الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
126-
عُمَر بن القاسم [1] بن مُفَرِّج بن درع. أبو عبد الله، التَّكريتيّ، الفقيه الشافعيّ، أخو القاضي يحيى قاضي تكريت.
مات في جُمَادَى الآخرة عَن اثنتين وثمانين سَنةَ. إمامٌ، مفتٍ، حسنُ النظْم. ذُكر في «قلائد الْجُمان» .
حرف الغين
127-
غالب بن أبي سَعْد [2] بن غالب بن أحمد.
أبو غالب، الحَرْبيّ، الغزَّال.
سَمِعَ من أبي الفَتْح بن البَطِّي. روى لنا عنه بالإِجازة الشهاب الأبَرْقُوهيّ. وتُوُفّي في ربيع الآخر.
حرف الميم
128-
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد [3] بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عبد الجبّار.
أبو الغنائم، الواسطيّ، الشاعر.
تُوُفّي في ذي القعدة، وله بضع وثمانون سنة.
[ () ]
عصّيت اسم حبيبي
…
إلّا على أهل البراءة
من الولاية يوما
…
من مرتين جماعة
وأنشدنا لنفسه، والاسم «حسن» :
وقائل ما اسم من تجنّى
…
عليك قد شفّك السقام
فقلت: اعكس سلمت يا ذا
…
عليك من ربّك السلام
وعنده أخا الأحاجي
…
مصحّف يحصل المرام
وجدت في إجازته بإزاء خطه فيها: «توفي عمر بن بدر بن سعيد إلى رحمة الله تعالى في يوم الجمعة الثامن والعشرين من شهر رمضان من سنة اثنتين وعشرين وستمائة بدمشق» . ونقلت من خط عمر بن بدر من إجازة: «ومولدي في جمادى الآخر من سنة سبع وخمسين وخمسمائة» . (تاريخ إربل) .
[1]
انظر عن (عمر بن القاسم) في: عقود الجمان لابن الشعار 5/ ورقة 101.
[2]
انظر عن (غالب بن أبي سعد) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 146 رقم 2035.
[3]
انظر عن (محمد بن أحمد بن محمد) في: تلخيص مجمع الآداب 4 ق 4/ 685، 686، والمختار من تاريخ ابن الجزري 126.
ومن شعره:
أيا شجراتٍ بالمُصَلَّى قديمة
…
سَلامٌ عَلَيْكُنَّ الغَدَاةَ سَلامُ
ويا بَانَ كُثْبَانِ الجنيبة هَلْ لَنَا
…
بِظِلِّك مِنْ بَعْدِ البِعَادِ مُقَامُ
- مُحَمَّد بن أحمد بن مسعود [1] الشاطبيّ.
سيأتي سَنةً خمس، لكنْ ورّخه ابن مَسْدِيّ في عام اثنتين، فاللَّه أعلم.
129-
مُحَمَّد بن إبراهيم [2] بن أحمد بن طاهر. الشيخ فخر الدِّين، أبو عبد الله، الفارسيُّ، الشيرازيُّ، الخَبْريُّ [3] ، الفيروزآبادِيّ، الصُّوفيّ، الشّافعيّ.
قَدِمَ دمشقَ سَنةَ ستٍّ وستّين وخمسمائة، وعمرُه سبْعٍ وثلاثون سَنةَ، فسمع من الحافظ أبي القاسم بن عساكر، وسافر إلى الإسكندرية في شعبان، فسمع من السِّلَفيّ، وسَمِعَ من أبي الغنائم المطهَّر بن خَلَف بن عبد الكريم النَّيْسَابوريّ، وأبي القاسم محمود بن محمد القَزْوينيّ، وجماعة من المتأخّرين.
وعلى تقدير عمره كَانَ يُمكنه السماعُ مِن القاضي أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي الأنصاري، وطبقته.
[1] ستأتي ترجمة «محمد بن أحمد بن مسعود» برقم (310) .
