الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
266-
كتاكت [1] .
الواعظ، زينُ الدين أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأندلُسيّ، الإشبيليّ الأصل، الْمَصْرِيّ.
وُلِد بتنّيس سنة خمسٍ وستّمائة. وكان رأسا فِي الوعظ، حَفَظَةً للأخبار، وله نظْمٌ جيّد. وعلى وعْظه روح.
تُوُفّي، رحمه الله، بالقاهرة، فِي ثالث عشر ربيع الأوّل.
-
حرف الميم
-
267-
مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم [2] بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن شداد [3] .
الرئيس، المُنْشِئ، عزّ الدّين، أبو عَبْد اللَّه الأَنْصَارِيّ، الحلبيّ، الكاتب.
وُلِد سنة ثلاث عشرة وستّمائة بحلب. وكان أديبا فاضلا، حسن المحاضرة.
صنّف «تاريخا» لحلب، و «سيرة الملك الظّاهر» . وكان من خواصّ السّلطان الملك النّاصر يوسف. ذهب فِي الرّسْليّة عَنْهُ إلى هولاكو وإلى غيره، ثمّ سكن الدّيار المصرية بعد أخْذ حلب.
وكان ذا مكانة وحُرمة عند الملك الظاهر وولده والملك المنصور. وله
[1] انظر عن (كتاكت) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 259- 262 وفيه شعر له، والسلوك ج 1 ق 3/ 730، وتذكرة النبيه 1/ 98، والوافي بالوفيات 7/ 333 رقم 3328، وفوات الوفيات 1/ 108 رقم 46، والنجوم الزاهرة 7/ 364.
[2]
انظر عن (محمد بن إبراهيم) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 270، 271، والعبر 5/ 349، ونهاية الأرب 31/ 128 وفيه:«مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم بْن شداد» ، ومرآة الجنان 4/ 201 وفيه «محمد بن إبراهيم الأنصاري الحلبي» ، والبداية والنهاية 13/ 305 وفيه «محمد بن علي إبراهيم بن شداد» ، وعيون التواريخ 21/ 357، والوافي بالوفيات وسيعاد باسم:«مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم بْن شداد» ، برقم (279) .
[3]
في المصرية: محمد بن إبراهيم بن علي بن شداد.
توصُّل ومُداخلة، وفيه تودُّد ومُروءة ومسارعة لقضاء حوائج النّاس. وقد روى شيئا. وسمع منه المصريّون.
تُوُفّي فِي سابع عشر صفر. ودُفن بسفح المقطَّم. وكان معلومُه فِي الشهر ألف درهم. وله حُرمة تامّة ورأي. وقد عُرِضت عَلَيْهِ الوزارة زمن السّعيد فامتنع.
268-
مُحَمَّد بْن إسْمَاعِيل [1] بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد المُحسن.
أَبُو بَكْر بْن الحافظ أَبِي الطّاهر بْن الأنماطيّ، الْمَصْرِيّ، ثمّ الدّمشقيّ نزيل القاهرة.
سَأَلت المِزّيّ عَنْهُ فقال: شيخ حَسَن من أولاد المحدّثين. سمَّعه أبُوهُ الكثير من: أَبِي اليُمْن الكنديّ، وأبي عبد الله بن البنّاء، وأبي البركات بْن ملاعب، وأبي القاسم بْن الحَرَسْتانيّ فِي آخرين.
وأجاز لَهُ عَبْد العزيز بْن الأخضر، والمؤيَّد الطّوسيّ، وخلْق يطول ذكرهم.
وحدّث بكثير من مَرْويّاته. وكان سهلا فِي الرّواية، سمعنا منه كثيرا فِي القاهرة سنة ثلاث وثمانين.
وكان قد لفّق لَهُ أبُوهُ سماع جميع «تاريخ» ابن عساكر، وهممتُ بقراءته عليه وكلّمته فِي ذلك ففرح وأجاب، ثُمَّ تركته لطوله.
