المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

407- ثمّ قال ابن الجوزيّ [1] ، وأبو شامة [2] - تاريخ الإسلام - ت تدمري - جـ ٤٥

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد الخامس والأربعون (سنة 621- 630) ]

- ‌[الطبقة الثالثة والستون]

- ‌ومن الحوادث سنة إحدى وعشرين وستّمائة

- ‌استرداد الأشرف خلاط

- ‌ظهور السُّلطان جلال الدِّين

- ‌استيلاء لؤلؤ على الموصل

- ‌بناء الكاملية

- ‌قدوم الأقسيس من اليمن

- ‌عودة التتار من القفجاق

- ‌استيلاء غِياث الدِّين على شيراز

- ‌تملُّك امرأة على الكُرْج

- ‌سنة اثنتين وعشرين وستّمائة

- ‌إيقاع جلال الدِّين بالكرْج

- ‌ملْك جلال الدِّين مراغة

- ‌ملك جلال الدِّين تبريز

- ‌وفاة الناصر لدين الله

- ‌بيعة الظاهر بأمر الله

- ‌قضاء القضاة ببغداد

- ‌اشتداد الغلاء بالموصل والجزيرة

- ‌سنة ثلاث وعشرين وستّمائة

- ‌وصول الخِلع من الظاهر بأمر الله إلى أولاد العادل بمصر

- ‌تقديم الأشرف الطاعة للمعظّم

- ‌سفر خال ابن الجوزي إلى الكامل في مصر

- ‌عصيان نائب كرمان على جلال الدِّين

- ‌أخذ ملك الروم عِدَّة حصون لصاحب آمد

- ‌موت ملك الأرمن

- ‌الأرنبة العجيبة

- ‌تحوّل بنت إلى رجل

- ‌غنم مُرّ

- ‌زلزلة الموصل وشهرزور

- ‌انخساف القمر

- ‌برْد ماء عين القيّارة

- ‌كثرة الحيوانات

- ‌القحط والجراد بالموصل

- ‌وفاة الظاهر بأمر الله

- ‌بيعة المستنصر باللَّه

- ‌رسليَّة ابنُ الأَثير

- ‌كسْر جلال الدِّين للكرْج

- ‌سنة أربع وعشرين وستّمائة

- ‌الوقعة بين جلال الدِّين والتتار

- ‌انتقام جلال الدِّين من الإسماعيلية

- ‌فتح خُوَيّ ومَرَند

- ‌القضاة بدمشق

- ‌شنق ابن السقلاطوني

- ‌ترتيب مُسْند أحمد

- ‌مرض المعظّم وموته

- ‌قدوم رسول ملك الفرنج

- ‌الحجّ الشاميّ

- ‌سنة خمس وعشرين وستّمائة

- ‌المنشور بولاية الناصر

- ‌تحرّك الفرنج بالسواحل

- ‌غارة المسلمين على صور

- ‌نزول الملك العزيز على بعلبكّ

- ‌المشيخة والحسبة بدمشق

- ‌نزول جلال الدِّين على خِلاط ثانية

- ‌جَرْيُ الكُوَيْزِ الساعي

- ‌تأسيس المستنصريَّة

- ‌موقعة الرَّيّ بين جلال الدِّين والتتار

- ‌تملُّك كَيْقُباذ مدينة أرزَن

- ‌ظهور محضر للعناكيّين

- ‌تدريس المسمارية

- ‌تقييد الفتوى

- ‌طلوع الفرنج إلى صيدا

- ‌خلعة الزعامة

- ‌رسول جلال الدِّين

- ‌العقد على ابنة صاحب الموصل

- ‌قدوم الحجّاج إلى بغداد

- ‌قدوم الحجّاج على الدويدار

- ‌تغلّب ابن هود على الأندلس

- ‌سنة ستّ وعشرين وستّمائة

- ‌دخول الفرنج بيت المقدس

- ‌حصار الكامل دمشق

- ‌دخول الكامل دمشق

- ‌الاشتغال بعلوم الأوائل

- ‌خروج الأمجد من بَعْلَبَكّ

- ‌حصار جلال الدِّين خلاط

- ‌سنة سبع وعشرين وستّمائة

- ‌كسرة الخوارزمية أمام الأشرف

- ‌انكسار الخُوارزْميّ في رواية سبط ابن الجوزيّ

- ‌رجوع رسل الخليفة

- ‌الخطبة للمستنصر باللَّه في المغرب

- ‌تسيير ملابس الفتوّة للخُوارزْميّ

- ‌الخطبة للمستنصر باللَّه في تلمسان

- ‌رواية الموفّق البَغْداديُّ عن كسرة الخُوارِزْميَّة

- ‌سنة ثمان وعشرين وستّمائة

- ‌ذِكْر أحداث في المغرب

- ‌اضمحلال أمر الخُوارزْميّ

