الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في جمادى الآخرة. قال ابن النجّار: لم يكن به بأسٌ.
حرف العين
93-
عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم [1] بْن مُحَمَّد بْن عليّ.
الفقيهُ الصَّالِحُ، أبو مُحَمَّد، الهَمَذانيّ، الخطيب.
وُلِدَ بهَمَذَان في سَنةٍ خمسٍ وأربعين.
وسَمِعَ من: أبي الوَقْت، ومِن أبي الفضل أحمدَ بن سَعدٍ البَيِّع.
وقَدِمَ بغداد، وتَفَقَّه بالنِّظاميَّة على أبي الخير القَزويني، وأعاد بالنظاميَّة للشيخ أبي طالب صاحب ابن الخَلِّ، وغيرِه. وحدَّث.
وكان فقيها، ورعا، عفيفا، إماما، عارفا بالمذهب والأصُولِ والخلاف.
قال الدُّبَيْثيّ: أَخْبَرَنَا أبو مُحَمَّد، أَخْبَرَنَا أحمدُ بن سَعْد، أَخْبَرَنَا الإِمام أبو إسحاق الشيرازيّ- فذكر حديثا.
وقال ابن النجّار: قدم بغداد سنة سبعين وخمسمائة، فسكنها، وتفقّه علي أبي طالب ابن الكَرْخيّ، وأبي الخير القَزوينيّ. وبرعَ في المَذْهب، وأفتى.
وكان متقشّفا على منهاج السَّلَفِ.
قلت: روى عن ابن النجّار، وعليّ ابن الأخضر، والجمال يحيى ابن الصِّيرفيّ، سمعوا منه «جزءَ» العَبَّادانيّ، وقد خطب بأعمال هَمَذَان.
تُوُفّي في حادي عشر شعبان.
94-
عبد الله بن باديس [2] . أبو مُحَمَّد، اليَحْصُبيّ.
[1] انظر عن (عبد الله بن إبراهيم) في: ذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 89، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 158 رقم 2062، وسير أعلام النبلاء 22/ 263، 294 رقم 171، والمختصر المحتاج إليه 1/ 138، 139، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 533، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 58 (8/ 155) ، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 162 أ، والعقد المذهب لابن الملقن، ورقة 171.
[2]
انظر عن (عبد الله بن باديس) في: تكملة الصلة لابن الأبار 893، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة 4/ 184، 185 رقم 343.
سكن بلنسية، وتفقّه بأبي عبد الله بن بنوح. وتعلَّم العربية، وتحقّق بالعلوم النظرية. ونُوظِرَ عليه في «المستصفى» للغزاليّ. وتعبَّد في آخر عمره.
تُوُفّي في شعبان.
95-
عبد الله بن صَدَقَة [1] . أبو البركات، البَغْداديُّ، البَزّاز، ويعرف بابن أبي قِرْبَة: بكسر القاف وسكون الراء ثمّ باء موحّدة.
سَمِعَ من أَبِي الحُسَيْن عَبْد الحقَ، وحدَّث. ومات في شعبان.
96-
عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ [2] بْن الحُسَيْن بن عبد الخالق بن الحُسَيْن بن الحَسَن بن منصور. الصاحبُ الوزير الكبير، صفيُّ الدِّين، أبو مُحَمَّد، الشَّيْبيّ، المِصْريّ، الدَّمِيري، المالكيّ، المعروف بابن شُكْر.
وُلِدَ سنة ثمان وأربعين وخمسمائة.
وتَفَقَّه على الفقيه أبي بكر عتيق البِجائي وبه تخرَّج. ورحل إلى الإِسكندرية، وتَفَقَّه بها على شمس الإسلام أبي القاسم مخلوف بن جَارة، وسَمِعَ منه ومن السِّلَفيّ إنشادا، وأجازَ لَهُ. وسَمِعَ من أَبِي الطّاهِر إِسْمَاعِيل بْن عَوْف، وأبي الطّيّب عبدِ المنعم بن يحيى بن الخلوف.
وأجاز لَهُ أبو محمد بن بريّ، وأبو الحسين أحمد بن حمزة ابن الموازينيّ، وجماعة.
وَحَدَّثَ بدمشقَ وَمِصْر، رَوَى عَنْهُ الزَّكيّ المُنْذِريّ، والشهاب القوصيّ،
[1] انظر عن (عبد الله بن صدقة) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 158 رقم 2063.
[2]
انظر عن (عبد الله بن علي) في: معجم البلدان 2/ 602، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 157، 158 رقم 2061، وذيل الروضتين 147، والتاريخ المنصوري 114، وتاريخ المسلمين لابن العميد 127، 131، 135، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 677 (في وفيات 630 هـ-) ، والغصون اليانعة 23- 25، والمغرب في حلى المغرب 291- 298، ونهاية الأرب 29/ 130 (وفيات 621 هـ-) ، ودول الإسلام 2/ 127، والإشارة إلى وفيات الأعيان 326، وسير أعلام النبلاء 22/ 294، 295 رقم 172، والمشتبه 1/ 267، والعبر 5/ 90، وفوات الوفيات 1/ 463- 466، والوافي بالوفيات 17/ 327 رقم 281، والبداية والنهاية 13/ 109 و 13/ 136 (وفيات 630 هـ-) ، والمواعظ والاعتبار 4/ 205، والمقفى الكبير 4/ 595- 602 رقم 1545، والسلوك ج 1 ق 1/ 219، والنجوم الزاهرة 6/ 263، وتحفة الأحباب للسخاوي 66، 67، وتاريخ ابن الفرات 10/ ورقة 63، وشذرات الذهب 5/ 100- 105، والأعلام 4/ 243.
وأثنيا عليه، فقال الزَّكيّ [1] : كَانَ مُؤثرًا للعلماء والصّالحين، كثيرَ البِرِّ بهم، والتفقّدِ لهم، لا يشغله ما هو فيه من كثرة الأشغال عن مجالستهم ومباحثتهم، وأنشأ مدرسة قُبالة دارِه بالقاهرة.
وقال أبو المُظَفَّر الجوزيّ [2] : كَانَ الملكُ العادل قد نفاه، فلما مات قَدِمَ من آمِدَ بَطَلبٍ من السُّلطان الملك الكامل.
قال أبو شامة [3] : وكان خليقا لِلوزارة لم يتولَّها بعدَه مثلُه، كَانَ متواضعا، يُسَلّم على النّاس وهُوَ راكب، ويُكرِمُ العلماءَ ويُدِرُّ عليهم، فمضى إلى مصر.
وقال القُّوصيّ: هُوَ الّذي كَانَ السببَ فيما وليتُه وأوليته فِي الدَّولة الأيوبيّة من الأنعام، وهُوَ الَّذِي أنشأني وأنساني الأوطانَ، ولقد أحسنَ إلى الفقهاء والعُلماء مُدَّة ولايته، وبنى مُصلَّى العيد بدمشق، وبَلَّط الجامع، وأنشأ الفَوَّارة، وعَمَّر جامع المِزَّة وجامع حَرَستا. ومَوْلِدُه بالدَّميرة سَنَة أربعين.