قلت: وقد سمع منه عامّة الطّلبة بمصر، وانفردوا بأشياء كثيرة لم يحدّث بها لكون الأصول بدمشق.
وتُوُفّي فِي أوّل ذي الحجّة بالقاهرة. وولد سنة تسع وستّمائة.
[1] انظر عن (محمد بن إسماعيل) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 125 ب، والإشارة إلى وفيات الأعيان 374، والأعلام بوفيات الأعلام 285، والعبر 5/ 349، وذيل التقييد 1/ 99، 100 رقم 117، والوافي بالوفيات 2/ 219، والنجوم الزاهرة 7/ 368، وشذرات الذهب 5/ 388.
وقد حدَّث بدمشق سنة ثمانٍ وستّين، وسمع منه بقراءة ابن نفيس شيخنا ابن تيميّة، وأخواه عَبْد الرَّحْمَن وعبد اللَّه خضر، وشهاب الدّين بْن المجد عَبْد اللَّه، ومحمد وإبراهيم ابنا الوجيه بْن مُنَجّا، وآخرون.
269-
مُحَمَّد بْن أياز [1] .
الأميْر الكبير، ناصرُ الدّين ابن الأمير افتخار الدّين الحَرّاني، الحنبليّ.
ولي ولاية دمشق بعد موت الافتخار والده، وأضيف إلَيْهِ شدّ الأوقاف والنّظر فيها استقلالا. وكان نائب السّلطنة لا يخالفه ولا يخرج عَنْ رأيه. وله المكانة العالية عند الملك الظاهر، وكلمته مسموعة في سائر الدّولة.
وكان ذا عقل ورأي وذكاء، وخبرة بالأمور. وكان مليح الخطّ، جيّد الفضيلة، كثير المكارم والفتوّة.
وقال الشيخ قطب الدّين: كان يكتب خطّا منسوبا، رأيته يكتب وهو ينظر إلى جهة أخرى.
قال: وكان كثير المكارم والسّتر وقضاء حوائج النّاس، يصلح لكلّ شيء. سَمِعْتُ بعض الأمراء يَقُولُ: والله يصلح لوزارة بغداد فِي زمن الخلفاء، ولا يقوم غيره مقامه.
ثمّ استعفى من ولاية البلد فأجيب. ثمّ ولّاه السلطان الملك المنصور نيابة حمص فتوجّه عَلَى كُرْهٍ فلم تطُلْ مدته بِهِ. وتُوُفّي ليلة نصف شعبان بها، فنُقل إلى دمشق ودُفن بتُربة الشّيْخ أَبِي عُمَر ولم يبلغ الستّين.
وقد سَمِعَ الحديث الكثير، وما أظنّه حدّث.
[1] انظر عن (محمد بن أياز) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 124 أ، والعبر 5/ 349، 350، ونهاية الأرب 31/ 128، ومرآة الجنان 4/ 201 وفيه:«الأمير ناصر الدين محمد بن الافتخار» ، وتاريخ ابن الفرات 18/ 34.
270-
مُحَمَّد بْن حاتم [1] بْن هبة اللَّه بْن خَلَف.
شَرَفُ الدّين الدّلاصيّ، الأَنْصَارِيّ.
حدّث عَنْ عَبْد العزيز بْن باقا.
ومات فِي شوّال بمصر [2] .
271-
مُحَمَّد بْن الْحَسَن [3] بْن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد.
الشّيْخ شَرَف الدّين الإخميميّ [4] ، الزّاهد.
روى «جزء بن نُجيْد» ، عَنِ ابن طلحة النَّصيبيّ. سمعه معه الشّيْخ تقيّ الدّين ابن تيميَّة، والبِرْزاليّ.
وكان كثير التّعبُّد والاجتهاد، وللنّاس فِيهِ حُسْن اعتقاد. وبعض النّاس كَانَ ينسبه إلى التّصنُّع. وكان يُفتح عَلَيْهِ بأشياء من الأمراء والكبار، فإذا قوبل بقدرٍ يسير لا يقبله.