[2]
انظر عن (محمد بن إبراهيم) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 164، 165 رقم 2080، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 2307، وسير الأولياء 121- 123، وسير أعلام النبلاء 22/ 179- 181 رقم 120، والعبر 5/ 91، والمشتبه 1/ 183، وميزان الاعتدال 3/ 14، والإشارة إلى وفيات الأعيان 327، ونهاية الأرب 29/ 134، ومرآة الجنان 4/ 53، والوافي بالوفيات 2/ 9 رقم 262، والإعلام بوفيات الأعلام 256، والعقد المذهب لابن الملقن، 466 رقم 151، وذيل التقييد للقاضي الفاسي 1/ 85 رقم 86، والعقد الثمين 1/ 393، والفلاكة والمفلوكون للدلجي 78، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 414، 415 رقم 383، والعسجد المسبوك 2/ 416، والمقفى الكبير 5/ 49- 51 رقم 1576، ولسان الميزان 5/ 29، والنجوم الزاهرة 6/ 263، وتاريخ ابن الفرات 10/ ورقة 66، ومعجم الشافعية لابن عبد الهادي، ورقة 28، وحسن المحاضرة 1/ 259، وشذرات الذهب 5/ 101، والأعلام 6/ 187، ومعجم المؤلفين 8/ 192.
[3]
الخبري: بفتح الخاء المعجمة، وسكون الموحّدة وراء نسبة إلى: خبر سروشين، وهي إقليم من عمل شيراز من جبل الدينار. (تكملة المنذري) .
قال المُنذريّ [1] : صنَّف في الطّريقة كتابا مشهورا، وحدَّث بالكثير، وجاور بمكّة زمانا، وانقطع في آخر عمره بمعبد ذي النّون بالقَرَافَةِ.
قلتُ: روى عنه هُوَ، والرشيدُ عبد الله، والجلالُ عيسى ابْنَا حسنٍ القاهريّ، والضّياء عليّ ومحمد ابنا عيسى بن سُلَيْمان الطّائي، والشهاب الأبَرْقُوهيّ، وطائفة. وأراني شيخُنا العِمَادُ الحزّاميّ لَهُ خطبةَ كتاب، فيها أشياءُ مُنْكَرة تدلّ على انحرافه في تصوُّفه، والله أعلم بحقيقة أمره. وقال للزَّكيّ المُنذريّ: نحن من خَبْر سروشين، وهي من أعمال شِيراز.
وتُوُفّي في سادس عشر ذي الحجّة.
وقد مدحه عمر ابن الحاجب: بالحقيقة، والأحوالِ، والجلالة، وأنّه فصيحُ العبارة، كثير المحفوظ. ثمّ قال: إلّا أنَّه كَانَ كثيرَ الوقيعة في الناس لمن يَعْرِفُ ولمن لا يَعْرِفُ، لا يفكّر في عاقبة ما يقول. وكان عنده دُعابة في غالبِ الوَقْت، وكان صاحبَ أصول يُحَدِّثُ منها، وعنده أَنَسةٌ بما يُقرأ عليه.
وقال ابن نقطة: قرأت عليه يوما حكاية عن ابن مَعِين، فسبَّه ونال منه، فأنكرت عليه بلُطف.
قلت: أول كتابه «برق النَّقا شمس اللّقا» : الحمدُ للَّه الّذي أودعَ الحدودَ والقُدودَ الحُسْنَ، واللّمحات الحوريّة السّالبة بها إليها أرواح الأحرار المفتونة بأسرار الصَّباحة، المكنونة في أرجاء سَرْحَةِ العِذار، والنّامية تحتَ أغطية السُّبحانية، وخِباءِ القيوميةِ، المفتونة بغررها قلوبُ أولي الأيدي والأبصار بنشقة عبقة الخُزام الفائحة عن أرجاءِ الدّار، وأكنافِ الدّيار، الدّالّةِ على الأشِعَّةِ الجمالية، الموجبة خلعَ العِذار، وكشف الأستار بالبراقع المسبلة على سيماء الحُسْنِ الّذي هُوَ صُبح الصَّباحة على ذُري الجمالِ المصونِ وراءَ سُحُب الملاحةِ المُذهبة بالعقول إلى بيع العَقار وشُرب العُقار، وشدِّ الزّنّار على دِمن الأوكار، المذهلة بلطافةِ الوصلة عن هبوبِ الرياح المثيرة نيرانَ الاشتياق إلى ثورةِ الحُسن المسحبة عليها أذيالَ العشق، والافتنان من سَوْرَةِ الإِسكار، ومن لواعج الخُمار، المزعجة أرواح الطّائفة، الطّائفة حول هالة المشاهدة، والكعبة
[1] في التكملة 3/ 165.
العيانية لاختلاس المكالمة، وطيب الدّلال في السرار [1] .