- ‌الاحتفال بقدوم صاحب إربل في بغداد

- ‌إمام مشهد أبي بكر

- ‌الغلاء بمصر

- ‌حبس الحريري

- ‌الشروع ببناء الدار الأشرفيَّة

- ‌التدريس بالتقوية والشامية الجوّانية

- ‌صُلِبَ التكريتي الكَحّال

- ‌التدريس بالصاحبية

- ‌ستة تسع وعشرين وستّمائة

- ‌خروج العسكر للتصدّي للتّتار

- ‌القبض على نائب الوزارة القُمّي

- ‌سنة ثلاثين وستّمائة

- ‌فتح الكامل مدينة آمد

- ‌تقليد الخليفة بسلطنة الكامل

- ‌الغلاء ببغداد

- ‌الواقعة بين صاحب ماردين وصاحب الروم والأشرف

- ‌دخول مَكَّة

- ‌رسليَّة الجيليّ

- ‌وفاة صاحب إربل

- ‌استيلاء عسكر الكامل على مَكَّة

- ‌فراغ دار الحديث الأشرفية

- ‌ذكر من توفي فيها

- ‌سنة إحدى وعشرين وستمائة

- ‌حرف الألف

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف الخاء

- ‌حرف الدال

- ‌حرف الراء

- ‌حرف الزاي

- ‌حرف السين

- ‌حرف الشين

- ‌حرف الطاء

- ‌حرف العين

- ‌حرف الميم

- ‌حرف الهاء

- ‌حرف الياء

- ‌سنة اثنتين وعشرين وستمائة

- ‌حرف الألف

- ‌حرف التاء

- ‌حرف الجيم

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف الراء

- ‌حرف السين

- ‌حرف الشين

- ‌[حرف الصاد]

- ‌حرف الطاء

- ‌حرف الظاء

- ‌حرف العين

- ‌حرف الغين

- ‌حرف الميم

- ‌حرف النون

- ‌حرف الهاء

- ‌حرف الياء

- ‌سنة ثلاث وعشرين وستمائة

- ‌حرف الألف

- ‌حرف الجيم

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف الخاء

- ‌حرف السين

- ‌حرف الصاد

- ‌حرف الظاء

- ‌حرف العين

- ‌حرف الكاف

- ‌حرف الميم

- ‌حرف الياء

- ‌[الكنى]

- ‌سنة أربع وعشرين وستمائة

- ‌حرف الألف

- ‌حرف الجيم

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف الدال

- ‌حرف الصاد

- ‌حرف العين

- ‌حرف الفاء

- ‌حرف القاف

- ‌حرف الميم

- ‌حرف الياء

- ‌سنة خمس وعشرين وستمائة

- ‌حرف الألف

- ‌حرف الباء

- ‌حرف الثاء

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف الدال

- ‌حرف الراء

- ‌حرف الصاد

- ‌حرف العين

- ‌حرف اللام

- ‌حرف الميم

- ‌حرف النون

- ‌حرف الواو

- ‌حرف الهاء

- ‌حرف الياء

- ‌سنة ست وعشرين وستمائة

- ‌حرف الألف

- ‌حرف الجيم

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف السين

- ‌حرف الشين

- ‌حرف العين

- ‌حرف الفاء

- ‌حرف القاف

- ‌حرف اللام

- ‌حرف الميم

- ‌حرف الياء

- ‌سنة سبع وعشرين وستمائة

- ‌حرف الألف

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف الخاء

- ‌حرف الراء

- ‌حرف الزاي

- ‌حرف السين

- ‌حرف الطاء

- ‌حرف العين

- ‌حرف القاف

- ‌حرف الميم

- ‌حرف النون

- ‌حرف الهاء

- ‌حرف الياء

- ‌سنة ثمان وعشرين وستمائة

- ‌حرف الألف

- ‌حرف الباء

- ‌حرف الثاء

- ‌حرف الجيم

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف الخاء

- ‌حرف الزاي

- ‌حرف الصاد

- ‌حرف العين

- ‌حرف الميم

- ‌حرف الياء

- ‌سنة تسع وعشرين وستمائة

- ‌حرف الألف

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف الذال

- ‌حرف الراء

- ‌حرف الزاي

- ‌حرف الطاء

- ‌حرف العين

- ‌حرف الفاء

- ‌حرف الميم

- ‌حرف النون

- ‌[الكنى]