وفي الجملة كَانَ جليل القدْر، مَهيبًا، حَسَن السَّمْت، حلْو الكلام. وهو الّذي ذكره كمال الدّين مُحَمَّد بْن طلحة فِي تصنيفه فِي علم الحروف [5] . فذكر أنّ الشّيْخ محمدا رَأَى عليا رضي الله عنه، فأراه دائرة الحروف.
[1] انظر عن (محمد بن حاتم) في: المقفى الكبير 5/ 511، 512 رقم 2010.
[2]
وقال المقريزي: شيخ صالح، منقطع عن الناس، كثير التلاوة. يقال إنه قرأ ألف ختمة.
ولد بدلاص في مستهل المحرم سنة ستمائة، وقيل: سنة إحدى وستمائة.
و «الدلاصي» : بفتح الدال المهملة، نسبة إلى دلاص: قرية من كورة البهنسا من الصعيد.
(معجم البلدان) .
[3]
انظر عن (محمد بن الحسن) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 271- 274، وتالي كتاب وفيات الأعيان للصقاعي 150، 151 رقم 245، وفيه:«محمد بن الحسين» ، والإشارة إلى وفيات الأعيان 374، والأعلام بوفيات الأعلام 285، والعبر 5/ 350 وفيه «محمد بن محمد بن الحسن بن إسماعيل» ، ومرآة الجنان 4/ 201، والبداية والنهاية 13/ 306، وعقد الجمان (2) 343، والوافي بالوفيات 2/ 353، وتاريخ ابن الفرات 8/ 34، والنجوم الزاهرة 7/ 368.
[4]
في مرآة الجنان: «الاحميمي» بالحاء المهملة، وهو تصحيف.
[5]
ذيل المرآة 4/ 271.
وبمثل هذا تكلّم بِهِ بعض الأئمّة، فإنّ الدّخول فِي علم الحروف ينافي طريق السَّلف، وهو فِي شقّ، وما جاء بِهِ الرَسُول صلى الله عليه وسلم فِي شق. وهو ممّا حرّمه الله تعالى بقوله: أَنْ تَقُولُوا عَلَى الله ما لا تَعْلَمُونَ 7: 33 [1] . وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ» [2] . قلت: وعلم الحروف يشبه الكهانة والنّجوم، لا بل هُوَ شرِّ منه. فنسأل اللَّه أن يحفظ علينا إيماننا.
تُوُفّي الشيخ مُحَمَّد الإخميميّ بزاويته بقاسيون، وغسّله الشّيْخ فخر الدّين ابن عزّ القضاة، والشيخ برهان الدّين الإسكندرانيّ، والشيخ شرف الدّين الفَزَاريّ، وازدحم النّاس عَلَى نعشه. وكان عَلَى جنازته سُكون وهيبة، وذلك فِي جمادى الأولى.
تعلّل مدّة، وقد زاره الصّاحب تاج الدّين بْن حنا، فدفع إلَيْهِ أربعة آلاف دينار.
وكان أسمر، طويلا، نحيفا، مهيبا، اشتكى من وجَع ظهره زمانا وما تداوى وكان صديقا للشيخ يوسف البقاعيّ مدّة، ثمّ وقع بينهما فتهاجرا.
272-
مُحَمَّد بْن ربيعة [3] بْن حاتم بْن سنان.
أَبُو عَبْد اللَّه الحَبْليّ، الْمَصْرِيّ ابن الخرقيّ. والده الكتبيّ، المقرئ.
راوي «السّيرة» عَنْ عَبْد القويّ بْن الْجَبّاب.
كَانَ موجودا فِي هذه السّنة. قرأ عَلَيْهِ شيخنا المِزّيّ «السيرة» ، وذكره البِرْزاليّ فِي «شيوخه» بالإجازة.
[1] سورة الأعراف، الآية 23.