وكذا قال ابن الجوزيّ [4] في مَوْلِدُه، وقول المُنذريّ أصحُّ، فإنَّه قال [5] :
سمعتُه يقول: وُلدت في تاسع صفر سَنَة ثمانٍ وأربعين. قال: وتُوُفّي بمصر في ثامن شعبان.
وقال المُوفَّق عبد اللّطيف: هُوَ رجل طُوال، تامُّ القَصَب فَعْمُها، دُرِّيُّ اللَّون، مشرب بحُمرة، لَهُ طلاقَةُ مُحيَّا، وحلاوةُ لسان، وحُسْنُ هيئة، وصِحَةُ بِنْيَة، ذُو دهاء في هَوَجِ، وخبثٌ في طَيْشٍ مع رُعونةٍ مُفْرِطَةٍ، وحقد لا تخبُو نارُه، ينتقم ويظنّ أنَّه لم ينتقِم، فيعود ينتقم، لا يَنَامُ عن عدوّه، ولا يقبل منه معذرة ولا إنابة، ويجعل الرؤساء كلّهم أعداءَه، ولا يرضى لِعدوّه بدون الإهلاك، ولا تأخذُه في نقماته رَحْمَةٌ، ولا يتفكَّرُ في آخره.
وهُوَ مِن دَمِيرة- ضيعةٍ بديار مصر- واستولى على العادل ظاهرا وباطنا،
[1] في التكملة 3/ 157.
[2]
في مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 598 في حوادث سنة 615 هـ-.
[3]
في ذيل الروضتين: 147.
[4]
لم نجد قوله.
[5]
في التكملة 3/ 157.
ولم يُمكن أحدا من الوصول إليه حَتّى الطّبيب والحاجب والفَرّاش، عليهم عيونٌ، فلا يَتَكَلَّم أحدٌ منهم فضلَ كلمة خَوْفًا منه، ولَمّا عُزِلَ، دخل الطّبيب والوكيل وغيرُهما، فانبسطوا، وحَكَوْا، وضَحِكُوا، فأُعِجبَ السُّلطانُ بذلك وقال: ما منعكم أن تفعلوا هذا فيما مضى؟ قالوا: خوفا مِن ابن شُكْر، قال:
فإذا قد كنتُ في حبسٍ، وأنا لا أشعُرُ.
وكان غرضه إبادَةَ أربابِ البيوتات، ويقرّب الأراذِلَ وشرارَ الفقهاء مثل الجمال المِصْريُّ، الّذي صار قاضيَ دمشق، ومثل ابن كسا البليسيّ، والمجد البَهْنسيّ، الّذي وَزر للأشرف. وكان هؤلاء يجتمعون حولَه، ويُوهِمونه أنَّه أكتبُ من القاضي الفاضل، بل ومِنَ ابن العَمِيد والصَّابي، وفي الفقه أفضلَ من مالك، وفي الشعر أكملَ مِن المتنبّي وأبي تمّام، ويحلفونَ على ذلك بالطَّلاق وأغلظِ الأَيْمان.
وكان لا يأكل مِن الدَّولة ولا فلْسًا، ويُظهر أمانة مفرطة، فإذا لاح لَهُ مالٌ عظيم احتجنه، وعُمِلَتْ لَهُ قبسة العَجلان [1]، فأمر كاتبَه أن يكتُبَها ويردَّها وقال:
لا نستحلّ أن نأخُذَ منك ورقا. وكان لَهُ في كُلِّ بلدٍ من بلاد السُّلطان ضيعة أو أكثر في مصر والشام إلى خِلاط، وبلغ مجموعُ ذلك مائة ألف دينار وعشرين ألف دينار يعني مُغلَّة. وكان يُكثر الإِدلال على العادل، ويُسخِطُ أولادَه وخواصَّه، والعادلُ يترضّاه بكُلِّ ما يقِدر عليه، وتكرَّر ذلك منه، إلى أن غضب منه على حَرَّان، فلمّا صار إلى مصر وغاضبه على عادته، فأقرّه العادلُ على الغضب، وأعرضَ عنه. ثمّ ظهر منه فسادٌ، وكثرةُ كلام، فأمر بنفْيه عن مصرَ والشام، فسكن آمِدَ، وأحسن إليه صاحبُها، فلمّا مات العادلُ عاد إلى مصر، وَوَزَرَ للكامل، وأخذ في المصادرات، وكان قد عَمِيَ، ورأيتُ منه جَلَدًا عظيما أنَّه كَانَ لا يستكين للنوائب، ولا يخضع للنكبات، فمات أخوه ولم يتغيَّر، ومات أولادُه وهُوَ على ذلك. وكان يُحمُّ حُمَّى قوية، ويأخذه النافِضُ [2] ، وهو في
[1] أي: ورقة صغيرة. تشبيها بالقبسة- وهي الجذوة من النار يأخذها العجلان- وفي «الأساس» : ما أنت إلا كالقابس العجلان، أي: كالمقتبس، وما زورتك إلا كقبسة العجلان.
[2]
أي: الرعدة. والنافض: حمى الرعدة، يقال: أخذته حمّى نافض، وحمّى نافض وحمى بنافض.
مجلس السلطان ينفّذ الأشغال، ولا يُلقي جنبه إلى الأرض، وكان يقول: ما في قلبي حسرةٌ إلّا أنّ ابن البَيْانيّ ما تمرَّغ على عتباتي- يعني القاضيَ الفاضلَ- وكان يَشْتِمُه وابنُه حاضر فلا يظهر منه تغير، وداراه أحسنَ مُداراة، وبذل لَهُ أموالا جمَّةً في السِّرِّ.
وعرض لَهُ إسهالٌ دمويٌ وزَحير، وأنهكه حَتّى انقطعَ، ويَئِسَ منه الأطباءُ، فاستدعى من حَبْسِه عشرة من شيوخ الكُتَّاب، فقال: أنتم تَشْمَتُون بي، وركَّب عليهم المعاصير وهُوَ يَزْحَرُ وهُمْ يَصيحون إلى أن أصبح وقد خفَّ ما به، ورَكِبَ في ثالث يوم، وكان يقف الرؤساء والنّاسُ على بابه مِن نصف اللّيل، ومعهم المشاعلُ والشمع، ويركبُ عند الصّباح، فلا يراهم ولا يَرَوْنَه، لأنّه إمّا أن يرفعَ رأسَه إلى السماء تيها، وإمّا أن يُعْرجَ على طريقٍ أخرى، والجنادرة [1] تَطْرُدُ النّاسَ.
وكان لَهُ بوابٌ اسمه سالم يأخُذُ مِن الناس أموالا عظيمة، ويُهينهم إهانة مفرطة، واقتنى عقارًا وقرى [2] .
97-
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ [3] بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أبي الفرج ابن الزَّيْتُونيّ [4] .
البَوازيجيُّ [5] .
سَمِعَ من: يحيى بن ثابت، ومعمر ابن الفاخر، وأبي عليّ ابن الرّحبيّ.
وتوفّي في ربيع الآخر.
[1] جمع: الجندرمة، وهم الشرطة أو الدرك.