- ‌سنة ثلاثين وستمائة

- ‌حرف الألف

- ‌حرف الباء

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف الخاء

- ‌حرف الراء

- ‌حرف السين

- ‌حرف الشين

- ‌حرف الصاد

- ‌حرف العين

- ‌حرف الكاف

- ‌حرف الميم

- ‌حرف النون

- ‌حرف الهاء

- ‌حرف الياء

الفصل: 407- ثمّ قال ابن الجوزيّ [1] ، وأبو شامة [2]

407-

ثمّ قال ابن الجوزيّ [1]، وأبو شامة [2] : تُوُفّي سَنَة ثلاثين.

وقال الحافظ زكيّ الدِّين [3] : تُوُفّي في هذه السنة بإربل. سَمِعَ من حنبل الرصافيّ، وغيره. وحدَّث.

وقال ابن خَلّكان [4] : تُوُفّي لية الجمعة رابعَ عشر رمضان سَنَة ثلاثين. ثمّ حُمِلَ وقتَ الحجّ بوصيّته إلى مكَّة، فاتّفق أنّ الحاجّ رجعوا تلك السنة لعدم الماء، وقاسوا شدّة فدفن بالكوفة.

وكوكبريّ [5] : كلمة تركية معناها: ذئب أزرق.

607-

كوكبوريّ بن قتربا [6] بن عبد الله.

أبو الطّلائع، الجنديّ، المستنجديّ.

سَمِعَ من أحمد بن المبارك المرقّعاتيّ، وعبيد الله بن شاتيل. وحدث.

ومات في سابع عشر المحرَّم.

‌حرف الميم

608-

مُحَمَّد بن إبراهيم [7] بن عيسى بن صلتان. أبو عبد الله، الأنصاريّ، البلنسيّ [8] ، نزيل جيّان.

روى عن: أبي القاسم بن بشكوال، وأبي القاسم بن حبيش، وأبي محمد بن الفرس.

قال الأبّار [9] : عدلٌ، مرضيُّ. كَانَ يحترف بالتّجارة. تُوُفّي سَنَة ثلاثين أو بعدها بيسير.

[1] في مرآة الزمان، 8/ 680.

[2]

في ذيل الروضتين، 161.

[3]

في التكملة، 3/ 354.

[4]

في وفيات الأعيان، 4/ 120.

[5]

يكتب: كوكبري وكوكبوري.

[6]

انظر عن (كوكبوري) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 329، 330 رقم 2444.

[7]

تقدّمت ترجمته في وفيات سنة 626 هـ-. برقم (368) .

[8]

في ترجمته السابقة تصحفت هذه النسبة إلى «البالسي» .

[9]

في تكملة الصلة 2/ 631.

ص: 406

609-

محمد بن الحَسَن [1] بن سالم بن سلّام، المُحدِّث، المفيد، الشابّ، أبو عبد الله، الدّمشقيّ.

سَمِعَ الكثير، وعني بهذا الشأن أتمّ عناية، ونسخ، وحصّل، وخرّج، وكان ذكيا، نبيها، لَهُ حفظ وإتقان، وفيه ديانة وافرة وصلاح على صغره.

سَمِعَ من: داود بن ملاعب، وأبي مُحَمَّد بْن البُنّ، وأبي القاسم بْن صصريّ، وطائفة كبيرة. وأجزاؤه موقوفة بالضّيائية، وعدم أكثرها في نوبة غازان [2] .

رأيت الضياء ابن البالسيّ قد سمع حديثا من عمر ابن الحاجب، أَخْبَرَنَا ابن سلّام، أَخْبَرَنَا داود بن ملاعب. وأثنى عليه ابن الحاجب وقال: حفظ «علوم الحديث» لأبي عبد الله الحاكم. وكان قد حجّ، وزار البيت المقدّس، وقدم مريضا، فتوفّي إلى رحمة الله فِي الرّابع والعشرين من صفر. ووُلِدَ في سَنَةِ تسعٍ وستمائة. وفجع به والده وأصحابه.

610-

محمد بن عُمَر [3] بن نصر.

أبو عبد الله، الفزاريّ، السّلاويّ، المغربيّ.

قَدِمَ الشام، وسَمِعَ من: الخشوعيّ، والقاسم بن عساكر. وحجَّ، وعاد إلى بلاده.

قال الأبّار: حدَّث عنه عُبَيْد الله بن عاصم خطيب رندة، وأجاز لَهُ في شعبان سَنَة ثلاثين.