[2]
رواه الإمام أحمد عن عفان، عن وهيب، عن عبد الوهاب بن طاوس، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظن أكذب الحديث ولا تجسّسوا ولا تحسّسوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا تنافسوا وكونوا عباد الله إخوانا» . (المسند 2/ 342) .
ورواه عن إسحاق قال: أنا مَالِكٌ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هريرة. (2/ 465) .
[3]
انظر عن (محمد بن ربيعة) في: المشتبه في الرجال 1/ 137، وتوضيح المشتبه 2/ 205.
والحيليّ مستفادٌ مَعَ الحبليّ، والختّليّ، والجبليّ، والجيليّ. وحَبْلَة [1] :
مكان باليمن منه صاحبنا عَلَى بْن منصور.
وسمع منه أيضا: ابن سامة، وأبو عَبْد اللَّه بْن نباتة. وسماعه للسيرة فِي سنة ثمانٍ وستّمائة. ومولده فِي رمضان سنة سبْعٍ وتسعين.
273-
مُحَمَّد بْن طرس [2] .
أَبُو عَبْد اللَّه الشّنْقريّ، البغداديّ، الصوفيّ.
روى عَنْ: ابن رُوزبة، وابن اللّتّيّ.
ومات فِي جمادى الآخرة، رحمه الله.
274-
مُحَمَّد بْن عامر [3] بْن أَبِي بَكْر.
أَبُو عَبْد اللَّه الغُسُوليّ، الصّالحيّ، المقرئ.
شيخ صالح، متواضع، متعفّف، خيّر.
روى عَنْ: ابن مُلاعب، والشيخ الموفَّق، وابن راجح، وغيرهم.
روى عنه: ابن الخبّاز، وسائر الطّلبة.
وتوفّي في جمادى الآخرة وقد قارب الثّمانين. وهو صاحب الميعاد المشهور عشيّة السُّبُوت. وكان يعِظ عقيب الختم ثمّ يدعو.
قَالَ الشّيْخ تاج الدّين فِي «تاريخه» : كَانَ يجمع النّاس للختم كلّ سبت.... [4] وكان طويلا، حَسَن الشكل.
قَالَ: ثمّ إنّه ابتدع بدعة سيّئة كرِهتُه عليها. جعل يقرأ ختمة ويهديها للنّبيّ صلى الله عليه وسلم، وختمة يهديها لإبراهيم الخليل، والله يسامحه.
[1] حبلة: بفتح الحاء المهملة، وسكون الباء الموحّدة.
[2]
في المصريّة: محمد بن طيبرس.
[3]
انظر عن (محمد بن عامر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 123 أ، ب، والعبر 5/ 350، والبداية والنهاية 13/ 306، وعقد الجمان (2)243.
[4]
في نسخة دار الكتب المصرية: «في قبر الست وقبر سعد» بدل قوله: «كل سبت» . وفي النسخة البريطانية المعتمدة أصلا ثمة فراغ بعد عبارة (كل سبت) قدر أربع كلمات.
قلت: أصل المسألة فِيه نزاع، وهو إهداء ثواب التّلاوة.
275-
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه [1] بْن بركات بْن إِبْرَاهِيم.
الكمال بْن الخُشُوعيّ، والد شيخنا عليّ.
حدّث وكتب فِي الإجازات. ومات فِي شوّال كهلا.
وحدّث عَنْ عمّه إِبْرَاهِيم.
276-
مُحَمَّد بْن عَبْد الْعَزِيز [2] بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن.
ابن الدّجاجيّة، العدْل، نجم الدّين الصالحيّ.
توفّي ببستانه.
وقد سمع من: أبِيهِ، وابن صباح، وأبي نصر بْن الشيرازيّ.
أخذ عَنْهُ عَلَمُ الدّين البِرْزاليّ، وغيره.
ومات فِي جمادى الآخرة. شيّعه قاضي القضاة، وخلّف أملاكا.
277-
مُحَمَّد بْن عَبْد الغني [3] بْن ظافر.
جمال الدّين بْن الشّيْرَجيّ، الإسكندرانيّ، الشّافعيّ، المؤدّب.