130-
مُحَمَّد بن إسماعيل [2] بن محمود بن أحمد. القاضي، صفيّ الدِّين أبو عبد الله، ابن الفقيه، أبي الطّاهر، الأنصاريُّ، الدّمشقيّ الأصل، المَحَلِّيّ، الشافعيّ، الصَّفيّ، الكاتِبُ.
تَفَقَّه بمصر على الفقيه أبي إسحاق بن مُزَيْبل ولازَمَهُ مُدَّة. وسَمِعَ من
[1] وقال صفي الدين الخزرجي: ورأيت الشيخ الإمام الصوفي فخر الدين الفارسيّ، كان من أكابر المشهورين، تزوره الملوك والأعيان. صحب جماعة من مشايخ العجم وخدمهم، آخر من خدم من الشيوخ الشيخ العارف الكبير روزبهان رضي الله عنه.
وعمّر الشيخ فخر الدين زاوية بالقرافة محتوية على معبد الإمام العارف الكبير ذي النون المصري. وكان الشيخ فخر الدين متضلّعا بالعلم والحديث، صنّف في علم الطريق وأحواله مصنّفا حسنا وانتسب له جمع كبير. وشهرته عظيمة غنيّة عن كثرة الإيضاح.
ورأيت له حكاية عجيبة وهي أن رجلا من صلحاء القرافة مات فعمل له أصحابه عرسا واجتمع إليه عالم كثير في زاوية تعرف بزاوية مسعود الغرابيلي. وأحضروا قوّالا كان قد انفرد بالغناء في وقته يقال له الفصيح. فلما اجتمعوا قالوا: من المصلحة أن نعلم الشيخ فخر الدين بهذه الصورة قبل أن نفعلها، فمضوا إليه وأعلموه فقام معهم، وحضر بحرمته العظيمة، وهيئته المحترمة، وأصحابه حوله وبين يديه. فلما جلس والناس بأسرهم قد اجتمعوا لأجل الفصيح. وكان في أول شهرته وقبول الناس عليه. وهو شاب حسن الصورة. واجتمع الناس محدقين بالشيخ فخر الدين الفارسيّ يتأملون ما يصدر عنه. فأشار بتبطيل الفصيح، وأنكر صورة الاجتماع لأجله، فسمع الفصيح بذلك فهرب خوفا من الشيخ. وكفرت نفوس النفوس بسبب فوتهم الأمر الّذي اجتمعوا بسببه، وزهقت أرواحهم. فعلم الشيخ منهم ذلك فتكلّم بكلام كثير ثم قال: ضمان السّماع عليّ. ثم أشار إلى فقير مزمزم يقال له علي ابن الزرزور، يجلس بين الخلق، وكان الجمع كثيرا. فغنّى إلى أن قال دو بيت مضمومة:
كررت في مذهب العشق زمان
…
حتى ظهرت أدلّة الحق وبان
لا زلت أوحّد الّذي أعشقه
…
حتى ارتحل الشرك عن القلب ديان
فقام الشيخ فخر الدين الفارسيّ ووضع عمامته على الأرض، وحجل بهيئته وحرمته واستغراق وجده في سماعه. فما بقي على الأرض إلّا من طاب. وكشف الخلائق رءوسهم صارخين وقتا متّسعا. وحمدت الخلائق الله إذ عوّضهم من الشيخ وسماعه وبجلالة قدره ما فاتهم من قوّال كانوا يفتنون به.
ووفى الشيخ فخر الدين لهم بضمانه. وأنا كنت حاضرا هذه القضية رضي الله عنه، (سير الأولياء) .
[2]
انظر عن (محمد بن إسماعيل) في: عقود الجمان لابن الشعار 6/ ورقة 179- 185، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 166 رقم 2082، والتاريخ المنصوري لابن نظيف الحموي 112، وذيل مرآة الزمان لليونيني (في ترجمة شرف الدين عبد العزيز الأنصاري) ، والوافي بالوفيات 2/ 220- 224 رقم 617، وتاريخ ابن الفرات 10/ ورقة 65.
أبيه، ومن عَشِيرِ بن عليّ المُزَارع. وكتبَ في ديوان الإنشاء العادليّ مدّة [1] .
ومات بحلب. وكان لأبيه قبولٌ تامّ بالمحلَّة.
131-
مُحَمَّد بن أبي الوليد إسماعيل بن محمد. أبو بكر، الحَضْرَميّ.