611-

مُحَمَّد بن عُمَر بن مُحَمَّد الطّوابيقيّ.

سَمِعَ وفاء بن البهيّ التّركيّ. وعنه ابن النجّار وقال: مات في العشرين من ذي الحجة.

[1] انظر عن (محمد بن الحسن) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 335، 336 رقم 2450، والإعلام بوفيات الأعلام 260، والعبر 5/ 122.

[2]

سنة 699 هـ- على أثر انكسار الجيوش الإسلامية في وقعة الخزندار. وستأتي أخبارها في الطبقة الأخيرة من الكتاب إن شاء الله.

[3]

انظر عن (محمد بن عمر) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/ 631.

ص: 407

612-

مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي بَكْرِ [1] بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.

أبو بكر، ابن النخّال [2] ، البَغْداديُّ، المقرئ، الخيَّاط.

شيخ صالح، صاحب زهدٍ وعبادةٍ. وُلِد سنة ثلاثٍ وخمسين.

وسَمِعَ من: أَبِي الفتح بن البطّي، وأحمد بن سعود العبّاسيّ.

كتب عنه السّيف ابن المجد، وغيره.

وروى لنا عنه بالإجازة الفخر بن عساكر، وفاطمة بنت سليمان، والقاضي سليمان، وأبو نصر ابن الشيرازيّ.

ومات فِي الرابع والعشرين من ذي القعدة. وهو أخو عبد الله الرّاوي عن شُهْدَةَ.

613-

مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَبْد الكريم [3] بن برز [4] .

الوزير، مؤيّد الدِّين، القمّي، أبو الحَسَن، الكاتب البليغُ.

قال ابن النجّار: قَدِمَ بغداد في صُحبة الوزير ابن القصّاب وكان خصّيصا به، فلمّا تُوُفّي، قَدِمَ القمّي بغداد، وقد سبقت لَهُ معرفة بالدّيوان. ويقال: إنّ ابن القصّاب وصفه للنّاصر لدين الله، فحصلت لَهُ مكانة بذلك. ولَمّا رتّب ابن مهدي في نيابة الوزارة، ونقابة الطّالبيّين، اختصّ به، وتقدّم عنده، وكانا جارين في قمّ، ومتصاحبين هناك. ولَمّا مات أبو طالب بن زبادة [5] كاتب الإنشاء، رتّب القمّي مكانه في سنة أربع وتسعين وخمسمائة، ولم يغيّر هيئة القميص والشربوش على قاعدة العجم. ثمّ ناب أبو البدر بن أمسينا في الوزارة وعزل

[1] انظر عن (محمد بن عمر بن أبي بكر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 352، 353 رقم 2494، والعقد المذهب لابن الملقن، ورقة 172.

[2]

هكذا قيّده المنذري بالنون والخاء المعجمة.

[3]

انظر عن (محمد بن محمد بن عبد الكريم) في: مختصر التاريخ لابن الكازروني 251، 257، 264، والحوادث الجامعة 19، 20، 32، 33، والفخري 153، 326، 328، وخلاصة الذهب المسبوك للإربلي 285، والمختار من تاريخ ابن الجزري 107، وسير أعلام النبلاء 22/ 346، رقم 215، والإشارة إلى وفيات الأعيان 332، والوافي بالوفيات 1/ 147، 148 رقم 57.

[4]

تحرّف في الفخري 326 إلى «برر» براءين مهملتين.

[5]

بالباء الموحدة.

ص: 408

في سَنَةِ ستٍّ وستمائة، فرُدَّت النِّيابةُ وأمورُ الدّيوان إلى القمّي، ونُقِل إلى دار الوزارة، وحضر عنده الدَّولة. ولم يزل في عُلُوٍّ من شأنه، وقربِ وارتفاع حَتّى إنّ الناصر لدين الله كتبَ بخطّه ما قرئ في مجلس عام:«مُحَمَّد بن محمد القمّي نائبُنا في البلاد والعِباد، فمن أطاعه، فقد أطاعنا، ومن أطاعنا، فقد أطاعَ الله ومن عَصاه فقد عصانا، ومن عصانا فقد عَصى الله» . ولم يزل إلى أن وَلِيَ الظاهرُ بأمر الله، فأَقَرَّهُ على وِلايته، وزادَ في مرتبته، وكذلك المستنصر باللَّه قرَّبَهُ ورفع قَدْرَه وحكَّمَهُ في العِباد. ولم يزل في ارتقاء إلى أن كبا به جوادُ سَعْده، فعُزِلَ، وسُجِنَ بدار الخلافة وخبت نارُه، وذهبت آثارُه، وانقطعت عن الخلق أخبارُه.

