المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ حرف الميم - تاريخ الإسلام - ت تدمري - جـ ٣١

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد الحادي والثلاثون (سنة 461- 470) ]

- ‌الطبقة السابعة والأربعون

- ‌سنة إحدى وستين وأربعمائة

- ‌[حَرِيقُ جَامِعِ دِمَشْقَ]

- ‌[تَغَلَّبَ حِصْنُ الدَّوْلَةِ عَلَى دِمَشْقَ]

- ‌[وُصُولُ الرُّومِ إِلَى الثُّغُورِ]

- ‌سنة اثنتين وستين وأربعمائة

- ‌[نزول ملك الروم على منبج]

- ‌[محاصرة أمير الجيوش صور]

- ‌[إعادة الخطبة للعباسيّين بمكة]

- ‌[القحط في مصر]

- ‌سنة ثلاث وستين وأربعمائة

- ‌[الخطبة في حلب للخليفة القائم]

- ‌[مسير ألب أرسلان إلى حلب]

- ‌[موقعة منازكرد]

- ‌[مسير أَتْسِز بن أبق في بلاد الشام]

- ‌سنة أربع وستين وأربعمائة

- ‌[فتح نظام الملك حصن فضلون]

- ‌[الوباء في الغنم]

- ‌[وفاة قاضي طرابلس ابن عمار]

- ‌[تملك جلال الملك طرابلس]

- ‌سنة خمس وستين وأربعمائة

- ‌[مقتل ألب أرسلان]

- ‌[انتقال السلطنة إلى نظام الملك]

- ‌[الفتنة بين جيش المستنصر العبيدي والعبيد والعربان]

- ‌[تغلب العبيد على ابن حمدان]

- ‌[انكسار ابن حمدان أمام المستنصر]

- ‌[تغلب ابن حمدان على خصومه من جديد]

- ‌[رواية ابن الأثير عن الغلاء في مصر]

- ‌[مصالحة الأتراك لناصر الدولة ابن حمدان]

- ‌[الحرب بين ابن حمدان وتاج الملك شاذي]

- ‌[اضمحلال أمر المستنصر]

- ‌[تفرق أولاد المستنصر]

- ‌[المبالغة في إهانة المستنصر]

- ‌[قتل ابن حمدان]

- ‌[ولاية بدر الجمالي مصر]

- ‌[ولاية الأفضل]

- ‌سنة ستّ وستّين وأربعمائة

- ‌[الغرق العظيم ببغداد]

- ‌[رواية ابن الجوزي]

- ‌[رواية ابن الصّابيء]

- ‌[أخْذُ صاحب سمرقند مدينة تِرْمِذ]

- ‌[وفاة إياس ابن صاحب سمرقند]

- ‌[بناء قلعة صَرْخَد]

- ‌سنة سبع وستين وأربعمائة

- ‌[دخول بدر الجمالي مصر وتمهيدها]

- ‌[وفاة الخليفة القائم بأمر الله]

- ‌[وزارة ابن جهير]

- ‌[أخذ البيعة من السلطان ملك شاه]

- ‌[قطع الخطبة للعباسيين بمكة]

- ‌[اختلاف العرب بإفريقية]

- ‌[حريق بغداد]

- ‌[تحديد المنجمين موعد النيروز]

- ‌[عمل الرّصد للسلطان ملك شاه]

- ‌[وفاة صاحب حلب]

- ‌سنة ثمان وستين وأربعمائة

- ‌[استرجاع منبج من الروم]

- ‌[محاصرة أَتْسِز دمشقَ]

- ‌[هرب المعلى من دمشق وقتله]

- ‌[ولاية المصمودي دمشق]

- ‌[عودة أَتْسِز إلى دمشق]

- ‌سنة تسع وستين وأربعمائة

- ‌[انهزام أَتْسِز عن مصر]

- ‌[دخول أَتْسِز دمشق]

- ‌[الفتنة بين القُشَيري والحنابلة]

- ‌[رواية ابن الأكفاني عن كسْرة أَتْسِز]

- ‌[رواية ابن القلانسي]

- ‌سنة سبعين وأربعمائة

- ‌[الصلح بين ابن باديس وابن علناس]