[2]
وقال ابن نظيف الحموي: كان جبّارا ظالما جبّاها منتهكا للناس، متعصّبا للأراذل ومتعصّبا على الأماثل، فأخذ السلطان الكامل أولاده، واستخرجه منهم ما كان أكله أبوهم، وعصروا وضربوا ووجدوا بعض ما عملوا. (التاريخ المنصوري 114) .
[3]
انظر عن (عبد الله بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 142 رقم 2025، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 162، ومختصره (6) والبداية والنهاية 13/ 111، والمنهج الأحمد 359، والمقصد الأرشد، رقم 495، وشذرات الذهب 5/ 103، والدرر المنضد 1/ 353 رقم 991 وفيه:«عبد الله بن أحمد بن الزيتوني البوازيجي، أبو محمد، وقيل: هو عبد الله بن علي بن أحمد..» .
[4]
تصحّفت في: البداية والنهاية إلى: «الرسوي» .
[5]
تصحّفت في: البداية والنهاية إلى: «البداريجي» .
98-
عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز [1] .
أبو مُحَمَّد، ابن سَعْدُون، الأزْديّ، البَلَنْسِيّ.
أخذ العربيَة عن الأستاذ عَبْدون، ومَهَرَ في فنون العربية. وأجاز لَهُ مِن الإسكندريَّةِ أبو الطّاهر بن عَوْف، وغيره. وكان بديعَ الخطِّ، أنيقَ الوِرَاقة.
ذكره الأبَّار.
99-
عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن محمد [2] ابن اليازوريّ، البَغْداديُّ.
حدَّث عن عبد الحقّ اليُوسُفيّ. وتُوُفّي في رجب.
100-
عبد الله بْن نصر اللَّه [3] بْن هبة اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ بْن محمد. الشريف أبو جعفر، ابن أبي الفَتْح، الهاشميّ، البَغْداديُّ، المعروف بابن شريف الرَّحَبَةِ.
ولد سنة أربعين وخمسمائة. وسَمِعَ «الصحيح» من أبي الوَقْت، وسَمِعَ من شُهْدَةَ.
قال ابن النّجّار: كتبتُ عنه، ولم يكن مَرْضيًّا في سيرته، ولا محمودَ الطّريقة. وكان أبوه مِن ذوي الثروة الواسِعة. ثم روى عنه، وقال: مات في رابعِ رمضان.
قلت: روى لنا الأبَرْقُوهيّ عنه من «البخاريّ» .
101-
عبد الحقّ بن الحَسَن [4] ابن الشيخ سَعْدِ الله بن نصر ابن الدَّجاجيّ.
وُلِدَ سَنةَ سبْعٍ وخمسين ظنّا. وروى عن جدّه.
روى عنه: ابن النجّار، وأبو الفضل ابن الدّبّاب، وجماعة.
[1] انظر عن (عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/ 893، 894، وبغية الوعاة 2/ 58 رقم 1428.
[2]
انظر عن (عبد الله بن محمد بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 151 رقم 2058.
[3]
انظر عن (عبد الله بن نصر الله) في: التقييد لابن نقطة 329 رقم 397، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 160 رقم 2068، سير أعلام النبلاء 22/ 288.
[4]
انظر عن (عبد الحق بن الحسن) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 152 رقم 2052، والمشتبه 1/ 335، وتوضيح المشتبه 3/ 498، وتاريخ إربل 1/ 284، 285 رقم 183.
توفّي في رجب [1] .
102-
عبد الحقّ ابن الفقيه الزّاهد أبي الغنائم عبد الرحمن [2] بن جامع ابن غنيمة. أبو عبد الله، البَغْداديُّ.
روى عن: عبد الحقّ اليُوسُفيّ، وغيره.
103-
عبد الحقّ بْن مُحَمَّد [3] بْن عَلِيّ بْن عَبْد الرَّحْمَن.
[1] وقال ابن المستوفي: ورد إربل في أول سنة سبع عشرة وستمائة، وعلى يده شفاعة إلى الملك المعظم أبي سعيد كوكبوري ابن علي- رحمه الله من أبي نصر عمر بن محمد بن عبد الله السهروردي، على أعلى قصيدة عملها فيه- أدام الله سلطانه- إن عثرت بها أثبتّ منها ما هو غرضي.
حدّثني أبو المعالي صاعد بن علي الواعظ شيخنا، أنه أنفذ له أبياتا من شعره، وأنفذها إليّ فكتبتها من خط ابن الدجاجيّ، وهي:
تحيّة الله بإرشاد
…
على أخي فضل وإسعاد
السيد الصدر خدين التقى
…
أبي المعالي نسل أجواد
أعنيك صدر الدين من ربعه
…
كعبة أضياف وقصّاد
وماله المبذول مع عرضه
…
المصون للرائح والغادي
وذكره الطيّب بين الوردي
…
يعطّر المحفل والنادي
يؤثر بالموجود من ماله
…
ويشبع الجائع بالزاد
تقبّل الرحمن أعماله
…
ودام في عزّ وإسعاد
حتى يحوز الأجر من ربّه
…
في بائس الحاضر والبادي
ما لاح برق وشدا طائر
…
وما حدا في مهمه حادي
واجتمع بي بعد ذلك وأنشدني لنفسه يمدح الإمام الناصر لدين الله:
أنار الخلاقة إذ حلّها
…
فكم عقدة بالتّقى حلّها
تحمّل أعباءها صابرا
…
فما حاد عنها ولا حلّها
شجاع بعزم يذلّ السباع
…
فكم من حروب بها فلّها
وكم أجدبت أرض آمالنا
…
فعمّر بثّ الندى فلّها
دعته الخلافة حتى أجاب
…
قلما غدا حاملا كلّها
أنال الجزيل وقال الجميل
…
وحاز مفاخرها كلّها
ونادى العلا بلسان النهى
…
ببيت ينبه من قالها
«أتته الوزارة منقادة
…
إليه تجرّر أذيالها»
فلم تك تصلح إلّا له
…
ولم يك يصلح إلّا لها»
(تاريخ إربل) .
[2]
انظر عن (عبد الحق بن عبد الرحمن) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 144 رقم 2030.
[3]
انظر عن (عبد الحق بن محمد) في: صلة الصلة لابن الزبير 10، 11 وتكملة الصلة لابن
أبو مُحَمَّد الزُّهْريّ، الأُنّدِيّ، نزيل بَلَنْسِيَةَ.
وُلِدَ سَنةَ سبْعٍ أو ثمانٍ وثلاثين، وحجَّ عام اثنتين وسبعين.
وسمع من السّلفيّ «الأربعين» و «المحامليات» . وكان عدلا، تاجرا.
قال الأبّار [1] : سَمِعْتُ منه «الأربعين» ، وقد سَمِعَها منه أبو مُحَمَّد، وأبو سُلَيْمان ابنا ابن حَوط الله. وعُمَر، وأسنَّ، حَتّى ألحق الصّغارَ بالكبار. وتُوُفّي في ربيع الآخر.
104-
عبد الخالق بن أبي الفَضْل [2] بن أبي المعالي المُحَوَّلي.
سَمِعَ من عبد الرحمن بن زيد الورَّاق. وأجاز لَهُ أبو الوَقْت. وتُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى.
