الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[ما قِيلَ فِي فتح عكا]
وعملت الشّعراء القصائد فِي فتح عكّا، فمن ذَلِكَ كلمة المولى شهاب الدّين محمود:
الحمدُ للَّه زالت [1] دولةُ الصُّلْبِ
…
وعَزّ بالتُّرْك [2] دينُ المصطفى العربيّ
هذا الّذي كانت الآمالُ لو طَلَبَتْ
…
رؤياه فِي النّوم لاسْتَحْيَتْ من الطّلَب
ما بعد عكّا وقد هُدَّت [3] قواعِدُها
…
فِي البحر للشِّرْك [4] عند البرَّ [5] من أَرَبِ
عقيلةٌ ذَهَبَتْ أيدي الخُطُوب بها
…
دَهْرًا وشدّت [6] عليها كَفّ مغتصِبِ
لم يبق من بَعْدها للكُفْر إذ خَربتْ [7]
…
فِي البرّ والبحر ما يُنْجي سِوَى الهَرَبِ
أُمُّ [8] الحروب فكم قد أنشأتْ فِتَنًا
…
شاب الوليدُ بها هَوْلًا ولم تَشِبِ
سوران برٌّ وبحرّ حول ساحتها
…
دارا وأدنا هما أَنْأَى [9] من السُّحُبِ [10]
ففاجَأَتْها جنودُ اللَّه يَقْدُمُها
…
غضبانُ للَّه لا للمُلْك والنَّشَب
كم رَامَها ورَمَاها قبله مِلكٌ
…
جَمُّ الجيوش فلم يَظْفَرْ ولم يصب [11]
[ () ] المختار من تاريخ ابن الجزري 343.
[1]
في تاريخ سلاطين المماليك 5، وعيون التواريخ 23/ 72، وفوات الوفيات 1/ 410، وعقد الجمان (3) 72 «ذلّت» .
[2]
في عقد الجمان: «وعزّ بالقول» .
[3]
في تاريخ حوادث الزمان 1/ 61 «وقد هدمت» .
[4]
في تاريخ حوادث الزمان 1/ 61: «المشرك» .
[5]
في عقد الجمان (3) 73 «عند الدين» .
[6]
في تاريخ حوادث الزمان: «سدّت» .
[7]
في المختار من تاريخ ابن الجزري: «إذا خربت» . وفي فوات الوفيات: «مذ خربت» .
[8]
في تاريخ سلاطين المماليك، وفوات الوفيات:«أمّا» .
[9]
في عيون التواريخ 23/ 73 «أناس» .
[10]
في المصادر: «القطب» . وفي المختار من تاريخ ابن الجزري:
«وأدناهما أنأى من القطب للسحب»
[11]
في فوات الوفيات: «ولم يجب»
لم يُلْههِ مُلْكُهُ بلْ فِي أوائله
…
نال الّذي لم يَنَلْهُ النّاسُ فِي الحِقَبِ
فأصبَحتْ وهي فِي بحرين مائلة [1]
…
ما بين مضطرم نارا ومُضْطَرب
جيشٌ من التُّرْكَ تَرْكُ [2] الحرب عندهم
…
عارٌ وراحتُهُمْ ضَرْبٌ من النَّصَب [3]
يا يوم عكّا لقد أنْسَيْتَ ما سَبَقت
…
بِهِ الفتوح وما قد خطّ في الكتب
لم يبلغ النُّطْقُ حَدّ [4] الشُّكْر فيك فما
…
عسى يقوُم بِهِ ذو الشَّعر والخُطب
كانت تمنّي بك الأيّام عن أُمَم [5]
…
فالحمد للَّه شاهدناك عن كَثَبِ [6]
وأَطْلعِ اللَّه جيشَ النْصر فابتَدَرَتْ
…
طلائعُ [7] الفتْح [8] بين السُّمْرِ [9] والقُضُبِ
وأشْرَف المصطفى الهادي البشيرُ عَلَى
…
ما أسلَفَ الأشرفُ السّلطانُ من قُرب
فقَرَّ عَيْنًا بهذا الفتْح وابتهَجَتْ
…
ببشْرهٍ [10] الكعبةُ الغرّاءُ فِي الحُجُب
وسار فِي الأرض مَسْرَى الرّيح سُمْعَتُهُ
…
فالبرُّ فِي طَرَب والبحرُ فِي حَرَبِ [11]
وخاضت البيضُ فِي بحر الدّماء [12] فما
…
أبدت من البيض إلّا ساقَ مُخْتَضِبِ
وغاص [13] زرق القنا في زرق أعينهم
…
كأنّها شَطَنٌ تهوي إلى قُلُبِ
أجرت إلى البحر بحْرًا من دِمائهمُ
…
فراح كالرّاح إذ غَرْقَاهُ كالحَبَبِ [14]
بُشراك يا ملك الدُّنيا لقد شَرفَتْ
…
بك الممالك واستعلت على الرتب [15]
[1] في تاريخ حوادث الزمان 1/ 62 «مائلة» .
[2]
«ترك» ساقطة من المختار من تاريخ ابن الجزري 345.
[3]
في تاريخ حوادث الزمان 1/ 62 «من الوصب» . وفي فوات الوفيات: «ضرب من الضرب» .
[4]
في الحوادث الجامعة: «بعد» ، وفي الدرّة الزكية:«جهد» .
[5]
في فوات الوفيات: «مبعدة» .
[6]
في فوات الوفيات: «فالحمد للَّه نلنا ذاك عن كثب» .
[7]
في الحوادث الجامعة: «طوالع» .
[8]
في الدرّة الزكية: «الفجر» . وفي فوات الوفيات: «النصر» ، ومثله في عقد الجمان.
[9]
في المختار من تاريخ ابن الجزري: «السحر» .
[10]
في تاريخ حوادث الزمان 1/ 63 «بنشره» ، وفي فوات الوفيات:«بفتحه» .
[11]
في الدرّة الزكية: «فالبرّ في طلب والبحر في هرب» . وفي فوات الوفيات: «في كرب» .
[12]
في المختار من تاريخ ابن الجزري «بحر الرماد» .
[13]
في الدرّة الزكية، وعيون التواريخ:«وغاص» .
[14]
الحبب: الفقاقيع التي تعلو وجه الخمر عند مزجها بالماء. (القاموس المحيط) .
[15]
في نهاية الأرب 31/ 206 «على الوثب» . وفي تذكرة النبيه 1/ 138 «على الشهب» .
ما بعد عكّا وقد لانت [1] عريكتها
…
لديك شيءٌ تُلاقية عَلَى تَعَب [2]
أدركْتَ ثأرَ [3] صلاح الدّين إذ عُصِيَتْ [4]
…
منه لسرٍّ طواهُ اللَّه فِي اللَّقَبِ
باتَتْ [5] وقد جاوَرَتْنا ناشِزًا وغَدَت
…
طَوْعَ الهَوَى فِي يَدي جيرانها [6] الْجُنُب
وجالت النّار فِي أرجائها وعَلَتْ
…
فأطفأتْ ما بصدر الدّين من كُرَبِ
أضحت «أَبَا لهبٍ» تِلْكَ البُرُوج وقد
…
كانت بتعليقها حمّالةَ الحَطبِ
وأفلت البحرُ منهم من يخبّر مَنِ
…
يَلقاه من قومه بالوَيْل والحَربِ
وتمّتِ النّعمةُ العُظْمَى وقد كملتْ [7]
…
بفتح صور بلا حصْرٍ ولا نَصَبِ
لمّا رأتْ أُخْتَها بالأمس قد خَرَبتْ
…
كَانَ الخرابُ لها [8] أعْدَى من الْجَرَب
إنْ لم يكنْ ثَمّ لونُ اليمّ [9] مُنْصَبغًا
…
بها إليها وإلّا ألسن [10] اللهب
فاللَّه وأعطاك مُلْكَ البحرِ [11] وابتدأتْ [12]
…
لك [13] السّعادةُ ملك البرّ فارتقب [14]
[1] في الحوادث الجامعة: «ما بعد عكة إذ لانت» .
[2]
في الحوادث الجامعة: «يلاقيه على نصب» .