إمام جامع مُرْسِيَة. كَانَ ينسخ «تفسير» أبي محمد بن عطيّة، ولَهُ به عنايةٌ ورواية، كرَّرَ نسخه إلى الممات، ومنه كَانَ يقتات. أخذ عن أبي بكر بن خَيْر، وابن بَشْكُوالَ.
قال ابن مَسْدِيّ: أكثرتُ عنه، وكان مولده سنة أربع وخمسين وخمسمائة.
132-
محمد بن جعفر [2] . أبو الخطّاب، الرَّبعِيّ.
شاعر مات بالرِّقة شابّا، فمِن نظْمه:
مَتَى لَاح دُونَ الوَردِ آسُ عِذَارِه
…
فجنَّتُه خفَّتْ بأهوالِ نَارِه
غَريرٌ جرى ماءُ النعيمِ بخدِّه
…
فَزَادَ اتِّقَادُ النَّارِ في جُلّنَارِه
133-
مُحَمَّد بن الحُسَيْن بن أبي المكارم [3] أحمد بن الحسين بن بهرام. القاضي الصّالح، العالم مجدُ الدِّين، أبو المجد، القَزْوينيُّ، الصُّوفيّ.
وُلِدَ في صفر سَنةَ أربع وخمسين وخمسمائة بقزوين.
وسمع: أباه، ومحمد بن أسعد حَفَدَة العطاريّ، وأحمد بن ينال التُّرْك، وأبا الخير أحمد بن إسماعيل القَزوينيّ، وعُمَر الميانشيّ، وأبا الفَرَج ثابت بن مُحَمَّد المَدينيّ، وجماعة.
[1] له شعر في الوافي بالوفيات، وعقود الجمان. وقال ابن نظيف: وكان مجيدا. (التاريخ المنصوري) .
[2]
انظر عن (محمد بن جعفر) في: المختار من تاريخ ابن الجزري 126.
[3]
انظر عن (محمد بن الحسين بن أبي المكارم) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 159 رقم 2065، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 17، وتاريخ إربل 1/ 300 رقم 203، والتدوين في أخبار قزوين 1/ 264، والمعين في طبقات المحدّثين 191 رقم 2034، والإعلام بوفيات الأعلام 256، والإشارة إلى وفيات الأعيان 326، وسير أعلام النبلاء 2/ 249، 250 رقم 137، والعبر 5/ 92، ودول الإسلام 2/ 128، والعسجد المسبوك 2/ 416، والنجوم الزاهرة 6/ 263، والمقفى الكبير 5/ 573 رقم 2112، وشذرات الذهب 5/ 101.
وحدّث بأذربيجان، وبغداد، والموصل، ورأس العين، ودمشق، وبَعْلَبَكّ، والقاهرة. ونزل بخانقاه سعيدِ السعداء.
قال المُنذريّ [1] : كَانَ شيخا صالحا، حَصَلَ لَهُ بمصر قبولٌ. ووالده قَدِمَ مصر وحدَّث- وقد تقدّم-.
وقال ابن الحاجب: كَانَ شيخا بهيّ المنظرِ، كريمَ الأخلاق، طويلَ الروح، صاحبَ أُصول.
قلتُ: سَمِعَ منه «شرح السُّنّة» و «معالم التّنزيل» خلقٌ كثير. ونسخته وقفٌ بدارِ الحديث الأشرفية بدمشق.
روى عنه: الضّياء المَقْدِسيُّ، والزَّكيّ المنذريّ، وعزّ الدّين عبد الرزّاق ابن رزق الله الرسْعَنيّ، والسيفُ عبد الرحمن بن محفُوظ الرسْعَنيّ، وعبدُ القاهر بن تيمية، وأبو الغنائم بن محاسن الكفّرابي [2] ، والتاجُ عبد الخالق قاضي بَعْلَبَكّ [3] ، والبهاءُ عبد الله بن الحَسَن بن محبُوب، والفقيه عباس بن عُمَر بن عَبْدان، وأمينُ الدِّين عبدُ الصَّمد بْن عساكر، وابنُ عمه الشرف أحمد ابن هبة الله، والنّجم أحمد ابن الشهاب القُّوصيّ، وأبوه، والمُحيي يحيى بن عليّ ابن القَلانسيّ، وعليُّ بن الحَسَن بن صبَّاح المَخْزوميّ، والجمال عمر ابن العَقيميّ، والكمالُ عبد الله بن قِوام، والعزُّ إسماعيل ابن الفرّاء، والعزّ أحمد ابن العماد، والشمس محمد ابن الكمال، والتّقيّ إبراهيم ابن الواسطيّ، وأخوه محمد، والتّقيّ أحمد بن مُؤمن، وإبراهيم بن أبي الحَسَن الفَرَّاء، ومُحَمَّدُ بن عليّ بن شمام الذّهبيّ، والعمادُ أحمد بن مُحَمَّد بن سَعْد، والفخرُ عبد الرحمن ابن يوسُف الحَنْبَليّ، والشمسُ خَضِرُ بن عَبْدَان الأزْديّ، والشهاب الأبَرْقُوهيّ، وأبو الفَرَج عبدُ الرحمن بن عبد الوهّاب السُّلَميّ خطيب بَعْلَبَكّ [4] ، وهُوَ آخر من حدّث عنه بالسماع.