105-
عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد [3] بن المبارك. أبو سعيد، ابن المُرَقَّعاتِيّ.
وُلِدَ في حدود سَنةِ ثلاثٍ وخمسين.
وسَمِعَ من: أبيه، ويحيى بن ثابت، والمبارك بن خُضَيْر. وحدَّث.
ومات في رجب.
106-
عبدُ الرحمن ابن العلّامة أبي سَعْد عبدِ اللَّهِ بْنِ [4] مُحَمَّد بْنِ أَبِي عَصُرْون التَّميميّ، قاضي القضاة، نجمُ الدِّين.
أحدُ الأكابر والأعيان. حدَّث عن والده. روى عنه الشهابُ القُوصيّ، وقال: تُوُفّي بحماة في رمضانَ سَنةَ اثنتين وعشرين.
107-
عَبْد السّلام بْن يوسُف [5] بْن مُحَمَّد بْن عبد السلام.
[ () ] الأبار 3/ ورقة 39، والمغرب في حلى المغرب (قسم الأندلس) 1/ 130، والوافي بالوفيات 18/ 58 رقم 53.
[1]
في «التكملة» : 3/ الورقة 39 (نسخة الأزهر) .
[2]
انظر عن (عبد الخالق بن أبي الفضل) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 148 رقم 2042، والمشتبه 2/ 457، وتوضيح المشتبه 6/ 255.
[3]
انظر عن (عبد الرحمن بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 152 رقم 2051.
[4]
انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الله) في: الأعلاق الخطيرة ج 1 ق 1/ 99، والوافي بالوفيات 18/ 164 رقم 209.
[5]
انظر عن (عبد السلام بن يوسف) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 137 رقم 2013، وسير
أبو مُحَمَّد العَبَرْتيّ، الكَرْخيّ، الضّرير، المقرئ، الخطيب.
ولد في حدود الأربعين وخمسمائة.
وقَدِمَ بغداد في شبيبته، وسَمِعَ من: ابن ناصر، وأبي الكرم الشّهرزوريّ، وأبي بكر ابن الزّاغونيّ، وأبي المعالي ابن اللّحّاس، وابن البَطِّي. وتولَّى الخطابةَ بعَبَرْتا [1] . وتُوُفّي بكَرْخ عَبَرْتا في سابعِ المحرَّم.
روى عنه: الدّبيثيّ، وابن النجّار.
108-
عبد العزيز بن النّفيس [2] بن هِبَةَ الله بن وهبان السُّلَميّ، ويُعْرَف بشمسِ العرب، البَغْداديُّ، الأديب، الشاعر.
نزيل دِمشق، أخو المُحدِّث عبد الرحيم. كَانَ مقيما بالمدرسة العزيزية، ومدح جماعة من ملوكِ بني أيّوب. وكان متجمّلا، متعفّفا، قنوعا، يَخْضِبُ شيبَه. تُوُفّي في حادي عشر ذي الحِجَّة.
ومن شِعره:
وقالُوا لِمَ تَرَكْتَ مَديحَ قَوْمٍ
…
أَقَمْتَ عَلَى مَدِيحِهِم سِنينا
فَقُلْتَ تَغيَّروا عَمَّا عَهِدْنَا
…
وصَارُوا كُلَّ عَام يَنْقُصُونَا
وكانُوا يُنْعِمونَ بِغَيْرِ وَعْدٍ
…
فَصَاروا يُوعِدُوّن ويَمْطُلُونَا
109-
عبدُ القادر بن إبراهيم [3] بن شجاع بن عَرْفَجَةَ.
أبو محمد، البَغْداديُّ، الحنفيّ.
سَمِعَ: شُهْدَةَ، وعبد الحقّ، وحَضَرَ يحيى بن ثابت. ومات في رجب.
110-
عبدُ القادِر بن معالي [4] بن غنيمة.
أبو مُحَمَّد، البَغْداديُّ، الحلاوي.
[ () ] أعلام النبلاء 22/ 288 دون ترجمة.
[1]
عبرتا: قرية من أعمال النهروان. (التكملة 3/ 137) .
[2]
انظر عن (عبد العزيز بن النفيس) في: عقود الجمان لابن الشعار 3/ ورقة 285 ب، والوافي بالوفيات 18/ 564 رقم 563.
[3]
انظر عن (عبد القادر بن إبراهيم) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 154 رقم 2053، والجواهر المضيّة 1/ 304، والطبقات السنية 2/ 529.
[4]
انظر عن (عبد القادر بن معالي) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 159 رقم 2066.
سمع من أبي طالب بن خضير. ومات في شعبان.
111-
عبدُ القادر بن منصور [1] بن مسعود ابن المُشْتري. القَطِيعيُّ، الخيَّاط.
سَمِعَ من: ابن البَطِّي، وأبي المكارم البادرائي. وكان شيخا صالحا.
تُوُفّي في رجب.
112-
عبدُ المُحسن ابْن خطيب المَوْصِل [2] ، أبي الفضل عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد. أَبُو القاسم، ابن الطُّوسيّ، المَوْصِليّ.
خطيبُ الجامعِ العتيق بالمَوْصِل هُوَ، وأبوه، وجدُّه أبو نصر.
سَمِعَ: أباه، وعمَّه عبد الرحمن، وأبا عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن نصر بْن خميس. وببغداد أبا الكرم ابن الشَّهْرَزُوري، وجدَّه.
ووُلِدَ في سَنَةِ ثمانٍ وثلاثين وخمسمائة بالمَوْصِل، وبها مات في ربيع الأول. وكان ذا دينٍ، وصلاحٍ، وأخلاقٍ حسنة.
روى عنه الدُّبَيْثيّ، وقال [3] : نِعْمَ الشَّيْخُ كَانَ، والضياءُ المَقْدِسيُّ، والزّينُ عبد الله بن النّاصح. وأجاز لجماعة. وروى لنا عنه بالإجازة الشهابُ الأبَرْقُوهيّ وقال: يَغْلِبُ على ظنّي أنّني سَمِعْتُ منه «جزء» ابن كرامة [4] .
[1] انظر عن (عبد القادر بن منصور) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 155 رقم 2056.
[2]
انظر عن (عبد المحسن ابن خطيب الموصل) في: الكامل في التاريخ 12/ 448، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 141، 142 رقم 2023، وعقود الجمان لابن الشعار (استنبول) 4/ ورقة 45، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي (باريس 552) ورقة 183، 184، و (كمبرج) ورقة 98، وتاريخ إربل 1/ 181 رقم 85، والمختصر المحتاج إليه 3/ 88 رقم 919، والمعين في طبقات المحدّثين 191 رقم 2033، والإعلام بوفيات الأعلام 256، ولسان الميزان 4/ 56، والنجوم الزاهر 6/ 263، وتاريخ ابن الفرات 10/ ورقة 64.
[3]
في ذيل تاريخ بغداد (باريس) ورقة 184 و (كمبرج) ورقة 89.
[4]
وقال ابن المستوفي: حدّث بالموصل، وكل طالب يرد إليها فلا بدّ له من السماع عليه. رجل صالح عليه وقار وفيه لطف من أكبر عدول الموصل
…
قرأت عليه وأجاز لي غير مرة.