- ‌[الفتنة ببغداد]

- ‌[نزول ناصر الدولة الجيوشي على دمشق]

- ‌[نزول تتش على حلب]

- ‌[منازلة دمشق ثانية]

- ‌المتوفون في هذه الطبقة

- ‌سنة إحدى وستين وأربعمائة من المشاهير

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة اثنتين وستين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الثاء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الذال

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الْعَيْنِ

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌الكنى

- ‌سنة ثلاث وستين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة أربع وستين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌الكنى

- ‌سنة خمس وستين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ست وستين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة سبع وستين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الْعَيْنِ

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ثمان وستين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الظاء

- ‌ حرف الْعَيْنِ

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة تسع وستين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف الْعَيْنِ

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة سبعين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف الْعَيْنِ

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌المتوفون تقريبًا

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف التاء

- ‌ حرف الثاء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الْعَيْنِ

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الواو

الفصل: ‌ حرف الميم

وكان نبيه البيت والحَسَب.

رَوَى عَنْهُ: أَبُو الْحَسَن شُرَيْح بْن مُحَمَّد.

ووُلِد فِي سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة، وتوفي فِي ربيع الآخر.

51-

عُمَر بْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن الكَرَجيّ [1] .

حدِّث بإصبهان عن: هبة اللَّه اللالكائيّ.

وعنه: سَعِيد بْن أَبِي الرجاء.

توفي فِي صفر.

-‌

‌ حرف الميم

-

52-

مُحَمَّدُ بْن أَحْمَد بْن سهل [2] .

أَبُو غالب الواسطي، المعروف بابن بشران، وبابن الخالة، المعدل الحنفي اللُّغَوِيِّ، شيخ العراق فِي اللغة.

وأما نسبته إِلَى ابن بشران فلأن جَدّه لأمه هُوَ ابن عُمَر أَبِي الْحُسَيْن بْن بشران المعدل.

وُلد أبو غالب سنة ثمانين وثلاثمائة.

سمع: أَبَا القاسم علي بْن طَلْحَة بْن كُرْدان النحوي، وأبا الفضل التميمي، وأبا الْحُسَيْن علي بْن دينار، وأبا عَبْد اللَّه العلوي، وأبا عَبْد اللَّه بْن مهدي، وأبا الْحَسَن المطارديّ، وأبا الحسن الصّيدلانيّ، وأبا الحسين بن

[1] لم أجد مصدر ترجمته.

[2]

انظر عن (محمد بن أحمد بن سهل) في: الكامل في التاريخ 10/ 62، ودمية القصر للباخرزي 1/ 303- 305 رقم 114، وسؤالات الحافظ السلفي 58- 60 رقم 16 وص 69، 76، 85، 107، 108، 119، والمنتظم 8/ 259، 260 (16/ 120، 121 رقم 3404) ، ومعجم الأدباء 17/ 214- 224، وإنباه الرواة 3/ 44، 45، وأخبار المحمّدين من الشعراء 28، والإستدراك لابن نقطة (مخطوط) ج 1 ورقة 141 أ، والإعلام بوفيات الأعلام 191، والعبر 3/ 250، وميزان الاعتدال 3/ 459، 460، وسير أعلام النبلاء 18/ 235، 236 رقم 111، ومرآة الجنان 3/ 86، والبداية والنهاية 12/ 100، والوافي بالوفيات 2/ 82، 783 والجواهر المضيّة 2/ 11، 12، وطبقات ابن قاضي شهبة 1/ 12، ولسان الميزان 5/ 43، 44، وتبصير المنتبه 2/ 524، والنجوم الزاهرة 5/ 85، 86، وبغية الوعاة 1/ 26، 27، وشذرات الذهب 3/ 310، والأعلام 4/ 314، ومعجم المؤلفين 8/ 267.

ص: 70

السماك، وأبا بَكْر أَحْمَد بْن عُبَيْد بْن بيري.

قال ابن السمعاني: كان الناس يرحلون إليه، يعني لأجل اللغة، وهو مُكْثر من كُتُب الأدب وروايتها.

رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الحُمَيْديّ، وهبة اللَّه بْن مُحَمَّد الشيرازي.

وبالإجازة: أَبُو القاسم بْن السمرقندي، والقاضي أَبُو عبد الله بن الجلابي.

قلت: رَوَى عَنْهُ: علي بْن مُحَمَّد والد الجلابي ومن خطه نقلت من الزيادات التالية «لتاريخ واسط» أنه توفي يوم الخميس الخامس عشر من رجب من سنة اثنتين وستّين وأربعمائة. وذكر مولده.

وقال خميس [1] : كان أحد الأعيان، تخصَّص بابن كُرْدان [2] النَّحْوي وقرأ عليه «كتاب سيبويه» ولازم حلقة أَبِي إسحاق الرِّفَاعِيّ [3] صاحب السيرافي [4]، وكان يقول: قرأتُ عليه من أشعار العرب ألف ديوان [5] .

وكان مكثرا، حسن المحاضرة [6] ، إلا أنه لم ينتفع به أحدٌ [7] .

يعني أنه لم يتصدَّر للإفادة.

قال: وكان جيد الشعر، معتزليا [8] .

وممن رَوَى عَنْهُ: أَبُو المجد مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن جهور القاضي، وأبو نصر ابن ماكولا، وأهل واسط.

[1] في سؤالات الحافظ السلفي 59.

[2]

هو أبو القاسم علي بن طلحة بن كردان المتوفى سنة 464 هـ-.

[3]

هو إبراهيم بن سعيد المتوفى سنة 411 هـ.

[4]

هو الحسن بن عبد الله القاضي النحويّ المتوفى سنة 268 هـ-.

[5]

وقع في (لسان الميزان 5/ 43، 44) : «وكان يقول: قرأت القرآن على أبي إسحاق الرفاعيّ تلميذ السيرافي وألّف ديوانا من أشعار العرب» ، وهذا تصحيف، والصواب هو المثبت.

وقد توهّم الأستاذ الزركلي بسبب العبارة في (لسان الميزان) . وغيره بأن لأبي غالب بن سهل ديوان شعر، وتابعه في هذا الوهم الأستاذ كحّالة، وقد علّق الأستاذ مطاع الطرابيشي على هذا الوهم في تحقيقه لكتاب «سؤالات الحافظ السلفي» ص 59 بالحاشية (7) فوفّق.

[6]

في السؤالات 60 زيادة بعدها: «مليح العارضة» .

[7]

في السؤالات زيادة: «بواسط ولم يبرع به أحد في الأدب» .

[8]

زاد في السؤالات 60: «رأينا في كتبه بعده خطوط أشياخ عدّة بكتب كثيرة في الأدب وغيره» .

ص: 71

وسمع هُوَ من خاله أَبِي الفرج مُحَمَّد بن عُثْمَان بْن مُحَمَّد بْن بشران الواسطي [1] .

53-

مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ القاضي أَبِي الْحَسَن أَحْمَد بْن سُلَيْمَان بْن حذلم [2] .

أَبُو الْحَسَن الأسدي الدَّمشقيّ.

سمع: أَبَاه، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر، وصدقه بْن المظفر، وجماعة.

رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْر الخطيب، ونجا بْن أَحْمَد، وأبو القاسم النسيب، وعبد الكريم بن حمزة.

ووثّقه النّسيب [3] .

[1] قال ابن الأثير: انتهت الرحلة إليه في الأدب، وله شعر، فمنه في الزهد:

يا شائدا للقصور كهلا

أقصر، فقصر الفتى الممات

لم يجتمع شمل أهل قصر،

إلا قصاراهم الشتات

وإنما العيش مثل ظل،

منتقل ما له ثبات

(الكامل 10/ 62) والأبيات في: المنتظم 8/ 259 (16/ 120) .