قال: وكان كاتبا سديدا بليغا وحيدا، فاضلا، أديبا، عاقلا، لبيبا، كاملَ المعرفة بالإِنشاء، مقتدرا على الارتجال، متصرِّفًا في الكلام، متمكَّنًا من أدوات الكتابة، حُلْوَ الألفاظ، مَتينَ العِبارة، يكتُب بالعربيّ والعَجميّ كيف أراد، ويحلّ التّراجم المغلقة. وكان متمكّنا من السياسة وتدبير الممالك، مهيبا، وقورا، شديدَ الوطأة تخافهُ المُلوك وترهبه الجبابرةُ. وكان ظريفا لطيفا، حسنَ الأخلاق، حلوَ الكلامِ، مليحَ الوجه، محبّا للفُضلاء، ولَهُ يد باسطة في النَّحْو واللّغة، ومداخلة في جميع العلوم.

إلى أن قال: أنشدني عبد العظيم بن عبد القويّ المُنذريّ، أَخْبَرَنَا عليّ بن ظافر الأزْديّ، أنشدني الوزير مُؤيّد الدِّين القمّي النائبُ في الوزارة الناصرية، أنشدني جمال الدِّين النَّحْويّ لنفسه في قَيْنَة:

سمّيتها شجرا صدقت لأنّها

كم أثمرت طربا لقلب الواجد

يا حسن زهرتها وطيب ثمارها

لو أنّها تسقى بماء واحد

وبه قال: وأنشدنا لنفسه:

يشتهي الإنسان في الصّيف الشّتا

فإذا ما جاءه أنكره

فهو لا يرضى بعيش واحد

قتل الإنسان ما أكفره

ولد مؤيّد الدّين القمّي في سنة سبع وخمسين وخمسمائة.

وقبض عليه في شوّال سنة تسع وعشرين، وعلى ولده أحمد، وسجنا

ص: 409

بدار الخلافة، فهلك الابن أوّلا، ومات أبوه بعده سنة ثلاثين [1] .

614-

محمد بن محمود بن عون [2] بن فريح [3] بن جريّ [4] .

أبو عبد الله، موفّق الدّين، الرّقيّ.

سمع ببغداد من: منوجهر بن تركانشاه، وعبيد الله بن شاتيل، والكمال عبد الرحمن الأنباريّ النحويّ، ونصر الله القزّاز. وبدمشق من يحيى الثّقفيّ.

وحدّث بحلب ودمشق. حدّثنا عنه: العزّ أحمد ابن العماد، وسنقر القضائيّ.

ووُلِدَ سَنَة ثلاثٍ وخمسين وخمسمائة. وكان يتعانى التّجارة.

وروى عنه مجد الدِّين العديميّ في «مشيخته» ، وقال: فقد في رجب بدمشق، وظهر مقتولا بعد سَنَة. وقد دفن في درب الفواخير، فأظهرت عظامه وظهر أنَّه قتله أربعة فواخرة وأخذوا لَهُ نحو أربعين ألف درهم.

قال ابن النجّار: دخل بغداد، وقرأ بها العربية على الكمال عبد الرحمن، وقرأ بواسط القراءات على أبي بكر ابن الباقِلّانيَ. وتَفَقَّه ببغداد على ابن فضلان. وكان شديد الإمساك على نفسه، مقتّرا عليها، ظاهره الفقر. أتيته بالرقّة فرأيتُ منزله صغيرا وسخا، وثيابه وأثاث بيته في غاية من الضّر، فساءني ما هُوَ فيه، فأخرج لي عِدّة أجزاء، فقرأتُ عليه ثمّ أخرجت شيئا من الفضّة ودفعته إليه فأبى وقال: أنا في غني ولي دنيا، فظننته يتعفّف. ثمّ إنَّه قَدِمَ علينا بغداد، واستعمل ثيابا بنحو ثلاثة آلاف دينار أو أكثر، وإذا رأيته حسبته فقيرا.

ثمّ ذكر باقي ترجمته.

615-

مُحَمَّد بن محمود بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الحسين ابن السّكن. الشيخ أبو غالب، البَغْداديُّ، الحاجب، ويعرف بابن المعوّج.

[1] وقال ابن طباطبا إنه مات في سنة تسع وعشرين وستمائة. (الفخري 328) .

[2]

انظر عن (محمد بن محمود بن عون) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 344 رقم 2477، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 85، والوافي بالوفيات 5/ 5 رقم 1955.