وأنشدني عنه أبو العباس أحمد بن أبي القاسم القيسي قال: أنشدني الإمام أبو القاسم عبد المحسن بن عبد الله لنفسه، ونقلته من خطه- أعني الخطيب- وفي أوله:«لعبد المحسن بن الطوسي» ، وحدّثني القيسي أنه أوردها في صفة دار ابتناها:
113-
عبدُ الملك بْن عَبْد الملك [1] بْن يوسُف بْن مُحَمَّد بن قُدامة، ابن الفقيه. أبو مُحَمَّد، المَقْدِسيُّ.
روى عن يحيى الثَّقَفيّ.
ومات كهلا في ذي القعدة.
وهُوَ والد المُسْنِدِ كمال الدِّينِ عبد الرحيم.
114-
عبدُ المنعم بن عليّ [2] بن عبد الغنيّ.
أبو مُحَمَّد، القُرَشيّ، الصَّقَلِّي، أخو الزّين [3] عليّ الضرير.
قال أبو شامة: كَانَ صالحا، خيِّرًا، مقرئا. قرأ على الكِنْديّ، وعلى شيخنا السَّخاويّ.
115-
عُبَيْد الله بن علي [4] بْن أَبِي السَّعادات الْمُبَارَك بْن الْحُسَيْن بْن نَغُوبَا. أبو المعالي، الواسِطيّ، الصُّوفيّ.
وُلِدَ سنة إحدى وأربعين وخمسمائة.
وسَمِعَ من: أبيه، وأحمد بن عُبَيْد الله الآمِديّ، وصالحِ بن سَعْد الله بن الجوَّاني، ومُحَمَّدِ بن مُحَمَّد بن أبي زَنْبَقَة. وقَدِمَ بغدادَ مع والده، وسَمِعَ من هِبَةَ الله ابن الشِّبليّ، وابن البَطِّي، والنّقيب أحمد بن عليّ، وشهدة.
[ () ]
دارك دار الملك مذ لم تزل
…
مفتوحة بالعدل أبوابها
محفوفة بالنصر أرجاؤها
…
مشدودة بالعزّ أطنابها
داخلها من فزع آمن
…
كأنّما رضوان بوّابها
يا ملكا من بأسه بصبصت
…
أسد الفلا تحرسها غابها
تهنّه من مجلس جمعت
…
فيه من الخيرات أسبابها
لا زال سلطانك في رفعة
…
ما دار في الأفلاك أقطابها
(تاريخ إربل) .
[1]
انظر عن (عبد الملك بن عبد الملك) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 162 رقم 2074.
[2]
انظر عن (عبد المنعم بن علي) في: ذيل الروضتين 146.
[3]
في المطبوع من تاريخ الإسلام- ص 108 «الذين» وهو خطأ من الطباعة.
[4]
انظر عن (عبيد الله بن علي) في: التقييد لابن نقطة 362 رقم 460، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي 15/ 231، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار 2/ 89- 92 رقم 337، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 148، 149 رقم 2043، والمختصر المحتاج إليه 2/ 189 رقم 832.
روى عنه الدبيثي، والبرزالي، وجماعة. وتوفي في العشرين من جُمَادَى الأولى. وقد حدَّث من بيته جماعة: فجدُّه من شيوخ الكِنْديّ، وأبوه من شيوخ الشيخ الموفِّق، ولَهُ أَخَوانِ رويا، عبد الله، وعليّ مضيا قبلَه. وكان لا بأسَ به [1] .
116-
عطاء الله بن منصور [2] بن نَصَر.
القاضي، الفقيه، أبو مُحَمَّد، الَّلِّكيّ، الإِسكندرانيّ، المالكيّ.
وُلِدَ سَنةَ ثلاثٍ وخمسين. وناب في الحَكَم ببلده مُدَّة. وكان ديّنا، خيِّرًا، مقبلا على شأنه. وجدُّ نَصَر بالتّحريك [3] . ولم يسمع من السِّلَفيّ، إنّما روى عنه بالإجازة.
117-
عليّ ابن عَلَم الدِّين [4] سليمان بن جَنْدر، الأَميرُ سيف الدِّين.
مِن أمراء حَلَب الأَعيان، بنَى بحلب مدرستينِ، وبنى الخانات في الطَّريق. ولَهُ المواقفُ المشهورة، والصَّدقات.
مات بحلبَ فِي جُمَادَى الأولى.
118-
عليُّ بْن مُحَمَّد بْن أحمد [5] بن حَرِيق.
أبو الحسن، المخزوميّ، البلنسيّ، الشّاعر.
[1] ذيل تاريخ بغداد لابن النجار 2/ 90.
[2]
انظر عن (عطاء الله بن منصور) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 151 رقم 2048، والمشتبه 2/ 642، وتوضيح المشتبه 9/ 84.
[3]
قيّده المنذري، والمؤلّف- رحمه الله وابن ناصر الدين.
[4]
انظر عن (علي بن علم الدين) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 637، وذيل الروضتين 145، 146، والبداية والنهاية 13/ 108.
[5]
انظر عن (علي بن محمد بن أحمد) في: صلة الصلة لابن الزبير 129، وتكملة الصلة لابن الأبار 3/ ورقة 73، 74 (نسخة الأزهر) ، والمطبوع، رقم 1895، وزاد المسافر 22- 27، وإنباه الرواة 2/ 310، والذيل والتكملة على كتابي الموصول والصلة 5/ 275- 277 رقم 553، ورايات المبرّزين 86، وسير أعلام النبلاء 22/ 295، 296 رقم 173، وفوات الوفيات 2/ 70، والوافي بالوفيات 12/ 145، والمغرب في حلى المغرب 2/ 318، والعسجد المسبوك 2/ 415، ونفح الطيب (في مواضع كثيرة) ، وبغية الوعاة 2/ 186، ومعجم المؤلفين 7/ 179، 180.
قال الأبّار: شاعر بَلَنسية الفَحْل المستبحر في الآداب واللُّغات. روى عن أبي عبد الله بن حميد. وكان عالما بفنون الآداب، حافظا لأشعارِ العرب وأيامها، شاعرا مُفْلقًا، اعترف لَهُ بالسّبق بُلَغَاءُ وقتِه، ودَوَّن شِعره في مجلَّدتين.
ولَهُ مقصورة كالدُرَيْدِيَّة سمعتُها منه، وصحبتُه مُدَّة، وأخذ عنه أصحابُنا. وُلِدَ سَنةَ إحدى وخمسين. وتُوُفّي في ثامن عشر شعبان.