وقال ياقوت: أحد الأئمة المعروفين والعلماء المشهورين، تجمّع فيه أشتات العلوم، وقرن بين الرواية والدراية والفهم وشدّة العناية، صاحب نحو ولغة وحديث وأخبار ودين وصلاح، وإليه كانت الرحلة في زمانه، وهو عين وقته وأوانه، وكان مع ذلك ثقة ضابطا محرّرا حافظا إلّا أنه كان محدودا

قال الجلّابيّ: ودخلت إليه قبل موته، وجاءه من أخبره أن القاضي وجماعة معه قد ختموا على كتبه حراسة لها وخوفا عليها، فقال:

لئن كان الزمان عليّ أنحى

بأحداث غصصت لها بريقي

فقد أسدى إليّ يدا بأنّي

عرفت بها عدوّي من صديقي

قال: وهذا آخر ما قاله من الشعر. قال الحميدي: وما أظنّ البيتين إلّا لغيره

وكان لابن بشران كتب حسنة كثيرة وقفها على مشهد أبي بكر الصّدّيق فذهبت على طول المدى. وسئل ابن بشران عن مقدّمة العسكر ومقدّمة الكتاب، فقال: أما مقدّمة العسكر فلا خلاف فيه أنه بكسر الدال، وأما مقدّمة الكتاب فيحتمل الوجهين، والوجه حمله على مقدّمة العسكر. (معجم الأدباء 17/ 214، 215 و 223، 224) .

وانظر شعره في:

دمية القصر، والمنتظم، وإنباه الرواة، ومعجم الأدباء، وغيره.

[2]

انظر عن (محمد بن إبراهيم) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 36/ 535، والكامل في التاريخ 10/ 62، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 21/ 343 رقم 300.

[3]

قال ابن عساكر: «لم يكن الحديث من شأنه، ولكن أباه سمّعه» .

ص: 72

وتوفي فِي ذي القعدة.

54-

مُحَمَّد بْن أَبِي الحزم جهور بْن مُحَمَّد بْن جهور بْن عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الغمر [1] .

الأمير أَبُو الْوَلِيد، رئيس قرطبة ومدبر أمرها لوالده.

قرأ القرآن على أَبِي مُحَمَّد مكّيّ.

وسمع من: أَبِي المطرِّف القَنَازِعي، ويونس بْن عَبْد اللَّه القاضي، وابن بُنّوش.

وكان معتنيا بالرواية، وسمع الكثير.

وتوفي معتقلًا فِي سجن المعتمد مُحَمَّد بْن عباد فِي نصف شوال، وقد جاوز السبعين.

لم يذكر ابن بشكوال شيئًا من سيرته [2] . وقد ولي إمرة قُرْطُبة بعد والده فِي سنة خمسٍ وثلاثين، فحكم فيها مدة ثمانية أعوام إِلَى أنْ قويت شوكة المعتمد ابن عباد واستولى على قرطبة فسجن ابن جهور فِي حصن.

55-

مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي علانة [3] .

أَبُو سعد الْبَغْدَادِيّ.

سمع: أَبَا طاهر المخلص، وابن جمكان الفقيه.

قال الخطيب [4] : كتبت عنه، وكان سماعه صحيحا.

[ (-) ] وقع في: مختصر تاريخ دمشق 21/ 343 «ولكن أبوه» وهذا غلط.

[1]

انظر عن (محمد بن جهور) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 546، 547 رقم 1195.

[2]

بلى قال: كان حافظا للقرآن الكريم، مجوّدا لحروفه، كثير التلاوة له. وكان معتنيا بسماع العلم من الشيوخ وروايته عنهم.

سمع في شبيبته علما كثيرا ورواه، وقرأت تسمية شيوخه المذكورين قبل هذا بخط يده، وفيه تسمية ما سمعه منهم، فرأيت فيها كتبا كثيرة تدلّ على العناية بالعلم والاهتمام به.

[3]

انظر عن (محمد بن الحسين بن عبد الله) في: تاريخ بغداد 2/ 257، والمنتظم 8/ 260 رقم 310 (16/ 122 رقم 3405) .

[4]

في تاريخه.

ص: 73

56-

مُحَمَّد بْن عتاب بْن محسن مَوْلَى عَبْد الملك بْن أَبِي عتاب الجذامي [1] .

أَبُو عَبْد اللَّه مفتي قرطبة وعالمها.

وُلِد سنة ثلاثٍ وثمانين وثلاثمائة.