[1] في التكملة 3/ 159.
[2]
لعله منسوب إلى كفرية من قرى الشام.
[3]
ولد سنة 603 وتوفي سنة 696 هـ-.
[4]
ولد سنة 614 وتوفي سنة 703 هـ-.
تُوُفّي بالمَوْصِل في ثالث عشر شعبان، وقيل: في الثالث والعشرين منه [1] .
134-
محمد بن أبي القاسم الخَضِرُ [2] بن مُحَمَّد بن الخَضِر بن عَلِيّ بن عبد الله. الإمام فخر الدِّين، أبو عبد الله، ابن تيمية [3] ، الحَرّانيّ، الفقيه الحَنْبَليّ، الواعظ، المُفَسّر، صاحب الخُطَب.
شيخ حرَّان وعالمُها. وُلِدَ في شعبان سَنةَ اثنتين وأربعين وخمسمائة بحَرّان.
وتَفَقَّه بحَرّان على الفقيه أبي الفَتْح أحمد بن أبي الوفاء، وأبي الفضل حامد بن أبي الحجر، وتَفَقَّه ببغداد على الإمام أبي الفَتْح نصر بن المَنِّيّ، وأبي العباس أحمد بن بَكْرُوس.
وسَمِعَ من أبي الفتح بن البطي، ويحيى بن ثابت، وأبي بكر بن النَّقُّور، وأبي طالب بن خُضَير، وسعدِ الله بن نصر الدَّجاجيّ، وأبي منصور جعفر ابن
[1] وقال ابن النجار: حدّث بأماكن، وحصل له شيء من الدنيا صالح، وهو شيخ متيقّظ حسن الوجه، طلب وكتب وحصّل، وهو من بيت مشهور بالعلم والرواية. وسمع من جده أبي المكارم. حدّث سنة عشرين ببغداد ب- «أربعين» من جمعه. (سير أعلام النبلاء 22/ 250) .
[2]
انظر عن (محمد بن أبي القاسم خضر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 138، 139 رقم 2017، وعقود الجمان لابن الشعار 6/ ورقة 267- 269، ووفيات الأعيان 4/ 386- 388، وتاريخ إربل 1/ 96- 100 رقم 33، وذيل الروضتين 146 وفيه:«محمد بن القاسم ابن محمد» ، والتاريخ المنصوري 108، وتلخيص مجمع الآداب 4/ ق 3/ 321 رقم 2350، ودول الإسلام 2/ 128، والمعين في طبقات المحدّثين 191 رقم 2032، والإشارة إلى وفيات الأعيان 326، والإعلام بوفيات الأعلام 256، والمختصر المحتاج إليه 1/ 47، والعبر 5/ 92، وسير أعلام النبلاء 22/ 288- 290 رقم 165، والوافي بالوفيات 3/ 37، 38، والبداية والنهاية 13/ 109، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 151، ومختصره 54، 55، والعسجد المسبوك 2/ 416، 417، والنجوم الزاهرة 6/ 362، 363، وتاريخ ابن الفرات 10/ ورقة 65، وطبقات المفسرين للسيوطي 32، وشذرات الذهب 5/ 102، 103، ومفتاح السعادة 2/ 115، 116، والتاج المكلّل للقنوجي 124- 129، وإيضاح المكنون 1/ 193، 270، 282، ومعجم المؤلفين 9/ 280، 281، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسرين 275 رقم 485، والمنهج الأحمد 356، والمقصد الأرشد، رقم 937، والدر المنضد 1/ 352، 353 رقم 990.
[3]
تصحّف في (المعين في طبقات المحدّثين 191) إلى: «تميمية» .