قال ابن مَسْدِيّ: كَانَ إنْ نَظَم أعجزَ وأَبْدع، وإنْ نَثَرَ أَوْجَزَ وأَبْلَغَ، سَحَبَ ذَيْلَ الفصاحةِ على سُحْبَانِها، ونبغ بإحسان على نابغتها وحسَّانها. سَمِعْتُ من تواليفه، فمن ذلك:
يا صَاحِبَيَّ ومَا البَخِيلُ بِصَاحِبي
…
هذِي الخِيَامُ فأين تِلْكَ الأَدْمُعُ
أَتَمُرُّ بالعَرصَاتِ لا تبكي بها
…
وهي المعاهد منهم والأربع
يا سَعْدُ مَا هذَا المُقَامُ وَقْد نَأَوْا
…
أَتُقِيمُ مِن بَعْدِ القُلُوبِ الأَضْلُعُ
وأَبَى الهَوى إلا الحُلُولَ بلَعْلَعٍ
…
وَيْحَ المَطَايَا أَيْنَ مِنْهَا لَعْلَعُ
لَمْ أَدْرِ أَيْنَ ثَوَوْا فَلَمْ أَسْأَلْ بِهِمْ
…
رِيحًا تَهُبُّ ولا بَرِيقًا يَلْمَعُ
119-
عليُ بن منصور [1] بن عبد الله. أبو الحَسَن، اللُّغَويّ.
كَانَ علَّامةً في اللّغة، بصيرا بالعربيَّةِ، فقيها في مذهب الشافعيّ.
أخذ عن الكمال الأنباريّ، إلّا أنَّه كَانَ ضَجُورًا يأبى التَّصَدُّر والتّصدير للإشغال، ولم يتأهَّلْ قَطُّ. وكان مقيما بالنظامِيَّةِ، وكان أحدَ الأذكياء، حفظ «المُجْمَل» لابن فارس، كلَّ يوم كرّاسا، وحفظ «إصلاح المنطق» وأشياء كثيرة، وكان سريع الحفظ. وعاش بضعا وسبعين سنة [2] .
[1] انظر عن (علي بن منصور) في: معجم الأدباء 15/ 81- 83، والمختار من تاريخ ابن الجزري 126، 127، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 349، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 163 ب، وبغية الوعاة 2/ 207، 208.
[2]
وقال ياقوت الحموي: ولا أعلم له في زمانه نظيرا في علم اللغة، فإنه حدّثني أنه كان في صباه يكتب كل يوم نصف جزء خمس قوائم من كتاب «مجمل اللغة» لابن فارس ويحفظه ويقرأه على عليّ بن عبد الرحيم السلمي المعروف بابن القصّار، حتى أنهى الكتاب حفظا وكتابة، وحفظ إصلاح المنطق في أيسر مدّة، وحفظ غير ذلك من كتب اللّغة والفقه والنحو، وطالع أكثر كتب الأدب، وهو حفظة لكثير من الأشعار والأخبار، ممتع المحاضرة إلا أنه
120-
عليّ بن أبي الكَرَم نصرُ [1] بن المبارك بن أبي السَّيِّد بن مُحَمَّد.
أبو الحَسَن، الواسطيّ، ثمّ البَغْداديُّ، ثمّ المكّيّ المَوْلِد والدَّار، الخلّال، المعروف بابن البَنَّاء.
راوي «جامع» التِّرْمِذِيّ عن أبي الفَتْح الكَرُوخيّ.
حدَّث بمكّة، والإسكندرية، ومصرَ، ودمياط، وقوص، وسَمِعَ منه هذا الكتابَ خلْقٌ كثير. وهُوَ آخِرُ من رواه عن الكَرُوخيّ، وسماعه صحيح.
قال ابن نُقْطَة [2] : ذَكَرَ لي أنَّه وقعَ لَهُ نحوا من ثلثه بخطِّ الكَرُوخيّ. وهُوَ شيخٌ فقير عامّيّ، سألتُه أن أقرأ عليه، فقال: اقرأ ما شئتَ، وقد أجزتُ لك ولِولدك لكن لا أكتب لك خطِّي، فقرأتُ عليه في سَنَةِ خمس عشرة حديثا
[ () ] كان لا يتصدّى للإقراء، ولقد سألته في ذلك، وخضعت إليه بكل وجه فلم ينقد لذلك، ولا يكاد أحد يراه جالسا وإنما هو في جميع أوقاته قائم على رجله في النظامية، ولو جلس للإقراء لأحياء علوم الأدب ولضربت إليه آباط الإبل في الطلب.
بلغني أن مولده سنة سبع وأربعين وخمسمائة.
من شعره:
فؤاد معنّى بالعيون الفواتر
…
وصبوة باد مغرم بالحواضر
سميران ذادا عن جفون متيّم
…
كراها وباتا عنده شرّ سامر
وله:
لمن غزال بأعلى رامة سنحا
…
فعاود القلب سكر كان منه صحا
مقسّم بين أضداد فطرّته
…
جنح وغرّته في الجنح ضوء ضحا
(معجم الأدباء) .
[1]
انظر عن (علي بن أبي الكرم نصر) في: التقييد لابن نقطة 417 رقم 557، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 140، 141 رقم 2021، وإنباه الرواة 2/ 323، والمعين في طبقات المحدّثين 192 رقم 2043، والإشارة إلى وفيات الأعيان 326، والإعلام بوفيات الأعلام 256، ودول الإسلام 2/ 127، والعبر 5/ 90، وسير أعلام النبلاء 22/ 247، 248 رقم 135، والعقد الثمين 6/ 271، والوافي بالوفيات 22/ 272، والنجوم الزاهرة 6/ 63، وحسن المحاضرة 1/ 177، وشذرات الذهب 5/ 101.
[2]
العبارة في (التقييد 417) تختلف عمّا هنا، وهي:
واحدا، ثمّ سَمِعْتُ منه بعد ذلك بعض «الجامع» .
روى عنه: ابن نُقْطَة، والزَّكيّ المُنذريّ، ومُحَمَّد بن صالح التِّنِّيسيُّ، ومحمد بن عبد العزيز الإسكندرانيّ، وزين الدّين محمد ابن الموفّق الإسكندرانيّ الخطيب، والضّياء مُحَمَّد بن عُمَر التّوزريّ، ومحمد بن منصور ابن أحمد الحَضْرَميّ الإسكندرانيّ، والحَسَنُ بن عثمان القابسيّ المحتسِب، وذاكرُ بن عبد المؤمن مؤذّن الحَرَم، والبهاءُ زُهَير بن مُحَمَّد المُهَلَّبيّ الكاتب، وعبد المُحسن بن ظافر الحَجْرِيّ، وعبد المُحسن بن يحيى البجائي، وإسحاق ابن إبراهيم بن قريش المَخْزُوميّ، والقُطبُ مُحَمَّد بن أحمد ابن القَسْطَلَّانيّ، ومُحَمَّد بن عبد الخالق بن طَرخان الأُمَويّ، وعليّ بن صالح الحُسَيْنيّ، ويوسُف بن إسحاق الطّبريُّ المَكِّيَّان، وآخرُ من روى عنه مُحَمَّد بن تَرْجَم بالقاهرة.
تُوُفّي في ربيع الأول، وقيل [1] : في صفر بمكّة عَنْ سِنٍّ عَالِيَةٍ.
121-
عليَّ بْن يوسُف [2] بْن عَبْد اللَّه بْن بُنْدار. قاضي القضاة بالدِّيارِ المصرية، زين الدِّين، أبو الحَسَن، ابن العَلَّامة أبي المحاسن، الدّمشقيّ، ثمّ البَغْداديُّ.