وروى عن: أَبِي بَكْر عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد التُّجَيْبِي، وأبي القاسم خلف ابن يحيى، وأبي المطرف القنازعي، وسعيد بْن سلمة، وأبي عَبْد اللَّه بْن نبات، ويونس القاضي، وعبد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن بشر القاضي، وأبي بَكْر بْن واقد القاضي، وأبي مُحَمَّد بْن بنوش القاضي، وأبي أيوب بْن عمرو القاضي، وأبي عُثْمَان بْن رشيق، وغيرهم.

قال ابن بشكوال [2] : وكان فقيهًا، عالمًا، عاملًا، ورعًا، عاقلًا، بصيرًا بالحديث وطُرُقه، عالمًا بالوثائق [3] لا يُجارى فيها، كتبها عمره [4] فلم يأخذ عليها من أحدٍ أجرًا. وكان يحكي أنه لم يكتبها حَتَّى قرأ فيها أزيد من أربعين مؤلَّفًا.

وكان متفننا فِي علوم وفنون من العلم، حافظًا للأخبار والأمثال والأشعار [5] ، صليبًا فِي الحق، مريدًا [6] له [7] ، منقبضًا عن السلطان وأسبابه، جاريا على سنن الشيوخ [8] متواضعًا، مقتصدًا [9] فِي ملبسه، يتولّى حوائجه [10] بنفسه [11] وكان شيخ

[1] انظر عن (محمد بن عتّاب) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 544- 546 رقم 1194، وترتيب المدارك للقاضي عياض 4/ 810، 811، وبغية الملتمس للضبيّ 115 رقم 241 وفيه:

«محمد بن عقاب» وهو تحريف، وفهرسة ما رواه عن شيوخه للإشبيلي 513، والإعلام في وفيات الأعلام 191، والعبر 3/ 250، والمعين في طبقات المحدّثين 133 رقم 1465، وسير أعلام النبلاء 18/ 328- 330 رقم 152، ومرآة الجنان 3/ 86، والوافي بالوفيات 4/ 79، والنجوم الزاهرة 5/ 86، وشذرات الذهب 3/ 311.

[2]

في الصلة 2/ 544.

[3]

في الصلة زيادة: «وعللها، مدقّقا لمعانيها» .

[4]

عبارته في الصلة: «كتبها مدّة حياته» .

[5]

زاد في الصلة: «كثيرا في كلامه» .

[6]

في الصلة: «مؤيّدا» .

[7]

زاد في الصلة: «مميّزا متحفظا من أهله» .

[8]

زاد في الصلة: «في جميع أحواله» .

[9]

في الصلة: «مقصدا» .

[10]

في الصلة: «يتصرّف في حوائجه» .

[11]

زاد في الصلة: «ويتولاها بذاته» .

ص: 74

أَهْل الشورى فِي زمانه، وعليه كان مدار الفتوى.

دُعي إِلَى قضاء قُرْطُبَة مِرارًا، فأبى ذلك [1] ، وكان يهاب الفتوى ويخاف عاقبتها فِي الأخرى، ويقول: من يحسدني فيها جعله اللَّه مفتيا [2] . وددت أني نجوت منها كفافًا [3] .

وكانت له اختيارات من أقاويل العلماء، يأخذ بها فِي خاصة نفسه [4] .

وذكره أَبُو علي الغساني فقال: كان من جلّة العلماء الأثبات [5] ، وممن عني بالفقه وسماع الحديث وأقره [6] ، وقيده فأتقنه. وكتب بخطه علما كثيرا.

[1] زاد في الصلة: «وكان قد دعي قبل ذلك إلى قضاء طليطلة والمرية فاستعفاهما، وقدّمه القاضي أبو المطرّف ابن بشر إلى الشورى والناس متوافرون، وذلك سنة أربع عشرة وأربعمائة. وهو ابن إحدى وثلاثين سنة» . (2/ 544، 545) .

[2]

زاد في الصلة: «وإذا رغب في ثوابها وغبط بالأجر عليها يقول» .

