المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ حرف العين - تاريخ الإسلام - ت تدمري - جـ ٥١

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد الحادي والخمسون (سنة 681- 690) ]

- ‌[الطبقة التاسعة والستون]

- ‌سنة إحدى وثمانين وستمائة

- ‌[سلطان دولة المماليك]

- ‌[صاحب العراق وخُراسان]

- ‌[القبض عَلَى بيسري وكشتغدي]

- ‌[تدريس الأمينيّة]

- ‌[نيابة القضاء]

- ‌[تدريس الأمينية والفرّخشاهية]

- ‌[سلطنة الملك أَحْمَد]

- ‌[وزارة مصر]

- ‌[قضاء القاهرة]

- ‌[زيارة القدس والخليل]

- ‌[حريق الأسواق بدمشق]

- ‌[عمارة الأماكن المحترقة]

- ‌سنة اثنتين وثمانين وستمائة

- ‌[قدوم السلطان دمشق]

- ‌[مشيخة الإقراء بتربة أمّ الصالح]

- ‌[حسبة دمشق]

- ‌[تدريس الرواحيّة]

- ‌سنة ثلاث وثمانين وستمائة

- ‌[سلطنة حماة]

- ‌[السيل الهائل بدمشق]

- ‌[زيادة المطر بالصالحيّة]

- ‌[ولاية دمشق]

- ‌[درس ابن تَيْميّة]

- ‌[الرخص فِي الحجّ]

- ‌[تدريس المقصورة الحنفيَّة]

- ‌[عزل الدويدار وقتله]

- ‌سنة أربع وثمانين وستمائة

- ‌[فتح حصن المرقب]

- ‌[تزيين دمشق]

- ‌[عزل وتعيين]

- ‌[دخول الملك المظفَّر حماة]

- ‌[قضاء حلب]

- ‌[القحط والظلم في العراق]

- ‌[الغارة عَلَى بلاد الجزيرة]

- ‌[تدريس ابن الوكيل]

- ‌سنة خمس وثمانين وستمائة

- ‌[الوزارة بدمشق]

- ‌[وظيفة الشدّ]

- ‌[فتح الكَرَك]

- ‌[التدريس بالغزاليّة]

- ‌[زوبعة الغَسولة]

- ‌[استيلاء الفرنج عَلَى جزيرة ميورقة]

- ‌[غَرَقَ الحَكَم بْن سَعِيد]

- ‌سنة ست وثمانين وستمائة

- ‌[فتح صهيون وبُرْزية]

- ‌[قضاء الشام]

- ‌[التدريس بالرواحيّة]

- ‌[شراء السلطان قرية جزرما]

- ‌[التدريس بالقوصيّة]

- ‌سنة سبع وثمانين وستمائة

- ‌[مصادرة أموال جماعة]

- ‌[الانتقام من الشجاعيّ]

- ‌[قتل نصرانيّ]

- ‌[صلاة الجمعة بإمامين]

- ‌[التدريس بالقيمريّة]

- ‌[الحسبة بدمشق]

- ‌[تحويل الجسور إلى أسواق]

- ‌[قضاء المالكيّة بدمشق]

- ‌سنة ثمان وثمانين وستمائة

- ‌[فتح طرابلس]

- ‌[تاريخ طرابلس قبل الفتح]

- ‌[هرب ابن الجزري من مصادرة الشجاعي]

- ‌[مصادرة نجم الدين الجوهري]

- ‌[القبض عَلَى التقيّ توبة وإطلاقه]

- ‌[الحسبة بدمشق]

- ‌[ركب الشام]

- ‌[وعظ ابن البُزُوري]

- ‌سنة تسع وثمانين وستمائة

- ‌[ثورة عرب الصعيد]

- ‌[عودة الأفرم من السودان]

- ‌[التدريس بالدولعية والظاهرية]

- ‌[التدريس بالتقوية والعِمادية]

- ‌[خطابة ابن المرحّل بالجامع الأموي]

- ‌[قضاء الحنابلة بدمشق]

- ‌[تدريس الجوزية]

- ‌[الأجناد بطرابلس]

- ‌[إمساك جرمك الناصري]

- ‌[نظر الجامع الأموي]

- ‌[شنق ابن المقدسي]

- ‌[نيابة غزّة]

- ‌[حريق درب اللبّان]

- ‌[التدريس بأمّ الصالح]

- ‌[قتل تجار المسلمين بعكا]

- ‌[تدريس الرواحية]

- ‌[قطع الأخشاب بالبقاع]

- ‌[وفاة السلطان قلاوون]

- ‌[استخدام أخشاب البقاع بدار السلطنة والجامع الأموي]

- ‌[إمساك نائب الخزندار ومخدومه بدمشق]

- ‌[الخطبة للسلطان الأشرف]

- ‌[وكالة بيت المال بدمشق]

- ‌[إكرام الأمير بكتوت]

- ‌[تهنئة صاحب حماة للسلطان]

- ‌[تدريس التقويّة]

- ‌[البلاء بالعراق]

- ‌[خراب الحجّاج بمكة]

- ‌سنة تسعين وستمائة

- ‌[سلطان مصر ووزيره ونائبة]

- ‌فتح عكّا

- ‌[إمساك نائب دمشق]

- ‌[دخول عكا]

- ‌[تاريخ عكا قبل الفتح]

- ‌[استيلاء الفرنج عَلَى صور]

- ‌فتح صور

- ‌[نيابة صفد]

- ‌[نيابة الكَرَك]

- ‌[تزيين دمشق]

- ‌فتح صيدا

- ‌[الاستيلاء عَلَى مراكب الفرنج عند البترون]

- ‌فتح بيروت

- ‌فتح جُبَيْل

- ‌فتح عثليث

- ‌[فتح أنطرسوس]

- ‌[تكليف مقدّمي الجرد وكسروان خفر بلادهم]

- ‌[تكسير تمثالين ببعلبكّ]

- ‌[القبض عَلَى علم الدين الدواداريّ]

- ‌[العمارة بقلعة دمشق]

- ‌[غضب السلطان عَلَى بعض خواصّه]

- ‌[تولية ابن جماعة قضاء مصر]

- ‌[إبطال عمائم النساء وشُرب الحشيش والخمر بدمشق]

- ‌[موت ملك التتار]

- ‌[ولاية برّ دمشق]