الدّامَغانيّ، وشُهْدَةَ، وخلقٍ. وقرأ العربيةَ على أبي مُحَمَّد بن الخَشّاب.
ولَهُ مُصَنَّف مختصر في مذهب أحمد، وشِعْرٌ حسن [1] .
حجَّ جدُّه ولَهُ امرأة حامل، فلما كَانَ بتَيْمَاءَ، رأى طِفلةً قد خرجت من خِباء، فلمّا رجع إلى حَرَّان، وجد امرأته قد وَلَدَتْ بنتا، فلمّا رآها قال: يا تيميّة يا تيميّة فلُقِّبَ به [2] .
وأمّا ابن النّجّار فقال: ذَكَرَ لنا أنّ جدَّه محمدا، كانت أمُّه تُسمَّى تيميَّة، وكانت واعظة، فنُسِبَ إليها، وعُرِفَ بها.
قلت: وكان فخرُ الدِّين إماما في التّفسير، إماما في الفقه، إماما في اللّغة.
وَلِيَ خَطابة بلده، ودرّس، ووعظ، وأفتى. وقد سمع بحَرَّان من الشيخ أبي النجيب السُّهَرَوَرْدِيّ، قَدِمَ عليهم.
قال الشهابُ القُّوصيّ: قرأتُ عليه ديوانَ خُطبة بحَرَّان. وروى عنه: الإمامُ مجد الدِّين عبدُ السلام ابن أخيه، والجمال يحيى بن الصّيرفيّ، وعبد الله ابن أبي العزِّ بن صَدَقَة، والفقيه أبو بكر بن إلياس الرَّسعنيّ نزيل القاهرة، والسيف عبدُ الرحمن بن محفوظ، والشهابُ الأبَرْقُوهيّ، والرشيدُ عُمَر بن إسماعيل الفارقيّ، سَمِعَ منه «جزءَ» البانياسيّ وإنّما ظهر بعد موته. مات في صفر.
أخبرنا الأبرقوهيّ، أخبرنا أبو عبد الله ابن تَيْمِيَّةَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الْبَطِّيِّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْبَارِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حَكَّامٍ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عن
[1] أورد العليمي أسماء بعض مؤلّفاته، وهي: التفسير الكبير، في مجلّدات كثيرة، وقال: هو تفسير حسن جدا، وثلاث مصنّفات في المذهب على طريقة «البسيط» و «الوسيط» و «الوجيز» للغزالي أكبرها «تخليص المطلب في تلخيص المذهب، وأوسطها «ترغيب القاصد في تقريب المقاصد» ، وأصغرها:«بلغة المتاعب وبغية الراغب» ، وله «شرح الهداية» لأبي الخطاب ولم يتمّه، وله «ديوان الخطب الجمعية» ، وهو مشهور. ومصنّفات في الوعظ، و «الموضح» في الفرائض، وغير ذلك. (الدر المنضّد) .
[2]
تكملة المنذري 3/ 139، تاريخ إربل 1/ 97.
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«مَنْ رَأَى هِلالَ ذِي الْحَجَّةِ، فَأَرَادَ أَنْ يُضَحِّيَ، فَلا يَأْخُذْ مِنْ شَعْرِهِ، وَلا مِنْ أَظْفَارِهِ حَتَّى يُضَحِّيَ» . رَوَاهُ مُسْلِمٌ [1] . تُوُفّي في حادي عشر صفر بحَرَّان. وقَدِمَ دمشق رسولا سَنَة ستمائة، فحدَّث بها [2] .
135-
محمد بن صَدَقَة [3] .
أبو عليّ، الخطَّاط، المعروف بالخَفَاجيّ، الشاعر.
مدح النّاصرَ لدين الله، وغيرَه. وعاش إحدى وخمسين سَنةَ. ومات في شَوَّال ببغداد.