[3]

زاد في الصلة: «لا عليّ ولا ليا، ويتمثّل بقول الشاعر:

تمنونني الأجر الجزيل وليتني

نجوت كفافا لا عليّ ولا ليا

[4]

زاد في الصلة: «لا يعدو بها إلى غيره. منها: أنه كان يقرأ بفاتحة الكتاب في صلاة الجنائز على أثر التكبيرة الأولى أتباعا للحديث الثابت في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن قال بذلك من العلماء رحمهم الله. وكان يقرأ بها في صلاة الجمعة إذا لم يسمع قراءة الإمام، وكان إذا لم يسمع الخطبة في الجمعة والعيدين لبعده عن الإمام أقبل على الذكر والدعاء والاستغفار والقراءة. وكان يبدأ بالتكبير في العيدين من مساء ليلتهما إلى خروج الإمام وانقضاء الصلاة، وكان يتّقي المسح على الخفّين ما أمكنه ذلك، ولم تدعه الضرورة إلى ذلك ويقول: أنا لا أعيب المسح عليهما وأصلّي وراء من يمسح. وكان قد اعتقد قديما أن يشرك أبويه فيما يفعله من نوافل الخيرات مما ليس يفرض القيام به، وأن يكون ثواب ذلك بينه وبينهما سواء. وكان يقول: إني مضيت على هذه النيّة مدة، ثم إنه وقع بنفسي من ذلك شيء، إذ خشيت أن أكون أحدثت أمرا لم أسبق إليه، ولم أكن رأيت ذلك لغيري قبلي إلّا أني لم أقطع ما نويته من ذلك إلى أن مرّ بي لبعض المتقدّمين مثل ذلك، فطابت نفسي، وازددت بصيرة في فعلي.

وكان يقول فيما ترك عندنا من القضاء باليمين مع الشاهد: إني لو وجدت من يقضي بذلك لأفتيته به.

نقلت معظم ما تقدّم من مناقب هذا الشيخ بخط ابنه أبي القاسم» .

[5]

العبارة في الصلة 2/ 546، «كان من جلّة الفقهاء وأحد العلماء الأثبات» .

[6]

في الصلة: «وسماع الحديث دهره» .

ص: 75

أخذتُ عَنْهُ [1] .

إِلَى أن قال: تُوُفي لعشرٍ بقيت من صفر، ومشى فِي جنازته المعتمد على اللَّه مُحَمَّد بْن عباد [2] .

قلت: رَوَى عَنْهُ: ولده عَبْد الرَّحْمَن، وخلْق من الأندلسيين. رحمه الله تعالى [3] .

[1] زاد في الصلة: «وكان حسن الخط، جيد التقييد، وتقدّم في المعرفة بالأحكام وعقد الشروط وعللها، بذ في ذلك أقرانه. وكان على سنن أهل الفضل، جزل الرأي، حصيف العقل على منهاج السلف المتقدّم» .

[2]

راجلا على قدميه. (الصلة 2/ 546) .

[3]

وقال القاضي أبو الأصبغ عيسى بن سهل: كان إماما جليلا، متصرفا في كل باب من أبواب العلم، أحد الفقهاء بالأندلس، حافظا نظارا، مستنبطا، بصيرا بالأحكام والعقود، معه كان أكثر تفقّهي. وصحبته طويلا ورويت عنه كثيرا. وأجاز لي جميع ما رواه.

وقال غيره: إنه كان متواضعا يتصرّف راجلا، ويحمل خبزه إلى الفرن بنفسه، ويتولّى شراء حوائجه ويحملها إلى داره بنفسه، فإذا لقيه من يكبره من طلبته وغيرهم، وسأله أن يكفيه مئونتها قال له: لا أفعل، الّذي يأكلها يحملها. وهو مع ذلك في عيون الناس وقلوبهم النجم رفعة وجلالة، حتى رئيس البلد ابن جهور ينزل إلى مسجده في الأحيان، لمهمّ الأمور، ويأخذ فيها رأيه هناك، وربما جمع له بقية فقهاء الشورى، فيقضي قضاءه وينفّذ أحكامه هناك.

وكان ابنه يقول: كان أبي يقول: لا غنى للطالب عن الإجازة، وإن سمع الديوان أو الحديث قراءة على المحدّث أو منه، لجواز السهو والغفلة والسّنة على أحدهما قال: وعلى هذا اعتمدت في روايتي.