عُمّر دهرا طويلا، فإنّه وُلِد سنة تسعين وخمسمائة.
وسمع من ابن البنّاء «جامع التّرمذيّ» ، ومن ابن المفضَّل.
أجاز للبِرْزاليّ، وقال: مات سنة أربعٍ وثمانين تقريبا [4] .
278-
مُحَمَّد بْن عُثْمَان [5] بْن علي.
الرّوميّ، الشّيْخ شَرَفُ الدّين، ابن الشّيْخ القدوة الزّاهد عُثْمَان، صاحب الزّاوية الّتي بسفح فاسيون.
[1] انظر عن (محمد بن عبد الله) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 125 أ.
[2]
انظر عن (محمد بن عبد العزيز) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 123 ب.
[3]
انظر عن (محمد بن عبد الغني) في: المقفى الكبير 6/ 96 رقم 2530.
[4]
وقال المقريزي: مات يوم الثلاثين سادس عشر من ربيع الآخر سنة ثلاث وثمانين وستمائة.
[5]
انظر عن (محمد بن عثمان) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 274، 275، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 123 أ، والإشارة إلى وفيات الأعيان 374، والعبر 5/ 350، والبداية والنهاية 13/ 307، وتذكرة النبيه 1/ 98، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 83، والوافي بالوفيات 4/ 86 رقم 1553، والنجوم الزاهرة 7/ 368، وشذرات الذهب 5/ 389، وعقد الجمان (2)345.
كَانَ صالحا، زاهدا، فقيرا، واسع الصَّدر، كريما، جوادا، لطيفا، متواضعا، كيّسا، لا يدّخر شيئا أصلا، بل ينفق ما يُفتح عَلَيْهِ بِهِ. وكان لا يكاد يتردّد إلى أحدٍ، ويعمل السّماعات، ويصعد إلَيْهِ الخلق الكثيرين الفقراء والعوامّ فيرقص سائر السّماع، ويخلع جميع ما عَلَيْهِ عَلَى المغاني، ويبقى فِي اللّباس فقط.
وقد حضر حصار المَرْقَب، ثمّ عاد إلى دمشق، فتُوُفّي عقيب قدومه بأيام فِي العشرين من جمادى الأولى، وهو فِي عَشْر الثّمانين.
279-
مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم [1] بْن شداد.
العلّامة، المنشئ، عزّ الدّين الحلبيّ، له فضل وجلالة.
صاحب «سيرة الملك الظّاهر» .
تُوُفّي بمصر فِي صفر، وهو من أبناء السّبعين [2] .
280-
مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن يوسف [3] بْن مُحَمَّد بْن يوسف.
[1] تقدّم باسم «مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن شداد» برقم (267) وانظر عن (محمد بن علي بن إبراهيم) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 122 ب، وذيل مرآة الزمان 4/ 270، 271، وتالي كتاب وفيات الأعيان للصقاعي 145، 146 رقم 237، والمقفى الكبير 6/ 233، 234 رقم 2706، والعبر 5/ 349، ومرآة الجنان 4/ 201 وفيها:
«محمد بن إبراهيم بن علي» بتقديم وتأخير، والوافي بالوفيات 4/ 189، 190 رقم 1733، والبداية والنهاية 13/ 305، وتاريخ ابن الفرات 8/ 33، وتاريخ الأدب الجغرافي 1/ 369- 371، والأعلام 7/ 173، ومعجم المؤلفين 10/ 229- 32، ودائرة معارف البستاني 3/ 255، 258، وكشف الشنون 739، 1016، وهدية العارفين 2/ 134، وفهرس المخطوطات المصوّرة 2/ 20، والتاريخ العربيّ والمورخون 4/ 29- 32، وعلم التاريخ عند المسلمين 150 و 157 و 234 و 237 و 551، والمعجم الشامل للتراث العربيّ المطبوع 3/ 364- 366، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبة تركيا 99، 100 رقم 133، ومقدمة: الأعلاق الخطيرة، وتاريخ الملك الظاهر، والأعلام 7/ 173.