فمن شِعره:
ضَعُفَ الشَّقيُّ بِكُم لِقُوَّة دائِه
…
وأَذَلَّه في الحُبِّ عِزُّ دَوائِه
أضحى يُعَالِجُ دُونَ رَمْلَيْ عَالِج
…
حُرَقًا مِنَ الأشواقِ حَشْوَ حَشَائِه
لَمْ يَقْضِ مِنْ دُنياه بَعْضَ دُيونه
…
وغَرامه في العَذْلِ من غرمائه
لم أنسه إذ زار زوارا والدُّجى
…
مُتَلَفِّتٌ والصُّبْحُ مِن رُقَبائِه
رَشْأ إذَا حَاوَلْتَ مِنْه نَظْرَةً
…
وَدِّعْ فُؤَادَكَ قَبْلَ يَوْمِ لِقَائِه
قَسَم الزّمانُ على البَرِيَّةِ حُبَّه
…
شَطْرَيْنِ بين رجاله وَنِسَائِه
يا عَاذِلَ المُشْتَاقِ كُفَّ ولا تَلُمْ
…
مَنْ بَاعَ فِيهِ نَعِيمَه بِشَقَائِه
فَالصَّبْرُ يَغْدِرُ بِالمُحِبِّ وشوقه
…
أبدا يقومُ لَهُ بِحُسْنِ وَفَائِهِ
136-
محمدُ بْن ظافر [4] بْن عَلِيّ بْن فتوح بْن حسين. أبو عبد الله، ابن
[1] في صحيحه (1977)(41) وأخرجه من طريق شعبة النسائي 7/ 211، والترمذي (1523) وابن ماجة (3150) ، وأخرجه مسلم (1977)(42) وأبو داود (2791) والنسائي 7/ 212 من طريق عمرو بن مسلم به، وأخرجه أيضا مسلم (1977)(39) و (40) والشافعيّ في مسندة، 1/ 395، وابن ماجة (3149) والنسائي 7/ 212، والبغوي في «شرح السنة» (1127) من طريق سعيد بن المسيب به.
[2]
أورد له ابن المستوفي أبياتا مع رسالة نثرية بعث بهما إلى صاحب إربل أبي سعيد كوكبوري ابن علي بن بكتكين، وأبياتا أخرى أنشدها لنفسه. (تاريخ إربل) .
[3]
انظر عن (محمد بن صدقة) في: عقود الجمان لابن الشعار 6/ ورقة 83، والوافي بالوفيات 3/ 159، 160 رقم 1121.
[4]
انظر عن (محمد بن ظافر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 166، 167 رقم 2083، وتاريخ
رواج، الأزْديّ، الإِسْكندَرانيّ، أخو المُحدِّث عبد الوهّاب.
روى عن السلفي، روى عنه الزكي المنذري، وغيرُه.
137-
مُحَمَّد بن عبد الجليل بن عثمان.
أبو عبد الله، المِيهَنِيّ، الصُّوفيّ.
روى عن حَفَدَةَ العَطَّارِيّ، وعنه مجدُ الدِّين العَدِيميُّ. تُوُفّي بحلب في سَلْخِ جُمَادَى الأولى.
138-
مُحَمَّد بن عليّ [1] بن موسى.
أبو بكر، الأنصاريّ، الشَّريشيّ، ويُعرف بابن الغزال.
أخذ القراءاتِ عن أبي الحَسَن بن ناصر القُرْطُبيّ، وأبي الحَسَن بن لَبَال، وسَمِعَ منهما ومن أبي بكر بن الجدّ. وأقرأ، ودرّس الفقه.
وحدّث. وكان فقيها، إماما مشاوِرًا، زاهِدًا. روى عنه: ابنُه يوسف، وأبو إسحاق بن الكمّاد. بقي إلى هذا العام، ولا أعلم وفاته.
139-
مُحَمَّد بن معالي [2] بن مُحَمَّد البَغْداديُّ.
سَمِعَ من أبي الفَتْح بن البَطِّي. ومات بواقِصَة راجعا مِن الحجِّ في المحرَّم. وواقصة: قريبة من الكُوفة [3] .
140-
مُحَمَّد بن يعقوب [4] بن عبد الله المارسْتَانيّ.
أبو بكر، أخو أحمد.
سَمِعَ من: لاحق بن كارِه، وغيرِه.
وحدَّث.
[ () ] ابن الفرات 10/ ورقة 66.
[1]
انظر عن (محمد بن علي) في: غاية النهاية 2/ 210، 211 رقم 3286، وديوان الإسلام 3/ 373 رقم 1552، وسيعاد في وفيات سنة 628 هـ-. برقم (477) .
[2]
انظر عن (محمد بن معالي) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 138 رقم 2016، والوافي بالوفيات 5/ 40، 41 رقم 2019.
[3]
انظر معجم البلدان: 4/ 892.
[4]
انظر عن (محمد بن يعقوب) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 158، 159 رقم 2064.