- ‌[خطبة ابن المرحّل أمام السلطان]

- ‌[زيارة ابن الأُرْمَوي]

- ‌[إطلاق رُسُل عكا الفرنج]

- ‌[إطلاق أسرى بيروت]

- ‌[إظهار أمر الخليفة]

- ‌[خطبة الخليفة]

- ‌[قراءة الختمة والحضّ عَلَى أخذ بغداد]

- ‌[قراءة الختمة بدمشق]

- ‌[إمساك أميرين بدمشق]

- ‌[توسعة الميدان بدمشق]

- ‌[حجّ الشاميين]

- ‌[ما قِيلَ فِي فتح عكا]

- ‌[تراجم رجال هذه الطبقة]

- ‌سنة إحدى وثمانين وستمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الذال

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌الكنى

- ‌سنة اثنتين وثمانين وستمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌سنة ثلاث وثمانين وستمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الدال

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌سنة أربع وثمانين

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الدال

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة خمس وثمانين وستمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الذال

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الواو

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌سنة ست وثمانين وستمائة

- ‌حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌سنة سبع وثمانين وستمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌سنة ثمان وثمانين وستمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة تسع وثمانين وستمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌سنة تسعين وستمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الدال

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف اللام

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف اللام ألف

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

الفصل: ‌ حرف العين

الشاهد. كَانَ شيخا مَهِيبًا، ضخما، حَسَن البزّة. يجلس فِي الحصيرة الّتي فيها ابن النّصير، ويعرف الشروط، ويكتب خطّا مليحا، ويشهد عَلَى القضاة.

ولم يتزوَّج ولا حجّ، وكان يقدر عَلَى ذَلِكَ، فامتنع القاضي المالكيّ من قبوله، وقال: أنت لك مال ولم تحجّ. فقام وحجّ وأمضى الفريضة، وعاد فأدركه أجله فِي المحرَّم فِي الطّريق.

وكنت أراه مُلازمًا للشهادة.

-‌

‌ حرف العين

-

629-

عَبْد اللَّه بْن الحُسين بْن القاضي الأشرف أَحْمَد بْن القاضي الفاضل جمال الدين أَبِي بَكْر [1] .

تُوُفّي بدمشق فِي داره كهلا فِي صفر.

630-

عَبْد اللَّه بْن مجد الدين [2] أبي الفتح نصر الله بن أحمد بْن البَعْلَبكّيّ [3] .

الشّيْخ بدر الدّين، أَبُو بَكْر الأَنْصَارِيّ [4] [الدّمشقيّ.

شيخ رئيس مُسْنِد مُسنّ. وُلِد سنة ستٍّ وستّمائة.

وسمع من: دَاوُد بْن ملاعب، والشمس العطّار.

وهو والد شيخنا أمين الدّين أَحْمَد. أخذ عَنْهُ غير واحد.

ومات رحمه الله تعالى في رجب.

[1] ترجمة عبد الله بن الحسين هذا غير موجودة في النسخة البريطانية ومستدركة من المصرية.

وهي في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 168 ب.

[2]

انظر عن (عبد الله بن مجد الدين) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 176 ب، 177 أوفيه:

«عبد الله بن نصر اللَّه بْن أَحْمَد بْن رسلان بْن فتيان» .

[3]

في المصرية: «بن أحمد البعلبكي» .

[4]

إلى هنا انتهت النسخة البريطانية. والمستدرك بين معقوفتين من هنا إلى آخر الطبقة من النسخة المصرية.

ص: 413

631-

عَبْد اللَّه بْن أَبِي المرصفيّ [1] بْن عيسى.

عزّ الدّين الصَّرَفَنْديّ.

سَمِعَ بدمشق من: ابن الزَّبَيْديّ، ومحمد بْن حسّان، وابن صبّاح، وغيرهم.

كتب عنه المصريّون والرحّالة.

مات فِي شعبان بالقاهرة [2] .

632-

عَبْد الخالق بْن مكيّ [3] بْن عُثْمَان.

الدُّنَيْسريّ.

حدّث بدمشق عَنِ المحدّث أَبِي منصور بْن الوليد.

ومات فِي رجب رحمه اللَّه تعالى [4] .

633-

عَبْد الرَّحْمَن بْن إِبْرَاهِيم [5] بن سباع بن ضياء.

[1] انظر عن (عبد الله بن أبي المرصفي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 178 أ، ب.

[2]

ومولده في سنة خمس عشرة وستمائة بقرية بسر من قرى حوران، وأسره الفرنج وبقي عندهم بصرفند مدّة سنين ثم اشتراه غانم الصقلّي وبقي عنده مدة، وأسمعه على الشيوخ وحفّظه القرآن. قال البرزالي: سمعت منه منتقى من صحيح البخاري وغير ذلك.

[3]

انظر عن (عبد الخالق بن مكي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 177 أ.

[4]

وقال البرزالي: وكان رجلا صالحا من أهل القرآن. ومولده في أواخر سنة إحدى عشرة وستمائة.

[5]

انظر عن (عبد الرحمن بن إبراهيم) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 174 ب، وتالي كتاب وفيات الأعيان 118 رقم 112، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 71- 73 رقم 26، ودول الإسلام 2/ 146، والإشارة إلى وفيات الأعيان 378، والإعلام بوفيات الأعلام 288، والمعين في طبقات المحدّثين» رقم 2279، وتاريخ ابن الوردي 2/ 236، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 287- 289 رقم 908، ومرآة الجنان 4/ 218، والبداية والنهاية 13/ 325، وعقود الجمان للزركشي، ورقة 163، وتذكرة النبيه 1/ 143، 144، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 106، 107، وعيون التواريخ 23/ 86- 88، وفوات الوفيات 2/ 263- 265 رقم 247، وذيل التقييد 2/ 79 رقم 1185، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 8/ 163 رقم 1160، والوافي بالوفيات 18/ 96- 99 رقم 107، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 29- 32 رقم 470، وطبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير 2/ 921- 923-

ص: 414

العلّامة، الإِمَام، مفتي الإِسْلَام، فقيه الشّام، تاج الدّين، أَبُو مُحَمَّد الفَزَاريّ، البدْريّ، الْمَصْرِيّ الأصل، الدّمشقيّ، الشافعيّ، الفِركاح.

وُلِد فِي ربيع الأوّل سنة أربع وعشرين وستّمائة.