[3]

فريح: بضم الفاء وفتح الراء المهملة وسكون الياء آخر الحروف، ثم حاء مهملة.

[4]

جريّ: بجيم مضمومة وبعدها راء مهملة مفتوحة وياء آخر الحروف. (ابن الصابوني) .

ص: 410

ولد سنة خمس وخمسين وخمسمائة. وسَمِعَ من: مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن السَّكَن.

كتب عنه ابن الحاجب، وغيره. ومات في ربيع الآخر.

وحدَّث عنه ابن النجّار.

616-

مُحَمَّد بن نصر الله بن مكارم بن الحسن بن عنين [1] . الأديب، الرئيس، شرف الدِّين، أبو المحاسن، الأنصاريّ، الكوفيّ الأصل، الزرعيّ المنشأ، الدّمشقيّ، الشَّاعر.

صاحب «الديوان» المشهور. وُلِدَ بدمشق في سنة تسع وأربعين وخمسمائة.

وسَمِعَ من الحافظ أبي القاسم بن عساكر.

وكان شاعرا محسنا، رقيق الشّعر، بديع الهجو. ولم يكن في عصره آخرُ مثله بالشام. طوّف وجال في العراق، وخراسان، وما وراء النّهر، والهند، ومصر في التّجارة. ومدح الملوك والوزراء، وهجا الصّدور والكبراء، وكان

[1] انظر عن (محمد بن نصر الله بن عنين) في: معجم الأدباء 19/ 81- 92 رقم 26، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 152، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 696- 698 (في وفيات 633 هـ-.) ، وعقود الجمان لابن الشعار 6/ ورقة 100- 114، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 336، 337 رقم 2454، ووفيات الأعيان 5/ 14- 19 رقم 684، والحوادث الجامعة 51، 52، وتاريخ إربل 1/ 411، والتاريخ المنصوري 124، ومفرّج الكروب 4/ 41- 48، والمختصر في أخبار البشر 3/ 165، 166، ونهاية الأرب 29/ 194- 197، والعبر 5/ 122، 123، والإشارة إلى وفيات الأعيان 332، والإعلام بوفيات الأعلام 260، والمختصر المحتاج إليه 1/ 151، وتذكرة الحفاظ 4/ 1456، ومرآة الجنان 4/ 70- 73، وسير أعلام النبلاء 22/ 363 رقم 229، والوافي بالوفيات 5/ 122- 127 رقم 2130، وتاريخ ابن الوردي 2/ 420، والبداية والنهاية 13/ 137- 139، ونزهة الأنام لابن دقماق، ورقة 6، 7، والفلاكة والمفلوكين للدلجي 94، والمقفى الكبير للمقريزي 7/ 328- 332 رقم 3420، وثمرات الأوراق لابن حجة 41، والعسجد المسبوك 2/ 456، 457، ولسان الميزان 5/ 405، والنجوم الزاهرة 6/ 282، وعمدة الطالب لابن عنبة 130، وكشف الظنون 298، 606، وشذرات الذهب 5/ 140- 143، والمعزّة لابن طولون 24، وهدية العارفين 2/ 113، وإيضاح المكنون 2/ 545، وديوان الإسلام 3/ 350، 351 رقم 1535، وتاريخ الأدب العربيّ 1/ 318، وتكملته 1/ 551، والأعلام 7/ 125، ومعجم المؤلفين 12/ 79، وفهرس مخطوطات مكتبة الأوقاف العامة بالموصل 228.

وانظر مقدّمة ديوان ابن عنين، بتحقيق خليل مردم بك.

ص: 411

غزير المادّة من الأدب، مطّلعا على أشعار العرب، ومن نظمه:

وصلت منك رقعة أسأمتني

وثنت صبري الجميل ملولا

كنهار المصيف ثقلا وكربا

وليالي الشّتاء بردا وطولا

ولَهُ:

وما حيوان يتّقي النَّاس بطشه

على أنَّه واهي القوى واهن البطش

إذا ضعّفوا نصف اسمه كَانَ طائرا

وإن كرّروا ما فيه كَانَ من الوحش

[1]

يعني: العقرب.