أريد على القضاء غير مرة، فامتنع ولم يقدر عليه بشيء. طلبه أهل طليطلة، وأهل المرية لقضاء بلدهم على عادتهم معا في كون القضاء عندهم في غير بلدهم للتنافس الّذي كان بين أهل هذين البلدين في القضاء، فكانوا يطلبونه من غيرهم، فطلب أهل هذين البلدين ابن عتّاب لذلك، وبذلوا له ليقبل ذلك الرزق الواسع فامتنع، ولما مات القاضي بقرطبة سراج بن عبد الله رغبه ابن جهور بنفسه ولاطفه جهده، فلم يقدر عليه، وحلف بحضرته ألا يلي وقال: ما إبايتي إلّا إباية ضعف وقوة، لا من وهن وطاعة.

وحكي أنه كان خلّف صندوقا مقفلا قد أوصى ألّا يفتح إلّا بعد موته، فلما مات، فتح، فإذا فيه أربعة كتب من أربعة رؤساء: ابن عبّاد، وابن الأفطس. وابن صمادح، وابن هود، كل منهم يدعوه إلى نفسه وتقلّد القضاء ببلده وقد كتب على كل كتاب منها:«تركت هذا للَّه» .

وسأله رجل عن مسائل انتخبها وأعدّها فأجابه أحسن جواب، فأثنى عليه الرجل فقال له: يا ابن أخي لا تتّخذ هذا عادة، فلولا أني طالعتها البارحة ما أجبتك بمثل هذا، أو كما قال. (ترتيب المدارك 4/ 811، 812) .

ص: 76

57-

مُحَمَّد بْن عليّ بْن ممّوس [1] .

أَبُو سعْد الهَمَذانيّ البزّاز.

حدَّث عن: أَبِي بَكْر بْن لال، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي الليث، وأبي القاسم يوسف بن كج، والعلاء بن الحسين، وعلي بن إبراهيم بن حامد البزاز، وأبي بكر بن حمدويه الطوسي، وجماعة كبيرة.

وكان شيخا صالحا [2] .

58-

محمد بن علي بن حميد بن علي بن حميد [3] .

أبو نصر الهمداني، إمام الجامع.

روى عن: علي بْن إِبْرَاهِيم بْن حامد، وعلي بْن شعيب، والحسن بْن أَحْمَد بْن مموش، وجماعة.

وهو صدوق.

59-

مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن مَنْصُور [4] .

أَبُو الغنائم بْن الغراء [5] الْبَصْرِيّ المقرئ.

رحل، وسمع: أَبَا الْحَسَن بْن جهضم بمكة، وأحمد بْن الْحَسَن الرازي بمكة وحدث عَنْهُ «بصحيح مُسْلِم» .

وسمع: أَبَا مُحَمَّد بْن النحاس بمصر، ومحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن القطَّان، وابن أبي نصر بدمشق.

[1] انظر عن (محمد بن علي البزّاز) في: التقييد لابن نقطة 96 رقم 103 وفيه: «محرس» ، والكنية:«أبو سعيد» .

[2]

وقال يحيى بن منه في تاريخه: كثير الحديث، صاحب أصول وفوائد، قدم أصبهان سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة، سمعت منه كتاب «السنن» لأبي داود بروايته عن أبي بكر بن لال عن أبي بكر يعني بن داسة التّمار- عنه، وسمعت منه كتاب «التاريخ» لأبي العباس السراج. وسمع من أبي بركات، وأبي طاهر بن مسلمة. (التقييد) .

[3]

لم أجد مصدر ترجمته.

[4]

انظر عن (محمد بن محمد بن محمد) في: الإكمال لابن ماكولا 7/ 45، والأنساب 9/ 131، واللباب 2/ 377، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 23/ 196، 197 رقم 239.

[5]

الغرّاء: بفتح الغين المعجمة وبعدها الراء المشدّدة المفتوحة. هذه النسبة إلى الغراء وعمله.

(الأنساب 9/ 131) .

ص: 77