وسمع «الْبُخَارِيّ» من ابن الزَّبَيْديّ.

وسمع من: التّقيّ عَلِيّ بْن باسوَيْه، وأبي المُنَجّا بْن اللّتّيّ، ومُكَرَّم بْن أَبِي الصَّقر، وابن الصّلاح السَّخاويّ، وتاج الدّين ابن حمُّوَيه، والزَّين أَحْمَد بْن عَبْد الملك، وخلْق سواهم.

وخرّج لَهُ البِرْزاليّ عشرة أجزاء صغار عَنْ مائة نفس.

فسمع منه: ولده برهان الدّين، وابن تيميّة، والمزّيّ، وقاضي القضاة نجم الدّين ابن صَصْرَى، وكمال الدّين ابن الزّمْلكَانيّ، والشيخ عَلِيّ بْن العطّار، وكمال الدّين عَبْد الوهّاب الشّهبيّ، والمجد الصَّيْرفيْ، وأبو الْحَسَن الخَتَنيّ، والشمس مُحَمَّد بْن رافع الرَّحبيّ، وعلاء الدّين المقدسيّ، والشرف ابن سيده، وزكيّ الدّين زكري، وخلْق سواهم.

وخرج من تحت يده جماعة من القضاة والمدرّسين والمفتين. ودرّس، وناظَرَ، وصنَّف. وانتهت إلَيْهِ رئاسة المذهب كما انتهت إلى ولده.

وكان من أذكياء العالم وممّن بلغ رُتبة الاجتهاد. ومحاسنه كثيرة. وهو أجلّ من أن يُنبّه عَلَيْهِ مثلي. وكنت أقف وأسمع درسه لأصحابه فِي حلقة ابنه. وكان يلثغ بالراء غينا مَعَ جلالته، فسبحان من لَهُ الكمال. وكان لطيف الْجُبّة، قصيرا أسمر [1] ، حُلو الصورة، ظاهر الفم، مُفَركح السّاقين بهما حُنَفٌ

[ (-) ] رقم 3، والسلوك ج 1 ق 3/ 776، وعقد الجمان (3) 91، 92. والعبر 5/ 367، 368، والنجوم الزاهرة 8/ 41، وتاريخ الخلفاء 487، وكشف الظنون 342، وغيرها، وإيضاح المكنون 2/ 693، وشذرات الذهب 5/ 413، وهدية العارفين 1/ 525، والمنهل الصافي 7/ 153- 156 رقم 1367، والدليل الشافي 1/ 396 رقم 1364، وديوان الإسلام 3/ 421، 422 رقم 1620، والأعلام 3/ 293، ومعجم المؤلفين 5/ 112.

[1]

في الأصل «أسمرا» .

ص: 415

ما وريح. وكان يركب البغلة وتحفّ بِهِ أصحابنا، ويخرج بهم إلى الأماكن النَّزِهة، ويُباسطهم ويحضر المغاني، وله فِي النّفوس صورة عظيمة لهيبته وعلمه ونفعه العامّ، وتواضعه وخيره ولُطفه وجُوده.

قرأت بخطّ الشّيْخ قُطْب الدّين قَالَ [1] : انتفع بِهِ جمّ غفير، ومُعظم فقهاء دمشق وما حولها وقُضاة الأطراف تلامذته. وكان رحمه الله، عنده من الكَرَم المُفْرط وحُسن العشرة وكثْره الصّبر والاحتمال. وعدم الرغبة فِي التكثُّر من الدّنيا، والقناعة والإيثار، والمبالغة فِي اللُّطْف ولين الكلمة والأدب ما لا مزيد عَلَيْهِ، مَعَ الدّين المتين، وملازمة قيام اللّيل، والورع، وشرف النّفس، وحُسْن الخُلُق والتّواضع، والعقيدة الحسنة فِي الفقراء والصُّلحاء وزيارتهم. وله تصانيف مفيدة تدلّ عَلَى محلّه من العلم وتبحّره فِيهِ. وكانت لَهُ يد فِي النَّظْم والنَّثر.

قلت: تفقّه فِي صغره عَلَى الشّيْخ عزّ الدّين ابن عَبْد السّلام، والشيخ تقيّ الدّين ابن الصّلاح. وبرع فِي المذهب وهو شابّ وجلس للاشتغال وله بضعٌ وعشرون سنة. ودرّس فِي سنة ثمانٍ وأربعين. وكتب فِي الفتاوى وقد كمّل ثلاثين سنة.

ولمّا قدم النّوويٌ من بلده أحضروه ليشتغل عَلَيْهِ، فحمل همّه وبعث بِهِ إلى مدرسة الرواحية، ليصبح لَهُ بها بيت، ويرتفق بمعلومها. ولم يزل يُشغل من ذَلِكَ الوقت إلى أن مات.

وكانت الفتاوى تأتيه من الأقطار. وكان إذا سافر إلى بيت المقدس يتنافس أهل البرّ فِي التّرامي عَلَيْهِ، وإقامة الضيافات له. وكان أكبر من النّواويّ، رحمهما اللَّه، بسبع سنين. وكان أفقه نفسا، وأذكى قريحة، وأقوى مناظرة من الشّيْخ محيي الدّين بكثير، لكنْ كَانَ محيي الدّين أنقل للمذهب، وأكثر محفوظا منه. وهؤلاء الأئمّة اليوم هُمْ خواصّ تلامذته ابنه، وقاضي

[1] في ذيل مرآة الزمان (مخطوط) 2/ ورقة 307.

ص: 416

القضاة، والشيخ كمال الدّين ابن الزَّملكانيّ، وكمال الدّين الشهبيّ، وزكيّ الدّين زكريّا. وكان قليل العلوم، كثير البركة، مَعَ الكَرَم والإيثار والمروءة والتّجمّل. كَانَ مدرّس البادرائيّة [1] ، وُلّي تدريسها فِي سنة سبْع وسبعين، ولم يكن بيده سواها إلّا ما لَهُ عَلَى المصالح. وكذلك ولده، أمتعنا اللَّه ببقائه.

وتجد غيره لَهُ عدّة مناصب، وعليه ألوفٌ كثيرة من الدَّين. هذا وأين ما بين الرجلين من الدّين والعلم.