ولَهُ:

وصاحب قال في معاتبتي

وظنّ أنّ الملال من قبلي

قلبك قد كَانَ شافعيّ أبدا

يا مالكي كيف صرت معتزلي

فقلت إذ لجّ في معاتبتي

ظلما وضاقت عن عذره حيلي

خدّك ذا الأشعري حنّفني

فقال ذا أحمد الحوادث لي

قال ابن خَلّكان [2] : بَلَغني أنَّه كَانَ يستحضر «الْجَمْهرة» لابن دُريد. ولَهُ قصيدة طويلةٌ هجا فيها خَلْقًا من رؤساء دمشق وسمَّاها «مِقراض الأعراض» ونفاهُ صلاحُ الدِّين على ذلك. فقال:

فعلام أبعدتم أخا ثقة

لم يجترم ذنبا ولا سرقا

أنفوا المؤذّن من بلادكم

إن كَانَ ينفى كلّ من صدقا

[3]

ودخلَ اليمن، ومدحَ صاحبها سيفَ الإسلام طغتكين أخا الملك صلاح الدِّين. ثمّ قَدِمَ مصر. ورأيته بإربل، وقَدِمَها رسولا من الملك المعظّم عيسى. وكان وافر الحرمة، ظريفا، من أخفّ النَّاس روحا. ولي الوزارة في آخر دولة المعظّم ومُدَّة سلطنة ولده الناصر بدمشق. ولَمّا تملّك الملك العادل، بعث إليه بقصيدة يستأذنه في الدخول إلى دمشق ويستعطفه، وهي:

ماذا على طيف الأحبّة لو سرى

وعليهم لو سامحوني بالكرى

[1] تاريخ إربل 1/ 411.

[2]

في وفيات الأعيان: 5/ 14 وما بعدها.

[3]

البيتان في ديوان ابن عنين 94.

ص: 412

جنحوا إلى قول الوشاة وأعرضوا

والله يعلم أنّ ذلك مفترى

يا معرضا عنّي بغير جناية

إلّا لما اختلق الحسود [1] وزوّرا

منها:

فارقتها لا عن رضا وهجرتها

لا عن قلى ورحلت لا متخيّرا

أشكو إليك نوى تمادى عمرها

حَتّى حسبت اليوم منها أشهرا

ومن العجائب أن يقيل بظلّكم

كلّ الورى ونبذت وحدي بالعرا

لا عيشتي تصفو ولا رسم الهوى

يعفو ولا جفني يصافحه الكرا

[2]

ولَهُ:

مال ابن مازة دونه لعفاته

خرط القتادة وامتطاء الفرقد

مال لزوم الجمع يمنع صرفه

في راحة مثل المنادي المفرد

وقال أبو حفص ابن الحاجب: اشتغل بطرف من الفقه على القطب النَّيْسَابوريّ، والكمال الشّهرزوريّ. وقرأ الأدب على أبي الثّناء محمود بن رسلان، وذكر أنَّه سَمِعَ ببغداد من منوجهر بن تركانشاه راوي «المقامات» .

واشتغل بالرَّيّ على ابن الخطيب. وكانت أدواته في الأدب كاملة. ذو نوادر للخاصّة والعامّة، وله الشعر الرّائق، كان أوحد عصره في نظمه ونثره، يخرج جدّه معرض المزح، وقّاد الخاطر على كبر السنّ. أقامه الملكُ المعظّم مقامَ نفسه في ديوانه، وكان محمود الولاية، كثير النّصفة، مكفوف اليد عن أموال النَّاس مع عظم الهيبة، إلّا أنَّه في الآخر ظهر منه سوءُ اعتقادٍ، وطعنٌ على السّلف، واستهتارٌ بالشّريعة، وكثر عسفه وظلمه، وترك الصلاة، وسبّ الأنبياء، ولم يزل يتناول الخمر إلى قبل وفاته بقليل. تُوُفّي في العشرين من ربيع الأوّل سَنَة ثلاثين.

قلت: ولَهُ ترجمةٌ فِي «تاريخ» ابن النجّار» وقال [3] : نظرَ في الدّيوان بدمشق مُدَّة ولم تحمد سيرته، فعزل ولزم بيته عاجزا عن الحركة لعلوّ سَنَة.

وهُوَ من أملح أهل زمانه شعرا، وأحلاهم قولا وأرشقهم رصفا، ظريف

[1] معجم الأدباء 19/ 84.

[2]

الأبيات في ديوان ابن عنين 3، ووفيات الأعيان 5/ 16، 17، ومعجم الأدباء 19/ 84- 86.

[3]

قوله في القسم الضائع من تاريخه.

ص: 413

العشرة، ضحوك السّنّ، طيّب الأخلاق، مقبول الشخص، من محاسن الزمان.

617-

مُحَمَّد بْن أَبِي القاسم هِبَة اللَّه [1] بْن عَلِيّ بْن سعود [2] بن ثابت.

أبو عبد الله، البوصيريّ، ثمّ المِصْريّ.