[2]
[3]
انظر عن (محمد بن علي بن يوسف) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 276، 277، والمقتفى
العلّامة، رضيُّ الدّين، أَبُو عبد اللَّه الأَنْصَارِيّ، الشّاطبيّ، اللُّغويّ.
وُلِد ببَلَنْسِيَة سنة إحدى وستّمائة.
وروى عَنْ: أَبِي الْحَسَن بْن المقيّر، وبهاء الدين بن الجمّيزيّ.
وتوفّي في يوم الجمعة الثاني والعشرين [1] من جمادى الأولى بالقاهرة.
وكان رحمه الله عالي الإسناد في القرآن. فإنّه قرأ لوَرْش عَلَى الشّيْخ المعمرَّ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن سعود الْأزْدِيّ الشّاطبيّ صاحب ابن هذيل سنة بضع وعشرين وستّمائة.
وسمع منه كتاب «التّلخيص» لأبي عُمْرو الدّانيّ فِي قراءة وَرْش.
كَانَ رضيّ الدّين إمام عصره فِي اللّغة، تصدَّر بالقاهرة وأخذ النّاس عَنْهُ: أَبُو حيّان، وسعد الدّين الحارثيّ، وأبو الْحُسَيْن اليُونينيّ، والمِزّيّ، وابن منير الحلبيّ، وابن عَمْرو بْن الظاهريّ، وآخرون.
ذكر لي ابن حَرميّ الفَرَضيّ، عَنْ أَبِي حيّان النَّحْويّ، عَنِ الرضيّ الشاطبيّ قَالَ: أعرف اللّغة عَلَى قسمين، قسم أعرف معناها وشاهْدَها، وقسم أعرف كيف أنطق بها فقط.
وسمعتُ شيخنا أَبَا الْحُسَيْن اليُونينيّ ببعْلَبَكّ يَقُولُ: سألت شيخنا العلّامة رضيَّ الدّين الشاطبيّ عمّا ذكره أَبُو عُمَر الزّاهد فِي كتابه «ياقوتة الصراط» عند قوله عز وجل: وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ الله 4: 119 [2] قَالَ: يعني الإخصاء. قلت لَهُ: هَلْ تعرف الإخصاء بمعنى الخصاء؟ قال: لا أعرف أحدا ذكره إلّا أنّني أحفظ بيتين لأهل الأندلس، قَالَ: وهم يسمّون القطّ قطرسا. وأنشدني البيتين، وهما:
[ () ] للبرزالي 1/ ورقة 126 أ، والإشارة إلى وفيات الأعيان 374، والمعين في طبقات المحدّثين 218 رقم 2267، والعبر 5/ 351، والوافي بالوفيات 5/ 190 رقم 1735، وغاية النهاية 2/ 213 رقم 3293، والمقفى الكبير 6/ 3294 رقم 2862، ونفح الطيب 2/ 373 رقم 169، وشذرات الذهب والسلوك ج 1 ق 3/ 730، 5/ 389.
[1]
في ذيل المرآة 4/ 276 «في ثامن وعشرين» .
[2]
سورة النساء الآية 119.
عجائب الدّهرِ شتَّى لا يُحاطُ بها
…
منها سَماعٌ ومنها فِي القَرَاطيس
وإنّ أعجبَ ما جاء الزّمانُ بِهِ
…
فارٌ بحمصَ لأخصاء القطاطيسِ [1]
قلت: هذه حمص الأندلس. وهي بلد معروفة.
281-
مُحَمَّد بْن يَحْيَى [2] بْن تمّام.
الرئيس، شمسُ الدّين، ابن عماد الدّين بْن الْجُمَّيْزيّ، الدّمشقيّ، العدْل.
تُوُفّي بالمِزَّة فِي جمادى الآخرة.
282-
مُحَمَّد بْن يعقوب [3] بْن علي.
المولى، مجيرُ الدّين بْن تميم.