قَالَ، رحمه الله، ورضي عَنْهُ، حين انجفل النّاس فِي سنة ثمانٍ وخمسين:

للَّه أيام جمع الشمل ما بَرِحَتَ

بها الحوادثُ حتّى أصبحتْ سَمرا

ومبدأ [2] الحزِن من تاريخ مسألتي [3]

عنكم فلم ألقَ لا عَينًا ولا خَبَرًا [4]

يا راحلين قدرتم فالنجاء لكم

ونحن للعجز لا تستعجز القَدَرا [5]

وله:

يا كريم [6] الآباء والأجداد

وسعيد الإصدار والإيراد

كنت سعدا لنا بوعدٍ كريمٍ

لا تكن في وفائه كسُعادٍ [7]

[1] المدرسة البادرائية: داخل باب الفراديس والسلامة شماليّ جيرون، وشرقيّ الناصرية الجوّانية. كانت قبل ذلك تعرف بدار أسامة الجبليّ أحد أكابر الأمراء في عهد الناصر صلاح الدين، وبيده قلعة عجلون وكوكب، ودخلت بيروت في ولايته. (الدارس 1/ 154) .

[2]

في البداية والنهاية 13/ 325 «ومبتدأ» ، ومثله في تاريخ حوادث الزمان.

[3]

في تاريخ حوادث الزمان: «مقالتي» .

[4]

في البداية والنهاية 13/ 325 «ولا أثرا» .

[5]

الأبيات في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 72، والوافي بالوفيات 18/ 98، والبداية والنهاية 13/ 325، وفوات الوفيات 2/ 264، وعيون التواريخ 23/ 87، وعقد الجمان (3)92.

[6]

في تاريخ حوادث الزمان: «لأديم» .

[7]

البيتان في طبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير 2/ 922، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 72، والوافي بالوفيات 18/ 98، وعيون التواريخ 23/ 87، وعقد الجمان (3)92.

ومن شعره:

ص: 417

تُوُفّي الشّيْخ تاج الدّين إلى رضوان اللَّه ومغفرته بالبادرائيّة، فِي ضُحى يوم الاثنين خامس جمادى الآخرة. ودُفن بمقابر باب الصّغير، وشيّعه الخلق، وتأسّفوا عَلَى فقْده. فإنّا للَّه وإنّا إلَيْهِ راجعون. وهو الشّيْخ شمس الدين عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عُمَر أجلّ من روى «صحيح الْبُخَارِيّ» عَنِ ابن الزَّبَيْديّ.

وعاش ستّا وستّين سنة وثلاثة أشهر.

634-

عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن أَبِي البدر.

شَرَف الدّين العبّاسيّ، البغداديّ.

سَمِعَ من: إِبْرَاهِيم بْن الحُرّ، وعجيبة، وجماعة.

وعاش خمسا وسبعين سنة. ومات فِي رجب.

635-

عَبْد العزيز بْن علي [1] .

العدْل، موفّق الدّين الشُّرُوطيّ.

روى عَنْ أصحاب السِّلَفي.

مات فِي ربيع الأوّل [2] .

636-

عَبْد اللطيف بْن مُحَمَّد [3] بْن مُحَمَّد بْن نصر اللَّه.

الإِمَام بدرُ الدّين، أَبُو مُحَمَّد العبْدي، الحمويّ، الشّافعيّ، الفقيه.

[ (-) ]

يا سيّدا أشعاره أصبحت

قلائدا في عنق الدهر

ولم تكن ترضى سوى جيدة

لأنها من أنجم زهر

أبطأت بالكراس لكنني

أوضح ما يبدو به عذري

وجدته روضا ودرّا فلم

أسطع فراق الروض والدر

(تذكرة النبيه 1/ 144)، وله في: تاريخ حوادث الزمان، وعقود الجمان للزركشي، وغيره.

[1]

انظر عن (عبد العزيز بن علي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 170 أ.

[2]

ومولده سنة ثلاثين وستمائة تقريبا.

[3]

انظر عن (عبد اللطيف بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 174 أ، ب، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 99 رقم 43، وتذكرة النبيه 1/ 148، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 108، والسلوك ج 1 ق 3/ 777.

ص: 418

إمام، عالم، مدرّس، جيّد الفتوى، وافر الحُرْمة ببلده. صاحب مكارم ولُطْف وتواضع. وله نظْم ونثر.

كتب عَنْهُ شيخنا أَبُو الْحُسَيْن اليُونينيّ.

ومن شعره:

وبي رشأ قد علا شأنه

وكلّ الأنام بِهِ مرتبك

تملّكني وتملّكته

بنصف الّذي لي بِهِ قد ملك

أَنَا عبده وهو عبدي اعجبوا

فهل يملك الشخص من قد مَلَك [1] ؟

قلت: يعني تملّكني بالعينين وملكته بالعين [2] .

وقد سَمِعَ ببغداد: إِسْحَاق الكاشْغريّ، وأبي بَكْر بْن الخازن.

وبمصر من: الْحُسَيْن بْن دينار، وأبي

[3] قايماز المعظّميّ وهو عَبْد الرحيم بْن الطُّفَيْل.

وبحلب من: ابن خليل.

وبحماة من: صفيّة، وجماعة.

أخذ عَنْهُ: البِرْزاليّ [4] .

وكان رحمه الله خطيب حماة بالجامع الأعلى [5] .

637-

عَبْد الواسع بْن عَبْد الكافي [6] بْن عَبْد الواسع بْن عبد الجبّار.

[1] الأبيات في تاريخ حوادث الزمان 1/ 99.

[2]

ومن شعره:

إذا سمع الحديث عليّ شخص

ليرويه إذا ما كان موتي

سررت به ليدعو لي وإني

أودّ حياته من بعد موتي

فإن يسمح ويدعو لي تجبه

ملائكة السماء بخير صوت

[3]

في الأصل بياض مقدار كلمة.

[4]

وهو قال: مولده سنة عشرين وستمائة بحماة. سمعت عليه مسند الإمام الشافعيّ رضي الله عنه، والثقفيات، وعدّة أجزاء.

[5]

في الأصل: «الأعلا» .

[6]

انظر عن (عبد الواسع بن عبد الكافي) في: تاريخ حوادث الزمان 1/ 74، 75 رقم 29، -

ص: 419

القاضي شمس الدّين، أَبُو مُحَمَّد الأبْهَريّ، الشافعيّ، نزيل دمشق.