روى «مُسْنَد» الشافعيّ عن أبي زُرْعة المَقْدِسيُّ.
ووُلِدَ في سَنَةِ خمسين وخمسمائة ببغداد، وتفقّه بها على والده، وسافر
[1] القول للمنذري في (التكملة) على سبيل التمريض. وقد جزم ابن مسدي، والرشيد العطار بوفاته في شهر صفر. (انظر: العقد الثمين 6/ 271) .
[2]
انظر عن (علي بن يوسف) في: ذيل تاريخ بغداد لابن النجار (باريس) ورقة 78، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 149، 150 رقم 2046، ودول الإسلام 2/ 127، والعبر 5/ 91، وسير أعلام النبلاء 22/ 296، 297 رقم 174، والمعين في طبقات المحدّثين 194 رقم 2057، والإشارة إلى وفيات الأعيان 326، والإعلام بوفيات الأعلام 256، والعبر 5/ 91، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 541، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 129 (8/ 304) ، والوافي بالوفيات 22/ 335، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 163 ب، والعقد المذهب لابن الملقن، ورقة 172، وذيل التقييد للقاضي الفاسي 2/ 228 رقم 1496، والعسجد المسبوك 2/ 415، والنجوم الزاهر 6/ 263، وتاريخ ابن الفرات 10/ ورقة 64، وحسن المحاضرة 1918، 192، وشذرات الذهب 5/ 101.
عن بغداد في سَنَةِ سبْعٍ وسبعين. وكان فقيها، إماما، محتشِمًا، متواضِعًا، خيَّرًا، حسنَ الأخلاق، مُحِبًّا لأهل العِلْم.
روى عن: البِرْزَاليُّ، والحافظُ عبد العظيم، وابنُه أبو العباس أحمدُ بن عليّ، وجماعة. وَحَدَّثَنَا عنه الأبَرْقُوهيّ. وتُوُفّي في ثالث عشر جُمَادَى الآخرة بالقاهرة.
122-
عليّ بن يوسف بن أيوب [1] بن شاذي. السلطان، الملك الأفضل، نور الدِّين، ابن السُّلطان الملك النّاصر صلاح الدِّين.
وُلِدَ يوم عيد الفِطْر سَنةَ خمسٍ وستّين بالقاهِرَةِ، وقيل: سَنةَ ستٍّ وستّين. وسمع من عَبْد اللَّه بْن بَرّيّ النَّحْويّ، وأبي الطّاهر إسماعيل بن عَوْف الزُّهْريّ، وأجاز لَهُ جماعة. ولَهُ شِعرٌ حَسَنٌ، وتَرَسُّلٌ، وخطٌّ مَليح.
وكان أسنَّ الإِخوة، وإليه كانت ولايةُ عهدِ أبيه. ولَمّا مات أبوه، كَانَ معه بدمشق، فاستقلّ بسلطنتها، وأستقلَّ أخوه الملك العزيز بمصر، وأخوهما الظّاهر بحلب.
ثمّ جرت للأفضل والعزيز فِتَنٌ وحروب، ثمّ اتَّفق العزيزُ وعمُّه الملكُ العادل على الأفضل، وقصدا دمشقَ، وحاصراه، وأخذاها منه، فالتجأ إلى
[1] انظر عن (علي بن يوسف بن أيوب) في: الكامل في التاريخ 12/ 428، 429، والتاريخ المنصوري لابن نظيف الحموي 111، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 637، 638، وذيل الروضتين 145، وزبدة الحلب 3/ 196، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 237، وتاريخ الزمان، له 268، 269، ومفرّج الكروب 4/ 155- 158، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 140 رقم 2020، وعقود الجمان لابن الشعار 4/ ورقة 486، وعقود الزركشي، ورقة 34 ب، والمغرب في حلى المغرب 199- 203، ووفيات الأعيان 3/ 419، والمختصر في أخبار البشر 3/ 135، والدرّ المطلوب 275، 276، ونهاية الأرب 29/ 137، ودول الإسلام 2/ 128، والعبر 5/ 91، وسير أعلام النبلاء 21/ 294- 296 رقم 153، تاريخ ابن الوردي 2/ 146، 147، ومرآة الجنان 4/ 52، 53، والإشارة إلى وفيات الأعيان 326، وأمراء دمشق في الإسلام 58، والوافي بالوفيات 22/ 342- 347 رقم 243، والبداية والنهاية 13/ 108، والعسجد المسبوك 2/ 414، والعقد الثمين 6/ 275، وثمرات الأوراق لابن حجة 22، والسلوك ج 1 ق 1/ 116، والنجوم الزاهرة 6/ 262، وتاريخ ابن سباط (بتحقيقنا) 1/ 285، وشفاء القلوب 256 رقم 78، وشذرات الذهب 5/ 101، وترويج القلوب 47 رقم 47.
صَرْخَدَ، وأقام بها قليلا. فمات العزيزُ بمصر، وقام ولدُه المنصور مُحَمَّد وهُوَ صبيٌّ، فطلبوا لَهُ المَلِكَ الأفضلَ ليكون أتابَكَه، فَقَدِمَ مصر، ومشى في ركاب الصبيّ.
ثمّ إنّ العادل عَمِلَ على الأفضل، وقَدِمَ مصر وأخذها، ودفع إلى الأفضل ثلاثة مدائن بالشرق، فسار إليها، فلم يحصل لَهُ سوى سُمَيْسَاطَ، فأقام بها مُدَّة. وما أحسن ما قال القاضي الفاضل [1] : أمّا هذا البيت، فإنّ الآباء منه اتفقوا، فملكوا، والأبناءَ منه اختلفوا، فَهَلَكُوا. وقيل: كَانَ فيه تشيُّعٌ. ولَمّا عَمِلَ عمُّه العادل أبو بكر قال:
ذي سُنَّةٌ بَيْنَ الأَنَامِ قَدِيمَةٌ
…
أَبَدًا أبو بكرٍ يَجُورُ عَلَى عَلِي
وكتب إلى الخليفة:
مَوْلاي إنَّ أبا بَكْرٍ وصَاحِبَه
…
عُثْمَانَ قَدْ غَصَبَا بالسِّيفِ حَقَّ عَليّ
وهُوَ الَّذِي كَانَ قَدْ وَلَّاهُ والِدُه
…
عَلَيْهِما واسْتَقَامَ الأَمْرُ حِينَ وَلِي
فَحَالَفَاهُ وَحلَّا عَقْدَ بَيْعَتِهِ
…
والأَمْرُ بَيْنَهُمَا والفصُّ فيه جَلِيّ
فأنْظُر إلى خَطِّ هذا الاسمِ كَيْفَ لَقِي
…
مِنْهُ الأَوَاخِرُ مَا لاقى مِنَ الأُوَلِ [2]
فجاءه في جواب النّاصر لدين الله:
وَافي كِتَابُك يا بن يوسُف مُعْلِنًا
…
بالوُدِّ يُخْبِرُ أنَّ أصْلَكَ طَاهِرُ
غَصَبُوا عليا حَقَّه إذْ لَمْ يَكُنْ
…
بَعْدَ النَّبيِّ لَهُ بِطَيْبَةَ نَاصِرُ
فابْشِرْ فإنَّ غدا عليه حِسَابُهم
…
واصْبِرْ فَنَاصِرُك الإِمامُ النّاصرُ [3]
وقيل- ولم يَصحّ- إنَّه جَرَّدَ سبعين ألفا لِنصرته. فجاءه الخبرُ أنَّ الأمر قد فات، فَبَطَل التّجريدُ.