سكن حماة، وخدم الملك المنصور. وكان جنديّا محتشما، شجاعا، مطبوعا، كريم الأخلاق، بديع النَّظم.
تُوُفّي بحماة فِي هذا العام.
[1] قال اليونيني: قال أخي- رحمه الله أنشدني:
ربّ سهل على فتاتي لترى
…
هل سلا فتاها فتاها
علّمته جفونها أيّ سحر
…
ما تلاها عن حسنها مذ تلاها
وأنشده أيضا:
لولا ثباتي وسباتي
…
لطرت شوقا إلى الممات
لأنني في جوار قوم
…
تعصني قربهم وحياتي
وأنشده أيضا- رحمه الله بمصر:
منغّص العيش لا يأوي إلى دعة
…
من كان في بلد أو كان ذا ولد
والساكن النفس من لم ترض همّته
…
مسكني مكان ولم يسكن أحد
[2]
انظر عن محمد بن يحيى) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 123.
[3]
انظر عن (محمد بن يعقوب) في: ذيل مرآة الزمان 4/ 277- 280، والبداية والنهاية 13/ 307 وفيه شعر غير المذكور هنا، والسلوك ج 1 ق 3/ 730، وتذكرة النبيه 1/ 100، 101، والوافي بالوفيات 5/ 288 رقم 2304، وتالي كتاب وفيات الأعيان 146 رقم 238، والعبر 5/ 351، وشذرات الذهب 5/ 389، وعيون التواريخ 21/ 358- 366، وفوات الوفيات 2/ 538، والنجوم الزاهرة 7/ 367، وعقد الجمان (2)347.
ومن شعره:
كم فارس صاحَبْتُهُ يوم الوَغَى
…
وتركتُه إذْ خانَه إقدامُه
حتّى بلغتُ بحدّ سَيْفي موضعا
…
فِي الحرب لم تبلُغْ إلَيْهِ سِهامُه [1]
وله:
دَعْني أُخاطِرُ فِي الحروب بمُهْجتي
…
إمّا أموت بها وإمّا أرزق
فسواد عيشي لا أراه أبيضا
…
إلّا إذا احمرَّ السِنانُ الأزرقُ [2]
وله:
رعى اللَّه وادي النَّيْربَيْن [3] فإنّني
…
قضيتُ بِهِ يوما لذيذا من العُمِر
دري أنني جئتُه متنزّها
…
فمدّ لأثوابي بساطا من الزَّهرِ
وأقدمني الماءَ القُراح فحيْثُما
…
سنحت [4] رَأَيْتُ الماءَ فِي خِدمتي يجري [5]
وله:
لِمْ لا أهيمُ إلى الرياضِ وزهره [6]
…
وأقيم منه [7] تحت ظلٍ ضافي
والغُصْنُ يلقاني بثغرٍ باسمٍ
…
والماءُ يلقاني بقلبٍ صافي [8]
وله:
العفْوُ مُسْتَحْسَنٌ من غير مقتدرِ
…
فكيف من لم يزل يعفو إذا قدرا
والعبدُ فهو فقيرٌ ما لَهُ أحدٌ
…
سواك فاصفح ولا تشمت بي الفقرا
وله:
[1] ذيل المرآة 4/ 277.
[2]
ذيل المرآة 4/ 277، عيون التواريخ 21/ 363.
[3]
النيربين: بلفظ التثنية. قرية مشهورة بدمشق. (معجم البلدان 5/ 330) .
[4]
في ذيل المرآة: «سبحت» .
[5]
ذيل المرآة 4/ 279، عيون التواريخ 21/ 364.
[6]
في ذيل المرآة: «وزهرها» .
[7]
في ذيل المرآة: «منها» .
[8]
ذيل المرآة 4/ 279.