شيخ فقيه، جليل، عالم فاضل، وافر الدّيانة، عالي الرّواية، كثير الورع.

سَمِعَ بالموصل من: أَبِي الْحَسَن بْن روزبه.

وسمع بدمشق من: ابن الزَّبَيْديّ، وابن اللّتّيّ، وابن ماسويه، وإبراهيم ابن الخُشُوعي، وجماعة.

وأجاز لَهُ: أَبُو الفتح المنْدائيّ، وأبو أَحْمَد بْن سُكَيْنة، وعين الشمس الثّقفيّة، والمؤيَّد ابن الإخوة، وزاهر بْن أَحْمَد الثّقفيّ.

وروى الكثير.

أخذ عَنْهُ: المِزّيّ، والبِرْزاليّ، وخلْق.

وأدركه أَبُو الفتح ابن سيّد النَّاس والكثير عَنْهُ [1] .

وولي نيابة القضاء لابن الصّائغ مدّة.

وُلِد بأبْهَر [2] فِي ربيع الأول سنة تسع وتسعين وخمسمائة، ومات فِي شوّال بالخانقاه الأسَدِيّة. وقد سَمِعَ منه حضورا عَبْد الرَّحْمَن بْن المِزّيّ، وسبطه الأمين السّيواسيّ.

ولنا منه إجازة، رحمه الله.

638-

عبد الولي [بن] بحتر [3] بن حمادي.

[ (-) ] والمقتفي 1/ ورقة 178، والعبر 5/ 368، ومعجم شيوخ الذهبي 338، 339 رقم 485، والإشارة إلى وفيات الأعيان 379، والإعلام بوفيات الأعلام 288، 289، وطبقات الشافعية الكبرى 8/ 416، والوافي بالوفيات 19/ 285، 286 رقم 266، وذيل التقييد 2/ 157، 158 رقم 1344، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 81، وعقد الجمان (3) 100، وشذرات الذهب 5/ 414، والدارس 2/ 140.

[1]

هكذا بالأصل. ولعل الصواب: «وروى الكثير عنه» !!

[2]

أبهر: مدينة مشهورة بين قزوين وزنجان وهمذان من نواحي الجبل. وأخرى بليدة من نواحي أصبهان. (معجم البلدان 1/ 82 و 83.

[3]

انظر عن (عبد الولي بن بحتر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 182 أ.

ص: 420

أَبُو أَحْمَد البَعْلَبَكّيّ، الفقير، الصّالح، المقيم بمسجد الحلبيّين بالقاهرة.

روى عَنْ: الفخر الإربليّ، ويوسف بْن خليل.

ومات فِي ذي الحجّة [1] .

639-

عَبْد الوليّ بْن عَبْد الرَّحْمَن [2] بْن محمّد.

ناصر الدّين الدّمشقيّ، الحنفيّ، المؤدّب بمكتب بباب النّاطفيّين، وإمام المدرسة النّوريّة.

شيخ معمّر فاضل لَهُ هيبة عَلَى الصّبيان. وُلِد سنة إحدى وستّمائة، وقرأ القرآن عَلَى السّخاويّ.

وسمع من: ابن اللّتّيّ، ومكرّم، وغير هما.

وأخذ عنه الحفّاظ.

ومات في جمادى الأولى.

640-

عَبْد الوليّ بْن أَبِي مُحَمَّد [3] بْن خَوْلان.

الأجلّ، بهاءُ الدّين البَعْلَبَكّي. عَدْلٌ متميّز، صالح، خيِّر، كثير المكارم.

قَالَ والده شيخنا أمين الدّين مُحَمَّد: كَانَ لَهُ تسعة إخوة وثلاث أخَوات، وكان يقوم بجميع مصالحهم، وكان كتّانيّا، ثمّ صار تاجرا فِي البزّ. ثمّ تزوَّج وجاءته الأولاد، ثمّ ترك التّجارة وحجّ وأقبل عَلَى العبادة. وكان محبّبا إلى النّاس كثير الصلاة والصيام والتّلاوة.

حدّث عن: البهاء عَبْد الرَّحْمَن، وغيره.

وتُوُفّي فِي شوّال وله نحو ثمانين سنة.

[1] ومولده في أحد الربيعين سنة 611 هـ. وببعلبكّ. قال البرزالي: قرأت عليه جزء الأصمّ وغيره.

[2]

انظر عن (عبد الولي بن عبد الرحمن) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 173 ب، 174 أ، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 70، 71 رقم 25.

[3]

انظر عن (عبد الولي بن أبي محمد) في: المقتفي 1/ ورقة 179 أ.

ص: 421

قلت: سَمِعَ منه ابن أَبِي الفتح، وابنه، والبرزاليّ، وجماعة. رحمه اللَّه تعالى 641- عَبْد الوهّاب بْن مُحَمَّد [1] بْن فارس.

كمال الدّين، أَبُو مُحَمَّد المرّيّ، بالرّاء، الْمَصْرِيّ، الشافعيّ، المعدّل.

حدّث عَنْ عَبْد العزيز بْن باقا.

ومات فِي ذي القعدة، وله سبْعٌ وثمانون سنة [2] .

كتب عَنْهُ: البِرْزاليّ، وابن سيّد النّاس، وطائفة.

642-

عزيزة بِنْت عَبْد العظيم بْن عَبْد القويّ.

المقدسيّة، زَوْجَة الزَّين عَبْد الرَّحْمَن بْن هارون الثَّعلبيّ.

روت عَنْ: كريمة، وإبراهيم بْن الخُشُوعيّ.

وماتت فِي شعبان.

643-

عَلِيّ بْن أَحْمَد [3] بْن عَبْد الواحد بْن أَحْمَد.

الشّيْخ الإِمَام، الصّالح، الورع، المعمّر، العالم، مُسْند العالم، فخر الدّين، أَبُو الْحَسَن ابن العلّامة شمس الدّين أَبِي الْعَبَّاس المقدسيّ، الصّالحيّ، الحنبليّ، المعروف والده بالبخاريّ.

[1] انظر عن (عبد الوهاب بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 182 أ.

[2]

مولده سنة ثلاث وستمائة.