سَمِعَ من أبيه. وذكر أنَّه سَمِعَ من السِّلَفيّ. رَوَى عَنْهُ الزَّكيّ المُنذريّ، وغيرُه.

ووُلِدَ سَنَة تسعٍ وخمسين، وتُوُفّي في ربيع الآخر.

618-

مبارك بن أحمد [3] بن وفاء. أبو المعالي، البَغْداديُّ، الدَّقَّاق، المعروف بابن الشّيرجيّ.

روى عن عبد الله بن أحمد بن حمتيس [4] . ومات في جُمَادَى الآخرة.

619-

مبارك بن يحيى [5] بن قاسم الحبّال.

شيخٌ بغداديّ يعرف بالدّويك. حدَّث عن أَبِي الحُسَيْن عَبْدِ الحقّ.

وماتَ في ربيع الآخر.

620-

مسعود الأثيريّ [6] ، الشّافعيُّ، الصُّوفيُّ. أبو العزّ.

سَمِعَ من التّاج المسعوديّ. وذكر أنَّه سَمِعَ من السِّلَفيّ.

روى عنه الزَّكيّ المُنذريّ وقال: هُوَ منسوب إلى الأثير الهَمَذَانيّ. وعاش خمسا وثمانين سَنَة. تُوُفّي في رجب.

621-

مظفّر بن إسماعيل [7] البغداديّ، عرف بابن السّوادي.

[1] انظر عن (محمد بن هبة الله) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 339، 340، رقم 2462، والمقفى الكبير 7/ 398 رقم 3474.

[2]

وقع في (المقفى) : «مسعود» وهو تصحيف.

[3]

انظر عن (مبارك بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 342 رقم 2470.

[4]

حمتيس: بفتح الحاء المهملة وسكون الميم وكسر التاء ثالث الحروف وبعدها ياء آخر الحروف ساكنة وسين مهملة. (المنذري) .

[5]

انظر عن (مبارك بن يحيى) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 340 رقم 2463.

[6]

انظر عن (مسعود الأثيري) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 344 رقم 2475.

[7]

انظر عن (مظفر بن إسماعيل) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 341 رقم 2466.

ص: 414

حدَّث عن أبي بكر عتيق بن صيلا. ومات في جُمَادَى الأولى.

622-

المعافى بن إسماعيل [1] بن الحُسَيْن بن أبي السّنان، الفقيه، أبو محمد، ابن الحدوس، المَوْصِلي، الشافعيّ.

سَمِعَ من أبي الربيع سُلَيْمان بن خميس، ومسلم بن عليّ الشّيحيّ.

وولد سنة إحدى وخمسين وخمسمائة.

وألّف كتاب «الموجز» في الذّكر، وكتاب «أُنس المنقطعين» .

وكان فاضلا، ديّنا، عارفا بالمذهب. دَرَّس، وأفتى، وناظر. وكان مليح الشكل والبزّة.

روى عنه الزكيّ البرزاليّ، والمجد ابن العديم، والخضر بن عبدان الكاتب، وهو آخر من حدَّث عنه.

تُوُفّي في رمضان أو في شعبان بالمَوْصِل.

623-

معافى بن أبي السعادات [2] بن أبي محمد، القاضي، سديد الدِّين، أبو الفضل.

سَمِعَ من مُحَمَّد بن المؤيّد الهَمَذَانيّ.

وكان يورّق بالقاهرة مُدَّة. ثمّ دخل اليمن وولي قضاء القضاة بها مُدَّة، ثمّ عاد إلى مصر، وشهد عند قاضي القضاة أبي المكارم مُحَمَّد بن عين الدّولة [3] .

[1] انظر عن (المعافى بن إسماعيل) في: تذكرة الحفاظ 4/ 1457، وسير أعلام النبلاء 22/ 356 دون ترجمة، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 480، 481 رقم 1132، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 156 (8/ 274) ، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 164 ب، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 423، 424 رقم 394، وكشف الظنون 16 وغيرها، وهدية العارفين 2/ 465، وديوان الإسلام 4/ 121، 122 رقم 1820، وشذرات الذهب 5/ 143، وفهرس مخطوطات التيمورية 1/ 283، والأعلام 8/ 169، ومعجم المؤلفين 12/ 301، وفهرس مخطوطات مكتبة الأوقاف العامة بالموصل 26.

[2]

انظر عن (معافى بن أبي السعادات) في: التكملة لوفيات النقلة 342 رقم 2471.

[3]

كتب المؤلف- رحمه الله بعد هذا سطرا ثم تركه جاء فيه: «الملك المغيث ابن الملك محمود بن العادل أبي بكر» .

ص: 415