعلم وسماعه وتقييده. وكان مجوِّدًا للقرآن.

وكان ينوب في إمامة جامع قُرْطُبة.

ودُفِن يوم عيد الفِطْر [3] .

307-

مغيث بْن مُحَمَّد بْن يُونُس بْن عَبْد الله بن محمد بن مغيث [4] .

أبو الْحَسَن القرطبي.

لزِم جدَّه يُونُس وأكثر عَنْهُ.

رَوَى عَنْهُ: حفيده يُونُس بْن مُحَمَّد بْن مغيث.

وتوفي فِي ربيع الأوّل محبوسًا بإشبيلية للمحنة التي نزلت به قدّس اللَّه روحه، عن ستّ وسبعين سنة [5] .

[1] ومن شعره أيضا:

ستروا الوجوه بأذرع ومعاصم

ورنوا بنجل للقلوب كوالم

حسروا الأكمّة عن سواعد فضّة

فكأنّما انتضيت متون صوارم

أغروا سهام عيونهم بقلوبنا

فلنا حديث وقائع وملاحم

[2]

انظر عن (معاوية بن محمد) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 614، 615 رقم 1345، وغاية النهاية 2/ 303 رقم 3626 وفيه «معاوية بن محمد بن معارك» بإسقاط اسم جدّه «أحمد» .

[3]

وقال أبو الحسن بن مغيث- وكان قد جلس إليه وسمع منه-: كان قديم الطلب، كريم العناية بالعلم والصحبة لأهله.

[4]

انظر عن (مغيث بن محمد) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 629، 630 رقم 1385.

[5]

وقال حفيده أبو الحسين يونس بن محمد بن مغيث: أخبرني أبو طالب محمد بن مكي أنه رأى فيما يرى النائم في غرّة ربيع الآخر رجلا يعلم أنه ميت. فكان يسأله عن حاله، فكان يقول

ص: 305