[3]
في الحوادث الجامعة: والمختار من تاريخ ابن الجزري: «أدركت شأن» .
[4]
في الحوادث الجامعة: «والمختار من تاريخ ابن الجزري، وتاريخ سلاطين المماليك، ونهاية الأرب، وعيون التواريخ: «إذ غضبت» . وفي تاريخ حوادث الزمان، وفوات الوفيات:«إذ عصبت» . والمثبت يتفق مع الدرّة الزكية.
[5]
في تاريخ حوادث الزمان 1/ 65، والدرّة الزكية:«بانت» ، وفي تاريخ ابن الفرات:
«ماتت» ، والمثبت يتفق مع بقية المصادر.
[6]
في المختار 345 «جوانبها» .
[7]
في المختار، والدرّة الزكية، ونهاية الأرب، وتاريخ ابن الفرات 8/ 118 «ملكت» .
[8]
في المختار 346، والحوادث الجامعة 224 «بها» .
[9]
في المختار: «إن لم يكن لون اليمّ» ، وفي نهاية الأرب:«ثم كون البحر» . وفي تاريخ حوادث الزمان 1/ 66 «لون البحر» .
[10]
في نهاية الأرب 31/ 208 «الألسن» .
[11]
في تاريخ سلاطين المماليك، والدرة الزكية، والحوادث الجامعة، والمختار من تاريخ ابن الجزري:«ملك البر» .
[12]
في فوات الوفيات، «إذ جمعت» .
[13]
في المختار، والحوادث الجامعة:«بك» .
[14]
في فوات الوفيات: «ملك البر والعرب» . وفي تاريخ حوادث الزمان 1/ 66 «ملك البحر» .
فمن كَانَ مبدؤه عكّا وصور معا
…
فالصّين أدنى إلى كفَّيْهِ من حَلَبِ [1]
وله من قصيدةٍ أخرى فِي عكّا مدح بها الشّجاعيّ:
الشَّرْك انجلى وانْجَلَتْ ظُلُماتُهُ
…
والدّين قرّ وأشرقت قَسَمَاتُه
والنّصر ألْوت بالفِرَنْج رياحه [2]
…
من بعد ما فَتكَتُ بهم نَسَماتُه [3]
هذا الّذي كانت تحيله المنى
…
وتحيله قدم العِدَى وثباتُه
هذا الَّذِي كَانَ الرّجاء ببعضه
…
بعد النُّفوس ولا تصحّ عداته
هبّ الزّمان من الكرى من بعد ما
…
طالت سنيُّ رقادِه وسِناتُه
ما كَانَ يحسُّن أن يجاور نا العِدى
…
لو زال عن جَفْن الجهاد سُباتُه
والآن قد ذهَبَتْ بحمد اللَّه
…
عَنْ أرض الشّام عِداتُنا وعِداتُه
وتفرّقت أيدي سَبَأ وسِباهمُ
…
جُمعتْ برغمهم لنا أشتاتُه
منها:
بانوا فما بكت السّماءُ عليهم
…
فِي رَبْعهم بل أُحرِقَتْ عَرَصاتُه
ونَمَى إلى صور الحديثُ ببحرهم
…
إذ خُلِّقت بدمائهم صفحاتُه
وهي مائة وخمسون بيتا.
[1] القصيدة أو بعضها في: الحوادث الجامعة 223، 224، وتاريخ سلاطين المماليك 5- 7، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 61- 66، والمختار من تاريخ ابن الجزري 344- 346، والدرة الزكية 315- 320، وتاريخ مغلطاي 4- 7، ونهاية والأرب 31/ 203- 208، والمختصر في أخبار البشر 4/ 25، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 92 أ، وتذكرة النبيه 1/ 138، 139، وفوات الوفيات 1/ 410- 413، وعيون التواريخ 23/ 72- 79، والبداية والنهاية 3/ 322، وعقد الجمان (3) 72- 74، وتاريخ ابن الفرات 8/ 115- 118.
[2]
في المختار: «رماحه» .
[3]
المثبت يتفق مع المختار. أمّا في المصادر الأخرى: «بسماته» .