ولم أنس قولَ الورد والنّار قد سَطَتْ
…
عَلَيْهِ فأمسى دمعه يتحدّرُ
ترفَّقْ فما هذي دُمُوعي الَّذِي [1] ترى
…
ولكنّها روحي تذوب فتفطرُ
وله:
حاذر أصابع من ظَلَمْتَ فإنّها
…
تدعو بقلب فِي الدُّجَى مكسور
فالوردُ ما ألقاه فِي نار الغضا
…
إلّا دُعاء أصابعِ المنثور [2]
وله:
ما احمرَّ وجهُ الورد إلّا إذ غدا
…
المنثورُ يلطم وجْهَهُ بكفُوفه
وله:
ومُذْ قلتُ للمنثور إنّي مفضّلٌ
…
عَلَى حُسْنِك الورد الَّذِي جلَّ عَنْ شَبْهِ
تلوّنَ من قولي وزاد اصْفرارُهُ
…
وفتح كفَّيْه وأومى إلى وجهي
وله رحمه الله مَرْثيّةٌ، بديعةٌ أولها:
فؤادٌ عَلَى فقد الحبيب لَهُ وقد
…
وأجفان عين ما لها بالكرى عهد
وجسم براه لاعج الحزن والجوى
…
فما فِيهِ إلّا الرّوح والعظم والجلد
منها:
فيا قبره ألا رفقت بجسمه
…
فقد كَانَ يدميه إذا مسّه البرد
وألا كشفت التّرب عَنْ حسن وجهه
…
فقد كَانَ وجها يخجل البدر إذ يبدو
وله:
يا من تلوّن فِي الوداد ولم أزل
…
أبدا بحسن وداده أتمسّك
الماء منه حياتنا وسرورنا
…
وإذا تلوّن أو تغيّر يترك
وله:
مبارز الدّين يا من جود راحته
…
وفضله فِي الورى يربي عَلَى السّحب
[1] كذا.
[2]
في عيون التواريخ 21/ 361 «المنشور» .
عندي طريفيّة شهباء تحسبها
…
للحسن قد لبست ثوبا من الشّهب
لم ترض نعلا هلال الأفق من صلف
…
ولا نجوم الثّريا موضع اللّبب
كم مرّة تركت ريح الشّمال وقد
…
جاءت تسابقها فِي غاية التّعب
كريمة تسند الأعراب نسبتها
…
إلى جياد تميم سادة العرب
رأت جوادك فِي الميدان معترضا
…
يزهو عَلَى الخيل فِي التّقريب والخبب
جاءت خاطبة لمّا انثنى وله
…
أصل يماثلها فِي عزّة النّسب
وقد رأته لها كفوا ولو خطبت
…
طرفا سواه رآها أشرف الرّتب
فاحذر تضنّ عليها فهي شاغرة
…
وشغرها مؤلم فِي حالة الغضب
283-
مُحَمَّد بْن يوسف [1] بْن مُحَمَّد بْن عصمون.
تاجُ الدّين المالقيّ.
وُلِد بمالقة سنة إحدى عشرة. وحدّث عَنْ سبْط السِّلَفيّ.
تُوُفّي فِي ذي القعدة بمصر [2] .
284-
مصطفى بْن أَبِي زرعة [3] بْن عَبْد الرّزاق.
صفيُّ الدّين الْجَرَويّ، الدَّلاصيّ، ثمّ الْمَصْرِيّ.
وُلِد سنة أربعٍ وستّمائة، وسمع من: عَلِيّ بْن المفضَّل الحافظ، وابن باقا، وغيرهما.
مات فِي شعبان.
285-
مظفَّر بْن عَلِيّ بْن القاسم بْن النشبيّ.
مات فِي سلْخ رمضان.
روى عنه: البزاليّ.
سَمِعَ من: فخر الدّين عَبْد الرَّحْمَن بْن عساكر، وزين الأمناء، وابن صصريّ.
[1] انظر عن (محمد بن يوسف) في: المقفى الكبير 7/ 509 رقم 3604.
[2]
قال المقريزي: قدم مصر وكان فقيها.
[3]
انظر عن (مصطفى بن أبي زرعة) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 126 أ، وفيه: