المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌حرف الكاف 198- كافور [1] ، الطواشيّ الكبير، شبلُ الدَّولة، الحُسَاميّ. خادمُ - تاريخ الإسلام - ت تدمري - جـ ٤٥

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد الخامس والأربعون (سنة 621- 630) ]

- ‌[الطبقة الثالثة والستون]

- ‌ومن الحوادث سنة إحدى وعشرين وستّمائة

- ‌استرداد الأشرف خلاط

- ‌ظهور السُّلطان جلال الدِّين

- ‌استيلاء لؤلؤ على الموصل

- ‌بناء الكاملية

- ‌قدوم الأقسيس من اليمن

- ‌عودة التتار من القفجاق

- ‌استيلاء غِياث الدِّين على شيراز

- ‌تملُّك امرأة على الكُرْج

- ‌سنة اثنتين وعشرين وستّمائة

- ‌إيقاع جلال الدِّين بالكرْج

- ‌ملْك جلال الدِّين مراغة

- ‌ملك جلال الدِّين تبريز

- ‌وفاة الناصر لدين الله

- ‌بيعة الظاهر بأمر الله

- ‌قضاء القضاة ببغداد

- ‌اشتداد الغلاء بالموصل والجزيرة

- ‌سنة ثلاث وعشرين وستّمائة

- ‌وصول الخِلع من الظاهر بأمر الله إلى أولاد العادل بمصر

- ‌تقديم الأشرف الطاعة للمعظّم

- ‌سفر خال ابن الجوزي إلى الكامل في مصر

- ‌عصيان نائب كرمان على جلال الدِّين

- ‌أخذ ملك الروم عِدَّة حصون لصاحب آمد

- ‌موت ملك الأرمن

- ‌الأرنبة العجيبة

- ‌تحوّل بنت إلى رجل

- ‌غنم مُرّ

- ‌زلزلة الموصل وشهرزور

- ‌انخساف القمر

- ‌برْد ماء عين القيّارة

- ‌كثرة الحيوانات

- ‌القحط والجراد بالموصل

- ‌وفاة الظاهر بأمر الله

- ‌بيعة المستنصر باللَّه

- ‌رسليَّة ابنُ الأَثير

- ‌كسْر جلال الدِّين للكرْج

- ‌سنة أربع وعشرين وستّمائة

- ‌الوقعة بين جلال الدِّين والتتار

- ‌انتقام جلال الدِّين من الإسماعيلية

- ‌فتح خُوَيّ ومَرَند

- ‌القضاة بدمشق

- ‌شنق ابن السقلاطوني

- ‌ترتيب مُسْند أحمد

- ‌مرض المعظّم وموته

- ‌قدوم رسول ملك الفرنج

- ‌الحجّ الشاميّ

- ‌سنة خمس وعشرين وستّمائة

- ‌المنشور بولاية الناصر

- ‌تحرّك الفرنج بالسواحل

- ‌غارة المسلمين على صور

- ‌نزول الملك العزيز على بعلبكّ

- ‌المشيخة والحسبة بدمشق

- ‌نزول جلال الدِّين على خِلاط ثانية

- ‌جَرْيُ الكُوَيْزِ الساعي

- ‌تأسيس المستنصريَّة

- ‌موقعة الرَّيّ بين جلال الدِّين والتتار

- ‌تملُّك كَيْقُباذ مدينة أرزَن

- ‌ظهور محضر للعناكيّين

- ‌تدريس المسمارية

- ‌تقييد الفتوى

- ‌طلوع الفرنج إلى صيدا

- ‌خلعة الزعامة

- ‌رسول جلال الدِّين

- ‌العقد على ابنة صاحب الموصل

- ‌قدوم الحجّاج إلى بغداد

- ‌قدوم الحجّاج على الدويدار

- ‌تغلّب ابن هود على الأندلس

- ‌سنة ستّ وعشرين وستّمائة

- ‌دخول الفرنج بيت المقدس

- ‌حصار الكامل دمشق

- ‌دخول الكامل دمشق

- ‌الاشتغال بعلوم الأوائل

- ‌خروج الأمجد من بَعْلَبَكّ

- ‌حصار جلال الدِّين خلاط

- ‌سنة سبع وعشرين وستّمائة

- ‌كسرة الخوارزمية أمام الأشرف

- ‌انكسار الخُوارزْميّ في رواية سبط ابن الجوزيّ

- ‌رجوع رسل الخليفة

- ‌الخطبة للمستنصر باللَّه في المغرب

- ‌تسيير ملابس الفتوّة للخُوارزْميّ

- ‌الخطبة للمستنصر باللَّه في تلمسان

- ‌رواية الموفّق البَغْداديُّ عن كسرة الخُوارِزْميَّة

- ‌سنة ثمان وعشرين وستّمائة

- ‌ذِكْر أحداث في المغرب

- ‌اضمحلال أمر الخُوارزْميّ

- ‌الاحتفال بقدوم صاحب إربل في بغداد

- ‌إمام مشهد أبي بكر

- ‌الغلاء بمصر

- ‌حبس الحريري

- ‌الشروع ببناء الدار الأشرفيَّة

- ‌التدريس بالتقوية والشامية الجوّانية

- ‌صُلِبَ التكريتي الكَحّال

- ‌التدريس بالصاحبية

- ‌ستة تسع وعشرين وستّمائة

- ‌خروج العسكر للتصدّي للتّتار

- ‌القبض على نائب الوزارة القُمّي

- ‌سنة ثلاثين وستّمائة

- ‌فتح الكامل مدينة آمد

- ‌تقليد الخليفة بسلطنة الكامل

- ‌الغلاء ببغداد

- ‌الواقعة بين صاحب ماردين وصاحب الروم والأشرف

- ‌دخول مَكَّة

- ‌رسليَّة الجيليّ

- ‌وفاة صاحب إربل

- ‌استيلاء عسكر الكامل على مَكَّة

- ‌فراغ دار الحديث الأشرفية

- ‌ذكر من توفي فيها

- ‌سنة إحدى وعشرين وستمائة

- ‌حرف الألف

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف الخاء

- ‌حرف الدال

- ‌حرف الراء

- ‌حرف الزاي

- ‌حرف السين

- ‌حرف الشين

- ‌حرف الطاء

- ‌حرف العين

- ‌حرف الميم

- ‌حرف الهاء

- ‌حرف الياء

- ‌سنة اثنتين وعشرين وستمائة

- ‌حرف الألف

- ‌حرف التاء

- ‌حرف الجيم

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف الراء

- ‌حرف السين

- ‌حرف الشين

- ‌[حرف الصاد]

- ‌حرف الطاء

- ‌حرف الظاء

- ‌حرف العين

- ‌حرف الغين

- ‌حرف الميم

- ‌حرف النون

- ‌حرف الهاء

- ‌حرف الياء

- ‌سنة ثلاث وعشرين وستمائة

- ‌حرف الألف

- ‌حرف الجيم

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف الخاء

- ‌حرف السين

- ‌حرف الصاد

- ‌حرف الظاء

- ‌حرف العين

- ‌حرف الكاف

- ‌حرف الميم

- ‌حرف الياء

- ‌[الكنى]

- ‌سنة أربع وعشرين وستمائة

- ‌حرف الألف

- ‌حرف الجيم

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف الدال

- ‌حرف الصاد

- ‌حرف العين

- ‌حرف الفاء

- ‌حرف القاف

- ‌حرف الميم

- ‌حرف الياء

- ‌سنة خمس وعشرين وستمائة

- ‌حرف الألف

- ‌حرف الباء

- ‌حرف الثاء

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف الدال

- ‌حرف الراء

- ‌حرف الصاد

- ‌حرف العين

- ‌حرف اللام

- ‌حرف الميم

- ‌حرف النون

- ‌حرف الواو

- ‌حرف الهاء

- ‌حرف الياء

- ‌سنة ست وعشرين وستمائة

- ‌حرف الألف

- ‌حرف الجيم

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف السين

- ‌حرف الشين

- ‌حرف العين

- ‌حرف الفاء

- ‌حرف القاف

- ‌حرف اللام

- ‌حرف الميم

- ‌حرف الياء

- ‌سنة سبع وعشرين وستمائة

- ‌حرف الألف

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف الخاء

- ‌حرف الراء

- ‌حرف الزاي

- ‌حرف السين

- ‌حرف الطاء

- ‌حرف العين

- ‌حرف القاف

- ‌حرف الميم

- ‌حرف النون

- ‌حرف الهاء

- ‌حرف الياء

- ‌سنة ثمان وعشرين وستمائة

- ‌حرف الألف

- ‌حرف الباء

- ‌حرف الثاء

- ‌حرف الجيم

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف الخاء

- ‌حرف الزاي

- ‌حرف الصاد

- ‌حرف العين

- ‌حرف الميم

- ‌حرف الياء

- ‌سنة تسع وعشرين وستمائة

- ‌حرف الألف

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف الذال

- ‌حرف الراء

- ‌حرف الزاي

- ‌حرف الطاء

- ‌حرف العين

- ‌حرف الفاء

- ‌حرف الميم

- ‌حرف النون

- ‌[الكنى]

- ‌سنة ثلاثين وستمائة

- ‌حرف الألف

- ‌حرف الباء

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف الخاء

- ‌حرف الراء

- ‌حرف السين

- ‌حرف الشين

- ‌حرف الصاد

- ‌حرف العين

- ‌حرف الكاف

- ‌حرف الميم

- ‌حرف النون

- ‌حرف الهاء

- ‌حرف الياء

الفصل: ‌ ‌حرف الكاف 198- كافور [1] ، الطواشيّ الكبير، شبلُ الدَّولة، الحُسَاميّ. خادمُ

‌حرف الكاف

198-

كافور [1] ، الطواشيّ الكبير، شبلُ الدَّولة، الحُسَاميّ.

خادمُ الأمير حسام الدِّين مُحَمَّد بن لاجين، ولد الخاتون ستّ الشام، أخت السُّلطان الملك العادل.

يقال: إنَّه كَانَ من خدَّام القصر بالقاهرة. وكان ديِّنًا، صالحا، عاقلا، مَهِيبًا، ذا حُرمةٍ وافرة، ومنزلةٍ عند الملوك، وعليه اعتمدت مولاته في بناء الشاميَّة البَرَّانية.

وقد سَمِعَ من الخشُوعِيِّ، والكِنْديّ. روى عنه البِرْزَاليُّ، وغيره. وَحَدَّثَنَا عنه الأبَرْقُوهيّ.

قال أبو شامة [2] : كان حنيفا، فبنى المدرسة، والخانقاه، والتربةَ الّتي دُفِنَ فيها عند جسر كحيل. وفتح للنّاسِ طريقا إلى الجبل من عند المقبرة الّتي غربيّ الشامية [3] تُفضي إلى عين الكرش، ولم يكن لعين الكرش طريقٌ إلّا من جهة مسجد الصّفى الّذي عند مخازن الفاكهة. تُوُفّي فِي رجب.

‌حرف الميم

199-

مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن إسماعيل بن يوسف [4] . الإمام أبو المناقب،

[1] انظر عن (كافور) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 642، وذيل الروضتين 150، والتاريخ المنصوري 128، ونهاية الأرب 29/ 117، 138، والعبر 5/ 95، والبداية والنهاية 13/ 116، والنجوم الزاهرة 6/ 264، وشذرات الذهب 5/ 109، وديوان الإسلام 3/ 147، 148 رقم 248.

وقد ذكره المؤلف- رحمه الله في: سير أعلام النبلاء 22/ 298 دون ترجمة.

[2]

في ذيل الروضتين 150.

[3]

وهي «الشامية البرانية» . (منادمة الأطلال 104) .

[4]

انظر عن (محمد بن أحمد بن إسماعيل) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 194، 195 رقم 2138، والتدوين في أخبار قزوين 1/ 171، وذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن الدبيثي (شهيد علي) ورقة 19، وتاريخ إربل 1/ 173- 175 رقم 80، وفيه وفاته سنة 620 هـ-، والمختصر المحتاج إليه 3/ 239، 240 رقم 27، وميزان الاعتدال 3/ 464 رقم 7174، والمغني في الضعفاء 2/ 548 رقم 5237، وسير أعلام النبلاء 22/ 182، 183 رقم 123، والمقفى الكبير 5/ 140- 142 رقم 1682، ولسان الميزان 5/ 55، 56 رقم 185.

ص: 164

وأبو حامد ابن العَلَّامة الواعظ أبي الخير، القَزْوينيّ، الطالقانيّ، الشافعيّ.

وُلِدَ بقزوين يوم عاشوراء سَنةَ ثمانٍ وأربعين، وبها نشأ وقَدِمَ بغداد مع والده وسكنها معه. وسَمِعَ منه ومن شدة. وقَدِمَ الشام ومصر.

وسَمِعَ منه الشهاب القوصيّ وغيره بدمشق. وحدَّث عن أبي الوَقْت فتكلّموا فيه لذلك.

قال المنذريّ [1] : في هذه السنة أو في سَنَةِ اثنتين وعشرين، بدمشق.

وقال ابن النّجّار: سَمِعَ وعاد إلى قزوين. وبعد موت أبيه تزهّد وتصوّف، وساح في البلاد، ودخل مصر والروم، ورزق القبول عند الملوك.

وقَدِمَ بغداد فأخرج إلينا شيئا سمعناه منه، ثمّ بان كذبه، وكان ادّعى أنَّه سَمِعَ من أبي الوَقْت، ومن رجل من أصحاب أبي صالح المؤذّن فمزّقنا ما كتبنا عنه في صفر سَنة عشرين.

قلت: الرجل هُوَ أبو عليّ الحَسَن بن أحمد الموسياباذيّ.

قلت: كَانَ زوكاريّا نصّابا على الأمراء ثمّ كسدت سوقه، وساءت عقائدهم فيه.

وتُوُفّي أخوه مُحَمَّد سَنةَ أربع عشرة [2] .

200-

مُحَمَّد، أمير المؤمنين، الظاهر [3] بأمر الله. أبو نصر، ابن أمير

[1] في التكملة 3/ 194.

[2]

التدوين في أخبار قزوين 1/ 71، 172.

[3]

انظر عن (الخليفة الظاهر بأمر الله) في: الكامل في التاريخ 12/ 456، 457، وذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن الدبيثي 1/ 148، 149، والتاريخ المنصوري لابن نظيف الحموي 116، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 642، 643، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 182، 183 رقم 2111، وذيل الروضتين 149، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 242، 243، وتاريخ الزمان، له 271، ومفرّج الكروب 4/ 191- 196، وتاريخ المسلمين (أخبار الأيوبيين) لابن العميد 136، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 254- 257، ومختصر أخبار الخلفاء لعبد الواحد المراكشي 122، 123، والفخري لابن طباطبا 329، وخلاصة الذهب المسبوك للإربلي 284، 285، والمختصر في أخبار البشر 3/ 136، 137، ونهاية الأرب 23/ 318- 321، والدر المطلوب لابن أيبك 281، والإشارة إلى وفيات الأعيان 327، 328، والإعلام بوفيات الأعلام 256، 257، ودول الإسلام 2/ 129، والعبر 5/ 95، 96،

ص: 165

المؤمنين النّاصر لدين الله أحمد ابن المستضيء بأمر الله الحَسَن بن يوسُف الهاشميّ، العبّاسيّ، البغداديّ.

ولد سنة إحدى وسبعين وخمسمائة.

وبايع لَهُ أبوه بولاية العهد في سَنَةِ خمسٍ وثمانين، وخُطب لَهُ على المنابر، ونُثر عند ذِكره الدّنانير وعليها اسمه. ولم يَزَلِ الأمرُ على ذلك حَتّى قطع ذلك أبوه في سَنَةِ إحدى وستمائة [1] وخلعه وأكرهه، وزوى الأمر عنه إلى ولده الآخر. فلمّا مات ذلك الولد، اضطرّ أبوه إلى إعادته، فبايع لَهُ وخطب لَهُ في شَوَّال سَنَة ثمانٍ عشرة. واستخلف عند موت والده، فكانت خلافته تسعة أشهر ونصفا.

وقد روى عن والده بالإجازة قبل أن يستخلف.

قال ابن النجّار: تَقَدَّمَ أبوهُ بجلوسِهِ بالتّاج الشريف في كلّ جُمُعة، ويقعد في خدمته أستاذ الدّار، ليُقْرأ عليه «مُسْند» أحمد بن حنبل بإجازته من والده.

ثمّ قال: أَخْبَرَنَا أبو صالح الجيليّ، أَخْبَرَنَا الظّاهرُ بأمر الله أبو نصر بقراءتي، أنبأنا أبي، أنبأنا عبدُ المُغيث بن زُهَير، وغيره، أَخْبَرَنَا ابن الحُصَيْن، فذكر حديثا بهذا السَّنَد النَّازل- كما ترى-.

قال ابن الأثير في «كامله» [2] : ولَمّا ولي الظّاهر أظهر من العَدْل والإِحسان ما أعاد به سَنَة العمرين، فإنَّه لو قيل: ما وَلِيَ الْخِلافَةَ بَعْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ مثلَهُ لكان القائل صادقا، فإنَّه أعادَ من الأموال المَغْصُوبة، والأملاك

[ () ] والمختصر المحتاج إليه 1/ 19، والمختار من تاريخ ابن الجزري 131- 134، وسير أعلام النبلاء 22/ 264- 268 رقم 151، وتاريخ ابن الوردي 2/ 148، ومرآة الجنان 4/ 56، والوافي بالوفيات 2/ 95- 97 رقم 416، ونكت الهميان 238، 239، والبداية والنهاية 13/ 112، 113، والعسجد المسبوك 2/ 418، 419، والجوهر الثمين لابن دقماق 216، 217، ومآثر الإنافة 2/ 74- 77، وتاريخ الخميس للدياربكري 2/ 413، والسلوك للمقريزي ج 1 ق 1/ 220، والنجوم الزاهرة 6/ 265، وتاريخ الخلفاء للسيوطي 458- 460، وتاريخ ابن سباط (بتحقيقنا) 1/ 289، وشذرات الذهب 5/ 109، 110، وتاريخ الأزمنة للدويهي 213، وأخبار الدول للقرماني 179، 180، وتحفة الناظرين 133، 134.

[1]

كتب المؤلف- رحمه الله أولا: «إحدى عشرة» ثم شطب على «عشرة» ، وهو الصواب.

[2]

الكامل في التاريخ 12/ 456.

ص: 166

المأخوذة في أيام أبيه وقبلها وشيئا كثيرا، وأطلقَ المكوس في البلاد جميعها، وأمرَ بإعادة الخراج القديم في جميع العراق، وبإسقاطِ جميع ما جدَّدَهُ أبوه، وكان ذلك كثيرا، لا يُحصى، فمن ذلك: بعقوبا، كان يحصل منها قديما عشرة آلاف دينار، فلمّا استخلف النّاصرُ كَانَ يُؤخذ منها في السنة ثمانون ألف دينار، فاستغاث أهلُها، وذكروا أنّ أملاكهم أُخِذَتْ، فأعادها الظّاهرُ إلى الخراج الأَوَّل. ولَمّا أعاد الخراج الأصليّ على البلاد حضرَ خلقٌ، وذكروا أنّ أملاكهم قد يَبِسَتْ أكثر أَشجارها وخَرِبَتْ، فأمر أن لا يُؤخذ إلّا من كلّ شجرةٍ سالمة، وهذا عظيمٌ جِدًّا. ومن عدله أنّ سَنْجَة [1] المخزن كانت راجحة نصفَ قِيراط في المِثقال يقبضون بها، ويُعطون بِسَنْجَة البلد، فخرج خطّه إلى الوزير وأوّله:

وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ 83: 1 [2] الآيات، وفيه: قد بَلَغَنَا كذا وكذا فتعاد سَنْجَة الخِزانة إلى ما يتعامل به الناس. فكتبوا إليه: إنّ هذا فيه تفاوت كثير، وقد حسبناه في العام الماضي، فكان خمسة وثلاثين ألف دينار. فأعاد الجواب يُنكر على القائل ويقول: يبطل ولو أنّه ثلاثمائة ألف وخمسون ألف دينار.

ومِن عدله: أنّ صاحب الدِّيوان قَدِمَ من واسط ومعه أزيد من مائة ألف دينار من ظُلْمٍ، فردَّها على أربابها، وأخرجَ المُحبسين، وأرسل إلى القاضي عشرة آلاف دينار ليوفيها عمَّن أَعْسَر. وقيل لَهُ: في هذا الّذي تخرجه من الأموال لا تسمحُ نفسٌ ببعضها، فقال: أنا فتحت الدُّكان بعد العصر، فاتركوني أفعل الخير، فكم بقيت أعيش؟

قال: وتصدَّقَ ليلةَ النَّحْر بشيءٍ كثير.

قلت: ولم يأت عليه عيدٌ سواه، فإنّ عيدَ الفِطْر كَانَ يومَ مبايعته.

قال: تصدّق وفرَّق في العلماء والصلحاء مائة ألف دينار.

وكان [3] نِعْمَ الخليفة، جمع الخشوعَ مع الخضوع لربّه والعَدْلَ والإِحسان إلى رعيَّته، ولم يَزَلْ كلّ يوم يزدادُ من الخير والإِحسان. وكان قبل موته قد أخرج توقيعا بخطِّه إلى الوزير ليقرأه على الأكابر، فقال رسولُه: أمير المؤمنين

[1] السّنجة: عيار السكة.

[2]

سورة المطففين الآية 1.

[3]

انظر «الكامل» : 12/ 456- 457.

ص: 167

يقول: ليس غرضُنا أن يقال: برزَ مرسومٌ أو نفذ مِثال [1] ، ثمّ لا يبين لَهُ أثرٌ، بل أنتُم إلى إمام فَعَّالٍ أحوجُ منكم إلى إمام قَوَّال، فقرأَهُ الوزيرُ، فإذا في أوله:

اعلموا أنَّه ليسَ إمهالُنا إهمالا، ولا إغضاؤُنا إغفالا، ولكن لِنَبْلُوَكُم أيُّكم أحسنُ أعمالا، وقد عفونا لكم عمّا سَلَف من أخرابِ البلاد، وتشريدِ الرعايا، وتقبيح السُّمْعَة، وإظهارِ الباطل الجليِّ، في صورة الحقّ الخَفِيّ حيلة ومَكِيدةٍ، وتسميةِ الاستئصال والاجتياح استيفاء واستدراكا لأغراض انتهزتم فرصتها مختلسة من براثن ليث باسلٍ وأنياب أسدٍ مَهيب، تتّفقون بألفاظٍ مختلفة على معنى واحدٍ وأنتم أُمناؤه وثقاتُه، فتُميلون رأيَه إلى هواكم، فَيُطيعكم وأنتم لَهُ عاصون.

والآن فقد بَدَّل اللهُ بخوفكم أمنا، وَبِفقركم غِنًى، وبباطلكم حقّا، ورزقكم سُلطانًا يُقِيلُ العَثْرَةَ، ولا يُؤاخذ [2][1] إلّا مَنْ أَصَرَّ، ولا ينتقِمُ إلّا ممّن استمرَّ، يأمُرُكم بالعَدْلِ وهُوَ يُريده منكم، وينهاكُم عن الْجَوْرِ ويكرهُه لكم، يخافُ الله ويخوِّفكم مَكْرَهُ، ويرجو الله ويرغَّبكم في طاعتِه. فإن سلكتُم مسالك نواب خلفاءِ الله في أرضه وأمنائِهِ على خَلْقه، وإلّا هلكتُم، والسلام.

قال: ولَمّا تُوُفّي وُجِد في بيتٍ من داره ألوفُ رقاعٍ كلّها مختومة لم [يفتحها][3] فقيل لَهُ: لِم لا تفتحها؟ قال: لا حاجةَ لنا فيها، كلّها سعايات.

وقال أبو شامة في «تاريخه» [4] : وكان أميرُ المؤمنين أبو نصر، جميلَ الصورة، أبيضَ مُشْربًا حُمرة، حُلْوَ الشَّمائِل، شديد القوى، بويع وهو ابن اثنتين وخمسين سنة. فقيل له: ألا تتفسّح؟ قال: قد لقس [5] الزرع، فقيل:

يبارك الله في عمرك، قال: من فتح دكانا بعد العصر أيش يكسب؟ ثمّ إنَّه أحسن إلى الناس، وفرَّق الأَموال، وأبطلَ المكوس، وأزالَ المظالم.

وقال أبو المظفّر الجوزيّ [6] : حُكي لي عنه: أنَّه دخل إلى الخزائن،

[1] في المطبوع من «الكامل» : «مناك» ولا معنى لها، فهي تصحيف.

[2]

كتب أولا: «يؤاخذكم» ثم ضرب على الكاف والميم.

[3]

إضافة من «الكامل» سها عنها المؤلف- رحمه الله.

[4]

في ترجمة أبيه الناصر من «ذيل الروضتين» : 145.

[5]

اللقس: الجرب. وفي «ذيل الروضتين» : «قد فات الزرع» .

[6]

في «مرآة الزمان» : 8/ 643.

ص: 168

فقال لَهُ خادم: في أيامك تمتلئُ، فقال: ما فُعِلَتِ الخزائنُ لتُملأ، بل لِتُفرغ، وتُنْفَق في سبيل الله تعالى، فإنَّ الجمعَ شُغْلُ التّجّار! وقال ابن واصل [1] : أظهرَ العَدْل، وأزال المَكْسَ، وظَهَرَ للناس، وكان أبوه لا يظهر إلّا نادرا.

قلت: تُوُفّي في ثالث عشر رجب، وبُويعَ بعدَه ولدُه المستنصر باللَّه [2] .

201-

محمد بن أبي عليّ الحَسَن [3] بن إبراهيم بن منصور الفرغانيّ.

ثمّ البَغْداديُّ. أبو عبد الله، ابن أُشْنانة [4] .

سَمِعَ من: شُهْدَةَ، وعبد الحقّ اليُوسُفيّ، وغيرهما.

روى عنه الكمال عبد الرحمن المُكَبِّر، وغيرُهُ. وأبوه من أصحاب هِبَةَ الله ابن الحُصَيْن [5] .

تُوُفّي مُحَمَّد في ذي الحِجَّة.

202-

مُحَمَّد بن أبي الفضل السّيد [6] بن فارس بن سَعْد بن حمزة. أبو المحاسن، الأنصاريّ، الدمشقيّ، الصَّفَّار، النّحّاس، المعروف بابن أبي لقمة.

[1] في «مفرج الكروب» : 4/ 193.

[2]

هنا وردت ترجمة مُحَمَّد بْن أحمد بن إسماعيل بن يوسُف القزويني الطالكاني الشافعيّ وقد حوّلتها إلى وفيات سنة 619 بناء على رغبة المؤلف- رحمه الله.

[3]

انظر عن (محمد بن أبي علي الحسن) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 192، 193 رقم 2131.

[4]

أشنانة: بضم الهمزة وبعدها شين معجمة ساكنة ونون مفتوحة بعد الألف نون مفتوحة أيضا وتاء تأنيث. (المنذري 3/ 193) .

[5]

توفي سنة 599 هـ-.

[6]

انظر عن (محمد بن أبي الفضل السيد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 171 رقم 2092، والإعلام بوفيات الأعلام 256، والإشارة إلى وفيات الأعيان 327، والمعين في طبقات المحدّثين 189 رقم 2015، وسير أعلام النبلاء 22/ 298، 299 رقم 176، والعبر 5/ 96، والعسجد المسبوك 2/ 424، 425، والنجوم الزاهرة 6/ 266، وشذرات الذهب 5/ 110، وديوان الإسلام 4/ 102، 103 رقم 1795.

و «السيّد» : بكسر السين المهملة وسكون الياء آخر الحروف وبعدها دال مهملة. (المنذري 3/ 171) .

ص: 169

ولد في شعبان سنة تسع وعشرين وخمسمائة.

وسَمَّعُوه من: أبي الفَتْح نصر الله المِصِّيصيّ، وهبة الله بن طاووس، وعَبْدَان بن زرِّين [1] الدُّوَينيّ [2] ، والقاضي المُنْتَجَبِ أبي المعالي مُحَمَّد بن عليّ القُرَشيّ، وبهجة المُلْك عليّ بن عبد الرحمن الصُّوري [3] ، وأبي القاسم الخضر ابن عَبْدان، ونصر بن مقاتل السُّوسيّ. وتَفَرَّدَ بالرواية عن جماعةٍ.

وأجاز لَهُ سَنةَ أربعين من بغداد: أبو عبد الله ابن السّلّال، وأحمد ابن الآبنوسيّ، وعليّ بن عبد السيّد ابن الصّبّاغ، وأبو محمد سِبْطُ الخَيَّاط، وأبو بكر أحمد بن الأَشْقر، وأبو الفَتْح كَرْوخِيّ، ومحمد بن أحمد الطَّرَائِفيُّ، وأبو الفضل الأُرْمَوِيّ، وغيرُهم.

وكان أَسْنَدَ من بقي بالشام، رَوَى عَنْهُ: البَهَاء عَبْد الرَّحْمَن، والضياء مُحَمَّد، والبرزاليّ، والسيف ابن المجد، والتّاج ابن زين الأُمناء، وأحمدُ بن يوسُف الفاضليّ، وعبدُ الله بن محمد العامريّ، والشمس محمد ابن الكمال، والتّقيّ ابن الواسطيّ، وأخوه مُحَمَّد، والعزُّ ابن الفَرّاء، والعزُّ ابن العماد، والتّقيّ ابن مؤمن، والشهاب الأبَرْقُوهيّ، وآخرون. وظهر للخَضِر بن عَبْدان الكاتب سَمَاعٌ منه بَعدَ موته.

وقال عمر ابن الحاجب: كَانَ رجلا صالحا، كثيرَ الخير، والتِّلاوة.

وكان لِسانه رطبا بذكرِ الله، مُحبًا للغرباءِ وطَلَبة العِلْم، كريمَ النفس. عُمِّر حَتّى تفرَّد عن جماعة، مُمَتَّعًا بسَمْعه وبَصَره وقوَّته إلى أن تُوُفّي قبلَه وَلَدُهُ بقليل، فوجدَ عليه وَجْدًا عظيما، فانحطمَ لذلك، وأُقْعِدَ في بيته، واستولت عليه زمانة، وثقلَ سمعه قبل موته بقليل، في الشتاء، وكان ينصلح في الصيف، ولم يسمع على قدر سِنّه، وكانت سماعاته في أصول الناس، ومات في ثالث ربيع

[1] زرّين: بتقديم الزاي على الراء المشدّدة المكسورة. (المنذري 3/ 171) .

[2]

الدّويني: بضم الدال المهملة وفتحها. نسبة إلى: دوين، مدينة مشهورة بأذربيجان.

[3]

هو واحد من أحفاد بني أبي عقيل قضاة صور والذين استقلّوا بإمارتها في حقبة من عهد العبيديين (الفاطميين)، وتوفي بدمشق سنة 537 هـ-. انظر كتابنا: لبنان من السيادة الفاطمية حتى السقوط بيد الصليبيين- طبعة دار الإيمان بطرابلس 1414 هـ-/ 1994 م- (القسم السياسي) - ص 132- 136.

ص: 170

الأول. وسمعوا عليه بالمِزَّة.

203-

مُحَمَّد بن عبد الحقّ [1] بن سليمان.

الشيخ أبو عبد الله، التِّلِمْسانيّ.

حدَّث ببلده عن: أبيه، وأبي عليّ ابن الخَرَّاز. وأخذَ بالعَدْوة عن: ابن الرَّمّامة، وابن حبَيْش، وأبي عبد الله بن خليل القَيْسيّ، وأبي الحسين مجاهد.

وحَظِيَ عند أَهل الأندلس. وأجازَ لَهُ ابن هذيل.

وقيل: مات سنة 25.

وكان من أهل التّقشّف والتّصنيفِ، فصيحا، لَسِنًا. وسيُعاد [2] .

204-

محمد ابن الإمام عَلَم الدِّين عليّ بن محمد السَّخَاويّ، شمس الدِّين.

تُوُفّي شابا، وحَزِنَ عليه والده.

205-

مُحَمَّد بن عُمَر [3] بن عليّ بن خَلِيفة ابن الطّيِّب.

أبو الفَضْل، الواسطيّ، الحَرْبيّ، الرُّوباني، العَطَّار.

سَمِعَ من: أبيه، وأبي الوَقْت، وأبي المُظَفَّر هِبَةَ الله الشِّبليّ، وابن البَطِّي، وكمال بنت عبد الله ابن السَّمَرْقَنْديّ، وغيرهم.

وأجازَ لَهُ ابن ناصر، وأبو بكر ابن الزّاغونيّ.

روى عنه: الدُّبَيْثيّ [4] ، وابن نُقْطَة، وجماعةٌ. وَحَدَّثَنَا عنه الشّهاب الأبرقوهيّ.

[1] انظر عن (محمد بن عبد الحق) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/ 623 رقم 1628، وبغية الرواد في ذكر الملوك من بني عبد الواد 1/ 45، وسير أعلام النبلاء 22/ 261 رقم 146، وغاية النهاية 2/ 195، والوفيات لابن قنفذ 310 رقم 625، والأعلام 7/ 57، ومعجم المؤلفين 10/ 128.

[2]

في وفيات سنة 625 هـ-. رقم (316) .

[3]

انظر عن (محمد بن عمر) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن الدبيثي 2/ 101، 102 رقم 314، ومعجم البلدان 3/ 75، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 179، 180 رقم 2108، والمختصر المحتاج إليه 1/ 85، 86، والمشتبه 1/ 326، وسير أعلام النبلاء 22/ 298 دون ترجمة، وتوضيح المشتبه 4/ 238، وتبصير المنتبه 2/ 635.

[4]

في ذيل تاريخ مدينة السلام 2/ 101، 102.

ص: 171

وُلِدَ في جُمَادَى الآخرة سَنةَ سبْعٍ وأربعين، وتوفي في السابع والعشرين من جمادى الآخرة. وهو من واسِط: قرية بدُجيل.

والرُّوباني: بضم الراء وبالباء الموحّدة والنّون [1] . يشتبه بالرُّويانيّ. وهُوَ من رُوبا: قرية من قرى دُجيل أيضا.

تُوُفّي ببغداد.

206-

مُحَمَّد بن المؤيِّد بن عبد المؤمن بن عليِّ.

أبو بكر، الهَمَذَانيّ، التّاجر.

رئيس مُتَموِّل. سَمِعَ «البخاري» من أبي الوَقْت.

كتب عنه: ابن الدّبيثي، وابن النجّار.

وتوفّي في شعبان بِهَمَذَان.

207-

مُحَمَّد بن أبي الفَرَج [2] هِبَة الله بن أبي حامد عبد العزيز بن عليّ ابن مُحَمَّد بن عُمَر بن محمد بن حُسَيْن بن عُمَر بن إبراهيم بن سَعيد بن إبراهيم بن مُحَمَّد بن نجا بن موسى بن سَعْد بن أبي وقَاص. أبو المحاسن، القُرَشيّ، الزُّهْريّ، السَّعْديّ، الدَّيْنَوَرِيُّ الأصل، ثمّ البَغْداديُّ، المراتِبِيُّ، المعروف بابن أبي حامد، البَيِّع.

وُلِدَ سنة ثلاثين وخمسمائة.

[1] هكذا هنا وتكملة المنذري 3/ 180، أما في: معجم البلدان، والمشتبه، والتوضيح:

«الروبائي» : بضم أوله، وسكون الواو، وفتح الموحّدة، وبعد الألف الممدودة همزة مكسورة، نسبة إلى: روبا: قرية من قرى دجيل.

قال ابن ناصر الدين: وجعل ابن نقطة بعد الألف نونا، وأسقطها المصنّف (أي الذهبي- رحمه الله في «المشتبه» ) تبعا لأبي العلاء الفرضيّ. (توضيح المشتبه 4/ 238، 239) .

وقد تصحّفت النسبة في: تبصير المنتبه إلى: «الرويائي» بالمثنّاة من تحت بدل الموحّدة.

التبصير 2/ 635) .

[2]

انظر عن (محمد بن أبي الفرج) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 131، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 187، 188 رقم 2121، والمختصر المحتاج إليه 1/ 158، والإعلام بوفيات الأعلام 257، والعبر 5/ 96، وسير أعلام النبلاء 22/ 262، 263 رقم 148، والوافي بالوفيات 5/ 152، 151، رقم 2177، وشذرات الذهب 5/ 110.

ص: 172

وسَمِعَ من: عمّه أبي بكر مُحَمَّد بن أبي حامد، ومُحَمَّد بن طراد الزَّيْنَبِيّ، وعبد الخالق بن أحمد بن يوسُف، وانفرد بالرواية عنهم، وأبي الوَقْت السِّجْزِيّ.

روى عنه: الدُّبَيْثيّ [1] ، وابن النجّار، والتّقيّ ابن الواسطيّ، والشمس عبد الرحمن ابن الزّين، والشهاب الأبَرْقُوهيّ، وجماعة.

وكانَ شيخا صالحا مَرْضيَّ الطّريقة، حَسَنَ الأخلاق، من بيت الرواية والثروة. وقد دخل دِمشق غَيْرَ مرّةٍ للتجارة، وأضرَّ في أواخر عُمُره.

وتُوُفّي في سادس عشر شَوَّال. وكان أبوه قد ولي الحُجُوبية [2] .

208-

المُبارك بن أبي الحَسَن [3] عليّ بن أبي القاسم المبارك بن عليّ ابن أبي الجود. الشيخُ الصالح، أبو القاسم، البَغْداديُّ، العَتَّابِيُّ، الورّاق.

آخر مَنْ حَدَّث في الدُّنيا عن أبي العباس ابن الطَّلَّايَة.

وهُوَ من أهل محلّة العثّابيين [4] . وقد مرّ جدُّه في سَنَةِ إحدى وثلاثين وخمسمائة [5] .

روى عنه: الدُّبَيْثيّ، والجمالُ مُحَمَّد بن أبي الفَرَج الدَّبَّاب، وجماعة آخرهم موتا شيخنا الأبَرْقُوهيّ.

وتُوُفّي في ليلة الجمعة سَلْخ المحرَّم. وحدَّث ببغداد، والمَوْصِل.

أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَعَالِي الأَبَرْقُوهِيُّ، أَخْبَرَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَلِيٍّ بِقِرَاءَةِ أَبِي، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي غَالِبٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عليّ، أخبرنا أبو طاهر المخلّص،

[1] في ذيل تاريخ مدينة السلام، ورقة 131.

[2]

كتب المؤلف- رحمه الله على حاشية الأصل هنا ترجمة: «محمد بن محمد بن أحمد المقرئ ابن عبد الله الفرّيشي المتوفى سنة 633» ثم أشار بتحويلها، وهو قد ترجم له هناك، فحذفت الترجمة هنا بناء لرغبته.

[3]

انظر عن (المبارك بن أبي الحسن) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 170 رقم 2090، والإعلام بوفيات الأعلام 256، والعبر 5/ 96، 97، والمختصر المحتاج إليه 3/ 173، 174 رقم 1143، وسير أعلام النبلاء 22/ 263 رقم 149، وشذرات الذهب 5/ 110.

[4]

بالجانب الغربي من بغداد.

[5]

انظر الجزء الخاص بحوادث ووفيات (521- 540 هـ-) ص 255 رقم 48.

ص: 173

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ إِمْلاءً، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ ابن زُرَيْعٍ، وَخَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، قَالُوا:

حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«عَلَى الْيَدِ مَا أَخَذَتْ حَتَّى تُؤَدِّيَهُ» رَوَاهُ النَّسَائِيُّ [1] عَنِ الصَّيْرَفِيِّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ وَحْدَهُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ. وَفِي الْحَدِيثِ: ثُمَّ نَسِيَ الْحَسَنُ هَذَا، وَقَالَ: هُوَ مُؤْتَمَنٌ لا ضَمَانَ عَلَيْهِ.

209-

مُظَفَّر بن إبراهيم [2] بن جَمَاعة بن عليّ بن شاميّ بن أحمد بن ناهِض. الأديبُ، موفّقُ الدِّين، العَيْلَانيّ [3]- بالعين المهملة- المِصْريّ، الحَنْبَليّ، الشاعر، الأعمى، العَرُوضيّ، من فُحول الشُّعراء.

ولَهُ مصنّفات في العَرُوض، وشِعرٌ كثير. مدح الملوكَ والأكابر.

وسَمِعَ من: عبد الرحمن بن مُحَمَّد السِّبْيي، ومحمود بن أحمد الصَّابونيّ، والبُوصيريّ، وجماعة.

روى عنه: الزَّكيّ المنذريّ [4] ، والشهاب القوصيّ، وطائفة.

[1] هو في العارية من سننه الكبرى كما في «التحفة» 4/ 66، وأخرجه أبو داود (3561) وأحمد 5/ 13 من طريق يحيى بن سعيد، والدارميّ 2/ 264 من طريق يزيد بن زريع، والترمذي (1266) وابن ماجة (2400) من طريق ابن أبي عدي، ثلاثتهم عن سعيد به. وأخرجه أحمد 5/ 8، وابن ماجة (2400) والبيهقي 6/ 90 من طرق عن سعيد بن أبي عروبة به، وقال الترمذي: حسن صحيح، وصححه الحاكم 2/ 47 على شرط البخاري، ووافقه الذهبي مع أن فيه الحسن البصري وهو مدلس، ولم يصرح بالسماع في هذا الحديث من سمرة. (تخريج الشيخ شعيب الأرنئوط في المطبوع من تاريخ الإسلام 157) .

[2]

انظر عن (مظفر بن إبراهيم) في: معجم الأدباء 19/ 148، 151 رقم 48، وتاريخ إربل 1/ 166، و 337، ووفيات الأعيان 5/ 213- 217 رقم 724، ومرآة الجنان 4/ 54- 56، ونكت الهميان 290، والمنهج الأحمد 360، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 166، ومختصره 62، والمقصد الأرشد، رقم 1149، والدر المنضد 1/ 355 رقم 997، وكشف الظنون 877، وشذرات الذهب 5/ 110، وهدية العارفين 2/ 464، وبغية الوعاة 2/ 289، 290 رقم 2002، وديوان الإسلام 4/ 118، 119 رقم 1816، والأعلام 7/ 255، ومعجم المؤلفين 12/ 297، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 168، 169 رقم 2086.

[3]

نسبة إلى قيس عيلان.

[4]

في التكملة 3/ 168.

ص: 174

وتُوُفّي في المحرَّم [1] . وما أحَسَنَ قولَه في الشَّمْعة:

جَاءَتْ [2] بِجِسْمٍ لِسَانُهُ ذَهَبٌ [3]

تَبْكِي وَتَشْكُو الهَوَى وَتَلْتَهِبُ

كأَنَّها في يَمِينِ حَامِلِهَا

رُمْحٌ مِنَ العَاجِ رَأْسُه ذَهَبُ

[4]

ولَهُ الأبياتُ السائرة:

قالُوا عَشِقْتَ وأَنْتَ أَعْمَى

أَحْوي [5] كَحِيلَ الطَّرْفِ أَلْمي

وحُلاه [6] مَا عَايَنْتَها

فَتَقُولُ قد شَغَفَتْكَ [7] وَهْما [8]

وخيالُه بِكَ في المَنَامِ

فَما أطَافَ ولا أَلَمَّا [9]

فَأَجَبْتُ أنِّي مُوسَوي

العِشْق إنْصاتًا [10] وفهما

أهوى بجار حتى السّماع

ولا أرى ذات المسمّى

[11]

[1] ومولده في سنة 544 هـ-.

[2]

في معجم الأدباء: «جادت» .

[3]

في معجم الأدباء: «ذرب» .

[4]

في معجم الأدباء: «رمح لجين سنانه ذهب» (19/ 150) .

[5]

في معجم الأدباء، ووفيات الأعيان، ومرآة الجنان، وبغية الوعاة:«ظبيا» .

[6]

في معجم الأدباء: «والله» .

[7]

في معجم الأدباء: «فكأنّها شغفتك» .

[8]

في وفيات الأعيان: «همّا» .

[9]

في معجم الأدباء، ووفيات الأعيان، وبغية الوعاة أبيات أخرى بعد هذا البيت:

من أين أرسل للفؤاد

وأنت لم تبصره سهما

ومتى رأيت جماله

حتى كساك هواه سقما

وبأيّ جارحة وصلت

لوصفه نثرا ونظما

والعين راعية الهوى

وبها يتمّ إذا استتمّا

[10]

في مرآة الجنان: «إنسانا» وهو تحريف.

[11]

الأبيات في: معجم الأدباء، ووفيات الأعيان، ومرآة الجنان، وبغية الوعاة.

ومن شعره أيضا:

وروضات بنفسجها

بصبغة صنعة الباري

كخرّم لازوردي

على ألفات زنجار

وله:

هويت هلالا سرى في الدّجى

وهاروت من جند أجفانه

فلا تعجبوا إن بدا وجهه

نهارا وعظّمت من شانه

فإنّ الهلال يرى طالعا

مع الشمس في بعض أحيانه

وله أيضا:

ص: 175

210-

مُظَفَّر بن عَبْد القاهر [1] بن الحَسَن بن عليّ بن القاسم. القاضي، حجّة الدِّين، أبو منصور، ابن القاضي أبي عليّ، الشَّهْرَزُوري، الشّافعيّ، قاضي المَوْصِل.

كَانَ رئيسا مُحتشمًا، سَرِيًّا. وُلِدَ سنة ثمان وخمسين وخمسمائة.

ووَلِيَ قضاء المَوْصِل مُدَّةً، وسار رسُولًا إلى الخليفة، وإلى الشام وكان الثناء عليه جَمِيلًا.

سَمِعَ من أبي أحمد عبد الوهاب بن سُكَيْنَة، وابن الأَخْضَر. وأصابَهُ فالج، وأَضَرَّ قبل موته.

وتوفّي في رجب ببلده [2] .

[ () ]

وزهرة لونها من العجب

بيضاء فيها اصفرار مكتتب

كأنها درهم وقد جعلت

في وسطه نقطة من الذهب

(معجم الأدباء) وقال ابن خلّكان: وكان الوزير صفيّ الدين أبو محمد عبد الله بن علي، عرف بابن شكر، قد عاد من الشام إلى مصر، فخرج أصحابه للقائه إلى الخشبي المنزلة المجاورة للعباسة، فكتب مظفر المذكور إليه هذه الأبيات يعتذر من تأخره عن الخروج إليه، وهي:

قالوا إلى الخشبي سرنا على عجل

نلقى الوزير جميعا من ذوي الرتب

ولم تسر أيها الأعمى، فقلت لهم:

لم أخش من تعب ألقى ولا نصب

وإنما النار في قلبي لوحشته

فخفت أجمع بين النار والخشب

وذكر له أبياتا أخرى. (وفيات الأعيان) وأنشد العيلاني بمصر لنفسه:

ومورّد الوجنات أخفى حبّه

عنه ولا يخفى عليه تموّهي

في خدّه لعذاره ولخاله

حرفان من يقرأهما يتأوّه

(تاريخ إربل 1/ 166) .

وقال أيضا:

لا تحسبنّ في حلاه شامة طبعت

على نضارة ورد راق منظره

وإنما خدّه الصافي تخال به

سواد عينيك خالا حين تنظره

(تاريخ إربل 1/ 337) .

[1]

انظر عن (مظفر بن عبد القاهر) في: الكامل في التاريخ 12/ 468، ومعجم البلدان 3/ 35، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 183، 184 رقم 2112، والمختار من تاريخ ابن الجزري 137، والعقد المذهب لابن الملقن، ورقة 173، وتاريخ ابن الفرات 10/ ورقة 85.

[2]

وقال ابن الأثير: وكان قد أضرّ قبل وفاته بنحو سنتين، وكان عالما بالقضاء، عفيفا، نزها، ذا

ص: 176