[3]

انظر عن (علي بن أحمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 171 أ- 172 أ، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 69، 70 رقم 23، ومعجم شيوخ الذهبي 357 رقم 513، والمعين في طبقات المحدّثين 220 رقم 2280، والمعجم المختصّ بالمحدّثين 159، 160 رقم 194، والعبر 5/ 368، والإشارة إلى وفيات الأعيان 378، والإعلام بوفيات الأعلام 288، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 325- 329 رقم 334، ومختصر الذيل 86، والمنهج الأحمد 403، ودول الإسلام 2/ 192، والبداية والنهاية 13/ 324، وعيون التواريخ 23/ 85، 86، وتذكرة النبيه 1/ 144، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 107، وغاية النهاية 1/ 520، 521 رقم 151، والذيل على التقييد 2/ 178، 179 رقم 1386، والسلوك ج 1 ق 3/ 776، 777، وعقد الجمان (3) 90، 91، والنجوم الزاهرة 8/ 32، والدليل الشافي 1/ 449، والمقصد الأرشد رقم 697، والدرّ المنضد 1/ 433 رقم 1156، وشذرات الذهب 5/ 414.

ص: 422

ولد في آخر سنة خمس وتسعين وستمائة. واستجاز لَهُ عمّه الحافظ الضّياء: أَبَا طاهر الخُشُوعيّ، وأبا المكارم اللّبّان، وأبا عَبْد اللَّه الكرّانيّ، وأبا جَعْفَر الصَّيْدلانيّ، وأبا الفَرَج بْن الْجَوزيّ، والمبارك بْن المعطوش، وهبة اللَّه بْن الْحَسَن السِّبْط، وأبا سعد الصّفّار، ومحمد بْن الخصيب القْرَشيّ، ومحمد بْن معمّر القُرَشيّ، وإدريس بن محمد آل والويه، وأبا الفخر أسعد بْن رَوْح، وزاهر بْن أَحْمَد الثّقفيّ، وأخاه أبا محمود أسعد راوي «مُسْنَد أبي يعلى» عَنِ الخلّال، وبقاء بْن جُنّد، والمفتي خَلَف بْن أَحْمَد الفرّاء، وداود بْن ماشاذة، وعبد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن البقليّ، وعبد اللَّه بْن مُسْلِم بْن جُوَالِق، وعبد الوهّاب بْن سُكَينة، وأبا زرْعة عَبْد اللَّه بْن اللّفْتوانيّ، وعبد الواحد بْن أَبِي المطهّر الصَّيدلانيّ، وعفيفة الفارقانيّة.

أجاز لَهُ هَؤُلَاءِ فِي سنة ستٍّ وتسعين وسنة سبْع. وسمع حضورا فِي الخامسة من جماعة.

وسمع «المسند» من حنبل، و «السّنن» لأبي داود، و «الجامع» للتّرمذيّ، و «الغيلانيّات» و «الجعديّات» و «القطيعيّات» ، وشيئا كثيرا من عُمَر بْن طَبَرْزَد.

وسمع من: أبِيهِ، ومحمّد بْن كامل بْن أسد العدل، وأسعد بْن أَبِي المُنَجّا القاضي، وأبي عُمَر بْن قُدامة الزّاهد، وأبي المعالي مُحَمَّد بْن وهب بْن الزّنف، وعبد الوهّاب بْن المُنَجّا، وتفرّد بالرواية عَنْهُمْ.

والخضر بْن كامل المقيّر، وعبد اللَّه بْن عُمَر بْن عَلِيّ الْقُرَشِيّ، وأبي اليمن الكندي، وأبي القاسم بن الحرستاني، وأبي الفُتُوح البكريّ، وأبي القاسم أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه السُّلَميّ، وأبي الْحُسَيْن غالب بْن عَبْد الخالق الحنفيّ، وأبي الفُتُوح بْن الْجُلاجليّ، وأبي عبد الله ابن البنّاء، وأبي الفضل أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سيدهم، وأبي مُحَمَّد بْن قُدامة، وهبة اللَّه بْن الخضر بْن طاوس، وطائفة بدمشق والجبل.

ص: 423

وأبي عَبْد اللَّه بْن أَبِي الرّدّاد، وأبي البركات عَبْد القويّ، ومرتضى بْن حاتم بمصر.

وأبي علي الأوقيّ ببيت المقدس، وظافر بْن شحم، وغيره بالثغر.

ويوسف بْن خليل بحلب، وعمر بْن كرم، وعبد السّلام الظّاهري ببغداد.

وروى الحديث سبعين سنة، فإنّ عُمَر بْن الحاجب سَمِعَ منه سنة عشرين وستمائة.

وسمع منه: الحافظان زكيُّ الدّين المنذريّ، ورشيد الدّين القرشيّ سنة نيّف وثلاثين بالقاهرة.

وقرأ عَلَيْهِ شمس الدّين ابن الكمال ابن عمّه كثيرا من الأجزاء بعد الخمسين وستّمائة.

وشرع الحفّاظ والمحدّثون فِي الإكثار عَنْهُ من بعد السّتّين، ولم يكن إذ ذاك سهلا فِي التّسميع، فلمّا كبُر وتفرّد أحبّ الرواية، وسهّل للطّلبة، وازدحموا عَلَيْهِ، ورحلوا إلَيْهِ، وبَعُد صيته فِي الآفاق، وقصد من مصر والعراق، وكثُرت عَلَيْهِ الإجازات من البلاد، وألحق الأحفاد بالأجداد. وبعث إلَيْهِ شيخنا ابن الظاهريّ بمشيخةٍ خرّجها لَهُ مَعَ البريد، فاشتهر أمرها، ونودي لها، ونُوّه بذِكرها فِي المحدّثين والفقهاء والصّبيان، وتسارعوا إلى سماعها، وانتدب لقراءتها شيخنا شرف الدّين الفزاريّ، وكان الجمع نحوا من تسعمائة نفس، فسمعها عَلَيْهِ من لم يسمع شيئا قبلها ولا بعدها، ونزل النّاس بموته درجة.

وكان فقيها، إماما، أديبا، ذكيّا، ثقة، صالحا، خيِّرًا، ورعا، فِيهِ كرم ومروءة وعقل، وعليه هيبة وسكون. وكان قد قرأ «المقنع» كلّه عَلَى الشّيْخ الموفَّق، وأذِن لَهُ فِي إقرائه، ثم اشتغل بالعائلة وتسبّب، فكان يسافر فِي التّجارة فِي بعض الأوقات. ومن بعد الثمانين ضعُف ولزِم منزله، وعاش أربعا وتسعين سنة وثلاثة أشهر.

ص: 424

سَأَلت أَبَا الحَجّاج الحافظ عَنْهُ فقال: أحد المشايخ الأكابر الأعيان الأماثل، من بيت العلم والحديث. تفرّد فِي الرواية عَنْ عامّة مشايخه سماعا وإجازة. سمعنا منه أشياء كثيرة جدّا. ولا نعلم أنّ أحدا حصل لَهُ من الحظوة فِي الرواية فِي هذه الأزمان ما حصل لَهُ.

وقال شيخنا ابن تيميّة: ينشرح صدري إذا أدخلت ابن الْبُخَارِيّ بَيْنِي وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حديث.

وقد روى عَنْهُ: الدّمياطيّ، وقاضي القضاة ابن دقيق العيد، وقاضي القضاة ابن جماعة، وقاضي القضاة ابن صَصْرى، وقاضي القضاة تقيّ الدّين سُلَيْمَان، وقاضي القضاة سعد الدّين مَسْعُود، وأبو الحَجّاج، المِزّيّ، وأبو مُحَمَّد البِرْزاليّ، وشيخنا أَبُو حفص ابن القوّاس، وأبو الوليد بْن الحَجّاج، وأبو بَكْر بْن القاسم التُّونسيّ المقرئ، وأبو الْحَسَن عَلِيّ بْن أيّوب المقدسيّ، وأبو الْحَسَن الخَتنيّ، وأبو مُحَمَّد بْن المحبّ، وأبو مُحَمَّد الحلبيّ، وأبو الْحَسَن بْن العطّار، وأبو عَبْد اللَّه العسقلانيّ رفيقنا، وأبو الْعَبَّاس البكريّ الشريشيّ، وأبو الْعَبَّاس بن تيميّة.

وإن كَانَ

[1] بقاء فليؤخّرنّ [2] أصحابه إن شاء اللَّه إلى بعد السبعين وسبعمائة.

وقد رحل إلَيْهِ أَبُو الفتح ابن سيّد النّاس اليَعْمُريّ فدخل دمشق مسلّما عَلَى قاضي القضاة شهاب الدّين، وقال: قدمتُ للسّماع من ابن الْبُخَارِيّ.

فقال: أوّل أمس دفنّاه. فتألّم لموته. وكان في ثاني ربيع الآخر [3] .

[1] في الأصل بياض مقدار كلمتين.

[2]

في الأصل: «فليأخرن» .

[3]

وفيه يقول الشيخ علاء الدين أبو الحسن علي بن مظفر الكندي الوداعي:

ألا قل لطلّاب الحديث دعوا السري

وألقوا عصى الحاضر المتختّم

ألم تعلموا أن البخاري قد قضى

وأجرى عليه دمعة كل مسلم

ص: 425

ومن شعره:

تكرّرت السُّنُون عليّ حتّى

بُلِيت وصرت من سَقْط المتاع

وقلّ النَّفع عندي غير أنّي

أعلّل للرواية بالسّماع [1]

ولا يُدري ما قرأ عَلَيْهِ الشّيْخ علي المَوْصليّ والمِزّيّ من الكتب والأجزاء، وأمّا البِرْزاليّ فقال: سَمِعْتُ منه بقراءتي وقراءة غيري ثلاثة وعشرين مجلّدا، وأكثر من خمسمائة جزء. وهو آخر من كَانَ فِي الدنيا بينه وبين رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم ثمانية رجال ثقات. وقد أجاز لي مَرْويّاته فِي سنة ثلاثٍ وسبعين [2] .

ولم أُرزَق السّماع منه، رحمه اللَّه تعالى.

644-

عَلِيّ بْن أَبِي صادق [3] الْحَسَن بْن يَحْيَى بْن صبّاح.

علاء الدّين أَبُو الْحَسَن القُرَشيّ، المخزوميّ، الْمَصْرِيّ، ثمّ الدّمشقيّ، الشافعيّ.

شيخ ثقة: فاضل، صالح، خيّر.

سَمِعَ: أبَاهُ، وأبا القاسم أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه السُّلَميّ، وأبا المجد القزوينيّ، وأبا المحاسن ابن أَبِي لُقْمة، وأبا عَبْد اللَّه بن الزّبيديّ.

[ (-) ](تذكرة النبيه 1/ 145) .

[1]

البيتان مع أبيات أخرى في البداية والنهاية 13/ 324 وفيه شعر آخر وعقد الجمان (3) 91، وزاد في تاريخ حوادث الزمان 1/ 70 بيتا ثالثا.

[2]

قول البرزالي المذكور أعلاه ليس في المقتفي، بل فيه ما يلي:

«قرأت عليه سنن أبي داود، وجامع التّرمذي، وكتاب عمل يوم وليلة لابن السنيّ، ومشيخته تخريج ابن الظاهري، والخطب النباتية. وسمعت عليه جامع الخطيب، والمقامات الحريرية، والزهد لابن المبارك، ومشيخته تخريج ابن بلبان، والجعديات، والغيلانيات، والرشا للطبراني، ومسند أبي داود الطيالسي، ونحو الثلث الأول من سنن البيهقي، والشمائل للترمذي، ومشيخة أبي تمام الرازيّ، والوقف والابتدا لابن الأنباري، ومن الأجزاء بقراءتي وقراءة غيري ما يزيد على خمسمائة جزء» . (المقتفي 1/ ورقة 171 ب) .

[3]

انظر عن (علي بن أبي صادق) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 178، وعقد الجمان (3) 100، وعيون التواريخ 23/ 91.

ص: 426

وولد سنة ستٍّ أو سبْع وستّمائة بدمشق.

وكان يسكن عند باب توما.

كتب عَنْهُ الجماعة، وأثنوا عليه. ولي منه إجازة.

مات في شعبان. وكان فقيها بالمدارس.

645-

عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه [1] بْن أَبِي الفتح.

الحرّانيّ، المقرئ، الضّرير، نزيل القاهرة، ووالد شيخنا مُحَمَّد البحريّ.

حدّث عَنْ: ابن روزبه، وغيره.

وسمع منه: البِرْزاليّ، والقُطب.

مات فِي ربيع الآخر.

646-

عَلِيّ بْن عَبْد اللّطيف [2] بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن المُغَيْزل.

الفقيه سيفُ الدّين الحمويّ.

تُوُفّي شابّا بحماة فِي المحرَّم.

647-

عَلِيّ بْن عَبْد الواحد [3] بْن عَبْد الكريم بْن خَلَف بْن نبهان.

الإِمَام، علاء الدّين، أَبُو الْحَسَن، ابن العلّامة كمال الدّين أَبِي المكارم، ابن خطيب زَمْلَكا [4] الأَنْصَارِيّ، السّماكيّ. والد الإِمَام العلامة مفتي الشّام كمال الدّين محمد.

[1] انظر عن (علي بن عبد الله) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 169 أ.

[2]

انظر عن (علي بن عبد اللطيف) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 167 ب.

[3]

انظر عن (علي بن عبد الواحد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 172 ب، 173 أ، وتالي كتاب وفيات الأعيان 118 رقم 183، وتاريخ حوادث الزمان 1/ 76 رقم 31، والعبر 5/ 369، ومرآة الجنان 4/ 219، والبداية والنهاية 13/ 325، وطبقات الفقهاء الشافعيين 2/ 926 رقم 6، وتذكرة النبيه 1/ 146، ودرّة الأسلاك 1/ ورقة 108 أ، وعيون التواريخ 23/ 92، والسلوك ج 1 ق 3/ 777، وعقد الجمان (3) 94، وشذرات الذهب 5/ 417.

[4]

زملكات زملكان: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وفتح اللام، وآخره نون. قال ابن السمعاني: هما قريتان، إحداهما ببلخ، والأخرى بدمشق. وأهل الشام يقولون: زملكا، بفتح أوله وثانيه، وضمّ لامه، والقصر، لا يلحقون به النون. قرية بغوطة دمشق.

وصاحب الترجمة منسوب إلى الشامية. (معجم البلدان 3/ 150) .

ص: 427

كَانَ إماما جليلا، وافر الحُرمة، حَسَن البزّة، مليح الصّورة، تامّ الشَّكل، مهيبا. درّس بالأمينيّة مدّة، وتوفّاه اللَّه تعالى إلى رحمته فِي ربيع الآخر وقد نيّف عَلَى الخمسين.

وقد سَمِعَ من الرشيد العطّار بمصر، ومن خطيب مردا بدمشق. ولم يحدّث.

[وكان] شهما مقداما، يتّقى شرّه ويخاف وولوعه. شُهِر عَنِ ابن جماعة أنّه شرب خمرا ثمّ أتاه وقال: اجعلني فِي حِلّ. قَالَ: نعم إذا اعترفت عند قاضٍ. نقلها الشّيْخ تاج الدّين وهذا يدلّ عَلَى دينٍ فِيهِ.

648-

عُمَر بْن عَبْد الرَّحْمَن [1] بْن جبريل.

الشّيْخ نور الدّين الطّالقانيّ، الحنفيّ.

كَانَ إماما فِي المذهب، عارفا بأصوله، خبيرا بالعربيّة، فِيهِ زُهد وانقطاع وخير.

وتُوُفّي بدمشق فِي صفر بالمارستان.

649-

عُمَر بْن علنديّ [2] .

الحارس.

سَمِعَ من: ابن اللّتّيّ.

وحدَّث.

تُوُفّي فِي ربيع الأوّل.

650-

عُمَر بْن محمد [3] بْن عَبْد العزيز بْن أحمد بْن عُمَر بْن سالم بْن باقا.

بهاء الدّين، أبو حفص البغداديّ الأصل، المصريّ.

[1] انظر عن (عمر بن عبد الرحمن) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 169 ب.

[2]

انظر عن (عمر بن علندي) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 170 ب.

[3]

انظر عن (عمر بن محمد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 175 ب.

ص: 428

روى عَنْ: جدّه، ومحمد بْن محمود الدوي.

ومات في رمضان وله سبعون سنة.

سمع منه: البرزاليّ، واليعمريّ، وجماعة.

651-

عمر بن يحيى [1] بن عمر بن حمد.

الشيخ فخر الدّين الكرجيّ [2] الشافعيّ، نزيل دمشق.

ولد بالكرج [3] سنة تسع وتسعين وخمسمائة. وقدم دمشق فلزم الشيخ تقيّ الدّين ابن الصّلاح، وخدمه وتفقّه عليه.

وسمع من: ابن الزّبيديّ، وابن اللّتّيّ، والبهاء عبد الرحمن المقدسيّ.

وحدّث «بالبخاريّ» وبكثيرٍ من مسموعاته. وتزوَّج بِنْت شيخه تقيّ الدّين.

وكان ضعيفا، حدّث بما لم يسمع.

وذكر أبو عُمرو المقاتلي أنّه رآه قد ألحق اسم زين الدّين الفارقيّ فِي «الغيلانيّات» عَلَى ابن الصّلاح.

قَالَ: وكان يُلِحق اسمه فِي الإسجالات عَلَى القضاة، سامحه اللَّه وغفر لَهُ.

قلت: روى عَنْهُ جماعة. وحدّث عَنْهُ أَبُو الْحَسَن العطّار «بصحيح الْبُخَارِيّ» . وأجاز له مرويّاته.

[1] انظر عن (عمر بن يحيى) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 172 أ، والعبر 5/ 369، ومعجم شيوخ الذهبي 406، 407 رقم 589، والمعجم المختصّ بالمحدّثين 185- 189 رقم 233، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 8/ 344 رقم 1237، والبداية والنهاية 13/ 326، وطبقات الفقهاء الشافعيين 2/ 928، 929 رقم 7، وعيون التواريخ 23/ 93، وذيل التقييد 2/ 256، 257 رقم 1569، وعقد الجمان (3) 95، والنجوم الزاهرة 8/ 33، ولسان الميزان 4/ 338، 339 رقم 966 (طبعة بيروت 5/ 252، 253 رقم 6224) ، وشذرات الذهب 5/ 417.

[2]

في البداية والنهاية، ولسان الميزان (طبعة حيدرآباد) ، وعقد الجمان، والنجوم الزاهرة:

«الكرخي» وهو غلط.

[3]

قال البرزالي: وهو بلد بين همذان وأصبهان من عراق العجم. بفتح أوله وثانيه وآخره جيم. (معجم البلدان 4/ 446) .

ص: 429