قال ابن الأثير في «تاريخه» [4] : ولم يملك الأفضلُ مملكة قَطُّ إلا وأخذها منه عمُّه العادل، فأوَّل ذلك أنّ أباه أقطعه حَرَّان ومَيَّافَارْقِينَ سَنَة ستّ وثمانين وخمسمائة، فسار إليها، فأرسل إليه أبوه، وردَّه مِن حلب، وأعطى
[1]«وفيات الأعيان» : 3/ 420.
[2]
الأبيات في: المغرب في حلى المغرب.
[3]
الأبيات في: تاريخ مختصر الدول لابن العبري، والمغرب في حلى المغرب.
[4]
الكامل في التاريخ 12/ 428.
حَرَّان ومَيَّافَارْقِينَ لأخيه الملكِ العادلِ. ثمّ مَلَك الأفضلُ دمشقَ بعدَ والده، فأخذها منه عمُّه العادِلُ في شعبان سَنَة اثنتين وتسعين، ثمّ مَلَكَ مصر بعد أخيه العزيز، فأخذها منه. ثمّ ملك صَرْخَد، فأخذها منه.
قال [1] : وكان مِن محاسن الدُّنيا لم يكن في الملوك مثلُه. كَانَ خيِّرًا، عادلا، فاضلا، حليما، كريما، قلَّ أنْ عاقب على ذنب. إلى أن قال:
وبالجملة اجتمعِ فيه مِن الفضائل والمناقب ما تفرَّق في كثيرِ مِن الملوك. لا جرم حرم الملك والدّنيا، وعاداه الدّهرُ، ومات بموته كُلُّ خُلُقٍ جميل وفِعلٍ حميد. ولَمّا مات اختلف أولادُه وعَمُّهم قُطْبُ الدِّين.
وقال صاحبُ كتاب «جَني النَّحْل» : حضرتُ يوما بسُمَيْسَاطَ، وصاحبُها يومئذٍ الأفضل، فنظر إلى صبيّ تُركي لابسٍ زَرَدِيَّة، فقال على البَدِية:
وَذِي قَلْبٍِ جَلِيدٍ [2] لَيْسَ يَقْوَى
…
عَلَى هِجْرَانِهِ القَلْبُ الْجَلِيدُ
تَدَرَّعَ للوَغَى [3] دِرْعًا فَأَضْحَى
…
وَظَاهِرُه وبَاطِنُه حَدِيدُ
ثمّ أنشدني لنفسه:
أمَا آن للحظِّ الّذي أَنَا طَالِب
…
مِنَ الدَّهْرِ يوما أَن أَُرَى وَهْوَ طَالِبي
وهَلْ يُرِيَنِّي الدَّهْرُ أيدي شيعتي
…
تحكّم قَهْرًا في نَوَاصِي النَّوَاصِبِ
ولَهُ:
يَا مَنْ يُسوِّد شَعْرَهُ بِخِضَابِهِ
…
لَعَسَاهُ في أَهْلِ الشَّبِيبَةَ يَحْصُلُ
ها فَاخْتَضِبْ بِسَوَادِ خَطِّي مَرَّةً [4]
…
ولَكَ الأمان بأنّه لا ينصل [5]
مات فجاءة في صفر بسُمَيْسَاط: وهي قلعةٌ على الفرات بينَ قلعة الروم ومَلْطيَة، ونُقِلَ إلى حلب، فدفن بتربة له بقرب مشهد الهرويّ.
[1]«الكامل» : 12/ 428- 429.
[2]
في الدر المطلوب: «حديد» .
[3]
في الدر المطلوب: «للورى» .
[4]
في الدر المطلوب، والمختصر في أخبار البشر، وتاريخ ابن الوردي:«لحظة» .
[5]
البيتان في: المغرب في حلى المغرب، والدر المطلوب، والمختصر في أخبار البشر، وتاريخ ابن الوردي.
123-
عليّ بن أبي القاسم [1] بن أبي بكر الحَرِيميّ، الدَّلّال.
سَمِعَ من: يحيى بن ثابت، وأحمد بن بُنيمان الحَرِيميّ. ومات في ربيع الأول.
124-
عليّ المُوَلَّه [2] الكُرديّ، بدمشق.
وكان يكون بظاهر باب الجابية. وللعوامّ فيه اعتقاد، ويقولُون: لَهُ كَرامات. وكان لا يصومُ ولا يُصلّي، ويدوسُ النّجاسةَ. قاله أبو شامة [3] .
125-
عُمَر بن بدر [4] بن سعيد.
المُحدِّث، أبو حفص، الكُرديّ، المَوْصِليّ، الحنفيّ.
لَهُ تصانيفُ ومجاميعُ، ولم يزل يَسْمَعُ إلى أن مات. لَقَبُه ضِيَاءُ الدِّين.
سمع: ابن كليب، ومحمد بن المبارك ابن الحَلَاوِيّ، وابن الجوزيّ، وطبقتهم. وحدَّث بحلبَ ودمشق.
روى عنه: مجد الدّين ابن العديم، وأخته شهدة، والفخر عليّ ابن البخاريّ، وقبلَهم الشهابُ القُوصيّ، وغيره. وسماعُ الفخر منه بالقدس.
وتُوُفّي في شَوَّال بدمشق بالبَيْمَارسْتَان النّوريّ، وله بضع وستّون سنة [5] .
[1] انظر عن (علي بن أبي القاسم) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 141 رقم 2022.
[2]
انظر عن (علي الموله) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 638، 639، وذيل الروضتين 146، والبداية والنهاية 13/ 108، 109.
[3]
في ذيل الروضتين 146.
[4]
انظر عن (عمر بن بدر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 162 رقم 2072، وتاريخ علماء بغداد 158، وتاريخ إربل 1/ 237، 238 رقم 136، وعقود الجمان لابن الشعار (استنبول) 5/ ورقة 100، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 96، وسير أعلام النبلاء 22/ 287، 288 رقم 164، والعبر 5/ 91، والجواهر المضية للقرشي 1/ 387، ومنتخب المختار للفاسي 158، 159، والوافي بالوفيات 22/ 430 رقم 311، وتاريخ ابن الفرات 10/ ورقة 65، وتاج التراجم لابن قطلوبغا 64، والطبقات السنية 2/ ورقة 925، 926، وكشف الظنون 80، 173، 1158، وشذرات الذهب 5/ 101، وهدية العارفين 1/ 785، والرسالة المستطرفة 114، وتاريخ الأدب العربيّ 1/ 440، وملحقه 1/ 610، والأعلام 5/ 199، ومعجم المؤلفين 7/ 278.
[5]
وقال ابن المستوفي: أنشدنا لنفسه ملغّزا «لؤلؤ» في ثاني رمضان سنة خمس عشرة وستمائة: